الوفاء
02-18-2008, 01:25 AM
مقامة المشرفة التربوية ***
....................................
حدثتني أختنا بنت أخينا ....ممن تعيش بيننا ...وتعايش واقعنا وعملنا....
قالت : لقيت متميزة من المعلمات... قد رشحت لتكون من المشرفات التربويات ....وبعد شهور في إحدى اللقاءات ....
سألتها كيف حالك مع العمل الجديد ؟ لعلك في راحة تزيد ؟
فابتسمت ابتسامة غريبة للغاية ...سألتها ماالحكاية ؟ وصحت ماالخبر ؟
بالله قولي بلاحذر... اشرحي الأمرمن البداية إلى النهاية ...ولايهمك الطول حتى لو صارت رواية ...
قالت : إذن ياصديقتي هيا معي ....صلي على النبي...السيد المختار ...ماتعاقب الليل والنهار ...
بعد ذكر الواحد القهار ...ذكرا به يختم العمر ...وينير ظلمة القبر ...وبه نلقاه يوم الحشر ...
خذي مني على عجالة ...وهاك أقصر مقالة ...سأحكي الحزن والألم... وجرحا قديما ماالتأم...
مأس عديدة ...ومواقف شديدة ...قديمة تليدة ...في كل يوم هي جديدة...
إن سألت عن الهوية... فإليك مع التحية.... أنا مشرفة تربوية ...
كل يوم من حارة إلى حارة ....في شدة البرد والحرارة.... أجوب داخل السيارة ....
فزادت معرفتي بمدينتي شوارعها والأرجاء ... ضواحيها والأنحاء ...
فكدت أنافس ياقوت الحموي في معلوماته.. وابن بطوطة في رحلاته..
وقد ينتهي بي المطاف إلى رسم خريطة تفوق ماقام به الإدريسي ...أو تدوين موسوعة تنافس ماقام به الحموي ...
خصي أن الزيارة تصل إلى ماوراء الدخل المحدود... أو لطريق مسدود... أو لمكان على الخارطة مفقود ...
وأنا ضيف ثقيل... رغم خلقي النبيل...متى أصل ترمقني العيون ....ويصيب الألسن السكون....
وتتطاير حولي الظنون .... لأني من أكون ؟.... مشرفة تربوية ...
فقدت كثيرا من الصداقات ... وصرت أعيش بالمجاملات ... لالشيء إلا لأني من المشرفات التربويات ...
وفي كل مساء ...وبعد يوم حافل بكل عناء ...أنشد الاسترخاء ...فتبدأ بي الأوباء ...وأسعى بحثا عن دواء ...
فهذا مرهم للرماتيزم من أثر الخضخضة والرجرجة ...وهذه قطرة للعيون من أثر الغبار والعجعجة ...
وهذا دواء للسكر من أثرالتعاقدات والإجازات ...وآخر للضغط من أثر الندب وماأدراك ماالندب ؟
وحبوبا مهدئة من أثر التعامل مع جيل من الخريجات الجديدات ممن لا يفرقن بين التعليم والتعدين...
صارت ذاكرتي من كثر الترحال مثقوبة ... لاتحفظ حدثا ...ولاتميز وجها !!
وتوثقت علاقتي بالورقة والقلم أدون كل اسم وكل رسم!!
ولولا ذلك لهاتفتني شقيقتي وقلت كيف حالك ياأستاذة؟في أي مدرسة تعملين؟؟ وأي منهج تعطين؟؟ومماتشتكين ؟
ولقلت لأهلي عندما يطلبون العشاء زنوا لي القرفصاء!!ووزعوا المنهج أيها الكرماء !!
فصحت بها مهلا مهلا ... إني مماقلت قد اكتفيت ... ومما شكوت قد وعيت ...شكواك لاتحتاج إلى شرح أو تحليل ...ولاحجة ولادليل ...
ماهذه الأقوال ؟ !! أعانك الله على هذه الأحمال ... وخفف عنك كل الأثقال ...ورزقك في الحق لسانا ...
وجعلك للأمانة والتقوى عنوانا ...ورزقك حسن السياسة ...والخلق والكياسة ... وجميل القول واللطافة ...وكنز العلم والثقافة ...
وشفاك من كل العلل ... وأبعد عنك كل كلل ..وأزال عنك كل ملل ...
بعد ذلك ياأهل الخير ارحموا عزيز قوم ذل ...ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ...
رفقا بالمشرفين والمشرفات...
وحفظكم الله
تحيتي
الوفاء
*** ورقة إرشيفية قديمة معدلة ومنقحة *** :)
....................................
حدثتني أختنا بنت أخينا ....ممن تعيش بيننا ...وتعايش واقعنا وعملنا....
قالت : لقيت متميزة من المعلمات... قد رشحت لتكون من المشرفات التربويات ....وبعد شهور في إحدى اللقاءات ....
سألتها كيف حالك مع العمل الجديد ؟ لعلك في راحة تزيد ؟
فابتسمت ابتسامة غريبة للغاية ...سألتها ماالحكاية ؟ وصحت ماالخبر ؟
بالله قولي بلاحذر... اشرحي الأمرمن البداية إلى النهاية ...ولايهمك الطول حتى لو صارت رواية ...
قالت : إذن ياصديقتي هيا معي ....صلي على النبي...السيد المختار ...ماتعاقب الليل والنهار ...
بعد ذكر الواحد القهار ...ذكرا به يختم العمر ...وينير ظلمة القبر ...وبه نلقاه يوم الحشر ...
خذي مني على عجالة ...وهاك أقصر مقالة ...سأحكي الحزن والألم... وجرحا قديما ماالتأم...
مأس عديدة ...ومواقف شديدة ...قديمة تليدة ...في كل يوم هي جديدة...
إن سألت عن الهوية... فإليك مع التحية.... أنا مشرفة تربوية ...
كل يوم من حارة إلى حارة ....في شدة البرد والحرارة.... أجوب داخل السيارة ....
فزادت معرفتي بمدينتي شوارعها والأرجاء ... ضواحيها والأنحاء ...
فكدت أنافس ياقوت الحموي في معلوماته.. وابن بطوطة في رحلاته..
وقد ينتهي بي المطاف إلى رسم خريطة تفوق ماقام به الإدريسي ...أو تدوين موسوعة تنافس ماقام به الحموي ...
خصي أن الزيارة تصل إلى ماوراء الدخل المحدود... أو لطريق مسدود... أو لمكان على الخارطة مفقود ...
وأنا ضيف ثقيل... رغم خلقي النبيل...متى أصل ترمقني العيون ....ويصيب الألسن السكون....
وتتطاير حولي الظنون .... لأني من أكون ؟.... مشرفة تربوية ...
فقدت كثيرا من الصداقات ... وصرت أعيش بالمجاملات ... لالشيء إلا لأني من المشرفات التربويات ...
وفي كل مساء ...وبعد يوم حافل بكل عناء ...أنشد الاسترخاء ...فتبدأ بي الأوباء ...وأسعى بحثا عن دواء ...
فهذا مرهم للرماتيزم من أثر الخضخضة والرجرجة ...وهذه قطرة للعيون من أثر الغبار والعجعجة ...
وهذا دواء للسكر من أثرالتعاقدات والإجازات ...وآخر للضغط من أثر الندب وماأدراك ماالندب ؟
وحبوبا مهدئة من أثر التعامل مع جيل من الخريجات الجديدات ممن لا يفرقن بين التعليم والتعدين...
صارت ذاكرتي من كثر الترحال مثقوبة ... لاتحفظ حدثا ...ولاتميز وجها !!
وتوثقت علاقتي بالورقة والقلم أدون كل اسم وكل رسم!!
ولولا ذلك لهاتفتني شقيقتي وقلت كيف حالك ياأستاذة؟في أي مدرسة تعملين؟؟ وأي منهج تعطين؟؟ومماتشتكين ؟
ولقلت لأهلي عندما يطلبون العشاء زنوا لي القرفصاء!!ووزعوا المنهج أيها الكرماء !!
فصحت بها مهلا مهلا ... إني مماقلت قد اكتفيت ... ومما شكوت قد وعيت ...شكواك لاتحتاج إلى شرح أو تحليل ...ولاحجة ولادليل ...
ماهذه الأقوال ؟ !! أعانك الله على هذه الأحمال ... وخفف عنك كل الأثقال ...ورزقك في الحق لسانا ...
وجعلك للأمانة والتقوى عنوانا ...ورزقك حسن السياسة ...والخلق والكياسة ... وجميل القول واللطافة ...وكنز العلم والثقافة ...
وشفاك من كل العلل ... وأبعد عنك كل كلل ..وأزال عنك كل ملل ...
بعد ذلك ياأهل الخير ارحموا عزيز قوم ذل ...ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ...
رفقا بالمشرفين والمشرفات...
وحفظكم الله
تحيتي
الوفاء
*** ورقة إرشيفية قديمة معدلة ومنقحة *** :)