حماد عبدالله أبوشامه (متوفي رحمه الله)
05-20-2007, 07:39 AM
تداعيات شاعر
http://albluwe.com/~uploaded/675/1190510999.jpg
من الجرح إلي الجرح
مدخل :
إن الحياة في مجملها مزيج من المفارقات بطبيعة تكوينها إذ أن النفس البشرية بنوازعها و ميولها و طباعها المتباينة ، تشكل محوراً للدراسات و البحوث العلمية بغيه التعرف على حقيقة دوافعها و إنفعلاتها و تصرفاتها المتناقضة و كيفية تأثيرها بمعطيات البيئة و المجتمع . فمن الناس من يتصف بالضجر ، و منهم المتشائم و منهم المتفائل ، و الكريم ، و اللئيم ، و العادل ، و الظالم . و هكذا تتعدد صفات الناس و تتباين خصالهم بحسب رؤية كل منهم للأشياء ، و ما يعتقدون بأنه صائب و سليم من الآراء و المواقف ؟
إليه :- عليك أن تجعل تجارتك مع الله لأنها الأبقى و الأصلح أما التجارة المادية الدنيوية لا تعتبر مقياساً ولا ميزاناً للرجولة الحقه فقد يمتلك المال من لا يستحقه لا تجمع بين أخلاقياتك المادية و المعنوية و أنت تتعامل مع من لهم عندك حاجه . إجعل عملك خالصاً لوجه الله سبحانه و تعالى و لا تبتغي من ورائه أي شيء من حطام الدنيا الفانية .
إن بذل الخير ، و جبر القلب المكسور ، و عمل المعروف ، و مساعدة الآخرين هو ضرب من العبادة ، و نهر من الأجر .
و أحسن وجه في الورى وجه محسن
و أيمن كف في الورى كف منعم
أجل ..
يا أبا الطيب المتنبي .. صدقت – و رب الكعبة -
إن مجتمعنا – بحمد الله – بخير ، و من قدم لله شيئاً فسيجده مستثمراً عنده ، و أن أهل الحاجة و الفاقة الحقيقيين لا يحبون المسألة ولا يلحفون بها و من الواجب بحقهم أن نبحث حالهم و نرفع مقالهم و أن نطلب الرفد و العون الكريمين لهم ، فنحن في حاجه لمعرفة أنفسنا و إنكار الذات .. فالمشاركة هي ما نحتاج إليها لنشعر بإنسانيتنا ، حتى نعمر بيوتاً سعيدة ، و أطفال هانئين .. فالتفكك و عدم الإستقرار و الخلل في الأسرة من الأسباب الرئيسة لإنحراف المجتمع .. فالإقصاء ثمنه الإقصاء في فلك متغير و دوار .. فالإنسان بلا هدف بلا قضيه بلا إهتمام بالشأن العام هو إنسان هامشي ، فما أحوج الحياة إلي الفرح و النور !
إننا في حالة لا تبشر بالاطمئنان ، في ما يخص علاقتنا الإنسانية و الإجتماعية بمنطقة تبوك . فالكمال لله وحده فضلاً عن أن النقد البناء يسهم دون شك في إكساب العمل مزيداً من القيمة .. فالبسطاء يسألون .. و غالباً : لا يرد عليهم أحد . فهل هناك من يهتم بهذا الأمر ؟ و هل نقول وداعاً للإنسان بمنطقة تبوك . فإلى متي . ؟ و إلى أين . ؟ ثم ماذا .. ؟
لا أتصور أن يبلغ الغلو في العداء مرحلة إنعدام الإنسانية بين البشر إلي درجة أن يطفح السواد حتى يجعل القلب في سواد الليل ، و قسوة الصخر فيأكل نفسه قبل أن يستأسد على غيره .. ؟
و لقد صدق ذلك الحكيم الذي صرح قائلاً : و النــاس كالـدهــــر ألغــاز مطلسـمة = ما أندر الخير مهما يكثر العـــــــــدد
مثل الفراشات ، حول الضوء حائمة= مادامـت النــار في المصــباح تتـقــد
لقــد رأينـــا مــن الأيــام مـا عـمـيت = به العيــون و حار العقل و الرشـــــد
الحوار الأسري مع الأبناء يكبح انحرافات التطرف ( علموا أولادكم صنائع المعروف و لمسه الخير ، فنحن نمر بتحولات على كافة الأصعدة . و السمو بالنفس ، و مواجهة الأفكار المضللة بالتحصين و التربية السليمة .. فحقيقة النفس المؤمنة – الحياة و الحق و الخير ( الماضي يشغل القلب ، و الحاضر يشغل الذهن ، و المستقبل يشغل الخيال ! )
إن هروب المبدع باتجاه الطفولة هو بحث لا شعوري عن محطات الراحة و اللا مسؤولية و الهموم الكبرى الناتجة عن الوعي و المعاناة اليومية ، فالهروب إلى الطفولة أمنية و توق مشروع للمبدع و هناك من يتمنى أن يعود إلى ما هو أبعد من الطفولة ، ألا ترى المبدع و حتى الإنسان العادي و هو يتمنى تحت وطأه ضغوطات الواقع لو أنه لم يولد ؟
فالزمن زمن ضائع . لا يعرف فيه المقتول قاتله ، فشكراً لعبد الصبور حين طالبنا بتحسس رؤوسنا لان هذا الزمان .. و آه من هذا الزمان : يولد الإنسان فيه مذنباً من غير ذنب .. جانحاً من غير جرم .. آثماً إن قلب الأفكار أو أذكى الخيال . لقد اختلطت فيه رؤوس الناس و الحيوانات .. و على كل واحد أن يتحسس رأسه !! ليس إلا الصمت فقد فقد كل شيء طعمه .
ليس أحلى و أهم و أغلى من أن يشعر الإنسان المبدع إن الآخرين يقدرونه و يقدرون إنجازه .. إن الجهل يؤدي إلى الجمود و التوقف عن متابعة إيقاع العصر و نبض الحياة . انا قوم لا ندرك الزمان الذي نعيشه ، لأننا لم ندرك بعد إن أثمن الموجودات هو : العقل المثقف .. ليس أصعب في هذه الحياة من أن تتساوى الأشياء و تزول الفوارق ( القيمة ) .. العالية . أليس كذلك ؟
ما تزال المنافي تستقبل كل يوم أفواجاً جديدة . و نلاحظ أن أغلب المغتربين أولئك الذين يملكون الحس المرهف و الفكر المتوقد و الروح الشفافة .. المتطلعة دوماً للتغير ، و الجمال . هؤلاء يعانون أكثر مما يعانيه الإنسان العادي
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها= ولكن أحلام الرجال تضيق
فلقد قال الخليفة العظيم عبد الملك بن مروان : ( جربت متع الدنيا فوجدت أمتعها محادثة الرجال ذو العقول ) .. و من أجمل مقولات العقاد الشهيرة ان هناك نوعين من الناس : ( أناس يلمسون الأشياء بعيونهم و أناس يرون بعيونهم ) ، فالأحلام الجميلة لا تنضج إلا .. على شيء من نار الألم .
ليس أجمل من فعل الجميل إلا رده بما هو أجمل و ليس أروع من العمل المخلص إلا تقديره و الوقوف بجانبه ، فلا أحلى من النمو في نفوس الآخرين ، فعندما نحب نشعر أننا كنا سعداء في الماضي و منذ الأبد ، و نشعر في الوقت نفسه أن الحاضر ملكنا ، فهل هناك أجمل من الحب ؟ فنحن نعيش في مجتمع لا يعترف بمجرد الحب علاقة .. فيجب أن نكافح حتى آخر لحظه من أجل الحب ، و الإنسانية ، و سننجح . قلبي يحدثني بذلك . فالحياة من دون حب هي : الموت ، و عذاب الحب شيء نعجز عن تفسيره مهما كتبناه . لطالما سعينا إليه .. و لطالما عصر قلوبنا .. و أجمل ما في الحب ، ( جوهر الحب ) ، الحب في صورته الشاملة الواسعة الحب الذي يعيش و ينمو ، تغذوه السعادة طوراً و يحده الألم أطواراً . ذلك هو الحب الخالد المكين.
لذة الحياة تكمن فيما تكشفه لنا الأيام يوماً بعد يوم من أمور يسعدنا بعضها و يحزننا البعض الآخر .. فالتجربة الذاتية هي هم شخصي له أبعاده الإنسانية ، فهى تلامس الآخرين و تؤثر في تكوينهم الفكري و النفسي . و الجرح الذي لا يندمل : حاجة الكريم إلى اللئيم ثم يرده .. والذل : وقوف الشريف بباب الدني ثم لا يؤذن له .
قال أسماء بن خارجه : ( ما أحب أن أرد أحداً عن حاجة ، فإنه لا يخلو من أن يكون كريماً فأصونه ،أو لئيماً فأصون منه نفسي ) .. ففي السؤال ذلً لا يعرفه إلا من ذاقه
كم هى جميله حياتنا حينما نكون بسطاء مع أنفسنا كرماء في تعاملنا مع غيرنا دون تكلف ! و كم هي رائعة حينما لا نضطر لتغيير شخصيتنا الحقيقية و المبالغ فيها فقط لكي لا نشعر أننا أقل من غيرنا أو لنيل رضا الناس أو الحصول عما نريده بطرق ملتوية تفقدنا احترام أنفسنا أولاً و قبل كل شيء !
اختيار الزوجة الخطوة الأولى لبناء جيل صالح .
لم نعد نسمع رنين الضحكات متلألئة . كل الوجوه عابسة تقول زدني حزناً و كآبه .. فلم يثبت أمام طرقات الآلام الفاجعة إلا قلة كانت بنيتهم النفسية وطاقتهم الروحية أكبر من الآلام ، نشعر أننا وحدنا مع صمت الفرح ، و دمعة الوحدة ، مع أناس لا ترحم و ظروف لا تقدر ووقت في غير صالحنا و إمكانيات لا تخدمنا ( السعادة تتوقف على نسيان الماضي و الثقة بالمستقبل ) .
و أختم
بقصيدتي دامعة المشاعر ( الجرح .. و السيرة ) ، و أهديها إلى :- بقايا تعب متناثر على بوابات الوجع و الحيرة ، ولا زال يواصل حبوه في المجهول
تحـطــــم ســياج اليــــــأس .. لـو قـلــــت لي خــيـره =مساحة أمل كلي لها .. و الهدف ســــامي
لها الحـــب و الآهـــــــات و الشـــــوق و الغــــــيـره= هدف هي .. هدف منشود للخافق الضامي
ملاذي ملاذي .. نـشــــــوة الحـــــلـم عـــن حـــــيـره= يموت التعب و اليأس .. و الحلم قدامـــــي
أعـــانـد بـها الحـــرمـان .. و أشــــجـب مشــــاويـره =هي : آخر محطات الهنا .. و آخر أحلامي
علي الله .. علي الله .. رافــض أرحــل عن الـديــــره= لها ما كتبه الله .. لها رحــــله أعـــــــوامي
ضـحـك .. و إلا عــثر من مـقــــــــــاديـره =لها لا يطول الشرح .. في مصــدر إلـهامي
لها لو أعيش أشلاء .. مع الجـــــرح و الســــيره = لها العـمـــــر كلـه .. و البقـــايا من أيـــامي
سحــــابة وفــــاهــا .. غـيــــم تـمـــــطـر معـــاذيـره= لقيت الهنـــا بالحـــزن .. لو عشت باوهامي
( حمد ) .. يا ( حمد ) .. لو قلت عن ما مضى خيره=رقيق المشاعر يا ( حمد ) .. و الهدف سامي
الشاعر و الكاتب الصحفي / حمــاد أبو شامه – تبوك
http://albluwe.com/~uploaded/675/1190510999.jpg
من الجرح إلي الجرح
مدخل :
إن الحياة في مجملها مزيج من المفارقات بطبيعة تكوينها إذ أن النفس البشرية بنوازعها و ميولها و طباعها المتباينة ، تشكل محوراً للدراسات و البحوث العلمية بغيه التعرف على حقيقة دوافعها و إنفعلاتها و تصرفاتها المتناقضة و كيفية تأثيرها بمعطيات البيئة و المجتمع . فمن الناس من يتصف بالضجر ، و منهم المتشائم و منهم المتفائل ، و الكريم ، و اللئيم ، و العادل ، و الظالم . و هكذا تتعدد صفات الناس و تتباين خصالهم بحسب رؤية كل منهم للأشياء ، و ما يعتقدون بأنه صائب و سليم من الآراء و المواقف ؟
إليه :- عليك أن تجعل تجارتك مع الله لأنها الأبقى و الأصلح أما التجارة المادية الدنيوية لا تعتبر مقياساً ولا ميزاناً للرجولة الحقه فقد يمتلك المال من لا يستحقه لا تجمع بين أخلاقياتك المادية و المعنوية و أنت تتعامل مع من لهم عندك حاجه . إجعل عملك خالصاً لوجه الله سبحانه و تعالى و لا تبتغي من ورائه أي شيء من حطام الدنيا الفانية .
إن بذل الخير ، و جبر القلب المكسور ، و عمل المعروف ، و مساعدة الآخرين هو ضرب من العبادة ، و نهر من الأجر .
و أحسن وجه في الورى وجه محسن
و أيمن كف في الورى كف منعم
أجل ..
يا أبا الطيب المتنبي .. صدقت – و رب الكعبة -
إن مجتمعنا – بحمد الله – بخير ، و من قدم لله شيئاً فسيجده مستثمراً عنده ، و أن أهل الحاجة و الفاقة الحقيقيين لا يحبون المسألة ولا يلحفون بها و من الواجب بحقهم أن نبحث حالهم و نرفع مقالهم و أن نطلب الرفد و العون الكريمين لهم ، فنحن في حاجه لمعرفة أنفسنا و إنكار الذات .. فالمشاركة هي ما نحتاج إليها لنشعر بإنسانيتنا ، حتى نعمر بيوتاً سعيدة ، و أطفال هانئين .. فالتفكك و عدم الإستقرار و الخلل في الأسرة من الأسباب الرئيسة لإنحراف المجتمع .. فالإقصاء ثمنه الإقصاء في فلك متغير و دوار .. فالإنسان بلا هدف بلا قضيه بلا إهتمام بالشأن العام هو إنسان هامشي ، فما أحوج الحياة إلي الفرح و النور !
إننا في حالة لا تبشر بالاطمئنان ، في ما يخص علاقتنا الإنسانية و الإجتماعية بمنطقة تبوك . فالكمال لله وحده فضلاً عن أن النقد البناء يسهم دون شك في إكساب العمل مزيداً من القيمة .. فالبسطاء يسألون .. و غالباً : لا يرد عليهم أحد . فهل هناك من يهتم بهذا الأمر ؟ و هل نقول وداعاً للإنسان بمنطقة تبوك . فإلى متي . ؟ و إلى أين . ؟ ثم ماذا .. ؟
لا أتصور أن يبلغ الغلو في العداء مرحلة إنعدام الإنسانية بين البشر إلي درجة أن يطفح السواد حتى يجعل القلب في سواد الليل ، و قسوة الصخر فيأكل نفسه قبل أن يستأسد على غيره .. ؟
و لقد صدق ذلك الحكيم الذي صرح قائلاً : و النــاس كالـدهــــر ألغــاز مطلسـمة = ما أندر الخير مهما يكثر العـــــــــدد
مثل الفراشات ، حول الضوء حائمة= مادامـت النــار في المصــباح تتـقــد
لقــد رأينـــا مــن الأيــام مـا عـمـيت = به العيــون و حار العقل و الرشـــــد
الحوار الأسري مع الأبناء يكبح انحرافات التطرف ( علموا أولادكم صنائع المعروف و لمسه الخير ، فنحن نمر بتحولات على كافة الأصعدة . و السمو بالنفس ، و مواجهة الأفكار المضللة بالتحصين و التربية السليمة .. فحقيقة النفس المؤمنة – الحياة و الحق و الخير ( الماضي يشغل القلب ، و الحاضر يشغل الذهن ، و المستقبل يشغل الخيال ! )
إن هروب المبدع باتجاه الطفولة هو بحث لا شعوري عن محطات الراحة و اللا مسؤولية و الهموم الكبرى الناتجة عن الوعي و المعاناة اليومية ، فالهروب إلى الطفولة أمنية و توق مشروع للمبدع و هناك من يتمنى أن يعود إلى ما هو أبعد من الطفولة ، ألا ترى المبدع و حتى الإنسان العادي و هو يتمنى تحت وطأه ضغوطات الواقع لو أنه لم يولد ؟
فالزمن زمن ضائع . لا يعرف فيه المقتول قاتله ، فشكراً لعبد الصبور حين طالبنا بتحسس رؤوسنا لان هذا الزمان .. و آه من هذا الزمان : يولد الإنسان فيه مذنباً من غير ذنب .. جانحاً من غير جرم .. آثماً إن قلب الأفكار أو أذكى الخيال . لقد اختلطت فيه رؤوس الناس و الحيوانات .. و على كل واحد أن يتحسس رأسه !! ليس إلا الصمت فقد فقد كل شيء طعمه .
ليس أحلى و أهم و أغلى من أن يشعر الإنسان المبدع إن الآخرين يقدرونه و يقدرون إنجازه .. إن الجهل يؤدي إلى الجمود و التوقف عن متابعة إيقاع العصر و نبض الحياة . انا قوم لا ندرك الزمان الذي نعيشه ، لأننا لم ندرك بعد إن أثمن الموجودات هو : العقل المثقف .. ليس أصعب في هذه الحياة من أن تتساوى الأشياء و تزول الفوارق ( القيمة ) .. العالية . أليس كذلك ؟
ما تزال المنافي تستقبل كل يوم أفواجاً جديدة . و نلاحظ أن أغلب المغتربين أولئك الذين يملكون الحس المرهف و الفكر المتوقد و الروح الشفافة .. المتطلعة دوماً للتغير ، و الجمال . هؤلاء يعانون أكثر مما يعانيه الإنسان العادي
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها= ولكن أحلام الرجال تضيق
فلقد قال الخليفة العظيم عبد الملك بن مروان : ( جربت متع الدنيا فوجدت أمتعها محادثة الرجال ذو العقول ) .. و من أجمل مقولات العقاد الشهيرة ان هناك نوعين من الناس : ( أناس يلمسون الأشياء بعيونهم و أناس يرون بعيونهم ) ، فالأحلام الجميلة لا تنضج إلا .. على شيء من نار الألم .
ليس أجمل من فعل الجميل إلا رده بما هو أجمل و ليس أروع من العمل المخلص إلا تقديره و الوقوف بجانبه ، فلا أحلى من النمو في نفوس الآخرين ، فعندما نحب نشعر أننا كنا سعداء في الماضي و منذ الأبد ، و نشعر في الوقت نفسه أن الحاضر ملكنا ، فهل هناك أجمل من الحب ؟ فنحن نعيش في مجتمع لا يعترف بمجرد الحب علاقة .. فيجب أن نكافح حتى آخر لحظه من أجل الحب ، و الإنسانية ، و سننجح . قلبي يحدثني بذلك . فالحياة من دون حب هي : الموت ، و عذاب الحب شيء نعجز عن تفسيره مهما كتبناه . لطالما سعينا إليه .. و لطالما عصر قلوبنا .. و أجمل ما في الحب ، ( جوهر الحب ) ، الحب في صورته الشاملة الواسعة الحب الذي يعيش و ينمو ، تغذوه السعادة طوراً و يحده الألم أطواراً . ذلك هو الحب الخالد المكين.
لذة الحياة تكمن فيما تكشفه لنا الأيام يوماً بعد يوم من أمور يسعدنا بعضها و يحزننا البعض الآخر .. فالتجربة الذاتية هي هم شخصي له أبعاده الإنسانية ، فهى تلامس الآخرين و تؤثر في تكوينهم الفكري و النفسي . و الجرح الذي لا يندمل : حاجة الكريم إلى اللئيم ثم يرده .. والذل : وقوف الشريف بباب الدني ثم لا يؤذن له .
قال أسماء بن خارجه : ( ما أحب أن أرد أحداً عن حاجة ، فإنه لا يخلو من أن يكون كريماً فأصونه ،أو لئيماً فأصون منه نفسي ) .. ففي السؤال ذلً لا يعرفه إلا من ذاقه
كم هى جميله حياتنا حينما نكون بسطاء مع أنفسنا كرماء في تعاملنا مع غيرنا دون تكلف ! و كم هي رائعة حينما لا نضطر لتغيير شخصيتنا الحقيقية و المبالغ فيها فقط لكي لا نشعر أننا أقل من غيرنا أو لنيل رضا الناس أو الحصول عما نريده بطرق ملتوية تفقدنا احترام أنفسنا أولاً و قبل كل شيء !
اختيار الزوجة الخطوة الأولى لبناء جيل صالح .
لم نعد نسمع رنين الضحكات متلألئة . كل الوجوه عابسة تقول زدني حزناً و كآبه .. فلم يثبت أمام طرقات الآلام الفاجعة إلا قلة كانت بنيتهم النفسية وطاقتهم الروحية أكبر من الآلام ، نشعر أننا وحدنا مع صمت الفرح ، و دمعة الوحدة ، مع أناس لا ترحم و ظروف لا تقدر ووقت في غير صالحنا و إمكانيات لا تخدمنا ( السعادة تتوقف على نسيان الماضي و الثقة بالمستقبل ) .
و أختم
بقصيدتي دامعة المشاعر ( الجرح .. و السيرة ) ، و أهديها إلى :- بقايا تعب متناثر على بوابات الوجع و الحيرة ، ولا زال يواصل حبوه في المجهول
تحـطــــم ســياج اليــــــأس .. لـو قـلــــت لي خــيـره =مساحة أمل كلي لها .. و الهدف ســــامي
لها الحـــب و الآهـــــــات و الشـــــوق و الغــــــيـره= هدف هي .. هدف منشود للخافق الضامي
ملاذي ملاذي .. نـشــــــوة الحـــــلـم عـــن حـــــيـره= يموت التعب و اليأس .. و الحلم قدامـــــي
أعـــانـد بـها الحـــرمـان .. و أشــــجـب مشــــاويـره =هي : آخر محطات الهنا .. و آخر أحلامي
علي الله .. علي الله .. رافــض أرحــل عن الـديــــره= لها ما كتبه الله .. لها رحــــله أعـــــــوامي
ضـحـك .. و إلا عــثر من مـقــــــــــاديـره =لها لا يطول الشرح .. في مصــدر إلـهامي
لها لو أعيش أشلاء .. مع الجـــــرح و الســــيره = لها العـمـــــر كلـه .. و البقـــايا من أيـــامي
سحــــابة وفــــاهــا .. غـيــــم تـمـــــطـر معـــاذيـره= لقيت الهنـــا بالحـــزن .. لو عشت باوهامي
( حمد ) .. يا ( حمد ) .. لو قلت عن ما مضى خيره=رقيق المشاعر يا ( حمد ) .. و الهدف سامي
الشاعر و الكاتب الصحفي / حمــاد أبو شامه – تبوك