إبراهيم أبوخشيم
02-21-2008, 05:03 PM
في قريةٍ
بعيدةٍ عن المدنية... وعن صخبها وضجيجها
وفي طرفها بيتٌ شامخ ...لكن صاحبه منبوذ ... يسوسها من يدعي أنه حكيم من الحكماء ... وهو لم يتصل بحكماء العرب ولا العجم ...ولم يرثه عن الآباء ولا عن الأجداد ...
فإذا أرخى الليلُ سدوله
وعم هدؤوه
انبعثت أصوات مدوية ...بأسلوب رتيب مزعج ...لا تناسب ولا تألف بينها ...
هذا في مسمع العاقل الفطن
أما صاحب الدار
فيطرب لها طرب عجيبا ... مع فرح عارم يجتاح قلبه
فيشجعها ويحثها على المزيد ... و لربما قلد أصواتها
يحثها على أنباح
متوهم أنها تدفع عنه الوحوش والهوام ... وهو لم يفقه أنها على كل شئ تنبح ...
فهي إذا رأت قطة نبحت
وإذا شاهدت وحشا ...عفوا .... حمارا نبحت
وإذا أبصرت عنزا خرجت عن القطيع في ظلمة الليل البهيم نبحت
أما إذا
أنقض عليها ذئب جائع ...
فسمعت عوائه.... من بعيد قلدته
وإذا أقبل خرت قواها ... وتغيرت أصواتها ... وله استسلمت ونكصت على أعقابها ...
فذبح وقتل ودمر ... على مرأى ومسمع منها ...!!!
وفي ليلة شتاء باردة ، قد غاب بدرها ،وقبيل الفجر ، خرجت أم ذاك الحكيم ، لقضاء حاجتها ... ففي يدها اليمنى عصا عليها تتوكأ ... وفي يدها اليسرى قدح فيه ماء ...
فنبح عليها قائد الكلاب ، والكلاب تشجعه وتستحثه ...، فنقض عليها فنهش رجلها اليمنى نهشة آلمتها ألم شديد ...فصرخت صرخة مدوية ، أرعبته فولى هاربا ...
فتلطخت بدمائها ...فأقبل ابنها الحكيم فقال ما بك يا أماه ؟
قالت يا بني ، إن مصابي جلل وأشعر أن السكر والضغط مرتفعان ...
فيا بني ، أوصيك بقتل هذا الكلب شر قتله ، إنني أخشى على أبنائك الصغار ...
فقال يا أماه ، هذا كلب حافظ للود ذا قلب صميدعي يحمينا من الوحوش الضارية
فربما أنه توهم أنكِ وحشا فهاجمكِ
أماهـــ .... أماهــ ....لتمس له العذر ...
فأُسعِفت ... لكن لم يسعفها الطبيب المداوي ... ففاضت روحها إلى بارئيها ...
وفي أيام العزاء
أقبل على الحكيم المعزون و المهنؤون
فيعزونه بوفاة أمه
ويهنؤونه بشجاعة كلبه ... وجبنه بــعفوه عنه !!!!
بعيدةٍ عن المدنية... وعن صخبها وضجيجها
وفي طرفها بيتٌ شامخ ...لكن صاحبه منبوذ ... يسوسها من يدعي أنه حكيم من الحكماء ... وهو لم يتصل بحكماء العرب ولا العجم ...ولم يرثه عن الآباء ولا عن الأجداد ...
فإذا أرخى الليلُ سدوله
وعم هدؤوه
انبعثت أصوات مدوية ...بأسلوب رتيب مزعج ...لا تناسب ولا تألف بينها ...
هذا في مسمع العاقل الفطن
أما صاحب الدار
فيطرب لها طرب عجيبا ... مع فرح عارم يجتاح قلبه
فيشجعها ويحثها على المزيد ... و لربما قلد أصواتها
يحثها على أنباح
متوهم أنها تدفع عنه الوحوش والهوام ... وهو لم يفقه أنها على كل شئ تنبح ...
فهي إذا رأت قطة نبحت
وإذا شاهدت وحشا ...عفوا .... حمارا نبحت
وإذا أبصرت عنزا خرجت عن القطيع في ظلمة الليل البهيم نبحت
أما إذا
أنقض عليها ذئب جائع ...
فسمعت عوائه.... من بعيد قلدته
وإذا أقبل خرت قواها ... وتغيرت أصواتها ... وله استسلمت ونكصت على أعقابها ...
فذبح وقتل ودمر ... على مرأى ومسمع منها ...!!!
وفي ليلة شتاء باردة ، قد غاب بدرها ،وقبيل الفجر ، خرجت أم ذاك الحكيم ، لقضاء حاجتها ... ففي يدها اليمنى عصا عليها تتوكأ ... وفي يدها اليسرى قدح فيه ماء ...
فنبح عليها قائد الكلاب ، والكلاب تشجعه وتستحثه ...، فنقض عليها فنهش رجلها اليمنى نهشة آلمتها ألم شديد ...فصرخت صرخة مدوية ، أرعبته فولى هاربا ...
فتلطخت بدمائها ...فأقبل ابنها الحكيم فقال ما بك يا أماه ؟
قالت يا بني ، إن مصابي جلل وأشعر أن السكر والضغط مرتفعان ...
فيا بني ، أوصيك بقتل هذا الكلب شر قتله ، إنني أخشى على أبنائك الصغار ...
فقال يا أماه ، هذا كلب حافظ للود ذا قلب صميدعي يحمينا من الوحوش الضارية
فربما أنه توهم أنكِ وحشا فهاجمكِ
أماهـــ .... أماهــ ....لتمس له العذر ...
فأُسعِفت ... لكن لم يسعفها الطبيب المداوي ... ففاضت روحها إلى بارئيها ...
وفي أيام العزاء
أقبل على الحكيم المعزون و المهنؤون
فيعزونه بوفاة أمه
ويهنؤونه بشجاعة كلبه ... وجبنه بــعفوه عنه !!!!