أبو ضحى
05-15-2007, 08:27 AM
إستشهاد بطل الإسلام الملة داد الله "تقبله الله"
بسم الله الرحمن الرحيم
إستشهاد بطل الإسلام الملة داد الله "تقبله الله"
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى : {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
فلتهنئي أمة الإسلام باستشهاد علم من أعلام الخير والجهاد ، جاهد بلسانه وسنانه وقاتل وقُتل ونصر الحق وأهله ، فلله در هؤلاء الركب...
لبى نداء ربه وسارع لجنان خلده وسابق لنصرة دينه ، ذلكم هو أسد الإسلام الملة داد الله "رحمه الله تعالى" ...
شارك في ملاحم الجهاد الأفغاني الأول ضد الغزو الشوعي ، وكانت له اليد الطولى في مناجزة الحملة الصليبية على ديار الإسلام في أفغانستان ، ونال شيخنا ما تمنى فالسعيد من نال مناه، وآثر أخراه على أولاه...
ويا من سألت عن طيب الشهيد وفرحه ، فقد فاحت روائح المسك من دمه ، فرحمه الله تعالى ورزقه جنته ونعيمه.
وفي هذا المقام نؤكد على إن المجاهدين لا يغيب عن ذهنهم أثناء سيرهم الجهادي عدة حقائق، ولله الحمد:
1) أنَّ الحربُ سِجالٌ بين أهل الكفر وأهل الإيمان، كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سفيان لما سأله هِرَقْلُ عن الحرب بين قريشٍ وبين النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الحرب بيننا وبينه سجالٌ، يَنالُ منا ونَنالُ منه)، فقال هرقل: (كذلك الرسل تُبْتَلى ثم تكون لهم العاقبة).
2) لا يَهُمُّنا انتصرنا أو هُزِمْنا بقَدْرِ ما يَهُمُّنا أن نكونَ أَرْضَيْنا ربَّنا وجاهَدْنا، ثم قد تكون الثمرة على يد غيرنا أو على أيدينا، ولو تأمَّلْنا التاريخ لرأينا أن دولة الإسلام الكبرى لم تكن زمن قائدها الأعلى "محمد بن عبد الله" عليه الصلاة والسلام، وإنما بعد موته يَسَّر الله على يد الخليفة الثاني التوسعَ الأكبر.
3) قد يَشْمَتُ الأعداءُ وأذنابُهم بقَرْحِ أهلِ الإيمان، لكنَّ هذا لا يُزَلْزِلُهم، وقد يحصُل تراشقٌ في البياناتِ والتصريحاتِ الصحفية كما حصل بين أبي سفيان والمسلمين في رواية البخاري: (قال أبو سفيان: اُعْلُ هُبَلْ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأَجَلّ، قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عُزَّى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، قال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدر، والحربُ سِجال، وستجدون مُثْلَةً لم آمر بها ولم تَسُؤْني)، وفي رواية أحمد (فلانٌ بفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا سواء! أمَّا قَتْلانا فأحياءٌ يُرْزَقون، وأما قتلاكم ففي النار يُعَذَّبون).
4) طريق الجهاد لن يُوِقد شموعها إلا الدماء والأشلاء والشهداء ، فليس غريباً أن نفقد أفراداً عاديين أو حتى قياداتٍ في طريق حمل رُوّادها أرواحَهم على أَكُفِّهم.
فأي جماعة تقاتل في سبيل الله تراق دماؤها ويُقْتَل أبطالُها، فإراقة دماء أبنائها تزكية لهذه الطريق، وهذا الدين لا يقوم إلا بهؤلاء، ولا يعني فقدانُنا للكوادر أن قُدُراتِ الجماعة على النصر قد قلَّت، فالقادم للكافرين أدهى وأمر وستتضاعف الجهود بإذن الله.
5) جهادنا جهادٌ عقدي لا يرتبط بأشخاص، و موازينُ الربح والخسارة غيرُ متعلقةٍ بالأشخاص بل برب السماء، فحتى لو قُتِلَ الأميرُ أو مات فمعاذَ اللهِ أن نَنْقَلِبَ على أعقابِنا ، ولا يَزِيْدُنا سقوطُ الأبطالِ إلا ثَباتاً على الطريق، واستنهاضاً لهممنا إن شاء الله، كما حَصَلَ مع "أنس بن النظر" حين انكشف المسلمون يومَ "أحد" كما في البخاري: (قال: اللهم إني أعتذرُ إليكَ مما صَنَعَ هؤلاء، -يعني أصحابَه- وأَبْرَأُ إليكَ مما صَنَعَ هؤلاءِ، -يعني المشركين- ثم تَقَدَّم)، وعند "ابن إسحاق" أنه قال للمنهزمين: (من المهاجرين والأنصار قد أَلْقَوا ما بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: قُتِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم استقبلَ القومَ فقاتلَ حتى قُتِلَ رضي الله عنه).
فنحن ما كنا ننتصر بفلان أو عَلان حتى ننتكس بعدَ فَقْدِهم بل ننتصرُ بنصر الله لنا بعد أَخْذِنا بما يَسَعُنا من أسبابٍ وقوة، وليست الجماعة المجاهدة شركةً مساهِمَةً إذا قُتِل بعضُ قادتها انتهت الشركة وأغلقت أبوابها، فهذا دين الله ، والله ناصرٌ دينَه ، وقد قُتِل في "بئر معونة" من خِيْرَة أصحاب النبي وأكثرهم علماً وشكيمة، قُتل قرابة الـ 70 ...وكانوا يُسَمَّوْن القراء، فما زادهم إلا إيماناً وتسليماً.
ونسأل الله أنَّ يرزق فقيدنا الفردوس الأعلى وأن يأجرنا على هذا المصاب ، وأن يثبتنا على هذا الطريق ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
بسم الله الرحمن الرحيم
إستشهاد بطل الإسلام الملة داد الله "تقبله الله"
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى : {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
فلتهنئي أمة الإسلام باستشهاد علم من أعلام الخير والجهاد ، جاهد بلسانه وسنانه وقاتل وقُتل ونصر الحق وأهله ، فلله در هؤلاء الركب...
لبى نداء ربه وسارع لجنان خلده وسابق لنصرة دينه ، ذلكم هو أسد الإسلام الملة داد الله "رحمه الله تعالى" ...
شارك في ملاحم الجهاد الأفغاني الأول ضد الغزو الشوعي ، وكانت له اليد الطولى في مناجزة الحملة الصليبية على ديار الإسلام في أفغانستان ، ونال شيخنا ما تمنى فالسعيد من نال مناه، وآثر أخراه على أولاه...
ويا من سألت عن طيب الشهيد وفرحه ، فقد فاحت روائح المسك من دمه ، فرحمه الله تعالى ورزقه جنته ونعيمه.
وفي هذا المقام نؤكد على إن المجاهدين لا يغيب عن ذهنهم أثناء سيرهم الجهادي عدة حقائق، ولله الحمد:
1) أنَّ الحربُ سِجالٌ بين أهل الكفر وأهل الإيمان، كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سفيان لما سأله هِرَقْلُ عن الحرب بين قريشٍ وبين النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الحرب بيننا وبينه سجالٌ، يَنالُ منا ونَنالُ منه)، فقال هرقل: (كذلك الرسل تُبْتَلى ثم تكون لهم العاقبة).
2) لا يَهُمُّنا انتصرنا أو هُزِمْنا بقَدْرِ ما يَهُمُّنا أن نكونَ أَرْضَيْنا ربَّنا وجاهَدْنا، ثم قد تكون الثمرة على يد غيرنا أو على أيدينا، ولو تأمَّلْنا التاريخ لرأينا أن دولة الإسلام الكبرى لم تكن زمن قائدها الأعلى "محمد بن عبد الله" عليه الصلاة والسلام، وإنما بعد موته يَسَّر الله على يد الخليفة الثاني التوسعَ الأكبر.
3) قد يَشْمَتُ الأعداءُ وأذنابُهم بقَرْحِ أهلِ الإيمان، لكنَّ هذا لا يُزَلْزِلُهم، وقد يحصُل تراشقٌ في البياناتِ والتصريحاتِ الصحفية كما حصل بين أبي سفيان والمسلمين في رواية البخاري: (قال أبو سفيان: اُعْلُ هُبَلْ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأَجَلّ، قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عُزَّى لكم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، قال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدر، والحربُ سِجال، وستجدون مُثْلَةً لم آمر بها ولم تَسُؤْني)، وفي رواية أحمد (فلانٌ بفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا سواء! أمَّا قَتْلانا فأحياءٌ يُرْزَقون، وأما قتلاكم ففي النار يُعَذَّبون).
4) طريق الجهاد لن يُوِقد شموعها إلا الدماء والأشلاء والشهداء ، فليس غريباً أن نفقد أفراداً عاديين أو حتى قياداتٍ في طريق حمل رُوّادها أرواحَهم على أَكُفِّهم.
فأي جماعة تقاتل في سبيل الله تراق دماؤها ويُقْتَل أبطالُها، فإراقة دماء أبنائها تزكية لهذه الطريق، وهذا الدين لا يقوم إلا بهؤلاء، ولا يعني فقدانُنا للكوادر أن قُدُراتِ الجماعة على النصر قد قلَّت، فالقادم للكافرين أدهى وأمر وستتضاعف الجهود بإذن الله.
5) جهادنا جهادٌ عقدي لا يرتبط بأشخاص، و موازينُ الربح والخسارة غيرُ متعلقةٍ بالأشخاص بل برب السماء، فحتى لو قُتِلَ الأميرُ أو مات فمعاذَ اللهِ أن نَنْقَلِبَ على أعقابِنا ، ولا يَزِيْدُنا سقوطُ الأبطالِ إلا ثَباتاً على الطريق، واستنهاضاً لهممنا إن شاء الله، كما حَصَلَ مع "أنس بن النظر" حين انكشف المسلمون يومَ "أحد" كما في البخاري: (قال: اللهم إني أعتذرُ إليكَ مما صَنَعَ هؤلاء، -يعني أصحابَه- وأَبْرَأُ إليكَ مما صَنَعَ هؤلاءِ، -يعني المشركين- ثم تَقَدَّم)، وعند "ابن إسحاق" أنه قال للمنهزمين: (من المهاجرين والأنصار قد أَلْقَوا ما بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: قُتِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم استقبلَ القومَ فقاتلَ حتى قُتِلَ رضي الله عنه).
فنحن ما كنا ننتصر بفلان أو عَلان حتى ننتكس بعدَ فَقْدِهم بل ننتصرُ بنصر الله لنا بعد أَخْذِنا بما يَسَعُنا من أسبابٍ وقوة، وليست الجماعة المجاهدة شركةً مساهِمَةً إذا قُتِل بعضُ قادتها انتهت الشركة وأغلقت أبوابها، فهذا دين الله ، والله ناصرٌ دينَه ، وقد قُتِل في "بئر معونة" من خِيْرَة أصحاب النبي وأكثرهم علماً وشكيمة، قُتل قرابة الـ 70 ...وكانوا يُسَمَّوْن القراء، فما زادهم إلا إيماناً وتسليماً.
ونسأل الله أنَّ يرزق فقيدنا الفردوس الأعلى وأن يأجرنا على هذا المصاب ، وأن يثبتنا على هذا الطريق ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}