إبراهيم أبوخشيم
01-22-2008, 05:40 PM
ب1
كما أبرقت قوماً عطاشاً غمامة ... فلما رأوها أقشعت وتجلت
مع قطرات هتان المطر ، والجو العليل ، سبحانك ربنا ، ربنا لك الحمد على ما وهبتنا ، فكما أظلتنا هذه الغمامة لم نحُرم من خيرها ، فستغفروا الله إنه غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ....
كان في زمن غابر قد مضى ، أسد يحكم غابة ، دخل عليه وزيره الثعلب ( طبعا) صاحب المكر والخداع ، مقدما له استقالته ،ومعه عير أنيق يحمل رسالة عالية في الصوت الرومنسي المثير .. فهاج الإسد ... فقال على رسلك يا أبا الهزبر ، أنا لم تقدم لهذه الاستقالة إلا بعد أن هرمت وخشوشن صوتك وضعفت مخالبك ، فلست بحاجة لوزير مخادع ، لأن رعيتك ليست مثل رعيت أسلافك ، فرعيت اليوم أهملوا جميع حواسهم ، ما عدا حاسة واحدة ، فاقترح بعد دراسة وتروي أن تعين الحمار فهو جهوري الصوت وإن كان غبيا ، فهو سيرعبهم بصوته ثم تتناقل بينهم الإشاعات فسيعيشون في كل يوم تحت وطأتها ...
وفي فيافي صحراء مترامية الأطراف
يدهشك منظر شجرة عظيمة ، شامخة إلى السماء ، ترفرف الرياح أغصانها ، يستظل بها أناس جلهم من الشباب ، والعجب أن حولهم قبور موتى !!
فقدم إليهم شاب يافع ، يحمل فكرا نيرا ، وبيده اليمنى أقلام بألوان الطيف ، فرحبوا به ، وستبشروا بمقدمه ....تآمل فيهم جيدا ، فوجد أنهم خليط مزيج ، لكن يغلب عليهم أنهم اصحاب فكر مضمحل ، إلا نزرا قليلا يحمل قبسا من النور ...
فاقيمت مسابقة لصاحب القول الفريد .. فتقدم وهو واثق من نفسه ..فقدم أوراقه ..وهي مزيجه من الجد والهزل ...وقعت عينه على ورُيقة لشاب من شباب الشجرة فإذا هي تافهت الإسلوب عقيمة المعنى ، مفككت الأجزاء ...
فلما ظهرت النتائج ... كانت الدهشة ... أن الذي فاز هو صاحب المعنى الهزيل ...وكان السبب ..لأنهم دمقراطيون .. وكان جُل الذي صوت له شباب سفهاء الأحلام ....وبعض عقلائهم توجسوا خوفا منه ...على الرغم أنه رجل مسالم ..لا يحمل شطحات فكرية ...
دخل شاب في بستان ، هاله روعت ترتيبة وتنظيمة وأنه جنة الله في أرض الله ، ثم عثر على وردة في ريعان الشباب ، أدهشته، فتأملها جيدا ، اطرقت رأسها إعجابا به .. تراجع خطوتين ثم أنصرف ....فلم أدلهم الليل عليه .. طار فكره ومشاعره نحو تلك الوردة ...فشطح خاطره به أنها قد أحبته .... فقرر أن يزورها غدا ...وهو في الطريق وأقفه فكره مجادلا له مخاطبا إياه ... فقال على رسلك ... هذه وردة على قارعة الطريق .. كثير من يشاهدها، والمعجبون بها جم غفير ... وهي ضعيف عما قريب تذبل ...
لكن أيها العقل النير هي أطرقت رأسها لي !
وسأمضى حتى تأملها جيدا ... فدخل من مدخل خفي فإذا قد هب عليها النسيم .. ، فهزت رأسها ... فقال لنفسه كم أنا غبي فالنسيم هو الذي هزهزهـــــــا !!!
كتبت لمئة ، فأتمنى أن يفهم بعضها المئة ، وويفقه بعضها عُشر المئة وبعضها يتيقنه عُشر العشرة ، وبعضها أتمنى أن لايعيها أحد !!!
كما أبرقت قوماً عطاشاً غمامة ... فلما رأوها أقشعت وتجلت
مع قطرات هتان المطر ، والجو العليل ، سبحانك ربنا ، ربنا لك الحمد على ما وهبتنا ، فكما أظلتنا هذه الغمامة لم نحُرم من خيرها ، فستغفروا الله إنه غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ....
كان في زمن غابر قد مضى ، أسد يحكم غابة ، دخل عليه وزيره الثعلب ( طبعا) صاحب المكر والخداع ، مقدما له استقالته ،ومعه عير أنيق يحمل رسالة عالية في الصوت الرومنسي المثير .. فهاج الإسد ... فقال على رسلك يا أبا الهزبر ، أنا لم تقدم لهذه الاستقالة إلا بعد أن هرمت وخشوشن صوتك وضعفت مخالبك ، فلست بحاجة لوزير مخادع ، لأن رعيتك ليست مثل رعيت أسلافك ، فرعيت اليوم أهملوا جميع حواسهم ، ما عدا حاسة واحدة ، فاقترح بعد دراسة وتروي أن تعين الحمار فهو جهوري الصوت وإن كان غبيا ، فهو سيرعبهم بصوته ثم تتناقل بينهم الإشاعات فسيعيشون في كل يوم تحت وطأتها ...
وفي فيافي صحراء مترامية الأطراف
يدهشك منظر شجرة عظيمة ، شامخة إلى السماء ، ترفرف الرياح أغصانها ، يستظل بها أناس جلهم من الشباب ، والعجب أن حولهم قبور موتى !!
فقدم إليهم شاب يافع ، يحمل فكرا نيرا ، وبيده اليمنى أقلام بألوان الطيف ، فرحبوا به ، وستبشروا بمقدمه ....تآمل فيهم جيدا ، فوجد أنهم خليط مزيج ، لكن يغلب عليهم أنهم اصحاب فكر مضمحل ، إلا نزرا قليلا يحمل قبسا من النور ...
فاقيمت مسابقة لصاحب القول الفريد .. فتقدم وهو واثق من نفسه ..فقدم أوراقه ..وهي مزيجه من الجد والهزل ...وقعت عينه على ورُيقة لشاب من شباب الشجرة فإذا هي تافهت الإسلوب عقيمة المعنى ، مفككت الأجزاء ...
فلما ظهرت النتائج ... كانت الدهشة ... أن الذي فاز هو صاحب المعنى الهزيل ...وكان السبب ..لأنهم دمقراطيون .. وكان جُل الذي صوت له شباب سفهاء الأحلام ....وبعض عقلائهم توجسوا خوفا منه ...على الرغم أنه رجل مسالم ..لا يحمل شطحات فكرية ...
دخل شاب في بستان ، هاله روعت ترتيبة وتنظيمة وأنه جنة الله في أرض الله ، ثم عثر على وردة في ريعان الشباب ، أدهشته، فتأملها جيدا ، اطرقت رأسها إعجابا به .. تراجع خطوتين ثم أنصرف ....فلم أدلهم الليل عليه .. طار فكره ومشاعره نحو تلك الوردة ...فشطح خاطره به أنها قد أحبته .... فقرر أن يزورها غدا ...وهو في الطريق وأقفه فكره مجادلا له مخاطبا إياه ... فقال على رسلك ... هذه وردة على قارعة الطريق .. كثير من يشاهدها، والمعجبون بها جم غفير ... وهي ضعيف عما قريب تذبل ...
لكن أيها العقل النير هي أطرقت رأسها لي !
وسأمضى حتى تأملها جيدا ... فدخل من مدخل خفي فإذا قد هب عليها النسيم .. ، فهزت رأسها ... فقال لنفسه كم أنا غبي فالنسيم هو الذي هزهزهـــــــا !!!
كتبت لمئة ، فأتمنى أن يفهم بعضها المئة ، وويفقه بعضها عُشر المئة وبعضها يتيقنه عُشر العشرة ، وبعضها أتمنى أن لايعيها أحد !!!