الريان
01-22-2007, 12:29 PM
مطاردة وترقيم ودعوات تذكيريّة..
البلوتوث معبر الممنوع والمسموح!
http://www.bluwe.com/images/fontSm_r_g.gif
http://www.bluwe.com/images/fontbig_r_g.gif
* استطلاع - عبد المجيد العتيبي:
حظيت تقنيّة (البلوتوث) لدى دخولها المملكة باستقبال كبير أسوة بسابقتها (كاميرا الجوال) وتم تداول رسائلها على قدم وساق، غير أن الجمهور المتلقي انقسم في حُكمه على هذه التقنية من حيث الاستخدام، فبين مروّج لمقولة (هات لي ما عندك!) ترقيم وصور ومقاطع كوميديّة أو حتى فضائحيّة، ومن يدعو إلى استثمار هذه التقنية في الدعوة إلى الله تعالى أو من يقتصر في استخدامه لها على ما فيه ضرورة، نجحت خدمة (البلوتوث) في فرض نفسها كأمر واقع ناتج عن تطور تقني متسارع لا مهرب منه.!
ما هي تقنيّة البلوتوث؟
البلوتوث تكنولوجيا جديدة متطورة تمكن الأجهزة الإلكترونيّة مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول ولوحة المفاتيح وسماعات الرأس من تبادل البيانات ونقل المعلومات من غير أسلاك أو كوابل أو تدخل من المستخدم.
وتعود التسمية لأحد ملوك الدول الاسكندنافية الذين عاشوا في القرن العاشر الميلادي وهو (هيرالد بلوتوث) الذي قام بتوحيد مملكتي الدانمارك والنرويج.
آراء وانطباعات
يعتبر (محمد العيد) أن البلوتوث تقنيّة حديثة يمكن الاستفادة منها في كل ما هو نافع إذا ما وعينا أهميتها باعتبارها (نعمة) وليست (نقمة)، ويرى (فارس النويجم) أنه لا بد لنا من مواكبة متغيرات العصر بما فيها من تقنيات حديثة كتقنيّة البلوتوث مثلاً، ويضيف أنه لا بدّ من نشر الوعي بين الأفراد بفوائد مثل هذه التقنيات بدلاً من العزوف عنها، أما (منصور العتيبي) فيرى أن المجتمع يضخم المشاكل الناتجة عن البلوتوث بصورة مبالغ فيها، ويتم تصوير هذه التقنية على أنها (بعبع) مخيف، بينما القضيّة أقل من ذلك بكثير.
بدورها تقول ( هديّة الجالس - موظفة ) أن البعض - وللأسف - أساء استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة، أما (طرفة العيسى - معلمة) و (هـ - ش) فتعتبران أن البلوتوث سلاح ذو حدّين قد يستخدم بشكل سلبي أو صحيح وأنه لا يمكن الحكم بسوء هذه التقنية لسوء استخدام بعضهم لها.
(ريم 23 سنة وأمل 20 سنة) لهما رأي مغاير تماماً إذ تقولان: إن البلوتوث لا يقل خطورة عن جوال الكاميرا فهو سبب في زرع الشك بين الزوجين وخراب بيوت كثير من الأسر وتضيفان لم نر منه إلاّ ما يمنعه الدين ويأباه المجتمع.
الأخصائيّة الاجتماعية في بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدريّة (أمل العسيري) أوضحت أنه لا يمكن تجاهل التقنيات الحديثة وأن سوء استخدام الناس لها لا يعني ردها وقالت: إن المشكلة تكمن في إساءة مستخدميها لا في التقنيّة نفسها وأن استخدام تقنيّة البلوتوث بصورة غير صحيحة خاصّة في الجانب الأخلاقي يدل على عدم الخوف من الله وغياب الضمير والتجرؤ على قيم المجتمع وعاداته وتجاوز للخطوط الحمراء.
البلوتوث الدعوي
وأما الداعية الدكتور (عادل العبد الجبار) فيقول: (أنا لست ضد البلوتوث والوسائط وجوال نت وحتى الاتصال المرئي بل أنا معها، وقد استفدت شخصياً منها وما أزال وأحمد الله على هذه التقنيات الجديدة أنها بين يدي أستفيد منها وأفيد لا سيّما أننا في مجتمع مقبل على انفتاح تقني بل قد لا أكون مبالغاً لو قلت إننا دخلنا بدايته، وأشار إلى أن من ينشر صورة فتاة ويتسبب في فضحها فإنه سيلقى نكداً لا سيّما إذا رفعت الفتاة يدها داعية إلى الله في الثلث الأخير من الليل باكية متحسرة على ما فعلته..).
وأضاف الداعية العبد الجبار أن ما أسماه (البلوتوث الدعوي) متميز في نشر الخير فكم من شاب أقلع عن التفحيط، وآخر عرف طريق الصلاة بعد أن استفادوا من رسائل البلوتوث الدعويّة والتذكيرية.
(التداول) عبر البلوتوث
تباينت الآراء حول ما يتم تداوله عبر البلوتوث بين الصور ومقاطع الصوت والفيديو وغير ذلك، وفي هذا السياق تقول (م. ف 18 عاماً) بأنها اعتادت النزول إلى الأسواق نهاية كل أسبوع بمناسبة أو بدون، وذلك من أجل الحصول على كثير من رسائل البلوتوث التي تأتي أغلبها من الشباب مزودة برقم جوال أحدهم وتضيف قائلة كثيراً ما تستهويني الصور الرومانسيّة والأغاني.
ويشير (سلطان العمري) بأنه يحب كتابة القصائد عن طريق الملاحظات بالجوال وإرسالها أو استقبالها، ويضيف أنه حريص على جمع مقاطع الفيديو الفكاهيّة. أما (فاطمة حجاج) و (نورة الحسين) فتبديان امتعاضهما الشديد من انتشار الصور الفاضحة والتفاهات غير المفيدة، وكل ما من شأنه خدش الحياء وتقولان: إن في ذلك معارضة صريحة لأوامر الدين الحنيف.
ويقول (فادي المهنا): إنه يبدي اهتمامه بالملفات الكوميديّة عربيّة كانت أو أجنبيّة وجمع الصور المتنوعة. وأما (شرف النويجم) فيقول: (انتشرت في الآونة الأخيرة بعض المقاطع الوعظيّة والتوعويّة الدينيّة والأناشيد الإسلاميّة الهادفة وهذا أمر مفيد وفعل مأجور).
وترى ( هـ. ش ) أن استخدام البلوتوث للدعوة إلى الله خطوة مباركة فيستفيد الناس من ذلك بدلاً من إضاعة أوقاتهم فيما لا فائدة منه. بدوره يقول: (وضّاح حسين) بائع بمحل جوالات أن الإقبال على شراء الجوالات ذات تقنيات جديدة كالكاميرا أو البلوتوث بات ملحوظاً، وأن الطلب عليها أكثر من غيرها وقال: إن طلبات الزبائن في تحميل المقاطع أو البرامج تختلف فهناك من يطلب المقاطع المضحكة و الكوميديّة، وهناك من يرغب بالبرامج النافعة كتوقيت الصلاة وهناك من لا يرغب إلاّ في اقتناء الصور سواء كانت مضحكة أم رومانسيّة.
دراسة حول (البلوتوث والفتيات)!
في دراسة نشرت على موقع الداعية عادل العبد الجبار شملت 1200 فتاة ما بين سن 18 و25 عاماً بعنوان البلوتوث والفتيات فكان مما أظهرته النتيجة ما يلي:
82% يتعاملن بخدمة البلوتوث باستمرار
11% مبتدئات حديثاً
6% تركنه
1% لا يعرفنه
44% يستخدمنه في السوق
26% مفتوح دائماً في كل مكان ووقت
15% في المطاعم
10% في المناسبات 5% يغلقنه
73% منهن لا يخشين الرقابة عليهن في تصرفاتهن بعد تقنيّة البلوتوث.
85% يرين أنه أصبح أداة تعارف آمنة بين الجنسين وخاصّة في محيط العوائل المحافظة التي لا تؤيّد التعارف قبل الزواج.
99% يرين أن البلوتوث كسر حاجز المحرمات الاجتماعية، و قفز فوق العادات والتقاليد.
45% من الفتيات يضعن أسماء مستعارة
33% يضعن بريدهن الإلكتروني
12% يضعن أرقام جوالاتهن الحقيقية بهدف التعارف..
بنوتة قمر مطيحة غُتر!
يضع الكثير من مستخدمي أجهزة الهواتف المحمولة المزودة بتقنية البلوتوث بعضاً من الألقاب أو الرموز والأسماء المستعارة منها (الفكاهي) أو (الرومانسي) وغير ذلك..
بداية تقول (أم عبد الملك): (أضع بالبلوتوث رموزاً وأحياناً أسماء عاديّة..) وتظهر (هديّة الجالس) عدم اهتمامها بذلك وتقول: إن رقم الجهاز هو الموجود بالبلوتوث ولا ترغب في استحداث اسم أو رمز أو أي شيء آخر.
ويقول (محمد العيد) وضعت عبارة (لا إله إلاّ الله) راغباً في الأجر ولم أفكر يوماً في تغيير ذلك أما (فاطمة حجاج) فتشير أيضاً إلى أنها وضعت عبارة توعيّة دينيّة تذكيريّة كي يشاهدها كل من يبحث عن طريق البلوتوث.
إلاّ أن فتاةً رفضت الإفصاح عن اسمها تقول: إنها تجعل اسمها بالبلوتوث مختلفاً من وقت لآخر، ومن مكان لآخر فتقول: إنها في الجامعة تضع اسمها (قمرهم كلهم)، وفي السوق والأماكن العامّة اسم (بنوتة قمر مطيحة غتر)..!
وتؤكد أنها تتلقى رسائل عديدة عن طريق البلوتوث فالاسم - بحسب رأيها - جذاب!
ويقول (منصور العتيبي) أحب كتابة الأسماء الرومانسيّة بالبلوتوث وأحياناً في المواسم والمناسبات أغيرها إلى عبارات أخرى مثل (كل عام وأنتم بخير).
أما (أروى - 21 سنة) فتعتبر أنها تتميز عن باقي الفتيات بأسماء خاصّة تضعها في البلوتوث مثل (حاشرة الشباب في علبة بيبسي) أو (ولا تهمني) وتدّعي بأن أحداً لن يرسل لها إذا قرأ ذلك..
بدوره يقول ( فارس النويجم ): إنه يضع بالبلوتوث اسم ناديه المفضل وأحياناً رقم لاعب مميز في الفريق، ويحرص (سلطان العمري) دوماً على تغيير اسم البلوتوث بأسماء فكاهيّة، ويقول شاب آخر أنا أضع رقم جوالي في البلوتوث ولست الوحيد الذي أفعل ذلك بل أغلب الشباب هكذا، لا سيّما إذا كان في مكان عام يجمع بين الجنسين..
وتعلّق الأخصائيّة الاجتماعية بمستشفى الملك سعود (أمل العسيري) على ذلك قائلة: (إن الأسماء غير اللائقة التي يضعها بعض مستخدمي الجوالات الجديدة كأسماء لهم بالبلوتوث فيها دلالة على عدم النضج النفسي).
الأماكن!
يقول ( سلطان العمري) لا تستغرب أن تأتيك رسالة عن طريق البلوتوث في أي مكان خاصّة الأماكن العامّة وأردف قائلاً: إن لحظة الانتظار عند الإشارات المروريّة أيضاً فرصة لتلقي أو استقبال رسائل البلوتوث.
وهذا ما تؤكده (أروى) إذ تقول: (بينما كنت جالسة ذات يوم في سيارتي مع السائق أتتني رسالة عن طريق البلوتوث وقمت برفضها إلاّ أن إصرار أحد الشباب المراهقين على مطاردتنا بسيارته أجبرني على تلقي رسالته للخلاص منه).
وتقول (هدية الجالس) و (فاطمة حجاج): إن الأماكن العامّة والمكتظّة بالناس رجالاً ونساء كالأسواق والمنتزهات والأماكن الترفيهيّة هي مرتع خصب لانتشار رسائل البلوتوث ويضيف ( شرف النويجم ) أنه يتناقل مع جاره رسائل البلوتوث كل من بيته.
ويقول (محمد العيد) أن المطاعم ومحلات الكافي شوب لها أيضاً نصيب من رسائل البلوتوث.
ضوابط..
يقول (منصور العتيبي): إنه لا يمانع في استقبال الرسائل الفكاهيّة والنافعة، أما غير ذلك فلا يلقي له بالاً، ويشير (فارس النويجم): إن كل ما هو موجود في جواله صور رومانسيّة ومقاطع فيديو مضحكة يقوم باستقبالها وإرسالها فقط. بدورها (مها السعدون) تقول: إنه دائماً ما يكون البلوتوث عندها مغلقاً في الأماكن العامّة، وبذلك لا تستقبل أي رسالة، وعن سبب ذلك قالت: إنها كانت تجعله مفتوحاً في السابق فكانت تأتيها رسائل فاضحة أو أرقام جوالات من المعاكسين، وقررت بعد ذلك أن تقفله إذا ما كانت في مكان عام.
(ريم) تقول: (لا أمانع في استقبال أي رسالة تأتيني عن طريق البلوتوث فإن أعجبتني أبقيتها وإلاّ مسحتها مباشرة، وأما الإرسال فيكون في محيط زميلاتي اللاتي أعرفهن).
ويؤكد (فادي المهنا) أنه ليس حريصاً على فتح البلوتوث إلاّ إن احتاج لإرسال لصديق يعرفه أو أن يستقبل منه.
معاكسات..
ترى كل من (نورة الحسين وطرفة العيسى): إن للبلوتوث دورا كبيرا جداً في المعاكسات التي تتم عن طريق الترقيم، ويوافقهما في ذلك ( محمد العيد ) مضيفاً بأن الرسالة المراد إرسالها للطرف الآخر تكون متضمنة لرقم الجوال. وعن ظاهرة المعاكسات عن طريق البلوتوث يتحدث الأستاذ (سيف الإسلام الزهراني - مرشد طلابي) فيقول: لقد ساعدت تقنيّة البلوتوث في انتشار ظاهرة المعاكسات بين الشباب والفتيات بكل يسر وسهولة وأحدثت تغيراً ملحوظاً في (ثقافة الترقيم) فقد كانت عمليّة الترقيم تتم سابقاً عن طريق اليد أما الآن فقد اختلف الوضع فأصبح الترقيم عن طريق تقنية البلوتوث أو (الترقيم عن بعد) وأردف الزهراني القول: إن الود بين الرجل والمرأة غريزة لا يمكن لأحد نكرانها إلاّ أن اللوم في مسألة المعاكسات يقع بجزء كبير منه على الفتاة إذ غالباً ما تضع اسمها عبر البلوتوث كي تجذب الشاب إليها وبالتالي مطاردتها على أمل أن تستقبل رسالته المُعنونة برقمه..
العلاج
وعن علاج ظاهرة استخدام البلوتوث بطريقة سيئة قالت الأستاذة (أمل العسيري): إنه لا بدّ من زرع الرقابة الذاتيّة في نفوس النشء قبل محاسبتهم على أي تصرّف يقومون به كنوع من الوقاية أولاً.
وأما مستخدمو تقنية البلوتوث بصورة سيئة من الشباب فلا بد من إعلامهم بأن ما يقومون به ضرر على الآخرين ومنافاة للأخلاق الحميدة، وأن الله سبحانه يكره ذلك بل وتوعدهم بقوله{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا(58) سورة الأحزاب
ودعت العسيري إلى إصدار قوانين صارمة تطبق على مسيئي استخدام هذه التقنيّة بشكل سلبي كالذين يخترقون خصوصيّة الآخرين، ومن ثم يقومون بنشرها.
وأما الأستاذ (سيف الإسلام الزهراني) فيقول: (أرى عدم إعطاء الأبناء صغار السن جوالات ذات تقنية عالية كجوال الكاميرا والبلوتوث فهو يجهل كيفيّة استخدامها وقد يغرّر به لاستخدامها بصورة سلبيّة، وإن حصل ذلك فلا بدّ من رفع الوازع الديني لديه، وذلك بإخباره بحرمة استغلال هذه التقنيّة في نشر صور الفتيات وبث الفضائح وأوضح قائلاً: إن الشاب المراهق يحاول دائماً تطبيق ما يراه دارجاً بين أقرانه، ولا يعي ما يقوم به حتى وإن كان في ذلك ضرر وخطأ يجرمه المجتمع، ودعا الزهراني المؤسسات التربويّة والوسائل الإعلاميّة إلى مناقشة الظواهر الاجتماعية وبيان سلبياتها أو إيجابياتها وتحمل مسؤولياتها في هذا المجال).
_______________
منقول و نريد تعليقاتكم
البلوتوث معبر الممنوع والمسموح!
http://www.bluwe.com/images/fontSm_r_g.gif
http://www.bluwe.com/images/fontbig_r_g.gif
* استطلاع - عبد المجيد العتيبي:
حظيت تقنيّة (البلوتوث) لدى دخولها المملكة باستقبال كبير أسوة بسابقتها (كاميرا الجوال) وتم تداول رسائلها على قدم وساق، غير أن الجمهور المتلقي انقسم في حُكمه على هذه التقنية من حيث الاستخدام، فبين مروّج لمقولة (هات لي ما عندك!) ترقيم وصور ومقاطع كوميديّة أو حتى فضائحيّة، ومن يدعو إلى استثمار هذه التقنية في الدعوة إلى الله تعالى أو من يقتصر في استخدامه لها على ما فيه ضرورة، نجحت خدمة (البلوتوث) في فرض نفسها كأمر واقع ناتج عن تطور تقني متسارع لا مهرب منه.!
ما هي تقنيّة البلوتوث؟
البلوتوث تكنولوجيا جديدة متطورة تمكن الأجهزة الإلكترونيّة مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول ولوحة المفاتيح وسماعات الرأس من تبادل البيانات ونقل المعلومات من غير أسلاك أو كوابل أو تدخل من المستخدم.
وتعود التسمية لأحد ملوك الدول الاسكندنافية الذين عاشوا في القرن العاشر الميلادي وهو (هيرالد بلوتوث) الذي قام بتوحيد مملكتي الدانمارك والنرويج.
آراء وانطباعات
يعتبر (محمد العيد) أن البلوتوث تقنيّة حديثة يمكن الاستفادة منها في كل ما هو نافع إذا ما وعينا أهميتها باعتبارها (نعمة) وليست (نقمة)، ويرى (فارس النويجم) أنه لا بد لنا من مواكبة متغيرات العصر بما فيها من تقنيات حديثة كتقنيّة البلوتوث مثلاً، ويضيف أنه لا بدّ من نشر الوعي بين الأفراد بفوائد مثل هذه التقنيات بدلاً من العزوف عنها، أما (منصور العتيبي) فيرى أن المجتمع يضخم المشاكل الناتجة عن البلوتوث بصورة مبالغ فيها، ويتم تصوير هذه التقنية على أنها (بعبع) مخيف، بينما القضيّة أقل من ذلك بكثير.
بدورها تقول ( هديّة الجالس - موظفة ) أن البعض - وللأسف - أساء استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة، أما (طرفة العيسى - معلمة) و (هـ - ش) فتعتبران أن البلوتوث سلاح ذو حدّين قد يستخدم بشكل سلبي أو صحيح وأنه لا يمكن الحكم بسوء هذه التقنية لسوء استخدام بعضهم لها.
(ريم 23 سنة وأمل 20 سنة) لهما رأي مغاير تماماً إذ تقولان: إن البلوتوث لا يقل خطورة عن جوال الكاميرا فهو سبب في زرع الشك بين الزوجين وخراب بيوت كثير من الأسر وتضيفان لم نر منه إلاّ ما يمنعه الدين ويأباه المجتمع.
الأخصائيّة الاجتماعية في بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدريّة (أمل العسيري) أوضحت أنه لا يمكن تجاهل التقنيات الحديثة وأن سوء استخدام الناس لها لا يعني ردها وقالت: إن المشكلة تكمن في إساءة مستخدميها لا في التقنيّة نفسها وأن استخدام تقنيّة البلوتوث بصورة غير صحيحة خاصّة في الجانب الأخلاقي يدل على عدم الخوف من الله وغياب الضمير والتجرؤ على قيم المجتمع وعاداته وتجاوز للخطوط الحمراء.
البلوتوث الدعوي
وأما الداعية الدكتور (عادل العبد الجبار) فيقول: (أنا لست ضد البلوتوث والوسائط وجوال نت وحتى الاتصال المرئي بل أنا معها، وقد استفدت شخصياً منها وما أزال وأحمد الله على هذه التقنيات الجديدة أنها بين يدي أستفيد منها وأفيد لا سيّما أننا في مجتمع مقبل على انفتاح تقني بل قد لا أكون مبالغاً لو قلت إننا دخلنا بدايته، وأشار إلى أن من ينشر صورة فتاة ويتسبب في فضحها فإنه سيلقى نكداً لا سيّما إذا رفعت الفتاة يدها داعية إلى الله في الثلث الأخير من الليل باكية متحسرة على ما فعلته..).
وأضاف الداعية العبد الجبار أن ما أسماه (البلوتوث الدعوي) متميز في نشر الخير فكم من شاب أقلع عن التفحيط، وآخر عرف طريق الصلاة بعد أن استفادوا من رسائل البلوتوث الدعويّة والتذكيرية.
(التداول) عبر البلوتوث
تباينت الآراء حول ما يتم تداوله عبر البلوتوث بين الصور ومقاطع الصوت والفيديو وغير ذلك، وفي هذا السياق تقول (م. ف 18 عاماً) بأنها اعتادت النزول إلى الأسواق نهاية كل أسبوع بمناسبة أو بدون، وذلك من أجل الحصول على كثير من رسائل البلوتوث التي تأتي أغلبها من الشباب مزودة برقم جوال أحدهم وتضيف قائلة كثيراً ما تستهويني الصور الرومانسيّة والأغاني.
ويشير (سلطان العمري) بأنه يحب كتابة القصائد عن طريق الملاحظات بالجوال وإرسالها أو استقبالها، ويضيف أنه حريص على جمع مقاطع الفيديو الفكاهيّة. أما (فاطمة حجاج) و (نورة الحسين) فتبديان امتعاضهما الشديد من انتشار الصور الفاضحة والتفاهات غير المفيدة، وكل ما من شأنه خدش الحياء وتقولان: إن في ذلك معارضة صريحة لأوامر الدين الحنيف.
ويقول (فادي المهنا): إنه يبدي اهتمامه بالملفات الكوميديّة عربيّة كانت أو أجنبيّة وجمع الصور المتنوعة. وأما (شرف النويجم) فيقول: (انتشرت في الآونة الأخيرة بعض المقاطع الوعظيّة والتوعويّة الدينيّة والأناشيد الإسلاميّة الهادفة وهذا أمر مفيد وفعل مأجور).
وترى ( هـ. ش ) أن استخدام البلوتوث للدعوة إلى الله خطوة مباركة فيستفيد الناس من ذلك بدلاً من إضاعة أوقاتهم فيما لا فائدة منه. بدوره يقول: (وضّاح حسين) بائع بمحل جوالات أن الإقبال على شراء الجوالات ذات تقنيات جديدة كالكاميرا أو البلوتوث بات ملحوظاً، وأن الطلب عليها أكثر من غيرها وقال: إن طلبات الزبائن في تحميل المقاطع أو البرامج تختلف فهناك من يطلب المقاطع المضحكة و الكوميديّة، وهناك من يرغب بالبرامج النافعة كتوقيت الصلاة وهناك من لا يرغب إلاّ في اقتناء الصور سواء كانت مضحكة أم رومانسيّة.
دراسة حول (البلوتوث والفتيات)!
في دراسة نشرت على موقع الداعية عادل العبد الجبار شملت 1200 فتاة ما بين سن 18 و25 عاماً بعنوان البلوتوث والفتيات فكان مما أظهرته النتيجة ما يلي:
82% يتعاملن بخدمة البلوتوث باستمرار
11% مبتدئات حديثاً
6% تركنه
1% لا يعرفنه
44% يستخدمنه في السوق
26% مفتوح دائماً في كل مكان ووقت
15% في المطاعم
10% في المناسبات 5% يغلقنه
73% منهن لا يخشين الرقابة عليهن في تصرفاتهن بعد تقنيّة البلوتوث.
85% يرين أنه أصبح أداة تعارف آمنة بين الجنسين وخاصّة في محيط العوائل المحافظة التي لا تؤيّد التعارف قبل الزواج.
99% يرين أن البلوتوث كسر حاجز المحرمات الاجتماعية، و قفز فوق العادات والتقاليد.
45% من الفتيات يضعن أسماء مستعارة
33% يضعن بريدهن الإلكتروني
12% يضعن أرقام جوالاتهن الحقيقية بهدف التعارف..
بنوتة قمر مطيحة غُتر!
يضع الكثير من مستخدمي أجهزة الهواتف المحمولة المزودة بتقنية البلوتوث بعضاً من الألقاب أو الرموز والأسماء المستعارة منها (الفكاهي) أو (الرومانسي) وغير ذلك..
بداية تقول (أم عبد الملك): (أضع بالبلوتوث رموزاً وأحياناً أسماء عاديّة..) وتظهر (هديّة الجالس) عدم اهتمامها بذلك وتقول: إن رقم الجهاز هو الموجود بالبلوتوث ولا ترغب في استحداث اسم أو رمز أو أي شيء آخر.
ويقول (محمد العيد) وضعت عبارة (لا إله إلاّ الله) راغباً في الأجر ولم أفكر يوماً في تغيير ذلك أما (فاطمة حجاج) فتشير أيضاً إلى أنها وضعت عبارة توعيّة دينيّة تذكيريّة كي يشاهدها كل من يبحث عن طريق البلوتوث.
إلاّ أن فتاةً رفضت الإفصاح عن اسمها تقول: إنها تجعل اسمها بالبلوتوث مختلفاً من وقت لآخر، ومن مكان لآخر فتقول: إنها في الجامعة تضع اسمها (قمرهم كلهم)، وفي السوق والأماكن العامّة اسم (بنوتة قمر مطيحة غتر)..!
وتؤكد أنها تتلقى رسائل عديدة عن طريق البلوتوث فالاسم - بحسب رأيها - جذاب!
ويقول (منصور العتيبي) أحب كتابة الأسماء الرومانسيّة بالبلوتوث وأحياناً في المواسم والمناسبات أغيرها إلى عبارات أخرى مثل (كل عام وأنتم بخير).
أما (أروى - 21 سنة) فتعتبر أنها تتميز عن باقي الفتيات بأسماء خاصّة تضعها في البلوتوث مثل (حاشرة الشباب في علبة بيبسي) أو (ولا تهمني) وتدّعي بأن أحداً لن يرسل لها إذا قرأ ذلك..
بدوره يقول ( فارس النويجم ): إنه يضع بالبلوتوث اسم ناديه المفضل وأحياناً رقم لاعب مميز في الفريق، ويحرص (سلطان العمري) دوماً على تغيير اسم البلوتوث بأسماء فكاهيّة، ويقول شاب آخر أنا أضع رقم جوالي في البلوتوث ولست الوحيد الذي أفعل ذلك بل أغلب الشباب هكذا، لا سيّما إذا كان في مكان عام يجمع بين الجنسين..
وتعلّق الأخصائيّة الاجتماعية بمستشفى الملك سعود (أمل العسيري) على ذلك قائلة: (إن الأسماء غير اللائقة التي يضعها بعض مستخدمي الجوالات الجديدة كأسماء لهم بالبلوتوث فيها دلالة على عدم النضج النفسي).
الأماكن!
يقول ( سلطان العمري) لا تستغرب أن تأتيك رسالة عن طريق البلوتوث في أي مكان خاصّة الأماكن العامّة وأردف قائلاً: إن لحظة الانتظار عند الإشارات المروريّة أيضاً فرصة لتلقي أو استقبال رسائل البلوتوث.
وهذا ما تؤكده (أروى) إذ تقول: (بينما كنت جالسة ذات يوم في سيارتي مع السائق أتتني رسالة عن طريق البلوتوث وقمت برفضها إلاّ أن إصرار أحد الشباب المراهقين على مطاردتنا بسيارته أجبرني على تلقي رسالته للخلاص منه).
وتقول (هدية الجالس) و (فاطمة حجاج): إن الأماكن العامّة والمكتظّة بالناس رجالاً ونساء كالأسواق والمنتزهات والأماكن الترفيهيّة هي مرتع خصب لانتشار رسائل البلوتوث ويضيف ( شرف النويجم ) أنه يتناقل مع جاره رسائل البلوتوث كل من بيته.
ويقول (محمد العيد) أن المطاعم ومحلات الكافي شوب لها أيضاً نصيب من رسائل البلوتوث.
ضوابط..
يقول (منصور العتيبي): إنه لا يمانع في استقبال الرسائل الفكاهيّة والنافعة، أما غير ذلك فلا يلقي له بالاً، ويشير (فارس النويجم): إن كل ما هو موجود في جواله صور رومانسيّة ومقاطع فيديو مضحكة يقوم باستقبالها وإرسالها فقط. بدورها (مها السعدون) تقول: إنه دائماً ما يكون البلوتوث عندها مغلقاً في الأماكن العامّة، وبذلك لا تستقبل أي رسالة، وعن سبب ذلك قالت: إنها كانت تجعله مفتوحاً في السابق فكانت تأتيها رسائل فاضحة أو أرقام جوالات من المعاكسين، وقررت بعد ذلك أن تقفله إذا ما كانت في مكان عام.
(ريم) تقول: (لا أمانع في استقبال أي رسالة تأتيني عن طريق البلوتوث فإن أعجبتني أبقيتها وإلاّ مسحتها مباشرة، وأما الإرسال فيكون في محيط زميلاتي اللاتي أعرفهن).
ويؤكد (فادي المهنا) أنه ليس حريصاً على فتح البلوتوث إلاّ إن احتاج لإرسال لصديق يعرفه أو أن يستقبل منه.
معاكسات..
ترى كل من (نورة الحسين وطرفة العيسى): إن للبلوتوث دورا كبيرا جداً في المعاكسات التي تتم عن طريق الترقيم، ويوافقهما في ذلك ( محمد العيد ) مضيفاً بأن الرسالة المراد إرسالها للطرف الآخر تكون متضمنة لرقم الجوال. وعن ظاهرة المعاكسات عن طريق البلوتوث يتحدث الأستاذ (سيف الإسلام الزهراني - مرشد طلابي) فيقول: لقد ساعدت تقنيّة البلوتوث في انتشار ظاهرة المعاكسات بين الشباب والفتيات بكل يسر وسهولة وأحدثت تغيراً ملحوظاً في (ثقافة الترقيم) فقد كانت عمليّة الترقيم تتم سابقاً عن طريق اليد أما الآن فقد اختلف الوضع فأصبح الترقيم عن طريق تقنية البلوتوث أو (الترقيم عن بعد) وأردف الزهراني القول: إن الود بين الرجل والمرأة غريزة لا يمكن لأحد نكرانها إلاّ أن اللوم في مسألة المعاكسات يقع بجزء كبير منه على الفتاة إذ غالباً ما تضع اسمها عبر البلوتوث كي تجذب الشاب إليها وبالتالي مطاردتها على أمل أن تستقبل رسالته المُعنونة برقمه..
العلاج
وعن علاج ظاهرة استخدام البلوتوث بطريقة سيئة قالت الأستاذة (أمل العسيري): إنه لا بدّ من زرع الرقابة الذاتيّة في نفوس النشء قبل محاسبتهم على أي تصرّف يقومون به كنوع من الوقاية أولاً.
وأما مستخدمو تقنية البلوتوث بصورة سيئة من الشباب فلا بد من إعلامهم بأن ما يقومون به ضرر على الآخرين ومنافاة للأخلاق الحميدة، وأن الله سبحانه يكره ذلك بل وتوعدهم بقوله{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا(58) سورة الأحزاب
ودعت العسيري إلى إصدار قوانين صارمة تطبق على مسيئي استخدام هذه التقنيّة بشكل سلبي كالذين يخترقون خصوصيّة الآخرين، ومن ثم يقومون بنشرها.
وأما الأستاذ (سيف الإسلام الزهراني) فيقول: (أرى عدم إعطاء الأبناء صغار السن جوالات ذات تقنية عالية كجوال الكاميرا والبلوتوث فهو يجهل كيفيّة استخدامها وقد يغرّر به لاستخدامها بصورة سلبيّة، وإن حصل ذلك فلا بدّ من رفع الوازع الديني لديه، وذلك بإخباره بحرمة استغلال هذه التقنيّة في نشر صور الفتيات وبث الفضائح وأوضح قائلاً: إن الشاب المراهق يحاول دائماً تطبيق ما يراه دارجاً بين أقرانه، ولا يعي ما يقوم به حتى وإن كان في ذلك ضرر وخطأ يجرمه المجتمع، ودعا الزهراني المؤسسات التربويّة والوسائل الإعلاميّة إلى مناقشة الظواهر الاجتماعية وبيان سلبياتها أو إيجابياتها وتحمل مسؤولياتها في هذا المجال).
_______________
منقول و نريد تعليقاتكم