ناصر
02-08-2007, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجدد التحية لكم ونلتقي معكم في هذه المشاركة ونتمنى ان تسعفنا الظروف الاستثنائية التي نمر بها في فلسطين بالتواجد المستمر معكم في رحاب هذا المنتدى
نناقش اليوم موضوع القصور المعرفي لدى شبابنا حيث شاهدت قبل أيام بالصدفة برنامجا على أحد الفضائيات يتناول ظاهرة الضعف المعرفي لدى الشباب الجامعيين، حيث بث في أحد فقراته تقريرا من إحدى الجامعات العربية،تمثل في توجيه اسئلة في الثقافة العامة للشباب الجامعيين بغية التعرف على مستوى ثقافتهم معارفهم، وللأسف كانت النتيجة مخيبة للآمال بكل منى الكلمة، فالاغلب اخطأوا الاجابات الصحيحة، دل التقرير على حالة عميقة من القصور المعرفي لدى شبابنا الجامعيين.
في هذا السياق لاحظت بنفسي الفرق بين العرب والاجانب في هذا الجانب، فقد زرت في الماضي جامعةاسرائيلية، وهناك لاحظت ان الطلاب لا يضيعون وقتا، لاحظت ان المكتبة مزدحمة وهادئة جدا، الكل منشغل بالبحث والدراسة، ونادرا ما تجد طالبا يمرح ويضيع وقته ، اما في الجامعات العربية فالمكتبات شبه مهجورة، والطلاب يضيعون اوقاتهم باللهو واللعب .
لاشك أن لذلك اسبابه الكثيرة، لكنني اعتقد ان السبب النفسي هو احد اهم هذه الاسباب على الاطلاق، فما من احد يريد ان ينقطع الى علم، انما الكل يتطلع الى الثمرة قبل الشجرة،فلم يعد للكثيرين جلد على درس او صبر على كدح، والبعض لا ينظر الي الجهد الذي يجب ان يبذل ولكنه يبصر المراتب التي يجب ان يرقى اليها، لا يريد ان يضيع وقتا في الغرس البطيء والاعداد الطويل، لكنه يريد الثمرة عجلا متلهفا، لذلك قبل الاطلاع العميق، وندرت القراءة المجدية، فاختلت الموازين، وفسدت القيم، يضاف الي ذلك شعور بالنقص وضعف في الثقة بالنفس ، فالفكرة المنسوبة الى غربي تحترم بغير بحث، والفكرة المنسوبة الي شرقي تهمل بغير فحص
باختصار لقد إستولت على النفوس اليوم روح الاستهانة بالعلم والثقافة والمثل، وتملك
القلوب والاجسام شيطان المتعة اليسيرة العاجلة، هذه الامور بالاضافة الي عوامل اخرى اسهمت في عزوف الكثيرين عن القراءة والمطالعة، فالقراءة للكثيرين اصبحت شيئا زائداغير ضروري، وجزء منا اصبحوا مثقفين " فالصو" يكتفون بقراءة عناوين الكتب او
المقالات، وآخرين لا طاقة لهم لفتح كتاب او مقالة، والنتيجة ضعف في المعرفة يرافقه
خلل في السلوك وشعور بنوع من الدونية المعرفية امام من يمتلكون المعرفة والقدرة
على التحليل وبناء الراي السديد.
حتى الجامعيين اصبحوا ضعفاء في تخصصاتهم، فلا يعنيهم المضمون بقدر الحصول على
الشهادة والتمتع بالمزايا التي تمنحهم اياها شهاداتهم، دون الالتفات الي ما هو لازم من
جهد وصبر وكدح ليكون الانسان قويا متمكنا من تخصصه وبالتالي مجال عمله في المستقبل.
وما أصعب ان يواجه الانسان موقفا معرفيا ويستنجد بمخزونه المعرفي فلا ينجده، ربما مر
البعض منا في هكذا موقف ، وكم تمنى من مر في هذا الموقف ان يكون قد إحتاط للمثل
هذا اليوم.
كل هذا بالرغم من سهولة الحصول على الكتب وتوفر الوسائل المريحة للمطالعة،
فالانترنت وفر لنا فرصة ذهبية للبحث عن اي موضوع نريد ونحن جالسين في بيوتنا،
بعد ان كنا سابقا و الجيل الذي سبقنا يعاني من اجل الحصول على المعلومة او على ثمن
الكتاب، لكننا بالرغم من توفر المال للكثير منا اليوم، وتوفر الانترنت، وغيرها من الوسائل
، الا اننا لا نكلف انفسنا عناء القراءة والبحث، فنستخدم الانترنت للترفيه والتسلية واضاعة الوقت، وربما يشتري بعضنا الكتب رخيصة المضمون ، ويعزف عن الكتب المفيدة التي ترتقي بفكرنا وثقافتنا، حتى ان الكثيرين لا يطيقون مشاهدة برنامج ثقافي مفيد في التلفزيون ويضيعون اوقاتهم امام التلفزيون في مشاهدة الافلام والاغاني والبرامج غير المفيدة.
وربما ننصدم حينما نعلم ان امة مثل اليونانيين لا يزيد عددها عن عشرة ملايين يصلها من الكتب المترجمة خمس اضعاف ما يترجم الي اللغة العربية التي يزيد عددها عن 200 مليون نسمة ......
لكم أطيب المنى
نجدد التحية لكم ونلتقي معكم في هذه المشاركة ونتمنى ان تسعفنا الظروف الاستثنائية التي نمر بها في فلسطين بالتواجد المستمر معكم في رحاب هذا المنتدى
نناقش اليوم موضوع القصور المعرفي لدى شبابنا حيث شاهدت قبل أيام بالصدفة برنامجا على أحد الفضائيات يتناول ظاهرة الضعف المعرفي لدى الشباب الجامعيين، حيث بث في أحد فقراته تقريرا من إحدى الجامعات العربية،تمثل في توجيه اسئلة في الثقافة العامة للشباب الجامعيين بغية التعرف على مستوى ثقافتهم معارفهم، وللأسف كانت النتيجة مخيبة للآمال بكل منى الكلمة، فالاغلب اخطأوا الاجابات الصحيحة، دل التقرير على حالة عميقة من القصور المعرفي لدى شبابنا الجامعيين.
في هذا السياق لاحظت بنفسي الفرق بين العرب والاجانب في هذا الجانب، فقد زرت في الماضي جامعةاسرائيلية، وهناك لاحظت ان الطلاب لا يضيعون وقتا، لاحظت ان المكتبة مزدحمة وهادئة جدا، الكل منشغل بالبحث والدراسة، ونادرا ما تجد طالبا يمرح ويضيع وقته ، اما في الجامعات العربية فالمكتبات شبه مهجورة، والطلاب يضيعون اوقاتهم باللهو واللعب .
لاشك أن لذلك اسبابه الكثيرة، لكنني اعتقد ان السبب النفسي هو احد اهم هذه الاسباب على الاطلاق، فما من احد يريد ان ينقطع الى علم، انما الكل يتطلع الى الثمرة قبل الشجرة،فلم يعد للكثيرين جلد على درس او صبر على كدح، والبعض لا ينظر الي الجهد الذي يجب ان يبذل ولكنه يبصر المراتب التي يجب ان يرقى اليها، لا يريد ان يضيع وقتا في الغرس البطيء والاعداد الطويل، لكنه يريد الثمرة عجلا متلهفا، لذلك قبل الاطلاع العميق، وندرت القراءة المجدية، فاختلت الموازين، وفسدت القيم، يضاف الي ذلك شعور بالنقص وضعف في الثقة بالنفس ، فالفكرة المنسوبة الى غربي تحترم بغير بحث، والفكرة المنسوبة الي شرقي تهمل بغير فحص
باختصار لقد إستولت على النفوس اليوم روح الاستهانة بالعلم والثقافة والمثل، وتملك
القلوب والاجسام شيطان المتعة اليسيرة العاجلة، هذه الامور بالاضافة الي عوامل اخرى اسهمت في عزوف الكثيرين عن القراءة والمطالعة، فالقراءة للكثيرين اصبحت شيئا زائداغير ضروري، وجزء منا اصبحوا مثقفين " فالصو" يكتفون بقراءة عناوين الكتب او
المقالات، وآخرين لا طاقة لهم لفتح كتاب او مقالة، والنتيجة ضعف في المعرفة يرافقه
خلل في السلوك وشعور بنوع من الدونية المعرفية امام من يمتلكون المعرفة والقدرة
على التحليل وبناء الراي السديد.
حتى الجامعيين اصبحوا ضعفاء في تخصصاتهم، فلا يعنيهم المضمون بقدر الحصول على
الشهادة والتمتع بالمزايا التي تمنحهم اياها شهاداتهم، دون الالتفات الي ما هو لازم من
جهد وصبر وكدح ليكون الانسان قويا متمكنا من تخصصه وبالتالي مجال عمله في المستقبل.
وما أصعب ان يواجه الانسان موقفا معرفيا ويستنجد بمخزونه المعرفي فلا ينجده، ربما مر
البعض منا في هكذا موقف ، وكم تمنى من مر في هذا الموقف ان يكون قد إحتاط للمثل
هذا اليوم.
كل هذا بالرغم من سهولة الحصول على الكتب وتوفر الوسائل المريحة للمطالعة،
فالانترنت وفر لنا فرصة ذهبية للبحث عن اي موضوع نريد ونحن جالسين في بيوتنا،
بعد ان كنا سابقا و الجيل الذي سبقنا يعاني من اجل الحصول على المعلومة او على ثمن
الكتاب، لكننا بالرغم من توفر المال للكثير منا اليوم، وتوفر الانترنت، وغيرها من الوسائل
، الا اننا لا نكلف انفسنا عناء القراءة والبحث، فنستخدم الانترنت للترفيه والتسلية واضاعة الوقت، وربما يشتري بعضنا الكتب رخيصة المضمون ، ويعزف عن الكتب المفيدة التي ترتقي بفكرنا وثقافتنا، حتى ان الكثيرين لا يطيقون مشاهدة برنامج ثقافي مفيد في التلفزيون ويضيعون اوقاتهم امام التلفزيون في مشاهدة الافلام والاغاني والبرامج غير المفيدة.
وربما ننصدم حينما نعلم ان امة مثل اليونانيين لا يزيد عددها عن عشرة ملايين يصلها من الكتب المترجمة خمس اضعاف ما يترجم الي اللغة العربية التي يزيد عددها عن 200 مليون نسمة ......
لكم أطيب المنى