موسى بن ربيع البلوي
12-10-2002, 12:28 AM
عـودة فـتاة !!
كانت بعيدةً عن خالقها كلَّ البُعد ؛ تقابل حبيبها! ؛ وتشرب معه ( المعسل ! ) وتلبس العباءة الفاضحة المخصرة ؛ وتضع غطاء الوجه الشفاف ؛ وتترك الصلاة ؛ وتتبختر بالعطورات في الأسواق . نصحتها مرة أخت فاضلة في سوق ما ؛ فردت عليها بكل وقاحة ( ما عليك منيّ أنا حرة ..) ذهبت إلى المستشفى ؛ وطال بها الانتظار فملَّت ؛ ووجدت مصحفاً في زاوية منعزلة على الطاولة في صالة الانتظار .. نظرت إليه باستغراب ؛ وتنهدت ( والله.. من زمان ما مسكت مصحفا بيدي ولا قرأت فيه ) وقعت عيناها على سورة التوبة ؛ على قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ) فرددتها مراراً وبكت حتى علا نشيجها فتركت الصالة ؛ دخلت منزلها وتوجهت إلى سجادتها وصلت صلاةً خاشعة .. وبكت طويلاً .. وعادت إلى الذي ( يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) فهنيئاً لها ..(1)
كانـت بـعـزة إثمهـا تـتكـبـرُ
ثوب الفضيلة كان يبغض جـسمها..
كانـت تـروم حـكايةً غـربــَّية
وتـقابل الخِدْنَ الخبــيث بلــذَّةٍ
وتصمُّ أُذنيها عـن الصــوت الذي
وهوى (فرنسـا) من صـميم حـياتهـا
لعبـتْ بها الأوهـامُ حتى أصبـحـتْ
وتصـوم عن خيـرٍ وتــبغضُ ذكـرَه
مكياجُـها يُـزري بنـور حيائـها
وشقـائقُ النعـمان فـــوق خـدودها
شـربُ (المُعـَسِل) كان يُفـسـِدُ نَتــْنُه
يا ويلـها ظلمـتْ جمـالَ أنــوثــةٍ
سلكـت سبـيل الغيِّ تحســب أنــه
هجرت كتــاب الله طــولَ سنيـنـها
حتى إذا ضــاقت بعيــش حياتـــها
فـإذا بأقـدار الإلـــه تحوطــــها
ورأت كـتـاب الله يــوماً صدفــة
فتنـاولتـه برعـــــشةٍ وتَــرهُّب
قرأت لـكي تنسى هـمـوم فـــؤادها
يا حُســنَ مـا قــرأَتهُ مـن آيــاته
أوَ هكـذا لطــفُ الإلــهِ وبِـــرُّهُ ؟
يُعطي بـلا عــددٍ ويُمـهل عــبـدَه
فـإذا بهـا تــشـكو بغـير تـكلمٍ
وعلا النـشـيج ولم تــُرد إظـهـارَه
عـادت فتـاة الأمــس لله الـذي
صلّـت صـلاةَ مـــودعٍ وتـأملّت
يارب تُبتُ إليك فاقـبلْ توبتــي
صرّفْ على دين الرسول وشـرعه
تـلك السعـادة يا أخــيةُ أبشـري
يـاربِّ ثبتـها على سنــن الهـدى وبــــــِبُعدها عن ربها تتبخترُ
وعباءة الخصـــر القبيحة تسخرُ
فهمومُها في قـــــلبها تتبعثرُ
أُسْدُ التــــمرُّد من هواها تزأرُ
يرثى لــها ولحالها ويـــذكرُّ
فالغُنْجُ من أعــــطافها يتحدرُ
تهفو لها ولأمـــــرِها تتصدرُ
وعلى الرذيلة والتــــبرج تفطرُ
وعطورها من جسمها تتــــبخَّر
تُغري العيونَ وبالنواظر تسـحرُ
فَمـَها الجميلَ ولم تكــن تتذمّر
ريانةٍ والورد فيــــها يـُزهِرُ
دربُ المنى ومن التـحسر تزفــر
لا الخوفُ يغـــشاها ولا تـتذكّر
ذرعاً .... ونارُ فؤادها تتــسعر
وإذا بألطـــــاف المهيمن تُسفر
فــترددت وعلى حياءٍ تنــظر
وحديثــــها في ثغرها يتعـثر
فغمومها بين الضــلوع تفــجَّر
أوَ هكذا ربي لذنـــبي يغـفر ؟!
ربٌ غفورٌ جــــودُه لا يَقـصُرُ
وهو العليُّ الــــــقادرُ المتكبر
ودموعها من عيـــــنها تتحدر
فمشت إلى خدر العــبادة تعبُـر
يعــفو ويغفر للعباد ويســـتر
في شأنــــها ولآيــها تتدبر
أنت العليم بنا وأنت تُــــــدبِّرُ
قلبي الذي يهفو إليك ويــــجأر
بمــناهل الخير العظيمة تُمـطر
حتى الممات وفي ثراها تُقــــبر
(1) – قريباً سيخرج شريط (عودة فتاة ) للشيخ عبدالعزيز السويدان من إنتاج تسجيلات القادسية يتضمن قصة الفتاة
كتبه
موسى محمد هجاد الزهراني
كانت بعيدةً عن خالقها كلَّ البُعد ؛ تقابل حبيبها! ؛ وتشرب معه ( المعسل ! ) وتلبس العباءة الفاضحة المخصرة ؛ وتضع غطاء الوجه الشفاف ؛ وتترك الصلاة ؛ وتتبختر بالعطورات في الأسواق . نصحتها مرة أخت فاضلة في سوق ما ؛ فردت عليها بكل وقاحة ( ما عليك منيّ أنا حرة ..) ذهبت إلى المستشفى ؛ وطال بها الانتظار فملَّت ؛ ووجدت مصحفاً في زاوية منعزلة على الطاولة في صالة الانتظار .. نظرت إليه باستغراب ؛ وتنهدت ( والله.. من زمان ما مسكت مصحفا بيدي ولا قرأت فيه ) وقعت عيناها على سورة التوبة ؛ على قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ) فرددتها مراراً وبكت حتى علا نشيجها فتركت الصالة ؛ دخلت منزلها وتوجهت إلى سجادتها وصلت صلاةً خاشعة .. وبكت طويلاً .. وعادت إلى الذي ( يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) فهنيئاً لها ..(1)
كانـت بـعـزة إثمهـا تـتكـبـرُ
ثوب الفضيلة كان يبغض جـسمها..
كانـت تـروم حـكايةً غـربــَّية
وتـقابل الخِدْنَ الخبــيث بلــذَّةٍ
وتصمُّ أُذنيها عـن الصــوت الذي
وهوى (فرنسـا) من صـميم حـياتهـا
لعبـتْ بها الأوهـامُ حتى أصبـحـتْ
وتصـوم عن خيـرٍ وتــبغضُ ذكـرَه
مكياجُـها يُـزري بنـور حيائـها
وشقـائقُ النعـمان فـــوق خـدودها
شـربُ (المُعـَسِل) كان يُفـسـِدُ نَتــْنُه
يا ويلـها ظلمـتْ جمـالَ أنــوثــةٍ
سلكـت سبـيل الغيِّ تحســب أنــه
هجرت كتــاب الله طــولَ سنيـنـها
حتى إذا ضــاقت بعيــش حياتـــها
فـإذا بأقـدار الإلـــه تحوطــــها
ورأت كـتـاب الله يــوماً صدفــة
فتنـاولتـه برعـــــشةٍ وتَــرهُّب
قرأت لـكي تنسى هـمـوم فـــؤادها
يا حُســنَ مـا قــرأَتهُ مـن آيــاته
أوَ هكـذا لطــفُ الإلــهِ وبِـــرُّهُ ؟
يُعطي بـلا عــددٍ ويُمـهل عــبـدَه
فـإذا بهـا تــشـكو بغـير تـكلمٍ
وعلا النـشـيج ولم تــُرد إظـهـارَه
عـادت فتـاة الأمــس لله الـذي
صلّـت صـلاةَ مـــودعٍ وتـأملّت
يارب تُبتُ إليك فاقـبلْ توبتــي
صرّفْ على دين الرسول وشـرعه
تـلك السعـادة يا أخــيةُ أبشـري
يـاربِّ ثبتـها على سنــن الهـدى وبــــــِبُعدها عن ربها تتبخترُ
وعباءة الخصـــر القبيحة تسخرُ
فهمومُها في قـــــلبها تتبعثرُ
أُسْدُ التــــمرُّد من هواها تزأرُ
يرثى لــها ولحالها ويـــذكرُّ
فالغُنْجُ من أعــــطافها يتحدرُ
تهفو لها ولأمـــــرِها تتصدرُ
وعلى الرذيلة والتــــبرج تفطرُ
وعطورها من جسمها تتــــبخَّر
تُغري العيونَ وبالنواظر تسـحرُ
فَمـَها الجميلَ ولم تكــن تتذمّر
ريانةٍ والورد فيــــها يـُزهِرُ
دربُ المنى ومن التـحسر تزفــر
لا الخوفُ يغـــشاها ولا تـتذكّر
ذرعاً .... ونارُ فؤادها تتــسعر
وإذا بألطـــــاف المهيمن تُسفر
فــترددت وعلى حياءٍ تنــظر
وحديثــــها في ثغرها يتعـثر
فغمومها بين الضــلوع تفــجَّر
أوَ هكذا ربي لذنـــبي يغـفر ؟!
ربٌ غفورٌ جــــودُه لا يَقـصُرُ
وهو العليُّ الــــــقادرُ المتكبر
ودموعها من عيـــــنها تتحدر
فمشت إلى خدر العــبادة تعبُـر
يعــفو ويغفر للعباد ويســـتر
في شأنــــها ولآيــها تتدبر
أنت العليم بنا وأنت تُــــــدبِّرُ
قلبي الذي يهفو إليك ويــــجأر
بمــناهل الخير العظيمة تُمـطر
حتى الممات وفي ثراها تُقــــبر
(1) – قريباً سيخرج شريط (عودة فتاة ) للشيخ عبدالعزيز السويدان من إنتاج تسجيلات القادسية يتضمن قصة الفتاة
كتبه
موسى محمد هجاد الزهراني