بنت الإمارات
10-30-2007, 06:17 PM
للتفاؤل مقومات لا تستقيم حياة الشخص من دونها؛ فإذا فقدت فسيتحول إلى شخص عابس متشائم لا يرى أملاً في أي شيء، ينظر للحياة من سم الخياط، ومن هذه المقومات:
1- استشعار معية الله: فكيف يتشاءم المسلم وعنده رب معه مطمئناً له في القرآن الكريم (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء...) (النمل62).
وكيف يتشاءم وهو مؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"؛ فهو حاصد للحسنات في السراء بالشكر، وفي الضراء بالصبر.
2 حسن الظن بالله: يسأل البعض عندما يرون أحداً متفائلاً: كيف هذا في ظل واقع أليم مرير؟! ويظل يكرر في مرادفات التشاؤم ويأتي الرد: لأن هذا هو منهج القرآن، وثانياً هو المنهج النبوي، منهج محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان في أشد الأزمات أكثر الناس تفاؤلاً صلى الله عليه وسلم، ثم أيضاً هي قضية اعتقادية؛ ففي الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".
3 الأخذ بالأسباب: "على المرء أن يسعى وليس عليه أن يدرك النتائج"، هكذا تعلمنا من سلفنا، وبين الأخذ بالأسباب والنجاح علاقة طردية؛ فالنتائج الكبيرة العظيمة مرتبطة بسعي كبير، ومن الواضح أن حياة الفرد هي علاقة بينه وبين ربه؛ فعليه أن يسعى ومن الله التوفيق؛ فهذا الطير يخرج خماصاً ويعود بطاناً، لكنه أدرك حقيقة السعي والمبادرة بالبحث عن رزقه، والذي خلقه وتكفل به قادر على أن يجمع بينه وبين رزقه.
والله سبحانه وتعالى تكفل بالبشر كلهم وهو خالقهم صالحهم وعاصيهم، مؤمنهم وكافرهم:
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر...) (البقرة126).
هذا هو رد الله على خليله إبراهيم عليه السلام: أن الرزق للجميع مؤمنهم وكافرهم لأنه أمر تكفل به الله سبحانه وتعالى، ويبقى على الإنسان حسن الاستخلاف في الأرض، وحمل الأمانة.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..) (العنكبوت69). هكذا وعد الله سبحانه وتعالى الساعي إليه راغباً في طاعته أن يهديه إلى سواء السبيل.
4 الصبر: الصبر على البلاء صفة العقلاء الذين يعلمون أن البلاء محنة يمر بها كل الناس؛ فجميع الناس مؤمنهم وكافرهم يموت له أعز الناس، وتقع لهم مصائب وابتلاءات متنوعة في أموالهم أو في صحتهم أو في رزقهم أو في غير هذا، لكن لمن الأجر؟ إنه للصابر المؤمن.
وما أسعد الصابرين الذين تخاطبهم الملائكة قائلة (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 24)) (الرعد).
وما أروع أن يبشر الله سبحانه وتعالى الصابرين بقوله: (وبشر الصابرين 155) (البقرة)
والبلاء أمر طبيعي لكن الصبر هو أول علاج البلاء، ثم محاولة تغيره للأحسن، والله سبحانه وتعالى يعلمنا في كتابه العزيز: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45) (البقرة).
وفي آخر آية من سورة آل عمران التي تحدثت عن غزوة أحد التي مني المسلمون فيها بالهزيمة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 200) (آل عمران).
وليست البلية أو المصيبة أياً كانت ومهما عظمت هي نهاية المطاف، بل العكس: (فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6)) (الشرح)، "ولن يغلب عسر يسرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقد قيل: "اليأس والإحباط بضاعة فاسدة، تصدر من قلوب كاسدة، في الخير زاهدة"، وقيل: "من صبر ظفر"
المصدر مجلة المجتمع الكويتية
1- استشعار معية الله: فكيف يتشاءم المسلم وعنده رب معه مطمئناً له في القرآن الكريم (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء...) (النمل62).
وكيف يتشاءم وهو مؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"؛ فهو حاصد للحسنات في السراء بالشكر، وفي الضراء بالصبر.
2 حسن الظن بالله: يسأل البعض عندما يرون أحداً متفائلاً: كيف هذا في ظل واقع أليم مرير؟! ويظل يكرر في مرادفات التشاؤم ويأتي الرد: لأن هذا هو منهج القرآن، وثانياً هو المنهج النبوي، منهج محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان في أشد الأزمات أكثر الناس تفاؤلاً صلى الله عليه وسلم، ثم أيضاً هي قضية اعتقادية؛ ففي الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".
3 الأخذ بالأسباب: "على المرء أن يسعى وليس عليه أن يدرك النتائج"، هكذا تعلمنا من سلفنا، وبين الأخذ بالأسباب والنجاح علاقة طردية؛ فالنتائج الكبيرة العظيمة مرتبطة بسعي كبير، ومن الواضح أن حياة الفرد هي علاقة بينه وبين ربه؛ فعليه أن يسعى ومن الله التوفيق؛ فهذا الطير يخرج خماصاً ويعود بطاناً، لكنه أدرك حقيقة السعي والمبادرة بالبحث عن رزقه، والذي خلقه وتكفل به قادر على أن يجمع بينه وبين رزقه.
والله سبحانه وتعالى تكفل بالبشر كلهم وهو خالقهم صالحهم وعاصيهم، مؤمنهم وكافرهم:
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر...) (البقرة126).
هذا هو رد الله على خليله إبراهيم عليه السلام: أن الرزق للجميع مؤمنهم وكافرهم لأنه أمر تكفل به الله سبحانه وتعالى، ويبقى على الإنسان حسن الاستخلاف في الأرض، وحمل الأمانة.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..) (العنكبوت69). هكذا وعد الله سبحانه وتعالى الساعي إليه راغباً في طاعته أن يهديه إلى سواء السبيل.
4 الصبر: الصبر على البلاء صفة العقلاء الذين يعلمون أن البلاء محنة يمر بها كل الناس؛ فجميع الناس مؤمنهم وكافرهم يموت له أعز الناس، وتقع لهم مصائب وابتلاءات متنوعة في أموالهم أو في صحتهم أو في رزقهم أو في غير هذا، لكن لمن الأجر؟ إنه للصابر المؤمن.
وما أسعد الصابرين الذين تخاطبهم الملائكة قائلة (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 24)) (الرعد).
وما أروع أن يبشر الله سبحانه وتعالى الصابرين بقوله: (وبشر الصابرين 155) (البقرة)
والبلاء أمر طبيعي لكن الصبر هو أول علاج البلاء، ثم محاولة تغيره للأحسن، والله سبحانه وتعالى يعلمنا في كتابه العزيز: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45) (البقرة).
وفي آخر آية من سورة آل عمران التي تحدثت عن غزوة أحد التي مني المسلمون فيها بالهزيمة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 200) (آل عمران).
وليست البلية أو المصيبة أياً كانت ومهما عظمت هي نهاية المطاف، بل العكس: (فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6)) (الشرح)، "ولن يغلب عسر يسرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقد قيل: "اليأس والإحباط بضاعة فاسدة، تصدر من قلوب كاسدة، في الخير زاهدة"، وقيل: "من صبر ظفر"
المصدر مجلة المجتمع الكويتية