موسى بن ربيع البلوي
01-01-2003, 12:51 AM
مصيبة - وأي مصيبة - أن يكون الإنسان جاهلاً ويجهل أنه جاهل !
بل يذهب شططاً في المكابرة ، فيزعم أنه استاذ ..!!
وعلى الآخرين أن يجلسوا بين يديه ، ويتعلموا منه ، ويتلقوا عنه ..
ويستفيدوا منه ، وينهلوا مما لديه ..!!
مصيبة - وأي مصيبة - أن يعبد الإنسان صنماً صنعه بكلتا يديه ،
وعكف في محرابه لا يفارقه ،
وفي ذات الوقت لا يفتأ يصيح فوق رؤوس الأشهاد أنه :
من أشد الناس توحيداً لله ، وأقواهم إيماناً ، وأزكاهم قلباً ..!!
مثل هذا وذاك :
أولئك الذين يقطعون أنفاس حياتهم ، وهم في حالة إنحناء دائم
لمسح أحذية الشرق والغرب ،وتبني كل فكرة تتسقط عليهم من هناك ،
وحمل لواء كل موضة يصدرها لنا أبغض أعدائنا ،
في الوقت الذي تسمعهم يترنمون - بأفواههم ما ليس في قلوبهم –
فلا تزال ألسنتهم تدور بأناشيد وطنية صرفة غير ممزوجة ،
ويهتفون بشعارات القومية والحرية ،ويتغنون بأغاني الهيام في حب الأمة
وضرورة العمل من أجلهاوالسمو بها .!!!
أحسب أن ما جاء في الحديث عن علامات الساعة بأنه ستعصف بهذه الأمة
فتن تدع الحليم فيها حيران ،
أحسب أن حالة هؤلاء المناكيد من إحدى الكِـبر
التي تدخل في قائمة تلك الفتن المذكورة ..
جهل مركب تركيباً معقداً ومع هذا يتصدرون الساحات الثقافية
في كثير من الدول ، ليكونوا هم أساتذتها ، ومحل قدوة الجيل الجديد ،
والآباء الروحيين للسالكين طريق الأدب_ مع أنهم بلا أدب _ ..!!
ويوهمون الناس أنهم ماضون في طريق الخلاص من فتن هذا الزمان
الذي تمرغت فيه كرامة الأمة في القاع ،
ولكن ... حين يقود القافلة -التي تتلمس طريق النجاة - غراب أعمى
فقد ارتضت لنفسها الهلاك في شعاب التيه والضياع ..
فلا تلومن إلا نفسها يومذاك .. لأن التنائج بمقدماتها :
إذا كان الغراب دليل قوم *** سيرشدهم إلى أرض الخراب !
المصيبة تعظم وتكبر - ككرة الثلج وهي تتدحرج –
حين يصبح هؤلاء القوم - أو كثير منهم - لسان صريح من ألسنة الباطل
في هذه الأمة الكريمة على الله ، فلا تسمعهم إلا وهم يحببون في الرذائل ،
ويزينون طرائق الشر ، ويهيجون الشباب إلى ولوج بوابات الفساد
-من باب تجريب كل شيء ، وعدم الخوف من شيء –
مع أن القاعدة السماوية تنص على أن :
( من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) ..
ولكن أنى لهم أن يفهموا مثل هذه القاعدة السماوية ، وعلى قلوبهم وعقولهم
كميات من وحل الأرض ..!؟
الحقيقة أنه لا عجب أن يكونوا كذلك ..
لا عجب إن هم أحبوا الباطل ، واستماتوا في الولاء له ، والدعوة إليه ،
والتحبيب فيه ، ذلك أن صنمهم الذي صنعوه بأيديهم ،
لا تقوم له قائمة إلا بأركان متعددة ..
والباطل والفساد بعض تلك الأركان التي يقوم عليها ويعتمد ..!
نسي هؤلاء أو هم يتاسوا ، أو هم لا يعرفون أصلاً ،
أن التقليد الأعمى : علامة فارقة تدلل على انحطاط الهمة ،
واهتزاز الثقة بالنفس ، وخواء الروح من المعاني الراقية
التي تسمو بصحابها فيأنف من أن يكون ذيلاً لأحد ،
لا سيما أولئك الذين يزينون لأمتنا سفساف الأشياء ، ومهازل الحياة ..
إن من روائع التربية الإسلامية التي ربانا عليها ديننا العظيم :
أنه يطالبنا باستمرار أن يكون الواحد منا - ذكراً أو أنثى - :
شخصية متميزة كأنها الشامة في وجه الحياة ، يالله ما اروع ديننا الحنيف.!
وفي هذا يقول رسولنا الحبيب بلغة صريحة واضحة كأنها الشمس في كبد السماء
( لا يكونن أحدكم إمّـعة ، يقول أنا مع الناس ،
إن أحسنوا أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ،
ولكن ليوطنن كل منكم نفسه أن يحسن إذا أحسن الناس ،
فإذ أساءوا فليجتنب إساءتهم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم..
إذا لم تكن هذه هي تربية السمو نحو القمة التي تتكسر الأعناق وهي تتطلع إليها ،
فاعلموا أنه لا توجد تربية فاضلة في هذا العالم بطوله وعرضه ..!!
تربية الأنبياء تربية السماء ، فمن أراد أن يسمو فليتمسك بحبلها ،
ومن آثر أن يهوي ليشدخ رأسه في القاع ، فقد عرف الطريق ، وما أسهله ..!
أعني متابعة أولئك القوم أصحاب الجهل المركب ..!!
هما طريقان : صاعد إلى السماء ، لتهب عليك نسائمها ،
والآخر طريق لا تجده إلا في هبوط مستمر ،
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي ..!!
اختيارك لطريق السماء علامة سمو وإشراق وتنوير
وأما حين تؤثر اختيار الطريق الآخر .. فذلك علامة واضحة
على أن الهوى الجامح استعلن فيك ، فغيّب العقل الناصح لديك ،
فلا تلومن إلا نفسك ..
بقدرِ الجدِ تُكتسبُ المعالي *** ينالُ العزَّ من سهرَ الليالي
تريدُ العزّ ثم تنامُ ليلاً *** يغوصُ البحرَ من طلبَ اللآلي
المصدر : رساله بريده و ضعتها هنا للفائده ..
بل يذهب شططاً في المكابرة ، فيزعم أنه استاذ ..!!
وعلى الآخرين أن يجلسوا بين يديه ، ويتعلموا منه ، ويتلقوا عنه ..
ويستفيدوا منه ، وينهلوا مما لديه ..!!
مصيبة - وأي مصيبة - أن يعبد الإنسان صنماً صنعه بكلتا يديه ،
وعكف في محرابه لا يفارقه ،
وفي ذات الوقت لا يفتأ يصيح فوق رؤوس الأشهاد أنه :
من أشد الناس توحيداً لله ، وأقواهم إيماناً ، وأزكاهم قلباً ..!!
مثل هذا وذاك :
أولئك الذين يقطعون أنفاس حياتهم ، وهم في حالة إنحناء دائم
لمسح أحذية الشرق والغرب ،وتبني كل فكرة تتسقط عليهم من هناك ،
وحمل لواء كل موضة يصدرها لنا أبغض أعدائنا ،
في الوقت الذي تسمعهم يترنمون - بأفواههم ما ليس في قلوبهم –
فلا تزال ألسنتهم تدور بأناشيد وطنية صرفة غير ممزوجة ،
ويهتفون بشعارات القومية والحرية ،ويتغنون بأغاني الهيام في حب الأمة
وضرورة العمل من أجلهاوالسمو بها .!!!
أحسب أن ما جاء في الحديث عن علامات الساعة بأنه ستعصف بهذه الأمة
فتن تدع الحليم فيها حيران ،
أحسب أن حالة هؤلاء المناكيد من إحدى الكِـبر
التي تدخل في قائمة تلك الفتن المذكورة ..
جهل مركب تركيباً معقداً ومع هذا يتصدرون الساحات الثقافية
في كثير من الدول ، ليكونوا هم أساتذتها ، ومحل قدوة الجيل الجديد ،
والآباء الروحيين للسالكين طريق الأدب_ مع أنهم بلا أدب _ ..!!
ويوهمون الناس أنهم ماضون في طريق الخلاص من فتن هذا الزمان
الذي تمرغت فيه كرامة الأمة في القاع ،
ولكن ... حين يقود القافلة -التي تتلمس طريق النجاة - غراب أعمى
فقد ارتضت لنفسها الهلاك في شعاب التيه والضياع ..
فلا تلومن إلا نفسها يومذاك .. لأن التنائج بمقدماتها :
إذا كان الغراب دليل قوم *** سيرشدهم إلى أرض الخراب !
المصيبة تعظم وتكبر - ككرة الثلج وهي تتدحرج –
حين يصبح هؤلاء القوم - أو كثير منهم - لسان صريح من ألسنة الباطل
في هذه الأمة الكريمة على الله ، فلا تسمعهم إلا وهم يحببون في الرذائل ،
ويزينون طرائق الشر ، ويهيجون الشباب إلى ولوج بوابات الفساد
-من باب تجريب كل شيء ، وعدم الخوف من شيء –
مع أن القاعدة السماوية تنص على أن :
( من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) ..
ولكن أنى لهم أن يفهموا مثل هذه القاعدة السماوية ، وعلى قلوبهم وعقولهم
كميات من وحل الأرض ..!؟
الحقيقة أنه لا عجب أن يكونوا كذلك ..
لا عجب إن هم أحبوا الباطل ، واستماتوا في الولاء له ، والدعوة إليه ،
والتحبيب فيه ، ذلك أن صنمهم الذي صنعوه بأيديهم ،
لا تقوم له قائمة إلا بأركان متعددة ..
والباطل والفساد بعض تلك الأركان التي يقوم عليها ويعتمد ..!
نسي هؤلاء أو هم يتاسوا ، أو هم لا يعرفون أصلاً ،
أن التقليد الأعمى : علامة فارقة تدلل على انحطاط الهمة ،
واهتزاز الثقة بالنفس ، وخواء الروح من المعاني الراقية
التي تسمو بصحابها فيأنف من أن يكون ذيلاً لأحد ،
لا سيما أولئك الذين يزينون لأمتنا سفساف الأشياء ، ومهازل الحياة ..
إن من روائع التربية الإسلامية التي ربانا عليها ديننا العظيم :
أنه يطالبنا باستمرار أن يكون الواحد منا - ذكراً أو أنثى - :
شخصية متميزة كأنها الشامة في وجه الحياة ، يالله ما اروع ديننا الحنيف.!
وفي هذا يقول رسولنا الحبيب بلغة صريحة واضحة كأنها الشمس في كبد السماء
( لا يكونن أحدكم إمّـعة ، يقول أنا مع الناس ،
إن أحسنوا أحسنت ، وإن أساءوا أسأت ،
ولكن ليوطنن كل منكم نفسه أن يحسن إذا أحسن الناس ،
فإذ أساءوا فليجتنب إساءتهم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم..
إذا لم تكن هذه هي تربية السمو نحو القمة التي تتكسر الأعناق وهي تتطلع إليها ،
فاعلموا أنه لا توجد تربية فاضلة في هذا العالم بطوله وعرضه ..!!
تربية الأنبياء تربية السماء ، فمن أراد أن يسمو فليتمسك بحبلها ،
ومن آثر أن يهوي ليشدخ رأسه في القاع ، فقد عرف الطريق ، وما أسهله ..!
أعني متابعة أولئك القوم أصحاب الجهل المركب ..!!
هما طريقان : صاعد إلى السماء ، لتهب عليك نسائمها ،
والآخر طريق لا تجده إلا في هبوط مستمر ،
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي ..!!
اختيارك لطريق السماء علامة سمو وإشراق وتنوير
وأما حين تؤثر اختيار الطريق الآخر .. فذلك علامة واضحة
على أن الهوى الجامح استعلن فيك ، فغيّب العقل الناصح لديك ،
فلا تلومن إلا نفسك ..
بقدرِ الجدِ تُكتسبُ المعالي *** ينالُ العزَّ من سهرَ الليالي
تريدُ العزّ ثم تنامُ ليلاً *** يغوصُ البحرَ من طلبَ اللآلي
المصدر : رساله بريده و ضعتها هنا للفائده ..