حاتم بن منصور منقره
09-02-2007, 01:16 AM
http://img516.imageshack.us/img516/8248/show5pk.gif
سئل فضيلة العلامه /عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
-حفظه الله-
عن الجماعات التي تمارس في كثير من المدارس كجماعة المسرح، فما حكم التمثيل الذي يصدر من جماعة المسرح بأدوار لبعض الصحابة أو من جاء بعدهم من الأئمة والأعلام والمجاهدين، أو معالجة قضية وقعت في المجتمع، أو كيفية محاربة بعض المنكرات، أو تدريب على بعض خصال الخير، كبِرِّ الوالدين أو المحافظة على الصلاة مع الجماعة في المساجد أو التحذير من قرناء السوء، ونحو ذلك؟
فأجاب:كثر في القرآن ضرب الأمثال بالأشياء المحسوسة المعروفة وكذا ورد في السنة، حيث إن التمثيل أوقع في النفس وأبقى في الفهم وأظهر أثرًا في السامع والناظر؛ لاجتماع السمع والبصر والعقل على تفهمه وتدبره؛ لذلك يبقى أثره طويلًا، ولا يكاد من سمعه ينسى لفظه أو معناه، فلا بأس بإظهار مثل تلك الأمثال المضروبة في الكتاب والسنة؛ كما لو أن رجلا معه جماعة نزلوا في برية كثيرة الأشجار والمرتفعات والحفر فأوقد نارًا ليلا وأضرمها، فنظروا وأبصروا حولهم ثم أطفأها بسرعة، فإنهم يتحيرون ويبقون في ظلمات حالكة، يعثرون في الأشجار ويسقطون في الحفر، وذلك مثال قوله -تعالى-
http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2 &nAya=17)http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif الآية
، وكذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
http://www.ibn-jebreen.com/images/h2.gif مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فجعل الفراش والدواب يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه http://www.ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book2/Hits200066.htm)
إلخ.
فعلى هذا أرى أن التماثيل المفيدة التي تحكي قصة أو تضرب مثلا يستفاد منه لا بأس بها، وهكذا يقال في تمثيل دور بعض الصحابة إذا لم يكن فيه تنقص ولا كذب ، وقصد بذلك إظهار فضلهم وبيان جهودهم ، ليكونوا قدوة في هذه الأفعال لمن بعدهم ، كتمثيل صبرهم على العذاب والأذى من المشركين ، ثم إنتصارهم وظهورهم بعد ذلك ، وتمثيل شيء من الغزوات التي حصل فيها النصر والصبر والظفر بالعدو ، وهكذا تمثيل بعض ما لقيه إمام أو عالم من السلف ، وكيف تحمّل السجن والجلد ، وكيف أقنع العدو المخالف حتى أظفره الله وأظهر حجته ، وهكذا تمثيل مشكله يقع فيها المجتمع أو فرد من الأمة ويصعب علاجها ، وذكر طريقه يظهر بها حل هذه المشكلة وأمثالها ، تكون على مشهد من الحاضرين ليتصوروا علاجها متى وقعت.
ولقد أكثر المصلحون من تلك التمثيليات وظهرت فائدتها ، وحضرها جمع من كبار علمائنا وأقروها ، ولم يظهر الإنكار إلا من بعض المتأخرين بحجة أنها كذب ، مع أن الحاضرين يتحققون أنها قصص خياليه أو تمثيل لقصص قديمه لم يحضرها السامع ، فإذا شاهد هذا المثال فكأنه حضرها وأخذ عنها فكرة وتصور علاجها،
فأنا أختار جواز التمثيل الهادف المفيد
، والله أعلم.
نقل من موقع العلامه
للفائده والعلم
سئل فضيلة العلامه /عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
-حفظه الله-
عن الجماعات التي تمارس في كثير من المدارس كجماعة المسرح، فما حكم التمثيل الذي يصدر من جماعة المسرح بأدوار لبعض الصحابة أو من جاء بعدهم من الأئمة والأعلام والمجاهدين، أو معالجة قضية وقعت في المجتمع، أو كيفية محاربة بعض المنكرات، أو تدريب على بعض خصال الخير، كبِرِّ الوالدين أو المحافظة على الصلاة مع الجماعة في المساجد أو التحذير من قرناء السوء، ونحو ذلك؟
فأجاب:كثر في القرآن ضرب الأمثال بالأشياء المحسوسة المعروفة وكذا ورد في السنة، حيث إن التمثيل أوقع في النفس وأبقى في الفهم وأظهر أثرًا في السامع والناظر؛ لاجتماع السمع والبصر والعقل على تفهمه وتدبره؛ لذلك يبقى أثره طويلًا، ولا يكاد من سمعه ينسى لفظه أو معناه، فلا بأس بإظهار مثل تلك الأمثال المضروبة في الكتاب والسنة؛ كما لو أن رجلا معه جماعة نزلوا في برية كثيرة الأشجار والمرتفعات والحفر فأوقد نارًا ليلا وأضرمها، فنظروا وأبصروا حولهم ثم أطفأها بسرعة، فإنهم يتحيرون ويبقون في ظلمات حالكة، يعثرون في الأشجار ويسقطون في الحفر، وذلك مثال قوله -تعالى-
http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2 &nAya=17)http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif الآية
، وكذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
http://www.ibn-jebreen.com/images/h2.gif مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فجعل الفراش والدواب يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه http://www.ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book2/Hits200066.htm)
إلخ.
فعلى هذا أرى أن التماثيل المفيدة التي تحكي قصة أو تضرب مثلا يستفاد منه لا بأس بها، وهكذا يقال في تمثيل دور بعض الصحابة إذا لم يكن فيه تنقص ولا كذب ، وقصد بذلك إظهار فضلهم وبيان جهودهم ، ليكونوا قدوة في هذه الأفعال لمن بعدهم ، كتمثيل صبرهم على العذاب والأذى من المشركين ، ثم إنتصارهم وظهورهم بعد ذلك ، وتمثيل شيء من الغزوات التي حصل فيها النصر والصبر والظفر بالعدو ، وهكذا تمثيل بعض ما لقيه إمام أو عالم من السلف ، وكيف تحمّل السجن والجلد ، وكيف أقنع العدو المخالف حتى أظفره الله وأظهر حجته ، وهكذا تمثيل مشكله يقع فيها المجتمع أو فرد من الأمة ويصعب علاجها ، وذكر طريقه يظهر بها حل هذه المشكلة وأمثالها ، تكون على مشهد من الحاضرين ليتصوروا علاجها متى وقعت.
ولقد أكثر المصلحون من تلك التمثيليات وظهرت فائدتها ، وحضرها جمع من كبار علمائنا وأقروها ، ولم يظهر الإنكار إلا من بعض المتأخرين بحجة أنها كذب ، مع أن الحاضرين يتحققون أنها قصص خياليه أو تمثيل لقصص قديمه لم يحضرها السامع ، فإذا شاهد هذا المثال فكأنه حضرها وأخذ عنها فكرة وتصور علاجها،
فأنا أختار جواز التمثيل الهادف المفيد
، والله أعلم.
نقل من موقع العلامه
للفائده والعلم