عبدالله مسعد المشيعلي
06-17-2007, 09:58 AM
http://www.b7nan.net/uploaded-1/0_1182006935.jpg
مطلق البلوي
قابلتُ الأستاذ محمد سليمان الطيب لأول مرة بالقاهرة عام 1421ه/2000م أثناء حضوري معرض الكتاب في ذلك الوقت. وقد شرفني بحضوره إلى مقر إقامتي في أعقاب اتصال مني للأستاذ فبادر وحضر مشكوراً.
كنت خلال هذه الفترة في طور الإعداد وجمع المادة العلمية لرسالة الماجستير والتي كان موضوعها في التاريخ الحديث في العهد العثماني عن شمال المملكة العربية السعودية وقد أشار علي أحد الاخوة بمقابلة الأستاذ محمد في القاهرة فربما تكون لديه مصادر معلومات أو وثائق قد تفيدني في بحثي أعطاني الأخ رقم الأستاذ محمد الهاتفي فاتصلت به بعد قدومي القاهرة بأيام تحدثنا أثناء اللقاء حول تاريخ منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية حيث أخبرني الأستاذ بتردده علي المنطقة عدة مرات حيث ألف كتاباً عن القبائل سماه (موسوعة القبائل العربية) وهو الآن في طور الإعداد لإصدار طبعة جديدة عن الكتاب عرفت أن الرجل ذو اهتمام بالأنساب فقط.
بعد ذلك اللقاء، لم أقابل الأستاذ الطيب إلا بعد مدة طويلة عند أحد الأصدقاء في مدينة تبوك في الصيف الماضي.
وقبل فترة قصيرة وجدت كتاباً آخر للأستاذ الطيب صدر حديثاً عنوانه (سكان تبوك لمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها) ثم اطلعت عليه واستعرته من صاحبه لقراءته وبعد قراءته أحببت أن أكتب تعليقاً عليه، تحدثت عن الجوانب التاريخية التي لدي بعض الإلمام بها خاصة وأن قسماً كبيراً من الكتاب تطرق إلى الجانب التاريخي لمنطقة تبوك.
صدر كتاب الأستاذ الطيب آنف الذكر عام 1426ه - 2006م وقد طبعه مؤلفه ولم يورد اسم دار النشر وتبلغ عدد صفحات الكتاب 533صفحة من القطع المتوسط.. ولا تشمل هذه الصفحات الفصلين الأخيرين الذين هما عبارة عن وثائق وصور.. يتكون الكتاب من خمسة فصول سبقها إهداء ومقدمة وبعض القصائد الشعرية.. فالفصل الأول خصص للحديث عن جغرافية منطقة تبوك وتاريخ المنطقة وأبرز الآثار فيها. فيما تحدث المؤلف في الفصل الثاني عن قبائل منطقة تبوك وانتشارها خارج الجزيرة العربية في الأردن وفلسطين ومصر والسودان فأخذ يتحدث عن كل قبيلة من القبائل وهي حسب ترتيب الكتاب كالتالي: بلي/ جهينة/ بني عطية/ الحويطات/ المساعيد/ الحميدات/ بني عقبة.
بعد ذلك أكمل في الفصل السادس الحديث عن عوائل الحضر في منطقة تبوك وهي عوائل كريمة كثيرة العدد.
والفصلان الرابع والخامس اقتصرا على ابراز وثائق محفوظة من العهد العثماني إلى العهد السعودي وهذه موجودة في الفصل الرابع.
أما الفصل الخامس فهو عبارة عن صور لأبناء منطقة تبوك من مسؤولين ورجال تعليم وأعمال وغيرهم.
حقيقة لا يفهم من الأستاذ الكريم ماذا يريد من كتابه فالعنوان غير واضح الدلالة و(سكان منطقة تبوك لمحة تاريخية) فُهم أن هناك لمحة تاريخية، وإن كانت هذه اللمحة عبارة عن حديث مستفيض بالتاريخ مثلما مر في الصفحات اللاحقة. أما عبارة (سكان منطقة تبوك) فلا تؤدي حسب رأيي إلى ما يريد الحديث عنه الأستاذ الطيب وهو النسب.
فقد يفهم منه أن الكتاب يتحدث عن الجانب الاجتماعي للمنطقة من عادات وتقاليد وتراث وما يتعلق بهذا الجانب وهذا على سبيل المثال. وفي مقدمة الكتاب نواجه نفس الاشكالية وهي عدم وضوح هدف المؤلف من كتابه ومما يؤكد ذلك قوله في الصفحة (يسعدني ويشرفني أن أقدم للقارئ العزيز هذا الكتاب التراثي.. وفيه سرد عن البداية والحاضرة في مدن وقرى منطقة تبوك من عوائل وعشائر وقبائل..).
فكلمة سرد جاءت نكرة غير مفهومة وحتى وإن ذكر الأستاذ الكريم أنه يريد الحديث (عن البادية والحاضرة في مدن...) ولكن السؤال عنه ماذا تريد أن تقول وأي سرد تعني.. في الصفحة التالية يفصح عن مكنون كتابه بشرط ربطه بالفقرة السابق ومع محاولة فهم كلمة سرد. يقول الأستاذ (... وفي هذه الطبعة الأولى أقدم اعتذاري هنا في مقدمة الكتاب لبعض لعائلات المتحضرة في منطقة تبوك التي لم أفصل فيها أو أنني ذكرت بعض معلومات غير صحيحة عنها فهذا راجع إلى عدم حصولي على وثائق أو معلومات من ثقاة الرواة من أبناء هذه العائلات، أو ما ذكرته في الطبعة الأولى ما هو إلا اجتهاد مني في البحث وأتمنى لو سارع هؤلاء الاخوة الكرام بإمدادي بتلك المعلومات الصحيحة والمفصلة عن أصلها واعلامها وأي شيء آخر يخص تاريخها في المملكة".
إذاً الأستاذ الطيب يريد أن يكتب عن نسب منطقة تبوك من أبناء الحاضرة.. وليس القبائل فهو يتحدث عنها في كتاب آخر مستقل في موسوعته.. ولكن المطلع يرى أن الحديث عن الحاضرة يعد أقل فصول الكتاب..
الفصل الثاني الذي يتحدث ايضا عن القبائل بلغ عدد صفحاته 322تقريباً أما الفصل الثالث فبلغت صفحاته 140تقريباً بما يعني أن الفصل الثاني ضعف الأخير عدا الفصل الأول فبلغ ما يقارب 50صفحة.
وهذا خطأ منهجي حيث كان من الممكن أن يستعيض عنه الأستاذ بالاكتفاء بمقدمة موجزة عن القبائل ثم يسير بالتفصيل حول محور حديثه وهو الحديث عن الأسر المتحضرة بدلاً من زيادة عدد الصفحات إلا إذا كان زيادة عدد الصفحات أمراً مقصوداً.. وثمة أمر آخر يتعلق بالجانب المنهجي وهو عدم إسناد الطيب معلوماته التي يوردها في متن كتابه إلى مظانها والأمثلة على ذلك متوافرة في الفصل الأول والثالث ومنعاً للإطالة سأذكر بعض الصفحات من كل فصل: في الفصل الأول نجد الصفحات أرقا 30/29/27بدون توثيق أيضاً ست خرائط تحمل الأرقام 75/74/73/72/71غير موثقة. وفي الفصل الثالث وردت أسماء بعض العوائل دون أي إشارة إلى وجود مرجع أو مصدر وهذا يرد في عدد من الصفحات وأرقام الصفحات هي: 492/490/487/486/484/481/478وهذا أمر يقدح فى زمانة الكاتب العلمية.. ولعل الأستاذ لو تريث في نشره للمعلومات ريثما تتوافر لديه المصادر والوثائق اللازمة لكان أفضل وأجود.
وعندما نقرأ الفصل الثالث نجد أن الأستاذ الطيب لم يستفد من الوثائق التي أوردها في الفصل الرابع والتي بلغت 47وثيقة بل إن بعضها لا علاقة له بموضوع الكتاب لا من قريب ولا من بعيد، وندلل على ذلك بعدد الوثائق التي تتحدث عن بعض العوائل، والتي بلغت 32وثيقة ففيها 15وثيقة في مواضيع متفرقة ستة منها عبارة عن عقود بيع.. وهناك أمر بالغ الأهمية أريد الوقوف عليه للأهمية البالغة هو إيراد الأستاذ وثائق فضلاً على أنها لا تخدم موضوع كتابه فهي تسيء إلى ما كان قد قرره في المقدمة بل وتناقض كلامه.
يقول الطيب في الصفحة (17): "وإنني أعتبر هذا المصنف التاريخي الهام هو نوع من رد الجميل لأهل منطقة تبوك التي لي بها صلات رحم عديدة مع قبائلها، وكذلك لي صداقات حميمة مع الكثير من أبناء هذه المنطقة العزيزة على قلبي ووجداني وأيضاً لي فيها ذكريات جميلة على مدار خمسة عشر عاماً ترددتُ في زياراتي لها مرات عديدة لقيت كل حفاوة وتكريم من الجميع....".
هذا الكلام الجميل والمعنى النبيل للأسف لم يترجمه الأستاذ الطيب إلى فعل حسن بل أساء من حيث أراد رد الجميل ولكي لا يكون كلامنا بلا دليل نذكر الوثيقة رقم "11" والتي تحدثت عن اتفاق صلح بين سكان إحدى القرى في منطقة تبوك وإحدى القبائل في أعقاب أحداث قديمة في العهد العثماني. أنا أسأل الأستاذ الطيب هل ذكر الأحداث القديمة التي ولت بلا رجعة إن شاء الله تبارك وتعالى في ظل دولتنا التي تحكم بالشريعة الإسلامية نوع من رد الجميل لأهالي المنطقة. إنني أرى أن مجرد وجود هذه الوثيقة هي رسالة سلبية للقارئ الذي يقرأها بلا أي تعليق عليها من متخصص يتعامل معها بمنهجية علمية وليس هكذا بدون توضيح، ولعلي هنا أسجل مدى حاجة منطقتنا الغالية إلى إنشاء مركز تاريخي يحفظ تاريخ المنطقة ويساهم في إبرازها بصورتها الحقيقية التي تؤدي إلى وحدة وطننا المملكة العربية السعودية.
وكنت قد نشرت في جريدة الجزيرة عدد 12505بتاريخ 1427/12/4ه مقالة تحدثت فيها عن إنشاء مركز تاريخي تابع لدارة الملك عبدالعزيز ووجهت نداءً لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة بهذا الخصوص وهو المعروف بحرصه وتفانيه في كل ما يخدم منطقتنا الغالية التي تحتل جزءاً هاماً من وطننا العزيز.
ولا أدل على ذلك من رعاية سموه لتدشين المرحلة الثانية من مشروع توثيق مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية والتي قامت برعايته دارة الملك عبدالعزيز. وهكذا أراد الطيب رد الجميل فرده بهذه الطريقة ليس هذا فحسب بل المزعج أنه ذكر في كتابه صفحة 18ليكون كما يقول هذا السطر:
(ذخراً للأجيال القادمة ومرجعاً هاماً يتعارفون به على أنفسهم وعلى جيرانهم من أبناء مدينتهم أو منطقتهم التي يعيشون فيها ليعم الوئام والتواد والتقدير والاحترام بين جميع أبناء الوطن الواحد).
(7) أتساءل مرة أخرى هل كان أهل منطقة تبوك الكرام من بادية وحاضرة لا يعرفون بعضهم وهم الجيران والأنساب منذ القدم حتى تأتي أنت وتزعم أنك أخرجت لهم كتاباً سوف يوحدهم، هذا والله شيء عجيب وغريب في آن واحد.
أخي الكريم أهالي هذه المنطقة يعرفون بعضهم بعضاً وتصلهم صلات العرق والنسب والعزة والكرامة فقد وحدهم الدين الإسلامي بتعليماته السمحة ثم جاء حكم آل سعود وفي رقابهم بيعة الولاء لولي الأمر منذ المؤسس الأول الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ومواقفهم مشهودة في خدمة الدين والمليك والوطن.
ليس هذا فحسب بل إن مقصد الطيب تعدى التعارف الى الوئام والتواد والتقدير والاحترام بين جميع أبناء الوطن الواحد ثم بعد ذلك يورد وثيقة تناقض كلامه لاحقا.
وإكمالا لرد الجميل يطالب أبناء العوائل بتزويده بمعلومات جديدة (.. وأتمنى لو سارع هؤلاء الإخوة الكرام بإمدادي.. لتدوينها في طبعتنا الثانية).
وأخيرا لابد من الإشارة إلى أن الكتابة التاريخية في تاريخ المنطقة قديما وحديثا موضوعاتها كثيرة ومتوافرة تحتاج الى من يبحث ويعمل فحسب لا من يكتب عنها لأغراضه الخاصة التي لا تخدم أحدا أكثر من خدمتها لصاحبها فحسب.
المصدر
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/06/01/article253756.html
مطلق البلوي
قابلتُ الأستاذ محمد سليمان الطيب لأول مرة بالقاهرة عام 1421ه/2000م أثناء حضوري معرض الكتاب في ذلك الوقت. وقد شرفني بحضوره إلى مقر إقامتي في أعقاب اتصال مني للأستاذ فبادر وحضر مشكوراً.
كنت خلال هذه الفترة في طور الإعداد وجمع المادة العلمية لرسالة الماجستير والتي كان موضوعها في التاريخ الحديث في العهد العثماني عن شمال المملكة العربية السعودية وقد أشار علي أحد الاخوة بمقابلة الأستاذ محمد في القاهرة فربما تكون لديه مصادر معلومات أو وثائق قد تفيدني في بحثي أعطاني الأخ رقم الأستاذ محمد الهاتفي فاتصلت به بعد قدومي القاهرة بأيام تحدثنا أثناء اللقاء حول تاريخ منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية حيث أخبرني الأستاذ بتردده علي المنطقة عدة مرات حيث ألف كتاباً عن القبائل سماه (موسوعة القبائل العربية) وهو الآن في طور الإعداد لإصدار طبعة جديدة عن الكتاب عرفت أن الرجل ذو اهتمام بالأنساب فقط.
بعد ذلك اللقاء، لم أقابل الأستاذ الطيب إلا بعد مدة طويلة عند أحد الأصدقاء في مدينة تبوك في الصيف الماضي.
وقبل فترة قصيرة وجدت كتاباً آخر للأستاذ الطيب صدر حديثاً عنوانه (سكان تبوك لمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها) ثم اطلعت عليه واستعرته من صاحبه لقراءته وبعد قراءته أحببت أن أكتب تعليقاً عليه، تحدثت عن الجوانب التاريخية التي لدي بعض الإلمام بها خاصة وأن قسماً كبيراً من الكتاب تطرق إلى الجانب التاريخي لمنطقة تبوك.
صدر كتاب الأستاذ الطيب آنف الذكر عام 1426ه - 2006م وقد طبعه مؤلفه ولم يورد اسم دار النشر وتبلغ عدد صفحات الكتاب 533صفحة من القطع المتوسط.. ولا تشمل هذه الصفحات الفصلين الأخيرين الذين هما عبارة عن وثائق وصور.. يتكون الكتاب من خمسة فصول سبقها إهداء ومقدمة وبعض القصائد الشعرية.. فالفصل الأول خصص للحديث عن جغرافية منطقة تبوك وتاريخ المنطقة وأبرز الآثار فيها. فيما تحدث المؤلف في الفصل الثاني عن قبائل منطقة تبوك وانتشارها خارج الجزيرة العربية في الأردن وفلسطين ومصر والسودان فأخذ يتحدث عن كل قبيلة من القبائل وهي حسب ترتيب الكتاب كالتالي: بلي/ جهينة/ بني عطية/ الحويطات/ المساعيد/ الحميدات/ بني عقبة.
بعد ذلك أكمل في الفصل السادس الحديث عن عوائل الحضر في منطقة تبوك وهي عوائل كريمة كثيرة العدد.
والفصلان الرابع والخامس اقتصرا على ابراز وثائق محفوظة من العهد العثماني إلى العهد السعودي وهذه موجودة في الفصل الرابع.
أما الفصل الخامس فهو عبارة عن صور لأبناء منطقة تبوك من مسؤولين ورجال تعليم وأعمال وغيرهم.
حقيقة لا يفهم من الأستاذ الكريم ماذا يريد من كتابه فالعنوان غير واضح الدلالة و(سكان منطقة تبوك لمحة تاريخية) فُهم أن هناك لمحة تاريخية، وإن كانت هذه اللمحة عبارة عن حديث مستفيض بالتاريخ مثلما مر في الصفحات اللاحقة. أما عبارة (سكان منطقة تبوك) فلا تؤدي حسب رأيي إلى ما يريد الحديث عنه الأستاذ الطيب وهو النسب.
فقد يفهم منه أن الكتاب يتحدث عن الجانب الاجتماعي للمنطقة من عادات وتقاليد وتراث وما يتعلق بهذا الجانب وهذا على سبيل المثال. وفي مقدمة الكتاب نواجه نفس الاشكالية وهي عدم وضوح هدف المؤلف من كتابه ومما يؤكد ذلك قوله في الصفحة (يسعدني ويشرفني أن أقدم للقارئ العزيز هذا الكتاب التراثي.. وفيه سرد عن البداية والحاضرة في مدن وقرى منطقة تبوك من عوائل وعشائر وقبائل..).
فكلمة سرد جاءت نكرة غير مفهومة وحتى وإن ذكر الأستاذ الكريم أنه يريد الحديث (عن البادية والحاضرة في مدن...) ولكن السؤال عنه ماذا تريد أن تقول وأي سرد تعني.. في الصفحة التالية يفصح عن مكنون كتابه بشرط ربطه بالفقرة السابق ومع محاولة فهم كلمة سرد. يقول الأستاذ (... وفي هذه الطبعة الأولى أقدم اعتذاري هنا في مقدمة الكتاب لبعض لعائلات المتحضرة في منطقة تبوك التي لم أفصل فيها أو أنني ذكرت بعض معلومات غير صحيحة عنها فهذا راجع إلى عدم حصولي على وثائق أو معلومات من ثقاة الرواة من أبناء هذه العائلات، أو ما ذكرته في الطبعة الأولى ما هو إلا اجتهاد مني في البحث وأتمنى لو سارع هؤلاء الاخوة الكرام بإمدادي بتلك المعلومات الصحيحة والمفصلة عن أصلها واعلامها وأي شيء آخر يخص تاريخها في المملكة".
إذاً الأستاذ الطيب يريد أن يكتب عن نسب منطقة تبوك من أبناء الحاضرة.. وليس القبائل فهو يتحدث عنها في كتاب آخر مستقل في موسوعته.. ولكن المطلع يرى أن الحديث عن الحاضرة يعد أقل فصول الكتاب..
الفصل الثاني الذي يتحدث ايضا عن القبائل بلغ عدد صفحاته 322تقريباً أما الفصل الثالث فبلغت صفحاته 140تقريباً بما يعني أن الفصل الثاني ضعف الأخير عدا الفصل الأول فبلغ ما يقارب 50صفحة.
وهذا خطأ منهجي حيث كان من الممكن أن يستعيض عنه الأستاذ بالاكتفاء بمقدمة موجزة عن القبائل ثم يسير بالتفصيل حول محور حديثه وهو الحديث عن الأسر المتحضرة بدلاً من زيادة عدد الصفحات إلا إذا كان زيادة عدد الصفحات أمراً مقصوداً.. وثمة أمر آخر يتعلق بالجانب المنهجي وهو عدم إسناد الطيب معلوماته التي يوردها في متن كتابه إلى مظانها والأمثلة على ذلك متوافرة في الفصل الأول والثالث ومنعاً للإطالة سأذكر بعض الصفحات من كل فصل: في الفصل الأول نجد الصفحات أرقا 30/29/27بدون توثيق أيضاً ست خرائط تحمل الأرقام 75/74/73/72/71غير موثقة. وفي الفصل الثالث وردت أسماء بعض العوائل دون أي إشارة إلى وجود مرجع أو مصدر وهذا يرد في عدد من الصفحات وأرقام الصفحات هي: 492/490/487/486/484/481/478وهذا أمر يقدح فى زمانة الكاتب العلمية.. ولعل الأستاذ لو تريث في نشره للمعلومات ريثما تتوافر لديه المصادر والوثائق اللازمة لكان أفضل وأجود.
وعندما نقرأ الفصل الثالث نجد أن الأستاذ الطيب لم يستفد من الوثائق التي أوردها في الفصل الرابع والتي بلغت 47وثيقة بل إن بعضها لا علاقة له بموضوع الكتاب لا من قريب ولا من بعيد، وندلل على ذلك بعدد الوثائق التي تتحدث عن بعض العوائل، والتي بلغت 32وثيقة ففيها 15وثيقة في مواضيع متفرقة ستة منها عبارة عن عقود بيع.. وهناك أمر بالغ الأهمية أريد الوقوف عليه للأهمية البالغة هو إيراد الأستاذ وثائق فضلاً على أنها لا تخدم موضوع كتابه فهي تسيء إلى ما كان قد قرره في المقدمة بل وتناقض كلامه.
يقول الطيب في الصفحة (17): "وإنني أعتبر هذا المصنف التاريخي الهام هو نوع من رد الجميل لأهل منطقة تبوك التي لي بها صلات رحم عديدة مع قبائلها، وكذلك لي صداقات حميمة مع الكثير من أبناء هذه المنطقة العزيزة على قلبي ووجداني وأيضاً لي فيها ذكريات جميلة على مدار خمسة عشر عاماً ترددتُ في زياراتي لها مرات عديدة لقيت كل حفاوة وتكريم من الجميع....".
هذا الكلام الجميل والمعنى النبيل للأسف لم يترجمه الأستاذ الطيب إلى فعل حسن بل أساء من حيث أراد رد الجميل ولكي لا يكون كلامنا بلا دليل نذكر الوثيقة رقم "11" والتي تحدثت عن اتفاق صلح بين سكان إحدى القرى في منطقة تبوك وإحدى القبائل في أعقاب أحداث قديمة في العهد العثماني. أنا أسأل الأستاذ الطيب هل ذكر الأحداث القديمة التي ولت بلا رجعة إن شاء الله تبارك وتعالى في ظل دولتنا التي تحكم بالشريعة الإسلامية نوع من رد الجميل لأهالي المنطقة. إنني أرى أن مجرد وجود هذه الوثيقة هي رسالة سلبية للقارئ الذي يقرأها بلا أي تعليق عليها من متخصص يتعامل معها بمنهجية علمية وليس هكذا بدون توضيح، ولعلي هنا أسجل مدى حاجة منطقتنا الغالية إلى إنشاء مركز تاريخي يحفظ تاريخ المنطقة ويساهم في إبرازها بصورتها الحقيقية التي تؤدي إلى وحدة وطننا المملكة العربية السعودية.
وكنت قد نشرت في جريدة الجزيرة عدد 12505بتاريخ 1427/12/4ه مقالة تحدثت فيها عن إنشاء مركز تاريخي تابع لدارة الملك عبدالعزيز ووجهت نداءً لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة بهذا الخصوص وهو المعروف بحرصه وتفانيه في كل ما يخدم منطقتنا الغالية التي تحتل جزءاً هاماً من وطننا العزيز.
ولا أدل على ذلك من رعاية سموه لتدشين المرحلة الثانية من مشروع توثيق مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية والتي قامت برعايته دارة الملك عبدالعزيز. وهكذا أراد الطيب رد الجميل فرده بهذه الطريقة ليس هذا فحسب بل المزعج أنه ذكر في كتابه صفحة 18ليكون كما يقول هذا السطر:
(ذخراً للأجيال القادمة ومرجعاً هاماً يتعارفون به على أنفسهم وعلى جيرانهم من أبناء مدينتهم أو منطقتهم التي يعيشون فيها ليعم الوئام والتواد والتقدير والاحترام بين جميع أبناء الوطن الواحد).
(7) أتساءل مرة أخرى هل كان أهل منطقة تبوك الكرام من بادية وحاضرة لا يعرفون بعضهم وهم الجيران والأنساب منذ القدم حتى تأتي أنت وتزعم أنك أخرجت لهم كتاباً سوف يوحدهم، هذا والله شيء عجيب وغريب في آن واحد.
أخي الكريم أهالي هذه المنطقة يعرفون بعضهم بعضاً وتصلهم صلات العرق والنسب والعزة والكرامة فقد وحدهم الدين الإسلامي بتعليماته السمحة ثم جاء حكم آل سعود وفي رقابهم بيعة الولاء لولي الأمر منذ المؤسس الأول الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ومواقفهم مشهودة في خدمة الدين والمليك والوطن.
ليس هذا فحسب بل إن مقصد الطيب تعدى التعارف الى الوئام والتواد والتقدير والاحترام بين جميع أبناء الوطن الواحد ثم بعد ذلك يورد وثيقة تناقض كلامه لاحقا.
وإكمالا لرد الجميل يطالب أبناء العوائل بتزويده بمعلومات جديدة (.. وأتمنى لو سارع هؤلاء الإخوة الكرام بإمدادي.. لتدوينها في طبعتنا الثانية).
وأخيرا لابد من الإشارة إلى أن الكتابة التاريخية في تاريخ المنطقة قديما وحديثا موضوعاتها كثيرة ومتوافرة تحتاج الى من يبحث ويعمل فحسب لا من يكتب عنها لأغراضه الخاصة التي لا تخدم أحدا أكثر من خدمتها لصاحبها فحسب.
المصدر
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/06/01/article253756.html