ناصر
11-30-2006, 07:02 PM
اسعد الله اوقاتكم بكل الخير
من فترة وضعت موضوع خاص عن الترجمة، واليوم موضوع عن النقد واتمنى ان ينال اعجابكم
النقد
مفهومة: النقد بمفهومه الاصطلاحي هو قراءة النصوص الادبية وتفسيرها وتقويمها، والنقد ملكة موجودة عند اغلب الناس لكنها تحتاج الي صقل وتنمية، وهو بذلك يصبح باب من العلم لا يتهيأ لكل امريء الخوض فيه.
كما انه يحسن هنا لتفريق بين النقد والانتقاد فالنقد هو اختبار الشيء لتمييز جيده من رديئه، اما الانتقاد فهو اظهار العيب
وظيفة النقد:
1- شرح الاعمال الادبية وتفسيرها
2- الحكم على هذه الاعمال او تقويمها
3- تنظيم وتبويب الاعمال الادبية
ظهر النقد المنهجي في العصر العباسي حينما قام على القواعد والاسس والمعاير والعلل، وكان هذا النقد بخلاف ذلك الذي ظهر من قبل حيث كان اقرب للانطباعاو الراي الشخصي.
مبرر وجود النقد:
النقد هو المجهر الذي يتم تحته فحص النسيج ، والناقد كالصائغ وهناك نوعان من الصاغة:
الاول- نوع يتعرف الى قيمة المعدن من رنينه او من بريقه
الثاني- نوع يحكه ويقشر طلائه ( وقد يلحق ذلك ضررا بالمعادن التي يتم فحصها ) ، وقد شبه احد النقاد ذلك النوع من النقاد الذي يقشر جماليات النصوص بحثا عن معنى كمن يقوم بتشريح فراشة بسكين يليق بفيل
وعلى الناقد الا يشرح النص كما لو انه يشرح بصلة، فشذا الزهرة لا يتضح في التشريح وانما بالتذوق
وبما ان مهمة النقد هي التحليل والشرح والتفسير والتنظيم والتبويب، فانه ضروري للادب ( اي ادب) فكما يقول توفيق الحكيم: للأدب يدان.. يمناه الخلق الذي يبتكر ويسراه النقد الذي ينظم ويفسر.
ولذا بدون وجود النقد يصعب وجود ادب راقي ، فربما يكتب احد الزنوج في ادغال افريقيا قصيدة رائعة، لان الحس الفني ينبت في اي مكان، لكننا لا نستطيع ان نتحدث عن ادب الزنوج ، لانه لم يوجد النقد الذي يفسر وينظم ويبوب وبالتالي تضيع القصيدة ولا تعيش طويلا
مهمات الناقد:
الناقد مرتهن منذ اللحظة الاولى لمهمة الايضاح والتفسير والتأويل ومحاولة الفهم وهناك من النقاد من يستند الى مخزونه المعرفي في تصنيفه للنصوص
صفات الناقد:
1- ان يكون بحرا عميق الاطلاع في الادب الذي يدرسه والاداب ااخرى القائمة.
2- واسع الافق ليفهم كل الاغراض .
3- ليس للناقد ان يحكم بميله، ذلك ان الناقد يجب ان يحكم على الاثر الادبي بناء على قيمته الذاتية، لا بما يمليه عليه مزاجه الخاص، فالناقد الذي يكره مثلا شعر المديح، اما ان يمتنع عن نقد قصيدة في المديح، واما ان يتجرد من بغضه للنوع ويزنها بميزانها في بابها ( شعر المديح)
اسلوب الناقد :
1- البدء بالجوهري والمهم في لعمل الذي امامه، فذاك يعطي قوة للمادة النقدية
2- استخدام لغة بسيطة مطعمة بلغة الاختصاص النقدي
3- التحلى بالموضوعية والذاتية دون تجني، فالنقد علم قائم على مناهج علمية، والذاتية هي رؤية الناقد وموقفه من العمل الذي يقيمه.
والنقد الصحيح هو الكتابة من الداخل لا من النوافذ البعيدة المحصنة، بل بالاقتراب من النقطة الساخنة.
وخير منهج للناقد هو ان يجمع في نقده بين شتى الاعتبارات، ويؤلف بين مختلف النظريات، فيختار الاثر من بين مختلف الاثار بذوقه، كاشفا عن نواحي جماله، ثم يحلله بغربال علمه، ليخرج لنا ما انطبق منه على الاصول وما لم ينطبق، ذلك لمجرد التحليل والبحث، والدرس.
ثم يقيم الاثر بقيمته في المحيط الادبي القومي او الانساني ، ووضعه في مكانه من خانة لنوع، ومقارنته بالسابقين له في ذلك، السجل، مبينا مدى تاثره واياهم، ومبلغ اتفاقه معهم في المذهب او اختلافه عنهم في المسلك، أمكرر هو أو مؤكد، ام مجتهد في باب معروف، ام هو فاتح او ضارب في طريق غير مالوف.
فعند تناول الناقد للنص يبدا في تحديد مكانة هذا الوليد في عائلة المؤلفات الادبية.
و من الادباء منهم من تكونت شخصيته فاثر في غيره، ومنهم الناشيء الذي يتاثر ، والنقد لاديب الجديد موجه، ياخذ بيده، وللقديم مفسر ومحلل.
هل للنقد اصول معينة:
اجتهد اعلام النقد وأئمة البلاغة في التقنين والاستنباط، وخرجوا باصول قالوا انه في المقدور ان نقيس بها الخلق الفني ، فنعرف جيده من رديئه، زنميز معدنه الطيب من معدنه الخبيث.
لكن هناك كثير من بدائع الفن والادب الخالدة يخرج عن تلك الاصول، فتراه احيانا لا يخلو من نقص في البلاغة او ركاكة في الغة او اخطاء في النحو، او وقوع في اللغو، ولكن الى جانب تلك المأخذ روعة ما بعدها روعة، ثم هناك اثر ادبي اخر انطبقت عليه الاصول تمام الانطباق، فصاحة ومنطق بدون اغلاط، وقد تكد الفطنة فلا تعثر فيه على هنة من أضأل الهنات، كل شيء فيه صحيح، سليم، متين، ولكنا نحس - مع ذلك- ان لا شيء فيه يحركنا او يهز نفوسنا.
هذا لان هناك شيء في الادب لا ندري به، يخرج عن كل قاعدة ويهزأ بكل أصل، هو الذي يجعل الجميل جميلا والقبيح قبيحا.
نقد الكاتب لنصه:
يقصد به ان الكاتب يخضع عمله للتقييم الذاتي، كأن يتفحص الشاعر قصيدته قبل ان ينشرها، فيتعهد قصيدته بالتهذيب والتقويم، وقد دعا احد الشعراء الغربين الى فحص مسودات الشعراء باعتبارها النقد في ذروته التطبيقية، فانهم " اي الشعراء" اذ يشطبون ويستبدلون كلمة باخرى، يمارسون نقدا داخليا حميماً.
ومع تراكم الخبرة تزداد مقدرة الكاتب على تقييم اعماله، فللزمن اثر في عمق الرؤيا ودقة التحليل وسلامة الاحكام، فيتمتع المرء مع الزمن بقدرة على اختراق القشور توصلا الى الباب.
من خرابيطي
موضوعنا القادم عن علم البيان ... طبعا نقدم لمحة بسيطة تعريفية عنه
اجمل تحية والى الملتقى
من فترة وضعت موضوع خاص عن الترجمة، واليوم موضوع عن النقد واتمنى ان ينال اعجابكم
النقد
مفهومة: النقد بمفهومه الاصطلاحي هو قراءة النصوص الادبية وتفسيرها وتقويمها، والنقد ملكة موجودة عند اغلب الناس لكنها تحتاج الي صقل وتنمية، وهو بذلك يصبح باب من العلم لا يتهيأ لكل امريء الخوض فيه.
كما انه يحسن هنا لتفريق بين النقد والانتقاد فالنقد هو اختبار الشيء لتمييز جيده من رديئه، اما الانتقاد فهو اظهار العيب
وظيفة النقد:
1- شرح الاعمال الادبية وتفسيرها
2- الحكم على هذه الاعمال او تقويمها
3- تنظيم وتبويب الاعمال الادبية
ظهر النقد المنهجي في العصر العباسي حينما قام على القواعد والاسس والمعاير والعلل، وكان هذا النقد بخلاف ذلك الذي ظهر من قبل حيث كان اقرب للانطباعاو الراي الشخصي.
مبرر وجود النقد:
النقد هو المجهر الذي يتم تحته فحص النسيج ، والناقد كالصائغ وهناك نوعان من الصاغة:
الاول- نوع يتعرف الى قيمة المعدن من رنينه او من بريقه
الثاني- نوع يحكه ويقشر طلائه ( وقد يلحق ذلك ضررا بالمعادن التي يتم فحصها ) ، وقد شبه احد النقاد ذلك النوع من النقاد الذي يقشر جماليات النصوص بحثا عن معنى كمن يقوم بتشريح فراشة بسكين يليق بفيل
وعلى الناقد الا يشرح النص كما لو انه يشرح بصلة، فشذا الزهرة لا يتضح في التشريح وانما بالتذوق
وبما ان مهمة النقد هي التحليل والشرح والتفسير والتنظيم والتبويب، فانه ضروري للادب ( اي ادب) فكما يقول توفيق الحكيم: للأدب يدان.. يمناه الخلق الذي يبتكر ويسراه النقد الذي ينظم ويفسر.
ولذا بدون وجود النقد يصعب وجود ادب راقي ، فربما يكتب احد الزنوج في ادغال افريقيا قصيدة رائعة، لان الحس الفني ينبت في اي مكان، لكننا لا نستطيع ان نتحدث عن ادب الزنوج ، لانه لم يوجد النقد الذي يفسر وينظم ويبوب وبالتالي تضيع القصيدة ولا تعيش طويلا
مهمات الناقد:
الناقد مرتهن منذ اللحظة الاولى لمهمة الايضاح والتفسير والتأويل ومحاولة الفهم وهناك من النقاد من يستند الى مخزونه المعرفي في تصنيفه للنصوص
صفات الناقد:
1- ان يكون بحرا عميق الاطلاع في الادب الذي يدرسه والاداب ااخرى القائمة.
2- واسع الافق ليفهم كل الاغراض .
3- ليس للناقد ان يحكم بميله، ذلك ان الناقد يجب ان يحكم على الاثر الادبي بناء على قيمته الذاتية، لا بما يمليه عليه مزاجه الخاص، فالناقد الذي يكره مثلا شعر المديح، اما ان يمتنع عن نقد قصيدة في المديح، واما ان يتجرد من بغضه للنوع ويزنها بميزانها في بابها ( شعر المديح)
اسلوب الناقد :
1- البدء بالجوهري والمهم في لعمل الذي امامه، فذاك يعطي قوة للمادة النقدية
2- استخدام لغة بسيطة مطعمة بلغة الاختصاص النقدي
3- التحلى بالموضوعية والذاتية دون تجني، فالنقد علم قائم على مناهج علمية، والذاتية هي رؤية الناقد وموقفه من العمل الذي يقيمه.
والنقد الصحيح هو الكتابة من الداخل لا من النوافذ البعيدة المحصنة، بل بالاقتراب من النقطة الساخنة.
وخير منهج للناقد هو ان يجمع في نقده بين شتى الاعتبارات، ويؤلف بين مختلف النظريات، فيختار الاثر من بين مختلف الاثار بذوقه، كاشفا عن نواحي جماله، ثم يحلله بغربال علمه، ليخرج لنا ما انطبق منه على الاصول وما لم ينطبق، ذلك لمجرد التحليل والبحث، والدرس.
ثم يقيم الاثر بقيمته في المحيط الادبي القومي او الانساني ، ووضعه في مكانه من خانة لنوع، ومقارنته بالسابقين له في ذلك، السجل، مبينا مدى تاثره واياهم، ومبلغ اتفاقه معهم في المذهب او اختلافه عنهم في المسلك، أمكرر هو أو مؤكد، ام مجتهد في باب معروف، ام هو فاتح او ضارب في طريق غير مالوف.
فعند تناول الناقد للنص يبدا في تحديد مكانة هذا الوليد في عائلة المؤلفات الادبية.
و من الادباء منهم من تكونت شخصيته فاثر في غيره، ومنهم الناشيء الذي يتاثر ، والنقد لاديب الجديد موجه، ياخذ بيده، وللقديم مفسر ومحلل.
هل للنقد اصول معينة:
اجتهد اعلام النقد وأئمة البلاغة في التقنين والاستنباط، وخرجوا باصول قالوا انه في المقدور ان نقيس بها الخلق الفني ، فنعرف جيده من رديئه، زنميز معدنه الطيب من معدنه الخبيث.
لكن هناك كثير من بدائع الفن والادب الخالدة يخرج عن تلك الاصول، فتراه احيانا لا يخلو من نقص في البلاغة او ركاكة في الغة او اخطاء في النحو، او وقوع في اللغو، ولكن الى جانب تلك المأخذ روعة ما بعدها روعة، ثم هناك اثر ادبي اخر انطبقت عليه الاصول تمام الانطباق، فصاحة ومنطق بدون اغلاط، وقد تكد الفطنة فلا تعثر فيه على هنة من أضأل الهنات، كل شيء فيه صحيح، سليم، متين، ولكنا نحس - مع ذلك- ان لا شيء فيه يحركنا او يهز نفوسنا.
هذا لان هناك شيء في الادب لا ندري به، يخرج عن كل قاعدة ويهزأ بكل أصل، هو الذي يجعل الجميل جميلا والقبيح قبيحا.
نقد الكاتب لنصه:
يقصد به ان الكاتب يخضع عمله للتقييم الذاتي، كأن يتفحص الشاعر قصيدته قبل ان ينشرها، فيتعهد قصيدته بالتهذيب والتقويم، وقد دعا احد الشعراء الغربين الى فحص مسودات الشعراء باعتبارها النقد في ذروته التطبيقية، فانهم " اي الشعراء" اذ يشطبون ويستبدلون كلمة باخرى، يمارسون نقدا داخليا حميماً.
ومع تراكم الخبرة تزداد مقدرة الكاتب على تقييم اعماله، فللزمن اثر في عمق الرؤيا ودقة التحليل وسلامة الاحكام، فيتمتع المرء مع الزمن بقدرة على اختراق القشور توصلا الى الباب.
من خرابيطي
موضوعنا القادم عن علم البيان ... طبعا نقدم لمحة بسيطة تعريفية عنه
اجمل تحية والى الملتقى