أحمد عايد البلوي
08-20-2007, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر ...
ذاك الموروث الثقافي الجميل
لسان العرب وروحهم
نبض الأفدهـ
وحديث الروح ..
وخلجات النفس ..
الشعر ..
عنوان العرب ... الذي يصف الحال
والبوصلة الحقيقة التي تحدد وجهة التطلعات والأمال ..
عُلقت القصائد على جدار الكعبة في الجاهلية
لعظيم إهتمامهم بالشعر .. وأُقيم سوق عكاظ على شرف الشعر والشعراء ...
كانت تشعل القبائل العربية النيران عند ظهور شاعر فيها .. فرحاً وفخرا..
قال عليه الصلاة والسلام لحسان ( أرمهم حسان فوالذي نفسي بيده أن شعرك أشد عليهم من نضح النبل )
الشعر حديث الروح
وإنعكاس حقيقي وعميق للحال الداخلي للنفس والتأثير الخارجي عليها ..
فهو يصف الجو الداخلي للنفس ... ويبين بعض أسرارها ويُخفي البعض الأخر
.. ويُمرر كلمة المرور السريه لوعي القارئ ..
ومن هذا الباب ودعماً لمسيرة الشعر في هذا المنتدى
نبدء بسلسلة ( رؤية شعرية ونقدية) ..
نسلط الضوء فيها على بعض ما يطرح في المنتدى من قصائد
نفتح باب الحوار والنقاش ..
لنستفيد ونفيد .. ونتحاور بشكل أدبي يخدم المصلحة العامة
* وهذه السلسلة تُعبر عن رؤيه شخصية لي .. تحتمل الخطاء كما تحتمل الصواب
فالتقصير وارد في أعمال البشر .. لكن نسعى للإستفاده والإفاده قدر الإمكان
نبدء هذه السلسلة بــ
بـ رؤيه شعريه/ نقديه لنص :
رَشْمَةْ/ قَصِيْدَة(فَاحَ الغَرَامْ)
للشاعر / سلطان البوي ...
ونحن في هذه القصيده أمام شاعر متمكن من أدواته الشعريه ..
يحسن توظيف المفرده ..
ويلتقط الصور بمهارهـ عاليه ..
في هذا النص بالتحديد
لم تُكتب القصيده بالقلم على أوراق شاعرنا
بل كُتبت بحوافر الخيل على ميدان الفروسيه ...
هنا فروسية شاعر .... وشعر فروسيه ...
اخواني ..
إن الثقافه والواقع الإجتماعي ينعكس بشكل تلقائي على حديث الشخص
تجد المنتمي لأي نشاط يُكثر الحديث عن هذا النشاط ..
وتتمركز ثقافته حول هذا النشاط ...
ويبقى عقله الباطن المُسير الحقيقي لمفاتيح كلماته ومفردات أقواله ...
ولهذا نجد هذا الشاعر الفارس يوظف مفردات الفروسية والخيل
بشكل واضح وجميل ولافت للنظر في هذه القصيدهـ
على سبيل المثال :
جُموح , جَناح ولاجِناح , مهرة , عسيف , اُسرجت ... إلخ ..
حتى في الحركه والإنتقال : ..
تقبل خَبَبْ/خَبَبْ خَبَبْ ـــ واقبل هَدَبْ/هَدَبْ هَدَبْ
والنص بين أيدينا ينقسم تقريباً لأربع حالات نفسيه قبل أن تكون شعريه
تباين الحال ... وقوة الوصف .. وإنسكاب الروح ... وإعمال القلب ... كانت أبرز مقومات النص
بدايه قويه للنص بــ :
جَتني جُموح/ (اْ)بلا جَناح ولاجِناح
............ مهرة مساء ماهي عسيف (اْ)ولا اُسرجت
وصف غير مباشر بصورة رائعة وإطلالة جميله للنص .. وتهيئ القارئ لما هو آت ...
تقبل خَبَبْ/خَبَبْ خَبَبْ ,, والشوق فاح
............واقبل هَدَبْ/هَدَبْ هَدَبْ ,, لين (أ)خرجت>>
روحي/ وانا أظلع بظلع وظلع ناح
.................أرجي لقا/وترجي لقا//أرجي ورجت
تضبح تعب /واتعب ضبيح/الليل راااح
................واشهر لها/واعرج بها/لين (اْ)عرجت>>
صهلة ملت جوفي من اوجاع وجراح
.................أشهق لها لين (اْ)درجت واستدرجت>>
(إ)بصوت صافي/أرتجز به بانشراح
.......................صهيـل لجلج لجِّـتي لين(اْ)فرجت
ما سبق هو الجزء الأول من القصيده
وتتضح الحاله التصويريه المتزامنه للحاله المتمركزه في الاوعي عند الشاعر
أبيات جميله تنقلك بكل صخب إلى ميدان الفروسيه لكي تستطيع
تصور الحال الداخلي عند الشاعر .. والدافع الأقوى لكتابة هذا النص ..
* أرجي لقا/وترجي لقا//أرجي ورجت
هنا نأخذ التكرار على حالتين الأولى التأكيد على الرجاء
والثانيه هي زياده لا تخدم المعنى فقد بين لنا الشاعر هذا الرجاء
في البدايه .. ولم يكن بحاجه لهذا التكرار لتجنب الحشو في القصيده ..
فلَّت لياليها على جفون الصباح./.اللي نست بنتينها عنده وجت
هذا الفاصل الجميل ... والرابط الأجمل بنفس الوقت بين الجزائين الأول والثاني
قوه تصويره ومهاره شعريه جميله جداً ...
وتزامن مباشر مع القادم ... وإنتقال وصفي عاطفي بشكل سريع وجميل ..
وتستمر الحركات التنقلية لمهرة الليل ...
ويبدء الإفصاح الحقيقي عن أحد أهم الأسرار ..
بلا بصر
وبلا شعور
تشوف !! مدري ماتشوف !!
(إ)تحـجِّـل اليسرى ,, خَجَلْ
(أ)وتطلق اليمنى ,, غَزَلْ
/
تزفر مفاويح الغرام
من ظلعها الملكوز ,, حب
من ظلعها الملكوز .. حب ...
أطلب من كل قارئ العوده لمصطلحات الميادين والفروسيه
للتعرف على هذه الصور الجماليه الرائعة من الشاعر ..
أنظر لتلك الكلمة الخطيرة باللون الأحمر ... ( هكذا جاءت ملونه في النص الأصلي)
هذا التلوين للكلمة أمر نفسي فكري من الشاعر ..
تلوين يسدل لنا الستار عن الجزء الثالث للنص ..
وسنكتشف بأنفسنا كيف أن هذه الكلمة نقلت المحاكاه الشعريه
للشاعر من حال إلى حال
تدني لرشمة من مراشيم القصيد
..............قالت:دفا!! .. هنا دفا ..وش هـالدفا؟؟
قلت: الدفا/ بالمختصر واللي يفيد >>
................. /شخصين في قلبٍ من الناس اكتفى
قالت : أفاااا.. يعني تشكِّكْ ياعنيد
..................وآنا لك اخلاص ووفا.. والله أفااا
قلت: اسمعي (كلك وفا) ,،، ودِّك أعيد؟؟؟؟؟
...............نبضك وفا/ ودمعك وفا/ (كِلِّكْ وفَا)
بكرة وأمس ودايم ومامن جديد
..............هدِّي كفاية واضحكي ..جوي صفا
ودِّي أجرِّب ضحكتي .. آنا سعيد
................قالت : وبكرة ياترى!! وش مالفى؟
قلت : اســ/ـمعي (إنسي معي ) اليوم عيد
................وبكرة /ان زان اللقا/ يزين الخفى
قالت وزفرات الهوى فيها تزيد:
................ لاتبتعد .. لاتبتعد عنِّي ..كفا
نلاحظ تقلص مفردات الفروسيه .. وتكثيف مفردات الحب
ونلاحظ التدخل الروحي للقلب مع الفكر الشعري .. الذي كان شبه مفقود في الجزء الأول
الذي كان يغلب عليه الصوره الفكريه ..
* لكن هنا أجد أن الإكثار من ( قالت و قلت ) قد قللت من الصورهـ الجماليه
ولو اكتفى شاعرنا بخطابين لكان كافياً للحفاظ على الروح الشعريه وجمالية النص ..
* قلت: الدفا/ بالمختصر واللي يفيد >>
واللي .. كانت زياده أجبر عليها شاعرنا .. ودائما ما تتكرر عند الشعراء
وهي بلا شك تعتبر نقطة نقد وملاحظة في القصيدهـ ..
* وآنا لك اخلاص ووفا.. والله أفااا ..
هذا التكرار هو التأكيد الجميل اللذي تكلمنا عنه في الجزء الأول
فهنا لم تأتي الزياده لغرض الحشو ..
بل كانت للتأكيد الجميل المفيد .. العفوي والعاطفي ..
للشاعر في هذه النص قوة ربط رائعه بين أجزائه ..
نلاحظ هذا في جمال الربط بين البيت الأخير والحاله العاطفيه في البيت
وما تبعها من مقطع ( تفعيله) جميل ومتماسك ..
قالت وزفرات الهوى فيها تزيد:
................ لاتبتعد .. لاتبتعد عنِّي ..كفا
قلت :
.
.
بالراااااحة
هدِّي على قلبك .. حَرَامْ
فاح الغَرَامْ
وتَّر شفاتك وانبلج .. عقد الكَلامْ
أشهق مفاويح العِشِقْ
من ثغرك الأحمر شِفَق ْ
واستفحل لــ فوح الغرام
أصهل كلام :
فــــــــاح .. الـــــــــغرام
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
.
.
.
بخَّـت شغفـها ثم فااااااح./. واشـتمّه الخـافق غـرام
زمَّ اللمى العذب القراااااح ./. وازريـت لا اتمَّ الـصيام
وهنا شاعرنا يصهل بالشعر والإبداع ..
نص من أجمل النصوص الشعريه ..
في الفكره والصياغه والتوظيف للمفردات ..
إستطاع شاعرنا أن يوظف هوايته للفروسيه ومعرفته بأسرارها
توظيف جميل في خدمة هذا النص المُطاول والمُجمل لعنق مهرة المساء ...
إنتقل فيه شاعرنا من الشعر العامودي للتفعيله للعامودي للتفعيله
بشكل سلس وجميل بصوره تخدم النص بالشكل النهائي
بالفعل كان نص متماسك رغم التقسيم , ورغم التباين النفسي والعاطفي
جاء نص متماسك ككتلة جمالية واحدهـ ...
نشكر شاعرنا سلطان على هكذا فكر وشعر ..
ونطالبه بالمزيد من الشعر والإبداع ..
فهو شاعر يمتلك من مقومات الشعر ما يجعله يتقدم بخطوات
ثابته للصف الأول من صفوف الساحه الشعبيه ..
بالتوفيق يا سلطان ولكن منا كل الشكر على هذه الوجبه الشعريه الدسمه ..
والسلام عليكم
برؤية / أحمد عايد البلوي ...
.
الشعر ...
ذاك الموروث الثقافي الجميل
لسان العرب وروحهم
نبض الأفدهـ
وحديث الروح ..
وخلجات النفس ..
الشعر ..
عنوان العرب ... الذي يصف الحال
والبوصلة الحقيقة التي تحدد وجهة التطلعات والأمال ..
عُلقت القصائد على جدار الكعبة في الجاهلية
لعظيم إهتمامهم بالشعر .. وأُقيم سوق عكاظ على شرف الشعر والشعراء ...
كانت تشعل القبائل العربية النيران عند ظهور شاعر فيها .. فرحاً وفخرا..
قال عليه الصلاة والسلام لحسان ( أرمهم حسان فوالذي نفسي بيده أن شعرك أشد عليهم من نضح النبل )
الشعر حديث الروح
وإنعكاس حقيقي وعميق للحال الداخلي للنفس والتأثير الخارجي عليها ..
فهو يصف الجو الداخلي للنفس ... ويبين بعض أسرارها ويُخفي البعض الأخر
.. ويُمرر كلمة المرور السريه لوعي القارئ ..
ومن هذا الباب ودعماً لمسيرة الشعر في هذا المنتدى
نبدء بسلسلة ( رؤية شعرية ونقدية) ..
نسلط الضوء فيها على بعض ما يطرح في المنتدى من قصائد
نفتح باب الحوار والنقاش ..
لنستفيد ونفيد .. ونتحاور بشكل أدبي يخدم المصلحة العامة
* وهذه السلسلة تُعبر عن رؤيه شخصية لي .. تحتمل الخطاء كما تحتمل الصواب
فالتقصير وارد في أعمال البشر .. لكن نسعى للإستفاده والإفاده قدر الإمكان
نبدء هذه السلسلة بــ
بـ رؤيه شعريه/ نقديه لنص :
رَشْمَةْ/ قَصِيْدَة(فَاحَ الغَرَامْ)
للشاعر / سلطان البوي ...
ونحن في هذه القصيده أمام شاعر متمكن من أدواته الشعريه ..
يحسن توظيف المفرده ..
ويلتقط الصور بمهارهـ عاليه ..
في هذا النص بالتحديد
لم تُكتب القصيده بالقلم على أوراق شاعرنا
بل كُتبت بحوافر الخيل على ميدان الفروسيه ...
هنا فروسية شاعر .... وشعر فروسيه ...
اخواني ..
إن الثقافه والواقع الإجتماعي ينعكس بشكل تلقائي على حديث الشخص
تجد المنتمي لأي نشاط يُكثر الحديث عن هذا النشاط ..
وتتمركز ثقافته حول هذا النشاط ...
ويبقى عقله الباطن المُسير الحقيقي لمفاتيح كلماته ومفردات أقواله ...
ولهذا نجد هذا الشاعر الفارس يوظف مفردات الفروسية والخيل
بشكل واضح وجميل ولافت للنظر في هذه القصيدهـ
على سبيل المثال :
جُموح , جَناح ولاجِناح , مهرة , عسيف , اُسرجت ... إلخ ..
حتى في الحركه والإنتقال : ..
تقبل خَبَبْ/خَبَبْ خَبَبْ ـــ واقبل هَدَبْ/هَدَبْ هَدَبْ
والنص بين أيدينا ينقسم تقريباً لأربع حالات نفسيه قبل أن تكون شعريه
تباين الحال ... وقوة الوصف .. وإنسكاب الروح ... وإعمال القلب ... كانت أبرز مقومات النص
بدايه قويه للنص بــ :
جَتني جُموح/ (اْ)بلا جَناح ولاجِناح
............ مهرة مساء ماهي عسيف (اْ)ولا اُسرجت
وصف غير مباشر بصورة رائعة وإطلالة جميله للنص .. وتهيئ القارئ لما هو آت ...
تقبل خَبَبْ/خَبَبْ خَبَبْ ,, والشوق فاح
............واقبل هَدَبْ/هَدَبْ هَدَبْ ,, لين (أ)خرجت>>
روحي/ وانا أظلع بظلع وظلع ناح
.................أرجي لقا/وترجي لقا//أرجي ورجت
تضبح تعب /واتعب ضبيح/الليل راااح
................واشهر لها/واعرج بها/لين (اْ)عرجت>>
صهلة ملت جوفي من اوجاع وجراح
.................أشهق لها لين (اْ)درجت واستدرجت>>
(إ)بصوت صافي/أرتجز به بانشراح
.......................صهيـل لجلج لجِّـتي لين(اْ)فرجت
ما سبق هو الجزء الأول من القصيده
وتتضح الحاله التصويريه المتزامنه للحاله المتمركزه في الاوعي عند الشاعر
أبيات جميله تنقلك بكل صخب إلى ميدان الفروسيه لكي تستطيع
تصور الحال الداخلي عند الشاعر .. والدافع الأقوى لكتابة هذا النص ..
* أرجي لقا/وترجي لقا//أرجي ورجت
هنا نأخذ التكرار على حالتين الأولى التأكيد على الرجاء
والثانيه هي زياده لا تخدم المعنى فقد بين لنا الشاعر هذا الرجاء
في البدايه .. ولم يكن بحاجه لهذا التكرار لتجنب الحشو في القصيده ..
فلَّت لياليها على جفون الصباح./.اللي نست بنتينها عنده وجت
هذا الفاصل الجميل ... والرابط الأجمل بنفس الوقت بين الجزائين الأول والثاني
قوه تصويره ومهاره شعريه جميله جداً ...
وتزامن مباشر مع القادم ... وإنتقال وصفي عاطفي بشكل سريع وجميل ..
وتستمر الحركات التنقلية لمهرة الليل ...
ويبدء الإفصاح الحقيقي عن أحد أهم الأسرار ..
بلا بصر
وبلا شعور
تشوف !! مدري ماتشوف !!
(إ)تحـجِّـل اليسرى ,, خَجَلْ
(أ)وتطلق اليمنى ,, غَزَلْ
/
تزفر مفاويح الغرام
من ظلعها الملكوز ,, حب
من ظلعها الملكوز .. حب ...
أطلب من كل قارئ العوده لمصطلحات الميادين والفروسيه
للتعرف على هذه الصور الجماليه الرائعة من الشاعر ..
أنظر لتلك الكلمة الخطيرة باللون الأحمر ... ( هكذا جاءت ملونه في النص الأصلي)
هذا التلوين للكلمة أمر نفسي فكري من الشاعر ..
تلوين يسدل لنا الستار عن الجزء الثالث للنص ..
وسنكتشف بأنفسنا كيف أن هذه الكلمة نقلت المحاكاه الشعريه
للشاعر من حال إلى حال
تدني لرشمة من مراشيم القصيد
..............قالت:دفا!! .. هنا دفا ..وش هـالدفا؟؟
قلت: الدفا/ بالمختصر واللي يفيد >>
................. /شخصين في قلبٍ من الناس اكتفى
قالت : أفاااا.. يعني تشكِّكْ ياعنيد
..................وآنا لك اخلاص ووفا.. والله أفااا
قلت: اسمعي (كلك وفا) ,،، ودِّك أعيد؟؟؟؟؟
...............نبضك وفا/ ودمعك وفا/ (كِلِّكْ وفَا)
بكرة وأمس ودايم ومامن جديد
..............هدِّي كفاية واضحكي ..جوي صفا
ودِّي أجرِّب ضحكتي .. آنا سعيد
................قالت : وبكرة ياترى!! وش مالفى؟
قلت : اســ/ـمعي (إنسي معي ) اليوم عيد
................وبكرة /ان زان اللقا/ يزين الخفى
قالت وزفرات الهوى فيها تزيد:
................ لاتبتعد .. لاتبتعد عنِّي ..كفا
نلاحظ تقلص مفردات الفروسيه .. وتكثيف مفردات الحب
ونلاحظ التدخل الروحي للقلب مع الفكر الشعري .. الذي كان شبه مفقود في الجزء الأول
الذي كان يغلب عليه الصوره الفكريه ..
* لكن هنا أجد أن الإكثار من ( قالت و قلت ) قد قللت من الصورهـ الجماليه
ولو اكتفى شاعرنا بخطابين لكان كافياً للحفاظ على الروح الشعريه وجمالية النص ..
* قلت: الدفا/ بالمختصر واللي يفيد >>
واللي .. كانت زياده أجبر عليها شاعرنا .. ودائما ما تتكرر عند الشعراء
وهي بلا شك تعتبر نقطة نقد وملاحظة في القصيدهـ ..
* وآنا لك اخلاص ووفا.. والله أفااا ..
هذا التكرار هو التأكيد الجميل اللذي تكلمنا عنه في الجزء الأول
فهنا لم تأتي الزياده لغرض الحشو ..
بل كانت للتأكيد الجميل المفيد .. العفوي والعاطفي ..
للشاعر في هذه النص قوة ربط رائعه بين أجزائه ..
نلاحظ هذا في جمال الربط بين البيت الأخير والحاله العاطفيه في البيت
وما تبعها من مقطع ( تفعيله) جميل ومتماسك ..
قالت وزفرات الهوى فيها تزيد:
................ لاتبتعد .. لاتبتعد عنِّي ..كفا
قلت :
.
.
بالراااااحة
هدِّي على قلبك .. حَرَامْ
فاح الغَرَامْ
وتَّر شفاتك وانبلج .. عقد الكَلامْ
أشهق مفاويح العِشِقْ
من ثغرك الأحمر شِفَق ْ
واستفحل لــ فوح الغرام
أصهل كلام :
فــــــــاح .. الـــــــــغرام
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
ــــــــ آح .. ــــــــــ آم
.
.
.
بخَّـت شغفـها ثم فااااااح./. واشـتمّه الخـافق غـرام
زمَّ اللمى العذب القراااااح ./. وازريـت لا اتمَّ الـصيام
وهنا شاعرنا يصهل بالشعر والإبداع ..
نص من أجمل النصوص الشعريه ..
في الفكره والصياغه والتوظيف للمفردات ..
إستطاع شاعرنا أن يوظف هوايته للفروسيه ومعرفته بأسرارها
توظيف جميل في خدمة هذا النص المُطاول والمُجمل لعنق مهرة المساء ...
إنتقل فيه شاعرنا من الشعر العامودي للتفعيله للعامودي للتفعيله
بشكل سلس وجميل بصوره تخدم النص بالشكل النهائي
بالفعل كان نص متماسك رغم التقسيم , ورغم التباين النفسي والعاطفي
جاء نص متماسك ككتلة جمالية واحدهـ ...
نشكر شاعرنا سلطان على هكذا فكر وشعر ..
ونطالبه بالمزيد من الشعر والإبداع ..
فهو شاعر يمتلك من مقومات الشعر ما يجعله يتقدم بخطوات
ثابته للصف الأول من صفوف الساحه الشعبيه ..
بالتوفيق يا سلطان ولكن منا كل الشكر على هذه الوجبه الشعريه الدسمه ..
والسلام عليكم
برؤية / أحمد عايد البلوي ...
.