ناصر
08-06-2007, 10:35 PM
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
تتوالى الابداعات العربية في مختلف الميادين، وكل يوم نتفاجأ بنوع وشكل جديد من هذه الابداعات " الخلاقة" حتى أن عقولنا أصبحت عاجزة عن ملاحقة ركب هذه الابداعات المتلاحقه، فهذا ابداع جديد شكلته أغنية "بحبك يا حمار" التي تبدأ بـ "شهنقة" حمار ثم تنساب كلمات الأغنية "بحبك يا حمار، ولعلمك يا حمار،أنا بزعل أوي لما حد يقول لك يا حمار،يا عم الحمير كلهم على الطرب عمهم...الخ " مترافقة مع الرقص والهز وتقبيل الحمار .
هذه الأغنية كانت ضمن فلم سينمائي حيث أنقذ الحمار بطل الفلم فقام البطل بدوره بتكريم الحمار بهذه الاغنية، و المغني هو "سعد الصُغيّر" ويتقن الرقص وهز الخصر ويتفوق به على أعلام الرقص العربي والشرقي جميعاً، على نجوى وفيفي وغيرهن من جيل راقصات اليوم، وبحسب قناة "ميلودي العربية" فإن نغمة هذه الأغنية هي من أكثر النغمات تحميلاً على موقعها، ويقدر عدد المحمولات التي تشدو بـ " بحبك يا حمار" كنغمة رنين بحوالي 13 مليون محمول، ولا اعلم ما سر الحب الكبير لهذه الاغنية، لعلهم أصيبوا بحالة عشق الحمير فزودوا جوالاتهم بهذه النغمة تعبيرا عن شوقهم وحبهم له وهيامهم به.
هذه أخر الابداعات العربية فلم يعد كلام الحب والغزل مناسبا لعصرنا، ولم تعد الأغنيّة مساحة للطرب والكلام الجميل،بل بتنا نستخدم أسوء الألفاظ للتحبب والغزل في الحمير، استخدمت الاغنية العربية من قبل الحيوان او الطير كرمز لشي ما، كالغزال للدلالة على رشاقة المحبوب، لكن ان يكون الحب للحمار، وكأننا أحببنا كل شيء حولنا وبقي لدينا فائض من المشاعر المتدفقة تتسع لحمار، وليس هذا كل شيء أو نهاية المطاف، فقد تتسع المشاعر غدا للكلاب والخرفان والبغال وربما الخنازير، فقد "طبطبنا" قبل ذلك و"بُسنا الواوا" فما المانع ان نجرب عشق الحمير.
تأتي هذه الأغنية لتدخلنا "حظيرة الحمير" كنوع من التغيير، حتى اننا ربما نشتم رائحة الحمير من خلف الشاشة، التي تملأ الصالة، ولولا كرم هذا المطرب الذي ادخلنا بعد ذلك مزرعة الفواكه ومحل الفكهاني باغنية " أييييو ايييو ايييو -العنب العنب العنب- وفكهاني وبحب الفاكهة"، لضعنا واستمرت رائحة الحمير ضيفة ثقيلة دم في بيوتنا، والحمد لله انني ممن يحبون الفواكه والعنب خصوصاً.
يا لسعدك يا حمار سعد الصُغيّر تتباهي الان بهذه الشهرة الواسعة امام اصدقاءك الحمير في الحظيرة، قد تتباهي كذلك صديقتك الحمارة امام صديقاتها بهذه الشهرة والحظوة التي تتمتع بها عند البشر، وقد يمتد التباهي ليشمل باقي الحيوانات الأليفة والمفترسة، من باب المنافسة بينها على الفوز بحب الانسان الذي اصبح يحب الحمار ويتغنى به عبر الفضائيات، وخصه بذلك عن باقي أصناف الحيوانات، ولو علمت المطربة ميادة الحناوي بأن حالنا في العشق سيصل لهذا الحد لخصت الحمار بأغنيتها الشهيرة" انا بعشقك انا".
لحسن الحظ أنه لا يوجد بيننا وبين الحمار مشاكل، فهو حيوان صبور و"حمّال الأسية" ورغم وصفه بالغباء والبلاده،إلا أنه يعرف طريق العودة إلى منزل صاحبه، وهو يقدم خدمة لكثير من الناس، ولعلي ممن استفادوا من " خدمات" الحمير، ولكن مشكلتنا مع الذين لا يعرفون طريق الفن الذي شقه العظماء ولا يعرفون شيئا عن منازل عظماء الفن العربي، مشكلتنا مع سعد نفسه الذي تبرع " من حر ماله" لبناء مسجد ليصلي فيه الناس، هذا المال الي جمعه من الهز والشخلعة وعشق الحمير، ونسي سعادته " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
مشكلتنا كذلك مع مؤلفي مثل هذه الاغاني وملحنيها، من أين يأتون بمثل هذه الكلمات وكيف يركبون عليها اللحن ،بشكل لا يستقيم مع الذوق والفطرة السليمة ، وندهش وتتعاظم مشكلتنا حينما تجد هذه الهرطقات قبولا واسعا من الجمهور، قد تكون مشكلتنا مع الذوق نفسه غير المحصن ضد هذه الأغاني، فعندما سُئل نجيب محفوظ عن رأيه في أحمد عدوية أجاب : "إنتو زعلانين من عدوية ليه ده راجل بيعبر عن نبض الشعب عن الثقافة السائدة" وكلام الأديب الكبير ينسحب كذلك على مطرب الحمير فهو يعبر عن ثقافة أمة بأكملها ، ثقافة العشق بين البشر والحمير.
هذا ليس طرب محششين لان الساحة الان تعج بالنهيق والصراخ ، وربما تجد متسعا في القريب العاجل للعواء والنباح والمااااع والميووو اضافة للنهيق، فلا يعقل ان نقول ان سعد الصُغيّر" ضربله حجرين" قبل ان يؤدي الاغنية، لأن ما أخرجه ليس شيئًا شاذاً بنظر الـ 13 مليون أصحاب المحمول الذي يشدو بأغنيته، فليسوا كلهم محششين، و"ضاربين حجرين"، وحتى لو كانوا كذلك فانهم سيفيقون من سكرتهم ويلغون الأغنية ويكفّون عن طلبها من قناة ميولدي، ربما كنت أنا المحشش والمسطول لانني استغرب المألوف، وأألف المستغرب حسب أصحاب نظرية حب الحمير، وربما تلقيت شكوى من جمعية الرفق بالحيوان – فرع الحمير- على هذا الاعتراض ولذا واستباقاً لهذه الشكوى اقول:
بحبك يا حمار "سأطبطبك" "وأدلعك" " وأشخبطك" وأبوس "واواك" ، يا له من مستقبل عظيم ينتظرك ايها الحمار، والمشكلة انه مهما كان مستقبلك مضيئاً ومشرقاً ، فإنك ستبقى حمار حتى لو رُبيت بين الخيول، لأنك ببساطة حمار ابن حمار تفضل التبن على الذهب.
مع الاعتذار لكم على العنوان ....
تتوالى الابداعات العربية في مختلف الميادين، وكل يوم نتفاجأ بنوع وشكل جديد من هذه الابداعات " الخلاقة" حتى أن عقولنا أصبحت عاجزة عن ملاحقة ركب هذه الابداعات المتلاحقه، فهذا ابداع جديد شكلته أغنية "بحبك يا حمار" التي تبدأ بـ "شهنقة" حمار ثم تنساب كلمات الأغنية "بحبك يا حمار، ولعلمك يا حمار،أنا بزعل أوي لما حد يقول لك يا حمار،يا عم الحمير كلهم على الطرب عمهم...الخ " مترافقة مع الرقص والهز وتقبيل الحمار .
هذه الأغنية كانت ضمن فلم سينمائي حيث أنقذ الحمار بطل الفلم فقام البطل بدوره بتكريم الحمار بهذه الاغنية، و المغني هو "سعد الصُغيّر" ويتقن الرقص وهز الخصر ويتفوق به على أعلام الرقص العربي والشرقي جميعاً، على نجوى وفيفي وغيرهن من جيل راقصات اليوم، وبحسب قناة "ميلودي العربية" فإن نغمة هذه الأغنية هي من أكثر النغمات تحميلاً على موقعها، ويقدر عدد المحمولات التي تشدو بـ " بحبك يا حمار" كنغمة رنين بحوالي 13 مليون محمول، ولا اعلم ما سر الحب الكبير لهذه الاغنية، لعلهم أصيبوا بحالة عشق الحمير فزودوا جوالاتهم بهذه النغمة تعبيرا عن شوقهم وحبهم له وهيامهم به.
هذه أخر الابداعات العربية فلم يعد كلام الحب والغزل مناسبا لعصرنا، ولم تعد الأغنيّة مساحة للطرب والكلام الجميل،بل بتنا نستخدم أسوء الألفاظ للتحبب والغزل في الحمير، استخدمت الاغنية العربية من قبل الحيوان او الطير كرمز لشي ما، كالغزال للدلالة على رشاقة المحبوب، لكن ان يكون الحب للحمار، وكأننا أحببنا كل شيء حولنا وبقي لدينا فائض من المشاعر المتدفقة تتسع لحمار، وليس هذا كل شيء أو نهاية المطاف، فقد تتسع المشاعر غدا للكلاب والخرفان والبغال وربما الخنازير، فقد "طبطبنا" قبل ذلك و"بُسنا الواوا" فما المانع ان نجرب عشق الحمير.
تأتي هذه الأغنية لتدخلنا "حظيرة الحمير" كنوع من التغيير، حتى اننا ربما نشتم رائحة الحمير من خلف الشاشة، التي تملأ الصالة، ولولا كرم هذا المطرب الذي ادخلنا بعد ذلك مزرعة الفواكه ومحل الفكهاني باغنية " أييييو ايييو ايييو -العنب العنب العنب- وفكهاني وبحب الفاكهة"، لضعنا واستمرت رائحة الحمير ضيفة ثقيلة دم في بيوتنا، والحمد لله انني ممن يحبون الفواكه والعنب خصوصاً.
يا لسعدك يا حمار سعد الصُغيّر تتباهي الان بهذه الشهرة الواسعة امام اصدقاءك الحمير في الحظيرة، قد تتباهي كذلك صديقتك الحمارة امام صديقاتها بهذه الشهرة والحظوة التي تتمتع بها عند البشر، وقد يمتد التباهي ليشمل باقي الحيوانات الأليفة والمفترسة، من باب المنافسة بينها على الفوز بحب الانسان الذي اصبح يحب الحمار ويتغنى به عبر الفضائيات، وخصه بذلك عن باقي أصناف الحيوانات، ولو علمت المطربة ميادة الحناوي بأن حالنا في العشق سيصل لهذا الحد لخصت الحمار بأغنيتها الشهيرة" انا بعشقك انا".
لحسن الحظ أنه لا يوجد بيننا وبين الحمار مشاكل، فهو حيوان صبور و"حمّال الأسية" ورغم وصفه بالغباء والبلاده،إلا أنه يعرف طريق العودة إلى منزل صاحبه، وهو يقدم خدمة لكثير من الناس، ولعلي ممن استفادوا من " خدمات" الحمير، ولكن مشكلتنا مع الذين لا يعرفون طريق الفن الذي شقه العظماء ولا يعرفون شيئا عن منازل عظماء الفن العربي، مشكلتنا مع سعد نفسه الذي تبرع " من حر ماله" لبناء مسجد ليصلي فيه الناس، هذا المال الي جمعه من الهز والشخلعة وعشق الحمير، ونسي سعادته " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
مشكلتنا كذلك مع مؤلفي مثل هذه الاغاني وملحنيها، من أين يأتون بمثل هذه الكلمات وكيف يركبون عليها اللحن ،بشكل لا يستقيم مع الذوق والفطرة السليمة ، وندهش وتتعاظم مشكلتنا حينما تجد هذه الهرطقات قبولا واسعا من الجمهور، قد تكون مشكلتنا مع الذوق نفسه غير المحصن ضد هذه الأغاني، فعندما سُئل نجيب محفوظ عن رأيه في أحمد عدوية أجاب : "إنتو زعلانين من عدوية ليه ده راجل بيعبر عن نبض الشعب عن الثقافة السائدة" وكلام الأديب الكبير ينسحب كذلك على مطرب الحمير فهو يعبر عن ثقافة أمة بأكملها ، ثقافة العشق بين البشر والحمير.
هذا ليس طرب محششين لان الساحة الان تعج بالنهيق والصراخ ، وربما تجد متسعا في القريب العاجل للعواء والنباح والمااااع والميووو اضافة للنهيق، فلا يعقل ان نقول ان سعد الصُغيّر" ضربله حجرين" قبل ان يؤدي الاغنية، لأن ما أخرجه ليس شيئًا شاذاً بنظر الـ 13 مليون أصحاب المحمول الذي يشدو بأغنيته، فليسوا كلهم محششين، و"ضاربين حجرين"، وحتى لو كانوا كذلك فانهم سيفيقون من سكرتهم ويلغون الأغنية ويكفّون عن طلبها من قناة ميولدي، ربما كنت أنا المحشش والمسطول لانني استغرب المألوف، وأألف المستغرب حسب أصحاب نظرية حب الحمير، وربما تلقيت شكوى من جمعية الرفق بالحيوان – فرع الحمير- على هذا الاعتراض ولذا واستباقاً لهذه الشكوى اقول:
بحبك يا حمار "سأطبطبك" "وأدلعك" " وأشخبطك" وأبوس "واواك" ، يا له من مستقبل عظيم ينتظرك ايها الحمار، والمشكلة انه مهما كان مستقبلك مضيئاً ومشرقاً ، فإنك ستبقى حمار حتى لو رُبيت بين الخيول، لأنك ببساطة حمار ابن حمار تفضل التبن على الذهب.
مع الاعتذار لكم على العنوان ....