عبدالقادر العياد
12-01-2006, 12:29 AM
بداية .. السلام عليكم ..وأسعد الله أوقاتكم جميعاً
لعل العنوان يثير البعض ..
وقد يدفعهم الى قراءة الموضوع ..
وهذا هو الهدف الأول .. أما الهدف الثاني ..
فهو أن نساهم معاً في درء هذه المفسدة الكبيرة - التي تتحدث عنها هذه الأسطر- وتوعية مجتمعنا
وخصوصاً فئة الشباب ..
( الرومانسية: أبحث عن شاب رومانسي )
( عاشقة : أريد شاب وسيم )
بمثل هذه العبارات وما تحمله من دلالات وأبعاد، دخلنا عالم البث الفضائي من خلال أكثر من 30 قناة عربية تبث على مدار الأربع وعشرين ساعة ، لا يتعدى مضمون مادتها الإعلامية تحريك الغرائز مع حركة أجساد فتيات الفيديو كليب ، والعزف على أوتار المتردية والنطيحة من أهل المغنى ، امتزاج عجيب بين نشاز الحناجر والعرق الساقط تحت أقدام بائعات الجسد الرخيص الذي يوحي في تمايله برعشة الموت لذائقتنا الفنية والأدبية .
( عاشق الليل : متابع يا الرومانسيه )
وعبارة أخرى تعلن مع ظهورها على شريط الرسائل ، متابع آخر وزبون جديد يتلقف الطعم ، ويبدأ مشوار السهر ودفع فواتير البث الفضائي .
الأمر لا يتعدى غرفة صغيرة وجهاز صغير ومجموعة من أغاني الفيديو كليب وممثل بارع (الكنترول)، يستطيع أن يتقمص أكثر من شخصية كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، ليقوم بمحادثة الباحثين عن الحب عبر شريط الرسائل . تقتات هذه القنوات الفضائية على رسائل ( مسجات) المراهقين عقلياً حتى لو تجاوزوا سن الخمسين ، فكل رسالة تحمل جزءا من فاتورة هذا البث ، وفي هذا السبيل لابد من خلق عناصر الجذب؛ لتكون الطعم الذي يتصيدون به باعثي الرسائل والمسجات ، وغالباً لا يتعدى ذلك مجموعة من الأسماء الأنثوية أو الذكورية التي تحمل ملامح العشق والهيام والرومانسية .
في إحصائية سريعة لإحدى القنوات ، اتضح أن 80% من أسماء المشاركين في شريط الرسائل هم مجرد أسماء وهمية ، توحي للمشاهد بأن هناك الكثير من المتابعين .. ليبدأ هو أيضاً في الولوج إلى هذا المحفل لعله يظفر بصيد ثمين يكمل معه سهرة الغباء المفرط وضياع الوقت .
أحدهم قال بأنه استمر في علاقة حب وهيام عبر شريط الرسائل في إحدى القنوات ولمدة تزيد عن الثلاثة أشهر دفع فيها ما يكفي تكاليف زواجه ، ليكتشف بعد ذلك بأن ( حبيبته ) لم تكن سوىا موظف الكنترول الذي استيقظ ضميره فجأة ليعلن له الحقيقة الباعثه على الضحك المبكي ( أنا حبيبتك ) .
ولكي تكتمل أبعاد الصورة ، ويستمر هذا النصب الفضائي ، لا مانع من السماح بعرض أجزاء من أرقام الهواتف لتبقى الأجزاء المفقودة الخيط الذي يربط العشاق على مدار الوقت في انتظار ظهورها على أحر من الجمر .
"الفن رسالة" .. هذه الرسائل (المسجات) هي الوقود الذي يضمن استمرار هذا العبث الفضائي ، وهذا الفساد والعهر الفني الذي أزال آخر أوراق التوت عن " تلك الرسالة " التي يحملها الفن لتتضح معالم الرسالة وما تحمله ..
انحدار سريع في قيمنا وتسويق يرتكز على إثارة الغرائز ونشر الفساد وقتل الوقت لم يشفع ما يمر به عالمنا العربي والإسلامي من الآم في إيقافه ولو بشكل مؤقت ، ففي الوقت الذي تظهر القنوات الإخبارية صور أشلاء تلك العائلة على شاطئ غزة ، وعويل تلك الصغيرة التي فقدت عائلتها في لمح البصر ، ضغطة "زر" صغيرة على جهاز التحكم ( الريموت كنترول ) كافية بنقلك إلى عالم آخر من الرقص والأغاني ورسائل العشاق ، دون أدنى مؤشر على معايشة هذا الواقع والإحساس بمشاعر ملايين العرب والمسلمين .
وفي الوقت الذي يحمل شريط الرسائل في القنوات الإخبارية أعداد القتلى في عراقنا الجريح ، تجد في تلك القنوات شريط آخر يحمل عبارات الغزل الصريح ومواعيد الغرام مع خلفية راقصة لفرقة عراقية ، لا تحمل من العراق سوى صوت إيقاعاته ،ولا تنتمي إلا لمن يدفع أكثر . وحين تكون المعادلة اختصارا للكثير من التجارب والدراسات والمزيد من النقاشات ، تصبح المعادلة هنا أكثر وضوحاً وأعمق رسوخاً وأشد إيلاماً في عالم من المادية والسطحية التي طغت على كل شيء فتوجت هذا العصر بالحقيقة المؤلمة بأن ( المشاهد .. شاهد ) وأن الجمهور (عاوز كذا) .
تحيتي لوعيكم ... دمتم بخير
لعل العنوان يثير البعض ..
وقد يدفعهم الى قراءة الموضوع ..
وهذا هو الهدف الأول .. أما الهدف الثاني ..
فهو أن نساهم معاً في درء هذه المفسدة الكبيرة - التي تتحدث عنها هذه الأسطر- وتوعية مجتمعنا
وخصوصاً فئة الشباب ..
( الرومانسية: أبحث عن شاب رومانسي )
( عاشقة : أريد شاب وسيم )
بمثل هذه العبارات وما تحمله من دلالات وأبعاد، دخلنا عالم البث الفضائي من خلال أكثر من 30 قناة عربية تبث على مدار الأربع وعشرين ساعة ، لا يتعدى مضمون مادتها الإعلامية تحريك الغرائز مع حركة أجساد فتيات الفيديو كليب ، والعزف على أوتار المتردية والنطيحة من أهل المغنى ، امتزاج عجيب بين نشاز الحناجر والعرق الساقط تحت أقدام بائعات الجسد الرخيص الذي يوحي في تمايله برعشة الموت لذائقتنا الفنية والأدبية .
( عاشق الليل : متابع يا الرومانسيه )
وعبارة أخرى تعلن مع ظهورها على شريط الرسائل ، متابع آخر وزبون جديد يتلقف الطعم ، ويبدأ مشوار السهر ودفع فواتير البث الفضائي .
الأمر لا يتعدى غرفة صغيرة وجهاز صغير ومجموعة من أغاني الفيديو كليب وممثل بارع (الكنترول)، يستطيع أن يتقمص أكثر من شخصية كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، ليقوم بمحادثة الباحثين عن الحب عبر شريط الرسائل . تقتات هذه القنوات الفضائية على رسائل ( مسجات) المراهقين عقلياً حتى لو تجاوزوا سن الخمسين ، فكل رسالة تحمل جزءا من فاتورة هذا البث ، وفي هذا السبيل لابد من خلق عناصر الجذب؛ لتكون الطعم الذي يتصيدون به باعثي الرسائل والمسجات ، وغالباً لا يتعدى ذلك مجموعة من الأسماء الأنثوية أو الذكورية التي تحمل ملامح العشق والهيام والرومانسية .
في إحصائية سريعة لإحدى القنوات ، اتضح أن 80% من أسماء المشاركين في شريط الرسائل هم مجرد أسماء وهمية ، توحي للمشاهد بأن هناك الكثير من المتابعين .. ليبدأ هو أيضاً في الولوج إلى هذا المحفل لعله يظفر بصيد ثمين يكمل معه سهرة الغباء المفرط وضياع الوقت .
أحدهم قال بأنه استمر في علاقة حب وهيام عبر شريط الرسائل في إحدى القنوات ولمدة تزيد عن الثلاثة أشهر دفع فيها ما يكفي تكاليف زواجه ، ليكتشف بعد ذلك بأن ( حبيبته ) لم تكن سوىا موظف الكنترول الذي استيقظ ضميره فجأة ليعلن له الحقيقة الباعثه على الضحك المبكي ( أنا حبيبتك ) .
ولكي تكتمل أبعاد الصورة ، ويستمر هذا النصب الفضائي ، لا مانع من السماح بعرض أجزاء من أرقام الهواتف لتبقى الأجزاء المفقودة الخيط الذي يربط العشاق على مدار الوقت في انتظار ظهورها على أحر من الجمر .
"الفن رسالة" .. هذه الرسائل (المسجات) هي الوقود الذي يضمن استمرار هذا العبث الفضائي ، وهذا الفساد والعهر الفني الذي أزال آخر أوراق التوت عن " تلك الرسالة " التي يحملها الفن لتتضح معالم الرسالة وما تحمله ..
انحدار سريع في قيمنا وتسويق يرتكز على إثارة الغرائز ونشر الفساد وقتل الوقت لم يشفع ما يمر به عالمنا العربي والإسلامي من الآم في إيقافه ولو بشكل مؤقت ، ففي الوقت الذي تظهر القنوات الإخبارية صور أشلاء تلك العائلة على شاطئ غزة ، وعويل تلك الصغيرة التي فقدت عائلتها في لمح البصر ، ضغطة "زر" صغيرة على جهاز التحكم ( الريموت كنترول ) كافية بنقلك إلى عالم آخر من الرقص والأغاني ورسائل العشاق ، دون أدنى مؤشر على معايشة هذا الواقع والإحساس بمشاعر ملايين العرب والمسلمين .
وفي الوقت الذي يحمل شريط الرسائل في القنوات الإخبارية أعداد القتلى في عراقنا الجريح ، تجد في تلك القنوات شريط آخر يحمل عبارات الغزل الصريح ومواعيد الغرام مع خلفية راقصة لفرقة عراقية ، لا تحمل من العراق سوى صوت إيقاعاته ،ولا تنتمي إلا لمن يدفع أكثر . وحين تكون المعادلة اختصارا للكثير من التجارب والدراسات والمزيد من النقاشات ، تصبح المعادلة هنا أكثر وضوحاً وأعمق رسوخاً وأشد إيلاماً في عالم من المادية والسطحية التي طغت على كل شيء فتوجت هذا العصر بالحقيقة المؤلمة بأن ( المشاهد .. شاهد ) وأن الجمهور (عاوز كذا) .
تحيتي لوعيكم ... دمتم بخير