ناصر
12-04-2002, 05:03 PM
اعزائي الاعضاء انقل لكم هذا التقرير الخاص الذي يصور الحال في فلسطين ونحن علي ابواب عيد الفطر السعيد
اليكم التقرير
يبحثون عن العيد و لا يجدونه !! : الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر بجيوب فارغة
.. و الأطفال محرومون من الفرحة
أين العيد .. ؟ سؤال يتبادر إلى ذهن كلّ فلسطيني رجلاً أو امرأة أو حتى الأطفال ... لا تجد هنا سوى معالم الوجوم و القلق و الخوف من المجهول القادم ، نظرات العجز تحاصرك يمنة و يساراً ، شحوب وجوه الأمهات … الحزن و الدموع في أعين الأطفال .
الترقب سمة الموقف ، و الدماء باتت عنوان المرحلة ، فبيوت عزاء الشهداء الذين باتوا يسقطون بالعشرات جراء القصف المتواصل و الاجتياحات المتكرّرة يغني عن مفرقعات العيد ، و حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال المدن و القرى و تحرِم آلاف الأسر من التواصل فيما بينها ، و المحالّ المكدّسة بالبضائع تفتقر للمشترين ..
و رغم أن عيد الفطر من أكثر المناسبات بهجة في الأراضي الفلسطينية حيث اعتاد الفلسطينيون على شراء الملابس الجديدة و الحلوى و مدّ مآدب الطعام و تبادل الزيارات إلا أن الأمر يختلف تماماً هذه المرة ، حيث يتزامن العيد مع تواصل الاعتداءات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية في ظلّ اجتياح و احتلال العديد من المدن و القرى و المخيمات و تصاعد سياسة هدم المنازل .
الكلّ يتفرج .. و القليل يشتري !!
الوضع الاقتصادي الصعب في الأراضي الفلسطينية انعكس على الاستعدادات الجارية لاستقبال عيد الفطر و تحديداً ما يتعلّق بالأسواق التجارية ، فقد خلت هذه الأسواق تقريباً من حشود المتبضّعين ، فيما ازدحمت أزقتها بمن يمنّي نفسه بأن يتحسّن الحال و يستطيع أن يشتري من هذا الصنف أو ذاك و لسان حالهم يردّد المثل القائل "العين بصيرة و اليد قصيرة" ، و هذا ما أكّده الشاب أسامة صقر - 19 عاماً - بقوله : "جئت إلى السوق و أنا أدرك تماماً أنني لن أستطيع أن أشتري شيئاً ، فوالدي عاطل عن العمل منذ عامين و لنا أسرة كبيرة , أنا أدرس في الجامعة و والدي بالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لنا و ليس هناك مجال لشراء الملابس الجديدة أو الأحذية" ، و يضيف : "بصراحة جئت إلى هنا علشان أتفرّج فقط ، لا لأشتري" ...
أسواق قطاع غزة بدت على غير عادتها عشية حلول عيد الفطر ، و هو ما أعاده المواطنون إلى إجراءات الحصار العسكري و الاقتصادي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ بدء انتفاضة الأقصى قبل أكثر من عامين ، فيما أكد أصحاب المحالّ التجارية في القطاع أن الوضع تسيء للغاية في هذه الأيام التي تسبق العيد و التي يعتبرها أصحاب المحالّ التجارية فرصة كبيرة للبيع ، و بدا سوق غزة الرئيسي وسط المدينة غير مزدحمٍ كعادته في مثل هذه المناسبات، و لم تستطع أم صلاح (31 عاماً) التي اصطحبت طفليها حسن و عمر إلى السوق أن تشتري ما يرغبان فيه من ملابس العيد الغالية الثمن ، و قالت : "لقد اشتريت لهم ملابس محليّة رخيصة لكن ليس كأطفال كلّ الدنيا الذين يرتدون أجمل الملابس في العيد ، و رأت أم صلاح أنه من الصعب أن تتحسّن الأوضاع في القريب المنظور خصوصاً و أن شارون رئيس الوزراء الصهيوني يشنّ حرباً شرسة على الشعب الفلسطيني .
شكوى من ضعف الشراء :
الشكوى من سوء الحال و قلة ذات اليد لم تقتصر على المواطنين و المشترين فحسب و إنما امتدت لتشمل التجار و الباعة في أسواق غزة ، حيث يشكو الجميع من قلة إقبال المواطنين على الشراء و تكدّس البضائع في المحلات ، بالإضافة إلى منافسة البضائع و الملابس المستوردة و خاصة الصينيّة منها التي بدت تغزو السوق الفلسطيني للبضائع المحلية الصنع ، و يؤكد أبو عبد الله صاحب محل للملابس في شارع عمر المختار أنه لم يبع إلا ثلث بضاعته و نصف بيعه بالدين لأن (الناس معهاش تدفع) كما يقول .. و يضيف : (منذ الصباح و أنا أبيع بسعر الشراء حتى لا أتحمّل خسارة البضاعة المكدّسة ، لا يوجد من يشتري ، الناس تشكو إلى الله و أنا إيش بإيدي أعمل) !! ...
خفّضنا الأسعار .. و لكن :
أما أحمد حسان صاحب أحد المحلات التجارية في مدينة غزة فقد أشار إلى انخفاض معدلات إقبال العائلات الفلسطينية على الأسواق التجارية على الرغم من اقتراب حلول عيد الفطر ، واصفاً إياه بالبسيط جداً و الأقل من العادي .. و أضاف:"إن الوضع الاقتصادي الراهن يؤثّر بشكلٍ أساسي على الحركة الشرائية للعائلات الفلسطينية" ، و أكد أن نسبة الشراء لديهم تكاد تكون تحت الصفر .
و أوضح أنه نظّم حملة تخفيض في الأسعار تصل إلى النصف في محاولة لإغراء الناس للإقبال على الأسواق و شراء البضائع ، و لكن دون جدوى .
حتى الأطفال محرومون من الفرحة :
أطفال فلسطين ليسوا بمنأى عن الحالة العامة ، و من غير المستغرب أن ترى طفلاً فلسطينياًَ غير سعيد ، بل و لا يأبه بقدوم العيد ، فأيام العيد تتساوى مع غيرها من الأيام ، حيث يلاحظ اختفاء ملامح البهجة و السرور التي كانت على شفاههم بشكلٍ مستمر . ففي هذه الأجواء لا توجد أي ابتساماتٍ تذكر سوى ابتسامات وهمية يحاول الأطفال جاهدين رسمها لإشعار الآخرين بأجواء العيد السعيد ، و يحاولون التخفيف عن أنفسهم بأن ينطلقوا فرادى أو جماعات إلى الأسواق الشعبية ليس لشراء الملابس و الألعاب ، و إنما فقط للمشاهدة و هو ما يزيد الحسرة و الألم في النفوس .
الطفلة أفنان - 10 أعوام - رجعت من السوق حيث كانت برفقة والدتها و لم تخفِ غضبها من عدم قدرة أمها على شراء ملابس جديدة للعيد ، و تقول : "ماما ما اشترت لي بدلة للعيد علشان بابا ما بيشتغل و معهاش فلوس" .
أما الطفلة إسراء - 13 عاماً - فتشير إلى سبب آخر يمنعها من الاحتفال بالعيد ، و تقول : "كنت معتادة في الأعوام السابقة على اقتناء ملابس العيد و مستلزماته بشكلٍ مستمر لكن في هذا العام لم أشعر بتلك الفرحة التي كنت أشعر بها سابقاً" ، و أرجعت إسراء ذلك بسبب الأطفال الأبرياء الذين قتلوا على أيدي جنود الاحتلال و لم يتحرّك أحد لاستغاثتهم ، مؤكّدة أن اليهود قد حرموها من طفولتها البريئة و من فرحتها المستمرة .
من جانبها تقول الطفلة سمر (11 عاماً) : :لم أزعل بسبب عدم شرائي ملابس العيد لأن نفسيتي لا تسمح بأن أفرح ، لأن هناك شهداء" .
و تشاركها في الرأي الطفلة مها ابنة الإثنتي عشر عاماً التي أعربت عن عدم حزنها بسبب عدم شراء ملابس العيد الجديدة أو الألعاب بسبب الظروف الاقتصادية التي حولها ، و تمنّت في العام القادم أن تكون الأمور قد تحسّنت و أن تذهب إلى السوق و الفرحة على وجهها لاقتناء ملابس و احتياجات العيد كما كانت معتادة .
الآباء بين صعوبة الأوضاع و طلبات الأبناء :
أرباب الأسر الفلسطينية هم الآن بين مطرقة الفقر و انعدام الدخل و سندان المطالب التي لا تنتهي لأبنائهم ، فهذا أبو محمد - 39 عاماً – و الذي كان يعمل داخل الخط الأخضر و له من الأبناء خمسة معظمهم من الأطفال يقول : "كنت أحلم أن تكون لدي القدرة على شراء ملابس العيد لأطفالي لكن الظروف حالت دون ذلك" ، موضحاً أنه منذ اندلاع الانتفاضة لم يتوجّه إلى العمل بسبب الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية . و أضاف : "لا أملك الإمكانات الكافية لشراء مستلزمات أطفالي للعيد المقبل و أشعر بالحزن لأنني أخطف الفرحة و البسمة من على وجوههم البريئة".
الطفلة فداء كانت برفقة أمها في سوق غزة تريد شراء حذاء جديد و أمها تبحث عن أرخص الأسعار ، و تقول لنا : "لي غيرها 6 أبناء ، لم أشترِ لأي منهم شيئاً ، و سألبسهم ملابس العام الماضي ، أما فداء فلم يعد لديها حذاء و اضطررت للاقتراض حتى أشتري لها ، ماذا نفعل ؟؟" ...
أم فداء التي رفضت ذكر اسم عائلتها أكّدت لنا أن زوجها لم يعمل منذ 5 أشهر إلا 20 يوماً فقط و النقود التي كانت مدخرة تشارف على الانتهاء و تقول (لم يبقَ لنا إلا الله) ...
و لأهل الخير دور لا ينكر :
و بالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب سياسة الحصار و الحواجز الصهيونية ، فإن بعض الجمعيات الخيرية و خصوصاً الجمعيات الإسلامية تقوم بحملة لتوزيع المساعدات على المحتاجين و إدخال البسمة على شفاه المحرومين ، و تنشط هذه الجمعيات أمثال الجمعية الإسلامية و جمعية الصلاح الإسلامية و المجمّع الإسلامي و لجنة الزكاة خاصة في شهر رمضان المبارك و أعياد الفطر و الأضحى ، حيث تقوم بتوزيع المساعدات المالية و العينية و الحلويات على بيوت المحتاجين و الشهداء و المعتقلين و الأيتام و الأرامل و هو ما يعمل على تخفيف الحالة الصعبة التي يعيشها هؤلاء بسبب انعدام مصدر الدخل .
و الآن يبقى السؤال المطروح هو (إلى متى ستستمر معاناة الشعب الفلسطيني و هل ستبقى الفرحة تمرّ مرور الكرام على أبناء هذا الشعب المكلوم) ؟؟ ، و أما آن الأوان أن يحتفل أطفال فلسطين كبقية أطفال العالم بالعيد وسط أهليهم و آبائهم دون أن تكون فرحة العيد منقوصة بفقدان الأب أو المعيل أو عدم القدرة على شراء الاحتياجات و لو البسيط منها للعيش وسط أجواء حقيقية للعيد .. ؟؟؟
اليكم التقرير
يبحثون عن العيد و لا يجدونه !! : الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر بجيوب فارغة
.. و الأطفال محرومون من الفرحة
أين العيد .. ؟ سؤال يتبادر إلى ذهن كلّ فلسطيني رجلاً أو امرأة أو حتى الأطفال ... لا تجد هنا سوى معالم الوجوم و القلق و الخوف من المجهول القادم ، نظرات العجز تحاصرك يمنة و يساراً ، شحوب وجوه الأمهات … الحزن و الدموع في أعين الأطفال .
الترقب سمة الموقف ، و الدماء باتت عنوان المرحلة ، فبيوت عزاء الشهداء الذين باتوا يسقطون بالعشرات جراء القصف المتواصل و الاجتياحات المتكرّرة يغني عن مفرقعات العيد ، و حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال المدن و القرى و تحرِم آلاف الأسر من التواصل فيما بينها ، و المحالّ المكدّسة بالبضائع تفتقر للمشترين ..
و رغم أن عيد الفطر من أكثر المناسبات بهجة في الأراضي الفلسطينية حيث اعتاد الفلسطينيون على شراء الملابس الجديدة و الحلوى و مدّ مآدب الطعام و تبادل الزيارات إلا أن الأمر يختلف تماماً هذه المرة ، حيث يتزامن العيد مع تواصل الاعتداءات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية في ظلّ اجتياح و احتلال العديد من المدن و القرى و المخيمات و تصاعد سياسة هدم المنازل .
الكلّ يتفرج .. و القليل يشتري !!
الوضع الاقتصادي الصعب في الأراضي الفلسطينية انعكس على الاستعدادات الجارية لاستقبال عيد الفطر و تحديداً ما يتعلّق بالأسواق التجارية ، فقد خلت هذه الأسواق تقريباً من حشود المتبضّعين ، فيما ازدحمت أزقتها بمن يمنّي نفسه بأن يتحسّن الحال و يستطيع أن يشتري من هذا الصنف أو ذاك و لسان حالهم يردّد المثل القائل "العين بصيرة و اليد قصيرة" ، و هذا ما أكّده الشاب أسامة صقر - 19 عاماً - بقوله : "جئت إلى السوق و أنا أدرك تماماً أنني لن أستطيع أن أشتري شيئاً ، فوالدي عاطل عن العمل منذ عامين و لنا أسرة كبيرة , أنا أدرس في الجامعة و والدي بالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لنا و ليس هناك مجال لشراء الملابس الجديدة أو الأحذية" ، و يضيف : "بصراحة جئت إلى هنا علشان أتفرّج فقط ، لا لأشتري" ...
أسواق قطاع غزة بدت على غير عادتها عشية حلول عيد الفطر ، و هو ما أعاده المواطنون إلى إجراءات الحصار العسكري و الاقتصادي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ بدء انتفاضة الأقصى قبل أكثر من عامين ، فيما أكد أصحاب المحالّ التجارية في القطاع أن الوضع تسيء للغاية في هذه الأيام التي تسبق العيد و التي يعتبرها أصحاب المحالّ التجارية فرصة كبيرة للبيع ، و بدا سوق غزة الرئيسي وسط المدينة غير مزدحمٍ كعادته في مثل هذه المناسبات، و لم تستطع أم صلاح (31 عاماً) التي اصطحبت طفليها حسن و عمر إلى السوق أن تشتري ما يرغبان فيه من ملابس العيد الغالية الثمن ، و قالت : "لقد اشتريت لهم ملابس محليّة رخيصة لكن ليس كأطفال كلّ الدنيا الذين يرتدون أجمل الملابس في العيد ، و رأت أم صلاح أنه من الصعب أن تتحسّن الأوضاع في القريب المنظور خصوصاً و أن شارون رئيس الوزراء الصهيوني يشنّ حرباً شرسة على الشعب الفلسطيني .
شكوى من ضعف الشراء :
الشكوى من سوء الحال و قلة ذات اليد لم تقتصر على المواطنين و المشترين فحسب و إنما امتدت لتشمل التجار و الباعة في أسواق غزة ، حيث يشكو الجميع من قلة إقبال المواطنين على الشراء و تكدّس البضائع في المحلات ، بالإضافة إلى منافسة البضائع و الملابس المستوردة و خاصة الصينيّة منها التي بدت تغزو السوق الفلسطيني للبضائع المحلية الصنع ، و يؤكد أبو عبد الله صاحب محل للملابس في شارع عمر المختار أنه لم يبع إلا ثلث بضاعته و نصف بيعه بالدين لأن (الناس معهاش تدفع) كما يقول .. و يضيف : (منذ الصباح و أنا أبيع بسعر الشراء حتى لا أتحمّل خسارة البضاعة المكدّسة ، لا يوجد من يشتري ، الناس تشكو إلى الله و أنا إيش بإيدي أعمل) !! ...
خفّضنا الأسعار .. و لكن :
أما أحمد حسان صاحب أحد المحلات التجارية في مدينة غزة فقد أشار إلى انخفاض معدلات إقبال العائلات الفلسطينية على الأسواق التجارية على الرغم من اقتراب حلول عيد الفطر ، واصفاً إياه بالبسيط جداً و الأقل من العادي .. و أضاف:"إن الوضع الاقتصادي الراهن يؤثّر بشكلٍ أساسي على الحركة الشرائية للعائلات الفلسطينية" ، و أكد أن نسبة الشراء لديهم تكاد تكون تحت الصفر .
و أوضح أنه نظّم حملة تخفيض في الأسعار تصل إلى النصف في محاولة لإغراء الناس للإقبال على الأسواق و شراء البضائع ، و لكن دون جدوى .
حتى الأطفال محرومون من الفرحة :
أطفال فلسطين ليسوا بمنأى عن الحالة العامة ، و من غير المستغرب أن ترى طفلاً فلسطينياًَ غير سعيد ، بل و لا يأبه بقدوم العيد ، فأيام العيد تتساوى مع غيرها من الأيام ، حيث يلاحظ اختفاء ملامح البهجة و السرور التي كانت على شفاههم بشكلٍ مستمر . ففي هذه الأجواء لا توجد أي ابتساماتٍ تذكر سوى ابتسامات وهمية يحاول الأطفال جاهدين رسمها لإشعار الآخرين بأجواء العيد السعيد ، و يحاولون التخفيف عن أنفسهم بأن ينطلقوا فرادى أو جماعات إلى الأسواق الشعبية ليس لشراء الملابس و الألعاب ، و إنما فقط للمشاهدة و هو ما يزيد الحسرة و الألم في النفوس .
الطفلة أفنان - 10 أعوام - رجعت من السوق حيث كانت برفقة والدتها و لم تخفِ غضبها من عدم قدرة أمها على شراء ملابس جديدة للعيد ، و تقول : "ماما ما اشترت لي بدلة للعيد علشان بابا ما بيشتغل و معهاش فلوس" .
أما الطفلة إسراء - 13 عاماً - فتشير إلى سبب آخر يمنعها من الاحتفال بالعيد ، و تقول : "كنت معتادة في الأعوام السابقة على اقتناء ملابس العيد و مستلزماته بشكلٍ مستمر لكن في هذا العام لم أشعر بتلك الفرحة التي كنت أشعر بها سابقاً" ، و أرجعت إسراء ذلك بسبب الأطفال الأبرياء الذين قتلوا على أيدي جنود الاحتلال و لم يتحرّك أحد لاستغاثتهم ، مؤكّدة أن اليهود قد حرموها من طفولتها البريئة و من فرحتها المستمرة .
من جانبها تقول الطفلة سمر (11 عاماً) : :لم أزعل بسبب عدم شرائي ملابس العيد لأن نفسيتي لا تسمح بأن أفرح ، لأن هناك شهداء" .
و تشاركها في الرأي الطفلة مها ابنة الإثنتي عشر عاماً التي أعربت عن عدم حزنها بسبب عدم شراء ملابس العيد الجديدة أو الألعاب بسبب الظروف الاقتصادية التي حولها ، و تمنّت في العام القادم أن تكون الأمور قد تحسّنت و أن تذهب إلى السوق و الفرحة على وجهها لاقتناء ملابس و احتياجات العيد كما كانت معتادة .
الآباء بين صعوبة الأوضاع و طلبات الأبناء :
أرباب الأسر الفلسطينية هم الآن بين مطرقة الفقر و انعدام الدخل و سندان المطالب التي لا تنتهي لأبنائهم ، فهذا أبو محمد - 39 عاماً – و الذي كان يعمل داخل الخط الأخضر و له من الأبناء خمسة معظمهم من الأطفال يقول : "كنت أحلم أن تكون لدي القدرة على شراء ملابس العيد لأطفالي لكن الظروف حالت دون ذلك" ، موضحاً أنه منذ اندلاع الانتفاضة لم يتوجّه إلى العمل بسبب الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية . و أضاف : "لا أملك الإمكانات الكافية لشراء مستلزمات أطفالي للعيد المقبل و أشعر بالحزن لأنني أخطف الفرحة و البسمة من على وجوههم البريئة".
الطفلة فداء كانت برفقة أمها في سوق غزة تريد شراء حذاء جديد و أمها تبحث عن أرخص الأسعار ، و تقول لنا : "لي غيرها 6 أبناء ، لم أشترِ لأي منهم شيئاً ، و سألبسهم ملابس العام الماضي ، أما فداء فلم يعد لديها حذاء و اضطررت للاقتراض حتى أشتري لها ، ماذا نفعل ؟؟" ...
أم فداء التي رفضت ذكر اسم عائلتها أكّدت لنا أن زوجها لم يعمل منذ 5 أشهر إلا 20 يوماً فقط و النقود التي كانت مدخرة تشارف على الانتهاء و تقول (لم يبقَ لنا إلا الله) ...
و لأهل الخير دور لا ينكر :
و بالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب سياسة الحصار و الحواجز الصهيونية ، فإن بعض الجمعيات الخيرية و خصوصاً الجمعيات الإسلامية تقوم بحملة لتوزيع المساعدات على المحتاجين و إدخال البسمة على شفاه المحرومين ، و تنشط هذه الجمعيات أمثال الجمعية الإسلامية و جمعية الصلاح الإسلامية و المجمّع الإسلامي و لجنة الزكاة خاصة في شهر رمضان المبارك و أعياد الفطر و الأضحى ، حيث تقوم بتوزيع المساعدات المالية و العينية و الحلويات على بيوت المحتاجين و الشهداء و المعتقلين و الأيتام و الأرامل و هو ما يعمل على تخفيف الحالة الصعبة التي يعيشها هؤلاء بسبب انعدام مصدر الدخل .
و الآن يبقى السؤال المطروح هو (إلى متى ستستمر معاناة الشعب الفلسطيني و هل ستبقى الفرحة تمرّ مرور الكرام على أبناء هذا الشعب المكلوم) ؟؟ ، و أما آن الأوان أن يحتفل أطفال فلسطين كبقية أطفال العالم بالعيد وسط أهليهم و آبائهم دون أن تكون فرحة العيد منقوصة بفقدان الأب أو المعيل أو عدم القدرة على شراء الاحتياجات و لو البسيط منها للعيش وسط أجواء حقيقية للعيد .. ؟؟؟