محمد العصباني
10-09-2007, 12:33 AM
متسول مع مرتبة النصب الأولى
لاتكاد في هذه الأيام أن تمر بسوق من الأسواق أو المجمّعات التجارية إلا وتجد (الطرارين) المتسولين ولعل آخر ما رأيت بعد مغرب هذا اليوم وبعد أن تناولت وجبة الإفطار عند أحد أقربائي توجهة إلى المسجد لأداء صلاة المغرب وإستوقفني منظرٌ رأيته لأمٍ معها بنتيها وهن يتناولن وجبة الإفطار بجانب إحدى صرافات الراجحي وقفت ولم أصدق ما رأيت أليس لهذة المرأة منزل أو أسرة تقوم على رعايتها وتدير شؤونها ، أكملت طريقي إلى المسجد وبخلدي تدور أسئلة عن هذه الظاهرة ( التسول ) أصحيح أن كل من (يطر) هو محتاج ويشكوا الفاقة وتذكرت خطبةً لفضيلة الشيخ / سعود بن محمد العنزي. إمام جامع الملك فهد بتبوك يوم الجمعة في بداية هذة السنة عن هذة الظاهرة والّتي أخذت بالتنامي يقول فضيلته (لقد وقفت على أكثر أحوال ممتهني هذة المهنة (التسول) وخاصةً النساء ولم أجد أنهن بحاجة لهذا العمل الّذي يذهب بالحياء وأن المحتاج أو المحتاجة لايطرق هذة الطرق) إنتهى معنى كلامه . وكان في ذلك اليوم مجموعة من النساء عند كل باب فبعد الخطبة خرج أغلب المصلّون ولم يعطوا النسوة اللائي أتين
لـ(الطرارة) ريالاً واحدا إلا بعض العمالة الأجنبية من البنغاليين والباكستانيين والّذين لم يفهموا خطبة الشيخ . إن مانراه هذة الأيام من تعدي للحياء وخدشٍ للمروءة والتلبيس على من يريد عمل الخير لهو مظهرٌ من المظاهر الّتي تنطوي تحت النصب والإحتيال من الرجال والنساء على حدٍ سواء .
ففي مسجد حينا وبعد أن أديت أنا واحد أصدقائي صلاة المغرب والذي كان معي حينها قام أحد الشباب ومن أول نظرة تشدك العاطفة وتاخذك الرحمة وأنت تنظر إلى شابٍ معاق يمشي بقدم واحدة ويجرالأخرى ورائه وعندما تكلم تيقن المصلون بأنه أبكم ولايستطيع الكلام رحمناه يعلم الله وطلب منه أحد كبار السن الحاضرين الجلوس عند الباب لأن من يريد الإحسان سوف يمر ويعطيه مايتيسر معه فمشى بصعوبة حتى باب المسجد وجلس أيضاً بصعوبة خرجت أنا حينها وذهبت إلى المنزل لإحضار بعض الوراق وكان صديقي واقفاً عند باب المسجد وإذ بسيارة الشرطة تاتي إلى المسجد وينزل رجلا الأمن ويدخلا المسجد وبعد فترة خرجا ومعهما الشاب الأبكم الّذي كان يستجدي ويطلب المصلين وهو يمشي بمشيته الّتي رأينا في المسجد وأركب سيارة الشرطة وذهبا رجلا الأمن إلى الإمام كونه هو المتصل وهو المبلّغ يقول صاحبي لقد تفاجئت بهذا الشاب وهو يخرج رأسه ويناديني ونظرت له من شباك السائق وكان وقتها مفتوحا ً فبادرني قائلاً : شكلك أنت المبلّغ هاهـ . يقول فصُدِمْتُ من قوة كلامة وطلاقة لسانه أهذا هو الشاب المسكين المريض الأبكم الّذي رحمه كل من كان في المسجد فاجبته بل إمام المسجد .فيا سبحان الله يقول صاحبي لقد أيقنت بأن كل من يسأل الناس ليس الإ نصاب ولا يستحق أن يعطى شيئاً ، والمشاهد كثيرة فأغلبهم يسألون وعند التاكد من أحوالهم لغرض مساعدتهم أو لرفع أمرهم لأهل الخير والعطاء يتضح بأنهم من المتسللين والداخلين لهذة البلاد بطرق غير شرعية ويمتهنونها عجزاً عن العمل ولكثرة المكاسب المتحققة لهم من هذا الفعل وللطيبة الزائدة وعدم التحقق ممن يريد الإحسان أن هذا المتسول محتاجٌ أم لا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر "وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه "
وإن حكومتنا لم تدّخر جهداً في محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا بكل الوسائل . وكذلك الجمعيات الخيرية والضمان الإجتماعي لم تألوا جهداً في مساعدة المحتاجين والّذين لايسألون الناس إلحافا ،
اللهم إجعلنا ممن يسألونك ولا يسألون احداً سواك ،
ولاتكلنا إلى انفسنا ولا إلى أحدٍ من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبلوا تقديري ومحبتي
لاتكاد في هذه الأيام أن تمر بسوق من الأسواق أو المجمّعات التجارية إلا وتجد (الطرارين) المتسولين ولعل آخر ما رأيت بعد مغرب هذا اليوم وبعد أن تناولت وجبة الإفطار عند أحد أقربائي توجهة إلى المسجد لأداء صلاة المغرب وإستوقفني منظرٌ رأيته لأمٍ معها بنتيها وهن يتناولن وجبة الإفطار بجانب إحدى صرافات الراجحي وقفت ولم أصدق ما رأيت أليس لهذة المرأة منزل أو أسرة تقوم على رعايتها وتدير شؤونها ، أكملت طريقي إلى المسجد وبخلدي تدور أسئلة عن هذه الظاهرة ( التسول ) أصحيح أن كل من (يطر) هو محتاج ويشكوا الفاقة وتذكرت خطبةً لفضيلة الشيخ / سعود بن محمد العنزي. إمام جامع الملك فهد بتبوك يوم الجمعة في بداية هذة السنة عن هذة الظاهرة والّتي أخذت بالتنامي يقول فضيلته (لقد وقفت على أكثر أحوال ممتهني هذة المهنة (التسول) وخاصةً النساء ولم أجد أنهن بحاجة لهذا العمل الّذي يذهب بالحياء وأن المحتاج أو المحتاجة لايطرق هذة الطرق) إنتهى معنى كلامه . وكان في ذلك اليوم مجموعة من النساء عند كل باب فبعد الخطبة خرج أغلب المصلّون ولم يعطوا النسوة اللائي أتين
لـ(الطرارة) ريالاً واحدا إلا بعض العمالة الأجنبية من البنغاليين والباكستانيين والّذين لم يفهموا خطبة الشيخ . إن مانراه هذة الأيام من تعدي للحياء وخدشٍ للمروءة والتلبيس على من يريد عمل الخير لهو مظهرٌ من المظاهر الّتي تنطوي تحت النصب والإحتيال من الرجال والنساء على حدٍ سواء .
ففي مسجد حينا وبعد أن أديت أنا واحد أصدقائي صلاة المغرب والذي كان معي حينها قام أحد الشباب ومن أول نظرة تشدك العاطفة وتاخذك الرحمة وأنت تنظر إلى شابٍ معاق يمشي بقدم واحدة ويجرالأخرى ورائه وعندما تكلم تيقن المصلون بأنه أبكم ولايستطيع الكلام رحمناه يعلم الله وطلب منه أحد كبار السن الحاضرين الجلوس عند الباب لأن من يريد الإحسان سوف يمر ويعطيه مايتيسر معه فمشى بصعوبة حتى باب المسجد وجلس أيضاً بصعوبة خرجت أنا حينها وذهبت إلى المنزل لإحضار بعض الوراق وكان صديقي واقفاً عند باب المسجد وإذ بسيارة الشرطة تاتي إلى المسجد وينزل رجلا الأمن ويدخلا المسجد وبعد فترة خرجا ومعهما الشاب الأبكم الّذي كان يستجدي ويطلب المصلين وهو يمشي بمشيته الّتي رأينا في المسجد وأركب سيارة الشرطة وذهبا رجلا الأمن إلى الإمام كونه هو المتصل وهو المبلّغ يقول صاحبي لقد تفاجئت بهذا الشاب وهو يخرج رأسه ويناديني ونظرت له من شباك السائق وكان وقتها مفتوحا ً فبادرني قائلاً : شكلك أنت المبلّغ هاهـ . يقول فصُدِمْتُ من قوة كلامة وطلاقة لسانه أهذا هو الشاب المسكين المريض الأبكم الّذي رحمه كل من كان في المسجد فاجبته بل إمام المسجد .فيا سبحان الله يقول صاحبي لقد أيقنت بأن كل من يسأل الناس ليس الإ نصاب ولا يستحق أن يعطى شيئاً ، والمشاهد كثيرة فأغلبهم يسألون وعند التاكد من أحوالهم لغرض مساعدتهم أو لرفع أمرهم لأهل الخير والعطاء يتضح بأنهم من المتسللين والداخلين لهذة البلاد بطرق غير شرعية ويمتهنونها عجزاً عن العمل ولكثرة المكاسب المتحققة لهم من هذا الفعل وللطيبة الزائدة وعدم التحقق ممن يريد الإحسان أن هذا المتسول محتاجٌ أم لا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر "وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس : خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه "
وإن حكومتنا لم تدّخر جهداً في محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا بكل الوسائل . وكذلك الجمعيات الخيرية والضمان الإجتماعي لم تألوا جهداً في مساعدة المحتاجين والّذين لايسألون الناس إلحافا ،
اللهم إجعلنا ممن يسألونك ولا يسألون احداً سواك ،
ولاتكلنا إلى انفسنا ولا إلى أحدٍ من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبلوا تقديري ومحبتي