ناصر
09-15-2007, 11:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بكل الخير والبركه
وكل عام وانتم جميعا بالف خير
كل منا يفتخر ويعتز بأصله ولا تجد إنساناً في هذه الدنيا يتنصل من أصله أو يخجل منه، الا في حالات شاذه، هناك من الناس من يغلو في اعتزازه لدرجة انه قد يستحقر الاخرين او ينظر لهم بنوع من الدونية على اعتبار انه درجة أولى والآخرين درجة رابعة وخامسة
نحن البدو أول ما نتعلمه في هذه الدنيا بعد ان نعرف أننا مسلمون هو عن أصلنا، فتجد الوالد يشرح ويوضح ويغرس فينا روح الفخر والإعتزاز بأصلنا وبأنفسنا، يوضح لنا أننا أناس ذوي حسب ونسب، وأن من قبيلتنا خرج رجال أعزاء أحرار كثيرون، يشرح لنا ويفصل في تاريخ القبيلة وأمجادها، وكأنه يقول أريد أن أعتز بكم انتم أيضا، أريدكم رجالاً ذوي شهامة ورجولة، وأن تتمتعوا بأخلاق الرجال الأحرار، يعتز بكم الصديق ويحترمكم العدو، إلا أنه وبرغم هذا التوضيح والشرح يحذرنا من الغلو وأن ننظر للآخرين بدونيية وإحتقار، بل يدفعنا الى محبة وإحترام الجميع دون تمييز.
ويشهد الله أنني ما نظرت يوماً إلي إنسان وحقرته لأنه ابن فلان او علان، بل كنت أحترم الجميع وأعاملهم معاملة طيبة لطيفه، وعندي من الاصدقاء كم هائل من عائلات ومناطق وأصول مختلفة، منهم البدوي ومنهم الفلاح ومنهم المدني ،
لكنني مع الوقت شعرت بأن هناك خلل في نظرة البعض للبدو، فهناك من يعتقد ان البدوي غدار وخائن ويطعن في الظهر، ومنهم من يرى ان البدوي يأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة، وأن البداوة رديف التخلف والتحجر، وأخرون لا يكنون أي احترام للبدوى بالرغم من أنهم مضطرون ألا يظهروا ذلك، وهناك من يعتقد ان البدو نور " جمع نوري" .....الخ
في محطات حياتي المختلفة قابلت الكثير وتعاملت مع الكثير واكتشفت الكثير ، فمثلاً أيام دراستى الأولى ونظراً لتفوقي الملحوظ على بقية الزملاء، كانت إدارة المدرسة تختارني لتمثيل المدرسة في المسابقات العلمية، وكان ذلك يتكرر كل سنة ، لمست الإحتجاج من بعض الزملاء، لم أعترض على الإحتجاج بقدر ما اعترضت على السبب، فالمعترضون يقولون " كيف بدوي يمثل مدرستنا" . هذا بالرغم من أن إدارة المدرسة تختار وفقا لإختبارات داخلية تجريها بين المتفوقين في المدرسة والحاصل على أعلى نسبه هو من يقع عليه الإختيار، كم كان يؤلمنى الإحتجاج المشفوع بهذا السبب غير المبرر ، حتى أن مديرة المدرسة ــ وهي مسيحية ــ كانت ترد عليهم وتشفي غليلي قائلة لهم" اتشطروا وصيروا مثله وبعدين تكلموا واحتجوا"
وفي الجامعة كان أحد الدكاتره حينما يتكلم عن موضوع ذو علاقه يتطرق للبدو ويصفهم بتلك الصفات السيئة، لم يكن يعلم أنني بدوي ربما لأن شكلي لا يوحي بذلك، وتصادمت معه في البدايه وكنت مضطراً كثيرا للتدخل والتعليق على كلامه وتوضيح الأمور ، وقلت له أنك لم تعاشر البدو ولم تعرفهم ، فانت تحكم فقط بناء على افكار مسبقة وهذا لا يجوز، ربما لأن جامعتنا ليس بها بدو ولم يعرفهم أو يتعامل معهم ...
مع الزمن احبني هذا الدكتور وحتى اللحظة بيننا اتصالات واحيانا نلتقي، وهناك غيره الكثيرن ممن يمتلكون افكار مسبقه سلبية عن البدو، منهم من يغير وجهة نظره ومنهم من يصر عليها، فأكون في هذه الحالة مضطراً للتوضيح له بخشونه وبذكر حقائق مؤلمة لا يمكننه بعدها مواجهتي في نقاش من هذا النوع.
على النقيض من ذلك أيضاً ألمس في البدو نوعاً من التفاخر والإعتزاز الزائد عن حده ، فهم بالرغم من قلتهم في فلسطين الا أنهم عزيزوا الجانب مهابون، يخشاهم من يعاديهم ويهابهم. وقد أكدوا مراراً وتكراراً سطوتهم اذا ما تعلق الامر بالكرامة او الشرف، لذا أجد الناس يحسبون لهم حساب ويفكرون مرارا قبل النيل من أي منهم، كما أنهم يعتزون ويفتخرون بنسبهم ،ولو سألت بدوياً عن نسبه لأجابك بكل شموخ وكبرياء، ولذكر لك شجرة قبيلته من فجر التاريخ، مدعمة بسيرة ذاتية عن قبيلته، مطعمة بالمواقف البطوليةوالأمجاد، الأمر الذي يفتقده غيرهم.
ربما أجد المبرر لسلوك البدو وألتمس لهم العذر ، فهم من عانى من هذه النظرة من قبل الآخرين وهم يردونها لمصدرها، حتى في عهد سلطتنا الفاضلة عانى البدو من التهميش والإستبعاد عن الوظائف الهامة، وغيرها من حقوق المواطنة، وحصل غيرهم على أكثر من حقهم باضعاف. و ما دعاني للكتابه هنا ما حصل مؤخراً في القرية البدوية شمال غزة، والكارثه التي تعرضت لها القرية بإنهيار بحيرة الصرف الصحي على بيوتهم، فالسلطة ووزير الاسكان السابق عبد الرحمن حمد هو من اخرجهم من ديارهم بغير حق واسكنهم في تلك المنطقة بحجة اقامة مدينة الشيخ زايد في مكانهم، وقد رفض البدو الرحيل إلا أن السلطة استخدمت معهم العنف والقوة فقتلت منهم وأصابت عددا أخر، وفي النهاية بعد موافقة البدو على الرحيل أُجبروا على السكن بالقرب من أحواض الصرف الصحي، ومُنح الفرد المتزوج قطعة أرض صغيره" 150متر" وثلاثة آلاف دولار وهو مبلغ لا يساوى شيئا.
كل هذا بسبب نظرة التمييز والتحيز ضدهم بينما نجد مسؤول في السلطة يبنى فيلا تكلف خزينة السلطة اكثر مما دفع لأبناء هذه القرية مجتمعين، فلم تعتبرهم السلطة مواطنين كاملي الحقوق والواجبات، بل اعتبرتهم قلة هامشية تقبل العيش على هامش الحياة، في ظروف غير صحية وغير إنسانية.
ختاما اقول أن هذه ليست دعوى للتعصب والقبلية، فجميعنا بشر ولا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى، و عن نفسي أعتز وأفتخر لكوني بدوي ولا يهمنى نظرة الآخرين ، اللي عاجبه أهلاً وسهلاً واللي مو عاجبه يشرب البحر "على رأي عرفات "
ومن حقي ان أصحح النظرة السلبية لدى البعض عن البدو، وان أتولى مهمة الدفاع وقيادة حملة تعريفية عن البدو والبداوة في بلد لا يعيش فيها الا قليلة قليلة جدا من البدو.
ولو سألتك أنتا بدوي تقولي إيه ، قلي بدوي ابن بدوي وكل بدوي الله عليه
السموحة من نناسي لتحوير أغنيتها ...
وأسعد الله أوقاتكم بكل الخير والبركه
وكل عام وانتم جميعا بالف خير
كل منا يفتخر ويعتز بأصله ولا تجد إنساناً في هذه الدنيا يتنصل من أصله أو يخجل منه، الا في حالات شاذه، هناك من الناس من يغلو في اعتزازه لدرجة انه قد يستحقر الاخرين او ينظر لهم بنوع من الدونية على اعتبار انه درجة أولى والآخرين درجة رابعة وخامسة
نحن البدو أول ما نتعلمه في هذه الدنيا بعد ان نعرف أننا مسلمون هو عن أصلنا، فتجد الوالد يشرح ويوضح ويغرس فينا روح الفخر والإعتزاز بأصلنا وبأنفسنا، يوضح لنا أننا أناس ذوي حسب ونسب، وأن من قبيلتنا خرج رجال أعزاء أحرار كثيرون، يشرح لنا ويفصل في تاريخ القبيلة وأمجادها، وكأنه يقول أريد أن أعتز بكم انتم أيضا، أريدكم رجالاً ذوي شهامة ورجولة، وأن تتمتعوا بأخلاق الرجال الأحرار، يعتز بكم الصديق ويحترمكم العدو، إلا أنه وبرغم هذا التوضيح والشرح يحذرنا من الغلو وأن ننظر للآخرين بدونيية وإحتقار، بل يدفعنا الى محبة وإحترام الجميع دون تمييز.
ويشهد الله أنني ما نظرت يوماً إلي إنسان وحقرته لأنه ابن فلان او علان، بل كنت أحترم الجميع وأعاملهم معاملة طيبة لطيفه، وعندي من الاصدقاء كم هائل من عائلات ومناطق وأصول مختلفة، منهم البدوي ومنهم الفلاح ومنهم المدني ،
لكنني مع الوقت شعرت بأن هناك خلل في نظرة البعض للبدو، فهناك من يعتقد ان البدوي غدار وخائن ويطعن في الظهر، ومنهم من يرى ان البدوي يأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة، وأن البداوة رديف التخلف والتحجر، وأخرون لا يكنون أي احترام للبدوى بالرغم من أنهم مضطرون ألا يظهروا ذلك، وهناك من يعتقد ان البدو نور " جمع نوري" .....الخ
في محطات حياتي المختلفة قابلت الكثير وتعاملت مع الكثير واكتشفت الكثير ، فمثلاً أيام دراستى الأولى ونظراً لتفوقي الملحوظ على بقية الزملاء، كانت إدارة المدرسة تختارني لتمثيل المدرسة في المسابقات العلمية، وكان ذلك يتكرر كل سنة ، لمست الإحتجاج من بعض الزملاء، لم أعترض على الإحتجاج بقدر ما اعترضت على السبب، فالمعترضون يقولون " كيف بدوي يمثل مدرستنا" . هذا بالرغم من أن إدارة المدرسة تختار وفقا لإختبارات داخلية تجريها بين المتفوقين في المدرسة والحاصل على أعلى نسبه هو من يقع عليه الإختيار، كم كان يؤلمنى الإحتجاج المشفوع بهذا السبب غير المبرر ، حتى أن مديرة المدرسة ــ وهي مسيحية ــ كانت ترد عليهم وتشفي غليلي قائلة لهم" اتشطروا وصيروا مثله وبعدين تكلموا واحتجوا"
وفي الجامعة كان أحد الدكاتره حينما يتكلم عن موضوع ذو علاقه يتطرق للبدو ويصفهم بتلك الصفات السيئة، لم يكن يعلم أنني بدوي ربما لأن شكلي لا يوحي بذلك، وتصادمت معه في البدايه وكنت مضطراً كثيرا للتدخل والتعليق على كلامه وتوضيح الأمور ، وقلت له أنك لم تعاشر البدو ولم تعرفهم ، فانت تحكم فقط بناء على افكار مسبقة وهذا لا يجوز، ربما لأن جامعتنا ليس بها بدو ولم يعرفهم أو يتعامل معهم ...
مع الزمن احبني هذا الدكتور وحتى اللحظة بيننا اتصالات واحيانا نلتقي، وهناك غيره الكثيرن ممن يمتلكون افكار مسبقه سلبية عن البدو، منهم من يغير وجهة نظره ومنهم من يصر عليها، فأكون في هذه الحالة مضطراً للتوضيح له بخشونه وبذكر حقائق مؤلمة لا يمكننه بعدها مواجهتي في نقاش من هذا النوع.
على النقيض من ذلك أيضاً ألمس في البدو نوعاً من التفاخر والإعتزاز الزائد عن حده ، فهم بالرغم من قلتهم في فلسطين الا أنهم عزيزوا الجانب مهابون، يخشاهم من يعاديهم ويهابهم. وقد أكدوا مراراً وتكراراً سطوتهم اذا ما تعلق الامر بالكرامة او الشرف، لذا أجد الناس يحسبون لهم حساب ويفكرون مرارا قبل النيل من أي منهم، كما أنهم يعتزون ويفتخرون بنسبهم ،ولو سألت بدوياً عن نسبه لأجابك بكل شموخ وكبرياء، ولذكر لك شجرة قبيلته من فجر التاريخ، مدعمة بسيرة ذاتية عن قبيلته، مطعمة بالمواقف البطوليةوالأمجاد، الأمر الذي يفتقده غيرهم.
ربما أجد المبرر لسلوك البدو وألتمس لهم العذر ، فهم من عانى من هذه النظرة من قبل الآخرين وهم يردونها لمصدرها، حتى في عهد سلطتنا الفاضلة عانى البدو من التهميش والإستبعاد عن الوظائف الهامة، وغيرها من حقوق المواطنة، وحصل غيرهم على أكثر من حقهم باضعاف. و ما دعاني للكتابه هنا ما حصل مؤخراً في القرية البدوية شمال غزة، والكارثه التي تعرضت لها القرية بإنهيار بحيرة الصرف الصحي على بيوتهم، فالسلطة ووزير الاسكان السابق عبد الرحمن حمد هو من اخرجهم من ديارهم بغير حق واسكنهم في تلك المنطقة بحجة اقامة مدينة الشيخ زايد في مكانهم، وقد رفض البدو الرحيل إلا أن السلطة استخدمت معهم العنف والقوة فقتلت منهم وأصابت عددا أخر، وفي النهاية بعد موافقة البدو على الرحيل أُجبروا على السكن بالقرب من أحواض الصرف الصحي، ومُنح الفرد المتزوج قطعة أرض صغيره" 150متر" وثلاثة آلاف دولار وهو مبلغ لا يساوى شيئا.
كل هذا بسبب نظرة التمييز والتحيز ضدهم بينما نجد مسؤول في السلطة يبنى فيلا تكلف خزينة السلطة اكثر مما دفع لأبناء هذه القرية مجتمعين، فلم تعتبرهم السلطة مواطنين كاملي الحقوق والواجبات، بل اعتبرتهم قلة هامشية تقبل العيش على هامش الحياة، في ظروف غير صحية وغير إنسانية.
ختاما اقول أن هذه ليست دعوى للتعصب والقبلية، فجميعنا بشر ولا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى، و عن نفسي أعتز وأفتخر لكوني بدوي ولا يهمنى نظرة الآخرين ، اللي عاجبه أهلاً وسهلاً واللي مو عاجبه يشرب البحر "على رأي عرفات "
ومن حقي ان أصحح النظرة السلبية لدى البعض عن البدو، وان أتولى مهمة الدفاع وقيادة حملة تعريفية عن البدو والبداوة في بلد لا يعيش فيها الا قليلة قليلة جدا من البدو.
ولو سألتك أنتا بدوي تقولي إيه ، قلي بدوي ابن بدوي وكل بدوي الله عليه
السموحة من نناسي لتحوير أغنيتها ...