ناصر
01-02-2003, 12:57 AM
لو كنا كوريين ............
قال رئيس الأرجنتين قبل سنوات على إثر عزم بريطانيا محاربة بلاده بشأن جزر الفوكلاند أنه ليس عربيا. بمعنى أن بريطانيا لا تخيفه وأنه عازم على المنازلة ولن يتصرف كما يتصرف العرب من حيث شكاواهم المستمرة للأمم المتحدة وتراجعهم في ميدان القتال. لا يختلف هذا القول كثيرا عن عبارة تم تردادها من قبل بعض العرب مؤخرا تقول "لو كنا كوريين "، إشارة إلى ما جرى مؤخرا من كوريا الشمالية بشان اعترافها بامتلاك برنامج نووي سري ، وطرد المراقبين الدوليين من اراضيها ، وازالة كاميرات المراقبة الخاصة بمراقبة البرنامج النووي الكوري ، وعدم اكتراثها باي مضاعفات يمكن ان تحدثها هذه الخطوة " الجريئة " علي الصعيد الدولي
. صدرت العبارة الأولى عن أجنبي وتصدر العبارة الثانية عن عرب ولكنهما لا تختلفان كثيرا في الدلالة السياسية والتاريخية على الرغم من أن الدلالة النفسية مختلفة.
......................
عكست عبارة رئيس الأرجنتين كما تعكس عبارات مماثلة تتردد على مسامعنا من غير العرب نظرة شبه عالمية تجاه العرب وهي لا تعبر عن كثير من الاحترام وتحوي معاني كبيرة من الاستهتار. إذ يبدو أن العالم لا يأخذنا مأخذ الجد وتكونت لدى العالمين انطباعات عنا غير مريحة وبعيدة عن التشريف،
لقد اصبح العرب مادة للتندر ومضرب للمثل في غياب الشجاعة والحكمة وحسن التدبير
...........................
لا شك ان النتيجة حتي الان اثلجت قلوب الكوريين ، لكنها علي ما يبدوا اثلجت قلوب بعض العرب ، وكان كوريا قد ثارت لهم ، او علي الاقل اهانت من لا يتواني عن اهانة العرب كلما لاحت له فرصة
اذ لم يكن بوسع الرئيس الامريكي الا ان يوصف اعتراف كوريا الشمالية بانه " مثير للمتاعب " وانه سيسعي لحل دبلوماسي لهذه الازمة ، معتبرا اياها مختلفة عن مسالة العراق ، هذا بالرغم من وصفه سابقا لكوريا الشمالية بانها احدي محاور الشر الثلاثة الذي يضم اضافة لها العراق وايران
.......................
كوريا الشمالية هي دولة " دويلة " صغيرة اذا ما قورنت بالامة العرب من حيث العدد والامكانات ،لكنها كبيرة وكبيرة جدا اذا مال تعلق الامر بالكرامة ، علي عكس امتنا العربية ، التي تبدو صغيرة جدا في امور كرامتها
.................
يبدو أن عربا كثيرين يرغبون في الفرار من جلودهم ويتمنون لو أن القدر قد عصف بآبائهم وأمهاتهم إلى مهد آخر غير المهد العربي. ليس من غير المألوف في الشارع العربي أن يسمع المرء عبارات الضيق بالذات والأمة وإلصاق صفات غير حميدة بالعرب والعروبة. ولّد سير الأمور العامة في الوطن العربي شعورا بالاغتراب والضعة حتى انفصل المرء عن ذاته وبيته وأهله وبات تحت وقع الشعور بالانسحاق واللا قيمة. إنه صاحب البيت وبيته غريب عنه والأهل ليسوا أهله ولا الناس ناسه ولا في الأمور ما هو جزء في عملية صنعها. إنه يرى شعوب الأرض متقدمة منجزة وحرة ومشاركة بينما هو تحت وطأة أثقال وأحمال تسلبه رغبته في العطاء وتحرمه من التعبير عن طاقاته وتحول بينه وبين تحقيق أحلامه وتطلعاته وطموحاته.
في ظل هذا الوضع اليس من السهل ان تجد عربا كثيرين يتمنون لو كانوا كوريين ............
لكم تحياتي
ناصر
وقد نشرتها في موقع اخر
قال رئيس الأرجنتين قبل سنوات على إثر عزم بريطانيا محاربة بلاده بشأن جزر الفوكلاند أنه ليس عربيا. بمعنى أن بريطانيا لا تخيفه وأنه عازم على المنازلة ولن يتصرف كما يتصرف العرب من حيث شكاواهم المستمرة للأمم المتحدة وتراجعهم في ميدان القتال. لا يختلف هذا القول كثيرا عن عبارة تم تردادها من قبل بعض العرب مؤخرا تقول "لو كنا كوريين "، إشارة إلى ما جرى مؤخرا من كوريا الشمالية بشان اعترافها بامتلاك برنامج نووي سري ، وطرد المراقبين الدوليين من اراضيها ، وازالة كاميرات المراقبة الخاصة بمراقبة البرنامج النووي الكوري ، وعدم اكتراثها باي مضاعفات يمكن ان تحدثها هذه الخطوة " الجريئة " علي الصعيد الدولي
. صدرت العبارة الأولى عن أجنبي وتصدر العبارة الثانية عن عرب ولكنهما لا تختلفان كثيرا في الدلالة السياسية والتاريخية على الرغم من أن الدلالة النفسية مختلفة.
......................
عكست عبارة رئيس الأرجنتين كما تعكس عبارات مماثلة تتردد على مسامعنا من غير العرب نظرة شبه عالمية تجاه العرب وهي لا تعبر عن كثير من الاحترام وتحوي معاني كبيرة من الاستهتار. إذ يبدو أن العالم لا يأخذنا مأخذ الجد وتكونت لدى العالمين انطباعات عنا غير مريحة وبعيدة عن التشريف،
لقد اصبح العرب مادة للتندر ومضرب للمثل في غياب الشجاعة والحكمة وحسن التدبير
...........................
لا شك ان النتيجة حتي الان اثلجت قلوب الكوريين ، لكنها علي ما يبدوا اثلجت قلوب بعض العرب ، وكان كوريا قد ثارت لهم ، او علي الاقل اهانت من لا يتواني عن اهانة العرب كلما لاحت له فرصة
اذ لم يكن بوسع الرئيس الامريكي الا ان يوصف اعتراف كوريا الشمالية بانه " مثير للمتاعب " وانه سيسعي لحل دبلوماسي لهذه الازمة ، معتبرا اياها مختلفة عن مسالة العراق ، هذا بالرغم من وصفه سابقا لكوريا الشمالية بانها احدي محاور الشر الثلاثة الذي يضم اضافة لها العراق وايران
.......................
كوريا الشمالية هي دولة " دويلة " صغيرة اذا ما قورنت بالامة العرب من حيث العدد والامكانات ،لكنها كبيرة وكبيرة جدا اذا مال تعلق الامر بالكرامة ، علي عكس امتنا العربية ، التي تبدو صغيرة جدا في امور كرامتها
.................
يبدو أن عربا كثيرين يرغبون في الفرار من جلودهم ويتمنون لو أن القدر قد عصف بآبائهم وأمهاتهم إلى مهد آخر غير المهد العربي. ليس من غير المألوف في الشارع العربي أن يسمع المرء عبارات الضيق بالذات والأمة وإلصاق صفات غير حميدة بالعرب والعروبة. ولّد سير الأمور العامة في الوطن العربي شعورا بالاغتراب والضعة حتى انفصل المرء عن ذاته وبيته وأهله وبات تحت وقع الشعور بالانسحاق واللا قيمة. إنه صاحب البيت وبيته غريب عنه والأهل ليسوا أهله ولا الناس ناسه ولا في الأمور ما هو جزء في عملية صنعها. إنه يرى شعوب الأرض متقدمة منجزة وحرة ومشاركة بينما هو تحت وطأة أثقال وأحمال تسلبه رغبته في العطاء وتحرمه من التعبير عن طاقاته وتحول بينه وبين تحقيق أحلامه وتطلعاته وطموحاته.
في ظل هذا الوضع اليس من السهل ان تجد عربا كثيرين يتمنون لو كانوا كوريين ............
لكم تحياتي
ناصر
وقد نشرتها في موقع اخر