ناصر
12-30-2002, 05:03 PM
احبتي في الله ..
السلام عليكم
" كيف تعيش بلا كابرس " شعار او دعاية نراها ونسمعها كثيرا ، في التلفاز او علي لوحة في احد الشوارع ، انه اعلان ودعاية لهذه السيارة التي تاخذ العقل ، والتي غزت بلاد سفينة الصحراء ،
اتسائل .. من يعرف قيمة المبالغ التي يتم انفاقها علي هذه الدعاية .. ومن الذي ينفقها ........ وعلي حساب من تكون في النهاية... هذه الاموال التي يتم ضخها بشكل كبير " علي حد علمي " من اجل الترويج لهذه السيارة
واتسائل ... هل يجوز انفاق "او تبذير " هذه الاموال علي مثل هذه الامور ، وهل يجيز ديننا هذا الامر
طبعا هنا ذكرنا حالة من الحالات الكثيرة التي تتم علي نفس المنوال ..خاصة واننا كعرب ومسلمين نعتبر جماعة استهلاكيين من الدرجة الاولي
ماذا لو فحصنا قيمة المبالغ التي يتم تبذيرها علي الاعلانات فقط ، كم القيمة يا تري ؟؟
اود هنا ان اوضح الموقف الاسلامي من قضية الدعاية ، طبعا حسب فهمي وتصوري للاسلام ، وقد اخطيء او اصيب فيها ، فهي محاولة متواضعة اضعها بين ايديكم
الدعاية لترويج سلعة معينة غير ممنوع اسلاميا ، ولكن ليس ضمن ما يواكب المطروح حاليا والذي ياتي اصلا ضمن الرؤية الراسمالية لتحسين المبيعات
في الاسلام علي الدعاية ان تبتعد عن الخداع والغش والكذب والرشوة وما شابه ذلك من اعمال غير فاضلة ، والتي هدفها التضليل ، فاذا كان هناك سلعة جديدة مثلا فان الدعاية حولها تكون باعطاء الحقائق عنها بالاخص مفعولها وفوائدها وطرق استعمالها وبدون تزوير او تهويل او مبالغة او تحقير او تزييف
والسلعة في النهاية من الناحية الاسلامية يتم انتاجها تبعا للحاجة وليس تبعا للربح ، صحيح ان الربح عنصر هام في التجارة والسعي الشخصي ، لكنه ليس الهدف الاول للانتاج ، والعملية الانتاجية ليست خاضعة لمبدا الربح وانما لمبدا الحاجة
لذا فان اعمال الدعاية التي يشاهدها الجمهور علي شاشات التلفزيون والاحتفالات الدعائية ليست مقبولة اسلاميا ، وتعتبر تدخلا في شؤون الشخص وانتهاكا لحريته ، ومحاولة لاستغلاله بطريقة فظة وغير انسانية، تدخل هذه الدعايات الي البيوت وتقحم نفسها علي الناس في محاولة لفرض قرارات استهلاكية ، تستغل الدعايات مواقف ومواضيع انسانية من اجل تحقيق اكبر قدر من التاثير علي قرارات الناس بخصوص ما يستهلكون ، وماذا يريدون من سلع وخدمات ، فمثلا تستغل الدعاية نشرة الاخبار او برنامجا رياضيا مشوقا او اي موقف اخر يشد المستمع او المشاهد لاحداث اكبر تاثير ممكن ، هذا فضلا عن استخدام الانسان بخاصة المراة بطريقة مهينة ومزرية ورخيصة من اجل الترويج للبضائع والخدمات ، انها تستخدم انوثة المراة او رجولة الرجل او الجسد الانساني وجماله لتحقيق مصالح خاصة ، انه نوع من الرق الحديث الذي يستعبد الانسان من اجل استغلال الانسان ، انه رق مزدوج من حيث ان اداة الدعاية تطوع نفسها كاداة من اجل كسب من اي نوع ، وذلك للسيطرة علي القرار الاستهلاكي للاشخاص
قد يحتج احد علي هذا التحليل للموقف الاسلامي علي اعتبار انه يثبط النشاط الاقتصادي والتنمية الاقتصادية ، مما يؤثر بالتالي علي مستوي دخل الاشخاص وعلي الدخل القومي ، وفي النهاية علي قوة الامة وتقدمها ، من الناحية الاقتصادية الراسمالية اعتقد ان هذا صحيح من حيث ان زيادة الاستهلاك تؤدي الي رفع مستوي الانتاج مما يعني توفيرا لمزيد من فرص العمل وزيادة الارباح وبالتالي ارتفاع مستوي النشاط الاقتصادي بصورة عامة
لكن هذا تحليل راسمالي ينطلق من القيم الراسمالية والتي تختلف عن القيم الاسلامية حتي لو التقت عرضيا معها في بعض الامور ، اسلاميا الامر يختلف ،فالقيمة الاسلامية العليا هي تحرير الانسان من العبودية والاستغلال ورفع راية لا اله الا الله حتي تعلن خلاص الانسان من استعباده من قبل الانسان او من قبل المصالح ، وفي خلاصه هذا يتحلي الانسان بفضائل وقيم لا تفصله عن الاخرين ولا تحول العلاقات الانسانية الي مجرد علاقات مادية .... الاسلام يؤمن بالمبادرات الشخصية ويشجعها ذلك لانها تعود بالنفع علي الشخص ويعمل الشخص خلال انتفاعه علي توجيه نشاطه نحو الفوز في الحياة الاخرة ، اي عندما يعمل المسلم علي تحقيق مصلحته الخاصة يدرك تماما ان التحلي بالفضائل الاسلامية من مصلحته الشخصية ايضا ومن مصلحة الامة
فهل يجيز المسلم لنفسه دخول بيوت الناس في محاولة منه لفرض مسالك استهلاكية معينة ؟؟؟؟ ام هل يجيز استخدام انوثة فتاة لتحقيق كسب مادي ؟؟؟
بالقطع لا لا .....
كما انه مما لا شك فيه ان الاولويات تختلف من نظام الي اخر ، الراسمالية لها منطلقها والاسلام له منطلق اخر ، قد يكون ارتفاع مستوي الدخل قيمة عليا بالنسبة للراسمالية، لكن الاسلام قد يعتبر التماسك الاجتماعي قاعدته الافضل في تحقيق التقدم الاقتصادي وتوزيع الثروة ، فما هو خير في هذا النظام قد يكون شرا حسب نظام اخر
ما ينطبق علي المبيعات ينطبق بنظري علي مختلف انواع الدعاية( سواء كانت دعاية لسلعة او لراي او حتي موقف معين ) ، اذ ان كل عمل دعائي من شانه ان يحد من حرية الناس ويسيطر علي قراراتهم غير مقبول اسلاميا ، ويخالف الاساس القيمي للدين ، ينظر الاسلام الي الدعاية علي انها عمل من اعمال التعريف ، ورفع مستوي المعرفة حتي يكون بمقدور كل شخص ان يتخذ قراره بحرية
اتسائل لماذا لا تنفق هذه الاموال علي نشر الدعوة الاسلامية وعلي اعمال البحث العلمي من اجل التقدم والتطوير فلربما نستطيع مع التقدم صناعة سيارات افضل من الكابرس وغيرها ، لكننا لا نحب ذلك وحتي لا نحب ان نشغل انفسنا ، ولماذا نشغل انفسنا ما دام الاخرين يصنعون لنا ، مع العلم ان الدول العربية تنفق علي استهلاك" الشيكولاتة " اكثر مما تنفق علي اعمال البحث العلمي
ملاحظة : كتبت هذا الرد في المنتدي الاسلامي علي موضوع الاخت ندم، والذي تناول قضية دعايات الانحلال والتعري ....اكرره هنا رغبة للفائدة .. ولساع اراءكم في الموضوع
لكم عاطر تحياتي
ناصر
السلام عليكم
" كيف تعيش بلا كابرس " شعار او دعاية نراها ونسمعها كثيرا ، في التلفاز او علي لوحة في احد الشوارع ، انه اعلان ودعاية لهذه السيارة التي تاخذ العقل ، والتي غزت بلاد سفينة الصحراء ،
اتسائل .. من يعرف قيمة المبالغ التي يتم انفاقها علي هذه الدعاية .. ومن الذي ينفقها ........ وعلي حساب من تكون في النهاية... هذه الاموال التي يتم ضخها بشكل كبير " علي حد علمي " من اجل الترويج لهذه السيارة
واتسائل ... هل يجوز انفاق "او تبذير " هذه الاموال علي مثل هذه الامور ، وهل يجيز ديننا هذا الامر
طبعا هنا ذكرنا حالة من الحالات الكثيرة التي تتم علي نفس المنوال ..خاصة واننا كعرب ومسلمين نعتبر جماعة استهلاكيين من الدرجة الاولي
ماذا لو فحصنا قيمة المبالغ التي يتم تبذيرها علي الاعلانات فقط ، كم القيمة يا تري ؟؟
اود هنا ان اوضح الموقف الاسلامي من قضية الدعاية ، طبعا حسب فهمي وتصوري للاسلام ، وقد اخطيء او اصيب فيها ، فهي محاولة متواضعة اضعها بين ايديكم
الدعاية لترويج سلعة معينة غير ممنوع اسلاميا ، ولكن ليس ضمن ما يواكب المطروح حاليا والذي ياتي اصلا ضمن الرؤية الراسمالية لتحسين المبيعات
في الاسلام علي الدعاية ان تبتعد عن الخداع والغش والكذب والرشوة وما شابه ذلك من اعمال غير فاضلة ، والتي هدفها التضليل ، فاذا كان هناك سلعة جديدة مثلا فان الدعاية حولها تكون باعطاء الحقائق عنها بالاخص مفعولها وفوائدها وطرق استعمالها وبدون تزوير او تهويل او مبالغة او تحقير او تزييف
والسلعة في النهاية من الناحية الاسلامية يتم انتاجها تبعا للحاجة وليس تبعا للربح ، صحيح ان الربح عنصر هام في التجارة والسعي الشخصي ، لكنه ليس الهدف الاول للانتاج ، والعملية الانتاجية ليست خاضعة لمبدا الربح وانما لمبدا الحاجة
لذا فان اعمال الدعاية التي يشاهدها الجمهور علي شاشات التلفزيون والاحتفالات الدعائية ليست مقبولة اسلاميا ، وتعتبر تدخلا في شؤون الشخص وانتهاكا لحريته ، ومحاولة لاستغلاله بطريقة فظة وغير انسانية، تدخل هذه الدعايات الي البيوت وتقحم نفسها علي الناس في محاولة لفرض قرارات استهلاكية ، تستغل الدعايات مواقف ومواضيع انسانية من اجل تحقيق اكبر قدر من التاثير علي قرارات الناس بخصوص ما يستهلكون ، وماذا يريدون من سلع وخدمات ، فمثلا تستغل الدعاية نشرة الاخبار او برنامجا رياضيا مشوقا او اي موقف اخر يشد المستمع او المشاهد لاحداث اكبر تاثير ممكن ، هذا فضلا عن استخدام الانسان بخاصة المراة بطريقة مهينة ومزرية ورخيصة من اجل الترويج للبضائع والخدمات ، انها تستخدم انوثة المراة او رجولة الرجل او الجسد الانساني وجماله لتحقيق مصالح خاصة ، انه نوع من الرق الحديث الذي يستعبد الانسان من اجل استغلال الانسان ، انه رق مزدوج من حيث ان اداة الدعاية تطوع نفسها كاداة من اجل كسب من اي نوع ، وذلك للسيطرة علي القرار الاستهلاكي للاشخاص
قد يحتج احد علي هذا التحليل للموقف الاسلامي علي اعتبار انه يثبط النشاط الاقتصادي والتنمية الاقتصادية ، مما يؤثر بالتالي علي مستوي دخل الاشخاص وعلي الدخل القومي ، وفي النهاية علي قوة الامة وتقدمها ، من الناحية الاقتصادية الراسمالية اعتقد ان هذا صحيح من حيث ان زيادة الاستهلاك تؤدي الي رفع مستوي الانتاج مما يعني توفيرا لمزيد من فرص العمل وزيادة الارباح وبالتالي ارتفاع مستوي النشاط الاقتصادي بصورة عامة
لكن هذا تحليل راسمالي ينطلق من القيم الراسمالية والتي تختلف عن القيم الاسلامية حتي لو التقت عرضيا معها في بعض الامور ، اسلاميا الامر يختلف ،فالقيمة الاسلامية العليا هي تحرير الانسان من العبودية والاستغلال ورفع راية لا اله الا الله حتي تعلن خلاص الانسان من استعباده من قبل الانسان او من قبل المصالح ، وفي خلاصه هذا يتحلي الانسان بفضائل وقيم لا تفصله عن الاخرين ولا تحول العلاقات الانسانية الي مجرد علاقات مادية .... الاسلام يؤمن بالمبادرات الشخصية ويشجعها ذلك لانها تعود بالنفع علي الشخص ويعمل الشخص خلال انتفاعه علي توجيه نشاطه نحو الفوز في الحياة الاخرة ، اي عندما يعمل المسلم علي تحقيق مصلحته الخاصة يدرك تماما ان التحلي بالفضائل الاسلامية من مصلحته الشخصية ايضا ومن مصلحة الامة
فهل يجيز المسلم لنفسه دخول بيوت الناس في محاولة منه لفرض مسالك استهلاكية معينة ؟؟؟؟ ام هل يجيز استخدام انوثة فتاة لتحقيق كسب مادي ؟؟؟
بالقطع لا لا .....
كما انه مما لا شك فيه ان الاولويات تختلف من نظام الي اخر ، الراسمالية لها منطلقها والاسلام له منطلق اخر ، قد يكون ارتفاع مستوي الدخل قيمة عليا بالنسبة للراسمالية، لكن الاسلام قد يعتبر التماسك الاجتماعي قاعدته الافضل في تحقيق التقدم الاقتصادي وتوزيع الثروة ، فما هو خير في هذا النظام قد يكون شرا حسب نظام اخر
ما ينطبق علي المبيعات ينطبق بنظري علي مختلف انواع الدعاية( سواء كانت دعاية لسلعة او لراي او حتي موقف معين ) ، اذ ان كل عمل دعائي من شانه ان يحد من حرية الناس ويسيطر علي قراراتهم غير مقبول اسلاميا ، ويخالف الاساس القيمي للدين ، ينظر الاسلام الي الدعاية علي انها عمل من اعمال التعريف ، ورفع مستوي المعرفة حتي يكون بمقدور كل شخص ان يتخذ قراره بحرية
اتسائل لماذا لا تنفق هذه الاموال علي نشر الدعوة الاسلامية وعلي اعمال البحث العلمي من اجل التقدم والتطوير فلربما نستطيع مع التقدم صناعة سيارات افضل من الكابرس وغيرها ، لكننا لا نحب ذلك وحتي لا نحب ان نشغل انفسنا ، ولماذا نشغل انفسنا ما دام الاخرين يصنعون لنا ، مع العلم ان الدول العربية تنفق علي استهلاك" الشيكولاتة " اكثر مما تنفق علي اعمال البحث العلمي
ملاحظة : كتبت هذا الرد في المنتدي الاسلامي علي موضوع الاخت ندم، والذي تناول قضية دعايات الانحلال والتعري ....اكرره هنا رغبة للفائدة .. ولساع اراءكم في الموضوع
لكم عاطر تحياتي
ناصر