يوسف بن عبد الله البلوي
09-24-2007, 01:25 AM
http://www.mayo.ws/pic/intern2.jpg
..
..
.
...
.......
.
.
قال سالم بن حمدان :
.
.
وانتهى الفاصل وما كاد ..
حتى ظهر أبو الغريب من جديد وعاد ..
.
.
وكان عفا الله عنه قد وأد كل أمل لدى المشاهدين بطرح مزيد أسئلة ،
وانطلق يوفي جواب سؤالي حقه ويكمله ..
وكان جواباً أخذ وقت الحلقة كله !!
والمقدم غارق في الاستماع ..
ومحاصر بالاستمتاع ..
فلا هو يقاطعه ، ولا يمانعه ..
.
.
وأبو الغريب يتم ما ابتدأه فقال :
ووصلت بلد الدراسة لأقضي بها نصيبها المفروض ،
وكان ستة أشهر لا تنقص ولا تنتقص ..!
.
.
ولأنني عدت غير طالب كما عهدتني تلك الديار ،
فقد قررت الرحيل من مكان السكنى القديم ..!
ورحلت !!
في ليلة مشهودة ، اختلطت علي فيها المشاعر ،
فلا أدري كنهها ونوعها !!
فلو رأيتني إذ ذاك لوجدتني بين لحظاتي أبدل ابتسامتي إلى التقطيب ..
وأردها عن قريب .. على خوف ووجل ..!
فأما الابتسام فتعبير أحاول به وصف شيء من سرور ..!!
أهداه لي أني وبعد ما مضى من دهور ،
هأنذا أودع مكاناً حين طال لي احتضانه ،
طالت علي أحزانه ..!!
وأما التقطيب فمحاولة للتعبير عن حزن حقيقي اشتعلت لوعاته بين جنبي ،
وبانت آثاره علي ..
وذلك بفراق رفاق ،
كانوا لي زمناً نعم الجليس ، وخير الأنيس ..
وحال واحدهم حال من يقول :
وَرحلت عَني مسرعاً .. وَتركتَني لمحاجري
أَسفاً عَلى زَمَن مَضى .. إِذ أَنتَ فيهِ مجاوري
أَيام لا نَدري الجَفا .. وَالدَهر غَير الغادر
وحالي يجيبهم فيقول :
وَرَحَلتُ عَنكُم والفُؤَادُ لَدَيكُمُ ... فَلتَعجَبُوا لِيَ مِن مُقِيمٍ رَاحِلِ
..
والواقع أني رحلت ،
والوصف كما ذكرت ..
وابتدأت شهوري بعملي في قسم الأطفال ..
لشهرين عددا ..
تعلمت خلالها حمل الرضع وكنت والله لطريقته أجهل ..
بل وتعلمت إرضاعهم وتالله ما كنت له لأتخيل ..!!
وكانت أيام رخاء ،
لم أرهق بكثير جهد .. أو طويل كد ..
ومناوباتها مثلها ، ليس فيها ما يكدر سوى مكان المنام ..
ففي غرفة المحاضرات التي يستفتح بها العمل باجتماع كل أطباء القسم
كانوا يضعون لنا كرسياً ذا ثلاث قطع ..
يمد فيغدو كأنه سرير .. زعموا .
وهو والله ليس بسرير ..
فبين كل قطعة وأختها وادٍ يعبره جسر يمد من جسدك ..!!
ولولا أن الله هداني لحيلة طوعت بها شبكة المستشفى لأستطيع
استعمالها من هذه الغرفة كيفما ووقتما شئت .. لصعب الأمر ..
ولكن الانترنت كان خير السلوان ، ونعم المصبر ..
ومن رحم المحن تولد المنن !!
فمذ تلك الأيام فتح الله لي شبكة المستشفى كلها ..
فكنت أستطيع استعمالها عبر مخارجها من أي مكان كان ..
الممرات والمصليات ، ومن كل غرفة وزاوية ..
وليس هنالك ما يذكر في أيام الأطفال ..
من حدث أو مهم ..
فهي مرحلة هدوء مضت مسرعة لم ألمح دقيق تفاصيلها ..
غير أن مخالطة الأطفال من قبل لم تكن لي عادة ..
وقد وجدت في ذينك الشهرين تجربة لا تخلو من إفادة ..
وكنت أشاركهم مشاعرهم ،
وأسامرهم سهرهم ،
فوجدتني يحبب إلي مجلسهم ،
ويحبب إليهم مجلسي ..
.
.
فعلقتهم وعلقت مؤانستهم .. حتى إذا اعتدت على ذلك آذن الرحيل ..!
فرحلت .. وأنا أردد مع خليل :
.
.
وَيَا شَجْوَ أَطْفَالٍ ضِعَافُ تَرَكْتَهُمْ .. وَكُنْتَ عَلَيْهِمْ مُشْفِقاً أَيَّ مُشْفِقِ
..
وهكذا تقضت أيام الأطفال بما وصفت لك من حال ..
وأمضيت بعدها شهراً في أحد المراكز الصحية ..
.
.
فقلت كانت هَناتٌ لستُ أذكرها ... يجزي بها اللّهُ أقواماً بما صنعوا
..
ثم أقبلت علينا شهور الجراحة ..
استفتحتها بأيام عظام كانت في العظام ..
..
عندي لكم منها ومن أيام الجراحة الأخرى
موجز لا يطول أوافيكم به بعد قليل ...
قال سالم بن حمدان :
فاستلم الصوت المقدم وقد فهم المراد ..
وقال فاصل ونعود ..
مع أبي الغريب وحديث جديد ..
...
..
.
.
..
..
.
...
.......
.
.
قال سالم بن حمدان :
.
.
وانتهى الفاصل وما كاد ..
حتى ظهر أبو الغريب من جديد وعاد ..
.
.
وكان عفا الله عنه قد وأد كل أمل لدى المشاهدين بطرح مزيد أسئلة ،
وانطلق يوفي جواب سؤالي حقه ويكمله ..
وكان جواباً أخذ وقت الحلقة كله !!
والمقدم غارق في الاستماع ..
ومحاصر بالاستمتاع ..
فلا هو يقاطعه ، ولا يمانعه ..
.
.
وأبو الغريب يتم ما ابتدأه فقال :
ووصلت بلد الدراسة لأقضي بها نصيبها المفروض ،
وكان ستة أشهر لا تنقص ولا تنتقص ..!
.
.
ولأنني عدت غير طالب كما عهدتني تلك الديار ،
فقد قررت الرحيل من مكان السكنى القديم ..!
ورحلت !!
في ليلة مشهودة ، اختلطت علي فيها المشاعر ،
فلا أدري كنهها ونوعها !!
فلو رأيتني إذ ذاك لوجدتني بين لحظاتي أبدل ابتسامتي إلى التقطيب ..
وأردها عن قريب .. على خوف ووجل ..!
فأما الابتسام فتعبير أحاول به وصف شيء من سرور ..!!
أهداه لي أني وبعد ما مضى من دهور ،
هأنذا أودع مكاناً حين طال لي احتضانه ،
طالت علي أحزانه ..!!
وأما التقطيب فمحاولة للتعبير عن حزن حقيقي اشتعلت لوعاته بين جنبي ،
وبانت آثاره علي ..
وذلك بفراق رفاق ،
كانوا لي زمناً نعم الجليس ، وخير الأنيس ..
وحال واحدهم حال من يقول :
وَرحلت عَني مسرعاً .. وَتركتَني لمحاجري
أَسفاً عَلى زَمَن مَضى .. إِذ أَنتَ فيهِ مجاوري
أَيام لا نَدري الجَفا .. وَالدَهر غَير الغادر
وحالي يجيبهم فيقول :
وَرَحَلتُ عَنكُم والفُؤَادُ لَدَيكُمُ ... فَلتَعجَبُوا لِيَ مِن مُقِيمٍ رَاحِلِ
..
والواقع أني رحلت ،
والوصف كما ذكرت ..
وابتدأت شهوري بعملي في قسم الأطفال ..
لشهرين عددا ..
تعلمت خلالها حمل الرضع وكنت والله لطريقته أجهل ..
بل وتعلمت إرضاعهم وتالله ما كنت له لأتخيل ..!!
وكانت أيام رخاء ،
لم أرهق بكثير جهد .. أو طويل كد ..
ومناوباتها مثلها ، ليس فيها ما يكدر سوى مكان المنام ..
ففي غرفة المحاضرات التي يستفتح بها العمل باجتماع كل أطباء القسم
كانوا يضعون لنا كرسياً ذا ثلاث قطع ..
يمد فيغدو كأنه سرير .. زعموا .
وهو والله ليس بسرير ..
فبين كل قطعة وأختها وادٍ يعبره جسر يمد من جسدك ..!!
ولولا أن الله هداني لحيلة طوعت بها شبكة المستشفى لأستطيع
استعمالها من هذه الغرفة كيفما ووقتما شئت .. لصعب الأمر ..
ولكن الانترنت كان خير السلوان ، ونعم المصبر ..
ومن رحم المحن تولد المنن !!
فمذ تلك الأيام فتح الله لي شبكة المستشفى كلها ..
فكنت أستطيع استعمالها عبر مخارجها من أي مكان كان ..
الممرات والمصليات ، ومن كل غرفة وزاوية ..
وليس هنالك ما يذكر في أيام الأطفال ..
من حدث أو مهم ..
فهي مرحلة هدوء مضت مسرعة لم ألمح دقيق تفاصيلها ..
غير أن مخالطة الأطفال من قبل لم تكن لي عادة ..
وقد وجدت في ذينك الشهرين تجربة لا تخلو من إفادة ..
وكنت أشاركهم مشاعرهم ،
وأسامرهم سهرهم ،
فوجدتني يحبب إلي مجلسهم ،
ويحبب إليهم مجلسي ..
.
.
فعلقتهم وعلقت مؤانستهم .. حتى إذا اعتدت على ذلك آذن الرحيل ..!
فرحلت .. وأنا أردد مع خليل :
.
.
وَيَا شَجْوَ أَطْفَالٍ ضِعَافُ تَرَكْتَهُمْ .. وَكُنْتَ عَلَيْهِمْ مُشْفِقاً أَيَّ مُشْفِقِ
..
وهكذا تقضت أيام الأطفال بما وصفت لك من حال ..
وأمضيت بعدها شهراً في أحد المراكز الصحية ..
.
.
فقلت كانت هَناتٌ لستُ أذكرها ... يجزي بها اللّهُ أقواماً بما صنعوا
..
ثم أقبلت علينا شهور الجراحة ..
استفتحتها بأيام عظام كانت في العظام ..
..
عندي لكم منها ومن أيام الجراحة الأخرى
موجز لا يطول أوافيكم به بعد قليل ...
قال سالم بن حمدان :
فاستلم الصوت المقدم وقد فهم المراد ..
وقال فاصل ونعود ..
مع أبي الغريب وحديث جديد ..
...
..
.
.