ناصر
04-19-2007, 05:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و أسعد الله اوقاتكم بكل الخير
تعزية ومواساة... تهنئة .... شكر وتقدير وعرفان.... عناوين إعلانية تطالعنا بها الصحف المحلية بشكل يومي عبر صفحاتها الاولى والداخلية، إذ يعمد كثير من الناس على تقديم تعازيهم او تهانيهم أو شكرهم للأخرين عبر صفحات الجرائد، تتكدس مثل هذه الإعلانات وتعج بها الصفحات الأولى كلما كان الوزن الاجتماعي للمقدمة له كبير، كأن يكون وزيرا او مسؤولا كبيرا، والعكس صحيح.
لفتت انتباهي هذه الظاهرة، ربما لكثرة ما نراه عبر صفحات الجرائد، ولقناعتي بأنها لا تقدم شيئا مفيدا للقاريء والمواطن، سوى أنها تضيع جزءا من مساحة الصحيفة، بمقابل مادي كبير لأمور متعلقة بالنفاق ومستلزمات "البرستيج" الاجتماعي الكاذب الذي ألفناه في مجتماعتنا.
لا شك في اننا جميعا نرغب في تقديم الواجب للآخرين، كما نرغب في مجاملتهم، نشاركهم احزانهم ونعبر عن حزننا لما اصابهم، ونفرح لفرحهم، نشاركهم الأسي، ونشاطرهم الفرح، لكن هناك وسائل معقولة ومقبولة منطقيا، ففي حالات التعزية هناك مجموعة وسائل لتقديم الواجب، منها الطريقة الشخصية المباشرة بالحضور الى دار العزاء، وإن تعذر الحضور يمكن ان يتم ذلك عبر الهاتف او الجوال او الفاكس، او من خلال انتداب ممثل يقدم الواجب بالنيابه.
لكن ما يثير الدهشة والاستغراب ان كثير من ناشري هذه الاعلانات يتواجدون بجوار دار العزاء، الامر الذي يتيح لهم تقديم الواجب بشكل شخصي مباشر، وهم يفعلون ذلك، ويلحقونه بنشر اعلان عبر الصحف، وكأنه لا تكفي الطريقة الشخصية، ولا يكتمل الواجب الا عبر الاعلان في الصحف، وكأن هذا الامر يخفف معاناة المفجوع ، ثم ان هؤلاء انفسم نراهم يتلكؤون في تقديم الواجب في حالة كون المعنى شخصا عاديا من طبقة اجتماعية متواضعه، فنجدهم من اواخر الحاضرين على دار العزاء، متعذرين بما حل من طواريء في حياتهم ومشاغلهم، و" يطنشون" عن الاعلان في الصحف، الامر الذي يعزز الاعتقاد السائد بان هذه الاعلانات ليست سوى من اجل الفشرة والمجاملة والمداهنة والنفاق.
الامر نفسه يتكرر في حالات التهنئة ، وفي حالات تقديم الشكر لمسؤول قدم خدمة لمواطنين، أو
لطبيب اجرى عملية ناجحة لمريض، وكأن هذا العمل ليس واجبا ، ولا يدخل ضمن اطار" لا شكر على واجب" وان الشكر الشخصي واشعار مقدم الخدمة بالتقدير والاحترام بشكل شخصي مباشر لا يفي بالغرض المطلوب.
قد نتفهم مثلا ان تقدم العائلة المفجوعة او السعيدة" وفقا للمناسبة" على نشر اعلان في الصحف من باب احاطة الجميع بالخبر، الا ان هذا التفهم يتزعزع حينما ندرك اننا في عصر الانفتاح والعولمة، والهواتف النقالة التي اصبحت مع الاطفال والخدم، وان اي مناسبة او خبر يصل للجميع من خلال "طرطشة" الكلام ، خصوصا اننا مجتمعات " ثرثارة وكيثرة رغي".
نزداد دهشة حينما نعلم حجم المبالغ التي تدفع مقابل الاعلانات، فلو جمعنا هذه المبالغ على مدار العام اعتقد انها تكفي لموازنة مؤسسة اجتماعية تقدم الخير والفائدة للناس، وبدلاً من ان تذهب هذه الاموال " هباءً منثورا" في هكذا مظاهر " لا منها ولا كفاية شرها" لماذا لا يتم التفكير باستغلالها، في امور تنفع صاحب المال في دنياه واخرته، ولماذا يصرف بعض الناس مبالغ كبيرة في مثل هذه الظواهر بينما يتلكؤون ويترددون في اخراج الصدقات، هل لانهم لا يشعرون بقيمة الصدقة وفائدتها عليهم اولا قبل غيرهم وفي دنياهم قبل اخرتهم.
وان كان لديهم تخمة مالية فلماذا لا يتعسسون احوال جيرانهم واقاربهم، فيقدمون المعونة للمحتاج ، فهناك من يحتاج للعلاج او للتعليم او لكسوة ابنائه، وان لم يتوفر هؤلاء فالمجتمع مهما كان غنيا لا يخلو من المحتاجين، وهناك مؤسسات هدفها تقديم العون للمحتاج ان لم يرغب الانسان في اتعاب نفسه في التحري والبحث عنهم ...
لا أعلم عن الحال في بلدانكم، ان كانت هذه الظاهرة لفتت انتباهكم، وان رغبتم بالمناقشة فبودي التعرف على موقفكم منها، وتحت اي تصنيف تضعونها" نفاق اجتماعي .. مجاملة .. واجب ... الخ" وهل ترون ان لها فوائد ؟ وهل مررتم بتجربة شخصية على هذا الصعيد، بمعنى هل اعلنتم عن تعازي او تهاني، أو كنتم موضوع إعلا ن؟
وهل تعتبرونها حريّة شخصية؟
مع أطيب المنى
و أسعد الله اوقاتكم بكل الخير
تعزية ومواساة... تهنئة .... شكر وتقدير وعرفان.... عناوين إعلانية تطالعنا بها الصحف المحلية بشكل يومي عبر صفحاتها الاولى والداخلية، إذ يعمد كثير من الناس على تقديم تعازيهم او تهانيهم أو شكرهم للأخرين عبر صفحات الجرائد، تتكدس مثل هذه الإعلانات وتعج بها الصفحات الأولى كلما كان الوزن الاجتماعي للمقدمة له كبير، كأن يكون وزيرا او مسؤولا كبيرا، والعكس صحيح.
لفتت انتباهي هذه الظاهرة، ربما لكثرة ما نراه عبر صفحات الجرائد، ولقناعتي بأنها لا تقدم شيئا مفيدا للقاريء والمواطن، سوى أنها تضيع جزءا من مساحة الصحيفة، بمقابل مادي كبير لأمور متعلقة بالنفاق ومستلزمات "البرستيج" الاجتماعي الكاذب الذي ألفناه في مجتماعتنا.
لا شك في اننا جميعا نرغب في تقديم الواجب للآخرين، كما نرغب في مجاملتهم، نشاركهم احزانهم ونعبر عن حزننا لما اصابهم، ونفرح لفرحهم، نشاركهم الأسي، ونشاطرهم الفرح، لكن هناك وسائل معقولة ومقبولة منطقيا، ففي حالات التعزية هناك مجموعة وسائل لتقديم الواجب، منها الطريقة الشخصية المباشرة بالحضور الى دار العزاء، وإن تعذر الحضور يمكن ان يتم ذلك عبر الهاتف او الجوال او الفاكس، او من خلال انتداب ممثل يقدم الواجب بالنيابه.
لكن ما يثير الدهشة والاستغراب ان كثير من ناشري هذه الاعلانات يتواجدون بجوار دار العزاء، الامر الذي يتيح لهم تقديم الواجب بشكل شخصي مباشر، وهم يفعلون ذلك، ويلحقونه بنشر اعلان عبر الصحف، وكأنه لا تكفي الطريقة الشخصية، ولا يكتمل الواجب الا عبر الاعلان في الصحف، وكأن هذا الامر يخفف معاناة المفجوع ، ثم ان هؤلاء انفسم نراهم يتلكؤون في تقديم الواجب في حالة كون المعنى شخصا عاديا من طبقة اجتماعية متواضعه، فنجدهم من اواخر الحاضرين على دار العزاء، متعذرين بما حل من طواريء في حياتهم ومشاغلهم، و" يطنشون" عن الاعلان في الصحف، الامر الذي يعزز الاعتقاد السائد بان هذه الاعلانات ليست سوى من اجل الفشرة والمجاملة والمداهنة والنفاق.
الامر نفسه يتكرر في حالات التهنئة ، وفي حالات تقديم الشكر لمسؤول قدم خدمة لمواطنين، أو
لطبيب اجرى عملية ناجحة لمريض، وكأن هذا العمل ليس واجبا ، ولا يدخل ضمن اطار" لا شكر على واجب" وان الشكر الشخصي واشعار مقدم الخدمة بالتقدير والاحترام بشكل شخصي مباشر لا يفي بالغرض المطلوب.
قد نتفهم مثلا ان تقدم العائلة المفجوعة او السعيدة" وفقا للمناسبة" على نشر اعلان في الصحف من باب احاطة الجميع بالخبر، الا ان هذا التفهم يتزعزع حينما ندرك اننا في عصر الانفتاح والعولمة، والهواتف النقالة التي اصبحت مع الاطفال والخدم، وان اي مناسبة او خبر يصل للجميع من خلال "طرطشة" الكلام ، خصوصا اننا مجتمعات " ثرثارة وكيثرة رغي".
نزداد دهشة حينما نعلم حجم المبالغ التي تدفع مقابل الاعلانات، فلو جمعنا هذه المبالغ على مدار العام اعتقد انها تكفي لموازنة مؤسسة اجتماعية تقدم الخير والفائدة للناس، وبدلاً من ان تذهب هذه الاموال " هباءً منثورا" في هكذا مظاهر " لا منها ولا كفاية شرها" لماذا لا يتم التفكير باستغلالها، في امور تنفع صاحب المال في دنياه واخرته، ولماذا يصرف بعض الناس مبالغ كبيرة في مثل هذه الظواهر بينما يتلكؤون ويترددون في اخراج الصدقات، هل لانهم لا يشعرون بقيمة الصدقة وفائدتها عليهم اولا قبل غيرهم وفي دنياهم قبل اخرتهم.
وان كان لديهم تخمة مالية فلماذا لا يتعسسون احوال جيرانهم واقاربهم، فيقدمون المعونة للمحتاج ، فهناك من يحتاج للعلاج او للتعليم او لكسوة ابنائه، وان لم يتوفر هؤلاء فالمجتمع مهما كان غنيا لا يخلو من المحتاجين، وهناك مؤسسات هدفها تقديم العون للمحتاج ان لم يرغب الانسان في اتعاب نفسه في التحري والبحث عنهم ...
لا أعلم عن الحال في بلدانكم، ان كانت هذه الظاهرة لفتت انتباهكم، وان رغبتم بالمناقشة فبودي التعرف على موقفكم منها، وتحت اي تصنيف تضعونها" نفاق اجتماعي .. مجاملة .. واجب ... الخ" وهل ترون ان لها فوائد ؟ وهل مررتم بتجربة شخصية على هذا الصعيد، بمعنى هل اعلنتم عن تعازي او تهاني، أو كنتم موضوع إعلا ن؟
وهل تعتبرونها حريّة شخصية؟
مع أطيب المنى