بن مصلح
12-20-2007, 02:48 AM
الفوضى
الحمد لله الصلاة والسلام علىآله وأصحابه اجمعين . وبعد
ايها الأحباب الكرام
سيكون الحديث اليكم هو عن الفوضى في حياة الشباب وتأتي أهمية هذا الموضوع
ان (( الفوضى )) كلمه يتبرأ منها عقلاء الناس مسلمهم وكافرهم ويتفق الجميع على أنها صفة مذمومة .
فالفوضى تعني بعثرة ألأوراق وعدم ألانضباط .
انظر الى أدراج مكتبك لترى الفوضى التي حلت به كأني بك ستشمئز لذلك وتسارع لترتيب كل شيئ في وضعه الصحيح . فكيف اذاً بحياة المسلم الداعيه الى الله ألا يستحق مثل هذا الجهد ؟
ألا تستحق هذه النفس أن تعيد النظر فيما أصابها من غنم أعزم ؟
وحسبي في هذا المقام أن أبين 1- مظاهر هذه الصفة و 2- أسباب ألابتلاء بها ثم أتبع ذلك وصايا أهل التربية في علاج هذا المرض
أولاً: تعريف الفوضى .
تطلق في اللغة على معنيين :
1-اختلاط الأمور بعضها ببعض . يقال : أموالهم فوضى بينهم أ ي هم شركاء فيها .
2- التساوي في ألأمر أو الرتبة . يقال : قوم فوض . أي متساوون لارئيس لهم .
قال ألافوه ألأودي :
لايصلح الناس فوضى لاسراة لههم ولا سراة اذا جهالهم سادوا
ومرادنا ب((الفوض)) في هذا الدرس المعنى الذي قرره الدكتور ناصر العمر في رسالته الفتور :((الفوضويه في العمل فلا هدف محدد ولا عمل متقن أعماله _ أي الفوضي _ ارتجالاً. يبدأ في العمل ثم يتركه . ويشرع في هذا الأمر ولا يتمه ويسير في هذا الطريق ثم يتحول عنه وهكذا دواليك )) [1]
ثانياً- أثار الفوضى
ضياع ألأوقات والطاقات
فالفوضي تذهب عليه ألأوقات وهو يتخبط في احواله .
فما أن يبدأ بمنهج الاوتراه ينقلب الى غيره وما أن يمسك الا وينتقل الى غيره وهكذا حتى يذهب عمره وهو لم يحصل شيء فهو بذلك يعيش عقوقاً لوقته كما قال أحد الحكماء : (( من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أوفرض أداه أو مسجد آثله أوحمد حصله أو خير أسسه أوعلم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه )).
2- الفشل المحقق ولابد .
فالفوضي واقف في محله أو يتحرك حركه بطيئه انها سنه ربانيه: ((العمل المنظم المتقن يتطورويرتقي والعمل الفوضي يتدهور وينهري))
من غرس الحنظل لايرتجي
أن يجني السكر من غرسته
3- الفتور والانقطاع
فالفوضي لايرىثماراً تشجعه على مواصلة الطريق فالمربي فيحلقته حينما تكون أعماله ارتجالاً ولاتنظيم فبلا شك أنه لن يرى ثماراً تشجعه على الاسمرارفي العمل فمن ثم تكون نهايته الفترة يعقبها توقف وانقطاع .
ثالثاً- صور من الفوضى .
1- الفوضى في طلب العلم
وهذا من أعظم الفوضى ففيه الفتوى على الله بغير علم .
فتجد الفوضاوي يقرأ كل مايقع في يده وينفق أمواله على كل كتاب تقع عليه يداه ويقول شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله :((ومن أعماه الله لم تزده كثرة الكتب الا حيره وضلالاً ))
ومن ذلك من يزعم أن مذهبه واسع فهو يقطف من المذاهب ألأربعه.
ومن سلك هذا طالب علم عنده من الحصيله الشرعيه ماتمكنه من اتباع الدليل والترجيح بين ألأقوال فهو في حقه منهج مسدد .
أما الجاهل الفوضي الذي يتتبع الرخص بين المذ اهب أو يخبط خبط عشواء في هذا المذهب وذاك فمسلكه خطير وقد تكلم السلف في هذا فمن ذلك ما قاله سليمان التيمي - رحمه الله -:(( لو أخذت
برخصة كل عالم أجتمع فيك الشر كله .))[2]
ونقل الشاطبي عن ابن حزم أنه حكى الاجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لايحل )) [3]
ومن الفوضويه في طلب العلم . العشوائيه في تعلم العلم .
فهو يؤخر ألأصول ويهتم بالفروع ويقدم آله العلم على الكتاب والسنة .
وهذه لايرتضيها الربانيون اللذين قال الله فيهم (( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) .
قال مجاهد رحمه الله : (( هم اللذين يربون الناس بصغار العلم قبل كباره فهم أهل ألأمر والنهي )) .[4]
2- الفوضويه في التعامل مع ألأوقات .
فمن مظاهر هذا النوع
1- اعطاء العمل البسيط فوق مايستحق من الجهد والوقت
2- تضييع الساعات الطوال دون عمل البته
3- تراكم أكثر من عمل في وقت واحد .
4- قتل ألأوقات في أمور تافهه .
5- الخطوات اليوميه تمضي بلا تخطيط
3- الفوضويه في الصحبه والزيارة .
من المعلوم أن للصحبه منافع حميده وذلك اذا أ حسن المرء اختيار من يصاحب .
ولكن ينبغي أن ندرك أن كثرة الأصحاب الخلطه المستمرة .
والواقع يشهد بأن الناس يختلفونفي عقولهم واهتماماتهم . وهذا يعني أنه سيكون كالاناء كلُُ يصب فيه مايشاء من خير وشر .
فالقليل من يفكر قبل أن يصاحب ماهي الثمرة من هذه الصحبة ؟ هل ستزداد علماًمنه ؟ أو خلقاً ؟ أو مجرد راحه وأنس ؟
بل ينبغي للانسان أن يبحث ويلازم من كان يفوقه .حتى ينال ويأخذ مما عنده وهذا لايعني عدم الانبساط وادخال السرور .
3- الفوضويه في العبادات .
فتارة تجد الشاب يكثر من تلاوة القرآن ثم يتركه حتى يصدق عليه أنه هاجر للقرآن .
وتارة يصوم تم يترك الصوم . وتارة يقوم الليل ثم يدع قيام الليل .بل يتعدى ألأمر للفرائض فقد يصليها منفرد اً .
5- الفوضويه في الدعوة الى الله .
فمن الفوضويه أن تجد الرجل يربي جيلاً على العشوائيه . فمن صور العشوائيه
1- العشوائيه في البرامج المطروحة .
فتجده لايفكر ولايتأمل ماهوالمناسب وغير المناسب وانما قد تكون وليدة الساعة أحياناً .
2- العشوائيه في الدروس الملقاة .
3- الاهمال الفضيع للتربية الايمانيه .
فلاعجب أن ترى من الشباب من يسلكون الفوضويه (( ومن شابه مربيه فما ظلم )) .
فترى الشاب متحمساً في الأعمال الاغاثيه ثم لايلبث أن يعود الى الأعمال الدعويه ثم لايلبث أن يعود الى عمل دعوي آخر وهكذا .
فعند ذلك هل ترجى ثمرة من أشجار انقطع عنها الماء ولم تجد من يرعاها ؟
6- الفوضويه في التفكير .
وانك لتعجب من قوم يتقلبون في مزاجيه رهيبه فما يستحسنونه في يوم يستقيمونه في اليوم الآخر. وهذه هي(( المزاجيه )) .
ولها صور .
1- الاقبال بشده على العبادات ثم لايلبث مده الا ويعود ربما أسوء من قبل .
2- عدم العدل في الحكم على الآخرين .
فيقول الله تعالى : (( واذا قلتم فاعدلوا )) فعندما يعجب الشاب بداعيه الى الله من حيث قوة اسلوبه فتجده يكيل له بالمدح والثناء . ثم بعد فترة تجده يذم كلامه واسلوبه .
والفوضويه في التفكير لاتعني أن أيستحسن أحدنا أمراً ثم يكتشف سلبياته فهذا أمر لاغبار عليه لكن الفوضويه تظهر جليه في تغيير المواقف مع عدم وجود أسباب صحيحه وانما هي المزاجيه .
أسباب الفوضى .
1- التشتت الذهني .
والتشتت يعني عدم القدره على اتخاذ قرار صحيح .
ويبتلى المرء بالتشتت لعدة أمور منها .
ا- الركون الى الدنيا .قال صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الدنيا همه جعل الله بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ماقدر له ))[5]
ب- القلق وكثرة الهموم .
فيقول (( )) : (( شر آثار القلق تبديد القدره على التركيز الذهني . فنحن عندما نقلق تتشتت أفكارنا ونعجز عن حسم المشكلات واتخاذ قرار فيها )) [6]
ج- كثرة الخلطه .
يقول ابن القيم في مدارج السالكين (1/9 8 4 ) : (( فأما ماتؤثره كثرة الخلطه مامتلأ القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ويوجب له تشتتاً وتفرقاً وهماً وغماً وضعفاً وحملاً لما يعجز حمله من مؤنة قرناء السوء واضاعة مصلحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسم فكره في أداء مطالبهم وارادتهم فماذا منه لله والدار الآخرة )) .
2- ضعف التربية .
فاللذين تربوا على أن لايجعلو المسؤليه عليهم و انما على غيرهم وعطلوا طاقاتهم فستأتي عليهم ألأيام بمسؤليات جسام . لايدرون كيف يتعاملون معها وتراهم هكذا في فوضويه من أمرهم لايحسنون ادارة امورهم لأنهم اعتادوا أن يدبر امورهم غيرهم .
3- الجليس الفوضوي .
وهذا له صور .
1- ألأسرة الفوضويه .
فقد ينشأ الانسان في أسرة فوضويه لاتعطي للنظام أدنى رعايه أو أهميه .
ب- الصاحب الفوضوي .
وقد أحسن القائل :
لاتصحب الكسلان في حالاته كم صالح لفساد آخر يفسد
عدوا البليد الى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
5- ضعف الاراده .
فان ضعيف الاراده يتخاذل فتميل نفسه الى الكسل فلا يكون فلا يكون حازماً في تنفيذ أعماله فمن الصعب من كان هذا حاله أن يرتب أعماله وواجباته وفق نظام عمل سليم .
أأبيت سهران الدجى وتبيته
نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي .
6- عدم المتابعه والمحاسبه .
فقد يحرم ألمرء ممن يتابعه ويحاسبه على عمله وعلى خطواته أولاً بأول فتكون النتيجه الفوضويه .
7- عدم وضوح الهدف .
فترى الشاب يتحرك دون تحديد لهدف عام أو خاص وغير واضح ولكنه رأى الناس يعملون فعمل معهم فهو لايدري لماذا يسير ؟ ولا كيف يسير ؟ والجهل بهذين مصيبة وأي مصيبة .
ان كنت لاتدري تلك مصيبه وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
8- عدم فقه ألأوليات .
9- الصوارف الطارئه .
ومنها :ا- موت قريب .
ب- المشاكل ألأسريه .
ج- الابتلاء بمرض .
د- الخسارة الماليه .
ه- قدوم ضيوف ثقلاء .
.1- عدم توزيع ألأعمال .
فاذا كانت الأعمال متشعبه فان هذا يعني صعوبة متابعتها فضلاًعن القيام بها .
كما قيل (( الذي يعمل كل شيء لايعمل شيئاً ))
فقد تتعطل بعض الأعمال الدعويه وتتوقف لأنها ربما تصل المسؤل .
وكل ذلك سبب عدم توزيع الأعمال واصرار المسؤل علىذلك
أما لماذا ينهج البعض هذه الطريقة؟ فالجواب أنهم قد يحسنون الظن بجهودهم وقدرتهم أو أنهم لايثقون بالآخرين.
11- العاصي والذنوب .
فيقول ابن القيم رحمه الله -((وبالجمله فالعبد اذا أعرضعن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد عند اضاعتها يوم يقول ((ياليتبي قدت لحياتي ))[7]
علاج الفوضى
ماأنزل الله من داء الا وأنزل له الدواء علمه من علمه وجهله من جهله .
والفوضويه من أشد الأمراض المعنويه وتتأكد خطورتها فيما لايحس الانسان به .
وعلاجها بأمرين :1 - أولاً:اتخاذ سبل الوقاية منه ابتد اء
2- يعمل ألأسباب التي تذهبه بعد وقوعه
*أما طرق العلاج .
فهناك وصايا عامه ووصايا خاصة
أما الوصايا العامة :
ملازمة التقوى :
قال تعالى : (( يأيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ))
وقال تعالى:(( يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم )) .
وقال تعالى :((يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاًسديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ......))
ومن تقوى الله ترك الذنوب والمعاصي مع الاكثار من الطاعات ومن تقوى الله أن تجعل الآخرة غايتك كما قال صلى الله عليه وسلم :(( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ...))[8] الحديث
2- الدعاء والاستعانه .
فعلى العبد أن على الله أن يبارك في أعماله وأوقاته وأن يستعين با لله في أعماله كما في الحديث((اذا استعنت فاستعن بالله ))
اذا لم يكف عون من الله للفتى
فأول مايجني عليه اجتهاده .
3- ادراك العواقب المترتبه على الفوضى .
4- الاستفاده من الكتب التي جمعت خبرة وتجربة المنظمين لشؤونهم .
5- الاستشارة
ثانياً- الوصايا الخاصة:
أ- حتى لاتكون فوضوياً في طلب العلم
1- فاحرص أن تتلقى العلم من أهله فتتلقى القرآن من القراء والتفسير من المفسرين والحديث من المحدثين .....الخ
وهذا ان توفر المتخصصون والا اكتفى بعالم من الأكابر وتلقى عليه سائر العلوم عند التأسيس .
أما عند التخصص فلا بد من تلقي كل علم من أهله كما قال الامام مالك رحمه الله : (( كل علم يسأل عنه أهله )).
ومن دخل العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم وقد قيل (( من دخل في العلم وحده خرج وحده ))[9]
2-من لم يتقن الأصول حرم الوصول (( ومن رام العلم جمله ذهب عنه جمله )) ولابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه يضبط أصله ومختصره على شيخ متقن ومراعاة عدم الاشتغال بالمطولات قبل الضبط والاتقان لأصله .
3 -لاتتنقل من مختصر الى آخر بلا موجب .
4-اجتهد في تقييد الفوائد والضوابط العلميه سواء التي تتلقاها من شرح المشايخ أومايمر عليك أثناء قرائتك للكتب .
*ولحفظ هذه الفوائد طرق عديده منها :
1-كتابة الفوائد في حاشيه الكتاب بعد ترقيم المواضع التي علق عليها الشيخ .
2-كتابة الفوائد في مذكرة خاصة لكل كتاب وهذه الطريقه تسعفك في التوسع في نقل الفوائد .
3 - توزيع الفوائد في بطاقات صغيرة في بطاقه فائدة علميه يكتب في أعلاها عنوان هذه الفائده
4- تعاهد علمك من وقت لآخر فان عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان .
*عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( انما مثل
صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعلقه ان عاهد عليها امسكها وان
أطلقها ذهبت [10] .
ومما قاله الحافظ ابن عبد البر في تعليقه على هذا ا لحد يث : واذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب ان لم يتعاهد فما ظنك بغيره من العلوم المعهوده .؟؟))
6- لا تستفد من كتاب حتى تعرف ا صطلا ح مؤ لفه فيه وكثيرا ً ماتكون المقدمه كاشفه عن ذلك فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته .[11]
7- رتب وقتك بحيث تجعل للحفظ وقتاً وللقراءة وقتاً .
8- اذا عزمت على قراءة كتاب فلتحذر أن تنتقل منه الى كتب أخرى لغير حاجه ما سه
9- أن تستشير من تثق في علمه وورعه فيما يشكل عليك .
ب- حتى لاتكون فوضوياً في وقتك :
فهناك معالم عديدة لتنظيم الوقت في حياتك .
يقول ابن الجوزي (( ... ينبغي للانسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظه من غير قربه ....))
2- أن تحدد الواجبات التي على عاتقك ثم انظر الى يومك واجعل لكل واجب الوقت الذ ي ينا سبه ثم سجل ذلك في ورقه تذكرك اذا نسيت و كتا بة ذلك خير لك من حفظها في الذاكرة التي تغفل ويقع منها السهو
3- احرص على تنويع التي تستفيد منها .
فان من طبيعة الانسان وفطرته أنه اذا داوم على عمل معين والفترة محدده فانه يمل من هذا العمل . فقد روى عن ابن عبا س أنه كان (( أنه اذا كل من الكلام قال : هاتو ا ديوان الشعراء ))
وكان المحد ث شعبه رحمه الله (( اذا ضجر من املا ء ا لحد يث ينا شد الا شعا ر ))
وقال علي بن ا بي طا لب رضي الله عنه (( أحبوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمه فا نها تمل كما تمل الابدان )) [12]
4- ضع خطه زمنيه طويله المدى لكل عمل تقوم به وتضع وقفة محا سبه بعد فتره زمنيه كما هي عند أ صحا ب ا لتجا رة ا لجدد ا لسنوي . كأ ن تريد مثلاُُُ أن تتعلم ا لفقه في ثلا ث سنوات فانك تقسم ا لفقه على هذه
المده وبعد كل ستة أ شهر تقف وقفه لتنظر فيما مضى .
5- لاتضيع الوقت في الندم والشعور بالذ نب على أ زمنة مضت لم تستفد منها ففي ذلك ا حبا ط للنفس .
[1] - الفتور ص.4
[2] - جامع بين العلم ( 2 / 1 9 - 2 9 )
[3] - الموافقات (4 / 4 3 1 )
[4] ا
[5] - رواه الترمذي
[6] - جدد حياتك محمد الغزالي 9 2
[7] -الداء والدواء ( 8 . 4 )
[8] - رواه الترمذي
[9] - حلية طالب العلم ( 1 3 )
[10] - رواه الشيخان
[11] - ابو زيد ( 2 5 )
[12] - حلية طالب العلم ( 4 6 )
الحمد لله الصلاة والسلام علىآله وأصحابه اجمعين . وبعد
ايها الأحباب الكرام
سيكون الحديث اليكم هو عن الفوضى في حياة الشباب وتأتي أهمية هذا الموضوع
ان (( الفوضى )) كلمه يتبرأ منها عقلاء الناس مسلمهم وكافرهم ويتفق الجميع على أنها صفة مذمومة .
فالفوضى تعني بعثرة ألأوراق وعدم ألانضباط .
انظر الى أدراج مكتبك لترى الفوضى التي حلت به كأني بك ستشمئز لذلك وتسارع لترتيب كل شيئ في وضعه الصحيح . فكيف اذاً بحياة المسلم الداعيه الى الله ألا يستحق مثل هذا الجهد ؟
ألا تستحق هذه النفس أن تعيد النظر فيما أصابها من غنم أعزم ؟
وحسبي في هذا المقام أن أبين 1- مظاهر هذه الصفة و 2- أسباب ألابتلاء بها ثم أتبع ذلك وصايا أهل التربية في علاج هذا المرض
أولاً: تعريف الفوضى .
تطلق في اللغة على معنيين :
1-اختلاط الأمور بعضها ببعض . يقال : أموالهم فوضى بينهم أ ي هم شركاء فيها .
2- التساوي في ألأمر أو الرتبة . يقال : قوم فوض . أي متساوون لارئيس لهم .
قال ألافوه ألأودي :
لايصلح الناس فوضى لاسراة لههم ولا سراة اذا جهالهم سادوا
ومرادنا ب((الفوض)) في هذا الدرس المعنى الذي قرره الدكتور ناصر العمر في رسالته الفتور :((الفوضويه في العمل فلا هدف محدد ولا عمل متقن أعماله _ أي الفوضي _ ارتجالاً. يبدأ في العمل ثم يتركه . ويشرع في هذا الأمر ولا يتمه ويسير في هذا الطريق ثم يتحول عنه وهكذا دواليك )) [1]
ثانياً- أثار الفوضى
ضياع ألأوقات والطاقات
فالفوضي تذهب عليه ألأوقات وهو يتخبط في احواله .
فما أن يبدأ بمنهج الاوتراه ينقلب الى غيره وما أن يمسك الا وينتقل الى غيره وهكذا حتى يذهب عمره وهو لم يحصل شيء فهو بذلك يعيش عقوقاً لوقته كما قال أحد الحكماء : (( من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه أوفرض أداه أو مسجد آثله أوحمد حصله أو خير أسسه أوعلم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه )).
2- الفشل المحقق ولابد .
فالفوضي واقف في محله أو يتحرك حركه بطيئه انها سنه ربانيه: ((العمل المنظم المتقن يتطورويرتقي والعمل الفوضي يتدهور وينهري))
من غرس الحنظل لايرتجي
أن يجني السكر من غرسته
3- الفتور والانقطاع
فالفوضي لايرىثماراً تشجعه على مواصلة الطريق فالمربي فيحلقته حينما تكون أعماله ارتجالاً ولاتنظيم فبلا شك أنه لن يرى ثماراً تشجعه على الاسمرارفي العمل فمن ثم تكون نهايته الفترة يعقبها توقف وانقطاع .
ثالثاً- صور من الفوضى .
1- الفوضى في طلب العلم
وهذا من أعظم الفوضى ففيه الفتوى على الله بغير علم .
فتجد الفوضاوي يقرأ كل مايقع في يده وينفق أمواله على كل كتاب تقع عليه يداه ويقول شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله :((ومن أعماه الله لم تزده كثرة الكتب الا حيره وضلالاً ))
ومن ذلك من يزعم أن مذهبه واسع فهو يقطف من المذاهب ألأربعه.
ومن سلك هذا طالب علم عنده من الحصيله الشرعيه ماتمكنه من اتباع الدليل والترجيح بين ألأقوال فهو في حقه منهج مسدد .
أما الجاهل الفوضي الذي يتتبع الرخص بين المذ اهب أو يخبط خبط عشواء في هذا المذهب وذاك فمسلكه خطير وقد تكلم السلف في هذا فمن ذلك ما قاله سليمان التيمي - رحمه الله -:(( لو أخذت
برخصة كل عالم أجتمع فيك الشر كله .))[2]
ونقل الشاطبي عن ابن حزم أنه حكى الاجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لايحل )) [3]
ومن الفوضويه في طلب العلم . العشوائيه في تعلم العلم .
فهو يؤخر ألأصول ويهتم بالفروع ويقدم آله العلم على الكتاب والسنة .
وهذه لايرتضيها الربانيون اللذين قال الله فيهم (( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )) .
قال مجاهد رحمه الله : (( هم اللذين يربون الناس بصغار العلم قبل كباره فهم أهل ألأمر والنهي )) .[4]
2- الفوضويه في التعامل مع ألأوقات .
فمن مظاهر هذا النوع
1- اعطاء العمل البسيط فوق مايستحق من الجهد والوقت
2- تضييع الساعات الطوال دون عمل البته
3- تراكم أكثر من عمل في وقت واحد .
4- قتل ألأوقات في أمور تافهه .
5- الخطوات اليوميه تمضي بلا تخطيط
3- الفوضويه في الصحبه والزيارة .
من المعلوم أن للصحبه منافع حميده وذلك اذا أ حسن المرء اختيار من يصاحب .
ولكن ينبغي أن ندرك أن كثرة الأصحاب الخلطه المستمرة .
والواقع يشهد بأن الناس يختلفونفي عقولهم واهتماماتهم . وهذا يعني أنه سيكون كالاناء كلُُ يصب فيه مايشاء من خير وشر .
فالقليل من يفكر قبل أن يصاحب ماهي الثمرة من هذه الصحبة ؟ هل ستزداد علماًمنه ؟ أو خلقاً ؟ أو مجرد راحه وأنس ؟
بل ينبغي للانسان أن يبحث ويلازم من كان يفوقه .حتى ينال ويأخذ مما عنده وهذا لايعني عدم الانبساط وادخال السرور .
3- الفوضويه في العبادات .
فتارة تجد الشاب يكثر من تلاوة القرآن ثم يتركه حتى يصدق عليه أنه هاجر للقرآن .
وتارة يصوم تم يترك الصوم . وتارة يقوم الليل ثم يدع قيام الليل .بل يتعدى ألأمر للفرائض فقد يصليها منفرد اً .
5- الفوضويه في الدعوة الى الله .
فمن الفوضويه أن تجد الرجل يربي جيلاً على العشوائيه . فمن صور العشوائيه
1- العشوائيه في البرامج المطروحة .
فتجده لايفكر ولايتأمل ماهوالمناسب وغير المناسب وانما قد تكون وليدة الساعة أحياناً .
2- العشوائيه في الدروس الملقاة .
3- الاهمال الفضيع للتربية الايمانيه .
فلاعجب أن ترى من الشباب من يسلكون الفوضويه (( ومن شابه مربيه فما ظلم )) .
فترى الشاب متحمساً في الأعمال الاغاثيه ثم لايلبث أن يعود الى الأعمال الدعويه ثم لايلبث أن يعود الى عمل دعوي آخر وهكذا .
فعند ذلك هل ترجى ثمرة من أشجار انقطع عنها الماء ولم تجد من يرعاها ؟
6- الفوضويه في التفكير .
وانك لتعجب من قوم يتقلبون في مزاجيه رهيبه فما يستحسنونه في يوم يستقيمونه في اليوم الآخر. وهذه هي(( المزاجيه )) .
ولها صور .
1- الاقبال بشده على العبادات ثم لايلبث مده الا ويعود ربما أسوء من قبل .
2- عدم العدل في الحكم على الآخرين .
فيقول الله تعالى : (( واذا قلتم فاعدلوا )) فعندما يعجب الشاب بداعيه الى الله من حيث قوة اسلوبه فتجده يكيل له بالمدح والثناء . ثم بعد فترة تجده يذم كلامه واسلوبه .
والفوضويه في التفكير لاتعني أن أيستحسن أحدنا أمراً ثم يكتشف سلبياته فهذا أمر لاغبار عليه لكن الفوضويه تظهر جليه في تغيير المواقف مع عدم وجود أسباب صحيحه وانما هي المزاجيه .
أسباب الفوضى .
1- التشتت الذهني .
والتشتت يعني عدم القدره على اتخاذ قرار صحيح .
ويبتلى المرء بالتشتت لعدة أمور منها .
ا- الركون الى الدنيا .قال صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الدنيا همه جعل الله بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا الا ماقدر له ))[5]
ب- القلق وكثرة الهموم .
فيقول (( )) : (( شر آثار القلق تبديد القدره على التركيز الذهني . فنحن عندما نقلق تتشتت أفكارنا ونعجز عن حسم المشكلات واتخاذ قرار فيها )) [6]
ج- كثرة الخلطه .
يقول ابن القيم في مدارج السالكين (1/9 8 4 ) : (( فأما ماتؤثره كثرة الخلطه مامتلأ القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ويوجب له تشتتاً وتفرقاً وهماً وغماً وضعفاً وحملاً لما يعجز حمله من مؤنة قرناء السوء واضاعة مصلحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسم فكره في أداء مطالبهم وارادتهم فماذا منه لله والدار الآخرة )) .
2- ضعف التربية .
فاللذين تربوا على أن لايجعلو المسؤليه عليهم و انما على غيرهم وعطلوا طاقاتهم فستأتي عليهم ألأيام بمسؤليات جسام . لايدرون كيف يتعاملون معها وتراهم هكذا في فوضويه من أمرهم لايحسنون ادارة امورهم لأنهم اعتادوا أن يدبر امورهم غيرهم .
3- الجليس الفوضوي .
وهذا له صور .
1- ألأسرة الفوضويه .
فقد ينشأ الانسان في أسرة فوضويه لاتعطي للنظام أدنى رعايه أو أهميه .
ب- الصاحب الفوضوي .
وقد أحسن القائل :
لاتصحب الكسلان في حالاته كم صالح لفساد آخر يفسد
عدوا البليد الى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
5- ضعف الاراده .
فان ضعيف الاراده يتخاذل فتميل نفسه الى الكسل فلا يكون فلا يكون حازماً في تنفيذ أعماله فمن الصعب من كان هذا حاله أن يرتب أعماله وواجباته وفق نظام عمل سليم .
أأبيت سهران الدجى وتبيته
نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي .
6- عدم المتابعه والمحاسبه .
فقد يحرم ألمرء ممن يتابعه ويحاسبه على عمله وعلى خطواته أولاً بأول فتكون النتيجه الفوضويه .
7- عدم وضوح الهدف .
فترى الشاب يتحرك دون تحديد لهدف عام أو خاص وغير واضح ولكنه رأى الناس يعملون فعمل معهم فهو لايدري لماذا يسير ؟ ولا كيف يسير ؟ والجهل بهذين مصيبة وأي مصيبة .
ان كنت لاتدري تلك مصيبه وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
8- عدم فقه ألأوليات .
9- الصوارف الطارئه .
ومنها :ا- موت قريب .
ب- المشاكل ألأسريه .
ج- الابتلاء بمرض .
د- الخسارة الماليه .
ه- قدوم ضيوف ثقلاء .
.1- عدم توزيع ألأعمال .
فاذا كانت الأعمال متشعبه فان هذا يعني صعوبة متابعتها فضلاًعن القيام بها .
كما قيل (( الذي يعمل كل شيء لايعمل شيئاً ))
فقد تتعطل بعض الأعمال الدعويه وتتوقف لأنها ربما تصل المسؤل .
وكل ذلك سبب عدم توزيع الأعمال واصرار المسؤل علىذلك
أما لماذا ينهج البعض هذه الطريقة؟ فالجواب أنهم قد يحسنون الظن بجهودهم وقدرتهم أو أنهم لايثقون بالآخرين.
11- العاصي والذنوب .
فيقول ابن القيم رحمه الله -((وبالجمله فالعبد اذا أعرضعن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد عند اضاعتها يوم يقول ((ياليتبي قدت لحياتي ))[7]
علاج الفوضى
ماأنزل الله من داء الا وأنزل له الدواء علمه من علمه وجهله من جهله .
والفوضويه من أشد الأمراض المعنويه وتتأكد خطورتها فيما لايحس الانسان به .
وعلاجها بأمرين :1 - أولاً:اتخاذ سبل الوقاية منه ابتد اء
2- يعمل ألأسباب التي تذهبه بعد وقوعه
*أما طرق العلاج .
فهناك وصايا عامه ووصايا خاصة
أما الوصايا العامة :
ملازمة التقوى :
قال تعالى : (( يأيها الذين آمنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ))
وقال تعالى:(( يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم )) .
وقال تعالى :((يأيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاًسديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ......))
ومن تقوى الله ترك الذنوب والمعاصي مع الاكثار من الطاعات ومن تقوى الله أن تجعل الآخرة غايتك كما قال صلى الله عليه وسلم :(( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ...))[8] الحديث
2- الدعاء والاستعانه .
فعلى العبد أن على الله أن يبارك في أعماله وأوقاته وأن يستعين با لله في أعماله كما في الحديث((اذا استعنت فاستعن بالله ))
اذا لم يكف عون من الله للفتى
فأول مايجني عليه اجتهاده .
3- ادراك العواقب المترتبه على الفوضى .
4- الاستفاده من الكتب التي جمعت خبرة وتجربة المنظمين لشؤونهم .
5- الاستشارة
ثانياً- الوصايا الخاصة:
أ- حتى لاتكون فوضوياً في طلب العلم
1- فاحرص أن تتلقى العلم من أهله فتتلقى القرآن من القراء والتفسير من المفسرين والحديث من المحدثين .....الخ
وهذا ان توفر المتخصصون والا اكتفى بعالم من الأكابر وتلقى عليه سائر العلوم عند التأسيس .
أما عند التخصص فلا بد من تلقي كل علم من أهله كما قال الامام مالك رحمه الله : (( كل علم يسأل عنه أهله )).
ومن دخل العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم وقد قيل (( من دخل في العلم وحده خرج وحده ))[9]
2-من لم يتقن الأصول حرم الوصول (( ومن رام العلم جمله ذهب عنه جمله )) ولابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه يضبط أصله ومختصره على شيخ متقن ومراعاة عدم الاشتغال بالمطولات قبل الضبط والاتقان لأصله .
3 -لاتتنقل من مختصر الى آخر بلا موجب .
4-اجتهد في تقييد الفوائد والضوابط العلميه سواء التي تتلقاها من شرح المشايخ أومايمر عليك أثناء قرائتك للكتب .
*ولحفظ هذه الفوائد طرق عديده منها :
1-كتابة الفوائد في حاشيه الكتاب بعد ترقيم المواضع التي علق عليها الشيخ .
2-كتابة الفوائد في مذكرة خاصة لكل كتاب وهذه الطريقه تسعفك في التوسع في نقل الفوائد .
3 - توزيع الفوائد في بطاقات صغيرة في بطاقه فائدة علميه يكتب في أعلاها عنوان هذه الفائده
4- تعاهد علمك من وقت لآخر فان عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان .
*عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( انما مثل
صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعلقه ان عاهد عليها امسكها وان
أطلقها ذهبت [10] .
ومما قاله الحافظ ابن عبد البر في تعليقه على هذا ا لحد يث : واذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب ان لم يتعاهد فما ظنك بغيره من العلوم المعهوده .؟؟))
6- لا تستفد من كتاب حتى تعرف ا صطلا ح مؤ لفه فيه وكثيرا ً ماتكون المقدمه كاشفه عن ذلك فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته .[11]
7- رتب وقتك بحيث تجعل للحفظ وقتاً وللقراءة وقتاً .
8- اذا عزمت على قراءة كتاب فلتحذر أن تنتقل منه الى كتب أخرى لغير حاجه ما سه
9- أن تستشير من تثق في علمه وورعه فيما يشكل عليك .
ب- حتى لاتكون فوضوياً في وقتك :
فهناك معالم عديدة لتنظيم الوقت في حياتك .
يقول ابن الجوزي (( ... ينبغي للانسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظه من غير قربه ....))
2- أن تحدد الواجبات التي على عاتقك ثم انظر الى يومك واجعل لكل واجب الوقت الذ ي ينا سبه ثم سجل ذلك في ورقه تذكرك اذا نسيت و كتا بة ذلك خير لك من حفظها في الذاكرة التي تغفل ويقع منها السهو
3- احرص على تنويع التي تستفيد منها .
فان من طبيعة الانسان وفطرته أنه اذا داوم على عمل معين والفترة محدده فانه يمل من هذا العمل . فقد روى عن ابن عبا س أنه كان (( أنه اذا كل من الكلام قال : هاتو ا ديوان الشعراء ))
وكان المحد ث شعبه رحمه الله (( اذا ضجر من املا ء ا لحد يث ينا شد الا شعا ر ))
وقال علي بن ا بي طا لب رضي الله عنه (( أحبوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمه فا نها تمل كما تمل الابدان )) [12]
4- ضع خطه زمنيه طويله المدى لكل عمل تقوم به وتضع وقفة محا سبه بعد فتره زمنيه كما هي عند أ صحا ب ا لتجا رة ا لجدد ا لسنوي . كأ ن تريد مثلاُُُ أن تتعلم ا لفقه في ثلا ث سنوات فانك تقسم ا لفقه على هذه
المده وبعد كل ستة أ شهر تقف وقفه لتنظر فيما مضى .
5- لاتضيع الوقت في الندم والشعور بالذ نب على أ زمنة مضت لم تستفد منها ففي ذلك ا حبا ط للنفس .
[1] - الفتور ص.4
[2] - جامع بين العلم ( 2 / 1 9 - 2 9 )
[3] - الموافقات (4 / 4 3 1 )
[4] ا
[5] - رواه الترمذي
[6] - جدد حياتك محمد الغزالي 9 2
[7] -الداء والدواء ( 8 . 4 )
[8] - رواه الترمذي
[9] - حلية طالب العلم ( 1 3 )
[10] - رواه الشيخان
[11] - ابو زيد ( 2 5 )
[12] - حلية طالب العلم ( 4 6 )