محمد العصباني
09-28-2007, 01:45 AM
صالح بن ظيف الله العصباني (ناقد القهوة) .
أن تكون واثقاً من نفسك شيئ جميل وأن تكون لاتلقـى لإنتقادات الآخرين بالاً عندما تكون على الحق فهذا والله هو عين العقل والثبات .
من هذة المقدمة ننطلق معكم مع شخصية من شخصيات قبيلتنا العريقه والّـتي عرفت بين القبائل العربية من قِـدم التاريخ . سوف نُبْحر معكم مع شخصيةٍ برعت في أهم شيئٍ يفضله البدوي (إبن الصحراء) فلا أكون مبالغاً إن قلت كأهمية الماء بالنسبة لديه . ألا وهي القهوة العربية فكم نظم الناظمون منهم قصائد فيها وفي إعدادها ذاكرين أدق التفاصيل وماذلك إلا لبراعتهم المنقطعة النظير .وإن (إنتقاد القهوة) لإدنى تقصيرٍ فيها ليُعَـدُّ فناً لاغُبار عليه بل موهبةً ربانيه قَـلّ في هذا الزمان من وهبت له. لافحسب داخل القبيلة بل على مستوى القبائل العربية، أما على مستوى القبيله فقد إشتهر إثنين من أبنائها وشهِـد لهم بذلك القاصي قبل الداني والمعادي قبل الموالي بهذا الفن . وهما .صالح بن ظيف الله العصباني والملقب(بالشقيحي) .وأما الثاني فهو إبن رويحل .رحمهما الله أجمعين .
وفي هذا المقاله سوف أتطرق لقصة صالح الشقيحي مع العواجي .
كان لأحد العصابين ويسمى سليــم . وداعه عند رجلٍ من عنزه في ديرتهم العنزية وأراد الذهاب إلى ديارهم لكي يحصل عليها ونظراً لطول الطريق ومضنة التعرض لقطاع الطريق طلب من صالح الشقيحي أن يرافقه فوافق على الفور .
ذهبا ولاكن مشياً على الأقدام ومع قلة الزاد وعدم توفر الراحلة واصلا سيرهما بعزم الرجال القدامى الذي يُفتقد هذه الأيام .وكان مع صالح شيئ يسير من القهوة فهو لايستغني عنها بحالٍ من الأحوال .إلا أنها فرغت منه . وبعد عدة ايام وصلا لمكانٍ تكثر فيه الكثبان الرمليه (الطعوس) وإذ ببيت منفرد أمامهم إستأذنوا ودخلوا البيت . فلم يكن عند صاحب البيت شيئاٌ يقدمه لهم سوى المبيت في ليلةٍ من ليالي الشتاء المتجمده ، بقوا لدى مُضيفهم (معزبهم ) حتى الصباح ومع بزوغ فجر ذلك اليوم واصلا رحلتهما الّتي جلبت لهما من المَـشَاقْ مالا يوصف ولايحتمل . وبعد أن أسفر الصباح جليا وإذ بمجموعة من البيوت أمام ناظريهما فأيقنوا أنهم قد وجدوا ضالتهم . شاهدوا دخان النار ينبعث من احد البيوت توجهوا إليه وعند وصولهم بدئوا بالسلام فرُد إليهم ومن شدة البرد أو لسببٍ آخر لم يتحرك منهم أحد صعقا الضيفان فقام صالح بالجلوس بين إثنين ممن يوالونه من الجالسين وجلس سليم خلفه . أديرت دلة القهوة على الحضور ومن ضمنهم بطلا القصه وأعطي صالح. فنجالاً من القهوة وكذلك سليم فرِح صالح بذلك وعندما أهمْ بشربه صبه على الأرض مباشرة وأكمل زميله شُرب فنجاله . ولم ينتبه صالح لذلك الشيخ الوقور من أنه رآه أثناء صبه لفنجاله وأين في مجلسه . إبتدأ الشيخ بسؤال صالح عن سبب صبه لفنجاله وعدم شربه .فأجابه قائلاً لايوجد شيئ وأنا لاأشرب القهوة . لم يقتنع صاحب المجلس بهذا الجواب .لأن العرب يعرفون قدر القهوة ولايستطيع أحدٌ فعل ذلك الفعل إلا بسبب وليس أية سبب . فرد الشيخ ولاكن هذه المرة بغضب وطلب معرفة سبب صبه للفنجال وهدده إن لم يخبره فسوق يجعل (العبـد) يقطع رأسه (ويرميه للكلاب) .في هذه الأثناء طلب سليم من صالح أن يعتذر ويصلح مايمكن إصلاحه . حينها ثبت صالح على كلامه فصاحب الحق سلطان .وقال قولته المشهور (قهوتك صايبة) .صعق الشيخ وربعه من هذه المقاله . وقال إن لم تثبت ماقلت فسوف أقطع رأسك لامحالة. (البدوي يعلم مرارة وصعوبة هذه الكلمة) .طلب صالح من (العبد) أن ينثر جميع الدلال أمامهم ففعل ولم يتبين لهم شيئ . ولم يتبقى سوى بكرج أو(قمقوم) على النار، أشار صالح إلى (العبد) أن ينثره . فما أن نثره إلا وأنظارهم تقع على مايسمى (أبا الجعل) وبشكل منتفخ حاول حينها ذلك العبد أن يطئه برجله لكي لا يراه شيخه .فنتهره صالح . لاتتصورون موقف شيخٍ له مكانته ويجد تلك الحشرة في قهوته ويتناولها هو وجماعته بكل تذوقٍ ولذه . أقام من كانا جالسين بجانبه وأجلسه صالح الشقيحي وسليم بجانبه وسألهما من أي القبائل أنتم فقالا من بلي. وكان موجودا في المجلس أحد سكان قرية مغيرا من ولد علي فقال :هل أنت صالح العصباني المسمى بالشقيحي. فسابقه سليم وأشار بإصبعه على صالح أن هو هو . فقال لن يعرفها أحدٌ غيرك . وبدئوا بإكرامهم وقال شيخهم قولته المشهورة (أشهد شهاده إن شربكم ياعنزه للقهوة خسارة) . فأخذ صالح ورفيقه سليم ماأتوا من أجله بعد أن نالوا كرم الضيافه وحسن الوداع .
فهذه قصه من قصصه الكثيرة والّــتي نقلتها بكل أمانه ممن عايشوه . وسمعوها من غيره .
هذا الرجل هُضم إعلامياً ولم تذكر قصصه الغاية في الغرابة والندرة .بل الأدهى والأمر أن يقوم شخصٌ من إحدى القبائل المشهورة وينسبها لأحد أجداده . فعلينا أبناء بلي التصدي لمثل هذه السرقات بكل قوة وأن نحافظ على ماخلّفـه لنا أجدادنا من صيت حسن يرفع الرأس بين القبائل.
هذا ماأردت أن أوضحه في مقالتي....
وتقبلوا كل تقديرٍ ومحبه.
أن تكون واثقاً من نفسك شيئ جميل وأن تكون لاتلقـى لإنتقادات الآخرين بالاً عندما تكون على الحق فهذا والله هو عين العقل والثبات .
من هذة المقدمة ننطلق معكم مع شخصية من شخصيات قبيلتنا العريقه والّـتي عرفت بين القبائل العربية من قِـدم التاريخ . سوف نُبْحر معكم مع شخصيةٍ برعت في أهم شيئٍ يفضله البدوي (إبن الصحراء) فلا أكون مبالغاً إن قلت كأهمية الماء بالنسبة لديه . ألا وهي القهوة العربية فكم نظم الناظمون منهم قصائد فيها وفي إعدادها ذاكرين أدق التفاصيل وماذلك إلا لبراعتهم المنقطعة النظير .وإن (إنتقاد القهوة) لإدنى تقصيرٍ فيها ليُعَـدُّ فناً لاغُبار عليه بل موهبةً ربانيه قَـلّ في هذا الزمان من وهبت له. لافحسب داخل القبيلة بل على مستوى القبائل العربية، أما على مستوى القبيله فقد إشتهر إثنين من أبنائها وشهِـد لهم بذلك القاصي قبل الداني والمعادي قبل الموالي بهذا الفن . وهما .صالح بن ظيف الله العصباني والملقب(بالشقيحي) .وأما الثاني فهو إبن رويحل .رحمهما الله أجمعين .
وفي هذا المقاله سوف أتطرق لقصة صالح الشقيحي مع العواجي .
كان لأحد العصابين ويسمى سليــم . وداعه عند رجلٍ من عنزه في ديرتهم العنزية وأراد الذهاب إلى ديارهم لكي يحصل عليها ونظراً لطول الطريق ومضنة التعرض لقطاع الطريق طلب من صالح الشقيحي أن يرافقه فوافق على الفور .
ذهبا ولاكن مشياً على الأقدام ومع قلة الزاد وعدم توفر الراحلة واصلا سيرهما بعزم الرجال القدامى الذي يُفتقد هذه الأيام .وكان مع صالح شيئ يسير من القهوة فهو لايستغني عنها بحالٍ من الأحوال .إلا أنها فرغت منه . وبعد عدة ايام وصلا لمكانٍ تكثر فيه الكثبان الرمليه (الطعوس) وإذ ببيت منفرد أمامهم إستأذنوا ودخلوا البيت . فلم يكن عند صاحب البيت شيئاٌ يقدمه لهم سوى المبيت في ليلةٍ من ليالي الشتاء المتجمده ، بقوا لدى مُضيفهم (معزبهم ) حتى الصباح ومع بزوغ فجر ذلك اليوم واصلا رحلتهما الّتي جلبت لهما من المَـشَاقْ مالا يوصف ولايحتمل . وبعد أن أسفر الصباح جليا وإذ بمجموعة من البيوت أمام ناظريهما فأيقنوا أنهم قد وجدوا ضالتهم . شاهدوا دخان النار ينبعث من احد البيوت توجهوا إليه وعند وصولهم بدئوا بالسلام فرُد إليهم ومن شدة البرد أو لسببٍ آخر لم يتحرك منهم أحد صعقا الضيفان فقام صالح بالجلوس بين إثنين ممن يوالونه من الجالسين وجلس سليم خلفه . أديرت دلة القهوة على الحضور ومن ضمنهم بطلا القصه وأعطي صالح. فنجالاً من القهوة وكذلك سليم فرِح صالح بذلك وعندما أهمْ بشربه صبه على الأرض مباشرة وأكمل زميله شُرب فنجاله . ولم ينتبه صالح لذلك الشيخ الوقور من أنه رآه أثناء صبه لفنجاله وأين في مجلسه . إبتدأ الشيخ بسؤال صالح عن سبب صبه لفنجاله وعدم شربه .فأجابه قائلاً لايوجد شيئ وأنا لاأشرب القهوة . لم يقتنع صاحب المجلس بهذا الجواب .لأن العرب يعرفون قدر القهوة ولايستطيع أحدٌ فعل ذلك الفعل إلا بسبب وليس أية سبب . فرد الشيخ ولاكن هذه المرة بغضب وطلب معرفة سبب صبه للفنجال وهدده إن لم يخبره فسوق يجعل (العبـد) يقطع رأسه (ويرميه للكلاب) .في هذه الأثناء طلب سليم من صالح أن يعتذر ويصلح مايمكن إصلاحه . حينها ثبت صالح على كلامه فصاحب الحق سلطان .وقال قولته المشهور (قهوتك صايبة) .صعق الشيخ وربعه من هذه المقاله . وقال إن لم تثبت ماقلت فسوف أقطع رأسك لامحالة. (البدوي يعلم مرارة وصعوبة هذه الكلمة) .طلب صالح من (العبد) أن ينثر جميع الدلال أمامهم ففعل ولم يتبين لهم شيئ . ولم يتبقى سوى بكرج أو(قمقوم) على النار، أشار صالح إلى (العبد) أن ينثره . فما أن نثره إلا وأنظارهم تقع على مايسمى (أبا الجعل) وبشكل منتفخ حاول حينها ذلك العبد أن يطئه برجله لكي لا يراه شيخه .فنتهره صالح . لاتتصورون موقف شيخٍ له مكانته ويجد تلك الحشرة في قهوته ويتناولها هو وجماعته بكل تذوقٍ ولذه . أقام من كانا جالسين بجانبه وأجلسه صالح الشقيحي وسليم بجانبه وسألهما من أي القبائل أنتم فقالا من بلي. وكان موجودا في المجلس أحد سكان قرية مغيرا من ولد علي فقال :هل أنت صالح العصباني المسمى بالشقيحي. فسابقه سليم وأشار بإصبعه على صالح أن هو هو . فقال لن يعرفها أحدٌ غيرك . وبدئوا بإكرامهم وقال شيخهم قولته المشهورة (أشهد شهاده إن شربكم ياعنزه للقهوة خسارة) . فأخذ صالح ورفيقه سليم ماأتوا من أجله بعد أن نالوا كرم الضيافه وحسن الوداع .
فهذه قصه من قصصه الكثيرة والّــتي نقلتها بكل أمانه ممن عايشوه . وسمعوها من غيره .
هذا الرجل هُضم إعلامياً ولم تذكر قصصه الغاية في الغرابة والندرة .بل الأدهى والأمر أن يقوم شخصٌ من إحدى القبائل المشهورة وينسبها لأحد أجداده . فعلينا أبناء بلي التصدي لمثل هذه السرقات بكل قوة وأن نحافظ على ماخلّفـه لنا أجدادنا من صيت حسن يرفع الرأس بين القبائل.
هذا ماأردت أن أوضحه في مقالتي....
وتقبلوا كل تقديرٍ ومحبه.