حمدان البلوي
08-27-2007, 06:51 AM
http://albluwe.com/~uploaded/8565/1187031491.gif
طلوع الشمس المحمديـة
أبدا أولا ً بقصة نجات عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم من الذبح وفائا ً بنذر
كانت زمزم قد طمرتها جرهم عند مغادرتها مكه لظلمها وأنهزامها وكان ذالك انتقام على اهلها الذين حاربوها وطاردوها وظلت زمزم مطموره إلى عهد شيبه الحمد عبد المطلب فأرى في المانم مكانها وحاول أعادة الحفر ولكن منعته قريش ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى إن رزفه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه ذبح أحداهم , ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد أن يفي بنذره لربه ,فاقترع على أيهم يكون الذبيح فكانت القرعه على عبد الله وهم ان يذبحه عند الكعبه فمنعته قريش وطلبو أليه أن يرجع في أمره إلى عرافه بالمدينه تفتيه أمر ذبح ولده فأرشدته إلى أن يضع عشرا ً من الإبل وهي دية الفرد عندهم وأن يضرب بالقدح على عبدالله وعلى الإبل فأن خرجت على عبدالله الذبيح زاد عشرا ً من الإبل وإن خرجتعلى الإبل فانحرها فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم !! فوصلوا الى مكه وجيء بالإبل وصاحب القداح وقام عبد المطاب عند هبل داخل الكعبه يدعوالله عزوجل , وأخذ صاحب القداح يضربها وكلما خرجت على عبدالله زادو عشرا ً من الإبل حتى بلغت مائه كل ذالك وعبد المطلب قائم يدعو الله عزوجل عند هبل فقالت قيش قد انتهى رضي ربك ياعبد المطلب فأبى إلا ان يضرب عنها القدح ثلاث مرات ففعل فكانت في كل مره تخرج على الإبل وعنده رضي عبد المطلب ونحر الإبل وتركها لا يصد عنها أنسان ولا حيوان ونجى الله تعالى عبدالله فهذا سبب تسميته بالذبيح وأكرم الله تعالى عبد المطلب بحفر زمزم لأذ وافقته قريش على حفرها...
الحمل والميلاد وأيات نبوته
لقد تزوج عبدالله أمنه , زوجه بها والده عبد المطلب على أثر نجاته من الذبح وفاء بالنذر وبني بها عبدالله وحملت منه بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وواكبت حمله ووضعه آيات نبوته التاليه
1-إنه ولد صلى الله عليه وسلم من نكاح شرعي لا من سفاح جاهليه وهي عصمه إلهيه لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى
2-إن آمه آمنه لم تجد أثناء حملها به ماتجد الحوامل عادة من الوهن والضعف
3- أ، آمنه لما حملت به ووضعته , رأت نورا ً خرج منها فأضاء لها قصور الشام : فقد سئل صلى اللع عليه وسلم عن نفسه فقال ( أنا دعوة أبي أبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه يخرج منها نور أضاء لها قصور الشام
4-أن امنه لما حملت به أتاها أت : أنك حملتي بسيد هذه الأمه فإذا وضع في الأرض قولي
: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد , وأية ذالك أنه يخرج معه نور يملا قصور بصرى والشام , فإذا ً سميه محمدا ً فإن أسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء والأرض
5- إنه ولد مسرورا ً أي مقطوع السره على خلاف المواليد في قطع القوابل سرارهم المتصله بأمهاتهم
6- إنه ولد مختونا ً أي مقطوع غلفه الذكر فلم يختن كما يختن المواليد
7- إنكسار البرمه التي وضعت عليه بعد ولادته على عادة النساء من قريش
8- ارتجاج إيما كسرى فارس وسقوط اربع عشر شرفه من شرفاته
9- خمود نار فارس التي لم تخمد منذ الف عام
10- أمتلأ البيت الذي ولد به نورا ً ورؤية النجوم وهي تدنو منه ختى تكاد تقع عليه صلى الله عليه وسلم رأت ذالك أمه والقابله التى كانت معها
مكان وتاريخ المولد
ولد صلى الله عليه وسلم بدار المولد المعروفه بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج أبن يوسف , وهي الأن مكتبه عامه وكان ذالك عام الفيل كما تقدم أي بعد غزوة ابرهه الأشرم بقرابه الخمسين يوم , ولد بعد وفاة والده عبدالله بكذا شهر إذ تركه حملا ً في بطن أمه وسافر للتجاره في أرض غزه من فلسطين حيث توفي جده هاشم إلا ان عبدالله عاد منها فمرض في الطريق عند عودته فنزل عند أخواله من بني عدى بن سعد النجار فمات عندهم بالمدينه المنوره
رضاع الحبيب ومرضعاته صلى الله عليه وسلم
إن اول من تشرف برضاعه صلى الله عليه وسلم والدته الشريفه العفيفه الطيبه الأردان آمنه بنت وهب الزهريه التى رأت من آيات النبوه مارأت ثم ثويبه مولاة أبي لهب التي عمه حمزه كذالك فكان أخ لحمزه من الرضع ثم أرضعته حليمه بنت أبي ذؤيب السعديه من بني سعد وقد أكمل مدة رضاعه سنتين عند حليمه
كفلأ الحبيب وحضانته صلى الله عليه وسلم
لقد عادت بالحبيب صلى الله عليه وسلم مرضعته حليمه السعديه لتكفله أمه آمنه وبهذا تكون أمه أول من كافل النبي صلى الله عليه وسلم في صباه وشاء الله تعالى أن تخرج آمنه بغلامها الزكي النقي الطاهر إلى يثرب ( المدينه المنوره ) لتزيره أخواله من بنى عدى بن النجار إذ هم أخوال أبيه وخال الأب خال الأبن ولم وصلت آمنه ابواء عائده من المدينه إلى مكه أدركتها المنيه فماتت بها , وحضنت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الغلام اليافع مولاة أبيه أم ايمن بركه باركها الله ورضي عنها فوصلت به حاضنته أم ايمن مكه المكرمه فسلمته الى جده عبد المطلب فكان ثاني من كافل النبي صلى الله عليه وسلم وقد لقي محمد الغلام الطاهر من الحفاوه والتكريم والتقدير من جده الكفيل ما لا يقادر قدره ومات الجد الرحيم والكافل الكريم وكان سن النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات ليكفله بوصيه خصوصيه من عبد المطلب عمه أبو طالب وهو شقيق أبوه فكان ابو طالب ثالث الكفلاء النبي صلى الله عليه وسلم في صباه ومزال في كفالته حتى بلغ سن الشد.
مضاهر الكمال المحمدي قبل النبوه
ان الفتره التى قضاها الحبيب صلى الله عليه وسلم من أيام طفولته إلى يوم مبعثه كانت حقا ً زاخره بمظاهر الكمالات المحمديه وكلها دلائل على نبوته
أولا المظاهر الإستسقاء به صلى الله عليه وسلم وهوطفل لم يبلغ بعد فقد ذكر الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( أن اب عساكر روى عن جلهمه بن عرفطه قال : قدمت مكه وهم في قحط فقالت قريش :با أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجنتجلب عنه سحابه قتماء حوله أغيلمه فأخذه فألصق ظهره بالكعبه ولاذ بأصبعه الغلام وما في السماء قزعه فأقبل السحاب من هنا وههنا وأغدق وانفجر الوادي وأخصب النادي والبادي وفي هذا قال ابو طالب
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمه للأرامل
ثاني المظاهر
لم تكشف له عوره بعد أن حدث له مرة وهو ينقل الحجارة مع رجالات قريش لبناء الكعبه المشرفه وكانو يرفعون أوزارهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجارة وكان صلى الله عليه وسلم يضع الحجارة على عاتقه وليس عليه شيء فرآه عمه العباس رضي الله عنه فقال له لو رفعت من إزارك على عاتقك حتى لا تضرك الحجارة ففعل فبدت عورته فوقع على وجهه فوق الأرض ونودي ( استر عورتك ) اي ناداه ملك فما رؤيت له بعد ذالك عورة
ثالث المظاهر
أنه صلى الله عليه وسلم قد بغض الله تعالى إليه الآوثان وكل أنواع الباطل التى كان يأتيها فتيان قريش ورجالاتها من الغناء وشرب الخمر والقمار وسائر الملاهى .
رابع المظاهر
هو تحكيم قريش له فى أعظم خلاف لها كاد يفضى إلى الحرب والقتال بسب وضع الحجر الاسود بعد ماتم هدم وبناء الكعبة
خامس المظاهر
اعتراف بحيرا الراهب بكامله وبنبوته ووصيته عمه أبا طالب به
سادس المظاهر
حضوره صلى الله عليه وسلم حلف الفضول إن حلف الفضول كان بعد حرب الفجار التى كانت حربآ فجر فيها أهلها بانتهاكهم حرمة الشهر الحرام
سابع المظاهر
رغبة خديجة فيه وزواجها به صلى الله عليه وسلم إنه لما تجاوزالعشرين من عمره وحضر حلف الفضول وقبله تحكيم قريش له فى وضع الحجر الآسود
خطبة الزواج الميمون
بعثت خديجة إليه صلى الله عليه وسلم تقول ياابن عم إنى قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك فى قومك حسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها ليتزوجها وكانت يومئذ من أوسط نساء قريش نسبآ وأعظمهن شرفآ وأكثرهن مالآ وكل واحد من قومها كان حريصآ على الزواج بها لو يقدر على ذلك
دنو ساعة طلوع الشمس المحمدية
لقد بلغ الحبيب الآربعين من عمره صلى الله عليه وسلم وأخذت ساعة طلوع الشمس المحمدية تقترب وهاهو ذا صلى الله عليه وسلم إن غدا لحاجة أوراح لايمر بشجر ولا حجر إلا قال له : السلام عليك يارسول الله فيلتفت حوله يمينا ً وشمالا ً فلا يرى احدا ً سوى الشجر والحجر يسلم عليه
طلوع الشمس المحمدية
وفي ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول طلعت الشمس المحمدية حيث صار لا يرى رؤيا في ليله ولا نهاره إلا جاءت كفلق الصبح , وهذا الزهرى يروي عن عروة عن خالته عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها إن أول مابدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوه حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقه , لا يرى رسوالله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح , وحبب اليه الخلوه فلم يكن شيء احب اليه من أن يخلو وحده وأختار صلى الله عليه وسلم لخلوته المحببه إليه جبل حراء وهو أحد جبال مكه المطله عليها فكان يخلو به مجاورا ً فيه يتحنث أى يزيل الحنث عنه وهو ما يراه ويسمعه من الشرك والباطل بين أفراد قومه من قريش وفي ليله من ليالي رمضان المبارك ولعلها السابعه عشرة منه نزل عليه جبريل عليه السلام يحمل بشري النبوة تمهيدا ً لحمل الرساله إلى الناس كافه
وهاهو ذاإمام المتحدثين البخارى (رحمه الله ) يروى لنا عن أمنا عائشة رضى الله عنها قصة بدء الوحى إذ تقول : أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤياالصالحة فى النوم فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالى ذوات العدد قبل أن ينزع إلى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ قال (ماأنا بقارئ ) قال فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال اقرأ فقلت : (ماأنا بقارئ) فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال : اقرأ فقلت( ما أنا بقارئ) فأخذنى فغطنى الثالثة ثم أرسلنى فقال (( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الآكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم )) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال(( زملونى زملونى )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر ( لقد خشيت على نفسى ) فقالت : كلا والله ما يخزيك الله أبداّ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نؤائب الحق
أشعة الشمس المحمدية
ما إن جاء صلى الله عليه وسلم خديجة وقص عليها حتى قالت له : أبشر ياأبن عم فو الذي نفس خديجة بيده إنى لآرجو أن تكون نبي هذه الأمة ثم جمعت عليها ثيابها , وانطلقت به إلى ورقه ابن نوفل أبن عمها وكان قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والأنجيل وقالت : يا ابن عم أسمع من أبن أخيك فقال لها ورقه ياأبن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره الحبيب صلى الله عليه وسلم خبر ما راى فقال اهورقه هذاالنموس الأكبر الذ أنزل على موسى ياليتني فيها جذع ليتني أكون حيا ً أذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( او مخرجي هم ) قال ورقه نعم لم يأت رجل قط بما جأت به الا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا ً مؤزرا ً وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يقض المده التي يقضيها في غار حراء متحنثا ً فعاد الى حراء لإتمامها فلم قضاها واعد من جواره بدأ بالبيت كعادته فطاف سبعاً فلقيه ورقه وهو يطوف فقال يا أبن أخي أخبيني بما رايت فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ورقه والذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمه ولقد جائك النموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه والتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا ادركت ذالك اليوم لأنصرن الله نصرا ً يعلمه ثم أدنى راسه منه فقبل يافوخه ثم أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى منزله . وحمل خديجه حرصها على تجلي الحقيقه ومعرفه الأمر على حقيقته ليكون أيمانها بعلم ويقين فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك أّذا جأك ؟ قال نعم قالت فإذا جأك فأخبرني , فجائه جبريل عليه السلام كما كان يجيأه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجه ( يا خديجه هذا جبريل قد جائني قالت قم ياأبن عم فجلس على فخذي الأيسر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها ألأيسر قالت هل تراه قال( نعم )قالت فتحول وأجلس على فخذي الأيمن فتحول وجلس وقالت هل تراه ؟ قال( نعم) قالت فتحول وأجلس في حجري فتحول فجلس في حجرها قالت هل تراه ؟ قال نعم فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ثم قالت هل تراه قال( لا ) قالت يا أبن عم أثيت وأبشر فو الله إنه ملك وما هو بشيطان وبهذا كانت خديجه أول من أستضاء بنور النبوه المحمديه وأول من آمن برسول الله صلى لله عليه وسلم والوحي الي جاءه ...
وأكتفي بهذا القدر من سيرة سيد البشريه محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم
واتمنى أن أكون وفقت في نقل جزء من السيرة العطرة لكم
طلوع الشمس المحمديـة
أبدا أولا ً بقصة نجات عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم من الذبح وفائا ً بنذر
كانت زمزم قد طمرتها جرهم عند مغادرتها مكه لظلمها وأنهزامها وكان ذالك انتقام على اهلها الذين حاربوها وطاردوها وظلت زمزم مطموره إلى عهد شيبه الحمد عبد المطلب فأرى في المانم مكانها وحاول أعادة الحفر ولكن منعته قريش ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى إن رزفه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه ذبح أحداهم , ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد أن يفي بنذره لربه ,فاقترع على أيهم يكون الذبيح فكانت القرعه على عبد الله وهم ان يذبحه عند الكعبه فمنعته قريش وطلبو أليه أن يرجع في أمره إلى عرافه بالمدينه تفتيه أمر ذبح ولده فأرشدته إلى أن يضع عشرا ً من الإبل وهي دية الفرد عندهم وأن يضرب بالقدح على عبدالله وعلى الإبل فأن خرجت على عبدالله الذبيح زاد عشرا ً من الإبل وإن خرجتعلى الإبل فانحرها فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم !! فوصلوا الى مكه وجيء بالإبل وصاحب القداح وقام عبد المطاب عند هبل داخل الكعبه يدعوالله عزوجل , وأخذ صاحب القداح يضربها وكلما خرجت على عبدالله زادو عشرا ً من الإبل حتى بلغت مائه كل ذالك وعبد المطلب قائم يدعو الله عزوجل عند هبل فقالت قيش قد انتهى رضي ربك ياعبد المطلب فأبى إلا ان يضرب عنها القدح ثلاث مرات ففعل فكانت في كل مره تخرج على الإبل وعنده رضي عبد المطلب ونحر الإبل وتركها لا يصد عنها أنسان ولا حيوان ونجى الله تعالى عبدالله فهذا سبب تسميته بالذبيح وأكرم الله تعالى عبد المطلب بحفر زمزم لأذ وافقته قريش على حفرها...
الحمل والميلاد وأيات نبوته
لقد تزوج عبدالله أمنه , زوجه بها والده عبد المطلب على أثر نجاته من الذبح وفاء بالنذر وبني بها عبدالله وحملت منه بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وواكبت حمله ووضعه آيات نبوته التاليه
1-إنه ولد صلى الله عليه وسلم من نكاح شرعي لا من سفاح جاهليه وهي عصمه إلهيه لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى
2-إن آمه آمنه لم تجد أثناء حملها به ماتجد الحوامل عادة من الوهن والضعف
3- أ، آمنه لما حملت به ووضعته , رأت نورا ً خرج منها فأضاء لها قصور الشام : فقد سئل صلى اللع عليه وسلم عن نفسه فقال ( أنا دعوة أبي أبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه يخرج منها نور أضاء لها قصور الشام
4-أن امنه لما حملت به أتاها أت : أنك حملتي بسيد هذه الأمه فإذا وضع في الأرض قولي
: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد , وأية ذالك أنه يخرج معه نور يملا قصور بصرى والشام , فإذا ً سميه محمدا ً فإن أسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء والأرض
5- إنه ولد مسرورا ً أي مقطوع السره على خلاف المواليد في قطع القوابل سرارهم المتصله بأمهاتهم
6- إنه ولد مختونا ً أي مقطوع غلفه الذكر فلم يختن كما يختن المواليد
7- إنكسار البرمه التي وضعت عليه بعد ولادته على عادة النساء من قريش
8- ارتجاج إيما كسرى فارس وسقوط اربع عشر شرفه من شرفاته
9- خمود نار فارس التي لم تخمد منذ الف عام
10- أمتلأ البيت الذي ولد به نورا ً ورؤية النجوم وهي تدنو منه ختى تكاد تقع عليه صلى الله عليه وسلم رأت ذالك أمه والقابله التى كانت معها
مكان وتاريخ المولد
ولد صلى الله عليه وسلم بدار المولد المعروفه بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج أبن يوسف , وهي الأن مكتبه عامه وكان ذالك عام الفيل كما تقدم أي بعد غزوة ابرهه الأشرم بقرابه الخمسين يوم , ولد بعد وفاة والده عبدالله بكذا شهر إذ تركه حملا ً في بطن أمه وسافر للتجاره في أرض غزه من فلسطين حيث توفي جده هاشم إلا ان عبدالله عاد منها فمرض في الطريق عند عودته فنزل عند أخواله من بني عدى بن سعد النجار فمات عندهم بالمدينه المنوره
رضاع الحبيب ومرضعاته صلى الله عليه وسلم
إن اول من تشرف برضاعه صلى الله عليه وسلم والدته الشريفه العفيفه الطيبه الأردان آمنه بنت وهب الزهريه التى رأت من آيات النبوه مارأت ثم ثويبه مولاة أبي لهب التي عمه حمزه كذالك فكان أخ لحمزه من الرضع ثم أرضعته حليمه بنت أبي ذؤيب السعديه من بني سعد وقد أكمل مدة رضاعه سنتين عند حليمه
كفلأ الحبيب وحضانته صلى الله عليه وسلم
لقد عادت بالحبيب صلى الله عليه وسلم مرضعته حليمه السعديه لتكفله أمه آمنه وبهذا تكون أمه أول من كافل النبي صلى الله عليه وسلم في صباه وشاء الله تعالى أن تخرج آمنه بغلامها الزكي النقي الطاهر إلى يثرب ( المدينه المنوره ) لتزيره أخواله من بنى عدى بن النجار إذ هم أخوال أبيه وخال الأب خال الأبن ولم وصلت آمنه ابواء عائده من المدينه إلى مكه أدركتها المنيه فماتت بها , وحضنت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الغلام اليافع مولاة أبيه أم ايمن بركه باركها الله ورضي عنها فوصلت به حاضنته أم ايمن مكه المكرمه فسلمته الى جده عبد المطلب فكان ثاني من كافل النبي صلى الله عليه وسلم وقد لقي محمد الغلام الطاهر من الحفاوه والتكريم والتقدير من جده الكفيل ما لا يقادر قدره ومات الجد الرحيم والكافل الكريم وكان سن النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات ليكفله بوصيه خصوصيه من عبد المطلب عمه أبو طالب وهو شقيق أبوه فكان ابو طالب ثالث الكفلاء النبي صلى الله عليه وسلم في صباه ومزال في كفالته حتى بلغ سن الشد.
مضاهر الكمال المحمدي قبل النبوه
ان الفتره التى قضاها الحبيب صلى الله عليه وسلم من أيام طفولته إلى يوم مبعثه كانت حقا ً زاخره بمظاهر الكمالات المحمديه وكلها دلائل على نبوته
أولا المظاهر الإستسقاء به صلى الله عليه وسلم وهوطفل لم يبلغ بعد فقد ذكر الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( أن اب عساكر روى عن جلهمه بن عرفطه قال : قدمت مكه وهم في قحط فقالت قريش :با أبا طالب أقحط الوادي وأجدب العيال فهلم فاستسق فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجنتجلب عنه سحابه قتماء حوله أغيلمه فأخذه فألصق ظهره بالكعبه ولاذ بأصبعه الغلام وما في السماء قزعه فأقبل السحاب من هنا وههنا وأغدق وانفجر الوادي وأخصب النادي والبادي وفي هذا قال ابو طالب
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمه للأرامل
ثاني المظاهر
لم تكشف له عوره بعد أن حدث له مرة وهو ينقل الحجارة مع رجالات قريش لبناء الكعبه المشرفه وكانو يرفعون أوزارهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجارة وكان صلى الله عليه وسلم يضع الحجارة على عاتقه وليس عليه شيء فرآه عمه العباس رضي الله عنه فقال له لو رفعت من إزارك على عاتقك حتى لا تضرك الحجارة ففعل فبدت عورته فوقع على وجهه فوق الأرض ونودي ( استر عورتك ) اي ناداه ملك فما رؤيت له بعد ذالك عورة
ثالث المظاهر
أنه صلى الله عليه وسلم قد بغض الله تعالى إليه الآوثان وكل أنواع الباطل التى كان يأتيها فتيان قريش ورجالاتها من الغناء وشرب الخمر والقمار وسائر الملاهى .
رابع المظاهر
هو تحكيم قريش له فى أعظم خلاف لها كاد يفضى إلى الحرب والقتال بسب وضع الحجر الاسود بعد ماتم هدم وبناء الكعبة
خامس المظاهر
اعتراف بحيرا الراهب بكامله وبنبوته ووصيته عمه أبا طالب به
سادس المظاهر
حضوره صلى الله عليه وسلم حلف الفضول إن حلف الفضول كان بعد حرب الفجار التى كانت حربآ فجر فيها أهلها بانتهاكهم حرمة الشهر الحرام
سابع المظاهر
رغبة خديجة فيه وزواجها به صلى الله عليه وسلم إنه لما تجاوزالعشرين من عمره وحضر حلف الفضول وقبله تحكيم قريش له فى وضع الحجر الآسود
خطبة الزواج الميمون
بعثت خديجة إليه صلى الله عليه وسلم تقول ياابن عم إنى قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك فى قومك حسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها ليتزوجها وكانت يومئذ من أوسط نساء قريش نسبآ وأعظمهن شرفآ وأكثرهن مالآ وكل واحد من قومها كان حريصآ على الزواج بها لو يقدر على ذلك
دنو ساعة طلوع الشمس المحمدية
لقد بلغ الحبيب الآربعين من عمره صلى الله عليه وسلم وأخذت ساعة طلوع الشمس المحمدية تقترب وهاهو ذا صلى الله عليه وسلم إن غدا لحاجة أوراح لايمر بشجر ولا حجر إلا قال له : السلام عليك يارسول الله فيلتفت حوله يمينا ً وشمالا ً فلا يرى احدا ً سوى الشجر والحجر يسلم عليه
طلوع الشمس المحمدية
وفي ليلة الاثنين من شهر ربيع الأول طلعت الشمس المحمدية حيث صار لا يرى رؤيا في ليله ولا نهاره إلا جاءت كفلق الصبح , وهذا الزهرى يروي عن عروة عن خالته عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها إن أول مابدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوه حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقه , لا يرى رسوالله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح , وحبب اليه الخلوه فلم يكن شيء احب اليه من أن يخلو وحده وأختار صلى الله عليه وسلم لخلوته المحببه إليه جبل حراء وهو أحد جبال مكه المطله عليها فكان يخلو به مجاورا ً فيه يتحنث أى يزيل الحنث عنه وهو ما يراه ويسمعه من الشرك والباطل بين أفراد قومه من قريش وفي ليله من ليالي رمضان المبارك ولعلها السابعه عشرة منه نزل عليه جبريل عليه السلام يحمل بشري النبوة تمهيدا ً لحمل الرساله إلى الناس كافه
وهاهو ذاإمام المتحدثين البخارى (رحمه الله ) يروى لنا عن أمنا عائشة رضى الله عنها قصة بدء الوحى إذ تقول : أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤياالصالحة فى النوم فكان لايرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالى ذوات العدد قبل أن ينزع إلى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ قال (ماأنا بقارئ ) قال فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال اقرأ فقلت : (ماأنا بقارئ) فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال : اقرأ فقلت( ما أنا بقارئ) فأخذنى فغطنى الثالثة ثم أرسلنى فقال (( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الآكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم )) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال(( زملونى زملونى )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر ( لقد خشيت على نفسى ) فقالت : كلا والله ما يخزيك الله أبداّ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نؤائب الحق
أشعة الشمس المحمدية
ما إن جاء صلى الله عليه وسلم خديجة وقص عليها حتى قالت له : أبشر ياأبن عم فو الذي نفس خديجة بيده إنى لآرجو أن تكون نبي هذه الأمة ثم جمعت عليها ثيابها , وانطلقت به إلى ورقه ابن نوفل أبن عمها وكان قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والأنجيل وقالت : يا ابن عم أسمع من أبن أخيك فقال لها ورقه ياأبن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره الحبيب صلى الله عليه وسلم خبر ما راى فقال اهورقه هذاالنموس الأكبر الذ أنزل على موسى ياليتني فيها جذع ليتني أكون حيا ً أذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( او مخرجي هم ) قال ورقه نعم لم يأت رجل قط بما جأت به الا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا ً مؤزرا ً وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يقض المده التي يقضيها في غار حراء متحنثا ً فعاد الى حراء لإتمامها فلم قضاها واعد من جواره بدأ بالبيت كعادته فطاف سبعاً فلقيه ورقه وهو يطوف فقال يا أبن أخي أخبيني بما رايت فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ورقه والذي نفسي بيده أنك لنبي هذه الأمه ولقد جائك النموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه والتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا ادركت ذالك اليوم لأنصرن الله نصرا ً يعلمه ثم أدنى راسه منه فقبل يافوخه ثم أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى منزله . وحمل خديجه حرصها على تجلي الحقيقه ومعرفه الأمر على حقيقته ليكون أيمانها بعلم ويقين فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك أّذا جأك ؟ قال نعم قالت فإذا جأك فأخبرني , فجائه جبريل عليه السلام كما كان يجيأه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجه ( يا خديجه هذا جبريل قد جائني قالت قم ياأبن عم فجلس على فخذي الأيسر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها ألأيسر قالت هل تراه قال( نعم )قالت فتحول وأجلس على فخذي الأيمن فتحول وجلس وقالت هل تراه ؟ قال( نعم) قالت فتحول وأجلس في حجري فتحول فجلس في حجرها قالت هل تراه ؟ قال نعم فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ثم قالت هل تراه قال( لا ) قالت يا أبن عم أثيت وأبشر فو الله إنه ملك وما هو بشيطان وبهذا كانت خديجه أول من أستضاء بنور النبوه المحمديه وأول من آمن برسول الله صلى لله عليه وسلم والوحي الي جاءه ...
وأكتفي بهذا القدر من سيرة سيد البشريه محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم
واتمنى أن أكون وفقت في نقل جزء من السيرة العطرة لكم