مشاهدة النسخة كاملة : كل ما تود ان تعرفه عن اليهود
موسى بن ربيع البلوي
12-11-2002, 08:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسولنا الني الكريم و خاتم الانبياء و المرسلين محمد بن عبد الله ...
و بعد سوف اضع في هذا المكان موضوعات تفضح اليهود و تدحظ اكاذيبهم و تبين فضائحهم ...
فهذه دعوة للجميع بالمشاركة و التفاعل مع الموضوع فكل من لديه معلومة او اموقع او رابط فنتمنى ان يضعه هنا و سوف يكون الموضوع على شكل اعلان حتى يبقى فترة طويله باذن الله و يتسنى للجميع الاطلاع عليه .
و هذا او موضوع :
اليهود بين القرآن والتلمود
(الشبكة الإسلامية)
لعل قارئ القرآن الكريم يتضح له جليا مدى الاهتمام الذي حظي به اليهود في الكتاب الخاتم " القرآن " ، وذلك من خلال الذكر المتكرر لهم في آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل ، فمرة يذكِّرهم الله بنعمه عليهم ، فيرغبهم ، ويرهبهم ، ومرة يمتن عليهم بأنه فضلهم سبحانه على سائر عالمي زمانهم ، ومرة يذكرهم بالتوراة ، وما فيها من الحق الدال على اتباع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، في أساليب متنوعة تهدف إلى إقامة الحجة عليهم ، وبيان الحق جليا لهم ، قال تعالى : { يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } ( البقرة:47) وقال أيضاً : { يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } ( البقرة:40 ) ، إلا أن اليهود قابلوا هذه الحفاوة بالكفر والإعراض ، وهذا الاهتمام بالسخرية والاستهزاء ، ولم يرعووا إلى الحق ، ويرجعوا إليه ، ولا نريد أن نستطرد في ذكر كل ما ورد عن اليهود في القرآن الكريم ، ولكنا سنركز في هذا المقال على ذكر ما يتعلق بصفاتهم وأخلاقهم التي أثبتها القرآن عليهم ، وربط ذلك بما ورد في تلمودهم ( الكتاب التفسيري للتوراة ) حتى يكون كالشاهد عليهم من أنفسهم ، فمن أخلاقهم :
أولا : أنهم أهل كبر وزهو ، فهم يعتدّون بأنفسهم ، ويرون أنهم أفضل البشر ، بل إن تلمودهم ينص على أن الله ما خلق بقية الخلق إلا لخدمة يهود ، فهم شعب الله المختار ، ولن يدخل الجنة إلا من كان هوداً ، وهم الوحيدون من البشر من نطفة بشرية ، أما غيرهم فهم من نطفة حصان ، في ترهات كثيرة تدل على مدى اعتدادهم بأنفسهم ، واحتقارهم لغيرهم ، وهذا النظرة النرجسية إلى الذات أثرت عليهم في سلوكهم مع الغير ، فهم يتعاملون مع أنفسهم وفق شريعتهم ، أو ضمن حدود أخلاقية معينة ، أما إذا كان التعامل مع غيرهم ممن يسمونهم الأمميين فلا مانع من ظلمهم ، والاعتداء على أموالهم ، وأعراضهم ، وهم لا يشعرون بأدنى حرج ديني أو نفسي تجاه أفعالهم تلك ، وقد ذكر القرآن هذه الصفة فيهم صفة الاعتداد بالذات واحتقار الآخر في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } ( المائدة:18) ، وقوله سبحانه : { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (آل عمران:75) . وقال تعالى أيضاً : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إلا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (البقرة:111) ، ولتأصل هذه النظرة عند اليهود ، فقد ملؤوا التلمود بكلمات الفخر والاستعلاء بأنفسهم ، والازدراء والاحتقار لغيرهم ، فمما جاء في التلمود :
1- " اليهود أحب إلى الله من الملائكة ، وهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه ، فمن يصفـع اليهودي كمن يصفع الله " .
2- " إذا ضرب أممي إسرائيليـا يستحق الموت وليس العكس " .
3- " ولو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض ، ولما خلقت الأمطار والشمس ، ولما أمكن باقي المخلوقات أن تعيش " .
4- " والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو الفرق بين اليهود وبين باقي الأمميين " .
5- " إن النطقة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة حصان " .
6- " إن الكلب أفضل من الأجنبي لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجنبي أو يعطيه لحماً بل يعطيه للكلب " .
7- " الشعب المختار فقط هو الذي يستحق فقط الحياة الأبدية وأما باقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير ".
8- إن الخارجين عن دين اليهود خنازير نجسة ، وإذا كان الأجنبي غير اليهودي - قد خلق على هيـئة الإنسان فما ذلك إلا ليكون لائقاً لخدمة اليهود التي خلق لأجلهم .
هذه هي أقوالهم في أنفسهم ، وهي أقوال تلمودية - نقلها الشيخ سيد سابق في كتابه اليهود في القرآن - ومعنى كونها تلمودية أي أن حاخامات اليهود هم من كتبها ، فهي صادرة من أعلى سلطة دينية وثقافية عندهم ، ولم يكتب تلك الرؤى النفسية والأحلام الوهمية رجال من عامتهم ، فلها من المصداقية في التعبير عن شخصية يهود الشيء الكثير .
ثانياً : اعتمادهم على الأماني والأوهام الكاذبة ، فهم دائموا التمني على الله سبحانه ، على قلة أعمالهم وسوئها ، ولكنه الغرور والاعتداد بالنفس الذي يدفعهم إلى هذا الخلق المشين ، فهم يمنون أنفسهم بالمغفرة تارة ، وبالجنة تارة أخرى، وقد أشار القرآن إلى هذا الخلق فيهم في آيات منها قوله تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} ( الأعراف : 169 ) . ومن تمنياتهم ، ما ذكره الله عنهم في قوله : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إلا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ( البقرة : 111 ) . وقد رد القرآن الكريم على أمانيهم تلك ، بقاعدة عامة و هي أن مناط النجاة العمل الصالح ، كما أن مناط الشقاء المعاصي والسيئات ، قال تعالى : { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً } ( النساء :124 ) .
ثالثاً : الجبن والحرص على الحياة : يقول الله سبحانه وتعالى : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } (البقرة:96) . وعندما أبلغهم موسى بأمر الله لهم بدخول الأرض المقدسة، أجابوه بقولهم { إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } (المائدة:24) ، وما هذا إلا لجبنهم ، وقلة تعظيمهم لربهم ، وتمكن حب الدنيا من قلوبهم ، حبا جعلهم يحبون الحياة مهما هانت ، ويجبنون عن التضحية ولو قلّت .
رابعاً : الإجرام والإفساد في الأرض بالغدر ، وإفساد الخلق ، وإشعال الحروب ، وقتل الأنبياء والمصلحين . يقول الله سبحانه : { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ( المائدة : 64 ) ويقول : { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } ( البقرة : 100 ) ويقول : { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } ( المائدة : 70 ) .
هذه هي أخلاق يهود ، وتلك هي مثالبهم ، كبر واعتداد بالنفس ، واحتقار وازدراء للغير ، وتمني على الله الأماني ، بالأحلام الفارغة ، والأماني الكاذبة ، هذا مع سوء أعمالهم من غدر ومكر وإشعال للحروب ، وقلة تعظيمهم لربهم ، وهذه الرذائل توارثتها اليهود جيـلاً بعد جيـل ، وهي التي جعلتهـم ملعونين على ألسنة الأنبياء والرسل ، قال تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78)، نسأل المولى عز وجل أن يخلصنا من اليهود ، وأن يحرر بلاد المسلمين من مكرهم وفسادهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .
و تقبلوا تحياتي
اخي الكريم ابو نادر
السلام عليكم
اولا اسمحلي ان اشكرك جزيل الشكر علي اختيار هذا الموضوع
الذي ينسجم الي حد كبير مع اهتماماتي ولذلك لن ابخل بما اعرفه وساضعه هنا سواء من مواضيع منقولة او من تعليقات عندي
ونظرا لضيق الوقت الان اعدك بانني سوف اعود لهذا الموضوع الهام مرة اخري بشيء جديد
لي عودة ان شاء الله
لك تحياتي
اخوك ناصر
موسى بن ربيع البلوي
12-15-2002, 09:18 PM
اخي ناصر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اشكر لك مرورك و اطلالتك ... و لقد عودتنا دائما على الاثراء المفيد و البناء فبارك الله فيك و نحن بانتظارك .... وفقك الله
موسى بن ربيع البلوي
12-16-2002, 11:57 PM
سخرية اليهود من العقيدة وجرأتهم على الله
إن اليهود هم أعداء الله، وأعداء الأنبياء والمرسلين، بل أعداء الإنسانية جمعاء، فحربهم على دين الله مستمرة لا يصدهم عنها أو يمنعهم منها إلا العجز، وقد بلغ بهم الأمر الى أن يتطاولوا على الله رب العالمين وعلى دينه وشرعه، وهذا ماسنقف عليه في هذا المقال:
بلغ اليهود من السفه الى حد السخرية من العقيدة , فقد وصفوا الله سبحانه بأنه فقير وبأن يده مغلولة كما يحكي القرآن { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق } ( آل عمران 181) , { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } (المائدة 64)
ولما أمر الله المسلمين بالتوجه في صلاتهم إلى الكعبة بدل بيت المقدس أثار اليهود ضجة كبيرة { سيقول السفهاء من الناس ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } (البقرة 142) . وكان هدفهم من الحجاج حول القبلة تشكيك المسلمين , وقد بين الله تعالى فضل الكعبة , وأنها أقدم من بيت المقدس , و أوضح صلتها بإبراهيم و إسماعيل عليهما صلوات الله وسلامه .
وكان تغيير القبلة في أثناء صلاة ظهر يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهراً حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين إلى المسجد الأقصى ثم تحوّل إلى الكعبة .
وقد ادعى اليهود بأنهم أبناء الله وأحباؤه , وأنهم شعب الله المختار , فهم يتعاملون بأخلاق دينهم فيما بينهم , أما مع الأمم الأخرى فلا مانع من التعامل بالظلم والخداع . { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } (آل عمران 75)
السعي إلى تشكيك المسلمين بدينهم:
لقد سعى اليهود الى إثارة الشك عن طريق الدسائس المتنوعة بين صفوف المسلمين , وشجعوا على ظهور المنافقين في المجتمع المدني , وقد كشف الله تعالى دسائسهم وبين حقيقتهم , فقال تعالى { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون } (آل عمران 72). وبحركة الإيمان والردة عنه يدخلون البلبلة في صفوف المؤمنين .
ومن أساليبهم في التشكيك ادعاؤهم التناقض بين القرآن والتوراة , بالافتراء على التوراة , ونسبة أمور غير صحيحة اليها كما بين الله تعالى { وإن فريقاً منهم يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } (آل عمران 78) .
وكان أحبارهم شديدي الحرص على مكانتهم ورئاسئهم الدنيوية , لذلك كانوا يصدون عن الاسلام بكل طريقة ممكنة قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدّون عن سبيل الله } ( التوبة 34) .
محاولة تمزيق صفوف المسلمين:
حاول اليهود بقوة إعادة العصبية القبلية الى المجتمع المدني , وتذكير الاوس والخزرج بما كان بينهم من العداوة والحروب , وانشاء الاشعار التي نضمت في الوقائع التي جرت بينهم في الجاهلية.
نقض اليهود للعهود وإعلان التمرد والحرب:
تحول اليهود من المعارك الكلامية والدسائس الخفية الى نقض المعاهدة التي ابرمها معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإعلان التمرد والتواطؤ مع الغزاة المشركين سعياً للقضاء المبرم على الدولة الاسلامية في المدينة . وقد أدت مواقفهم العدائية الصريحة الى اجلائهم عن المدينة , وفيما يلي بيان لأسباب جلائهم واحداثه .
إجلاء بني قينقاع:
أظهر يهود بني قينقاع الغضب والحسد عندما انتصر المسلمون ببدر , فجاهروا بالعداء , ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمعهم وينصحهم , فجمعهم في سوق بني قينقاع وكلمهم ودعاهم الى الاسلام , فأجابوه مهدّدين : يا محمد لا يغرنك أنك قتلت نفراً من قريش لا يعرفون القتال , إنك لوقاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس . ومع تهديدهم هذا , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعاقبهم لعدم استجابتهم لدعوة الاسلام , ولا لإساءتهم أدب مخاطبته , ولكن بني قينقاع تجرأوا على الاخلال بأمن المدينة , فقد عقد أحدهم طرف ثوب امرأة مسلمة كانت تشتري منه الحلي في السوق , فلما قامت انكشفت وصاحت , فقام أحد المسلمين فقتل اليهودي , وتواثب اليهود فقتلوا المسلم . ووقعت الفتنة بين الطرفين , فحاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ديارهم خمس عشرة ليلة , ثم نزلوا على حكمة , فأمرهم بالجلاء عن المدينة , وكان إجلاؤهم في شوال سنة اثنتين للهجرة .
اجلاء بني النضير:
سعى بنو النضير الى قتل الرسول صلى الله عليه وسلم , وقد سنحت لهم الفرصة عندما ذهب اليهم طالباً منهم المشاركة في دفع دية رجلين معاهدين قتلهما أحد المسلمين خطأ في اعقاب بئر معونة , فجلس النبي صلى الله عليه وسلم الى جدار لهم , فأرادوا إلقاء حجر عليه وقتله , فأخبره الله تعالى بذلك , فانصرف عنهم مسرعاً الى المدينة , ثم أمر بحصارهم , فنزلوا على الصلح بعد حصار ست ليالٍ , على أن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح , ويجلوا عن المدينة . وقد احتمل بنو النضير كل ما قدروا عليه حتى أبواب بيوتهم , فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم كما وصفتهم سورة الحشر . وقد أجلوا الى الشام , وبعضهم استقر بخيبر , ومن خيبر قاموا بنشاط كبير في تحريض قريش والاحزاب على مهاجمة المدينة .
غزوة بني قريظة:
يرجع سبب غزوة بني قريظة الى نقضها العهد مع المسلمين بتحريض من حيي بن أخطب النضري , وذلك في وقت حرج بالنسبة للمسلمين المحاصرين من قبل جيوش الأحزاب , وقد اشتد الأمر على المسلمين كما وصفهم الله تعالى { إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون بالله الظنونا . هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا كبيرا } (الأحزاب 10-11)
وقد حاول المسلمون أن يثنوا بني قريظة عن الخيانة ويذكروهم بالمعاهدة , ولكنهم قابلوا ذلك بالجحود وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذلك ما أن ولّى الاحزاب عن المدينة , حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى ديار بني قريظة فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة . ولما اشتد الحصار على بني قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ , وظنّوا أنه سيتسامح معهم بسبب الحلف الذي كان بينهم وبين الأوس . فجيء بسعد محمولاً حيث كان قد أصابه سهم في ذراعه يوم الخندق , فقضى فيهم أن تقتل المقاتلة , وتقسم أموالهم , فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قضيت بحكم الله . ولم يقتل من نسائهم سوى امرأة واحدة كانت قد قتلت أحد الصحابة برحى ألقته عليه , أما الغلمان غير البالغين فقد أطلق سراحهم . وكانت هذه العقوبة الشديدة التي وقعت على بني قريظة تتناسب مع عظم الجرم الذي ارتكبوه , فقد غدروا بالمسلمين وقت الحصار , وبدل أن يساعدوهم ضد عدوهم حسب المعاهدة المعقودة , فانهم عرضوا بخيانتهم أرواح المسلمين للقتل وأموالهم للنهب وذراريهم للسبي , فكان أن عوقبوا بذلك جزاءاً وفاقا . ولا زالت الدول حتى الوقت الحاضر تحكم بقتل الخونة المتواطئين مع الأعداء .
وهكذا شان اليهود في كل زمان ومكان، الغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق، ومحاربة الله ورسوله، فلا يجددون فرصة للنكاية بالمسلمبن إلا انتهزوها، ولا وسيلة لتزهيد الناس في هذا الدين إلا سلكوها، ولا يجدي معهم إلا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم من جهاد وقتال، والله نساله أن يمكن المسلمين من رقابهم، ويجعلهم وما يملكون غنيمة للمسلمين، فهو على كل شي قدير، وبالاحابة جدير، والحمد لله رب العالمين
المصدر :
(الشبكة الإسلامية)الدكتور / أكرم ضياء العمري ( خاص للشبكة )
الاخ الكريم ابو نادر ....... الاخوة الاعضاء والزوار الكرام
السلام عليكم
ضمن هذه الزاوية انقل لكم هذا البحث المفيد جدا والذي يحتوي علي معلومات قيمة اتمني لكم الفائدة منه وهو بحث موثق وبالدلائل والبراهين القرانية
وارجو المعذرة علي طول البحث
أرضُ الميْعَــاد
نظرة قرآنية في العهود التوراتية
د/ محمد أبو زيد أبو زيد
دكتور التفسير وعلوم القرآن
كلية الآداب – جامعة الازهر
البحث منشور في مجلة التراث العربي - دمشق
ملخص:
يطالب اليهود بفلسطين وطناً قومياً لهم معتمدين في ذلك على عهودهم التوراتية التي ظهرت على ألسنة سياسيي اليهود الصهاينة. ولما وجدت شبهة لمثل هذا الكلام في القرآن الكريم، عقدت هذه الدراسة المقارنة لدرء تلك الشبهات من جهة، ولتسليط الضوء على حقيقة تلك العهود التوراتية.
نجد في هذه الدراسة النصوص التوراتية والعهود المزعومة بتمليك اليهود بلاد الشام وغيرها. إلا أنني أخرجت ضوابط العهود من كلا المصدرين (القرآن والتوراة)، فلم أجد هذه العهود منطبقة أو مستحقة لمن يسمى (يهود) في أيامنا.
كما عرضت لحدود هذه الأرض المزعومة من خلال التوراة والقرآن فوجدت أن الواقع ضيق هذه البقعة أقل من الادعاءات بكثير. وعند النظر فيمن تصدق عليه عهود القرآن والتوراة تبين أنها لا تصدق على يهود اليوم لأنهم ليسوا من مسلمي بني إسرائيل بل من كفار الأمم المختلفة. وتبين أن المسلم هو المؤهل لوراثة العهود بالأرض المقدسة بعد وراثة الدين، وهذا ما حصل على أرض الواقع إذ سيطر المسلمون على بلاد الشام وغيرها. كما بينت بأن هذه التوراة لا تقوم بها حجة على عهد ولا على غير ذلك، لأنها محرفة وليست هي التوراة التي أنزلها الله سبحانه على موسى.
تمهيد:
إن العهود التوراتية الموجودة الآن في التوراة الموجودة بين أيدي اليهود تنص على أن هناك أرضاً أعطاها الله لبني إسرائيل أيام رسلهم. ويدعي اليهود اليوم أن هذه العهود تنطبق عليهم وأن هذه الأرض عطاء إلهي لهم يعتبر فوق القانون مهما كان نوع هذا القانون، وفوق إرادة الشعوب مهما كانت هذه الشعوب حتى لو كانت صاحبة الأرض التي يطالب بها اليهود!!
يقول ابن غوريون رئيس الوزراء اليهودي الأسبق عام 1948م بعد أن وقف ممثلاً لليهود في الأمم المتحدة: "وقد لا تكون فلسطين لنا عن طريق الحق السياسي أو القانوني، ولكنها حق لنا على أساس ديني فهي الأرض التي وعدنا الله وأعطانا إياها من الفرات إلى النيل، ولذلك وجب على كل يهودي أن يهاجر إلى فلسطين، وأن كل يهودي يبقى خارج إسرائيل بعد إنشائها، يعتبر مخالفاً لتعاليم التوراة، بل إن هذا اليهودي يكفر يومياً بالدين اليهودي"[1].
والباحث في التوراة يجد "عهوداً لخمسة عشر نبياً بامتلاك فلسطين بل وأوسع منها وهو ما يسمونه بأرض الميعاد، وقد ابتدأت هذه العهود بإبراهيم عليه السلام قبل 4000 سنة تقريباً وانتهاء بملاخي قبل 2400 سنة تقريباً خلال أكثر من 1500 سنة"[2] ومن هذه العهود:
- عهد إبراهيم: "ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لأبرام وقال له… فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأنني أجعلك أبا لجمهور من الأمم… وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً… وأعطي لنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً… وأما إسماعيل… أباركه وأثمر وأكثره كثيراً جدا… ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده سارة في هذا الوقت في السنة الآتية… وكان إسماعيل ابنه ابن ثلاث عشرة سنة"[3].
- عهد إسحاق: "وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر. اسكن في الأرض التي أقول لك… لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وأفي بالقسم الذي أقسمته لإبراهيم أبيك. وأكثر نسلك كنجوم السماء… وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أو أوامري وفرائضي وشرائعي. فأقام إسحاق في جرار"[4].
- عهد يعقوب: يقول موسى لإسرائيل: "ومتى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي حلف لآبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيك… الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم… أعمل الصالح والحسن في عيني الرب لكي يكون لك خير وتدخل وتمتلك الأرض الجيدة التي حلف الرب لآبائك… وإن نسيت الرب إلهك وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها وسجدت لها أُشهد عليكم اليوم أنكم تَبيدون لا محالة... لأنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم"[5].
- عهد موسى: "وأما موسى فصعد إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلاً هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل… فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة.. لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً.. أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك. لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور. لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيء مما لقريبك"[6].
- العهد لداود وسليمان: قال الرب لسليمان: "وأنت إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلب واستقامة وعملت حسب كل ما أوصيتك وحفظت فرائضي وأحكامي. فإني أقيم كرسي ملكك على إسرائيل إلى الأبد كما كلمت داود أباك… وإن كنتم تنقلبون وأبناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي فرائضي التي جعلتها أمامكم بل تذهبون وتعبدون آلهة أخرى. وتسجدون لها فإني أقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي أعطيتهم إياها والبيت الذي قدسته لاسمي أنفيه من أمامي ويكون إسرائيل مثلاً وهزأة من جميع الشعوب. وهذا البيت يكون عبرة كل من يمر عليه يتعجب ويَصْفُر ويقولون لماذا عمل الرب هكذا لهذه الأرض ولهذا البيت"[7].
والآن بعد هذا السرد لعهودهم واهتمامهم بها أريد أن أناقشهم فيها من خلال ما وجدته في هذه العهود من ضوابط وقيود وهي:
1- العهد لإبراهيم u، وجعله الله من بعده في ذريته.
وموطن الاستشهاد في قوله: "وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك… وأعطي لك ولنسلك من بعدك… أرض كنعان". والواقع يشهد بأن الإله الذي وعد إبراهيم بهذا العهد لم يف بعهده لأن إبراهيم لم يملك شيئاً من أرض كنعان (وهي فلسطين) وكان فيها غريباً. وكما تذكر التوراة نفسها أن إبراهيم عندما ماتت زوجته سارة في فلسطين لم يكن يملك مكاناً في فلسطين ليدفنها فيه حتى استعطف بني حثّ هناك فباعوه قبراً لها[8].
وأما موقف الإسلام من هذه العهد فأقول بأن العهد لإبراهيم في قلبكم أرض كنعان يصطدم عقدياً مع الإسلام صداماً مباشراَ؛ لأن خلف الوعد لا يليق أن يكون من صفات الإله الحق وفي القرآن: ]إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[[9] ]فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ[[10].
ولهذا أرى أنه من تحريفات اليهود التي أضافوها إلى التوراة لتوافق هوى في نفوسهم وسياستهم كما هو معلوم عن أخلاقهم وسلوكهم في تحريف كتاب الله التوراة.
وكل ما ذكره القرآن عن إبراهيم (u) وعلاقته ببلاد الشام هو أنها كانت ملجأً له عندما نجاه الله من النمروذ في العراق. قال تعالى: ]وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ[[11].
والمقصود فيها بالإجماع بلاد الشام[12]، وليس لدينا دليل قطعي على تخصيص مكان معين في بلاد الشام. ومن المعلوم أن فلسطين من بلاد الشام.
بل نجد في القرآن نهياً لليهود والنصارى عن إقحام إبراهيمu فيما يخصهم بغير دليل واضح لأن زمن إبراهيم uكما هو معلوم سابق للتوراة بنحو أربعة قرون وزيادة والإنجيل نزل بعد التوراة بنحو عشرة قرون تقريباً.
قال تعالى: ]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإنجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ[[13]. وقال: ]مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ[[14].
وكذلك الإنجيل يردّ على اليهود ادعاء القرب من إبراهيم والسير على نهجه. فنجد عيسى عندما قالوا له: "أبونا هو إبراهيم. قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم. ولكنم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعته من الله. هذا لم يعمله إبراهيم… أنتم من أب هو إبليس"[15].
إلا أن الشيء الغريب في عهد إبراهيم أن الأصل أن يكون لإسماعيل من بعده باعتباره الابن الأكبر لإبراهيم، بل كان وحيده وقت هذا العهد وكان عمرة 13 سنة ولم يكن إسحاق قد ولد بعد ولا نرى أي مبرر لإقصاء إسماعيل u غير أنه جدّ العرب وجد رسولهم محمد r وليس من بني إسرائيل (يعقوب). وهذه عنصريه واضحة من اليهود، والتوراة شاهدة عليها إذ المطلع عليها لا يرى مذمة خلقية في سلوك إسماعيل u بينما يرى من أخلاق ودين غيره من رسل بني إسرائيل ما تشيب منه الولدان وسيأتي بعضه في آخر هذا البحث.
2- من خلال مطالعتي للعهود المدّعاة لم أجد عهداَ يتعلق باليهود بلفظ (يهود) وإنما ببني إسرائيل. وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام وهذا أمر متفق عليه بين القرآن والتوراة؛ واليهود في أيامنا يطالبون بفلسطين باعتبارهم هم بنو إسرائيل، ولذلك يسمون دولتهم (إسرائيل) وهذا ادعاء يحتاج إلى برهان.
يقول البروفيسور اليهودي إسرائيل شاحاك: فبحسب القانون الإسرائيلي يعتبر الشخص (يهودياً) إذا كانت والدته أو جدته أو جدته لأمه أو جدته لجدته، يهودية في ديانتها، أو إذا اعتنق الشخص الديانة اليهودية بطريقة ترضي السلطات الإسرائيلية، ولكن شرط ألا يكون هذا الشخص قد تحول في وقت من الأوقات، عن اليهودية واعتنق ديانة أخرى، ففي هذه الحالة تقلع إسرائيل عن اعتباره (يهودياً). ويمثل الشرط الأول من الشروط الثلاثة التعريف التلمودي لمن هو يهودي، وهو التعريف الذي تعتمده الأرثوذوكسية اليهودية… وهذه الطريقة الصحيحة تستلزم بالنسبة إلى الإناث، معاينتهن من ثلاثة حاخامات وهن عاريات في (حمام التطهير)[16].
واضح من كلام إسرائيل شاحاك عدم اشتراط القانون الإسرائيلي للاعتراف بشخصية يهودية أن تكون هذه الشخصية من بني إسرائيل، وبالتالي ليس كل متجنس بالجنسية اليهودية أو الجنسية الإسرائيلية – نسبة إلى دولتهم المزعومة – يكون إسرائيلياً بالضرورة. وإن الناظر في اليهود اليوم لا يرى لهم سحنة واحدة ولا لغة واحدة فمنهن الأشقر ومنهم الأسود ومنهم الأبيض ومنهم مستدير الرأس ومنهم طويله وغير ذلك مما هو مهم في علم الأنساب.
والتاريخ يذكر لنا أن أمما كثيرة اعتنقت اليهودية من غير بني إسرائيل مثل سكان اليمن زمن رئيسهم ذو نواس الذي أجبر الناس على اليهودية وشق الأخدود لمن خالفه، قال تعالى: ]قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ % النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ % إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ % وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ[[17].
وكذلك "انتشرت اليهودية في الحبشة وبلاد القوقاز وأواسط أوروبا وبلاد المغرب وشعوب كثيرة في الإمبراطورية الرومانية. وفي الأندلس… إلى جانب تهود الكثير من الجند الآشوري الذين أرسلوا إلى فلسطين"[18]. وقد تكلم الباحثون في أيامنا كثيراً عن قسمي اليهود الرئيسيين:
الاشكنازيم: أي اليهود المنحدرون من أصل ألماني وأكثرهم من يهود الخزر ويمثلون 92٪ من يهود العالم.
والسفارديم: وهم يهود البلاد الإسلامية قديماً، وأكثرهم طردوا من أسبانيا ويتكلمون الأسبانية في أوروبا والعربية في بلاد العرب. وحسب التقديرات المتوقعة أن نسبة بني إسرائيل فيهم لا تكاد تذكر في نسبة مئوية[19]. هذا بالإضافة إلى الإبادات الكبيرة التي حصلت لبني إسرائيل في القديم على يد الملك بختنصر البابلي وطيطس الروماني وغيرهما فما من بقعة استوطنها اليهود إلا ونكل بهم أهلها لسوء معاملتهم واحتكارهم لثروات البلاد.
ولتعرف الفرق بين يهود التوراة ويهود اليوم اقرأ هذا النص من التوراة: "متى أتى بك ربك إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوباً كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك… لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم. ولا تصاهرهم. بنتك لا تعطيها لابنه وبنته لا تأخذها لابنك… لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك. إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض"[20].
إذا التوراة لا تقبل بغير النقاء من بني إسرائيل فأين يهود اليوم من هذا النقاء!. وأما بالنسبة للقرآن فقد ورد لفظ (يهود) 8 مرات كلها في الذم لهم ومنها: ]لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا[[21].
3- وجدت أن العهود المقطوعة ذكر في نصها أنها ستضم أمماً كثيرة وشعوباً عظيمة كنجوم السماء، وقد مرّ معنا بعض هذا. إلا أن التأمل في واقع اليهود يراهم فئة قليلة في العالم لا يزيدون في عددهم عن 15 مليوناً في كل العالم وأما الذين في فلسطين فنحو 5 ملايين وهذه أرقام ليست بكبيرة، بل لليهود حكم الأقليات في أماكن تواجدهم قبل أن يتجمعوا في فلسطين. وفي غيرها لا زالوا أقلية.
وبالتالي لا نصيب لهم في هذا العهد من هذا الجانب كذلك.
4- في العهد لإسحاق ذكر أن جميع الأمم تتبارك بنسله.
وهذا خلل واضح في التوراة لأن اليهود مبغوضين من كل أمم الأرض ولم يتبارك أحد بهم بل لا يكاد ينجو من شرهم كل من ربطته بهم علاقة ما قريبة أم بعيدة؛ لذلك تراهم يخشون الناس ويخشاهم الناس، ومن ظهرت له صداقة لهم فإنما ذلك كما قال الشافعي رحمه الله:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً ما من مصاحبته بُدُّ
ولو استقرينا التوراة والواقع لرأينا هذا من صفاتهم:
أما التوراة:
ففيها شكوى مريرة من إدراك اليهود لنفسيتهم الشريرة التي جلبت لهم كره الشعوب، فقد جاء في سفر إرميا: "ويل لي يا أمي لأنك ولدتني إنسان خصام وإنسان نزاع لكل الأرض. لم أَقرض ولا أقرضوني وكل واحد يلعنني"[22].
وبهذا المعنى وصفوا في القرآن الكريم في قوله تعالى: ]كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[[23].
وأما لعنهم فقد قال تعالى: ]لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[[24]. وواضح من هذا أن اليهود شر لكل الأرض وليسوا بركة. وفي نفس السفر يقول الرب: "لأن شعبي أحمق. إياي لم يعرفوا هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين. هم حكماء في عمل الشر ولعمل الصالح ما يفهمون"[25].
وأما من خلال الواقع:
فلعنة الشعوب لليهود يعرفها العالم أجمع كما يعرفها اليهود جيداً وما أكثر ما ذكرت هذا أكثر المؤلفات عن تاريخ اليهود حيث أنهم ما استقروا في بلد حيناً من الزمن إلا وبدؤوا بامتصاص دم الشعوب والسيطرة على اقتصادها ونشروا الإباحة والفجور والفساد الخلقي بكل أنواعه بين الناس حتى لا يلبث ذلك الشعب وتلك الحكومة أن تضيق ذرعاً باليهود فتنهب ممتلكاتهم وتبطش بهم قتلاً ونفياً وتشريداً وهذا ما جرى لهم زمن بختنصر عام 586 ق.م وفي تدمير الرومان لهم عام 63 و70 ق.م و 135م. وزمن الرسول r في بني النضير وقينقاع وقريظة وخيبر.
وفي فرنسا زمن لويس التاسع وعام 1341م وفي المجر 1360م و1582م وفي بلجيكا 1370م وتشيكوسلوفاكيا 1340م و1744م، وعند الإنجليز زمن الملك إدوارد الأول، وفي النمسا 1420م، وفي هولندا عام 1444م، وكذلك في أسبانيا وإيطاليا وروسيا وألمانيا، آخرها على يد هتلر من عام 1933م وحتى 1945م[26]. فقد أجمعت الشعوب على كرههم مما أورثهم عقدة نفسية من بني البشر وصار حالهم كحال زعيمهم السامري صانع العجل عندما غضب الله عليه فعاقبه بأن سلامته تكون في أن لا يمس أحداً ولا يمسه أحد. قال تعالى على لسان موسى معاقباً للسامري: ]قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ…[[27].
وقد يذهل الإنسان من كثرة ما بسط الناس أيديهم إلى اليهود بالسوء إلا أن المسلم القارئ للقرآن يرى في هذا تصديقاً لقوله تعالى: ]وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ % وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمْ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[[28].
إذا فهذا العهد كذلك لا يستقيم لليهود لما أوضحته من الخلل فيه، وعلى كل حال لم يمتلك إسحاق شيئاً من البلدان في بلاد الشام وهذا يتناقض مع عهود التوراة ويتفق مع القرآن لأن القرآن لم يذكر أي عهد لإسحاق u.
5- شرطت العهود على بني إسرائيل لأجل تمكينهم في الأرض أن يكونوا صالحين مع الله والناس.
وقد مضى عند ذكري للعهد أن الرب قال لإسحاق إنه عاهد إبراهيم على إعطائه الأرض: "من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي".
وواضح من هذا أن العلة في إعطاء الأرض كانت صلاحه مع الله وكذلك فيما ذكرت من عهد يعقوب، قول موسى: "الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف لا تسيروا وراء آلهة الأمم حولكم… اعمل الصالح والحسن في عيني الرب لكي يكون لك خير وتمتلك الأرض الجيدة التي حلف الرب لآبائك… وإن نسيت الرب إلهك وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها وسجدت لها أشهد عليكم اليوم أنكم تَبيدون لا محالة… لأنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم". واضح كذلك هنا أن امتلاك الأرض مرتبط بصلاحهم وإلا فالدمار والهلاك لمن عصى.
وكذلك في عهد موسى: "فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب… فإن لي الأرض… لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً… أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك . لا تقتل . لا تزن…". وهذا دلالته أوضح بكثير حيث علّق إقامتهم بالأرض المقدسة طالما هم يعبدون الله ويحسنون إلى خلقه.
وكذلك في عهد داود وسليمان مضى قول الرب: "إن سلكت أمامي… بسلامة قلب واستقامة… وحفظت فرائضي وأحكامي فإني أقيم كرسي ملكك على إسرائيل إلى الأبد… وإن كنتم تنقلبون أنتم وأبنائكم من ورائي… فإني أقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي أعطيتهم إياها…". وهذا واضح كذلك بأن التمكين في الأرض مشروط بالصلاح مع الله ومع عباده وأن كلمة إلى الأبد الموجودة في العهد ليس المقصود بها أن الأرض لهم وإن عصوا وفسقوا وإنما المقصود بها طالما كانوا صالحين ومن جهة أخرى فإن السموئل بن يحيى من أحبارهم الذين أسلموا لفت النظر إلى خطأ الترجمة، والكلمة في العبرية (عولم) وترجمتها العربية ليس إلى الأبد وإنما حين من الدهر[29]. وعلى كل حال فهذا النص من التوراة ونصوص كثيرة[30] واضحة في اشتراط التقوى والصلاح لتمليك الأرض.
وطلب الصلاح مع الله والناس موافق للقرآن في خطاب الله سبحانه لبني إسرائيل: ]وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ[[31]. والمقصود بالناس هنا كل الناس كما هو في قول علي t وأبي جعفر وعطاء بن أبي رباح[32]. وأما الحسن الذي أمروا بقوله: "فعن ابن عباس أنه الأمر بلا إله إلا الله لمن لم يقلها". وعن الحسن: "لين القول من الأدب الحسن الجميل والخلق الكريم". وعن ابن جريج: "قولوا للناس صدقاً في أمر محمد r ولا تغيروا نعته"[33]. والظاهر ما قاله الشوكاني: إن هذا القول الذي أمرهم به لا يختص بنوع معين، بل كل ما يصدق عليه أنه حسن شرعاً كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر[34].
وإن ربط التمكين في الأرض بصلاح الناس الممكّن لهم مع الله والناس سنّة شرعية لأن الشرائع جائت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل والتمكين للأشرار مخالف للهدف من الرسالات والشرائع وهذه المعاني أطبقت عليها كل الشرائع السماوية والأرضية وكل العقول.
وقد نصت التوراة على هذه السنة بعبارة أخرى أخصر مما ذكرت سابقاً وهي:
"فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبون وصاياه إلى ألف جيل والمجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم"[35]. فالعلاقة تبادلية يحفظون عهده فيحفظ عهدهم. ونفس المعنى قاله الله لهم في القرآن كذلك: ]يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[[36].
كما نجد التوراة تقطع أطماع اليهود بتملك الأرض بمجرد النسب والانتماء، ففي مزامير داود نجد قوله: "الصدّيقون يرثون الأرض"[37]. وهذه من أوضح العبارات. بل قال تعالى في القرآن أنه أنزل هذا المعنى على داود فقال: ]وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ[[38]. ومعلوم أن الزبور كتاب داود عليه السلام فقد قال تعالى: ]وءاتينا داود زبوراً[[39]. وفي هذا إشارة إلى أن عبارة المزامير المنسوبة إلى داود من بقايا كتاب داود u والله أعلم.
وبالنسبة للقرآن فالتمكين للصالحين أمر مفروغ منه وآياته كثيرة كالآية السابقة وقوله تعالى: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ[[40].
وبقي أن نقول بأنه يفهم من هذه النصوص أن الصالحين وإن ورثوا الأرض فهذا لا يكون إلى الأبد بل يبقون فيها ما داموا على الشرط الذي دخلوها به وهو الصلاح، فإن ذهب الصلاح ذهبت الأرض. وبمعنى آخر أن الله يبتلي عباده قبل التمكين في الأرض وبعد التمكين في الأرض.
وهذا المعنى الموجود في توراتهم موجود أيضاً في القرآن وموجه كذلك لبني إسرائيل على لسان موسى: ]قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ % قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ[[41]. ففي قوله: ]الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[ فيه التمكين للصالحين بعد ابتلائهم بمرحلة الضعف. وفي وقله: ]وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ[ فيه ابتلاؤهم بعد التمكين بالنظر إلى أعمالهم، وفي هذا تحذير واضح من أن يفقدوا بمعاصيهم ما نالوه بطاعتهم.
عهودهم من خلال القرآن:
القرآن لا ينظر للإنسان من حيث جنسه وقوميته وإنما ينظر له من خلال عقيدته. قال تعالى: ]وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[[42].
ولهؤلاء الأتقياء يكون التمكين في الأرض لأن في التمكين لهم يسود العدل والدين معاً ويأمن الناس على دينهم ودنياهم. قال تعالى: ]وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ[[43]. ولا مانع لدينا أن يكون الصالحون من بني إسرائيل أيام كانوا مسلمين مفضلين على العالمين كما لا مانع لدينا أن يدوم التمكين لهم في الأرض ما داموا مسلمين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر حافظين لحدود الله وعادلين بين عباده.
إلا أن يهود اليوم ليسوا كذلك، والقرآن لا يراهم مستحقين لشيء غير غضبه ولعنته في الدنيا والآخرة؛ وذلك لأنهم على فرض أنّا عددناهم من بني إسرائيل – وهذا على أحسن أحوالهم – فيكونون من كفار بني إسرائيل وليس من مؤمنيهم المستحقين للعهود المدعاة وذلك لأسباب كثيرة جداً سأكتفي ببعضها مما يهمنا في هذا البحث:
أرسل الله لبني إسرائيل بعد موسى عيسى u رسولاً لبني إسرائيل؛ قال تعالى: ]وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ[[44]. فكفروا به فلعنهم كما لعنهم داود من قبله. قال تعالى: ]لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[[45]. وفي الإنجيل الوضعي مثل هذا حيث يقول عيسى: "لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة"[46].
ولما استمروا في جرائمهم ضد أتباع عيسى بعد أن ادعوا قتله كذباً عاقبهم سبحانه بأن سلط عليهم القائد الروماني تيطس فدمر عروشهم كما ذكرت سابقاً ومزقهم في الأرض كل ممزق. ثم كانوا ينتظرون الرسول القادم على أحرمن الجمر فلما بعث محمد r ووجدوه من العرب وليس من بني إسرائيل كفروا به. قال تعالى: ]وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ[[47]. فلعنهم الله وغضب عليهم وسلط عليهم المسلمين حتى أخرجوهم من جزيرة العرب.
وأما بالنسبة لعهودهم في القرآن الكريم فإننا لا نجد شيئاً يتعلق بإبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب وذريته إلا ما كان من أمر بني إسرائيل زمن موسى u حيث كان فرعون يضطهدهم إلى جانب كفره بالله، وهكذا يكون قد جمع بين الكفر والظلم فاستحق ملكه الزوال من الأرض وهذه سنة كونية، قال تعالى: ]وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا[[48]. فبين سبحانه أن استحقاقها للزوال بسبب أنها كافرة أصلاً وضمت إلى ذلك الفسق في البلاد. وقد أخبر سبحانه أن فرعون استحق الزوال بسبب اجتماع الاستضعاف والظلم الواقع عليهم مع كونهم أتباع موسى فقال: ]وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ[[49].
والأرض الأولى المذكورة هنا هي مصر بلا خلاف لأنهم كانوا مستضعفين هناك. وقد أورثهم الله إياها بعد مقتل فرعون. وأما الأرض الثانية المذكورة في الآية الكريمة فقد قال الطبري والقرطبي: إنها أرض مصر والشام[50] وذلك لأن التمكين الأكبر إنما كان في الشام وهي التي استقروا بها. ولما كانت إرادة الله هذه أخبر موسى قومه بالصبر وبشرهم بهذا التمكين. قال تعالى: ]قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ[[51]. والمفسرون على أن المقصود بالأرض التي يستخلفهم الله فيها: أرض مصر[52].
هذا ما قاله المفسرون ولم يُذكر تفسير هذه الآيات في السنّة المطهرة وإن كنا نظن أن الصحابة سمعوا شيئاً من رسول الله r ولكن ليس على سبيل الجزم لوجود شبهة تسرب الإسرائيليات في مثل هذه المواطن التي تعرضت لها التوراة بالتفصيل كما أننا لم نجد في القرآن والسنّة حدود الأرض التي ورثوها في مصر على وجه التفصيل، ولا كم بقوا من الزمن فيها، بل الظاهر أن موسى لم يرجع إلى مصر بعد غرق فرعون وجنوده. وذكر القرآن بعد ذلك أن موسى ذهب إلى لقاء ربه وأخذ الألواح وترك قومه فأشركوا بالله. قال تعالى: ]وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ[[53]. ثم قال: ]وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ[[54]. ثم أمرهم بدخول الأرض المقدسة – كما سيأتي قريباً – فاتحين فأبوا فضرب الله عليهم التيه أربعين سنة. قال تعالى: ]قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ[[55]. مات موسى u في التيه في الصحراء. إذاً في زمن موسى على الأقل لم يحكم بنو إسرائيل مصر. ولم يخبرنا القرآن من الذي حكمها بعده ولا زمنه ولا حدود حكمه بالتفصيل. ويبدو لي أن ذلك في حال وجوده كان فترة بسيطة من الزمن لسببين:
1- لكثرة كفر اليهود وسرعة تفلتهم من الديانات وكان الله يعاجلهم بالعقوبة المدمرة التي تسلبهم كل عزّ كما هو حالهم في بلاد الشام إن لم يكن أشد.
2- عدم وجود آثار أو نقوش على هذه اللحظة تشير إلى ذلك. والله أعلم.
والآية التي تدل على أن موسى طلب من قومه دخول الأرض المقدسة فاتحين بعد نجاتهم من فرعون مصر وأن تلك البقعة قد كتبها الله لهم هي: ]يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ . قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ[[56].
والأرض المقدسة هنا قيل: هي "الطور وما حوله. ورجح ابن كثير أنها بيت المقدس"[57]. وبهذا قال الزمخشري[58]. وروى القرطبي والشوكاني عن قتادة: أنها الشام. وعن مجاهد: الطور وما حوله. وقال الزجاج: دمشق وفلسطين وبعض الأردن[59]. وهو "قول الفراء كذلك. وقال الكلبي: الأرض المقدسة: الشام، منه، وبيت المقدس من ذلك أيضاً"[60].
وقد ذكر الطبري الخلاف في الأرض المقدسة ثم قال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، أن يقال: هي (الأرض المقدسة) كما قال نبي الله موسى u لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض، لا تدرك حقيقة صحته إلا بالخبر ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به، غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر لإجماع جميع أهل التأويل والسير والعلماء بالأخبار على ذلك[61]. وواضح من قول الطبري أنه وسع المنطقة حتى شملت كل الأقوال السابقة، ولكن يفهم أيضاً من قول الطبري والأقوال الأخرى أن الأرض لم تكن جميع بلاد الشام كما أن مصر لم تكن من تلك الأرض لأن خطاب موسى لقومه كان بعد خروجه من مصر متجهاً إلى بلاد الشام.
ومعنى قوله: ]كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ[: قال الزمخشري والشوكاني: قسمها لكم وسماها[62]. وقال القرطبي: دخولها وسكناها[63]. والقرطبي في رأيه كان دقيقاً جداً وملتزماً جانب السلامة لأنه حاول أن يفسر القرآن بالقرآن. ففي هذه الآية وآيات أخرى خاطبهم سبحانه بلفظ: (ادخلوا) وبلفظ: (اسكنوا) كما سيأتي قريباً. والجمع بين القولين أن الله قسم لهم الأرض وسماها لهم ثم فرض عليهم دخولها وسكنها. وأريد أن أسجل من خلال هذه الآية الكريمة ملاحظتين:
1- إن أمر الله لهم بدخول الأرض المقدسة لا يعني أنه سيطروا عليها بتمامها لأن السيطرة على تمام الأرض معنى زائداً على مجرد الدخول فيها كما هو معلوم بداهة.
2- كون الله سبحانه كتب لهم هذه الأرض كذلك لا يعني أنها قد صارت بتمامها ملكاً لهم، لأنه كما هو واضح من الآيات الكريمة أن الله سبحانه كتبها لهم على أن يأخذوها عنوة من الجبارين الذين يسكنونها، وقد أبدى بنو إسرائيل جبناً شديداً تجاه ذلك عوقبوا عليه بالتيه 40 سنة، قال تعالى: ]قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ... قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ[[64]. إذاً ملك بنو إسرائيل من الأرض التي كتبها الله لهم على قدر جهادهم وطاعتهم وما كان عندهم من ذلك إلا قليل.
كما أنني أجد في آية أخرى نوعاً من التعريف بالأرض المقدسة هنا وذلك في قوله تعالى: ]وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ % وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ[65] فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ[[66].
والقرية هنا – والله أعلم – هي الأرض المقدسة في الآية السابقة. والذي جعلني أفسر تلك الآية بهذه الآية:
1- إن كلتا الآيتين قبل دخول الأرض المقدسة أو القرية.
2- الأمر بالدخول في كلتا الآيتين.
3- الآية التي فيها ذكر الأرض المقدسة كانت قبل التيه مباشرة كما هو واضح من الآيات التي ذكرت بعدها. والآية التي فيها دخول القرية بعد التيه مباشرة، كما هو في الآية التي قبلها لأن تظليل الغمام والمن والسلوى كل هذا كان في التيه.
إذاً ما بين الآيتين 40 سنة تيه تم بعدها تجديد الدعوة إلى جهاد الجبارين ودخول الأرض المقدسة التي سميت بعد ذلك بـ (القرية) وتم دخول تلك الأرض بعد الآية الثانية التي ذكرتها بلفظ (قرية) وليس بعد الآية الأولى التي ذكرتها بلفظ (الأرض المقدسة). والدليل على ذلك الآية التالية للآية التي ذكرت فيها (القرية) وهي قوله تعالى: ]فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ[[67].
إذاً تم الدخول ولكن مع تحريف كلام الله الذي قاله لهم وقد بينت السنة النبوية هذا التحريف، عن أبي هريرة عن النبي r قال: "قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجداً، وقولوا حطة، فبدلوا، فدخلوا يزحفون على أستاهم، وقالوا: حبة في شعرة"[68].
وطالما أن القوم فسقوا على أبواب الأرض المقدسة وبدأ عذاب الله يلاحقهم إذاً لم يتوسعوا كثيراً على الأقل في الفترة الزمنية التي دخلوا بها الأرض. والذي أريد أن أصل إليه من وراء هذا أن الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم وأمرهم بدخولها ليست كل بلاد الشام بل ولا كل فلسطين وإنما هي قرية من قرى فلسطين لأن معنى (قرية) في الآية السابقة بيت المقدس "عند جمهور المفسرين"[69]. والدليل كذلك أن الله أمرهم بقول (حطة) وأحد أبواب بيت المقدس يسمى (باب حطة) إلى يومنا هذا.
ويعكر على هذا الكلام آيتان:
الأولى: قوله تعالى بعد أن ذكر إغراق فرعون وجنده: ]وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ[[70].
قال القرطبي في تفسير: ]مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا[: الظاهر أنهم ورثوا أرض القبط. والأرض هي أرض الشام ومصر[71]. وقال الزمخشري: أرض مصر والشام، ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة[72]. ولإزالة ما يوهم التعارض أقول:
1- هناك فرق كبير بين الآيتين: السابقة التي كتب الله لهم فيها الأرض المقدسة وهذه الآية. فتلك كانت بلفظ: ]كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ[ وهذه بلفظ: ]أَوْرَثْنَا[ وفرق كبير بين اللفظين ودلالتهما، فالله ربط وراثتهم الأرض هنا بصبرهم فقال: ]بِمَا صَبَرُوا[ مكافأة لهم، بينما ربط الأرض التي كتبها لهم بجهادهم للجبارين وأخذها عنوة، ومعلوم أن جهاد بني إسرائيل إنما كان لدخول الأرض المقدسة التي فسرناها بالقرية. أي بيت المقدس. وهكذا نكون قد جمعنا بين الآيتين.
2- وهناك فرق آخر وهو أن الإنسان لو ورث أرضاً شاسعة ليس بالضرورة أن يسكن في جميعها بل قد يسكن في جزء منها. كما هو في هذه الآية. بينما لا يستطيع هذا الإنسان أن يسكن خارج الأرض التي أمر بالسكن فيها والإقامة بها كما هو في الأرض المقدسة. إذاً هذه الأرض ليس بالضرورة أن تكون تلك الأرض، بل هي جزء منها صغير.
3- مجرد الوراثة لأرض لا يعني التمكين فيها لفترة طويلة فقد يذهب الميراث بأسرع مما جاء، ولذلك المعروف أن بني إسرائيل سكنوا الشام وليس مصر. ولعل هذا ما جعل الطبري وابن تيمية يرجحان أن المقصود بمشارق الأرض ومغاربها هنا أرض الشام. ولأن الآية هنا وصفت الأرض بأن الله بارك فيها[73] فقال: ]بَارَكْنَا فِيهَا[ وسبق أن بينت في بداية هذا البحث أنها الشام. وإطلاق ابن تيمية والطبري لفظ (الشام) ليس بالضرورة أن يعني كل الشام بحدودها المعروفة بل الأقرب للصواب أنهما أطلقا العام وأرادا بعضه، فيكون المراد بعض الشام وهذا أقرب للواقع وللجمع بين الآيات.
الآية الثانية: قال تعالى مخاطباً بني إسرائيل بعد غرق فرعون: ]وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا[[74]. قال الطبري في تفسير الأرض هنا: أرض الشام[75]. وقال القرطبي: الشام ومصر[76] وقال الزمخشري والرازي والشوكاني: مصر[77]. وقال البيضاني: مصر، أو كل أرض[78]. ولإزالة ما يوهم التعارض أقول:
1- الآية هنا تأمر بسكنى الأرض. والآية التي فيها: (الأرض المقدسة) قال: ]كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ[ وواضح الفرق بين المعنيين فليس بالضرورة أن كل أرض يسكنها الإنسان تكون قد كتبت له من جهة الله سبحانه كما هو في الأرض المقدسة. والذي يؤيد هذا أن الأرض التي كتبت لهم وصفت بأنها مقدسة ومعلوم أنها الشام وليست مصر. كما أن سكنى الأرض لا تعني بالضرورة كل الأرض، ولا حكم تلك الأرض، ولا عدم المشاركة في سكناها من جهة غيرهم.
2- أرجح أن المقصود بالأرض ما قاله الطبري: أرض الشام. على معنى بعضها لا كلها، ويساعدني على هذا الترجح قوله تعالى: ]وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ % فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ[[79]. والقرية هنا بيت المقدس[80]. وهنا توجد عدة ملاحظات:
أ - كلتا الآيتين طلب من بني إسرائيل فيهما سكنى الأرض.
ب- كلتا الآيتين بعد غرق فرعون أما الأولى فواضح من نصها حيث قال: ]من بعده[ وأما هذه الآية فواضح من دخولهم القرية على غير الهيئة التي أمروا بها – كما بينت هذا قبل قليل – ومعلوم أن دخول القرية كان بعد غرق فرعون وبعد موسى u بل وبعد التيه.
ج- قبل قليل فسرت الآية التي أمروا فيها بدخول القرية: ]وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ…[ وأن يقولوا حطة وأن يدخلوا الباب سجداً، فسرت القرية بأنها بيت المقدس. وهذه الآية نفسها ولكن بدل الدخول قال السكنى لأنه أمرهم بالدخول لأجل الاستقرار والسكن فيها ليس لمجرد الدخول.
د- وقلت: بعض الشام لا كلها لأن الله سبحانه قال في هذه الآية: ]اسكنوا هذه القرية[ وبلاد الشام لا يقال لها قرية وإنما هي قرى كبيرة هكذا وصفت في القرآن في قوله تعالى في قوم سبأ: ]وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا ءامنينَ[[81].
وفي تفسير القرى التي بارك الله فيها قال القرطبي: الشام[82]. ورواه الطبري عن مجاهد وقتادة وابن جريج[83]. ورواه ابن كثير أيضاً عن الحسن وسعيد بن جبير ومالك والضحاك والسري وابن زيد وغيرهم[84]. إذاً الشام قرى وليست قرية واحدة وبالتالي أمر بنو إسرائيل بسكنى جزء من الأرض المقدسة أو المباركة وليس كلها. ويدفعني إلى هذا القول عدم وجود نص شرعي يحدد حدود الأرض المقصودة واسمها صراحة. وكذلك عدم ثبوت ملكية بني إسرائيل لأرض مصر والشام بتمامهما ولفترة معتبرة من خلال الآثار والنقوش ومسألة كهذه لا نص فيها على وجه الدقة للآثار والنقوش. فيها نصيب الأسد. وقد قال تعالى: ]فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[[85] وهم من أهل الذكر في هذا المقام.
وبعد محاولة معرفة الأرض التي كتبها الله لبني إسرائيل من خلال الآيات نعيد النظر في نفس الآيات لمعرفة الضوابط والقيود التي مكن لبني إسرائيل في الأرض من أجلها، وقد وجدت فيها الضوابط الآتية:
- وقوع الظلم على بني إسرائيل بسبب استضعافهم في أرض مصر. وهذا واضح في آية القصص (5) وفيها: ]…عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ…[. وفي آية الأعراف (137) وفيها: ]…الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ…[. فقد كان بنو إسرائيل مسلمين يظلمهم فرعون الكافر. ومعلوم أن حال اليهود اليوم على العكس من ذلك؛ إذ أنهم كافرون يظلمون المسلمين في بلادهم، فهم يقومون في فلسطين بدور فرعون في مصر وظلمه. ويستضعفون المسلمين الفلسطينيين. وعند تطبيق الآيات سيكون التمكين للفلسطينيين المسلمين المستضعفين.
- اشترطت الآيات لتمكين بني إسرائيل في الأرض أن يكونوا من المتقين الصالحين وهذا واضح في آية القصص (5) وفيها: ]…وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً…[. "والأئمة هم قادة الخير ودعاته"[86] في البلاد والعباد فيكونون من عباد الله المسلمين لا من معانديه الكافرين. وهذا شرط في عهد الله لإبراهيم u، قال تعالى: ] وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[[87]. وقد اتضح من هذه الآية أن ذرية إبراهيم u منها الصالح وهو الذي يمكن الله له في الأرض والدين ومنها الظالم وهذا لا عهد له من الله وتأييد.
- في آية الأعراف (128) قال:]…وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ…[. وقد وضحت آيات المائدة التي أمرتهم بدخول الأرض المقدسة أنها أمرتهم بذلك عندما كانوا مؤمنين فقال في الآية (23): ]وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ[ ولما تخلفوا عن الجهاد وعصوا رسلهم وثبت فسقهم منعوا من الأرض المقدسة، بل وضرب عليهم التيه في الأرض 40 سنة، كما سبق ذكره.
ومن هنا نستطيع أن نفهم مخاطبة الله لهم في هذه الآيات بلفظ (بني إسرائيل) أنه لم يكن المقصود منه النسب إلى إسرائيل (يعقوب) وإنما المقصود به المسلمون دون أي اعتبار آخر للجنس وإنما قال بني إسرائيل لأنهم في ذلك الوقت كان المسلمون منهم باعتبار الرسالة فيهم. وتسمية ديانتهم باليهودية مبتدع لا اعتبار له والحق في قوله تعالى: ] إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ[ [88]. ]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ[[89].ولأجل الإسلام كان الله معهم في تلك الأيام ضد سكان فلسطين الوثنيين الذين قال فيهم: ] سَأُورِيْكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ[[90]. وقد سبق ذكري لهذا المعنى.
- بين سبحانه وتعالى في آية الأعراف (129) لزوم استمرار مسلمي إسرائيل على التقوى وأن دخولهم الأرض المقدسة امتحان جديد لهم في عهد قوتهم بعد أن امتحنهم في عهد ضعفهم فقال: ]…فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ[. وهذا يعني أنهم إن تغيروا مع الله يغير حالهم وهذه سنة إلهية حيث قال: ]ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[[91]. وحال اليهود من الفسق والفجور والكفر لا يخفى على العالم ويكفى ما ذكرته عنهم توراتهم وقد مضى شيء من هذا وسيأتي المزيد.
وقد حذرهم القرآن من ضياع عهودهم كلها عند الله إن لم يكونوا اتقياء ومؤمنين برسوله محمد r فقال: ]يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ % وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ[[92]. ثم أخبرنا سبحانه أنهم لم يبالوا بتحذيره واشتروا بآياته ثمناً قليلاً وكفروا بمحمد r فقال: ]بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ[[93]. وبالتالي خسر اليهود عهودهم وعزتهم وتمكينهم ونجاتهم وأمنهم فلجؤوا إلى الناس ليعوضوهم ما خسروه عند الله، وهاهم يبحثون عن الأمن صباح مساء ولن يجدوه بغير الإسلام.
ومن خلال عرض ومناقشة العهود السابقة في القرآن والتوراة أخلص إلى نتيجة مهمة وهي الاتفاق بين المصدرين على أن الأرض المقدسة قد كتبت للمؤمنين المصدقين بالرسل الطائعين لهم والذين كانوا في ذلك الزمان من آمن من بني إسرائيل وأن هذا التمكين يدوم مع دوام الإيمان والعدل ويزول بزوالهما.
حدود أرض العهود (أرض الميعاد):
يفرق اليهود بين ما يسمى بـ (أرض إسرائيل) ودولة (إسرائيل المعاصرة) فأرض إسرائيل تذكر التوراة حدوداً تفصيلية كبيرة لها تتجاوز حدود فلسطين. ففي سفر التثنية: "الرب إلهنا كلمنا… تحولوا وارتحلوا وادخلوا جبل الأموريين وكل ما يليه من العربة والجبل والسهل والجنوب وساحل البحر أرض الكنعانيين ولبنان إلى النهر الكبير نهر الفرات… ادخلوا وتملكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم"[94]. وفي سفر التكوين: "في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً قائلاً . لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات…"[95]. وكذلك في التوراة أن الرب كلم يشوع قائلاً: "فالآن قم أعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل . كل موضع تدوسه بطون أقدامهم لكم أعطيها كما كلمت موسى . من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحيثيين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم"[96]. وهناك تفصيل أكبر في سفر العدد: 34/1-12.
وهذه العهود التي تعطيهم كل هذه الأراضي الشاسعة تصطدم مع ما يسمى الآن بدولة إسرائيل لأنه ليس منها شيء خارج حدود فلسطين بل وفي جزء من فلسطين وهذا يقودنا إلى التفرقة بين ما يسمى بـ (أرض دولة إسرائيل) و(أرض إسرائيل) أو (أرض الميعاد). فما يسمى بدولة إسرائيل هو هدف مرحلي عند اليهود يتناسب مع الظروف الراهنة للعالم وبالذات ما هو داخل فلسطين وما حولها من الدول. وبعبارة أخرى هذه الدولة الآن تعتبر خطوة تكتيكية ونواة (أرض إسرائيل) أو (أرض الميعاد) وهي المذكورة في عهودهم التوراتية، وقد سبق أن ذكرت في (البعد العقائدي اليهودي في فسطين) تصريحات زعمائهم في هذا المعنى وأضيف هنا ما قاله إسرائيل شاحاك: "ويجري التداول اليوم بعدد من الصيغ المتباينة لحدود أرض إسرائيل التوراتية التي تفسرها مراجع حاخامية كحدود تعود إلى الوضع المثالي، للدولة اليهودية. والصيغة الأبعد أثراً تشتمل ضمن هذه الحدود: كامل سيناء، وجزءاً من شمال مصر وحتى ضواحي القاهرة في الجنوب، وكامل الأردن وجزءاً كبيراً من العربية السعودية، وكامل الكويت وجزءاً من تركيا (حتى بحيرة فان) في الشمال، وقبرص في الغرب"[97].
وهذا ما يفسره العلم الذي وضعوه لدولتهم حيث لوّن الأعلى والأسفل بالأزرق رمزاً لنهري الفرات والنيل ووضعت في وسطه نجمة داود السداسية رمزاً إلى دولة داود وسليمان. بل إننا نرى أنهم يطمعون بأكثر من هذا وهو كل أرض داستها أقدامهم وهذا هو ما ذكرته قبل قليل في سفر يشوع: "كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته…". وفي ضوء هذا قال ابن غوريون أول رئيس وزراء لدولة اليهود: "حدود دولتنا حيث تصل أقدام جيشنا"[98].
وقال هرتزل للمستشار الألماني (هوهنكر) حيث سأله عن الأرض التي يريد: "سنطلب ما نحتاجه، وتزداد المساحة المطلوبة مع ازدياد السكان"[99].
أما بالنسبة للقرآن فكما ذكرت سابقاً لم يذكر سابقاً لم يذكر حدوداً تفصيلية للأرض التي كتبها الله للمسلمين من بني إسرائيل إلا أن إجماع العلماء على أنها ضمن حدود بلاد الشام، ورجحت أنها لا تعدو عن كونها قرية بيت المقدس، ثم بعد ذلك توسع القوم من خلال حروب قاموا بها حول تلك القرية. هذا غير ما ورثوه من أرض مصر وهذا كان بسبب ظلم فرعون لهم وصلاحهم في ذلك الوقت وليس من الأرض التي قال الله إنه قد كتبها لهم كما بينت سابقاً.
وعندما نظرنا في كتب التاريخ لم نجد ما قالته التوراة عن دولتهم الواسعة ولم نجد دولتهم تجاوزت حدود فلسطين بل لم يكتمل لهم حكم فلسطين كاملة وبقي أهلها الأصليون يشاركونهم السكنى فيها[100]. كما أنه لا يوجد في الوثائق الآشورية أي أثر لفترة داود وسليمان التي يعتد بها اليهود وأكثر ما ذكرت هذه الوثائق أن هناك دولتان لبني إسرائيل في أجزاء من فلسطين. إلى جوار دول أخرى لغيرهم فيها وكذلك النصوص المصرية لا ذكر فيها لداود وسليمان ودولتهما وإنما ذكرت بعد داود وسليمان وجود دولتين إسرائيليتين فيها وأن غير الكنعانيين (السكان الأصليين) في فلسطين شاركهم كذلك بعض شعوب البحر مثل البلس وغيرهم فاستقروا على الشاطئ ضمن كيانات سياسية خاصة بهم[101]. والتنقيبات السورية لم تذكر أي أثر لليهود أو لبني إسرائيل في سورية. وليس فيها أثر لوجود سياسي في دمشق وجنوبها سوى ما تدعيه المصادر التوراتية[102]. وهذا ما يعيدنا إلى التصور القرآني من أن دولتهم لم تكن بذلك الاتساع ولا بذلك الاستقرار والثبات.
على من تصدق عهود التوراة والقرآن:
طالما ثبت لدينا عقلاً ونقلاً أن الصلاح مع الله والناس شرط للتمكين الشرعي في الأرض المقدسة. فمن منا يكون الأجدر بهذا التمكين؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع إلى مواصفات اليهود في التوراة أولاً، وقد ذكرت سابقاً شيئاً عن قبيح صفاتهم وأضيف هنا ما ذكرته التوراة من أن النبي يعقوب (إسرائيل) لم يعبد الله فلعنه: "وأنت لم تدعني يا يعقوب حتى تتعب من أجلي يا إسرائيل… لقد استخدمتني بخطاياك وأتعبتني بإيمانك… فدنستُ رؤساء القدس ودفعت يعقوب إلى اللعن وإسرائيل إلى الشتائم"[103].
وكذلك موسى وهارون لم يكونا مؤمنين فحرمهما الله من الأرض المقدسة: "فقال الرب لموسى وهارون من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني أمام أعين بني إسرائيل لذلك لا تُدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إياها"[104]. وفي التوراة يعقوب يصارع ربه ويغلبه وينتزع منه المباركة بالقوة[105]. وداود يزني بامرأة أحد قادة جنده (أوريا الحثي)[106]. وسليمان رجل جنس وعشق يتغزل بحبيبته ابتداء من شعرها وخدها ونحرها إلى ثدييها وبطنها وسرتها وهي كذلك تتغزل بكل هذا منه[107]. والأغرب من هذا أن الإله نفسه يأمر رسوله هوشع بالزنى فيقول له: "أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابناً…"[108]. ولوط ابن عم إبراهيم u يزني بابنتيه[109]. وبالجملة كان هذا حال أنبياء بني إسرائيل وعلمائهم كما تقول التوراة: "ولكن هؤلاء أيضاً ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر. الكاهن والنبي ترنحا بالمسكر ابتلعتهما الخمر تاها من السكر ضلا في الرؤيا قلقا في القضاء. فإن جميع الموائد امتلأت قيئاً وقذراً. ليس مكان لمن يعلم معرفة ولمن يفهم تعليماً…"[110].
وإذا كان الرسل كفرة وزناة وسكرة فلمن تكون العهود بالأرض المقدسة وما حال ذلك الشعب الذي هذه حال رسله وعلمائه بل وإلهه كما يصورونه!!.
ونحو هذا نجده في الإنجيل في مخاطبة المسيح لبني إسرائيل لما وجده فيهم من الصد عن سبيل الله وتقديسهم لذهب الهيكل وليس للهيكل وأنهم أبناء قتلة الأنبياء وأنهم كالحيات وأولاد الأفاعي. فيقول: "ويل لكم أيها الكتبة الفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس… وتأكلون بيوت الأرامل… ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء. ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم… ويل لكم أيها الكتبة الفريسيون المراؤون لأنكم تنقّون خارج الكأس والصحفة وهما من الداخل مملوآن اختطافاً ودعارة… فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء.. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك هاأنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون… يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين"[111].
ونحو هذا وصفهم القرآن، حاشا الرسل فإنهم مكرمون بريئون مما قاله كفرة بني إسرائيل في توراتهم. قال تعالى في بني إسرائيل: ]…وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُون النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[[112]. وعن علمائهم يقول تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ…[[113]. ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ…[[114]. وقال: ]لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ % كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[[115].
فهذا إجماع الكتب ومرّ معنا إجماع الشعوب على خبثهم وسوء طويتهم. أبعد هذا يكون اليهود شعب الله المختار والمقدس الذي كتب الله له الأرض!!.
إن أمة الإسلام هي التي تستحق العهود فهي الأمة الكثيرة التي وصفت بأنها كنجوم السماء ومن نسل إبراهيم u من جهة إسماعيل u وهي التي تباركت بها الأمم وشعت الهداية منها حتى أضاءت وجه المعمورة وهي التي حكمت بلاد الشام حقيقة وملأتها عدلاً ونوراً وطهرتها من عبادة غير الله.
ومن جهة أخرى فإن كل العهود التي يتحدث بها اليهود إنما أخذوها من التوراة اليوم وهذه التوراة ثابت تحريفها ولا يستطيع بشر أن يثبت أن الله سبحانه قال ولو سطراً مما فيها. وقد ألف في إثبات التحريف فيها كتب كثيرة وسأكتفي هنا بمثال واحد على هذا التحريف. ففي سفر التثنية من توراة موسى تجد: "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب… ودفنه في الجواء في أرض مؤاب… ولا يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات… فبكى بنو إسرائيل موسى… ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه"[116]. فهل يعقل أن يكون هذا مثل الكلام في التوراة التي نزلت على موسى وهو حي؟ فإذا كان موسى قد مات، فعلى من نزل هذا الكلام من بعده؟ وكيف دخل في توراة موسى؟!.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]) عابد توفيق الهاشمي - العقيدة اليهودية في فلسطين ونقدها – ط1 – دار اقرأ – اليمن 1412هـ – 1992م. ص 22.
[2]) عابد توفيق الهاشمي - انظر الوسيط في علم الأديان – جـ1 – ط1 - دار الفكر المعاصر – صنعاء 1419هـ – 1998م – ص 303.
[3]) الكتاب المقدس – مطبعة الشرق الأوسط للكتاب المقدس – التوراة - التكوين 17/ 1-26.
[4]) التوراة – التكوين 26/ 2-6.
[5]) التوراة – تثنية 6/10-18، 8/18-20.
[6]) التوراة – خروج 19/3-6، 20/7-17.
[7]) التوراة – الملوك الأول 9/4-8.
[8]) انظر التوراة – التكوين 23/1-16.
[9]) الرعد 31.
[10]) إبراهيم 47.
[11]) الأنبياء 71.
[12]) ابن جرير الطبري - جامع البيان جـ 17– دار الفكر في لبنان – 1405هـ 1984م - ص47.
[13]) آل عمران 65.
[14]) آل عمران 67.
[15]) الإنجيل – يوحنا 8/ 38-44.
[16]) إسرائيل شاحاك - الديانة اليهودية وتاريخ اليهود – ترجمة رضا سلمان – ط4 – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر – 1997م - ص22.
[17]) البروج 4 – 7.
[18]) العقيدة اليهودية في فلسطين ونقدها ص 127 وما بعدها.
[19]) راجع العقيدة اليهودية في فلسطين ونقدها – د. عابد توفيق هاشمي 127 وما بعدها.
محمد عزة دروزة - اليهود في القرآن الكريم – المكتب الإسلامي – دمشق وبيروت 1400هـ – 1980م – ص 132 – 133.
[20]) التوراة – تثنية 7/1-6.
[21]) المائدة - 82
[22]) التوراة – إرميا 15/10.
[23]) المائدة - 64
[24]) المائدة (78 – 79)
[25]) التوراة – إرميا 4/22
[26]) لمعرفة هذه النقول وغيرها راجع: إغاثة اللهفان لابن القيم 2/439 – 440 – 474 – 475. ومحمود مزروعة - دراسات في اليهودية – ط1 – دار الطباعة المحمدية – القاهرة – ص 128وما بعدها. ومقدمة ابن خلدون – ط1 – انتشارات استقلال – إيران – 1410هـ – ص231. وابن جرير الطبري – تاريخ الأمم والملوك – جـ3 – مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت – ص 367 وما بعدها. ومحمد السماك – الصهيونية المسيحية – ص 175 وما بعدها. ومن اليهودية إلى النصرانية –ولابن كثير - البداية والنهاية ص 2/41 وما بعدها. ومحمد عبد السلام – بنو إسرائيل في القرآن الكريم – ط1 – ص 112 وما بعدها. والديانة اليهودية وتاريخ اليهود – إسرائيل شاحاك ص 98 وما بعدها.
[27] ) طه – 97.
[28]) الأعراف 167 – 168.
[29]) السموئل بن يحيى المغربي - بذل الجهود في إفحام اليهود – ص 16.
[30]) راجع للاستزادة التوراة – الملوك الثاني21/8-15. إرميا 7/5-7. وتثنية 8/18-20. و28/15-28.
[31]) البقرة 83
[32]) تفسير الطبري 1/392. والشوكاني - فتح القدير – جـ1 – ط1 – دار الوفاء – المنصورة 1415هـ – 1992م – ص 173.
[33]) تفسير الطبري 1/392. والقرطبي – الجامع لأحكام القرآن – جـ2 – مكتبة الغزالي -دمشق-ص16.
[34]) فتح القدير للشوكاني 1/172.
[35]) التوراة – التثنية 7/9-11.
[36]) البقرة 40.
[37]) التوراة – مزامير 37/29.
[38]) الأنبياء 105.
[39]) النساء 163.
[40]) النور 55.
[41]) الأعراف 128 – 129.
[42]) الحجرات 13.
[43]) الأنبياء 105.
[44]) الصف 6.
[45]) المائدة 78.
[46]) الإنجيل – متى – 15/24.
[47]) البقرة 89.
[48]) الإسراء 16.
[49]) القصص 5-6.
[50]) تفسير الطبري 20/28-29. وتفسير القرطبي 13/249.
[51]) الأعراف 128 – 129.
[52]) راجع تفسير الطبري 9/28. وتفسير القرطبي 7/263. وابن كثير – تفسير القرآن العظيم – جـ2-ط1- دار الفيحاء – دمشق – 1414هـ – 1994م - ص143 والشوكاني في فتح القدير 2/246. وزاد الشوكاني والقرطبي: وقد حقق الله راجاءه وملكوا مصر في زمان داود وسليمان، وفتحوا بيت المقدس مع يوشع بن نون.
[53]) الأعراف 142.
[54]) الأعراف 148.
[55]) المائدة 26.
[56]) المائدة 21 – 22.
[57]) انظر تفسير ابن كثير 2/53.
[58]) الزمخشري - تفسير الكشاف – جـ1 – نشر أدب الحوزة – إيران - ص620.
[59]) انظر تفسير القرطبي 6/125. وتفسير فتح القدير 2/30.
[60]) ابن منظور – لسان العرب – نشر أدب الحوزة – إيران – مادة (قدس).
[61]) تفسير الطبري 6/ 172.
[62]) تفسير الكشاف للزمخشري 1/620. وتفسير فتح القدير للشوكاني 1/30.
[63]) تفسير القرطبي 6/125.
[64]) المائدة 24-26.
[65]) المقصود بالقرية هنا المدينة؛ سميت بذلك لأنها تقرّ أي اجتمعت، ومنه قريت الماء في الحوض أي جمعته. تفسير القرطبي 1/409. وانظر: الراغب الأصفهاني – مفردات ألفاظ القرآن – ط2 – المكتبة المرتضوية – إيران – ص 402-403.
[66]) البقرة 57-58.
[67]) البقرة 59.
[68]) البخاري – الطبعة التركية – استنبول - 4479. ومسلم – الطبعة التركية – استنبول - 3015/1. والترمذي – الطبعة التركية – استنبول - 2956/ ابن الأثير - جامع الأصول – تحقيق عبد القادر الأرناؤط – ط2 – دار الفكر – لبنان – 1403هـ – 1983م – رقم 472. والمقصود بـ حطة: أي حٌطّ عنا ذنوبنا.
[69]) راجع تفسير القرطبي 1/409. وتفسير فتح القدير للشوكاني 1/152.
[70]) الأعراف 137.
[71]) تفسير القرطبي 7/272.
[72]) تفسير الكشاف 2/149.
[73]) راجع تفسير الطبري 9/43-44. وابن تيمية - مجموع الفتاوى – جـ 27 – مكتبة النهضة الحديثة – مكة – 1404 هـ - ص44، 506.
[74]) سورة الإسراء 104.
[75]) تفسير الطبري 15/176.
[76]) تفسير القرطبي 10/338.
[77]) تفسير الكشاف 2/698. والفخري الرازي - التفسير الكبير – جـ21 – ط3- ص6. وفتح القدير للشوكاني 3/269.
[78]) البيضاوي - أنوار التنزيل وأسرار التأويل – دار الفكر – 1402هـ – 1982م – ص 385.
[79]) الأعراف 161-162.
[80]) راجع تفسير الطبري 9/90. والكشاف للزمخشري 2/170.
[81]) سبأ 18.
[82]) تفسير القرطبي 14/289.
[83]) تفسير الطبري 22/83.
[84]) تفسير ابن كثير 2/704.
[85]) النحل 43.
[86]) انظر تفسير القرطبي 13/249.
[87]) البقرة 124.
[88]) آل عمران 19.
[89]) آل عمران 85.
[90]) الأعراف 145.
[91]) الأنفال 53.
[92]) البقرة 40 – 41.
[93]) البقرة 90.
[94]) التوراة - التثنية 1/6-8.
[95]) التوراة - التكوين 15/18-20.
[96]) يشوع 1/1-5.
[97]) الديانة اليهودية وتاريخ اليهود – إسرائيل شاحاك 29. وراجع: عبد العزيز بن مصطفى بن كامل–حمى الألفين – المنتدى الإسلامي – العالمية للطباعة والنشر – ص 31-32. وللاطلاع أكثر على أهدافهم التوسعية راجع العقيدة اليهودية في فلسطين ونقدها – د. عابد توفيق هاشمي 32-38-42. والصهيونية المسيحية – محمد السماك ص 123.
[98]) مجاهد بن مجدد الدين - لا طريق غير الجهاد لتحرير المسجد الأقصى – ط1 – 1414هـ – 1994م- ص 572. وحمى الألفين – عبد العزيز مصطفى كامل 35.
[99]) حمى الألفين – عبد العزيز مصطفى كامل 35.
[100]) راجع تاريخ الطبري 1/216 وما بعدها.
[101]) راجع: أحمد فخري – مصر الفرعونية: موجز تاريخ مصر منذ أقدم العصور حتى عام 332ق.م - ط8 دار الأنجلوا المصرية – القاهرة بتاريخ 1995 ص 418-420.
[102]) راجع: هورست كلينغل – تاريخ سوريا السياسي 3000-300 ق.م، ترجمة سيف الدين دياب ط1- دار المتنبي دمشق - 1998م ص 231.
[103]) التوراة – أشعيا 43/22-28.
[104]) التوراة – عدد 20/12-13.
[105]) التوراة – تكوين 32/22-31.
[106]) التوراة – صموئيل الثاني 11/1-13.
[107]) التوراة – نشيد الأنشاد بتمامه.
[108]) التوراة – هوشع 1/ 1-7.
[109]) التوراة – تكوين 19/30-37.
[110]) التوراة – إشعيا 28/7-10.
[111]) الإنجيل – متى 23/13-39.
[112]) البقرة 61.
[113]) التوبة 34.
[114]) التوبة 31.
[115]) المائدة 78-79.
[116]) التوراة – التثنية 34/5-10.
اخوتي الكرام
في الختام اكرر اعتذاري لكمك علي طول البحث
لكم تحيات اخوكم
ناصر
موسى بن ربيع البلوي
12-17-2002, 11:36 PM
اخي الكريم : ناصر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وفقك الله يا اخي على هذا الجهد المبارك ... و في الاطاله افاده ... بارك الله فيك
استمر يا اخي فلقد افدتنا كثيرا بهذا الموضوع ...
اللهم مكن لاخوننا المؤمنين الصادقين في فلسطين اللهم انصرهم نصرا مؤزرا على اليهود الغاصبين ...
الا لعنة الله على اليهود حتى الانبياء لم يسلموا من افتراءاتهم ...
اخي الكريم ابو نادر
السلام عليكم
انا سعيد جدا ان الموضوع حاز علي اعجابك واستفدت منه مع انني كنت متردد في وضعه نظرا لانه طويل
وللعلم عندي المزيد وبالتاكيد لن ابخل في اضافتها هنا
اخي ابو نادر
اسمحلي ان اوجه لك تحية خاصة وشكر خاص علي جهد الطيب والمبارك والنوعي الذي تبذله في هذا المنتدي
بصراحة جهدك يوازي جهد مجموعة كاملة من الاعضاء
بارك الله فيك واكثر من امثالك
ومن جهتي سابقي دوما هنا الي جانبك واستغل كل فرصة ممكنة بالدخول الي المنتدي والكتابة فيه بالرغم من الظروف الغير طبيعية التي اعيشها والتي بالتاكيد تعلمها
لك تحياتي
اخوك ناصر
فارسة الإسلام
12-18-2002, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم هذه المشاركة المتواضعة وقد قمت بالحصول عليها من موقع الشبكة الاسلامية
................................
[size=18]حقائق هامة عن الهيكل المزعوم
تزايدت في الآونة الأخيرة المحاولات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى لأداء الصلاة والشعائر الدينية اليهودية ، خصوصا بعد أن أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يسمح للمجموعة اليهودية المتطرفة ـ والتي تسمى مجموعة ( أمناء جبل الهيكل ) ـ بالدخول إلى الحرم القدسي وذلك في 12/7/1999م.
وفي يوم الأحد 29/7/2001م قامت المجموعة نفسها بوضع أساس رمزي للهيكل المزعوم ، ونجمت عن ذلك مصادمات بين المسلمين الذين تجمعوا داخل المسجد وبين اليهود وجنود الاحتلال أسفرت عن إصابة الكثير من المسلمين الذين لم يجدوا إلا ( الأحذية والنعال ) يضربون بها وجوه اليهود ليمنعوهم من دخول المسجد .
والسؤال هنا : ما هو الهيكل ؟ وما حقيقته ؟ وما هي حقيقة المزاعم اليهودية بشأنه ؟
يزعم اليهود أن نبي الله سليمان عليه السلام بنى هيكلا ... ثم جاء المسلمون وهدموا الهيكل وبنوا المسجد الأقصى مكانه .. لذا فهم يحاولون الآن هدم المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم .
كما يزعمون أن حائط البراق ـ الذي يسمونه حائط المبكى ـ جزء متبق من آثار الهيكل، وقاموا في 11/6/1997م بهدم ( حارة المغاربة ) المجاورة لحائط البراق ، واستولوا بذلك على حائط البراق وأطلقوا عليه زوراً وبهتاناً ( حائط المبكى ) وقاموا بتوسعة الساحة الملاصقة له وكل هذه المزاعم اليهودية باطلة جملة وتفصيلا من وجوه عدة :
الوجه الأول : أن هذه البقعة مباركة من لدن آدم عليه السلام ، ولم تحل بها البركة بسبب بني إسرائيل ولا أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام ، وقال الله تعالى عن إبراهيم ولوط عليهم السلام : (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:71]، فهذه الأرض مباركة قبل إبراهيم عليه السلام الذي هو جد نبي الله يعقوب عليه السلام المسمى ( إسرائيل )، وقال سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام : (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) [المائدة:21] وهذا خطاب موسى عليه السلام لبني إسرائيل .. ثم قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء:1]، ليؤكد أن البركة فيها مستمرة ، وليلفت الأنظار إلى أهمية وبركة هذه الأرض .
الوجه الثاني : أن نبي الله سليمان عليه السلام بني مسجداً ولم يبن هيكلا .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان بن داوود عليهما السلام لما بنى بيت المقدس ( وفي رواية : لما فرغ من بناء مسجد بيت المقدس ) سأل الله عز وجل خلالا ثلاثا : سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه ، وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه ، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه " أخرجه النسائي وغيره واللفظ له).
كما أن سليمان عليه السلام جدد المسجد لم يؤسسه ، فهو أقام البناء على أصل سابق عليه فالمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع على ظهر الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين سنة . فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه لما سأله : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال " المسجد الحرام " قلت ثم أي ، قال : " المسجد الأقصى " قلت كم بينهما ؟ ، قال : " أربعون سنة " (رواه البخاري ومسلم ). فإن كان آدم عليه السلام هو باني المسجد الحرام فبينه وبين سليمان عليه السلام آلاف السنين، وإن كان باني المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام ـ فبيته وبين سليمان عليه السلام أكثر من ألف عام .
ففي كل الأحوال سليمان عليه السلام مجدد المسجد لكل المسلمين وليس بانيا لهيكل ليكون معبداً لليهود ، فهذا المكان المبارك مسجد للمسلمين من أتباع كل نبي وليس خاصا ببني إسرائيل مطلقا .
الوجه الثالث : أن المصادر الإسلامية ( القرآن الكريم والسنة ) ذكرت مسجدا ولم تذكر هيكلا ، والمصادر اليهودية ذكرت ( هيكلا) ومصدرها الوحيد هو أسفار بني إسرائيل ، ونحن لا نثق بهذه الكتب ، ولا نركن إليها عند تحقيقنا التاريخي ، وكيف نثق بها تاريخيا وهي ليست منسوبة إلى نبي ، ولم يكتبها من كتبها في وقت الأحداث التي ترويها ؟!
وكيف نثق بها دينيا .. وهذه التوراة التي حرفوها وهي بأيديهم اليوم تصف أنبياء الله عليهم السلام بأحط الصفات التي لا تليق إلا بأهل الفسق والفجور؟! فهم يصورون نوحاً عليه السلام سكيراً ، يتعوى داخل ضبائه حتى يرى عورته أصغر أبنائه فيسخر منه مع إخوانه
( الإصحاح التاسع من سفر التكوين )
وها هم يدعون أن لوطاً عليه السلام الذي آتاه الله حكما وعلماً
( يزني بابنتيه وتحملان منه سفاحا ) ( سفر التكوين 19ـ 30ـ37) .
وكذبوا وقالوا إن أبا الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام لا هم له إلا المال ، ويتاجر بزوجته عند الملوك ليأكل ويربح بهذه الطريقة .
( سفر التكوين 19-20).
ويعقوب عليه السلام صوروه سارق نبوة أخيه .
وهذا داوود عليه السلام رموه بالزنا مع امرأة أحد جنوده .
أما سليمان عليه السلام الذي يتغنون بحبه ويزعمون أنه بني الهيكل لم يسلم هو أيضا من شرهم ، فقالوا عنه إنه كان ساحراً ، ولما ذكره رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ضمن الأنبياء قالت اليهود :
( ألا تعجبون من محمد يذكر ابن داوود على أنه نبي من الأنبياء وهو لم يكن إلا ساحراً ) .
هذه بعض المخازي والقبائح والكبائر التي نسبها اليهود إلى أنبياء الله الأطهار عليهم جميعا السلام وحاشاهم مما رموهم به .
فالتوراة التي صورت الأنبياء بهذه الصورة البشعة لا يمكن أن تكون من عند الله، فمن نصدق ؟ أنصدق ترهات وسفاهات اليهود
أم نصدق الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
الوجه الرابع : أن عصبة الأمم والتي ساهمت في تمكين اليهود واحتلالهم لأرض فلسطين أقرت بأن حق الملكية للحائط ( حائط البراق) ، وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن عائد للمسلمين ، وبأن الحائط نفسه هو ملك للمسلمين، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى .
الوجه الخامس: اعتراف اليهود أنفسهم بعدم ملكيتهم لأي دليل أو وثيقة تؤكد ملكيتهم للحائط المتنازع عليه ، وكان هذا الاعتراف أمام لجنة التحقيق التي شكلتها عصبة الأمم عام 1930م أيام الانتداب البريطاني .
الوجه السادس : أن اليهود لم يدعوا يوما من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس ، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي ثم تحولوا إلى السور الغربي .
إن الذي له مقدسات دينية لا ينساها، وسيظل دائما يذكرها ويسعى لها حتى ولو كانت في يد غيره، فنحن المسلمين رغم الاحتلال اليهودي لفلسطين لم ولن ننسى القدس ولم ولن ننسى الأقصى وبيت المقدس ، فهذه مقدساتنا نفديها بأرواحنا .
أما أن نسمح لليهود بتدنيسها فلا نامت أعين الجبناء .
المصدر : مجلة ( البلاغ ).
موسى بن ربيع البلوي
12-18-2002, 07:59 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اشكرك اخي ناصر على المقال و على الاطراء الذي لا استحقه و دمت دائما لنا و نصرك الله و اخوانك في ارض الرباط ارض المسجد الاقصى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختي الفاضلة : فارسة الاسلام اشكرك على مقالك و على تواضعك و ندعوك للاستمرار
بارك الله فيكي و في جهدك .
ـــــــــــــــــ
وتقبلوا جميعا تحياتي
احبتي في الله
الاخ ابو نادر ... والاخت فارسة الاسلام
اشكر لكم هذا الجهد المبارك ، بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
وهذا مقال جديد عن نفس الموضوع
في التأصيل التاريخي لوجود اليهود
د· محمد علي الفرا
صحيفة الاتحاد الإماراتية 24/12/2002 م
إن من الأخطاء التي لا تزال ترد في تاريخنا العربي الإسلامي وتراثنا الديني، ولا زلنا نتداولها فيما بيننا القول إن اسحق بن إبراهيم عليهما السلام هو الجد الأول لليهود، وأن إسماعيل عليه السلام هو جد العرب، أي أن إبراهيم هو الجد المشترك لكل من العرب واليهود. ولكن اليهود يستبعدون إسماعيل من الوعد الذي يدعون أن الرب أنعم على إبراهيم واسحق بمنحهما الأرض المقدسة، لأن إسماعيل أمه هاجر، وهي كما يقولون جارية لسارة زوجة إبراهيم وابنة عمه وأم اسحق. وقد حرموا فيما بعد عيسو بن اسحق من الوعد، وأعطوه لأخيه التوأم يعقوب الذي قالوا إنه هو إسرائيل، وعنهم أخذ المفسرون الإسلاميون. وتقول التوراة إن أولاد يعقوب الاثني عشر هم الأسباط الذين ينتسب إليهم اليهود اليوم.
ربما كان سبب هذا ا لخطأ الشائع حالياً، والذي أصبح وكأنه حقيقة، تصديق الناس لقول بعض مفسري التوراة بأن تسمية اليهود مشتقة من الإله يهوه الذي تقول التوراة إنه كان إله إبراهيم وذريته من بعده، فقد جاء في الإصحاح الثالث من سفر الخروج ما نصه: وقال الله أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دَوْر فَدوْر.
ويدل هذا النص التوراتي على أن بني إسرائيل جعلوا لهم إلهاً خاصاً ليتميزوا به عن سائر البشر وليضفوا على أنفسهم خصوصية ينفردون بها عن سواهم، وفي هذا يقول الدكتور أحمد سوسة في كتابه القيم العرب واليهود في التاريخ صفحة 463-464 إن الإله الذي كان إبراهيم يدعو إلى عبادته هو إله غير اليهود الذي تصفه التوراة، لأن دعوة إبراهيم إلى عبادة الإله الواحد كانت دعوة عامة موجهة إلى جميع السكان الوثنيين في عصره بلا استثناء.
ويقول عن يهوه: ولما ظهر اليهود عبدوا إلههم الخاص بهم الذي سمي باسم يهوه الإله الذي لا يهمه من العالم والخلق سوى اليهود أو شعبه المختار، وذلك على غرار مبدأ التفرد، وهو المبدأ الذي اعتنقته الأقوام القديمة عندما كانت كل مدينة تختص بإله واحد من بين مجموعة الآلهة بدون نبذها عبادة الإلهة الأخرى والقضاء عليها، ومن المعلوم أن الدكتور أحمد سوسة كان يهودياً عراقياً اعتنق الإسلام، وألّف هذا الكتاب الذي أزاح فيه الستار عن كثير من الحقائق المجهولة عن تاريخ اليهود.
وينفي القرآن الكريم ما تقوله التوراة، ويؤكد على أن إبراهيم وأبناءه وأحفاده لم يكونوا يهوداً، وفي ذلك يقول: (أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى، قل أأنتم أعلم أم الله، ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله، وما الله بغافل عما تعملون) البقرة : 140. ثم يؤكد ذلك مرة ثانية فيقول: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين). آل عمران 67.
من المعلوم أن اليهودية ديانة ظهرت بعد أن أرسل الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام رسولاً إلى فرعون مصر. ومن المعلوم أيضاً أن المسافة الزمنية بين إبراهيم وموسى عليهما السلام تبلغ نحو سبعمائة عام، وهذا يعني أنه قبل موسى لم يكن هناك دين ا سمه الدين اليهودي، وإنما كانت هناك بقايا ديانة التوحيد التي كان عليها إبراهيم: (ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين) الأنعام 161. ويقول القرآن الكريم أيضاً: (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الحج 78. فإذا كان اليهود قد تسموا بهذا الاسم لأن ديانتهم اليهودية، فإنه لم تكن هناك أقوام قبل موسى عليه السلام كانت تعرف باليهود، فلماذا نصر على القول الخاطئ بأن اسحق كان جد اليهود؟ ألا يستدعي الأمر تصحيح هذا الخطأ أو عدم تكراره؟
نعود إلى موضوع التسمية فنقول: إن هناك من ينسبها إلى يهوذا وهو الابن الرابع من أبناء يعقوب الاثني عشر الوارد ذكرهم في التوراة، وهو رأي رفضه كثيرون، وشكك فيه عديدون، ولا مجال هنا لعرض هذه الطعون. ونحن نعتقد بأن كلمة اليهود من هود والهود وتعني التوبة، ومنها –كما يقول ابن منظور في لسان العرب- هاد ويهود وتهود بمعنى تاب ورجع إلى الحق، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم: (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة إنا هدنا إليك) الأعراف 156. وقد ازددت اقتناعاً حينما اطلعت فيما بعد على كتاب الملل والنحل للشهرستاني وهو يقول بهذا القول.
وبطبيعة الحال ينبغي التمييز بين أتباع الدين وأتباع الشعب والأمة بحسب المفاهيم الحديثة، فأتباع الدين الواحد لا ينتمون بالضرورة إلى عرق أو أصل واحد ولا إلى أمة واحدة، فالمسلمون على سبيل المثال، منهم عرب ومنهم غير عرب، والشيء نفسه يقال عن النصرانية التي انتشرت بين أمم وأقوام شتى. وليس صحيحاً ما قيل عن اليهود بأن الديانة اليهودية خاصة، ومحصورة في بني إسرائيل فقط، ولذلك فإن اليهود هم إسرائيليون، وأن الإسرائيليين هم يهود. ولدينا الكثير من المراجع العلمية التي تدحض هذا الزعم ولا يتسع المقام لذكرها، ونكتفي بالاستشهاد بكتاب مهم عنوانه القبيلة الثالثة عشرة، إمبراطورية الخزر وتراثها، ومؤلفه يهودي اسمه آرثر كويستلر وصدر عن دار رانسوم للنشر في نيويورك عام 1976.
يقول كويستلر إن الخزر ليسوا من بني إسرائيل، ولكنهم قبائل تنتسب إلى الأعراق والأصول التركية القوقازية سكنت في منطقة بحر قزوين (بحر الخزر) وحول نهر الفولجا الروسي، اعتنقوا الديانة اليهودية في عام 740م تقريباً، ولم يكونوا ساميين، وليست لهم علاقة بفلسطين ولا بمنطقة الشرق الأوسط، وأنهم لا ينتسبون إلى إبراهيم واسحق ويعقوب، وقد انتشروا من هذه المنطقة إلى سائر البلاد الأوروبية، وهم الذين يطلق عليهم الاشكيناز ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعور الشقراء، وهم يختلفون عن اليهود الشرقيين ذوي البشرة السمراء والعيون السوداء أو العسلية والشعر الأسود، وهؤلاء يطلق عليهم السفارديم.
وإذا كان يهود أوروبا هم أوروبيون ينتمون إلى أعراق وشعوب أوروبية اعتنقت اليهودية كما يقول علماء الأجناس البشرية قبل ربلي وبكستون وسلجمان. وهكذا نجد أن يهود إثيوبيا (الحبشة) الذين يطلق عليهم الفلاشا إثيوبيون وكذلك نجد في الهند يهوداً وهم هنود، وجميعهم ينتمون إلى شعوبهم ويحملون صفاتها الجنسية والجسدية والخلقية نفسها ولو أنهم يهود من حيث الديانة.
وإذا كان اليهود ليسوا جنساً ولا عرقاً ولا شعباً، وإنما هم أتباع دين وملة، فمن هم الإسرائيليون؟ وإلى من ينتسبون؟ وما علاقتهم باليهود؟.. وهذا ما نأمل الإجابة عليه في مقال في المستقبل بمشيئة الله.
لكم تحياتي
ناصر
موسى بن ربيع البلوي
12-27-2002, 10:13 PM
مشكور اخي ناصر على اثراءك للموضوع و ننتظر المزيد .....
موسى بن ربيع البلوي
12-28-2002, 12:01 AM
اليهود بين الأمس واليوم
من هم اليهود؟
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) . يرى بعض المؤرخين : ان من الخطأ أن نتصور أن اليهود اليوم هم أنفسهم قوم موسى(عليه السلام)، ومن الخطأ أيضاً أن نتصور أن بني إسرائيل اليوم هم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز وفضلهم على العالمين ـ في زمانهم ـ ، في قوله تعالى:( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) . أو هم أولئك الذين اختار الله تعالى منهم كثيراً من الأنبياء(عليهم السلام)أمثال موسى، وهارون، ويوسف، وإلياس، ويونس(عليهم السلام)، والذين جعل منهم الملوك كما قال تعالى: [ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً] .أو أنهم المقصودون في الآية الكريمة حينما كانوا أبراراً وآتاهم الله ما لم يؤت أحداً في زمانهم، كما قال الله تعالى:[ وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ] .ولكن يهود اليوم وإسرائيل اليوم هم من سلالة أولئك العصاة الذين تكبروا في الأرض فجعلهم الله عزّ وجل قردة وخنازير فقال سبحانه: [ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ] .إذن يهود اليوم.. يختلفون عن يهود الأمس الذين كانوا من أتباع موسى(عليه السلام)، وإسرائيل اليوم غير إسرائيل الأمس.
الأصل الجديد ليهود اليوم
ويعرف ذلك من هذه الحقيقة التاريخية التي تقول: «.. ما بين القرنين السابع والعاشر الهجري، سيطر شعب مغولي هو شعب (الخزر) على الطرف الشرقي من أوروبا ما بين (الفولغا والقوقاز) وكان يواجه الدولة الإسلامية في الشرق والجنوب الشرقي والدولة المسيحية المحيطة به، وهو اختيار يحير بعض المؤرخين، كما انه لم يكن صدفة: (كما ذكروا)، ويفسره البعض بأنه حرص شعب (الخزر) على الاحتفاظ بشخصيته الخاصة بين القوتين العالميتين حينذاك (أي القوة الإسلامية والقوة المسيحية).وفي القرن (الثاني عشر ـ الثالث عشر) انهارت دولة الخزر، وفروا في اتجاه الغرب إلى القرم وأوكرانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا، يحملون معهم ديانتهم اليهودية (التي عرفها العصر الحديث) وبذلك فان يهود العالم اليوم في غالبيتهم الساحقة ينحدرون من هذا الشعب المغولي خاصة، وان اليهود الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل الإسرائيلية (الاثنتي عشرة) في التاريخ القديم قد ضاعت آثارهم..». هذه الحقيقة التاريخية تثبت أن اليهود اليوم لا علاقة لهم تاريخياً ولا غيرها من قريب أو بعيد بيهود الأمس، وإسرائيل اليوم لا علاقة لها ببني إسرائيل الأمس.كما أنه لا علاقة لهم بفلسطين إطلاقاً.
مزاعم اليهود
الحقيقة التاريخية السالفة الذكر أطلق اليهود عليها اسم (الشتات) وجعلوها عنواناً (لمظلوميتهم) كما يدعون، حيث تزعم (الصهيونية) الآن أن القوى الظالمة (أي الإسلامية والمسيحية) فرضت عليهم الشتات، وحالت عبر التاريخ بينهم وبين عودتهم إلى (ارض الميعاد) لكن التاريخ ينسف هذه المزاعم وهذه الأسطورة.. فالمعروف أنهم رحلوا طلباً للعيش قبل أن يطاردهم أحد، بل هاجروا قبل السبي البابلي، وبعد قيام (مملكة إسرائيل) التي ظهرت على أثر انقسام فلسطين إلى مملكتين (مملكة يهوذا في القدس) و(مملكة إسرائيل) في السامرة بعد وفاة نبي الله سليمان(عليه السلام)عام (935ق.م) وفي القرن السادس قبل الميلاد زال كل أثر فعلي لليهود في فلسطين إلا من اندمج منهم بسكان البلاد الأصليين.ثم اتسع (تشتت) اليهود في مراكز الاقتصاد والتجارة مثل: (الإسكندرية وقرطاجة) قبل تدمير الهيكل سنة (70م)...
الطابع التجاري لديانة اليهود
اليهود أينما تجمّعوا فذلك يعني أنهم تجمّعوا حول نواة تجارية مالية، ولا يهمهم شيء حول ما إذا كانت تجارتهم هذه دنيئة أم لا، المهم عندهم جمع المال من التجارة والتحكم بالعصب الاقتصادي والسياسي للمنطقة، فلو جاء عشرة رجال من اليهود الفقراء إلى منطقة، لوجدناهم يتحكمون بالسوق في بضع سنوات وذلك عبر خطة عالمية تدعمهم، بغض النظر عن الوسائل التي يتبعونها في ذلك.فمثلاً في أوروبا كان الربا مقدماً على التجارة والأعمال لكسب الربح السريع وقد استغله اليهود وكذلك الدعارة. ويعود عملهم بالربا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية حرمت الربا على النصارى، فبقي فراغ شغله اليهود، فأخذوا يتعاملون به بجشع.
اليهود في البلاد العربية
بدأ بعض اليهود بالنزوح إلى البلاد العربية من القرن السادس قبل الميلاد (النفي البابلي)، ثم جاء بعضهم بعد سقوط القدس (القرن الأول الميلادي) فنزحوا شرقاً نحو العراق وجنوباً نحو الجزيرة العربية وبالاتجاه الجنوبي الغربي نحو مصر، وتسربت أعداد منهم وامتزجت بأهل البلاد الأصليين واختلطت بهم اختلاطاً مباشراً في جوانب حياتهم وظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما شاركوهم في ـ اللغة والتقاليد وأسلوب التفكير ـ .وقد ضاعت وحدتهم العنصرية رغم تقوقعهم ورغم تعصبهم العنصري لديانتهم، كما فقدوا لغتهم المشتركة (العبرية) فتكلموا بلغات مختلفة حسب الموقع الذي يعيشون فيه، وهذا يبين أنهم هجين من عدة قوميات ومن عدة لغات.
فلسطين في التاريخ
ذكر بعض المؤرخين: أنه عرفت فلسطين بأرض (كنعان) قديماً (حوالي 2500ق.م)، وفي عام (2100ق.م) تعرضت لغزو القبائل الكريتية التي سكنت شواطئها بين يافا وغزة، فسميت تلك المناطق باسم (فلسطين) ثم صار هذا الاسم لكل المنطقة فيما بعد وبحكم موقعها تعرضت لحروب طاحنة وغزوات وهجرات متوالية لكن كان معظم الغزاة عابرين إلا من استقر فقد اندمج مع السكان وصار منهم.خرجت قبائل العبرانيين من مصر متجهة إلى الشرق بقيادة النبي موسى(عليه السلام)في عام (1290ق.م) وتوقفت في صحراء (التيه) 40 عاماً.وفي عام (1000ق.م) أخضع النبي داود(عليه السلام)(الكنعانيين اليبوسيين) في منطقة القدس وجعل أورشليم (القدس) عاصمة لهم.وبعد وفاة ابنه النبي سليمان(عليه السلام)عام (635ق.م) انقسمت المملكة إلى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل.وفي القرن السادس ق.م تعرضت فلسطين لغزوات الآشوريين والكلدانيين وتبعثر اليهود على أثرها وفي عام (529ق.م) غزا الفرس فلسطين وألحقوها بدولتهم.وفي عهدهم عادت قبيلة (يهوذا) مع بقايا الأسر البابلية إلى القدس، وأعادت الهيكل من جديد.وفي عام (332 ق.م) غزا الاسكندر فلسطين.وفي عام (90 ق.م) قدم العرب إلى الأنباط والحقوا فلسطين بعاصمتهم.وقد احتلها الرومان في أوائل القرن الميلادي وظلت تتبع روما أولاً وبيزنطة بعدها، إلى أن جاء الإسلام وحررها من أيديهم.
الفتح الإسلامي
نظراً لأهمية فلسطين دينياً عند جميع الأديان ـ ففيها أولى القبلتين عند المسلمين وكونها (أرض الميعاد) لدى اليهود وحيث سمّت التوراة أرضها (أرض السمن والعسل)، ولكونها وسط الحضارات والإمبراطوريات القديمة وكونها معبراً بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا وملتقى لها ـ كل ذلك جعل أرضها مسرحاً تتجابه عليه مختلف القوى العالمية قديماً وحديثاً وتنجذب إليها أمواج الهجرات المتتالية والمتصاعدة باستمرار من مختلف الديانات والقوميات، وبانتصار الإسلام في جزيرة العرب.. انطلقت القوة الإسلامية الجديدة إلى جميع الاتجاهات لتحمل رسالة الإسلام والحضارة الإسلامية. وتوجهت قوات المسلمين شمالاً إلى فلسطين لتقضي على الجيوش الرومانية في معركتين حاسمتين هما معركة أجنادين بالقرب من القدس فدخلت القدس سنة (638م).ثم معركة اليرموك التي أنهت الوجود الروماني في فلسطين وتم استيلاء المسلمين على كل فلسطين، وصارت جزءاً لا يتجزأ من البلاد الإسلامية بسقوط (قيصارية) سنة (460م) لينتهي فصل الختام للإمبراطورية الرومانية في أرض الإسلام، ليبدأ بعدها فصل جديد بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية (الصليبية).
المملكة الصليبية
في القرن الحادي عشر الميلادي تحركت الجيوش الأوروبية (الصليبية) بعوامل الطموح ودوافع الطمع والحماس الديني نحو المشرق تحت شعار (تحرير الأراضي المقدسة) وكان هدفهم القضاء على المسلمين، وبالفعل فقد اغرقوا القدس بعد احتلالها في بحر من الدماء وقتلوا من فيها من المسلمين وحتى المسيحيين واليهود الشرقيين وأقاموا مملكة باسم (مملكة القدس) وبعد ثمانين سنة من سقوط القدس بأيديهم استطاع المسلمون مرة أخرى استردادها من أيديهم سنة (1187م) بعد أن ألحقوا بهم هزيمة نكراء.ونتيجة لانتصارات المسلمين، انحسر نفوذ الصليبيين إلى المنطقة الساحلية من فلسطين وأصبحت (عكا) هي عاصمتهم الجديدة.وبعد ذلك نشبت معارك طويلة ومريرة طوال السنتين استطاع بعدها (مماليك مصر) من المسلمين تحرير (عكا) وطرد الصليبيين وإزالة آخر أثر لهم من الأراضي الإسلامية سنة (1291م).
التدفق الجديد لليهود
في زمن الدولة العثمانية ومنذ بداية القرن السابع تدفق اليهود القادمين من أوروبا (الشرقية) ويعرفون باسم خاص يميزهم عن بقية اليهود في العالم على فلسطين، وزادت الهجرة مع ضعف الدولة العثمانية وازدياد نفوذ الدول الكبرى وتصاعد الاضطهاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.ومع نمو الحركة الصهيونية توجهت هذه الهجرة إلى (فلسطين) واستمرت بالازدياد المطرد إلى يومنا هذا.
الحركة الصهيونية
بدأت هذه الحركة منذ القرن السابع عشر تقريباً إلا أن الاجتماع الأول (للحركة الصهيونية في العالم) كان في عام (1897م) في مدينة بازل في سويسرا بزعامة (مؤسس الصهيونية)، ويمكن تلخيص ما جاء في المؤتمر بما يلي:إن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بضمن القانون العام وحدد عدة خطوات لتحقيق هذا الهدف يمكن حصرها فيما يلي:1: تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين.2: تنظيم اليهود والربط بينهم من خلال مؤسسات تتفق مع القوانين الدولية والمحلية لكل بلد.3: تقوية الشعور والوعي القومي لدى اليهود وتعزيزهما.4: اتخاذ خطوات تمهيدية للحصول على موافقة الدول حيث يكون ضرورياً لتحقيق هدف الصهيونية.
المراوغة من أساليب اليهود
وتمكن اليهود بوسائلهم وأساليبهم اللاإنسانية والملتوية التي استخدموها لتحقيق مآربهم في بناء دولتهم (اللاشرعية).ومن أساليبهم المراوغة التي اتبعها (أحد زعمائهم) هو انتزاع وعد (بلفور) من الحكومة البريطانية عام (1917م) الذي أعطى اليهود ما لا يملكون، وتجاوزت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارات كان أهمها قرار التقسيم الذي يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ووضع القدس تحت الإدارة الدولية.
اليهود بؤرة الفساد والكساد
وكما ذكرنا فلليهود طرق كثيرة وأساليب خاصة وملتوية لتحقيق غاياتهم في امتصاص دماء الآخرين من غير اليهود، أما مع بعضهم فيحرّمون هذه الأشياء. فمثلاً يجب التعامل بالربا مع غير اليهودي ويحرّم مع اليهودي، ولما لأساليبهم الخاصة من أثر في جمع المال والثراء السريع فإنهم يحاولون بشتى السبل تحطيم اقتصاد البلاد التي يعيشون فيها، بعد الإمساك بزمام الاقتصاد. وحينما كنا في العراق شاهدنا اليهود قبل عام (1948م) عندما كانوا في سوق الشورجة ببغداد وقد احتكروا جميع المواد الاستهلاكية والغذائية في أيديهم وخلقوا كثيراً من الأزمات الاقتصادية، وتلاعبوا بالأسعار مما سبّب شحّة من جانب وكساد من جانب آخر، وبالتالي جمعوا كل تلك الأموال وحطّموا اقتصاد العراق ثم نقلوا كل أرصدتهم معهم إلى إسرائيل.ويذكر أن في طهران أيضاً زمن الشاه كان سوق طهران الكبير بيد جماعة من اليهود، ولما كان هؤلاء يتحكّمون بالسوق على أهوائهم، والشاه قد منحهم الحرية الكاملة، لذلك فإنهم أخذوا يتحكمون بكل شيء في السوق من عرض وطلب وتسعير واحتكار وتلاعب إلى غير ذلك من الأساليب الخبيثة والملتوية.واليهود بالإضافة إلى ذلك فإنهم يقتلون الأخلاق الحسنة في المجتمع، وان أول أعمالهم التي يقومون بها هي نشر الخمور والزنا والبغاء، فقد أسسوا في طهران (14000) محل لبيع الخمور وذلك على علم من الشاه.هذا هو المعروف والمتعارف عليه من اليهود، فانهم لم ينشروا الخمور والزنا والفحشاء إلا من أجل إفساد المجتمع؛ حيث إن اليهودي لا يستطيع أن يعيش ويتسلط على غيره إلا بعد أن يفسد ما حوله؛ لكي يخلق جواً ينسجم ويتواءم مع رغباته ويسهل له الحصول على مبتغاه.فهم بؤرة الفساد في كل الدنيا ونجد أنهم من وراء مراكز الدعارة وربما يجعلون مقرّات للزنا والدعارة تحت اسم آخر مثل (مراكز الخدمات الإنسانية) ويتسترون تحت هذه الأسماء لتحقيق أغراضهم، وهكذا كان الحال في العراق وإيران ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية.
اليهود وإثارة الفتن
من أعمال اليهود المعروفة ـ بالإضافة لما سبق ـ إثارة الفتن والخلافات والنزاعات وتشجيع التطاحن بين أبناء المسلمين والنتيجة طبعاً ستكون لصالح اليهود، فقد استخدموا أساليب كثيرة في الدسّ بين طيّات الكتب والطعن بالمعتقدات، وإثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المسلمين بأساليب جديدة أدت إلى تدمير البلاد وضياع الكثير من الثروات ونهبها عن طريق تأسيس عصابات ذيلية ترتبط بهم مطليّة بصبغة الأحزاب السياسية العلمانية.
إسرائيل صنيعة الاستعمار
ثياب الاستعمار كثيرة فكلّما بلي ثوب لبس غيره، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر، وباتت لعبة قديمة ورأوا أن الإسلام لو تحرك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فانه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخرى كثيرة، لذلك فان إسرائيل (وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد) للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرك الدول الإسلامية في هذه المنطقة لذا فيجب أن (تصنع) في هذا المكان الحساس، وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية، ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوى من نفوس الدول الاستعمارية تحقيقاً لمصالحهم.إذن إسرائيل صنيعتهم والخادم المنقذ لمصالحهم. وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون.
العرض الخياني
مما تقدم نعرف أن (إسرائيل) و(اليهود) عصابات إرهابية ولا علاقة لها (بعالم الأمس) كما علمنا أن الصهيونية والاستعمار وجهان لعملة واحدة، وعلمنا أيضاً غاية الصهيونية ولدت في قلب الأمة الإسلامية وليس في نيتها الرحيل، وحقدها على الإسلام (حقد مقدّس)! كما يسمّيه اليهود.إذن هل هناك وجه للمصالحة معها.. وكيف ستمد يد المصالحة لها؟!! فهل يجوز لك أن تصالح غاصب بيتك وتسميه صديقاً!!وماذا نسمي زيارة السادات لإسرائيل هل هي صلح أم سلام أم استسلام، أم (تطبيع علاقات)، كما يحلو للسادات أن يسمّيها بذلك.. أم أنها الخيانة؟!!
وتمسكنوا ليتمكنوا
وهكذا سعى مفكرو اليهود بشتى الطرق وبأخبث الوسائل لأن يستعيدوا قوتهم ومجدهم وتراثهم (حسبما يدّعون)، وعملوا من دون كلل حتى حصلوا على كل ما يبتغون، وتمكنوا من بناء دويلتهم الصهيونية في قلب المنطقة الإسلامية، بالإرهاب والقوة وسفك الدماء، وحققوا ما كانوا يصبون إليه بالأمس بهمة شرسة، وبدعم مالي واسع وتخطيط دقيق.. وإعلام مكثف حول مظلومية اليهود الكاذبة ومسكنتهم إلى أن تمكنوا جيداً وأصبح زمام المبادرة بأيديهم. وهذا الإعلام المكثّف إزاء مسكنتهم هذه، له دور كبير في بناء دويلتهم الغاصبة.ففي سنة واحدة تطبع إسرائيل وتوزع (15) مليون كتاب، ولديها ما يقارب الألف صحيفة خارج فلسطين. وهذا يعني أن صحفها ومجلاتها تفوق عدد صحف ومجلات الدول العربية قاطبة بما فيهما لبنان ومصر المشهورتان بالطباعة والنشر.أنظر! من أين لهم هذا؟ ومن الذي يوحي لهم بذلك وهم الكفار بينما يتراجع بعض المسلمين؟ والجواب هو قوله تعالى: [ إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ] لضرب الإسلام والمسلمين، بينما يتراجع بعض المسلمين لأنهم ابتعدوا عن نهج الإسلام وسنة رسوله(صلى الله عليه وآله)وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)وانشغلوا بالتنازع فيما بينهم ولذلك فشلوا وقد قال تعالى: [ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ] . «مهازل بسبب البعد عن الإسلام»قال تعالى: [ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ] .فلو أن بعض المسلمين أخلصوا النية لله تعالى وجاهدوا في سبيله لما أضلّوا السبيل وما انتصرت عليهم دويلة صغيرة لا تتجاوز نفوسها الخمسة ملايين نسمة في حين أن المسلمين العرب وحدهم يزيدون على ثلاثمائة مليون!!أليست هذه هي المهزلة بعينها؟ وإلا فما معنى ذلك؟ ويجب هنا أن نقول للشعب المسلم: إن النصر من عند الله فانه لا يكتب ذلك إلا للذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، ويطبقون كافة القوانين الإلهية من الأخوة الإسلامية والأمة الواحدة والحريات و... فقد قال تعالى: [ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] .إذن البعد عن الإسلام هو سبب هذه المهازل، وإلا فما معنى حرب (1948م) ثم النكسة عام (1967م) في الخامس من حزيران؟ وما معنى مباركة قرار مجلس الأمن القديم (242) عام (1968م) من قبل؟ ثم تأتي مجزرة أيلول الأسود عام (1970م)، حيث سفكت دماء الفلسطينيين.. وبعدها تأتي حرب (1973م) خوفاً على التيجان وحفاظاً على ماء الوجه (لكن الولادة أجهضت) ثم استخدم النفط كسلاح للمعركة ويفشل. ثم يتحول سلاح الرفض إلى شبه تأييد ثم تأييد ثم حوار غير مباشر ثم مباشر ثم زيارات سرية للقدس ثم علنية تطوّع لها السادات بحجة تطبيع العلاقات والحوار المباشر، وقد سبقه (أقرانه) إلى الخنوع والذل والاستسلام من أمثال بعض الحكام ومن سار في ركبهم في الخفاء، وهكذا يستمر الحال نحو كثير من المهازل.وتكون النتيجة الذلة والخسران. يقول تعالى: [ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً] .
الإسلام هو العلاج
المهازل السابقة سوف لن يوقفها إلا الإسلام والعمل به، وعند ذلك ستسقط كل الشعارات المزيفة. ونحن المسلمون لسنا مرتبطين بالأفكار الإلحادية، بل ارتباطنا هو بالإسلام وبقوانين التشريع الإلهي وكفى، ولو تمسكنا بالإسلام.. لاستطعنا مواجهة كل القوى الكافرة. ليس إسرائيل فقط. وإنما الشرق والغرب معاً؛ لأن الإسلام بما يمتلكه من قوة إيمانية ومعنوية عالية.. يستطيع حسم الكثير من الخلافات.. ووضع حد للمشاكل والصعوبات التي تعاني منها الأمة.. كما أن الإسلام هو القوة القاهرة التي تتكفل الوقوف بوجه كل المستكبرين والطغاة..وما إسرائيل إلا (نصل) للأنظمة الطاغوتية، وكل قوى التجبر العالمي موجّه إلى صدر الإسلام والمسلمين، وسننتصر بعون الله تعالى، وستنجلي هذه الغمة في الغد القريب إن شاء الله إذا اهتم المسلمون وتضامنوا وعملوا جادين في سبيل ذلك.وعلينا بالدعاء أيضاً مبتهلين ومتضرعين إلى الباري عزّ وجل طالبين منه المدد لنصرنا على كل هذه الدوائر التي أحاطت بالإسلام.«اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة ولينا وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصل على محمد وآله، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وبضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين».
منقول من موقع (( اليهود المغضوب عليهم )) .
موسى بن ربيع البلوي
12-28-2002, 12:11 AM
[size=18][color=darkred]مواقع مهمة :….
موقع : اليهود المغضوب عليهم :
http://www.alyahood.com/index2.htm
اليهود و هوليوود
http://www.khayma.com/internetclinic/yhoodholy.htm
مزاعم اليهود حول الهيكل :
http://www.geocities.com/hamid_quds/haikal.html
اليهود و القرابين البشرية :
http://www.angelfire.com/pq/sssaleh/yahod.html
أقصى المسلمين وهيكل اليهود
http://www.palestine-info.info/arabic/alaq...es/alhaykal.htm (http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/alhaykal.htm)
أخرجوا اليهود والنصارى والروافض من جزيرة العرب
http://www.alsalafyoon.com/ArabicPosts/Raw...fedHuthiefy.htm (http://www.alsalafyoon.com/ArabicPosts/RawafedHuthiefy.htm)
احبتي في الله
السلام عليكم
هذا مقال مفيد اضعه هنا لفائدة
من مظاهر العلمنة الشاملة في الدولة الصهيونية
الكاتب : د· عبد الوهاب المسيري
المصدر : صحيفة الاتحاد الإماراتية: 31/12/2002
يمكن تمييز نوعين أساسيين من العلمانية، فهناك العلمانية الجزئية التي تعني فصل الدين عن الدولة، على أن تظل هناك مرجعية ما للدولة وللفرد، أما العلمانية الشاملة فهي فصل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الدولة والمجتمع، بل وعن الحياة في جانبها العام والخاص بحيث يتحول العالم بأسره إلى مادة استعمالية. وتتسم العلمانية الشاملة بغياب أية مرجعية فلسفية وأخلاقية وأية معيارية، ومن ثم تصبح القوة الذاتية هي المعيار الوحيد، فالأقوى هو القادر على توظيف العالم والآخرين لحسابـه.
العلمانيـة الشامـلة إذاً هي النسبية الأخلاقيـة التي ترفض أية معيارية والداروينية التي لا تقبل سوى القوة. ومن هذا المنظور فإن العلمانية الشاملة هي الإمبريالية، حيث تتحرك الكتلة البشرية الأقوى لتبطش بالأضعف وتوظفه لحسابها، دون الالتزام بأية قيم خارجة عن ذاتها. والدولة الصهيونية دون شك دولة داروينية تستخدم ما عندها من قوة للاستيلاء على الأرض الفلسطينية وطرد سكانها أو توظيفهم واستغلال مصادرهم الطبيعية لحسابها. فالدولة الصهيونية بهذا المعنى دولة علمانية شاملة، لا تتقيد بأية قيم إنسانية أو أخلاقية.
وقد كان هذا الأمر واضحاً لمؤسس الصهيونية، فهرتزل كان يبحث عن أية أرض لتوطين اليهود فيها، ولم يعر القدس أي اهتمام، لأنه كان يريد الأرض العلمانية، على حد قوله. وعندما زار القدس تعمد انتهاك العديد من الشعائر الدينية الصهيونية لكي يؤكد أن الرؤية الصهيونية رؤية علمانيـة لا دينية. وكذا كان الوضع مع ماكس نوردو الذي كان يجهر بإلحاده، ويؤكد دائماً أن كتاب هرتزل دولة اليهود سيحل محل التوراة باعتباره كتاب اليهود المقد.
وقد أسس الصهاينة العماليون المستوطَن الصهيوني، وهؤلاء ملحدون بشراسة. فكانوا يحرصون على الذهاب إلى حائط المبكى في يوم الغفران (أكثر الأيام قداسة في التقويم الديني اليهودي) ويلتهمون شطائر من لحم الخنزير تعبيراً عن رفضهم لليهودية. ولا تزال الكيبوتسات مؤسسات علمانية تماماً ترفض الاحتفال بالأعياد الدينية وتغير كثيراً من النصوص الدينية. فقد جاءت في أحد المزامير (118/24) العبارة التالية: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فتم تغييرها إلى العبارة التالية: هذا هو اليوم الذي صنعه جيش الدفاع الإسرائيلي. والمؤسسة الصهيونية العلمانية تعتبر التوراة كتاب فلكلور، وليست كتاباً مقدساً (على حد قول بن جوريون) والخالق هو الشعب اليهودي (على حد قول جابوتنسكي) أو أرض إسرائيل (على حد قول ديان).
ولا يعني هذا تقلص المؤسسة الدينية في الدولة الصهيونية، بل العكس فإن نفوذها يتزايد، ولكنها مرت هي الأخرى بعملية صهينة وعلمنة، ولم تعد تلتزم بأية قيم أخلاقيـة أو إنسانية أو دينية، بل تجعل الشعب اليهـودي مرجعية ذاته، ومن ثم تؤيد اغتصـاب الأرض وقتل الأبرياء مستخدمة ديباجات دينية لتبرير الأفعال الداروينية العلمانية.
وبالإضافة إلى علمنة العقيدة اليهودية فإن هناك أشكالاً أخرى من العلمنة تفت في عضد المشروع الصهيوني. ففي كتابه إلفيس بريسلي في القدس (نيويورك 2002)، يذكر توم سجيف أنه لدى توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 تظاهر حوالي 60 ألفاً من الإسرائيليين أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس، وفي الليلة نفسها أُقيمت حفلة غنائية لمايكل جاكسون في تل أبيب حضرها 60 ألفاً. وتبين ظاهرة دانا انترناشيونال تغلغل النسبية الأخلاقية في التجمع الصهيوني. ودانا انترناشيونال هذه مغنية مشهورة للغاية مثلت "إسرائيل" في مهرجان غنائي في أوروبا وحازت الجائزة الأولى. وعند عودتها أرسل لها بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء آنذاك، خطاب تهنئة كما عُينت سفيرة شرفية لإسرائيل. وكانت دانا في الأصل رجلاً شاذاً من أصل يمني يسمى بارون كوهين ثم أجرى عملية جراحية تحول بعدها إلى امرأة. وقد تحدث عمليات تغيير الجنس هذه في كل المجتمعات بنسبٍ مختلفة، ولكن عندما يتحول الفعل الفردي إلى رمز قومي، فلابد من دراسة المسألة باعتبارها قضية اجتماعية وليست سلوكاً فردياً.
ويصدق هذا أيضاً على الشذوذ الجنسي. فالعهد القديم يحرم بوضوح العلاقات الجنسية بين أفرادٍ من الجنس نفسه، ولكن مع تزايد عملية علمنة اليهودية وأعضاء الجماعات اليهودية في العصر الحديث تزايد قبول الشذوذ الجنسي باعتباره شيئاً طبيعياً. وهذه نتيجة حتمية لغياب اليقين المعرفي والمرجعية الأخلاقية والإنسانية وإنكار أية معيارية. واليهودية الإصلاحية والمحافظة -وهما أكبر الفرق الدينية اليهودية في الغرب- لا تحرمان الشذوذ الجنسي، بل وأسست معابد يهودية ومدارس تلمودية للشواذ، ورسم بعض الشواذ كحاخامات.
وإذا كان الاهتمام في المرحلة الأولى لبناء الدولة الصهيونية قد انصب على بناء الشخصية الإسرائيلية، القتالية والمنتجة، وسادت معايير مثل التقشف والتضحية بالذات والإحساس بالجماعة، فقد تغير الوضع بعد عام 1967، حيث دخل المجتمع الصهيوني المرحلة الاستهلاكية وتزايد التوجه نحو اللذة والفردية، وتبدلت المعايير السائدة. فبدلاً من إرجاء الإشباع ظهرت ضرورة الإشباع الفوري، وبدلاً من الإحساس بالانتماء إلى الجماعة ظهرت عقلية الأنا، وبدلاً من اليقين الصهيوني سادت القيم النسبية. وعادةً ما يصاحب مثل هذا التغير تقبل تدريجي لكل شيء بما في ذلك الشذوذ الجنسي.
وقد تأسست جماعة للشواذ جنسياً تُسمى جماعة الدفاع عن الحقوق الشخصية عام 1975 على يد بعض المهاجرين من الولايات المتحدة وإنجلترا، ورغم أن القانون الإسرائيلي كان يجرم العلاقات الجنسية الشاذة، فقد ظلت السلطات التنفيذية الإسرائيلية تتسامح مع مثل هذه العلاقات. وفي عام 1988، ألغى الكنيست القانون الذي يجرم الشذوذ الجنسي، ومنذ ذلك الحين، ظهرت عدة مجلات بالعبرية والإنجليزية للشواذ في إسرائيل. وفي يونيو 1991، عُقد في تل أبيب المؤتمر الدولي الثالث للشواذ جنسياً من الذكور والإناث والمتحولين إلى الجنس الآخر. وفي عام 1992، أصدر الكنيست قانوناً يحرم التمييز على أساس الميول الجنسية وإن كان لا يعفي الشواذ من الخدمة العسكرية بل يكتفي بنقلهم إلى مواقع غير مهمة أمنياً. وفي العام التالي، ألغى الجيش الإسرائيلي كل القوانين التي تميز ضد الشواذ. وفي عام 1994، أصدرت المحكمة العليا قراراً يلزم شركة العال بمعاملة رفيق الشاذ جنسياً معاملة الزوج أو الزوجة العاديين. وفي نهاية الأمر اعترفت المحاكم الإسرائيلية بحق الشاذ في العيش مع شريك من الجنس نفسه، والاعتراف به زوجاً أمام القانون.
ومن المفارقات أن المعارضة الدينية كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى تزايد تقبل المجتمع الإسرائيلي للشذوذ الجنسي، فتصاعد الاعتراض الديني يقابله تصاعد تأييد العلمانيين كرد فعل، وبهذا المعنى فإن تزايد تقبل الشذوذ هو تعبير عن احتدام الاستقطاب الديني العلماني.
لكم تحياتي
ناصر
موسى بن ربيع البلوي
01-01-2003, 09:19 PM
جزاك الله خير اخي المبارك : ناصر
موضوع يستحق الرقراءة و التمعن .. لان بعض ابناء الامة و للاسف يسير على نهج هؤلاء المغظوب عليهم .
نسال الله ان يدمر اليهود و يشتت شملهم
احبتي في الله
السلام عليكم
وهذا مقال جديد
خرافة حائط المبكى عند اليهود
بفلم : د. محمـد سليـم العـوّا
المواطن العربي حائر حيرة شديدة فيما تنقله له الأنباء من موقف القيادات السياسية العربية ، والفلسطينية بوجه خاص، من مشروعات التسوية السلمية المزعومة وموضع القدس الشريف منها . ومن أخطر التصريحات العربية ، التي تؤكد حينا وتنكر حينا آخر أن القيادة الفلسطينية وبعض القيادات العربية قبلت أن يكون للعدو الصهيوني السيادة على الحائط الغربي للحرم المقدسي الشريف ( المسجد الأقصى) المعروف باسم حائط البراق والذي اخترع اليهود تسميته بحائط المبكى ! والخطير في هذه التصريحات أنها تظهر استعداد بعض العرب للتفريط في حقوق ثابتة ، ذات قداسة دينية للمسلمين دون أن يملكوا هذا التفريط ودون أن يستطيع أن يملّكهم إياه أحد .
والخلاف حول حائط البراق ( والبراق هو الدابّة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء من مكة إلى بيت المقدس وقد وصفها بأنها تضع حافرها عند منتهى بصرها!) خلاف قديم . ولا أريد أن أسوق إلى القرّاء تفاصيل تاريخية لم تعد ذات جدوى ، وإنما أكتفي بأن أذكر أنه في أعقاب الاضطرابات التي وقعت في مدينة القدس بسبب إساءة اليهود استعمال الحقوق التي تسامح المسلمون معهم في شأنها ، وافق مجلس عصبة الأمم في 15 مايو (أيار ) 1930 على تشكيل لجنة دولية ثلاثية من غير المسلمين وغير اليهود ، لدراسة موضوع حائط البراق أو المبكى والحقوق المدّعاة عليه من قبل المسلمين واليهود . وقد مارست اللجنة عملها منذ 19 يونيو ( حزيران) 1930 وأصدرت تقريرها في أول ديسمبر ( كانون الأول ) 1930 م .
وجاءت النتائج التي توصلت اللجنة إليها قاطعة في شأن الحق العربي على حائط البراق ، فقد انتهت اللجنة إلى ما يأتي : " إن حق ملكية الحائط وحق التصرف فيه وما جاوره من الأماكن المبحوث عنها في هذا التقرير عائد للمسلمين . ذلك أن الحائط نفسه هو ملك للمسلمين لكونه جزءا لا يتجزأ من الحرم الشريف . كما أنه ثبت للجنة .. أن الرصيف الكائن عند الحائط حيث يقيم اليهود صلواتهم هو أيضا ملك للمسلمين " . " كذلك ثبت لللجنة أن المنطقة التي تكتنف الرصيف المذكور قد وقفها على المسلمين الملك الأفضل بعد صلاح الدين الأيوبي حوالي سنة 1193 بعد الميلاد " .
" إن الحائط نفسه لكونه جزءا لا يتجزأ من الحرم الشريف هو وقف بلا ريب . وإذا أخذنا بعين الاعتبار المعلومات التي زودنا بها فريق المسلمين بشأن الوقف والمستندة إلى أحكام الشرع الإسلامي يكون الرصيف الكائن أمام الحائط من نفس المرتبة كوقف محلة المغاربة ".
" أما فيما يتعلق بالحائط نفسه فالأمر مختلف فيه . واللجنة تميل إلى قبول قول المسلمين بشأنه ، أي أن حائط المبكى برمّته مقدس للمسلمين لأنه المحل الذي نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومر به ثم ربط براقه فيه ".
" المنع الذي كان يعلن عنه أحيانا (( المقصود منع اليهود من الصلاة أمام حائط البراق )) كان يتناول خصيصا بعض أعمال كان يقوم بها اليهود ويعتبرها المسلمون تعدّيا على ملكيتهم أو توسّعا في العادة القديمة التي جروا عليها فيما مضى في جوار الحائط ".
وعندما أرادت اللجنة أن توجز قرارها قالت : " للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف . وللمسلمين أيضا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلّة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفا حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير . إن أدوات العبادة و ( أو ) غيرها التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط إما بالاستناد إلى أحكام هذا القرار أو بالاتفاق بين الفريقين لا يجوز في حال من الأحوال أن تعتبر أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له " .
هذا هو حائط البراق ، الذي صنع اليهود من تسامح المسلمين معهم في الصلاة قبالته من خارج ساحة الحرم الشريف ومبناه حقا مكذوبا وقداسة مزعومة ، وخرافة تاريخية ، يطالبون بناء عليها – اليوم – بأن تكون لهم ملكية جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى ، أو السيادة الكاملة عليه .
إنني أعلم أن هذه الحقائق لن تعوق السياسيين العرب الواقعين في أحبولة الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني من التسليم لها بما لا يملكون التسليم به . ولكن غاية ما أرجوه أن يتذكّر الناس البسطاء الطيبون المخلصون أن حقنا في مسجدنا الأقصى ثابت بشهادة هذه اللجنة الدولية المحايدة منذ سنة 1930م فلا يماري فيه أحـد ، ولا يتشكك فيه أحد ، ولا يظن أحد من هؤلاء الطيبين المخلصين أن لليهود حقا فيه أو شبهة حق . إننــي أخاطب هؤلاء وحدهم ، فهم الباقون أبدا ، الممثلون للإرادة العربية والإسلامية الصادقة دوما.. أما أصحاب المناصب والألقاب فهم كمناصبهم وألقابهم إلى زوال قريب أو بعيد .
فارسة الإسلام
01-21-2003, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت فقط ان أن اشارككم بهذا الفلاش المؤثر
إليكم الرابط
http://www.mwhoob.net/
موسى بن ربيع البلوي
01-24-2003, 11:10 PM
مشكوره اختي فارسة الاسلام على هذا الفلاش
وفقك الله
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com