ناصر
01-05-2003, 04:23 PM
احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتسائل ... كما يتسائل مثلي الكثيرين منكم .... لماذا الصمت العالمي علي ما يحدث في فلسطين ...... كلنا نلاحظ ان هناك عدم اكتراث عالمي بخصوص ما يتعرض له أهل فلسطين من مذابح وتدمير بخاصة في العالم الذي لرأيه وزن كبير في الساحة الدولية: أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. لماذا؟ هناك من تسهل لديه الإجابة فيقول أن الصهيونية تسيطر على وسائل الإعلام الغربية التي هي المصدر الأساس للأخبار والتحليلات ولا تفسح مجالا كافيا أمام وجهة النظر العربية. وقد يضيف إلى إجابته بأن الإعلام العربي مقصّر ولا يقوم بواجبه بسبب ضعف الإمكانيات. ودائما أسهل الإجابات هي تلك المسْقَطة على الآخرين، ففيها ما يلقي بالمسؤولية بعيدا عن كاهلي. على الرغم من نفوذ الصهيونية إلا أنني أرى أن الفرس من الفارس، وإذا كان للخيل أن تلهث تعبا فذلك لأن الراكب قد زاد وزنه وثقل ظله.
.............على أغلب احتمال، لو لم أكن عربيا لما أيدت القضايا العربية ومن ضمنها قضية فلسطينيين، ولن أستغرب لماذا يصمت العالم. وذلك لعدد من الأسباب أهمها:
أولا: لن أدخر في نفسي احتراما كثيرا للعرب وهم مهزومين أمام "دويلة" صغيرة جدا بمساحتها وعدد سكانها. عملاق مترامي الأطراف يئن من الهزائم ويجوب عواصم العالم مستجديا العون والضغط على إسرائيل لتمنح الفلسطينيين بعض الحقوق. في علم السياسية، هذا لا يسمى ديبلوماسية وعقلانية وإنما هوان يقود صاحبه إلى التسول والتوسل. استطاعت كوريا الشمالية وهي الدولة الفقيرة أن تبني لنفسها ما تدافع به عن أراضيها، أما العرب فلا يكفون عن الهرولة إلى الأمم المتحدة لنجدتهم من البطش الصهيوني! ذات الصورة تنسحب على عدم قدرة العرب على تطوير وسائل إعلام عالمية منافسة. لا ينقص العرب الكفاءات أو الإمكانات المادية للدخول بقوة في المعترك الإعلامي، ولا يملكون أي مبرر لاستجداء وسائل الإعلام العالمية. ببساطة، لا يقبل أحد لنفسه أن يقف على الأبواب طالبا العون إلا الذي فقد نفسه وآثر الازدراء.
ثانيا: هذا العملاق العربي لا يحترم أبناءه ولا يحافظ على ثرواته. لا يوجد في هذا الوطن العربي الكبير دولة واحدة عدا لبنان جزئيا تحترم أبناءها وحرياتهم، وهو يُدار من قبل أنظمة قمعية استبدادية قهرية . ليس هذا فحسب، وإنما تعجز الملايين الغفيرة عن الثأر لنفسها والإصرار على حرياتها وتستسلم لأجهزة الأمن والمخابرات. شعوب العالم تثور وتُسقط حكومات ورؤساء دول وجماهير العرب تهتف للمهزومين. هذا ناهيك عن تبذير الأموال العربية بطريقة فاحشة تجعل العرب أضحوكة ومهزلة أمام الأمم. وطن عربي بهذا الثراء يستورد أكثر من 70% من احتياجاته الغذائية ولا يسعى إلى تطوير نفسه لتكون على الأقل لقمة خبزه من إنتاج يديه.
ثالثا: العرب متناقضون مع أنفسهم في أنهم يطلبون العون من الأوروبيين والأمريكيين وهم السبب في إقامة دولة إسرائيل وتشريد الفلسطينيين. إنهم يطلبون من الجزار الرحمة، وأفضل ما يمكن أن يصنعه الجزار هو شحذ السكين بصورة أفضل لتخفيف آلام الضحية. هل يُعقل أن أطلب من العالم الغربي دعمي في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية وهو الذي يزودها ويمولها، وأنا في نظره إرهابي مجرم أهدد تلك الدولة الصغيرة الديمقراطية؟
رابعا: لا يساهم العرب بالحضارة العالمية، بينما إسرائيل موجودة في أبحاثها العلمية وصناعاتها الإليكترونية وأسلحتها المطورة ذاتيا وهندستها الوراثية. العرب يتقنون اللهاث وراء آخر الصرعات الاستهلاكية وما زالوا يتلهون بمظاهر الأبهة والفجور.
خامسا: عدد من زعماء العرب ماسونيين، بينما بعضهم موظفين في دوائر المخابرات الأجنبية ويتلقون منها الرواتب، وبعضهم من المتآمرين على آبائهم وأعمامهم. بعضهم مزواج وآخرون يترنمون على لعب القمار. قلوبهم شتى وأهواؤهم تقود إلى الموبقات. إنهم يحاربون بعضهم البعض نيابة عن الآخرين ويستخدمون أموالهم من أجل الإبقاء على دوران عجلات الإنتاج العسكري الغربي.
سادسا: إذا كان أكثر القادة العرب يصفون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، فهل أستغرب أن يعطيها الإعلام الغربي ذات الوصف؟ وهل من حقي أن أطالب حكومات الغرب وإعلامه أن يكون حريصا على القضية أكثر من أهل القضية؟
باختصار، إذا ظن المرء أنه صاحب قضية عادلة فإن عليه أن يتصرف حسب قواعد العدل والتي تتطلب الإعداد للحصول على الحق أو انتزاعه. أما إذا سلك طريقا فيها الاستهتار والتواكل والخيانة فإن عليه ألا يتوقع نجدة الآخرين لقضيته. يضرب العرب المثل السيء ولا يحصدون إلا ما تزرع أيديهم. إذا أردنا للصورة أن تتغير ولوسائل الإعلام العالمية أن تنقل ما لنا فإن أمامنا أن نكون أوفياء لأنفسنا وقضايانا من خلال تغيير ما نحن فيه اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. وإذا كسبنا احترامنا لأنفسنا فإننا بالتأكيد سنفرضه على الآخرين. استطاع حزب الله أن يفرض احترامه على الصديق والعدو لأنه عمل حسب قواعد الاحترام الذاتي، ولم يكن بحاجة إلى وسائل إعلام أو دول غربية تدعمه لأن مبادراته القتالية فرضت نفسها عالميا.
الا يحق لهذا العالم ان يصمت علي ما يحدث في فلسطين ....
"طبعا بامكانكم ان تضيفوا سابعا وثامنا ....."
لقد نشرتها في منتديات كان وكان ضمن منتدي الفكر والسياسة
ناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتسائل ... كما يتسائل مثلي الكثيرين منكم .... لماذا الصمت العالمي علي ما يحدث في فلسطين ...... كلنا نلاحظ ان هناك عدم اكتراث عالمي بخصوص ما يتعرض له أهل فلسطين من مذابح وتدمير بخاصة في العالم الذي لرأيه وزن كبير في الساحة الدولية: أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. لماذا؟ هناك من تسهل لديه الإجابة فيقول أن الصهيونية تسيطر على وسائل الإعلام الغربية التي هي المصدر الأساس للأخبار والتحليلات ولا تفسح مجالا كافيا أمام وجهة النظر العربية. وقد يضيف إلى إجابته بأن الإعلام العربي مقصّر ولا يقوم بواجبه بسبب ضعف الإمكانيات. ودائما أسهل الإجابات هي تلك المسْقَطة على الآخرين، ففيها ما يلقي بالمسؤولية بعيدا عن كاهلي. على الرغم من نفوذ الصهيونية إلا أنني أرى أن الفرس من الفارس، وإذا كان للخيل أن تلهث تعبا فذلك لأن الراكب قد زاد وزنه وثقل ظله.
.............على أغلب احتمال، لو لم أكن عربيا لما أيدت القضايا العربية ومن ضمنها قضية فلسطينيين، ولن أستغرب لماذا يصمت العالم. وذلك لعدد من الأسباب أهمها:
أولا: لن أدخر في نفسي احتراما كثيرا للعرب وهم مهزومين أمام "دويلة" صغيرة جدا بمساحتها وعدد سكانها. عملاق مترامي الأطراف يئن من الهزائم ويجوب عواصم العالم مستجديا العون والضغط على إسرائيل لتمنح الفلسطينيين بعض الحقوق. في علم السياسية، هذا لا يسمى ديبلوماسية وعقلانية وإنما هوان يقود صاحبه إلى التسول والتوسل. استطاعت كوريا الشمالية وهي الدولة الفقيرة أن تبني لنفسها ما تدافع به عن أراضيها، أما العرب فلا يكفون عن الهرولة إلى الأمم المتحدة لنجدتهم من البطش الصهيوني! ذات الصورة تنسحب على عدم قدرة العرب على تطوير وسائل إعلام عالمية منافسة. لا ينقص العرب الكفاءات أو الإمكانات المادية للدخول بقوة في المعترك الإعلامي، ولا يملكون أي مبرر لاستجداء وسائل الإعلام العالمية. ببساطة، لا يقبل أحد لنفسه أن يقف على الأبواب طالبا العون إلا الذي فقد نفسه وآثر الازدراء.
ثانيا: هذا العملاق العربي لا يحترم أبناءه ولا يحافظ على ثرواته. لا يوجد في هذا الوطن العربي الكبير دولة واحدة عدا لبنان جزئيا تحترم أبناءها وحرياتهم، وهو يُدار من قبل أنظمة قمعية استبدادية قهرية . ليس هذا فحسب، وإنما تعجز الملايين الغفيرة عن الثأر لنفسها والإصرار على حرياتها وتستسلم لأجهزة الأمن والمخابرات. شعوب العالم تثور وتُسقط حكومات ورؤساء دول وجماهير العرب تهتف للمهزومين. هذا ناهيك عن تبذير الأموال العربية بطريقة فاحشة تجعل العرب أضحوكة ومهزلة أمام الأمم. وطن عربي بهذا الثراء يستورد أكثر من 70% من احتياجاته الغذائية ولا يسعى إلى تطوير نفسه لتكون على الأقل لقمة خبزه من إنتاج يديه.
ثالثا: العرب متناقضون مع أنفسهم في أنهم يطلبون العون من الأوروبيين والأمريكيين وهم السبب في إقامة دولة إسرائيل وتشريد الفلسطينيين. إنهم يطلبون من الجزار الرحمة، وأفضل ما يمكن أن يصنعه الجزار هو شحذ السكين بصورة أفضل لتخفيف آلام الضحية. هل يُعقل أن أطلب من العالم الغربي دعمي في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية وهو الذي يزودها ويمولها، وأنا في نظره إرهابي مجرم أهدد تلك الدولة الصغيرة الديمقراطية؟
رابعا: لا يساهم العرب بالحضارة العالمية، بينما إسرائيل موجودة في أبحاثها العلمية وصناعاتها الإليكترونية وأسلحتها المطورة ذاتيا وهندستها الوراثية. العرب يتقنون اللهاث وراء آخر الصرعات الاستهلاكية وما زالوا يتلهون بمظاهر الأبهة والفجور.
خامسا: عدد من زعماء العرب ماسونيين، بينما بعضهم موظفين في دوائر المخابرات الأجنبية ويتلقون منها الرواتب، وبعضهم من المتآمرين على آبائهم وأعمامهم. بعضهم مزواج وآخرون يترنمون على لعب القمار. قلوبهم شتى وأهواؤهم تقود إلى الموبقات. إنهم يحاربون بعضهم البعض نيابة عن الآخرين ويستخدمون أموالهم من أجل الإبقاء على دوران عجلات الإنتاج العسكري الغربي.
سادسا: إذا كان أكثر القادة العرب يصفون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، فهل أستغرب أن يعطيها الإعلام الغربي ذات الوصف؟ وهل من حقي أن أطالب حكومات الغرب وإعلامه أن يكون حريصا على القضية أكثر من أهل القضية؟
باختصار، إذا ظن المرء أنه صاحب قضية عادلة فإن عليه أن يتصرف حسب قواعد العدل والتي تتطلب الإعداد للحصول على الحق أو انتزاعه. أما إذا سلك طريقا فيها الاستهتار والتواكل والخيانة فإن عليه ألا يتوقع نجدة الآخرين لقضيته. يضرب العرب المثل السيء ولا يحصدون إلا ما تزرع أيديهم. إذا أردنا للصورة أن تتغير ولوسائل الإعلام العالمية أن تنقل ما لنا فإن أمامنا أن نكون أوفياء لأنفسنا وقضايانا من خلال تغيير ما نحن فيه اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. وإذا كسبنا احترامنا لأنفسنا فإننا بالتأكيد سنفرضه على الآخرين. استطاع حزب الله أن يفرض احترامه على الصديق والعدو لأنه عمل حسب قواعد الاحترام الذاتي، ولم يكن بحاجة إلى وسائل إعلام أو دول غربية تدعمه لأن مبادراته القتالية فرضت نفسها عالميا.
الا يحق لهذا العالم ان يصمت علي ما يحدث في فلسطين ....
"طبعا بامكانكم ان تضيفوا سابعا وثامنا ....."
لقد نشرتها في منتديات كان وكان ضمن منتدي الفكر والسياسة
ناصر