موسى بن ربيع البلوي
11-26-2006, 04:40 PM
ب1
س1
....
- 1 -
أدار محرك سيارته هامساً في نفسه : و ماذا يفعل ملبغ الف ريال لأسرة مكونة من عشرة أفراد ...
- الحمد لله على كل حال ... قالها ثم اردف لا شك أنهم بأمس الحاجة له ..
.. رجع بجسمه قليلاً للخلف ، مسنداً رأسه الى مقعد السيارة .. سرح بفكره قليلاً و كأنه ينتظر ولادة فكرةٍ ما .
- آآه .. لماذا لا أذهب للتاجر ( فلان ) سأجد عنده مزيد مساعدة بحول الله و قوته .
.. أعتدل في جلسته سريعاً ثم أدار مقود سيارته بحماس متجهاً الى التاجر و كل علامات التفائل ترتسم على وجهه ..
- 2 -
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
- أنا خالد ، كنت قد هاتفتك قبل قليل بخصوص مساعدة أحدى الأسر .
- أهلاً بك ، إذهب الى المحاسب ، ستجد عنده ظرفاً يخص طلبك ، ثم توجه الى المستودع ستجد بعض المواد الغذائية ، و لا تنسانا من الدعاء .
- شكراً ... شكراً .... ..... شكراً ... قالها و هو يدير ظهره و يسرع من خطواته متجهاً الى حيث وجهه التاجر .
- 3 -
رَنَّ الجرس ثم طَرَقَ الباب ..
- من بالباب ( صوت الطفلة هدى ذات الأربع سنوات إنها يعرفه جيداً ) .
- أنا خالد ، أخبري والدتك بوجودي .
- فتحت هدى الباب ، و لم تلبث ثواني الا و تجري مسرعة .. الشيخ جاء .. الشيخ جاء .. أحمد .. محمد ... تنادى إخوتها ..
- تفضلي يا أم أحمد ، رجاءاً التوقيع هنا بالاستلام ، مدت يدها باستحياء شديد أخذت الظرف و انكفأت الى الخلف لتضع بصمة إبهامها على الورقة فهي لا تعرف توقع كما تقول .
.. خلال ذلك كان الطفل الصغير ( هيثم ) الذي يقارب عمره الثلاث سنوات يجره من ثوبه .. يا شيخ ... يا شيخ ... جبت لنا حلاوه ؟
- نعم يا حبيبي ، تفضل .
- يااااااااااا حبيييييييييبيييييي ... هيييييييييييييييه .. يركض الطفل في حوش منزله ( حلاااوه ) .
... لم يتمالك خالد عبرته و هو يقوم بإنزال المواد الغذائية مع بعض الأشياء الأخرى التي اشتراها ( لحم - العاب .. ) .
- يا شيخ .... يا شيخ .. أنا أحبك .. كل يوم تعال لنا ... قالتها ( عنود ) التي تكبر هُدى بعام ، هنا لم يملك خالد دمعته .. احتضنها .. قبّلها .. مسح على رأسها و هو يقول : " إن شاء الله دائماً آتيكم "
- خرج مسرعاً لعدم استطاعته تحمل هذا الموقف و حتى لا يجرح كبرياء الأم برؤية منظر أبنائها و هم يتخاطفون ما على الأرض من مواد غذائية و غيرها .
- يا شيخ .. الله يخليك ... الله يحفظك ... الله يخلي لك عيالك ..... ، لازال صوت أم أحمد يتردد على مسمعه و هو يغلق الباب .
... و لا زال صدى صوتها يتردد في أذانه و هو يقود سيارته متوجهاً الى منزله و دموعه قد أغرقت ( غترته ) البيضاء .
.... أطلق صرخة غطت صوت القارئ الشيخ ( السديس ) المنبعث من مسجل سيارته : " لماذاااا ؟ ... لماذا هذه القسوة من المجتمع أما لهذه الأم من أقارب ، أما لها من جيران ؟! "
س1
....
- 1 -
أدار محرك سيارته هامساً في نفسه : و ماذا يفعل ملبغ الف ريال لأسرة مكونة من عشرة أفراد ...
- الحمد لله على كل حال ... قالها ثم اردف لا شك أنهم بأمس الحاجة له ..
.. رجع بجسمه قليلاً للخلف ، مسنداً رأسه الى مقعد السيارة .. سرح بفكره قليلاً و كأنه ينتظر ولادة فكرةٍ ما .
- آآه .. لماذا لا أذهب للتاجر ( فلان ) سأجد عنده مزيد مساعدة بحول الله و قوته .
.. أعتدل في جلسته سريعاً ثم أدار مقود سيارته بحماس متجهاً الى التاجر و كل علامات التفائل ترتسم على وجهه ..
- 2 -
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
- أنا خالد ، كنت قد هاتفتك قبل قليل بخصوص مساعدة أحدى الأسر .
- أهلاً بك ، إذهب الى المحاسب ، ستجد عنده ظرفاً يخص طلبك ، ثم توجه الى المستودع ستجد بعض المواد الغذائية ، و لا تنسانا من الدعاء .
- شكراً ... شكراً .... ..... شكراً ... قالها و هو يدير ظهره و يسرع من خطواته متجهاً الى حيث وجهه التاجر .
- 3 -
رَنَّ الجرس ثم طَرَقَ الباب ..
- من بالباب ( صوت الطفلة هدى ذات الأربع سنوات إنها يعرفه جيداً ) .
- أنا خالد ، أخبري والدتك بوجودي .
- فتحت هدى الباب ، و لم تلبث ثواني الا و تجري مسرعة .. الشيخ جاء .. الشيخ جاء .. أحمد .. محمد ... تنادى إخوتها ..
- تفضلي يا أم أحمد ، رجاءاً التوقيع هنا بالاستلام ، مدت يدها باستحياء شديد أخذت الظرف و انكفأت الى الخلف لتضع بصمة إبهامها على الورقة فهي لا تعرف توقع كما تقول .
.. خلال ذلك كان الطفل الصغير ( هيثم ) الذي يقارب عمره الثلاث سنوات يجره من ثوبه .. يا شيخ ... يا شيخ ... جبت لنا حلاوه ؟
- نعم يا حبيبي ، تفضل .
- يااااااااااا حبيييييييييبيييييي ... هيييييييييييييييه .. يركض الطفل في حوش منزله ( حلاااوه ) .
... لم يتمالك خالد عبرته و هو يقوم بإنزال المواد الغذائية مع بعض الأشياء الأخرى التي اشتراها ( لحم - العاب .. ) .
- يا شيخ .... يا شيخ .. أنا أحبك .. كل يوم تعال لنا ... قالتها ( عنود ) التي تكبر هُدى بعام ، هنا لم يملك خالد دمعته .. احتضنها .. قبّلها .. مسح على رأسها و هو يقول : " إن شاء الله دائماً آتيكم "
- خرج مسرعاً لعدم استطاعته تحمل هذا الموقف و حتى لا يجرح كبرياء الأم برؤية منظر أبنائها و هم يتخاطفون ما على الأرض من مواد غذائية و غيرها .
- يا شيخ .. الله يخليك ... الله يحفظك ... الله يخلي لك عيالك ..... ، لازال صوت أم أحمد يتردد على مسمعه و هو يغلق الباب .
... و لا زال صدى صوتها يتردد في أذانه و هو يقود سيارته متوجهاً الى منزله و دموعه قد أغرقت ( غترته ) البيضاء .
.... أطلق صرخة غطت صوت القارئ الشيخ ( السديس ) المنبعث من مسجل سيارته : " لماذاااا ؟ ... لماذا هذه القسوة من المجتمع أما لهذه الأم من أقارب ، أما لها من جيران ؟! "