حماد سعد السحيمي
05-06-2007, 04:45 PM
سامي المغامسي (المدينة المنورة)
قبل 8 سنوات .. لم تحتمل عيون الامير عبدالمجيد (رحمه الله) فراق طيبة الطيبة.. فذرفت عيناه دمعا وهو يودع المدينة المنورة التي أحبها وتشرف بالبقاء فيها لنحو 14 عاما. ولم يكن حفل الوداع الذي حرص اهالي المنطقة على اقامته لسموه سوى ملحمة ترجمت حب الأمير للأرض الطيبة ومن تشرفوا بالبقاء فيها وحب هؤلاء لمن عايش همومهم يوما بعد يوم. ولأنه عبدالمجيد -رحمه الله- كان يعد للخير حتى وان كانت ميزانيات المشروعات والادارات الحكومية لا تحتمل او لم ترصد أي بند لهذا أو ذاك المشروع. وفي المهد مثلت زيارة سموه الأولى للمحافظة نقطة فاصلة في حياة سكانها، وبينما تفاجأ بالظلام الدامس الذي يلف المنازل في ظل غياب التيار الكهربائي.. أقسم سموه ان يعود للمهد في زيارة لاحقة وقد وصلت خدمة الكهرباء الى كل منزل. ولم يتوقف سموه -رحمه الله- عند توفر بنود في الميزانية لهذا الغرض بل بدأ جهدا مضاعفا مع المالية لتوفير المخصصات. ويقول عضو مجلس الشورى الشيخ عامر اللويحق الذي شهد على الواقعة ان ما لا يعرفه احد ان الأمير عبدالمجيد (طيب الله ثراه) سدد تكاليف توصيل الكهرباء الى كل منزل بالمهد على نفقته الخاصة حتى تعم الفرحة كافة الارجاء بل حرص على توفير محطة تحلية للمياه بالمحافظة وأشرف بنفسه على انشائها ولمعرفته التامة بمدى حاجة المهد للكثير واصل دعمه من خلال تعليماته لادارة الطرق وشركة ارامكو ومنجم الذهب بالتعاون مع البلديات لإنشاء وصلات الطرق بين القرى والمحافظة. ويتذكر اللويحق موقفا انسانيا فريدا وان لم يكن مستغربا على الامير الراحل وقال: كان يسير الأمير عبدالمجيد لأربع ساعات في الصحراء في خطوط غير معبدة لتفقد أحوال سكان الهجر والقرى البعيدة ولطالما استفسر من المسؤولين عن قضاء حاجة الناس. واضاف انه وبينما كان سموه في جولة لمحافظة العلا شاهد مسنة في الصحراء وقد بدت في حاجة لدعم فآثر (رحمه الله) على ان تتوجه الحافلة نحوها للتعرف على احتياجاتها وعلى الفور سارع بتلبية ما تريد وتركها تلهج بالدعاء لرجل الصحراء الذي أنقذها وفرج كربتها دون حتى ان تعلم من هو ذاك الرجل. وواصل اللويحق القول: عندما مرض سموه لم يكن مستغربا ان تدعو له الآلاف بان يمن الله عليه بالصحة والعافية والشفاء العاجل واليوم تدعو له كل القلوب بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويغفر له ويدخله فسيح جناته.
يتبع
والد عريشي: جئت لاشكره فقال لي «أشكر الله»
ناجون من حد السيف يتذكرون: كتب لنا عمر جديد بشفاعة سموه
احدثت وفاة الامير عبدالمجيد صدمة للعديد ممن استفادوا من شفاعته التي انقذت اكثر من الفي رقبة ابان حياته وتوليه إمارة منطقة مكة المكرمة وتوزعت الدموع وانهمرت الدعوات بالترحم عليه على شفاه الالاف ممن استفادوا من شفاعته هم واسرهم واطفالهم. «عكاظ» التقت بالعديد ممن انقذهم من حد السيف في اللحظات الاخيرة حيث تحدث في البداية (ياسين عريشي) الذي ساهم الامير في العفو عنه، وخرج من السجن منذ عدة اشهر قائلا: رحم الله الامير عبدالمجيد، فقد كان مثالا حيا للرجل المخلص لدينه ووطنه، ولا زلت وسأظل الى ان يجيء أجلي أدين له بما قام به حين ساهم في عتق رقبتي بعد ان كنت قاب قوسين او ادنى من السيف. واضاف عريشي متذكرا قصته: كان ذلك قبل اربع سنوات حين دخل الشيطان بيني وبين احد اصدقائي المقربين للغاية ونحن جلوس في (مركاز الحارة) ونشب شجار بيني وبينه انتهى بمقتله. وقام والدي على الفور بتسليمي للجهات المختصة وهناك انتظرت المصير المحتوم.
خلال تلك الفترة تقدم والدي الى الامير عبدالمجيد وطلب منه ان يساهم في اعتاق رقبتي وصدرت توجيهاته على الفور الى لجنة العفو واصلاح ذات البين ممثلة في الشيخين عبداللطيف هاجس الغامدي وعبدالمحسن حضاض السلمي، واللذان تابعا القضية واستمرا في محاولات مضنية قاربت العام حتى انتهت بنجاح وفكوا أسري وأعتقوا بفضل الله رقبتي ثم بفضل جهود الامير الراحل.
والده قال مستذكرا ما حدث: دخلت على الامير الراحل وعندما التقيته نزلت من عيني دمعة وانا اتحدث اليه، فأخبرته بأن ياسين هو الكبير بين ابنائي وشرحت له حالة زوجتي الصحية واخبرته بأن ابني داخل السجن قد تاب توبة نصوحة وعاد الى جادة الحق فقام على الفور بإصدار توجيهاته للجنة العفو بأن يسعوا قدر الامكان بحل القضية، وهذا ما تم بحمد الله. وعندما عدت اليه، شكرته فقال لي رحمه الله (لا تشكرني، ولكن اشكر الله على ذلك).
اما حسن مصطفى والذي خرج قبل شهرين من السجن فيقول: من المستحيل ان أنسى ما قام به الامير عبدالمجيد تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، وذلك عندما اعتق رقبتي من السيف، وساهم في اعادتي للحياة من جديد، بعد ان فقدت الامل.
واضاف مصطفى بأن تفاصيل قصته تعود الى 30/1/1425هـ عندما دخل في مشاجرة عنيفة في الحي الذي يسكنه وقام بطعن رفيقه طعنة قاتلة، دخل اثرها السجن، حتى تم العفو عنه في رمضان الماضي، وسط فرحة عارمة اجتاحت عائلته.
ومن جهته قال متعب ربيعان الذيابي احد الذين تم العفو عنهم قبل ثلاثة اشهر ولايزال في السجن: لازلت الهج بالدعاء لسمو الامير عبدالمجيد رحمه الله، على ما قام به من عمل انساني رحيم لا يمكن نسيانه فقد تهجمت على احد جيراني وكنت صغير السن انذاك لم يتجاوز عمري ستة عشر عاما فأودعت دار الملاحظة الاجتماعية، وانتقلت العام الماضي الى السجن وسط مواساة من زملائي، وقيام بعضهم بتذكيري بالآخرة مع اقتراب موعد القصاص، حتى اكرمني الله فتكرم اهل المتوفى بالعفو عني بجهود من الامير عبدالمجيد رحمه الله، الذي كلف لجنة ببذل أقصى الطاقات ووفقها الله في ذلك.
ويستطرد متعب: لازلت داخل السجن اكمل عقوبة الحق العام، لقد سالت الدموع غزيرة من عيني عندما سمعت بخبر وفاته، ودعوت له كثيرا لانه يستحق منا كل شكر وثناء على ما قدم. اما والده ربيعان الذيابي فيقول: رحم الله الامير عبدالمجيد، فقد ساهم في إعادة الروح الى اسرتنا التي كادت تتحطم تماما بفراق ابنها، واعاد لنا الفرحة التي لم نذق طعمها لسنوات عديدة.
يتبع
وقفات الساعي لعتق الرقاب
مكالمات نصف الليل ألغت القصاص.. وحضور غسيل الكعبة هدية لذوي الدم
هاني اللحياني (مكة المكرمة)
ظلت عطايا الامير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز «رحمه الله» لعتق الرقاب فريده من نوعها ولم تكن الاموال وحدها هي التي ينفقها سموه «رحمه الله» للحصول على عفو ذوي الدم بل كان متميزا في عطاياه حتى بلغت القلوب واستطاع الوصول الى اكثر من عفو وانقاذ اكثر من رقبة. وما أن نجحت جهود الوساطة التي أمر بها سموه «رحمه الله» وقادتها لجنة العفو واصلاح ذات البين في اقناع رجل بالتنازل عن دم ابنه حتى أهدى سموه لهذا الرجل اغلى ما يتمناه المرء فدعاه لحضور غسيل الكعبة المشرفة في اشرف البقاع. ويقول الرئيس التنفيذي للجنة د. ناصر مسفر الزهراني ان التفاوض مع والد القتيل كان معقدا وفي كل مرة كان يردد ان حرارة قتل ابنه لازالت تشتعل في صدره لكن مع تجدد الامل بالتعاون مع اخوة القتيل جاء العفو ليأتيه اتصال هاتفي من الامير عبدالمجيد يبشره بالخير ويدعو له بالثواب الجزيل ويقدم له دعوة لحضور غسيل الكعبة المشرفة صبيحة اليوم التالي اكراما لمن اعتق رقبة لوجه الله تعالى. واضاف انه في حالة اخرى توصل اعضاء اللجنة الى عفو مشروط من والد القتيل مقابل مبلغ مالي كبير فاستحال جمعه وتوفيره من قبلهم فلم يكن امامهم سوى الامير عبدالمجيد املا في تأخير القصاص الذي كان يحل بعد ساعات ليوم واحد فما كان من سموه رحمه الله الا ان حسم الامر بالقول «نكمل المبلغ من عندي ايا كان ونصدر الان امر العفو من القصاص». واوضح الزهراني ان الامير عبدالمجيد كانت له وقفات انسانية اخرى منها دعوته لذوي الدم من الجنسية المصرية لاداء الحج على نفقته «رحمه الله» أملا في اقناعهم بالعفو عن القاتل الذي ظل حبيس السجن 13 عاما فتأتى لسموه ما اراد وجمع لاهل القتيل مبلغا من المال في اطار عطاياه النبيلة وانسانيته المعهودة. وقال ان الامير عبدالمجيد تبنى لجنة العفو منذ اللحظة الاولى لانشائها في 1420هـ واستطاع تحويل العمل من اجتهادي الى مؤسسي.
قبل 8 سنوات .. لم تحتمل عيون الامير عبدالمجيد (رحمه الله) فراق طيبة الطيبة.. فذرفت عيناه دمعا وهو يودع المدينة المنورة التي أحبها وتشرف بالبقاء فيها لنحو 14 عاما. ولم يكن حفل الوداع الذي حرص اهالي المنطقة على اقامته لسموه سوى ملحمة ترجمت حب الأمير للأرض الطيبة ومن تشرفوا بالبقاء فيها وحب هؤلاء لمن عايش همومهم يوما بعد يوم. ولأنه عبدالمجيد -رحمه الله- كان يعد للخير حتى وان كانت ميزانيات المشروعات والادارات الحكومية لا تحتمل او لم ترصد أي بند لهذا أو ذاك المشروع. وفي المهد مثلت زيارة سموه الأولى للمحافظة نقطة فاصلة في حياة سكانها، وبينما تفاجأ بالظلام الدامس الذي يلف المنازل في ظل غياب التيار الكهربائي.. أقسم سموه ان يعود للمهد في زيارة لاحقة وقد وصلت خدمة الكهرباء الى كل منزل. ولم يتوقف سموه -رحمه الله- عند توفر بنود في الميزانية لهذا الغرض بل بدأ جهدا مضاعفا مع المالية لتوفير المخصصات. ويقول عضو مجلس الشورى الشيخ عامر اللويحق الذي شهد على الواقعة ان ما لا يعرفه احد ان الأمير عبدالمجيد (طيب الله ثراه) سدد تكاليف توصيل الكهرباء الى كل منزل بالمهد على نفقته الخاصة حتى تعم الفرحة كافة الارجاء بل حرص على توفير محطة تحلية للمياه بالمحافظة وأشرف بنفسه على انشائها ولمعرفته التامة بمدى حاجة المهد للكثير واصل دعمه من خلال تعليماته لادارة الطرق وشركة ارامكو ومنجم الذهب بالتعاون مع البلديات لإنشاء وصلات الطرق بين القرى والمحافظة. ويتذكر اللويحق موقفا انسانيا فريدا وان لم يكن مستغربا على الامير الراحل وقال: كان يسير الأمير عبدالمجيد لأربع ساعات في الصحراء في خطوط غير معبدة لتفقد أحوال سكان الهجر والقرى البعيدة ولطالما استفسر من المسؤولين عن قضاء حاجة الناس. واضاف انه وبينما كان سموه في جولة لمحافظة العلا شاهد مسنة في الصحراء وقد بدت في حاجة لدعم فآثر (رحمه الله) على ان تتوجه الحافلة نحوها للتعرف على احتياجاتها وعلى الفور سارع بتلبية ما تريد وتركها تلهج بالدعاء لرجل الصحراء الذي أنقذها وفرج كربتها دون حتى ان تعلم من هو ذاك الرجل. وواصل اللويحق القول: عندما مرض سموه لم يكن مستغربا ان تدعو له الآلاف بان يمن الله عليه بالصحة والعافية والشفاء العاجل واليوم تدعو له كل القلوب بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويغفر له ويدخله فسيح جناته.
يتبع
والد عريشي: جئت لاشكره فقال لي «أشكر الله»
ناجون من حد السيف يتذكرون: كتب لنا عمر جديد بشفاعة سموه
احدثت وفاة الامير عبدالمجيد صدمة للعديد ممن استفادوا من شفاعته التي انقذت اكثر من الفي رقبة ابان حياته وتوليه إمارة منطقة مكة المكرمة وتوزعت الدموع وانهمرت الدعوات بالترحم عليه على شفاه الالاف ممن استفادوا من شفاعته هم واسرهم واطفالهم. «عكاظ» التقت بالعديد ممن انقذهم من حد السيف في اللحظات الاخيرة حيث تحدث في البداية (ياسين عريشي) الذي ساهم الامير في العفو عنه، وخرج من السجن منذ عدة اشهر قائلا: رحم الله الامير عبدالمجيد، فقد كان مثالا حيا للرجل المخلص لدينه ووطنه، ولا زلت وسأظل الى ان يجيء أجلي أدين له بما قام به حين ساهم في عتق رقبتي بعد ان كنت قاب قوسين او ادنى من السيف. واضاف عريشي متذكرا قصته: كان ذلك قبل اربع سنوات حين دخل الشيطان بيني وبين احد اصدقائي المقربين للغاية ونحن جلوس في (مركاز الحارة) ونشب شجار بيني وبينه انتهى بمقتله. وقام والدي على الفور بتسليمي للجهات المختصة وهناك انتظرت المصير المحتوم.
خلال تلك الفترة تقدم والدي الى الامير عبدالمجيد وطلب منه ان يساهم في اعتاق رقبتي وصدرت توجيهاته على الفور الى لجنة العفو واصلاح ذات البين ممثلة في الشيخين عبداللطيف هاجس الغامدي وعبدالمحسن حضاض السلمي، واللذان تابعا القضية واستمرا في محاولات مضنية قاربت العام حتى انتهت بنجاح وفكوا أسري وأعتقوا بفضل الله رقبتي ثم بفضل جهود الامير الراحل.
والده قال مستذكرا ما حدث: دخلت على الامير الراحل وعندما التقيته نزلت من عيني دمعة وانا اتحدث اليه، فأخبرته بأن ياسين هو الكبير بين ابنائي وشرحت له حالة زوجتي الصحية واخبرته بأن ابني داخل السجن قد تاب توبة نصوحة وعاد الى جادة الحق فقام على الفور بإصدار توجيهاته للجنة العفو بأن يسعوا قدر الامكان بحل القضية، وهذا ما تم بحمد الله. وعندما عدت اليه، شكرته فقال لي رحمه الله (لا تشكرني، ولكن اشكر الله على ذلك).
اما حسن مصطفى والذي خرج قبل شهرين من السجن فيقول: من المستحيل ان أنسى ما قام به الامير عبدالمجيد تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، وذلك عندما اعتق رقبتي من السيف، وساهم في اعادتي للحياة من جديد، بعد ان فقدت الامل.
واضاف مصطفى بأن تفاصيل قصته تعود الى 30/1/1425هـ عندما دخل في مشاجرة عنيفة في الحي الذي يسكنه وقام بطعن رفيقه طعنة قاتلة، دخل اثرها السجن، حتى تم العفو عنه في رمضان الماضي، وسط فرحة عارمة اجتاحت عائلته.
ومن جهته قال متعب ربيعان الذيابي احد الذين تم العفو عنهم قبل ثلاثة اشهر ولايزال في السجن: لازلت الهج بالدعاء لسمو الامير عبدالمجيد رحمه الله، على ما قام به من عمل انساني رحيم لا يمكن نسيانه فقد تهجمت على احد جيراني وكنت صغير السن انذاك لم يتجاوز عمري ستة عشر عاما فأودعت دار الملاحظة الاجتماعية، وانتقلت العام الماضي الى السجن وسط مواساة من زملائي، وقيام بعضهم بتذكيري بالآخرة مع اقتراب موعد القصاص، حتى اكرمني الله فتكرم اهل المتوفى بالعفو عني بجهود من الامير عبدالمجيد رحمه الله، الذي كلف لجنة ببذل أقصى الطاقات ووفقها الله في ذلك.
ويستطرد متعب: لازلت داخل السجن اكمل عقوبة الحق العام، لقد سالت الدموع غزيرة من عيني عندما سمعت بخبر وفاته، ودعوت له كثيرا لانه يستحق منا كل شكر وثناء على ما قدم. اما والده ربيعان الذيابي فيقول: رحم الله الامير عبدالمجيد، فقد ساهم في إعادة الروح الى اسرتنا التي كادت تتحطم تماما بفراق ابنها، واعاد لنا الفرحة التي لم نذق طعمها لسنوات عديدة.
يتبع
وقفات الساعي لعتق الرقاب
مكالمات نصف الليل ألغت القصاص.. وحضور غسيل الكعبة هدية لذوي الدم
هاني اللحياني (مكة المكرمة)
ظلت عطايا الامير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز «رحمه الله» لعتق الرقاب فريده من نوعها ولم تكن الاموال وحدها هي التي ينفقها سموه «رحمه الله» للحصول على عفو ذوي الدم بل كان متميزا في عطاياه حتى بلغت القلوب واستطاع الوصول الى اكثر من عفو وانقاذ اكثر من رقبة. وما أن نجحت جهود الوساطة التي أمر بها سموه «رحمه الله» وقادتها لجنة العفو واصلاح ذات البين في اقناع رجل بالتنازل عن دم ابنه حتى أهدى سموه لهذا الرجل اغلى ما يتمناه المرء فدعاه لحضور غسيل الكعبة المشرفة في اشرف البقاع. ويقول الرئيس التنفيذي للجنة د. ناصر مسفر الزهراني ان التفاوض مع والد القتيل كان معقدا وفي كل مرة كان يردد ان حرارة قتل ابنه لازالت تشتعل في صدره لكن مع تجدد الامل بالتعاون مع اخوة القتيل جاء العفو ليأتيه اتصال هاتفي من الامير عبدالمجيد يبشره بالخير ويدعو له بالثواب الجزيل ويقدم له دعوة لحضور غسيل الكعبة المشرفة صبيحة اليوم التالي اكراما لمن اعتق رقبة لوجه الله تعالى. واضاف انه في حالة اخرى توصل اعضاء اللجنة الى عفو مشروط من والد القتيل مقابل مبلغ مالي كبير فاستحال جمعه وتوفيره من قبلهم فلم يكن امامهم سوى الامير عبدالمجيد املا في تأخير القصاص الذي كان يحل بعد ساعات ليوم واحد فما كان من سموه رحمه الله الا ان حسم الامر بالقول «نكمل المبلغ من عندي ايا كان ونصدر الان امر العفو من القصاص». واوضح الزهراني ان الامير عبدالمجيد كانت له وقفات انسانية اخرى منها دعوته لذوي الدم من الجنسية المصرية لاداء الحج على نفقته «رحمه الله» أملا في اقناعهم بالعفو عن القاتل الذي ظل حبيس السجن 13 عاما فتأتى لسموه ما اراد وجمع لاهل القتيل مبلغا من المال في اطار عطاياه النبيلة وانسانيته المعهودة. وقال ان الامير عبدالمجيد تبنى لجنة العفو منذ اللحظة الاولى لانشائها في 1420هـ واستطاع تحويل العمل من اجتهادي الى مؤسسي.