ناصر
09-08-2007, 10:47 PM
أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
لا يخلو مجتمع من ظاهرة الإشاعة، وقد استُخدٍمت الإشاعة استخدامات سياسية ونفسية وأمنية في الحروب، وفي العلاقات بين الدول كإحدى وسائل الحرب غير العسكرية، وإلاشاعة هي الترويج لخبر أو لمعلومة غير صحيحة، أو تهويل وتضخيم معلومات صحيحة عن شخص أو جماعة أو فئة أو مؤسسة أو دولة ما، بشكل يجعل من المعلومات بعد تضخيمها تختلف عما كانت عليه في حقيقتها الأصلية، يدخل في إطارها أيضاً نقل الكلام من دون التأكد منه، وبثه بين الناس، وعادة ما تنتشر الإشاعة حول موضوع مهم للناس أو لفئة منهم لا يحيطون بالمعلومات الأكيدة حوله، فيجد مبث الإشاعة الأرضية الخصبة لنشرها بسرعة البرق.
يعاني مجتمعنا العربي من ظاهرة الإشاعة، التي تجد لها مناخاً مناسباً يسهم في سرعة إنتشارها، بسبب طبيعة مجتمعاتنا الثرثارة، وطبع الحشرية السلبية لكثير من الناس فيها، التي تدفعهم للتدخل فيما لا يعنيهم، و" حشر" أنوفهم في قضايا وخصوصيات الآخرين. تكتسب الإشاعة التي ترتبط بالفضائح في مجتمعاتنا أهمية خاصة، بشكل يجعل منها أكثر أنواع الإشاعات سرعة في الإنتشار، قد يرجع سبب ذلك الى أن مجتمعاتنا تعاني بشكل عام من التهاون في إحترام الحياة الخاصة للآخرين، حيث ينتاب الناس رغبة في معرفة أشياء عن الحياة الخاصة للآخرين، يرغبون بالتدخل بها بشكل أو بأخر ، فمثلاً يرغب الجار في إستكشاف ما يفعل جاره في نهاره وليله، وفي التعرف على علاقاته مع ذويه وجيرانه الأخرين، والبعض يذهب أبعد من ذلك متسللاً الي العلاقة بين الزوج وزوجته، أو يتابع أخبار بنت الجيران، باذلاً الجهود والمساعي الحثيثة للتعرف على خصوصياتها، من قبيل: أين تذهب، ومن تزور، ومع من تأخرت الليلة الماضية، ومن هم أصدقائها ...الخ ، بصورة مخالفة لكل معايير الادب والقيم الدينية.
لا يتوقف الأمر عند ذلك، وإنما يتم إستكماله في جعل الأمور الخاصة للآخرين مادة للتسلية في الجلسات والسمر، يعاني المجتمع العربي من مشكلة جعل الآخرين مادة لتمضية الوقت، ولا يتم التركيز عادة على الصفات الحميدة في الشخص موضوع التسلية، وإنما يتم الخوض في خصوصيات وأمور قد تسيء لهذا الشخص وسمعته، خاصة إذا ما ارتبط الحديث حول إشاعة لها علاقة بفضيحة أو قصة مثيرة حصلت له. يستمتع البعض عادة في جعل هذه الامور مادة للتسلية والحديث، وتجدهم يتهامسون ويؤكدون لبعضهم البعض ان هذا يجب أن يبقى " سراً " ولا يجوز مداولته مع الاخرين لأن ذلك عيب، ولأن الرجل صديقهم وأبن حيهم، ، وبعد إنفضاض الجلسة يبدأ كل واحد منهم ببث الخبر في محيطه الخاص، وكأنهم تواصوا على بثه ونشره وليس كتمانه،
قد لا يقصد الناس الإساءة دائما، إلا أنهم يملكون الكثير من أوقات الفراغ التي يصعب ملؤها من دون القيل والقال، وهكذا تتحول أحوال الناس الخاصة إلي قصص علنية ومادة للتسلية، وهناك أناس محترفون في تتبع أحول وأخبار الناس، خاصة الخصوم منهم، وما يدور في البيوت وبين أفراد الأسرة، ونشر هذه المعلومات بين الناس، ربما رغبة منهم في إظهار الذات، من خلال الإثبات للآخرين أن بحوزتهم معلومات كثيرة عن الآخرين، وأنه يمكنهم الوصول لاي معلومة يريدونها، وإظهار أنفسهم وكأنهم مرجع للمعلومات عن الآخرين، وأنه لا شيء يخفى عليهم، وأنهم يملكون حلولاً خلاقة لمشاكل الآخرين الخاصة. لا أعلم ما سر محبة وعشق البعض في بث ونقل الإشاعات المتعلقة بالفضائح اكثر من غيرها، يتلقفون خبراً قد لا يكون صحيحاً، ثم ما يلبثون أن ينقلونه لكل من يصادفهم وكأنه" أخر خبر"، يشعر الناقل بالفخر كونه أول من أعلم الأخرين بالخبر، وأنهم لولاه لما سمعوا بالقصة، ولبقوا على " عماهم" لا يعلمون شيئاً مما يجري حولهم، والغريب أن مصادرهم هي " سمعت وبيقولوا ".
ربما نحتاج لعدد من الصفحات للتحدث عن أسباب الإشاعات وعن آثارها على المجتمع، الا ان ما يهم ان نعرفه أن الإسلام يرفض الإشاعات، لأنها خوض في خصوصيات الآخرين، وإفشاء لأسرارهم، وفيها كذب وتلفيق، وفيها خوض في أعراضهم، هذا فضلاً عما لها من أثار سيئة على المسلمين ، الا انها مسموحة في الحرب مع العدو للتأثير النفسي عليه لأن الحرب خدعة كما نعلم.
ولعله من المناسب في مجتمعاتنا أخذ الحيطة والحذر من مروجي الإشاعات، من خلال الإجتهاد في توضيح الحقيقة للآخرين، وإحسان الظن بالآخرين وإلتماس العذر لهم، والإبتعاد عن مواطن الشبه التي قد تجعل من الإنسان موضوعاً للاشاعة، ولابد من التسلح بالوعي والحذر من الخوض في خصوصيات الآخرين وأعراضهم، والتأكد من أي نبأ ينقل الينا فيه مس لنا أو لأناس يهمنا أمرهم وذلك عملاً بأمر الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ).
لا يخلو مجتمع من ظاهرة الإشاعة، وقد استُخدٍمت الإشاعة استخدامات سياسية ونفسية وأمنية في الحروب، وفي العلاقات بين الدول كإحدى وسائل الحرب غير العسكرية، وإلاشاعة هي الترويج لخبر أو لمعلومة غير صحيحة، أو تهويل وتضخيم معلومات صحيحة عن شخص أو جماعة أو فئة أو مؤسسة أو دولة ما، بشكل يجعل من المعلومات بعد تضخيمها تختلف عما كانت عليه في حقيقتها الأصلية، يدخل في إطارها أيضاً نقل الكلام من دون التأكد منه، وبثه بين الناس، وعادة ما تنتشر الإشاعة حول موضوع مهم للناس أو لفئة منهم لا يحيطون بالمعلومات الأكيدة حوله، فيجد مبث الإشاعة الأرضية الخصبة لنشرها بسرعة البرق.
يعاني مجتمعنا العربي من ظاهرة الإشاعة، التي تجد لها مناخاً مناسباً يسهم في سرعة إنتشارها، بسبب طبيعة مجتمعاتنا الثرثارة، وطبع الحشرية السلبية لكثير من الناس فيها، التي تدفعهم للتدخل فيما لا يعنيهم، و" حشر" أنوفهم في قضايا وخصوصيات الآخرين. تكتسب الإشاعة التي ترتبط بالفضائح في مجتمعاتنا أهمية خاصة، بشكل يجعل منها أكثر أنواع الإشاعات سرعة في الإنتشار، قد يرجع سبب ذلك الى أن مجتمعاتنا تعاني بشكل عام من التهاون في إحترام الحياة الخاصة للآخرين، حيث ينتاب الناس رغبة في معرفة أشياء عن الحياة الخاصة للآخرين، يرغبون بالتدخل بها بشكل أو بأخر ، فمثلاً يرغب الجار في إستكشاف ما يفعل جاره في نهاره وليله، وفي التعرف على علاقاته مع ذويه وجيرانه الأخرين، والبعض يذهب أبعد من ذلك متسللاً الي العلاقة بين الزوج وزوجته، أو يتابع أخبار بنت الجيران، باذلاً الجهود والمساعي الحثيثة للتعرف على خصوصياتها، من قبيل: أين تذهب، ومن تزور، ومع من تأخرت الليلة الماضية، ومن هم أصدقائها ...الخ ، بصورة مخالفة لكل معايير الادب والقيم الدينية.
لا يتوقف الأمر عند ذلك، وإنما يتم إستكماله في جعل الأمور الخاصة للآخرين مادة للتسلية في الجلسات والسمر، يعاني المجتمع العربي من مشكلة جعل الآخرين مادة لتمضية الوقت، ولا يتم التركيز عادة على الصفات الحميدة في الشخص موضوع التسلية، وإنما يتم الخوض في خصوصيات وأمور قد تسيء لهذا الشخص وسمعته، خاصة إذا ما ارتبط الحديث حول إشاعة لها علاقة بفضيحة أو قصة مثيرة حصلت له. يستمتع البعض عادة في جعل هذه الامور مادة للتسلية والحديث، وتجدهم يتهامسون ويؤكدون لبعضهم البعض ان هذا يجب أن يبقى " سراً " ولا يجوز مداولته مع الاخرين لأن ذلك عيب، ولأن الرجل صديقهم وأبن حيهم، ، وبعد إنفضاض الجلسة يبدأ كل واحد منهم ببث الخبر في محيطه الخاص، وكأنهم تواصوا على بثه ونشره وليس كتمانه،
قد لا يقصد الناس الإساءة دائما، إلا أنهم يملكون الكثير من أوقات الفراغ التي يصعب ملؤها من دون القيل والقال، وهكذا تتحول أحوال الناس الخاصة إلي قصص علنية ومادة للتسلية، وهناك أناس محترفون في تتبع أحول وأخبار الناس، خاصة الخصوم منهم، وما يدور في البيوت وبين أفراد الأسرة، ونشر هذه المعلومات بين الناس، ربما رغبة منهم في إظهار الذات، من خلال الإثبات للآخرين أن بحوزتهم معلومات كثيرة عن الآخرين، وأنه يمكنهم الوصول لاي معلومة يريدونها، وإظهار أنفسهم وكأنهم مرجع للمعلومات عن الآخرين، وأنه لا شيء يخفى عليهم، وأنهم يملكون حلولاً خلاقة لمشاكل الآخرين الخاصة. لا أعلم ما سر محبة وعشق البعض في بث ونقل الإشاعات المتعلقة بالفضائح اكثر من غيرها، يتلقفون خبراً قد لا يكون صحيحاً، ثم ما يلبثون أن ينقلونه لكل من يصادفهم وكأنه" أخر خبر"، يشعر الناقل بالفخر كونه أول من أعلم الأخرين بالخبر، وأنهم لولاه لما سمعوا بالقصة، ولبقوا على " عماهم" لا يعلمون شيئاً مما يجري حولهم، والغريب أن مصادرهم هي " سمعت وبيقولوا ".
ربما نحتاج لعدد من الصفحات للتحدث عن أسباب الإشاعات وعن آثارها على المجتمع، الا ان ما يهم ان نعرفه أن الإسلام يرفض الإشاعات، لأنها خوض في خصوصيات الآخرين، وإفشاء لأسرارهم، وفيها كذب وتلفيق، وفيها خوض في أعراضهم، هذا فضلاً عما لها من أثار سيئة على المسلمين ، الا انها مسموحة في الحرب مع العدو للتأثير النفسي عليه لأن الحرب خدعة كما نعلم.
ولعله من المناسب في مجتمعاتنا أخذ الحيطة والحذر من مروجي الإشاعات، من خلال الإجتهاد في توضيح الحقيقة للآخرين، وإحسان الظن بالآخرين وإلتماس العذر لهم، والإبتعاد عن مواطن الشبه التي قد تجعل من الإنسان موضوعاً للاشاعة، ولابد من التسلح بالوعي والحذر من الخوض في خصوصيات الآخرين وأعراضهم، والتأكد من أي نبأ ينقل الينا فيه مس لنا أو لأناس يهمنا أمرهم وذلك عملاً بأمر الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ).