أبوياسين الهرفي
02-07-2008, 12:08 PM
عدت إلى غرفتي مثقلاً بالمتاعب .. وقد بلغ بي التعب والإعياء مبلغه .. كنت أشعر أنني أسحب الجبل من خلفي..بل قولوا إن سمح لكم الخيال أنني كنت أحاول زحزة برج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من مكانه من شدة ما أنا فيه من النصب .. لم أكن أتوقع أن حالي ستكون هكذا في ذلك اليوم بعد انقطاع عن الدراسة دام سبعة أشهر قضيتها في فترة التدريب العملي..
نعود حيث كنا.. فتحت باب غرفتي و وجدت أمامي ما كنت أتمناه في تلك اللحظة.. بالطبع لم يكن زميلي في الغرفة.. وإنما فراشي..!!
ألقيت بجسدي المنهك على فراشي وسقطت بكل ثـقـلي ممتداً لا أستطيع الحراك.. وحدث ما كان في خيالكم سابقاً أن برج الجامعة قد سقط معي ولكن سقوطه كان أخف من سقوطي..
وبينما أن في ذلك السكون الذي خيم على المكان إذ بعيني اليمنى تنظر بخـفـية وحذر لكي لا تراها اليسرى .. تنظر و ترجع النظر كرةً أخرى إلى مكتبتي تتقنص الكتب وتنظر أيها تريد قبل أن تشعر بها عيني اليسرى التي لم تطق أن تختلس النظر ولو النظرة الأولى...
استمرت عيني اليمنى بتكرار البصر في المكتبة وحدها تتقلب .. بين كتاب وآخر..وفجأة ودون أي مقدمات وقعت عيني على أحد تلك الكتب..وكان ذلكم الكتاب..
صفوة المؤلفات الكاملة للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي..
مددت يدي إليه وأنا مازلت ممتمداً على فراشي وأخرجته من المكتبة..طبعاً فراشي جنب مكتبتي..
أخذته وأنا أحدث نفسي وأقول..آااااه منذ زمن لم أقرأ لك يارافعي..لقد غلبني الشوق والكتاب بين يدي..وقلت مرةً أخرى ..وأخيراً ..عدت إليك يارافعي ..فتحت الكتاب عشوائياً
وحينها تفتحت عيني اليسرى وسبقت بالنظر اليمنى ووقعت على بيتين للرافعي يقول فيهما:
ولما الـتقـينا ضمنا الحب ضـمةً
بـها كل مافي مهجتينا من الحبِّ
وشد الهوى صدراً لصدرٍ كأنما
يريـد الهوى إنفاذ قـلبٍ إلى قـلبِ
إنه مصطفى صادق الرافعي..أديب اللغة وفارس الكلمة وأمير الحرف..
هو مصطفى: لأنه يصطفي من الحروف أنسبها ومن الكلمات أروعها ومن العبارات أبلغها .. تتراقص الحروف أمام قلمه مترقبةً أيها سيحوز شرف السبْق .. فيصطفيه مصطفى ليكون في مركز الحدث حيث تحدق العينان ويترجم العقل ذلكم التركيز برسالةٍ غريبة ألا وهي ابتسامة الإعجاب وتنصت من حولك قليلاً إذ تصفق له بكلتا يديك دون إرادة منك....هذا ماحدث معي..
هو صادق: لأنك تشعر أن الكلمة خرجت من أعماق قلبه..وقد مكثت هنالك طويلاً حتى تخرج وتجد التصديق لأن الصادق مصدوق..صدقه نابع من إيمانه أن الكلمة هي السهم الذي يصيب به قلب من أراد.. سواءً أراد به الحياة أو أراد به القتل...
هو رافعي: لأنه يرتفع بك في سمو العبارة و نقاء الفكر..يحلق بك في سماء الإبداع وكأنك طائر في فضاءٍ فسيح هو اللغة العربية بجمال كوكبها وضياء نجومها .. ويغوص بك حتى يوشك بك الغرق في أحشاء البحر يفتش لك عن الدرر واللآليء.. لا مايزين به المعصم والعنق بل ماتزين به لسانك وفكرك.. ومن أراد أن يتزين فليقرأ لمصطفى صادق الرفعي...
لست هنا في مقام المدح والتبجيل وإنما في مقام تقديم الشكر والدعاء بالرحمة والرضا لذلكم الرجل الذي أفنى حياته وكرس علمه وفكره لخدمة لغة القرآن الكريم..ونافح بكل مايملك من قدرات دفاعاً عن اللغة في وجه من أراد أن يطمس معالمها في زمن تحتضر فيه..
فحقٌ له علينا أن ننشر ما كتب لللإستفادة و الإفادة ...
نعود حيث كنا.. فتحت باب غرفتي و وجدت أمامي ما كنت أتمناه في تلك اللحظة.. بالطبع لم يكن زميلي في الغرفة.. وإنما فراشي..!!
ألقيت بجسدي المنهك على فراشي وسقطت بكل ثـقـلي ممتداً لا أستطيع الحراك.. وحدث ما كان في خيالكم سابقاً أن برج الجامعة قد سقط معي ولكن سقوطه كان أخف من سقوطي..
وبينما أن في ذلك السكون الذي خيم على المكان إذ بعيني اليمنى تنظر بخـفـية وحذر لكي لا تراها اليسرى .. تنظر و ترجع النظر كرةً أخرى إلى مكتبتي تتقنص الكتب وتنظر أيها تريد قبل أن تشعر بها عيني اليسرى التي لم تطق أن تختلس النظر ولو النظرة الأولى...
استمرت عيني اليمنى بتكرار البصر في المكتبة وحدها تتقلب .. بين كتاب وآخر..وفجأة ودون أي مقدمات وقعت عيني على أحد تلك الكتب..وكان ذلكم الكتاب..
صفوة المؤلفات الكاملة للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي..
مددت يدي إليه وأنا مازلت ممتمداً على فراشي وأخرجته من المكتبة..طبعاً فراشي جنب مكتبتي..
أخذته وأنا أحدث نفسي وأقول..آااااه منذ زمن لم أقرأ لك يارافعي..لقد غلبني الشوق والكتاب بين يدي..وقلت مرةً أخرى ..وأخيراً ..عدت إليك يارافعي ..فتحت الكتاب عشوائياً
وحينها تفتحت عيني اليسرى وسبقت بالنظر اليمنى ووقعت على بيتين للرافعي يقول فيهما:
ولما الـتقـينا ضمنا الحب ضـمةً
بـها كل مافي مهجتينا من الحبِّ
وشد الهوى صدراً لصدرٍ كأنما
يريـد الهوى إنفاذ قـلبٍ إلى قـلبِ
إنه مصطفى صادق الرافعي..أديب اللغة وفارس الكلمة وأمير الحرف..
هو مصطفى: لأنه يصطفي من الحروف أنسبها ومن الكلمات أروعها ومن العبارات أبلغها .. تتراقص الحروف أمام قلمه مترقبةً أيها سيحوز شرف السبْق .. فيصطفيه مصطفى ليكون في مركز الحدث حيث تحدق العينان ويترجم العقل ذلكم التركيز برسالةٍ غريبة ألا وهي ابتسامة الإعجاب وتنصت من حولك قليلاً إذ تصفق له بكلتا يديك دون إرادة منك....هذا ماحدث معي..
هو صادق: لأنك تشعر أن الكلمة خرجت من أعماق قلبه..وقد مكثت هنالك طويلاً حتى تخرج وتجد التصديق لأن الصادق مصدوق..صدقه نابع من إيمانه أن الكلمة هي السهم الذي يصيب به قلب من أراد.. سواءً أراد به الحياة أو أراد به القتل...
هو رافعي: لأنه يرتفع بك في سمو العبارة و نقاء الفكر..يحلق بك في سماء الإبداع وكأنك طائر في فضاءٍ فسيح هو اللغة العربية بجمال كوكبها وضياء نجومها .. ويغوص بك حتى يوشك بك الغرق في أحشاء البحر يفتش لك عن الدرر واللآليء.. لا مايزين به المعصم والعنق بل ماتزين به لسانك وفكرك.. ومن أراد أن يتزين فليقرأ لمصطفى صادق الرفعي...
لست هنا في مقام المدح والتبجيل وإنما في مقام تقديم الشكر والدعاء بالرحمة والرضا لذلكم الرجل الذي أفنى حياته وكرس علمه وفكره لخدمة لغة القرآن الكريم..ونافح بكل مايملك من قدرات دفاعاً عن اللغة في وجه من أراد أن يطمس معالمها في زمن تحتضر فيه..
فحقٌ له علينا أن ننشر ما كتب لللإستفادة و الإفادة ...