الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
03-12-2007, 10:32 PM
الحمد لله وحده وبعد ،،،
الأمن للإنسان .. ضروره ومطلب من أجل إستمرارية الحياه ..
فالإنسان الأول عرف الخوف .. فلجأ إلى الكهوف لحماية نفسه من الوحوش الكاسره .. ثم صنـّع أدوات بدائيه من الحجاره والأشجار كسلاح .. من أجل طعامه ( الصيد ) .. وللحمايه ..
وجاء الإسلام .. وبيـّن أهمية الأمن للإنسان ..
وفي القرآن الكريم .. ورد فيه آيات بينات ..
(( لئلا في قريش إلى فهم * رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ))
سورة قريش
وفي الحديث الشريف ورد فيه ..
(( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بما فيها )) ..
ومن الآيه الكريمه والحديث الشريف .. نفهم أن الطعام والأمن مترابطان .. خاصه أن الواو في الآيه الكريمه معطوفه .. وفي الحديث الشريف .. ورد فيه الأمن والعافيه والقوت ( الطعام ) .. نعمه عظيمه ..
الأمن .. ما هو إلا منظومة إجرائات ..
الغايه منها ( إعاقة ) الإختراقات الأمنيه ..
ولا يوجد في العالم نظام أمني .. كاملا ومتكاملا ( يمنع ) الإختراقات الأمنيه ..
مثال :
المنازل السكنيه العاديه .. من السهل على اللصوص سرقتها .. إذا ما توفرت ( المعلومه ) للصوص بأن سكان المنزل غير متواجدين ..
فالسطو عليه وسرقته في الغالب لا تأخذ وقتا .. بأكثر من 30 دقيقه ..
ولكن .. في حالة ( تحريز ) البيت .. بابواب وشبابيك ذات جوده عاليه .. فإن وقت السطو والسرقه سيأخذ أكثر وقتا ..
وهذا يتطلب من اللصوص .. معدات وأدوات كبيره للخلع والكسر ..
ومن المثال أعلاه .. هنا سؤال :
هل من الممكن حماية المنزل السكني من السرقه ؟؟
الجواب .. ممكن جدا .. إذا :
ــ ما توفرت الحراسه البشريه على مدار الساعه .. إضافه إلى وجود أجهزه اليكترونيه للحمايه الأمنيه ..
وهنا ستكون التكلفه الأمنيه عاليه جدا ..
بمعنى .. من المستحيل أن يدفع الشخص العادي .. مبلغ يصل إلى 8 ــ 10 آلاف ريال شهريا .. لحماية منزله ..
أما الحمايه الأمنيه لبنك الدوله المركزي .. كمثال ..
فالتكلفه الماليه لا تخضع للمعايير العاديه ..
لأن ( القيمه ) تستحق ذلك ..
حتى أن مكان الخزنه لمثل هذه البنوك .. مزوده بجهاز تفجير ..
في حالة العبث أو محاولة فتحها عنوه ..
نلاحظ هنا أن ( المعلومه ) عن الهدف .. تعتبر أساسا للمخترق ــ المخترقون .. للتخطيط لعملية السطو والسرقه ..
مثال :
قبل عدة عقود وفي عاصمه خليجيه .. تم سرقة خزنه كامله لإحدى شركات الصرافه .. وفي عز الظهر ..
فاستغل اللصوص فترة الظهيره والتي تتعطل فيها الأعمال من صلاة الظهر إلى بعد صلاة العصر .. حيث المحلات التجاريه تُـغلق أبوابها ..
فخطط اللصوص للسطو على شركة الصرافه .. إنطلاقا من ( معلومة ) الإغلاق لمدة 4 ساعات ..
فاحضروا معداتهم المكونه من .. ضاغط هواء ( كمبرسر) ورافعه ..
فحفروا حفره في سقف محل الصرافه ..
وبالرافعه شالوا الخزنه كامله ..
وحدث ( ويحدث ) أن اللصوص يسرقوا المنزل في النهار ..
فيحضروا سيارة نقل ويحملوا فيها ( مكيفات ) التبريد .. والجار يقدم لهم الماء البارد .. وقد يطلب منهم أن يأتوا لمنزله لصيانة مكيفاته .. على إعتبار أن هؤلاء اللصوص عمال صيانه لأجهزة التكييف ..
هذه المعطيات أعلاه ..
تعطينا فكره بأن هناك خلل في المنظومه الأمنيه ..
وتحديدا .. أن الخلل في الوعي والإدراك لدى المجتمع ..
بتوضيح :
ـــ أن أعمال الصيانه في بعض الأماكن الهامه .. ذات الخاصه الأمنيه .. تتم دون ( عـِلم ) الجهات الأمنيه الرسميه .. مما يجعل مثل هذه الأعمال لدى الجهات الأمنيه وكأنها طبيعيه .. ولا تلفت إنتباههم ..
وكذلك الأمر بالنسبه لأصحاب المنازل التي يتم السطو عليها وسرقتها .. الذين لم يحرِّزوا منازلهم .. ولم يخبروا جيرانهم بأنهم خارج منازلهم لفنرة كذا يوم .. وبعضهم يحتفظ بميالغ ماليه كبيره في بيته .. ومجوهرات ثمينه أيضا ..
هنا .. يتضح لنا أن الأمن الشخصي ( الفردي ) يبدأ من الفرد نفسه .. ومن الجماعه فيما لو توفر التنسيق بين الأفراد بالمعلومه ..
وهذا يتطلب .. أو يجب أن يسود المجتمع نفسه .. ( الثقافه الأمنيه ) ..
وإذا ما إستعرضنا بمعيتكم ( الأمن الوطني ) لأي دوله .. فسنجد أنه يعتمد بالدرجه الأولى على ( المعلومه ) أيضا ..
او بما يسموه بــ DATA
والتي تتوفر من خلال أجهزه أمنيه متخصصه ..
وبغض النظر عن التسميات لهذه الأجهزه الأمنيه .. فإن معناها واحد .. من السي آي إيه .. إلى مـُسمى إستخبارات أو مخابرات ..
فتعتمد على المعلومه وتحليلها أولا وأخيرا ..
والمعيار لكفائة هذه الأجهزه .. هو بقدر ما تستطيع ( إحباط ) المؤامرات الأمنيه التي تمس كيانها ..
وكثيرا ما تنجح هذه الأجهزه في كشف مثل هذه المخططات قبل وقوعها .. وأحيانا تفشل في ذلك ..
إن فلسفة الأمن .. إذا جاز لنا هذا التعبير .. تعتمد على ( الإنسان ) بالدرجة الأولى .. وليس على التقنيه .. مهما بلغت ..
ولا يعني إلغاء التقنيه المتقدمه .. في هذا الجانب ..
توضيحا :
أن التقنيه الإلكترونيه من شبكات رقابه أمنيه .. وقرائة عدسة العين والتعرف على بصمة الإبهام والكف .. مفيده في التعرف على الأشخاص المصرح لهم .. في أماكن محدده .. مثل :
التعرف على الأشخاص المصرح لهم بالدخول إلى تلك الأماكن .. فعلى سبيل المثال :
لا يمكن مقارنة الكاميرا الأمنيه بالعين البشريه .. فالكاميرا محدوده في تغطيتها المرئيه .. بينما العين البشريه قدراتها أكثر وأكبر وأدق ..
عدا أن الإجهزه الأمنيه الإلكترونيه .. مبرمجه من الإنسان .. وقدراتها الأمنيه محدوده ..
وهي آلات ( صمـّاء ) ليس لها قدرات الإنسان العقليه ..
إضافه إلى تكلفتها الأساسيه والصيانه الدائمه ..
مثال :
منطقة ( أ ) .. مكان محذور .. إلا للمصرح لهم ..
ومنطقة ( أ ) مزوده بأجهزه أمنيه اليكترونيه ..
تقرأ عدسة العين والبصمه ..
فيستطيع شخص من المصرح لهم ..
أن يدخل منطقة ( أ ) .. وهو يحمل قنبله في يده ..
بينما لا يمكن لهذا الخلل الأمني أن يمر لدى الحراسه البشريه ..
ومن البديهي .. أن الإختراقات الأمنيه وطرق مكافحتها .. تتطور من وقت إلى وقت .. فتطورت الجريمه من عاديه .. إلى الجريمه المنظمه ..
وكذلك الأعمال الإرهابيه فتغيرت عن ذي قبل .. بقدر كبير جدا .. فأصبحنا نرى عمليات إنتحاريه أو إستشهاديه ..
بحيث يجود ( منفذها ــ منفذيها ) بحياته ــ حياتهم .. لمعتقد ديني أو إيديولوجي ..
ومن هنا نرى أن :
الحدس الأمني والمعلومه وتحليلها .. عاملان جوهريان في الإداء الأمني الفعـّال ..
ولعلنا نـمثل بقولنا أعلاه .. بما تم الإعلان عنه رسميا من قبل الجهات الرسميه الأمنيه .. من أعمال إرهابيه جرت على أرض وطننا العزيز ..
وشاهدنا صورها على الرائي ..
ــ شاهدنا في الصور التلفزيونيه .. أن الإرهابيون ..
إستخدموا ( أكواع ) Elbows حديديه .. بمقاسات مختلفه محشوه بمواد ناسفه .. والأكواع الحديديه .. كانت تستخدم في تمديدات المياه .. ومنذ أكثر من 10 ــ 15 سنه .. فإستعمالها أصبح قليلا بعد ألإستعاضه عنها بأنابيب البلاستيك ..
الحدس الأمني هنا ..
ــ لماذا لم يلفت الشراء لهذه المواد ( الأكواع ) بهذه الكميه .. نظر البائع السعودي .. خاصه وإن إستخدامها قليل ..
وهذا ينطبق أيضا على شراء بعض المواد الكيماويه المتوفره في الأسواق والتي تدخل مع مواد أخرى لتحضير مواد متفجره ..
والإرهابيون .. منفذي العمليات الإجراميه ..
كانوا يستأجرون ( إستراحات ) .. فاين الحدس الأمني لدى من تعامل معهم في التأجير ..
وعلمنا من الإعلام .. بأن الإرهابيون كانوا يتخفون عن أعين الأمن بلباسهم النسائي .. بالرغم من تواجد عدة نقاط تفتيش أمنيه ..
فهنا نرى أن الحدس الأمني ضعيف جدا .. ربما لأسباب دينيه أو كعادات .. بعدم سؤال المرأه عن إسمها كمثال .. ليميز رجل الأمن صوتها من صوت الرجل .. فإن كان كذلك .. فلماذا لا نستعين بالعنصر النسائي ضمن ما هو مسموح به شرعا وعادات ..
خاصه إذا ما عرفنا أن ( الأكواع ) و ( الإستراحات ) و ( التخفي بلباس النساء ) قد تكررت في العمليات الإرهابيه .. كما شاهدنا ..
والمعلومه أو الفعل .. يجب أن يخضع للتحليل الأمني ..
مثال :
إنتشر الشريط الإسلامي والكتيبات في فتره من الفترات .. وتبعه محاضرات دينيه .. وخطب في المساجد .. وتوجيه للطلاب على غير هدى من قبل بعض الموجهون التربويون ( معلمي المدارس ) .. ( قبل أعمال الإرهاب ) ..
ونشير إلى أن مضامين الأشرطه والكتيبات .. لا غبار عليها .. ولكن التركيز بهذه الدرجه وسرعة إنتشارها ظاهره كانت تستحق التحليل والفلتره الأمنيه ..
فأسفر ذلك عن :
ــ ظهور بعض أهل العلم .. وأصبح لديهم ( شيعتهم ) أي تابعين لأفكارهم .. وحصل بلبله أمنيه فيما بعد .. أي بعد خراب مالطه ..
صحيح أن لدينا أناس صالحون ويرغبون في نشر الدعوه .. إلا أن من خلالهم .. دخل السم بالعسل .. من قبل الغير ..
وبلادنا ــ حفظها الله ــ تـُشجع على كل ما هو إسلامي .. وبـحـُسن نيه ..
والطريق إلى جهنم مملوء بحـُسن النوايا .. كمل يقال ..
ولا بد لنا في هذا المقام بأن نشيد بالجهود المباركه من قبل رجال الأمن في أي موقع من مواقعهم .. ونجاحاتهم في التصدي للإختراقات الأمنيه .. وإحباطهم الكثير من عمليات الإرهاب التي كانت تستهدف أمن الوطن وإستقراره ..
إن الهدف من هذا البحث المتواضع .. ما هو إلا مساهمه ولو بقدر قليل نحو وعي أمني ..
والخلاصه :
.. في هذا الخضم .. ومن ما يجري في المنطقه .. من زوابع وعواصف سياسيه .. ووطننا العزيز يقع في قلب الحدث ..
فاسمحوا لي أن أطرح التالي :
ـــ رفع مستوى الثقافه الأمنيه لدى الفرد والمجتمع ..
إنطلاقا من شعار ( المواطن .. هو رجل الأمن الأول ) والذي أطلقه منذ سنين .. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ
وذلك بشتى الوسائل الإعلاميه والمنابر التربويه ..
وأللهم أدم على وطننا العزيز .. نعمة الأمن والأمان .. وكافة أوطان المسلمين .. !!
الأمن للإنسان .. ضروره ومطلب من أجل إستمرارية الحياه ..
فالإنسان الأول عرف الخوف .. فلجأ إلى الكهوف لحماية نفسه من الوحوش الكاسره .. ثم صنـّع أدوات بدائيه من الحجاره والأشجار كسلاح .. من أجل طعامه ( الصيد ) .. وللحمايه ..
وجاء الإسلام .. وبيـّن أهمية الأمن للإنسان ..
وفي القرآن الكريم .. ورد فيه آيات بينات ..
(( لئلا في قريش إلى فهم * رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ))
سورة قريش
وفي الحديث الشريف ورد فيه ..
(( من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بما فيها )) ..
ومن الآيه الكريمه والحديث الشريف .. نفهم أن الطعام والأمن مترابطان .. خاصه أن الواو في الآيه الكريمه معطوفه .. وفي الحديث الشريف .. ورد فيه الأمن والعافيه والقوت ( الطعام ) .. نعمه عظيمه ..
الأمن .. ما هو إلا منظومة إجرائات ..
الغايه منها ( إعاقة ) الإختراقات الأمنيه ..
ولا يوجد في العالم نظام أمني .. كاملا ومتكاملا ( يمنع ) الإختراقات الأمنيه ..
مثال :
المنازل السكنيه العاديه .. من السهل على اللصوص سرقتها .. إذا ما توفرت ( المعلومه ) للصوص بأن سكان المنزل غير متواجدين ..
فالسطو عليه وسرقته في الغالب لا تأخذ وقتا .. بأكثر من 30 دقيقه ..
ولكن .. في حالة ( تحريز ) البيت .. بابواب وشبابيك ذات جوده عاليه .. فإن وقت السطو والسرقه سيأخذ أكثر وقتا ..
وهذا يتطلب من اللصوص .. معدات وأدوات كبيره للخلع والكسر ..
ومن المثال أعلاه .. هنا سؤال :
هل من الممكن حماية المنزل السكني من السرقه ؟؟
الجواب .. ممكن جدا .. إذا :
ــ ما توفرت الحراسه البشريه على مدار الساعه .. إضافه إلى وجود أجهزه اليكترونيه للحمايه الأمنيه ..
وهنا ستكون التكلفه الأمنيه عاليه جدا ..
بمعنى .. من المستحيل أن يدفع الشخص العادي .. مبلغ يصل إلى 8 ــ 10 آلاف ريال شهريا .. لحماية منزله ..
أما الحمايه الأمنيه لبنك الدوله المركزي .. كمثال ..
فالتكلفه الماليه لا تخضع للمعايير العاديه ..
لأن ( القيمه ) تستحق ذلك ..
حتى أن مكان الخزنه لمثل هذه البنوك .. مزوده بجهاز تفجير ..
في حالة العبث أو محاولة فتحها عنوه ..
نلاحظ هنا أن ( المعلومه ) عن الهدف .. تعتبر أساسا للمخترق ــ المخترقون .. للتخطيط لعملية السطو والسرقه ..
مثال :
قبل عدة عقود وفي عاصمه خليجيه .. تم سرقة خزنه كامله لإحدى شركات الصرافه .. وفي عز الظهر ..
فاستغل اللصوص فترة الظهيره والتي تتعطل فيها الأعمال من صلاة الظهر إلى بعد صلاة العصر .. حيث المحلات التجاريه تُـغلق أبوابها ..
فخطط اللصوص للسطو على شركة الصرافه .. إنطلاقا من ( معلومة ) الإغلاق لمدة 4 ساعات ..
فاحضروا معداتهم المكونه من .. ضاغط هواء ( كمبرسر) ورافعه ..
فحفروا حفره في سقف محل الصرافه ..
وبالرافعه شالوا الخزنه كامله ..
وحدث ( ويحدث ) أن اللصوص يسرقوا المنزل في النهار ..
فيحضروا سيارة نقل ويحملوا فيها ( مكيفات ) التبريد .. والجار يقدم لهم الماء البارد .. وقد يطلب منهم أن يأتوا لمنزله لصيانة مكيفاته .. على إعتبار أن هؤلاء اللصوص عمال صيانه لأجهزة التكييف ..
هذه المعطيات أعلاه ..
تعطينا فكره بأن هناك خلل في المنظومه الأمنيه ..
وتحديدا .. أن الخلل في الوعي والإدراك لدى المجتمع ..
بتوضيح :
ـــ أن أعمال الصيانه في بعض الأماكن الهامه .. ذات الخاصه الأمنيه .. تتم دون ( عـِلم ) الجهات الأمنيه الرسميه .. مما يجعل مثل هذه الأعمال لدى الجهات الأمنيه وكأنها طبيعيه .. ولا تلفت إنتباههم ..
وكذلك الأمر بالنسبه لأصحاب المنازل التي يتم السطو عليها وسرقتها .. الذين لم يحرِّزوا منازلهم .. ولم يخبروا جيرانهم بأنهم خارج منازلهم لفنرة كذا يوم .. وبعضهم يحتفظ بميالغ ماليه كبيره في بيته .. ومجوهرات ثمينه أيضا ..
هنا .. يتضح لنا أن الأمن الشخصي ( الفردي ) يبدأ من الفرد نفسه .. ومن الجماعه فيما لو توفر التنسيق بين الأفراد بالمعلومه ..
وهذا يتطلب .. أو يجب أن يسود المجتمع نفسه .. ( الثقافه الأمنيه ) ..
وإذا ما إستعرضنا بمعيتكم ( الأمن الوطني ) لأي دوله .. فسنجد أنه يعتمد بالدرجه الأولى على ( المعلومه ) أيضا ..
او بما يسموه بــ DATA
والتي تتوفر من خلال أجهزه أمنيه متخصصه ..
وبغض النظر عن التسميات لهذه الأجهزه الأمنيه .. فإن معناها واحد .. من السي آي إيه .. إلى مـُسمى إستخبارات أو مخابرات ..
فتعتمد على المعلومه وتحليلها أولا وأخيرا ..
والمعيار لكفائة هذه الأجهزه .. هو بقدر ما تستطيع ( إحباط ) المؤامرات الأمنيه التي تمس كيانها ..
وكثيرا ما تنجح هذه الأجهزه في كشف مثل هذه المخططات قبل وقوعها .. وأحيانا تفشل في ذلك ..
إن فلسفة الأمن .. إذا جاز لنا هذا التعبير .. تعتمد على ( الإنسان ) بالدرجة الأولى .. وليس على التقنيه .. مهما بلغت ..
ولا يعني إلغاء التقنيه المتقدمه .. في هذا الجانب ..
توضيحا :
أن التقنيه الإلكترونيه من شبكات رقابه أمنيه .. وقرائة عدسة العين والتعرف على بصمة الإبهام والكف .. مفيده في التعرف على الأشخاص المصرح لهم .. في أماكن محدده .. مثل :
التعرف على الأشخاص المصرح لهم بالدخول إلى تلك الأماكن .. فعلى سبيل المثال :
لا يمكن مقارنة الكاميرا الأمنيه بالعين البشريه .. فالكاميرا محدوده في تغطيتها المرئيه .. بينما العين البشريه قدراتها أكثر وأكبر وأدق ..
عدا أن الإجهزه الأمنيه الإلكترونيه .. مبرمجه من الإنسان .. وقدراتها الأمنيه محدوده ..
وهي آلات ( صمـّاء ) ليس لها قدرات الإنسان العقليه ..
إضافه إلى تكلفتها الأساسيه والصيانه الدائمه ..
مثال :
منطقة ( أ ) .. مكان محذور .. إلا للمصرح لهم ..
ومنطقة ( أ ) مزوده بأجهزه أمنيه اليكترونيه ..
تقرأ عدسة العين والبصمه ..
فيستطيع شخص من المصرح لهم ..
أن يدخل منطقة ( أ ) .. وهو يحمل قنبله في يده ..
بينما لا يمكن لهذا الخلل الأمني أن يمر لدى الحراسه البشريه ..
ومن البديهي .. أن الإختراقات الأمنيه وطرق مكافحتها .. تتطور من وقت إلى وقت .. فتطورت الجريمه من عاديه .. إلى الجريمه المنظمه ..
وكذلك الأعمال الإرهابيه فتغيرت عن ذي قبل .. بقدر كبير جدا .. فأصبحنا نرى عمليات إنتحاريه أو إستشهاديه ..
بحيث يجود ( منفذها ــ منفذيها ) بحياته ــ حياتهم .. لمعتقد ديني أو إيديولوجي ..
ومن هنا نرى أن :
الحدس الأمني والمعلومه وتحليلها .. عاملان جوهريان في الإداء الأمني الفعـّال ..
ولعلنا نـمثل بقولنا أعلاه .. بما تم الإعلان عنه رسميا من قبل الجهات الرسميه الأمنيه .. من أعمال إرهابيه جرت على أرض وطننا العزيز ..
وشاهدنا صورها على الرائي ..
ــ شاهدنا في الصور التلفزيونيه .. أن الإرهابيون ..
إستخدموا ( أكواع ) Elbows حديديه .. بمقاسات مختلفه محشوه بمواد ناسفه .. والأكواع الحديديه .. كانت تستخدم في تمديدات المياه .. ومنذ أكثر من 10 ــ 15 سنه .. فإستعمالها أصبح قليلا بعد ألإستعاضه عنها بأنابيب البلاستيك ..
الحدس الأمني هنا ..
ــ لماذا لم يلفت الشراء لهذه المواد ( الأكواع ) بهذه الكميه .. نظر البائع السعودي .. خاصه وإن إستخدامها قليل ..
وهذا ينطبق أيضا على شراء بعض المواد الكيماويه المتوفره في الأسواق والتي تدخل مع مواد أخرى لتحضير مواد متفجره ..
والإرهابيون .. منفذي العمليات الإجراميه ..
كانوا يستأجرون ( إستراحات ) .. فاين الحدس الأمني لدى من تعامل معهم في التأجير ..
وعلمنا من الإعلام .. بأن الإرهابيون كانوا يتخفون عن أعين الأمن بلباسهم النسائي .. بالرغم من تواجد عدة نقاط تفتيش أمنيه ..
فهنا نرى أن الحدس الأمني ضعيف جدا .. ربما لأسباب دينيه أو كعادات .. بعدم سؤال المرأه عن إسمها كمثال .. ليميز رجل الأمن صوتها من صوت الرجل .. فإن كان كذلك .. فلماذا لا نستعين بالعنصر النسائي ضمن ما هو مسموح به شرعا وعادات ..
خاصه إذا ما عرفنا أن ( الأكواع ) و ( الإستراحات ) و ( التخفي بلباس النساء ) قد تكررت في العمليات الإرهابيه .. كما شاهدنا ..
والمعلومه أو الفعل .. يجب أن يخضع للتحليل الأمني ..
مثال :
إنتشر الشريط الإسلامي والكتيبات في فتره من الفترات .. وتبعه محاضرات دينيه .. وخطب في المساجد .. وتوجيه للطلاب على غير هدى من قبل بعض الموجهون التربويون ( معلمي المدارس ) .. ( قبل أعمال الإرهاب ) ..
ونشير إلى أن مضامين الأشرطه والكتيبات .. لا غبار عليها .. ولكن التركيز بهذه الدرجه وسرعة إنتشارها ظاهره كانت تستحق التحليل والفلتره الأمنيه ..
فأسفر ذلك عن :
ــ ظهور بعض أهل العلم .. وأصبح لديهم ( شيعتهم ) أي تابعين لأفكارهم .. وحصل بلبله أمنيه فيما بعد .. أي بعد خراب مالطه ..
صحيح أن لدينا أناس صالحون ويرغبون في نشر الدعوه .. إلا أن من خلالهم .. دخل السم بالعسل .. من قبل الغير ..
وبلادنا ــ حفظها الله ــ تـُشجع على كل ما هو إسلامي .. وبـحـُسن نيه ..
والطريق إلى جهنم مملوء بحـُسن النوايا .. كمل يقال ..
ولا بد لنا في هذا المقام بأن نشيد بالجهود المباركه من قبل رجال الأمن في أي موقع من مواقعهم .. ونجاحاتهم في التصدي للإختراقات الأمنيه .. وإحباطهم الكثير من عمليات الإرهاب التي كانت تستهدف أمن الوطن وإستقراره ..
إن الهدف من هذا البحث المتواضع .. ما هو إلا مساهمه ولو بقدر قليل نحو وعي أمني ..
والخلاصه :
.. في هذا الخضم .. ومن ما يجري في المنطقه .. من زوابع وعواصف سياسيه .. ووطننا العزيز يقع في قلب الحدث ..
فاسمحوا لي أن أطرح التالي :
ـــ رفع مستوى الثقافه الأمنيه لدى الفرد والمجتمع ..
إنطلاقا من شعار ( المواطن .. هو رجل الأمن الأول ) والذي أطلقه منذ سنين .. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ
وذلك بشتى الوسائل الإعلاميه والمنابر التربويه ..
وأللهم أدم على وطننا العزيز .. نعمة الأمن والأمان .. وكافة أوطان المسلمين .. !!