موسى بن ربيع البلوي
12-07-2002, 01:31 AM
لما مات الصحابي "خنيس بن حذافة" زوج (حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه). حزن عمر كثيراً على ترمل ابنته وهي لم تتجاوز الثامنة عشرة. وبعد تفكير طويل قرر أن يبحث لابنته عن زوج يصونها ويسعدها. وقع اختياره على الصديق أبي بكر لما عرف عنه من اتزان ووداعة مما يؤهله ليحتمل حفصة بما ورثت عن أبيها من شدة الغيرة وصرامة الطبع. فذهب إلى أبي بكر يلمح له عن حال ابنته الأرملة الشابة، ثم عرض عليه بصراحة أن يتزوجها، لكن أبا بكر لم يجب بشيء.
ذهل عمر من موقف أبي بكر، وذهب إلى عثمان بن عفان (وكانت زوجته رقية بنت رسول الله قد توفيت عنه بمرض الحصبة بعد غزوة بدر)، وتحدث عمر إليه، وعرض عليه أن يتزوج ابنته حفصة. فاستمهله عثمان أياماً ثم قال له: "ما أريد أن أتزوج اليوم". كبر في نفس عمر ما كان من موقف الصديق وعثمان، وهو صديقهما الذي لا يجهلان مكانته. فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكا إليه ما حدث. فتبسم النبي وقال "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة". وخطبها رسول الله لنفسه. ففرح عمر فرحاً عظيماً، وبارك له الصديق هذا الزواج واعتذر منه قائلاً: "لا تجد علي يا عمر، فإن رسول الله ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، ولو تركها لتزوجتها". وتزوج رسول الله حفصة، وكانت تقف دائماً مع عائشة بنت الصديق متذكرة قول أبيها عمر "أين أنت من عائشة، وأين أبوك من أبيها". كانت حفصة تعارض رسول الله أحياناً، فيغضب منها، ولما علم عمر بهذا زجرها قائلاً: "تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنية، لا يغنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله لها، والله لقد علمت أن رسول الله لا يحبك، ولو لا أنا لطلقك". وحدث يوماً أن خلا رسول الله بزوجته "مار
ية" في بيت حفصة، فثارت غيرتها، وقالت "لقد رأيت من كان عندك، والله لقد سببتني، وما كنت لتصنعها لولا هواني عليك". فترضاها النبي، وأخبرها سراً بأن مارية حرام عليه، ثم أوصاها بكتم السر. ولم تستطع حفصة السكوت، بل أخبرت عائشة به، فأنزل الله قوله تعالى في تحريم النبي لمارية وفي إفشاء حفصة لسره إلى عائشة وتظاهرهما عليه {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير}.
ولهذا الموقف طلق النبي حفصة طلقة واحدة ثم ارتجعها رحمة بأبيها عمر الذي حثا التراب على رأسه قائلاً: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها"، وكذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر". وفي رواية أخرى أن جبريل قال له: "أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة".
ولما رأى عمر ابنته تبكي نادمة قال لها "إن رسول الله قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلي، فإن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً". رضي الله عنها وأرضاها.
المصدر : واحة الاسلام
ذهل عمر من موقف أبي بكر، وذهب إلى عثمان بن عفان (وكانت زوجته رقية بنت رسول الله قد توفيت عنه بمرض الحصبة بعد غزوة بدر)، وتحدث عمر إليه، وعرض عليه أن يتزوج ابنته حفصة. فاستمهله عثمان أياماً ثم قال له: "ما أريد أن أتزوج اليوم". كبر في نفس عمر ما كان من موقف الصديق وعثمان، وهو صديقهما الذي لا يجهلان مكانته. فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكا إليه ما حدث. فتبسم النبي وقال "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة". وخطبها رسول الله لنفسه. ففرح عمر فرحاً عظيماً، وبارك له الصديق هذا الزواج واعتذر منه قائلاً: "لا تجد علي يا عمر، فإن رسول الله ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، ولو تركها لتزوجتها". وتزوج رسول الله حفصة، وكانت تقف دائماً مع عائشة بنت الصديق متذكرة قول أبيها عمر "أين أنت من عائشة، وأين أبوك من أبيها". كانت حفصة تعارض رسول الله أحياناً، فيغضب منها، ولما علم عمر بهذا زجرها قائلاً: "تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله، يا بنية، لا يغنك هذه التي أعجبها حسنها وحب رسول الله لها، والله لقد علمت أن رسول الله لا يحبك، ولو لا أنا لطلقك". وحدث يوماً أن خلا رسول الله بزوجته "مار
ية" في بيت حفصة، فثارت غيرتها، وقالت "لقد رأيت من كان عندك، والله لقد سببتني، وما كنت لتصنعها لولا هواني عليك". فترضاها النبي، وأخبرها سراً بأن مارية حرام عليه، ثم أوصاها بكتم السر. ولم تستطع حفصة السكوت، بل أخبرت عائشة به، فأنزل الله قوله تعالى في تحريم النبي لمارية وفي إفشاء حفصة لسره إلى عائشة وتظاهرهما عليه {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير}.
ولهذا الموقف طلق النبي حفصة طلقة واحدة ثم ارتجعها رحمة بأبيها عمر الذي حثا التراب على رأسه قائلاً: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها"، وكذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة بعمر". وفي رواية أخرى أن جبريل قال له: "أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة".
ولما رأى عمر ابنته تبكي نادمة قال لها "إن رسول الله قد طلقك مرة ثم راجعك من أجلي، فإن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً". رضي الله عنها وأرضاها.
المصدر : واحة الاسلام