عاصفة الشمال
12-29-2007, 09:48 AM
س1
(( أما بعد، حفظكم الله يا أهل صناعة الكتابة، وحاطكم ووفقكم وأرشدكم! فجعلكم
معشر الكتاب - في أشرف الجهات - أهْلَ الأدب، والمروءةِ والعلمِ، والرواية.
فتنافسوا يا معشر الكُتَّاب في صُنوف الآداب، وتفقَّهوا في الدين، وابدؤوا بعلم كتاب
الله عز وجل والفرائِض ثم العربية فإنها ثِقاف ألسنتكم، ثم أجيدوا الخط فإنه حِلْيةُ
كُتبكم، وارووا الأشعار، واعرفوا غريبَها ومعانِيَها، وأيامَ العرب والعجم، وأحاديثَها
وسِيَرَها فإن ذلك مُعينٌ لكم على ما تسموا إليه هِمَمُكم، ولا تُضَيِّعوا النظرَ في الحساب،
فإنه قِوَامُ كُتّاب الخراج. وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سَنيها وَدَنيَّها، وسَفْسَافِ
الأمور ومحاقِرِها، فإنها مَذَلّة للرقاب مَفْسَدَة للكُتَّاب، ونزهوا صناعتكم عن
الدناءات، واربؤوا بأنفسكم عن السِّعاية والنميمة وما فيه أهل الجهالات، وإياكم
والكِبْرَ والصَّلفَ والعَظَمَةَ، فإنها عداوة مجتلَبَةٌ من غير إِحْنَة، وتحابُّوا في الله
عز وجل في صناعتِكم، وتواصوا عليها بالذي هو أليقُ بأهل الفضل
والعدلِ والنُّبْل من سلَفِكم.
تولانا الله وإياكم يا معشرَ الطلبةِ والكتبةِ بما يتولى به مَنْ سبقَ علمهُ بإسعادِه
وإرشاده، فإن ذلك إليه وبيده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
من روائع الكتابات الأدبية التي تستحق القراءة
للكاتب /عبدالحميد بن يحيى بن سعد العامري من أشهر الكُـتّاب في آخر
العصر الأموي ..
طوّر الرسائل بكثرة التحميدات في صدر الرسالة، وبالتوسع في المعاني،
والعناية بترتيبها ووضوحها.
اشتغل في دواوين الخلفاء حتى أصبح المقدم عند مروان بن محمد،
ولما قوي أمر العباسيين هرب مع مروان إلى مصر حيث قتل في
بوصير سنة 132 هـ. ..
////////////////////////
تعــــليق ::::
المتمعن في محتوى هذه الرسالة يجد أنها نوع من الأدب الراقي ..نجح / عبد الحميد
من خلالها أن يستوعب نقاط هامة يحتاج الكُــتّاب إليها في أي موقع كان ..
و بعد هذه الرسالة أستحق أن يقول عنه النقاد أن الكتابة بُدئت بـِـ عبد الحميد ..
و ما تم عرضه لكم جزء بسيط من الرسالة المطولة التي سطرها هذا الأديب
و كان لها شأن عظيــــــــم سار بالكتابة الأدبية إلى الرفعة و السمو ..
حتى أن الكثير من الأدباء أستعانوا بها في أبحاثهم فيما يخص الكتابة
الأدبيــــــــــــة .. و تسابق الناس على حفظها و تدارسها ..
نقطة أخير //
هذه الرسالة تـُعتبر من الرسائل الديوانيـــــــــة التي جعلت من كاتبها
فريدٌ في عصره و أصبح اسمه أشهر من نارٍ على علــــــــم ..
هكــــــــــذا هو الأدب الراقي .. لله درّ تلك العقول
اسأل الله أن ينفعني و إياكم بهذه الرسالة ..
و شكـــــــــرًا لكم .
(( أما بعد، حفظكم الله يا أهل صناعة الكتابة، وحاطكم ووفقكم وأرشدكم! فجعلكم
معشر الكتاب - في أشرف الجهات - أهْلَ الأدب، والمروءةِ والعلمِ، والرواية.
فتنافسوا يا معشر الكُتَّاب في صُنوف الآداب، وتفقَّهوا في الدين، وابدؤوا بعلم كتاب
الله عز وجل والفرائِض ثم العربية فإنها ثِقاف ألسنتكم، ثم أجيدوا الخط فإنه حِلْيةُ
كُتبكم، وارووا الأشعار، واعرفوا غريبَها ومعانِيَها، وأيامَ العرب والعجم، وأحاديثَها
وسِيَرَها فإن ذلك مُعينٌ لكم على ما تسموا إليه هِمَمُكم، ولا تُضَيِّعوا النظرَ في الحساب،
فإنه قِوَامُ كُتّاب الخراج. وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سَنيها وَدَنيَّها، وسَفْسَافِ
الأمور ومحاقِرِها، فإنها مَذَلّة للرقاب مَفْسَدَة للكُتَّاب، ونزهوا صناعتكم عن
الدناءات، واربؤوا بأنفسكم عن السِّعاية والنميمة وما فيه أهل الجهالات، وإياكم
والكِبْرَ والصَّلفَ والعَظَمَةَ، فإنها عداوة مجتلَبَةٌ من غير إِحْنَة، وتحابُّوا في الله
عز وجل في صناعتِكم، وتواصوا عليها بالذي هو أليقُ بأهل الفضل
والعدلِ والنُّبْل من سلَفِكم.
تولانا الله وإياكم يا معشرَ الطلبةِ والكتبةِ بما يتولى به مَنْ سبقَ علمهُ بإسعادِه
وإرشاده، فإن ذلك إليه وبيده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
من روائع الكتابات الأدبية التي تستحق القراءة
للكاتب /عبدالحميد بن يحيى بن سعد العامري من أشهر الكُـتّاب في آخر
العصر الأموي ..
طوّر الرسائل بكثرة التحميدات في صدر الرسالة، وبالتوسع في المعاني،
والعناية بترتيبها ووضوحها.
اشتغل في دواوين الخلفاء حتى أصبح المقدم عند مروان بن محمد،
ولما قوي أمر العباسيين هرب مع مروان إلى مصر حيث قتل في
بوصير سنة 132 هـ. ..
////////////////////////
تعــــليق ::::
المتمعن في محتوى هذه الرسالة يجد أنها نوع من الأدب الراقي ..نجح / عبد الحميد
من خلالها أن يستوعب نقاط هامة يحتاج الكُــتّاب إليها في أي موقع كان ..
و بعد هذه الرسالة أستحق أن يقول عنه النقاد أن الكتابة بُدئت بـِـ عبد الحميد ..
و ما تم عرضه لكم جزء بسيط من الرسالة المطولة التي سطرها هذا الأديب
و كان لها شأن عظيــــــــم سار بالكتابة الأدبية إلى الرفعة و السمو ..
حتى أن الكثير من الأدباء أستعانوا بها في أبحاثهم فيما يخص الكتابة
الأدبيــــــــــــة .. و تسابق الناس على حفظها و تدارسها ..
نقطة أخير //
هذه الرسالة تـُعتبر من الرسائل الديوانيـــــــــة التي جعلت من كاتبها
فريدٌ في عصره و أصبح اسمه أشهر من نارٍ على علــــــــم ..
هكــــــــــذا هو الأدب الراقي .. لله درّ تلك العقول
اسأل الله أن ينفعني و إياكم بهذه الرسالة ..
و شكـــــــــرًا لكم .