إدارة موقع قبائل بلي الرسمي
03-02-2008, 01:00 AM
الرد الأخير على خطاب الطيب الخطير عن منطقة تبوك وأهلها وتاريخها (1\2)
http://www.alriyadh.com/2008/02/29/img/282722.jpg
مطلق البلوي
كنتُ أتمنى من الأستاذ محمد الطيب أن يكون تعقيبه المنشور في جريدة "الرياض" يوم الجمعة 23رمضان 1428ه الموافق 5أكتوبر 2007م العدد 14347، السنة الرابعة والأربعون على مقالتي المعنونة "الطيب ورد الجميل! منطقة تبوك وأهلها" تعقيباً علمياً مفيداً له ولنا وللقراء الكرام، لا تعقيباً شخصياً بحتاً بعيداً عن منهجية الردود العلمية، فلو أبقى مقالته بعيداً عن الشخصنة لكان ذلك أفضل، لا أن يوهم القارئ الكريم أن أمراً ما بيننا عبر قوله "فقد عرفته عن قرب" فنحن لم نلتق إلا في لقاءين عابرين، يفصل أولهما عن الثاني ما يقارب الستة أعوام، وفي لقائي الأخير به لم يخاطب لساني لسانه، واجزم أنه لم يعرفني بعد هذه الأعوام الستة، ولم يكن لقائي به إلا من أجل الفائدة العلمية؛ لذلك أسجل موقفاً على هذا التناول الشخصي، دون الدخول في متاهات الردود الشخصية والمهاترات التي لا تفيد أحداً، حيث في مقالة الأستاذ الطيب تناولا شخصياً فيه الكثير من التجاوزات أردت الوقوف عندها فحسب، ونظراً لطبيعة وأسلوب المقال فقد آثرت أن أتوجه بالرد للأخوة القراء كرد علمي على الأستاذ الطيب.
أخذ أخي الطيب يصف نفسه بأوصاف لا أعتقد أن باحثاً جادا يحرص على منهجيته العلمية في الكتابة يصف نفسه بها، حيث يقول في معرض حديثه عن ذاته "بحياديتي التامة" ويروي عن مجهولين ما قالوه له عنه دون أن يجد حرجاً أن يذكر ذلك "تكفي شهادة معظم سكان تبوك لي" وفي موضع آخر يقول"لأنهم يعرفون جيداً من يخدمهم ويحب مصلحتهم" ولعل خلفية الأستاذ الطيب كمحام ولم أعلم انه محام - إلا بعد إطلاعي مصادفة على مقالة كتبت عنه في وقت سابق - دور في مثل هذا الأسلوب، فتخيل نفسه في قاعة محكمة، لا في حوار علمي يُفترض فيه الهدوء، لا الصوت العالي والخطابة، وأذكره هنا بما قاله الدكتور مدحت أبو النصر"على الباحث أن يراعي التواضع في الكتابة وتحاشي الغرور".
يقول الأستاذ الطيب، في إطار استخدام مصطلحات كــ (ادعى، زعم، مزاعمه، أباطيل، افتراءات) لم يبرهن عليها علمياً "ويتنكر للجميل" يعنيني أنا، دون أن يقتصر على ذلك فقد تفضل مشكوراً بقوله أنني ما كتبتُ مقالتي السابقة إلا بحثاً عن الشهرة حيث قال "إنه كتب مقالته هذه لمجرد البحث عن الشهرة لنفسه"، وهذا أمر يدخل في النوايا التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وأن ما كتبته في مقالتي إنما هو "تثبيط للهمم" أي همته هو وفي مقابل الأوصاف التي وصفني بها، بعد ذلك كله، وبعد أن كتب ما كتب، لم يجد بأساً أن يسائلني عما قدمت، تأكيداً لذاته، وتهميشاً للآخر، وإدانة له، حسب ما يرى.
وإن كان لي كلمة في هذا السياق فإن الرد على بعض الكتابات التاريخية غير العلمية عن تاريخ المنطقة هو نوع من الواجب العلمي اتجاه تاريخ المنطقة وقبائلها، وقد اطلعتُ على كتاب "سكان منطقة تبوك لمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها" الطبعة التجريبية لمؤلفه الأستاذ محمد سليمان الطيب،ومن ثم طبعته الرسمية، بصفتي باحثاً في التاريخ السعودي عامة، وتاريخ منطقه تبوك خاصة، وقد حصلت على درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر عن منطقة تبوك في التاريخ السياسي، من إحدى الجامعات السعودية، واعتقد أن كثيراً من مصادر ومراجع تاريخ منطقه تبوك القديم والحديث في أغلب فروع التاريخ قد اطلعت عليها، وفي مكتبتي الخاصة أعداد جيدة منها، وسافرت داخل المملكة وخارجها لزيارة العديد من المراكز العلمية والجامعات أثناء سنوات دراستي ولا أزال من أجل الحصول عليها، ودراستها، وقد كتبت عدداً من الملحوظات العلمية السريعة على الكتاب المذكور في مقالتي السابقة المنشورة في جريدة الرياض، يوم الجمعة 15جمادى الأولى 1428ه الموافق الأول من يونيو 2007م، عدد 14221السنة الرابعة والأربعون، وهى وجهة نظر باحث يروم البحث العلمي، وليست مرئيات شخصية، وكما هو متعارف عليه عند الباحثين فأية ملحوظة علمية توجه لأي بحث لا تقدح في الباحث، ولا تنتقص من قدره العلمي، والملحوظات العلمية التي كتبتها كانت حول منهجية الكتاب العلمية لا مضمونه، ولا موضوعه الرئيس وهو النسب، وما سأتطرق إليه في هذا المقال ذات المنهجية مع التوسع قليلاً لمناقشة ردود الأستاذ الطيب على ملاحظاتي العلمية، وأود أن أشير إلى أن التاريخ السعودي في مراحله الثلاث اشترك في كتابته ولا يزال عديد من الباحثين من داخل المملكة وخارجها عرب، وأجانب وفق منهجية علمية متعارف عليها لمن يكتب في هذا العلم ليستفيد الجميع، وتحدث نقاشات علمية فيما بينهم بين أخذ ورد، في إطار منهج وأساسيات البحث العلمي الراسخة التي لا يفرط فيها باحث جاد.
والحقيقة أن المطلع على كتاب"سكان منطقه تبوك" يفاجأ بعمومية عنوانه، وعدم وضوحه فلا يتضح من هذا العنوان:
@ هل هو كتاب في التاريخ؟
@ أي تاريخ يقصد؟ أهو ما قبل الإسلام؟ أو ما بعده؟
@ فى أي زمن تاريخي تحديداً؟
@ ما هو موضوعه؟ أهو التاريخ الاقتصادي أم الاجتماعي أو السياسي؟
@ هل هو كتاب في الآثار؟
@ أهو كتاب في الأنساب؟
@ هل هو كتاب في التراث؟
اقرأ أخي القارئ الكريم، العنوان مرة أخرى، ولاحظ "سكان منطقه تبوك ولمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها" وهكذا نخلص إلى أن العنوان لم يكن دقيقاً، وليست هناك منهجية في اختياره، فهو اقرب إلى أن يكون عنواناً دعائياً لا علميا، وكان من الأصوب أن يكون العنوان أوضح واقرب إلى الدقة خاصة وأن الكتاب موضوعه الأساس نسب حاضرة منطقة تبوك، وليس قبائل المنطقة وما أورده من معلومات عنها - أي قبائل المنطقة - إنما هو تكرار في أغلبه لما أورده في كتاب سابق له وهو"موسوعة القبائل العربية" وهو ما سوف نثبته علمياً لاحقاً.
وقد أورد صاحب الكتاب في مقالته وقبل ذلك في كتابه، نصوصاً ملتبسة غير واضحة المعنى كعنوان الكتاب، فمثلا في مقدمة الكتاب تقرأ مجلد 1، ص 19"يسعدني أن أقدم هذا الكتاب التراثي وفيه سرد عن البادية والحاضرة." و نقرأ في نفس الصفحة "هذا المصنف التاريخي" وفي صفحة 502"وهذه قصيدة نونية من المؤرخ والأديب والنسابة محمد سليمان الطيب صاحب موسوعة القبائل العربية ومؤلفات عديدة" وفي صفحة 508يقول "وهذه قصيدة لامية مهداة إلى مدير عام الشؤون الصحية لمنطقة تبوك" وفي مقالته نجد "تسجيل تراث هذه المنطقة من بادية وحاضرة في كتاب تاريخي موثق للأجيال" و "إنني ابتغي قول الحق والصدق في التاريخ عنهم وعن أنسابهم وتراثهم التليد." "دورهم في تاريخ المملكة." وأخيرا عنوان المقالة ذاتها "هذا ما قدمته لأهل تبوك وتاريخها وقبائلها" وبالتمعن في هذه الكلمات، ومقارنتها بموضوع الكتاب "النسب" تستغرب هذا الحشد من الكلمات كتاب تراثي.. مصنف تاريخي.. مؤرخ.. نسابة.. أديب.. أنسابهم.. تاريخ المملكة.. تاريخ تبوك.. قبائل.. ولا يحتاج قارئ الكتاب لجهد كبير ليكتشف أن هذه الكلمات لا تقود بالضرورة لمعنى واضح، وموضوع محدد كأن قدر قارئ الكتاب أن يصطدم بفوضى عارمة من الكلمات والأوصاف.
ولا يستبعد أن تكرار هذه الكلمات ذات الوقع النفسي على قارئ التاريخ أن تكون أمراً مقصوداً لذاته؛ خاصة وأن قراءة الإنسان لتاريخه يجعله في ترقب وتلهف للقراءة مما يجعل ذكر هذا الحشد من الكلمات تشويقاً للقارئ وإيهاماً له بأهمية ما هو مكتوب. وان كنا لانعدم وجود القارئ الواعي المدرك لما يقرأه.
وفيما يخص إضافة نسب القبائل إلى نسب الحاضرة في الكتاب، ورد المؤلف أن القبائل تتكون من آلاف العائلات مما يجعل من الصعوبة بمكان الفصل بينهما، كما أن هناك معلومات جديدة عن نسب القبائل يود استدراكها في هذا الكتاب، فأكرر للأستاذ الطيب- كما قلت سابقاً- أن هناك كتاباً عن نسب القبائل اسمه "موسوعة القبائل العربية" وإذا كان هناك من استدراك عن نسب القبائل - كما يقول الأستاذ - فمحله الموسوعة وليس هذا الكتاب؛ كما أن صاحب الكتاب نفسه، لم يشر في مقدمة كتابه إلى أن هناك معلومات جديدة يود استدراكها إلا حينما تم سؤاله عن جدوى ذكر نسب القبائل في الكتاب عبر المقالة السابقة، واقتصر حديثه في المقدمة على نسب حاضرة منطقه تبوك موجهاً الحديث إليهم؛ بل زاد على ذلك قوله "أرجو ألا يبادر البعض من ضعاف النفوس خاصة من أبناء بعض العائلات المتحضرة إلى الطعن في مشرب هذا الكتاب" وحين نتطلع إلى ما ورد عن نسب قبائل المنطقة نجد أن لا جديد يذكر في الأغلب حول هذه القبائل وإنما هو- كما قلنا سابقاً- إعادة لما ذكر في كتابه السابق "موسوعة القبائل العربية"، ولأجل التوضيح نذكر ما ورد عن قبائل المنطقة في الكتابين، ففي الموسوعة ورد ذكر القبائل على النحو التالي:
@ قبيلة الحويطات من ص 46إلى ص
109.@ قبيلة بني عطية من ص 110إلى
113.@ قبيلة المساعيد من ص 114إلى
220.@ قبيلة بني عطية من ص 221إلى
238.@ قبيلة بلي من ص 271إلى
292.@ قبيلة جهينة من ص 293إلى
311.وفي كتاب "سكان منطقه تبوك" انظر ما ورد عن نفس القبائل حسب ترتيبها في الكتاب:
@ قبيلة بلي ص 89إلى ص
125.@ قبيلة جهينة ص 130إلى ص
832.@ قبيلة بني عطية ص 242إلى ص
341.@ قبيلة الحويطات ص 359إلى ص
420.@ قبيلة المساعيد ص 433إلى ص
483.@ قبيلة بني عقبة ص 495إلى ص
496.مع ملاحظة انه ذكر امتداد هذه القبائل خارج المملكة العربية السعودية، وهذا يتعارض مع عنوان كتابه، انظر الصفحات التالية 16- 24، 171- 182، 248، 377- 401، 441- 483وكلها من المجلد الأول من الكتاب، وبالتالي أصبح الموضوع الرئيس وهو نسب حاضرة منطقة تبوك وهو الفصل الثالث من فصول الكتاب أقل فصوله عدداً من الصفحات حيث يبدأ من 497إلى 680مقارنة بالفصل الثاني وهو الفصل الخاص بنسب قبائل المنطقة حيث يبدأ من 87إلى 496وهذا - كما قلت سابقا - خطأ منهجي ليس له مبرر علمي.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن الكتاب كتب تحت عنوانه عبارة "مدعمة بالوثائق والخرائط والصور" ويفهم من هذه العبارة أن هناك جديداً لم ينشر بعد، وهو أمر يتوق إليه أي باحث في بحثه ويسعى إليه ليعطي بحثه أهمية تحسب له وأمر ينتظره الجميع خاصة الباحثين المتخصصين، ولكن عند الإطلاع على الخرائط نجدها منشورة ومتوافرة في عديد من المراجع، فأين الجديد في ذلك؟
والمدهش حقاً ورود كلمة مخطوطات، واعتماد المؤلف عليها حيث يقول في مج 1ص 20"والاجتهاد في نهاية الأمر محصلة البحوث الميدانية، وتمحيص بعض الوثائق والمخطوطات في العهد العثماني" وحين نطالع الكتاب لا نجد أية مخطوطات، وإنما وثائق عثمانية وسعودية في المجلد الثاني، ومن المعلوم أن المخطوطة والوثيقة شيئان مختلفان تمام الاختلاف، لذلك لا يوجد مبرر علمي لذكر المخطوطات لأنها غير موجودة، كما أن قائمة المصادر والمراجع في آخر الكتاب، لم تتضمن المعلومات البيوجرافية كاملة، وهذا يتنافى مع أبجديات البحث العلمي، ومن الملفت أن طريقة كتابة الهوامش لا تستند إلى طريقة واحدة في كتابتها فهي تكتب بدون منهجية واضحة، فمثلا في مجلد1 ، ص249:
تاريخ ابن ضويان إعداد إبراهيم بن راشد الصقير ص 108مطابع الحميضي الطبعة الثانية.
وفي نفس المجلد ص 253نقرأ:
ريتشارد بورتن: ارض مدين البحث عن الذهب،ص 319لندن، 1878م، باللغة الانجليزية، المجلد الأول.
وفي نفس المجلد ص 257نقرأ:
ناجى الكاشف مذكرات الدفاع عن المدينة عام 1916- 1918م.
والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو مصدر عثماني مكتوب باللغة العثمانية وتوجد له نسخة مترجمة إلى العربية موجودة في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة لم تُنشر بعد، كما نلاحظ أن الوثائق التي كتبها في هامش الكتاب كتبها بطريقة غير منهجية أيضاً، انظر نفس المجلد ص 318وثيقة عثمانية 77دفتر 557، هكذا من دون استكمال معلوماتها. وكذلك وثيقة أخرى في نفس الصفحة: وثيقة عثمانية 105دفتر 752، والشيء الغريب أن صاحب الكتاب يذكر أسماء مصادر لم يعتمد عليها في كتابه مثل "الرحلة الحجازية لمحمد البتانوني، والرحلة اليمانية للبركاتي" وقد ذكر صاحب الكتاب في معرض دفاعه عن إرفاقه إحدى الوثائق وإشارتي أن ليس لها علاقة بموضوع كتابه قائلاً "هي مفيدة لتأكيد شيء ما مثلا مكانة أو قدم عائلة، أو عشيرة في المنطقة." وهنا نتساءل عن صاحب الكتاب حول وثيقة الصلح بين سكان إحدى القرى في منطقة تبوك وإحدى القبائل في أحداث قديمة في العهد العثماني، فحرب قبلية في كتاب نسب ماذا تعني؟ هل تعنى مكانة؟ أم قِدم عائلة أم عشيرة؟ وهل من الحكمة ذكر هذه الوثيقة؟ وأي حكمة تلك؟ وإذا كان في إيرادها تذكيراً للأجيال الحالية بنعمة الأمن التي يعيشونها، فإيرادها يناقض هذا الكلام تماماً، ولم يقل صاحب الكتاب هذا الكلام إلا بعد الإشارة إلى فائدة ذكرها في الكتاب، وهذا للأسف ليس إلا تبريراً لخطأ للتغاضي عنه بمثل هذا الكلام، والملفت أن هذه الوثيقة هي الوحيدة التي لم يذكر مصدرها، أو من أين أخذها، وأرفقها رغم حساسيتها في سياق غير سياقها، مدعياً أن هناك كتابات علمية تحوي مثل هذه الوثائق، وحسب علمي فإن مثل هذه الوثائق قليلاً ما ترد، وإن وردت، فترد في سياق واضح، يتعامل معها علمياً، لا كما فعل صاحب الكتاب، فضلاً أنها ليست موضوعاً لكتابه المذكور، يضاف إلى ذلك أن كثيراً من الوثائق التي ورد ذكرها أُرفقت في الكتاب دون أن يعلق عليها الكاتب في متن كتابه، أو يستفد منها، ولتوضيح هذه النقطة نذكر أن عدد الوثائق الموجودة في المجلد الثاني من الكتاب 74وثيقة؛ بغض النظر عن بعضها ليس له علاقة بموضوع الكتاب وهو (النسب) ولم يستفد إلا من أربع عشرة وثيقة فقط من مجموع الوثائق، يمكن الاطلاع على صفحات المجلد الأول من الكتاب 504، 509، 530، 548، 554،570، 576، 598، 608،610، 612، 615، 616، 669، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن المجلد الثاني من الكتاب عبارة عن وثائق عثمانية وسعودية، وصور شخصية للعديد من أبناء منطقة تبوك، ومعالم حضارية للمنطقة، بلغ عددها ما يفوق مائتي صورة، ومن المعروف إن هذه الوثائق والصور توضع في آخر الكتاب تحت مسمى ملاحق لا أن توضع في كتاب خاص لوحدها، ومن الأمور التي تحسب على الكتاب عدم إسناد معلوماته وهذا أمر خطير يقدح في أمانة الكاتب العلمية، وفيما يتعلق بذلك نُلاحظ أن عدم الإسناد قاد إلى أمر بالغ الأهمية وهو عدم إسناد الكاتب لمعلوماته الخاصة بموضوعه الرئيس وهو "النسب" خاصة وان ملاحظة عدم الإسناد السابق كانت في معلومات بعيدة عن موضوع الكتاب الأساس لذلك تتضح مخالفة الكتاب لأساسيات البحث العلمي في الكتابة خاصة وأن ما يتطرق إليه الكتاب موضوع حساس، وهو كما قال صاحب الكتاب في مقالته السابقة وفي مقدمة الكتاب نفسه"ولا يخفى على أحد ما في هذا العلم من حساسية بالغة خاصة داخل المجتمع السعودي." وهنا أحب أن أشير إلى مقولة د.مدحت أبو النصر "على الباحث أن يلتزم الأمانة في بحثه من خلال الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصادر العلمية التي يستخدمها في بحثه.". (للحديث بقية)
http://www.alriyadh.com/2008/02/29/img/282722.jpg
مطلق البلوي
كنتُ أتمنى من الأستاذ محمد الطيب أن يكون تعقيبه المنشور في جريدة "الرياض" يوم الجمعة 23رمضان 1428ه الموافق 5أكتوبر 2007م العدد 14347، السنة الرابعة والأربعون على مقالتي المعنونة "الطيب ورد الجميل! منطقة تبوك وأهلها" تعقيباً علمياً مفيداً له ولنا وللقراء الكرام، لا تعقيباً شخصياً بحتاً بعيداً عن منهجية الردود العلمية، فلو أبقى مقالته بعيداً عن الشخصنة لكان ذلك أفضل، لا أن يوهم القارئ الكريم أن أمراً ما بيننا عبر قوله "فقد عرفته عن قرب" فنحن لم نلتق إلا في لقاءين عابرين، يفصل أولهما عن الثاني ما يقارب الستة أعوام، وفي لقائي الأخير به لم يخاطب لساني لسانه، واجزم أنه لم يعرفني بعد هذه الأعوام الستة، ولم يكن لقائي به إلا من أجل الفائدة العلمية؛ لذلك أسجل موقفاً على هذا التناول الشخصي، دون الدخول في متاهات الردود الشخصية والمهاترات التي لا تفيد أحداً، حيث في مقالة الأستاذ الطيب تناولا شخصياً فيه الكثير من التجاوزات أردت الوقوف عندها فحسب، ونظراً لطبيعة وأسلوب المقال فقد آثرت أن أتوجه بالرد للأخوة القراء كرد علمي على الأستاذ الطيب.
أخذ أخي الطيب يصف نفسه بأوصاف لا أعتقد أن باحثاً جادا يحرص على منهجيته العلمية في الكتابة يصف نفسه بها، حيث يقول في معرض حديثه عن ذاته "بحياديتي التامة" ويروي عن مجهولين ما قالوه له عنه دون أن يجد حرجاً أن يذكر ذلك "تكفي شهادة معظم سكان تبوك لي" وفي موضع آخر يقول"لأنهم يعرفون جيداً من يخدمهم ويحب مصلحتهم" ولعل خلفية الأستاذ الطيب كمحام ولم أعلم انه محام - إلا بعد إطلاعي مصادفة على مقالة كتبت عنه في وقت سابق - دور في مثل هذا الأسلوب، فتخيل نفسه في قاعة محكمة، لا في حوار علمي يُفترض فيه الهدوء، لا الصوت العالي والخطابة، وأذكره هنا بما قاله الدكتور مدحت أبو النصر"على الباحث أن يراعي التواضع في الكتابة وتحاشي الغرور".
يقول الأستاذ الطيب، في إطار استخدام مصطلحات كــ (ادعى، زعم، مزاعمه، أباطيل، افتراءات) لم يبرهن عليها علمياً "ويتنكر للجميل" يعنيني أنا، دون أن يقتصر على ذلك فقد تفضل مشكوراً بقوله أنني ما كتبتُ مقالتي السابقة إلا بحثاً عن الشهرة حيث قال "إنه كتب مقالته هذه لمجرد البحث عن الشهرة لنفسه"، وهذا أمر يدخل في النوايا التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وأن ما كتبته في مقالتي إنما هو "تثبيط للهمم" أي همته هو وفي مقابل الأوصاف التي وصفني بها، بعد ذلك كله، وبعد أن كتب ما كتب، لم يجد بأساً أن يسائلني عما قدمت، تأكيداً لذاته، وتهميشاً للآخر، وإدانة له، حسب ما يرى.
وإن كان لي كلمة في هذا السياق فإن الرد على بعض الكتابات التاريخية غير العلمية عن تاريخ المنطقة هو نوع من الواجب العلمي اتجاه تاريخ المنطقة وقبائلها، وقد اطلعتُ على كتاب "سكان منطقة تبوك لمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها" الطبعة التجريبية لمؤلفه الأستاذ محمد سليمان الطيب،ومن ثم طبعته الرسمية، بصفتي باحثاً في التاريخ السعودي عامة، وتاريخ منطقه تبوك خاصة، وقد حصلت على درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر عن منطقة تبوك في التاريخ السياسي، من إحدى الجامعات السعودية، واعتقد أن كثيراً من مصادر ومراجع تاريخ منطقه تبوك القديم والحديث في أغلب فروع التاريخ قد اطلعت عليها، وفي مكتبتي الخاصة أعداد جيدة منها، وسافرت داخل المملكة وخارجها لزيارة العديد من المراكز العلمية والجامعات أثناء سنوات دراستي ولا أزال من أجل الحصول عليها، ودراستها، وقد كتبت عدداً من الملحوظات العلمية السريعة على الكتاب المذكور في مقالتي السابقة المنشورة في جريدة الرياض، يوم الجمعة 15جمادى الأولى 1428ه الموافق الأول من يونيو 2007م، عدد 14221السنة الرابعة والأربعون، وهى وجهة نظر باحث يروم البحث العلمي، وليست مرئيات شخصية، وكما هو متعارف عليه عند الباحثين فأية ملحوظة علمية توجه لأي بحث لا تقدح في الباحث، ولا تنتقص من قدره العلمي، والملحوظات العلمية التي كتبتها كانت حول منهجية الكتاب العلمية لا مضمونه، ولا موضوعه الرئيس وهو النسب، وما سأتطرق إليه في هذا المقال ذات المنهجية مع التوسع قليلاً لمناقشة ردود الأستاذ الطيب على ملاحظاتي العلمية، وأود أن أشير إلى أن التاريخ السعودي في مراحله الثلاث اشترك في كتابته ولا يزال عديد من الباحثين من داخل المملكة وخارجها عرب، وأجانب وفق منهجية علمية متعارف عليها لمن يكتب في هذا العلم ليستفيد الجميع، وتحدث نقاشات علمية فيما بينهم بين أخذ ورد، في إطار منهج وأساسيات البحث العلمي الراسخة التي لا يفرط فيها باحث جاد.
والحقيقة أن المطلع على كتاب"سكان منطقه تبوك" يفاجأ بعمومية عنوانه، وعدم وضوحه فلا يتضح من هذا العنوان:
@ هل هو كتاب في التاريخ؟
@ أي تاريخ يقصد؟ أهو ما قبل الإسلام؟ أو ما بعده؟
@ فى أي زمن تاريخي تحديداً؟
@ ما هو موضوعه؟ أهو التاريخ الاقتصادي أم الاجتماعي أو السياسي؟
@ هل هو كتاب في الآثار؟
@ أهو كتاب في الأنساب؟
@ هل هو كتاب في التراث؟
اقرأ أخي القارئ الكريم، العنوان مرة أخرى، ولاحظ "سكان منطقه تبوك ولمحة تاريخية عن محافظاتها وآثارها" وهكذا نخلص إلى أن العنوان لم يكن دقيقاً، وليست هناك منهجية في اختياره، فهو اقرب إلى أن يكون عنواناً دعائياً لا علميا، وكان من الأصوب أن يكون العنوان أوضح واقرب إلى الدقة خاصة وأن الكتاب موضوعه الأساس نسب حاضرة منطقة تبوك، وليس قبائل المنطقة وما أورده من معلومات عنها - أي قبائل المنطقة - إنما هو تكرار في أغلبه لما أورده في كتاب سابق له وهو"موسوعة القبائل العربية" وهو ما سوف نثبته علمياً لاحقاً.
وقد أورد صاحب الكتاب في مقالته وقبل ذلك في كتابه، نصوصاً ملتبسة غير واضحة المعنى كعنوان الكتاب، فمثلا في مقدمة الكتاب تقرأ مجلد 1، ص 19"يسعدني أن أقدم هذا الكتاب التراثي وفيه سرد عن البادية والحاضرة." و نقرأ في نفس الصفحة "هذا المصنف التاريخي" وفي صفحة 502"وهذه قصيدة نونية من المؤرخ والأديب والنسابة محمد سليمان الطيب صاحب موسوعة القبائل العربية ومؤلفات عديدة" وفي صفحة 508يقول "وهذه قصيدة لامية مهداة إلى مدير عام الشؤون الصحية لمنطقة تبوك" وفي مقالته نجد "تسجيل تراث هذه المنطقة من بادية وحاضرة في كتاب تاريخي موثق للأجيال" و "إنني ابتغي قول الحق والصدق في التاريخ عنهم وعن أنسابهم وتراثهم التليد." "دورهم في تاريخ المملكة." وأخيرا عنوان المقالة ذاتها "هذا ما قدمته لأهل تبوك وتاريخها وقبائلها" وبالتمعن في هذه الكلمات، ومقارنتها بموضوع الكتاب "النسب" تستغرب هذا الحشد من الكلمات كتاب تراثي.. مصنف تاريخي.. مؤرخ.. نسابة.. أديب.. أنسابهم.. تاريخ المملكة.. تاريخ تبوك.. قبائل.. ولا يحتاج قارئ الكتاب لجهد كبير ليكتشف أن هذه الكلمات لا تقود بالضرورة لمعنى واضح، وموضوع محدد كأن قدر قارئ الكتاب أن يصطدم بفوضى عارمة من الكلمات والأوصاف.
ولا يستبعد أن تكرار هذه الكلمات ذات الوقع النفسي على قارئ التاريخ أن تكون أمراً مقصوداً لذاته؛ خاصة وأن قراءة الإنسان لتاريخه يجعله في ترقب وتلهف للقراءة مما يجعل ذكر هذا الحشد من الكلمات تشويقاً للقارئ وإيهاماً له بأهمية ما هو مكتوب. وان كنا لانعدم وجود القارئ الواعي المدرك لما يقرأه.
وفيما يخص إضافة نسب القبائل إلى نسب الحاضرة في الكتاب، ورد المؤلف أن القبائل تتكون من آلاف العائلات مما يجعل من الصعوبة بمكان الفصل بينهما، كما أن هناك معلومات جديدة عن نسب القبائل يود استدراكها في هذا الكتاب، فأكرر للأستاذ الطيب- كما قلت سابقاً- أن هناك كتاباً عن نسب القبائل اسمه "موسوعة القبائل العربية" وإذا كان هناك من استدراك عن نسب القبائل - كما يقول الأستاذ - فمحله الموسوعة وليس هذا الكتاب؛ كما أن صاحب الكتاب نفسه، لم يشر في مقدمة كتابه إلى أن هناك معلومات جديدة يود استدراكها إلا حينما تم سؤاله عن جدوى ذكر نسب القبائل في الكتاب عبر المقالة السابقة، واقتصر حديثه في المقدمة على نسب حاضرة منطقه تبوك موجهاً الحديث إليهم؛ بل زاد على ذلك قوله "أرجو ألا يبادر البعض من ضعاف النفوس خاصة من أبناء بعض العائلات المتحضرة إلى الطعن في مشرب هذا الكتاب" وحين نتطلع إلى ما ورد عن نسب قبائل المنطقة نجد أن لا جديد يذكر في الأغلب حول هذه القبائل وإنما هو- كما قلنا سابقاً- إعادة لما ذكر في كتابه السابق "موسوعة القبائل العربية"، ولأجل التوضيح نذكر ما ورد عن قبائل المنطقة في الكتابين، ففي الموسوعة ورد ذكر القبائل على النحو التالي:
@ قبيلة الحويطات من ص 46إلى ص
109.@ قبيلة بني عطية من ص 110إلى
113.@ قبيلة المساعيد من ص 114إلى
220.@ قبيلة بني عطية من ص 221إلى
238.@ قبيلة بلي من ص 271إلى
292.@ قبيلة جهينة من ص 293إلى
311.وفي كتاب "سكان منطقه تبوك" انظر ما ورد عن نفس القبائل حسب ترتيبها في الكتاب:
@ قبيلة بلي ص 89إلى ص
125.@ قبيلة جهينة ص 130إلى ص
832.@ قبيلة بني عطية ص 242إلى ص
341.@ قبيلة الحويطات ص 359إلى ص
420.@ قبيلة المساعيد ص 433إلى ص
483.@ قبيلة بني عقبة ص 495إلى ص
496.مع ملاحظة انه ذكر امتداد هذه القبائل خارج المملكة العربية السعودية، وهذا يتعارض مع عنوان كتابه، انظر الصفحات التالية 16- 24، 171- 182، 248، 377- 401، 441- 483وكلها من المجلد الأول من الكتاب، وبالتالي أصبح الموضوع الرئيس وهو نسب حاضرة منطقة تبوك وهو الفصل الثالث من فصول الكتاب أقل فصوله عدداً من الصفحات حيث يبدأ من 497إلى 680مقارنة بالفصل الثاني وهو الفصل الخاص بنسب قبائل المنطقة حيث يبدأ من 87إلى 496وهذا - كما قلت سابقا - خطأ منهجي ليس له مبرر علمي.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن الكتاب كتب تحت عنوانه عبارة "مدعمة بالوثائق والخرائط والصور" ويفهم من هذه العبارة أن هناك جديداً لم ينشر بعد، وهو أمر يتوق إليه أي باحث في بحثه ويسعى إليه ليعطي بحثه أهمية تحسب له وأمر ينتظره الجميع خاصة الباحثين المتخصصين، ولكن عند الإطلاع على الخرائط نجدها منشورة ومتوافرة في عديد من المراجع، فأين الجديد في ذلك؟
والمدهش حقاً ورود كلمة مخطوطات، واعتماد المؤلف عليها حيث يقول في مج 1ص 20"والاجتهاد في نهاية الأمر محصلة البحوث الميدانية، وتمحيص بعض الوثائق والمخطوطات في العهد العثماني" وحين نطالع الكتاب لا نجد أية مخطوطات، وإنما وثائق عثمانية وسعودية في المجلد الثاني، ومن المعلوم أن المخطوطة والوثيقة شيئان مختلفان تمام الاختلاف، لذلك لا يوجد مبرر علمي لذكر المخطوطات لأنها غير موجودة، كما أن قائمة المصادر والمراجع في آخر الكتاب، لم تتضمن المعلومات البيوجرافية كاملة، وهذا يتنافى مع أبجديات البحث العلمي، ومن الملفت أن طريقة كتابة الهوامش لا تستند إلى طريقة واحدة في كتابتها فهي تكتب بدون منهجية واضحة، فمثلا في مجلد1 ، ص249:
تاريخ ابن ضويان إعداد إبراهيم بن راشد الصقير ص 108مطابع الحميضي الطبعة الثانية.
وفي نفس المجلد ص 253نقرأ:
ريتشارد بورتن: ارض مدين البحث عن الذهب،ص 319لندن، 1878م، باللغة الانجليزية، المجلد الأول.
وفي نفس المجلد ص 257نقرأ:
ناجى الكاشف مذكرات الدفاع عن المدينة عام 1916- 1918م.
والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو مصدر عثماني مكتوب باللغة العثمانية وتوجد له نسخة مترجمة إلى العربية موجودة في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة لم تُنشر بعد، كما نلاحظ أن الوثائق التي كتبها في هامش الكتاب كتبها بطريقة غير منهجية أيضاً، انظر نفس المجلد ص 318وثيقة عثمانية 77دفتر 557، هكذا من دون استكمال معلوماتها. وكذلك وثيقة أخرى في نفس الصفحة: وثيقة عثمانية 105دفتر 752، والشيء الغريب أن صاحب الكتاب يذكر أسماء مصادر لم يعتمد عليها في كتابه مثل "الرحلة الحجازية لمحمد البتانوني، والرحلة اليمانية للبركاتي" وقد ذكر صاحب الكتاب في معرض دفاعه عن إرفاقه إحدى الوثائق وإشارتي أن ليس لها علاقة بموضوع كتابه قائلاً "هي مفيدة لتأكيد شيء ما مثلا مكانة أو قدم عائلة، أو عشيرة في المنطقة." وهنا نتساءل عن صاحب الكتاب حول وثيقة الصلح بين سكان إحدى القرى في منطقة تبوك وإحدى القبائل في أحداث قديمة في العهد العثماني، فحرب قبلية في كتاب نسب ماذا تعني؟ هل تعنى مكانة؟ أم قِدم عائلة أم عشيرة؟ وهل من الحكمة ذكر هذه الوثيقة؟ وأي حكمة تلك؟ وإذا كان في إيرادها تذكيراً للأجيال الحالية بنعمة الأمن التي يعيشونها، فإيرادها يناقض هذا الكلام تماماً، ولم يقل صاحب الكتاب هذا الكلام إلا بعد الإشارة إلى فائدة ذكرها في الكتاب، وهذا للأسف ليس إلا تبريراً لخطأ للتغاضي عنه بمثل هذا الكلام، والملفت أن هذه الوثيقة هي الوحيدة التي لم يذكر مصدرها، أو من أين أخذها، وأرفقها رغم حساسيتها في سياق غير سياقها، مدعياً أن هناك كتابات علمية تحوي مثل هذه الوثائق، وحسب علمي فإن مثل هذه الوثائق قليلاً ما ترد، وإن وردت، فترد في سياق واضح، يتعامل معها علمياً، لا كما فعل صاحب الكتاب، فضلاً أنها ليست موضوعاً لكتابه المذكور، يضاف إلى ذلك أن كثيراً من الوثائق التي ورد ذكرها أُرفقت في الكتاب دون أن يعلق عليها الكاتب في متن كتابه، أو يستفد منها، ولتوضيح هذه النقطة نذكر أن عدد الوثائق الموجودة في المجلد الثاني من الكتاب 74وثيقة؛ بغض النظر عن بعضها ليس له علاقة بموضوع الكتاب وهو (النسب) ولم يستفد إلا من أربع عشرة وثيقة فقط من مجموع الوثائق، يمكن الاطلاع على صفحات المجلد الأول من الكتاب 504، 509، 530، 548، 554،570، 576، 598، 608،610، 612، 615، 616، 669، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن المجلد الثاني من الكتاب عبارة عن وثائق عثمانية وسعودية، وصور شخصية للعديد من أبناء منطقة تبوك، ومعالم حضارية للمنطقة، بلغ عددها ما يفوق مائتي صورة، ومن المعروف إن هذه الوثائق والصور توضع في آخر الكتاب تحت مسمى ملاحق لا أن توضع في كتاب خاص لوحدها، ومن الأمور التي تحسب على الكتاب عدم إسناد معلوماته وهذا أمر خطير يقدح في أمانة الكاتب العلمية، وفيما يتعلق بذلك نُلاحظ أن عدم الإسناد قاد إلى أمر بالغ الأهمية وهو عدم إسناد الكاتب لمعلوماته الخاصة بموضوعه الرئيس وهو "النسب" خاصة وان ملاحظة عدم الإسناد السابق كانت في معلومات بعيدة عن موضوع الكتاب الأساس لذلك تتضح مخالفة الكتاب لأساسيات البحث العلمي في الكتابة خاصة وأن ما يتطرق إليه الكتاب موضوع حساس، وهو كما قال صاحب الكتاب في مقالته السابقة وفي مقدمة الكتاب نفسه"ولا يخفى على أحد ما في هذا العلم من حساسية بالغة خاصة داخل المجتمع السعودي." وهنا أحب أن أشير إلى مقولة د.مدحت أبو النصر "على الباحث أن يلتزم الأمانة في بحثه من خلال الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصادر العلمية التي يستخدمها في بحثه.". (للحديث بقية)