صوت المطر
02-13-2004, 03:08 AM
<div align="center">http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/small/2004/feb/11/1076494991050096500.jpg</div>
الرياض تحارب اللون الأحمر السبت المقبل
عيد الحب: صراع متكرر بين رجال الهيئة وغزل الشباب
سيكون من الصعب مشاهدة اللون الأحمر في الرياض يوم السبت المقبل باستثناء الشماغ السعودي التقليدي، والسيارات الحمراء اللون، مع أن السيارات مهددة بالملاحقة إن كانت تجول ليلاً في شارع التحلية أو الثلاثين، وداخلها شباب يلبسون الجينز ويرتدون "الكاب". كما أن الشباب الذين يتسكعون في أسواق "الفيصلية" و"المملكة" وهم يرتدون قمصاناً حمراء، والفتيات اللاتي ينتعلن أحذية حمراء سيكونون جميعاً عرضة للتوبيخ وربما الاعتقال من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تجند كل طاقاتها لاجتثاث أي مظهر احتفالي بـــ"عيد الحب" حتى وإن كان بشكل عرضي. والمظهر الاحتفالي الوحيد المتفلت من دوائر العقاب هو تبادل الرسائل عبر الجوال إذ تبلغ التهاني المتبادلة أرقاما قياسية بسبب رخصها، وأمانها، ولكونها الوسيلة الوحيدة في حال تباعد المدن أو البلدان.
ومنذ سنوات قليلة نهجت الرياض مسلكاً صارماً في محاربة عيد الحب في صوره كافة، استناداً إلى فتوى صادرة من اللجنة الدائمة للإفتاء عام 2000 بتحريم الاحتفال بهذا العيد الوثني بأي شكل، وهي الفتوى الأشد صرامة في لغتها، والتي استدعت، تالياً، الحرب الشاملة على كل ما يتصل بهذا العيد من ممارسات، بما ذلك في ذلك الشبهات وهي تشمل كل شيْ أحمر اللون، علماً أن الشيخ محمد بن عثيمين سبق أن أصدر فتوى بتحريم الاحتفال بهذا العيد قبل نحو ثلاثة أسابيع من صدور فتوى اللجنة الدائمة، لكن فتواه كانت تحذيرية مقارنة مع فتوى اللجنة الدائمة التي اعتبرته "من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول".
ومنذ ذلك التاريخ تفتقد الرياض اللون الأحمر في يوم العيد، ولن يجد المرء بطاقات حمراء، أو تلك التي تحمل قلوباً، كما أن لن يجد وردة حمراء واحدة، طبيعية كانت أو بلاستيكية، وباختصار كل سلعة حمراء اللون أو تتضمن قلبا، لكن هذا الوضع لايشمل مدناً سعودية أخرى مثل جده أو الدمام حيث يهرب إليهما الراغبون في الاحتفال بدعة وطمأنينة بعيداً عن العقاب والغلاء.
واللافت هو أن هذه الحملة الشمولية لم تكن ظاهرة في السنوات الماضية على الرغم من الاحتفال بالعيد كان قائماً، وربما كان السبب هو طغيان الظاهرة حتى أنه أصبح عيداًً أساسياً في الرياض. لكن هذه الصرامة في القضاء على مظاهر الاحتفال بالعيد لم تثمر إلا عن ارتفاع جنوني في أسعار الورود الحمراء التي يبلغ سعر الواحدة منها في ذلك اليوم نحو خمسين ريالاً وأكثر، ويتم بيعها سراً وكأنها من المخدرات.
كما خلقت حالة المنع ما يشبه التحدي بين الشباب ورجال الهيئة، إذ يحاول الشباب الاحتفال بطرق احتيالية عدة؛ منها لبس الشماغ مثلاً للذين لم يعتادوا لبسه. كما أن العاشق المخلص هو الذي يهدي وردة حمراء في ذلك اليوم.ويحرص رجال الهيئة على اكتشاف الطرق الجديدة ومعاقبة كل مخالف يتمكنون من الإمساك به. ولعل العيد الماضي كان من أبرز الأعياد في طريقة الاحتفال، وابتكارات الشباب من الجنسين، اعتماداً على الإشارات السرية، والانتشار في أماكن كثر. وتضمن قصصاً كثيرة شغلت الناس أياماً. ولقد بدأت رسائل التذكير بالعيد تتوالى منذ الأمس، مترافقة مع بدء حملات تحذيرية من الاحتفال بالعيد، ما يعلن المراحل التمهيدية لبدء الحرب السنوية، زمن المؤكد أنها ستكون هذه السنة أشد قوة وضراوة من الطرفين إذ يسعى كل منهما لتأكيد سيطرته، أو إثبات أحقيته في الاحتفال، وعلى أية حال فإن السبت لناظره لقريب.السبت المقبل سيكون يوماً شديد التوتر، سيحقق البعض أرباحاً خيالية مستفيدين من المنع، وسيقضي آخرون يوماً أو أكثر في السجن، بينما تحتفل الفئة التي تمكنت من مراوغة الهيئة بالعيد وبالنجاة من العقاب معاً
============================================
وصلني على الاميل
الرياض تحارب اللون الأحمر السبت المقبل
عيد الحب: صراع متكرر بين رجال الهيئة وغزل الشباب
سيكون من الصعب مشاهدة اللون الأحمر في الرياض يوم السبت المقبل باستثناء الشماغ السعودي التقليدي، والسيارات الحمراء اللون، مع أن السيارات مهددة بالملاحقة إن كانت تجول ليلاً في شارع التحلية أو الثلاثين، وداخلها شباب يلبسون الجينز ويرتدون "الكاب". كما أن الشباب الذين يتسكعون في أسواق "الفيصلية" و"المملكة" وهم يرتدون قمصاناً حمراء، والفتيات اللاتي ينتعلن أحذية حمراء سيكونون جميعاً عرضة للتوبيخ وربما الاعتقال من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تجند كل طاقاتها لاجتثاث أي مظهر احتفالي بـــ"عيد الحب" حتى وإن كان بشكل عرضي. والمظهر الاحتفالي الوحيد المتفلت من دوائر العقاب هو تبادل الرسائل عبر الجوال إذ تبلغ التهاني المتبادلة أرقاما قياسية بسبب رخصها، وأمانها، ولكونها الوسيلة الوحيدة في حال تباعد المدن أو البلدان.
ومنذ سنوات قليلة نهجت الرياض مسلكاً صارماً في محاربة عيد الحب في صوره كافة، استناداً إلى فتوى صادرة من اللجنة الدائمة للإفتاء عام 2000 بتحريم الاحتفال بهذا العيد الوثني بأي شكل، وهي الفتوى الأشد صرامة في لغتها، والتي استدعت، تالياً، الحرب الشاملة على كل ما يتصل بهذا العيد من ممارسات، بما ذلك في ذلك الشبهات وهي تشمل كل شيْ أحمر اللون، علماً أن الشيخ محمد بن عثيمين سبق أن أصدر فتوى بتحريم الاحتفال بهذا العيد قبل نحو ثلاثة أسابيع من صدور فتوى اللجنة الدائمة، لكن فتواه كانت تحذيرية مقارنة مع فتوى اللجنة الدائمة التي اعتبرته "من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول".
ومنذ ذلك التاريخ تفتقد الرياض اللون الأحمر في يوم العيد، ولن يجد المرء بطاقات حمراء، أو تلك التي تحمل قلوباً، كما أن لن يجد وردة حمراء واحدة، طبيعية كانت أو بلاستيكية، وباختصار كل سلعة حمراء اللون أو تتضمن قلبا، لكن هذا الوضع لايشمل مدناً سعودية أخرى مثل جده أو الدمام حيث يهرب إليهما الراغبون في الاحتفال بدعة وطمأنينة بعيداً عن العقاب والغلاء.
واللافت هو أن هذه الحملة الشمولية لم تكن ظاهرة في السنوات الماضية على الرغم من الاحتفال بالعيد كان قائماً، وربما كان السبب هو طغيان الظاهرة حتى أنه أصبح عيداًً أساسياً في الرياض. لكن هذه الصرامة في القضاء على مظاهر الاحتفال بالعيد لم تثمر إلا عن ارتفاع جنوني في أسعار الورود الحمراء التي يبلغ سعر الواحدة منها في ذلك اليوم نحو خمسين ريالاً وأكثر، ويتم بيعها سراً وكأنها من المخدرات.
كما خلقت حالة المنع ما يشبه التحدي بين الشباب ورجال الهيئة، إذ يحاول الشباب الاحتفال بطرق احتيالية عدة؛ منها لبس الشماغ مثلاً للذين لم يعتادوا لبسه. كما أن العاشق المخلص هو الذي يهدي وردة حمراء في ذلك اليوم.ويحرص رجال الهيئة على اكتشاف الطرق الجديدة ومعاقبة كل مخالف يتمكنون من الإمساك به. ولعل العيد الماضي كان من أبرز الأعياد في طريقة الاحتفال، وابتكارات الشباب من الجنسين، اعتماداً على الإشارات السرية، والانتشار في أماكن كثر. وتضمن قصصاً كثيرة شغلت الناس أياماً. ولقد بدأت رسائل التذكير بالعيد تتوالى منذ الأمس، مترافقة مع بدء حملات تحذيرية من الاحتفال بالعيد، ما يعلن المراحل التمهيدية لبدء الحرب السنوية، زمن المؤكد أنها ستكون هذه السنة أشد قوة وضراوة من الطرفين إذ يسعى كل منهما لتأكيد سيطرته، أو إثبات أحقيته في الاحتفال، وعلى أية حال فإن السبت لناظره لقريب.السبت المقبل سيكون يوماً شديد التوتر، سيحقق البعض أرباحاً خيالية مستفيدين من المنع، وسيقضي آخرون يوماً أو أكثر في السجن، بينما تحتفل الفئة التي تمكنت من مراوغة الهيئة بالعيد وبالنجاة من العقاب معاً
============================================
وصلني على الاميل