تركي سليم الهرفي
08-04-2004, 01:39 PM
Originally posted by ولــــــد أبــــــوي@04-08-04 1:39
* مشاعل العيسي:
روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت :
يا نبي الله ربك ظالم أم عادل؟؟! وفي رواية ...أنها قالت ... أو تزعم أن ربك
رحيم ؟؟؟؟
فقال داود عليه السلام : ويحكِ يا امرأة هو العدل الذي لا يجور ، ثم قال لها
ما قصتكِ؟
قالت :
إني امرأة أرملة عندي عيال وثلاث بنات أقوم عليهم من عمل يدي فلما
كان الأمس شددتُ غزلي في خرقة حمراء وأردتُ أن أذهب للسوق لأبيعه
وأبلغ به أطفالي ، فإذا أنا بطائر قد انقضَّ علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب
وبقيتُ حزينة لا أملك شيئاً أبلغ به أطفالي .
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على
داود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار
فقالوا: يا نبي الله أعطها لمستحقها.
فقال داودعليه السلام :
ما حملكم على دفع هذا المال؟
قالوا: يا نبي الله كنّا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق
فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب
فهانت علينا الريح وانسدّ العيب ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة
دينار فهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت داود إلى المرأة وقال:
رب يتَّجر لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالم وأعطاها الألف دينار
وقال لها : أنفقيها على عيالك
وعلى ذكر السفينة ...تأملت وتألمت ..لا فرق ..فتأملي أفضى
لألمي ...مجتمعنا هو ( السفينة ) ..صورة صورها لنا أبلغ الرجال ..الذي
أوتي جوامع الكلم ..عليه صلوات ربي وسلامه .
واستمع إلى ما قاله الرافعي فيه :
(وقفت عند قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قوماً ركبوا في سفينة،
فاقتسموا، فصار لكل رجلٍ منهم موضع، فنقر رجلٌ منهم موضعه بفأس،
فقالوا له: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت! فإن أخذوا على
يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا"..
فكان لهذا الحديث في نفسي ..كلامٌ طويل عن هؤلاء الذين يخوضون
معنا البحر ويسمون أنفسهم بالمجددين، وينتحلون ضروباً من
الأوصاف: كحرية الفكر، والغيرة، والإصلاح، ولا يزال أحدهم ينقر موضعه
من سفينة ديننا وأخلاقنا وآدابنا بفأسه، أي: بقلمه.. زاعماً أنه
موضعه من الحياة الاجتماعية يصنع فيه ما يشاء، ويتولاه كيف أراد، موجهاً
لحماقته وجوهاً من المعاذير والحجج، من المدنية والفلسفة، جاهلاً
أن القانون في السفينة إنما هو قانون ( العاقبة ) دون غيرها، فالحكم
لا يكون على العمل بعد وقوعه بل قبل وقوعه، والعقاب لا يكون
على الجرم بل على الشروع فيه وتوجه النية إليه.. فلا حرية في
عمل يفسد خشب السفينة ويمسه من قرب أو بعد ما دامت
ملجِّجة في بحرها سائرة إلى غايتها]. اهـ
عاش مجتمعنا السعودي ..ولا يزال ...حياةً .. أساسها الدين ...وقوامها
الشهامة والشرف ...لم تكن الحياة الصاخبة التي تعيشها الدول لتزعزع
قيمه ومبادئه.. إلى أن جاء الليبراليون بعد انتهاء بعثاتهم في الخارج
وطالبوا بما أملته عليهم ثقافتهم الغربية ..وظنوا ببلادتهم أنهم
يستطيعون نزع القيم والمثل العليا من المجتمع السعودي..فمرت
بلدنا بثلاث محاولات.....أجمل ما فيها.....ولله الحمد .... أنها فاشلة
المحاولة الأولى :
كان ذلك في عام 90 .وقت الأزمة السياسية .كانت الدولة في موقف
حرج ...وفي هذا الوقت وجّه أهل التغريب ...ضربتهم لضرب البلد في
الصميم ..وتمرير مخططاتهم وقت انشغال الناس بالسياسة ..وخرج
النسوة الـ37 من بيوتهن وقمن بمظاهرة في شوارع الرياض وأحرقن
العباءات وتم التصوير كي ينتقل ذلك في الصحف ..ليمر الأمر على
الناس وكأنه أمر..طبيعي...وحتمي يمليه علينا التطور ... والذي
لابد منه في نظرهم ..وانه لابد من الراديكالية ..أياً كانت ..المهم
ان نثور ..ونثور
لقد توقعوا أن خطتهم نجحت ...كل شيء معهم ...الظروف كلها
مواتية لهم ...لكنهم لم يحسبوا حساب شيء واحد ...وهو ....رجولة
الرجل السعودي ....شعبنا ..محترم ...لكنه يثور حينما يتعلق
الأمر ..بالمرأة ..وشعبنا مثقف ...ويعرف لماذا يخطط هؤلاء وما
مقصودهم الحقيقي ولا تنطلي عليه عبارات الزخرفة الدينية
التي تغلف مقاصدهم ...ووقف الشعب وقفة قوية ...ووقف
ولاة الأمر وقفة شهامة ...ولم ينس المجتمع السعودي
غضبة سلمان ولا مقولة نايف ....ووصفه لهن بأنهن عشن
في الخارج وأن تصرفهن تصرف أحمق وغبي....
وستر الله ...وردّ الله العابثين بأمننا وشرفنا ...على أعقابهم لم
ينالوا خيراً ..بل وردّ... كيدهن في نحورهن ...وصارت سيرتهن
على كل لسان ...وورثوا كره وحنق الناس ...إلى اليوم
المرة الثانية ....
مادبرته الجريدة ( العفيفة )....عكاظ ...من مكر في منتدى جدة
الإقتصادي..حينما نشرت صور البنات بكامل زينتهن ونشرت
الصور على الملأ من غير علمهن ...والهدف أكبر ...الهدف هو أنها
بفعلها تقول ..( لا داعي لحرق العباءات ..اظهرن في الصحف ..بصوركن
هكذا ...فالصورة وحدها هي التي ستقول للبنات : اخلعن الحجاب
ومارسن حياة الانفلات ..فالأمر صار عادياً .)
واستنجدوا بكلينتون ...وصفق النساء له ...ولكن دعاة التغريب والإفساد
هذه المرة ...لم يحسبوا حساب ...ولاة الأمر ...ولم يدكوا أن الأمير
نايف والأمير سلمان لازالا على قيد الحياة..حفظهما الله ..ولم يحسبوا
حساب ..المفتي العام ..بيّض الله وجهه ...والمجتمع بأسره ...لقد ظنوا
بحساباتهم أن المجتمع يغرق في الفضاء ...وأنه نسي أمر
الفضيلة ... وثار المجتمع من جديد .. فنكصهم الله على أعقابهم .....
وهدم بنيانهم الذي بنوه..لكن قاعدتهم لازالت باقية .........................
المرة الثالثة :
الآن ...و الأزمة ..مع الخوارج في أوجها ......وبعض المشايخ ...والعلماء
...يقفون صامتين ...لأن الكثير من الفسقة والعلمانيين قد ربطوا في
أذهان الناس بين الإرهاب والدين .فصار المتدين متهم في كل مكان
...وجعلوا من كل ملتح ...ومقصر لثوبه .. (إرهابي ).!!
وجاءت فرصتهم للظهور وأطلت الكوبرا برأسها في الحوار الوطني الثالث
وناقش النسوة حقوقهن المزعومة ..تحت شعار ...اكذب ..اكذب ...اكذب
...حتى يصدق الناس كذبك و ينسون الصدق ذاته وتوجهت لتضرب
ضربتها ....وتنفذ مخططها الذي يقوم على ..التغريب ........تحت
شعار ...اعمل ببطء ولا تتعجل النتيجة ..ولكن عليك ان تعيش لتحقيق
الهدف..وهو إفساد البلد..!!
ونادوا بأمور أبعد ما تكون عن الحقوق ... وجعلوا من قيادة السيارة
.أمراً مفروغاً منه متحدين مجتمعاً كاملاً ..ويالتفاهة مطالبهم في
ضوء ظروفنا الحالية..ويالغباءهم ..لقد طالبوا بالقيادة وقت المداهمات
والمطاردات ....!!!!
هنا تساءلت ...
ياربي ما المخرج ؟؟؟...كيف.وموقف العلماء محرج .. ؟؟! ولو تحدث
أحدهم لاتهموه ..بالتطرف والتشدد ولقاموا عليه لبداً ...
ألم أقل لكم إن موقف الحق ...ضعيف ..وأن أهل الإفساد ..ينعمون
برغد العيش وأنهم في أوج عظمتهم وأنّ هذا هو العصر الذهبي لهم !!!!
كنت أظن أن هذه الأزمة ....لا مخرج منها ومع ذلك لم أيأس ...فالمؤمن
ينتظر الفرج من ربه ..و ليس لنا في ظل هذا الوضع المحزن إلا.... الاستعانة
بالله وحده ...
جاءت حادثة ..( برجس ) ..وانتشر أمره لدى القاصي والداني ...وهذه
الحادثة على بشاعتها ..إلا أن في داخلها بعض الخير ..ولله الحكمة البالغة..
هنا ...أستطيع أن أقول أن هذه الضربة ...لم تخطر على بال العلمانيين ..ولم
يدر في خلد أحدهم أن تصفعهم أيديهم ..وأن الكوبرا قد التفت على نفسها
.وعضت ذيلها ..
كان برجس نتيجة ...العلمنة’ ..والفساد و الترف ...والحرية المخزية ..الحرية
التي تضر الآخرين ...وتتعدى على شرف الناس
هنا تساءل الناس ...
هل ثمن الحرية ...شرف البنات ...هل ثمن الحرية ...أن تتخضب لحى
الرجال بالدموع ؟؟
هل نتاج الحرية أن تموت الأم حسرة وكمداً على ابنتها ....؟؟؟؟
لقد أخطأوا الطريق ..هذه المرة أيضاً ...
لقد حسبوها بحساباتهم البشرية ...حساباً صحيحاً لا غبار عليه ....وكان
موقف علماءنا ...وعلو كعب صحفنا العلمانية ...والحرب العسكرية التي
تدار حولنا من كل مكان ...الصدمات متوالية والعالم يموج ....كل هذه
الأسباب جعلتهم يتوقعون النجاح هذه المرة .....لكن ...الله هو المدبر
لكل شيء .. ..لقد اقترفوا خطأً كبيراً ..إذ أنهم حسبوا حساب كل شيء
..لكنهم لم يحسبوا حساب......................... الغيب
..في وقت الأزمة هذه تتدخل إرادة الحي القيوم من غير أن نتدخل نحن
بالأسباب ..جاءت إرادة الله ...لتقول لهم ...لا ...... لن يكون شيء في
هذا الكون إلا إذا أمره الله ...وقال له ..كن ...هذه المرة رد الله
مكرهم عليهم .. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
وبعد حادثة ( برجس ) ... ...بدأ المجتمع يفكر في إعادة الرؤية للمطالب
التي يطالب بها النساء في الحوار الوطني ...وبدأ المجتمع يخاف ...
إنه بين نارين ...إما أن يصدق كذبات دعاة التغريب.والتخريب
وزجّ المرأة في أمور الرجال..والاختلاط ......وكذباتهم بالمبالغة
في تضخيم أهمية دور المرأة في التنمية والاقتصاد والتطور ودفع
عجلة التقدم ...وما بين الشرف والكرامة والعزة والنخوة ...
وووووأشياء كثيرة .....
إن على مجتمعنا أن يختار ...إما المزيد من حوادث العار..!!. وإنتهاك
الشرف والفضح والتشهير في ظل المطالبة بالتنمية والنهضة
المزعومة ....أو الشرف والفضيلة في ظل التنمية والتطور
وفق أسس دينية.
لا أظن أن مجتمعنا العربي المسلم ..والذي يتباهي بنخوته
وشهامته منذ القدم ...سيوافق على أن يضحي بشرفه مقابل
كل مظاهر التقدم والتطور الذي ثمنه الفساد
لقد وضعنا برجس في اختيار صعب ...لسبب واحد ...أن برجس
ليس جنياً ولا شبحاً ولا مخلوقاً نزح من زحل كما أن هذه الفتاة
لم تأت لنا من بلاد العجائب ...
إنهم صورة واقعية ...حقيقية ..لأبناء وبنات موجودين في هذا
البلد ..وقد يحدث أو حدث لغيرها مثل ذلك أو أشد
إن الذي يقول بأن الفساد الأخلاقي والدعارة والبغاء وقلة الحياء
غير موجود في السعودية..فهو واهم
والذي يقول أن هذه الأمور منتشرة في السعودية ...فهو أيضاً
واهم ..واهم ...واهم
مجتمعنا ...مثل كل المجتمعات الانسانية ...يحمل النوعين
معاً ...الفضيلة والرذيلة ...لكنه يختلف عن بقية المجتمعات
..لأن كل واحد منا لا يسعه أن ينسى ..أن هذه الأرض طاهرة
......وينبغي المحافظة على طهارتها ..حتى لو كلف ذلك ...
أن تتخلف في جميع مجالات الحياة التنموية والاقتصادية
والحضارة المادية ..
بيدَ أنّ مجتمعنا ليس مجتمعاً مثالياً خلواً من الأخطاء ....
لا يوجد مجتمعاً مثالياً إلا في الأحلام ...حتى المجتمع الذي
ربّاه النبي صلى الله عليه وسلم ..قطع فيه يد السارق
ورجم فيه بسبب جريمة الزنا خمس مرات
خمس مرات ...يرجم الزناة في عهد رسول الله وفي وقت
نزول الوحي ..نعم ..وكان العدد قابلاً للزيادة ....لولا القوة
والصرامة في الحق و في تنفيذ الحد ...والتي جعلت من
الجريمة شيئاً مخيفاً ..وتركز لدى الفرد فكرة أن الثمن باهض
... وهذا مايستحقه من جعل الله أهون الناظرين إليه ..
. .ولأن رحمته سبقت عذابه جعل في القصاص ..وإماتة شخص
واحد مجرم .....حياة لمجتمع كامل ...وجعل في فضيحة بنت
واحدة ...تنبيهاً لبنات مجتمع كامل
لقد ظننا جميعاً أن أمر ( برجس )....كله شر ...لكن الله علمنا
أن لا نحكم بكمال الشر على الشيء ..ولقد ضرب لنا مثلاً لا يتخيل
المؤمن أن فيه خيراً .فقرر سبحانه أن هناك خير في قضية ....
فمن أصعب القضايا ...أن .تتهم زوجة خير الخلق وترمى بالزنا ..
هذه كارثة في منظورنا البشري ...
.ومع ذلك يقول عز وجل : ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير
لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره
منهم له عذاب عظيم.... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم
وانتم لا تعلمون )
نعم ...الله يعلم ...ونحن لا نعلم ...وهو الحكيم الخبير
فكم من بنت تنبهت ..وكم من أناس عادوا لمراجعة أنفسهم والانتباه
لبناتهم..وكم من أب قرر أن يفطن لتصحيح اسلوبه في التربية
...وكم من براجس في بلدنا وضعوا أيديهم على قلوبهم وقرروا
الإقلاع عن غيهم ....وكم من شباب خافوا على أنفسهم
فيما لو استهانوا باعراض البنات .....وكم من شباب خافوا
على أخواتهم ..!!!.وكم من أناس دعوا لرجال الهيئة بعد أن
كانوا يدعون عليهم ويتهجمونهم وينتقدونهم ..فلقد أدرك الناس
أن الهيئة كانت رحيمة ببنات المسلمين وسترت على الكثيرات
منهن
وعرف المجتمع بفطرته السليمة أننا لو وافقنا على مطالب أولئك
النسوة ... لخسرنا شرف الآلاف من البنات ...وعلى الملاً ..!!
لقد ...كانت إرادة الله هي التي تحمي هذا البلد الطاهر ...
لقد اختصر برجس والبنت المسافة ...ووفروا علينا الوقت ...
لقد قال برجس للصحف :
كفوا عن هذا العبث ...أنا النتيجة ...وهي النتيجة ..لقد أتى
برجس بالنهاية ..قبل أن نرتكب جريمة.. تجربة البداية ...
وكانت الضحية بنت من بناتنا ..
وكان لابد من ذلك ...إذ أننا تعبنا ونحن نحذر ...وتعبنا ونحن
نقول ...وما من سميع مجيب ...مجتمعنا ...نسخة من الفرد منا
...لا ينتبه إلا بعد وقوع الكارثة ....ولكن السؤال الآن ...
هل ستزداد الكوارث؟؟؟ ...هنا أقول بأن الحل بيد رجال ونساء وعقلاء
..هذا الوطن ...
سفينتنا ...ستمضي وستمشي بسلام بعد أن اخترقتها أقلامهم
السمجة ..ومطالبهم التي تفضي للقذارة ...وتهتك الشرف
...سفينتنا كادت أن تغرق بعد أن اخترقتها سكاكينهم ...
لقد أثبتوا بخرقهم للسفينة من أسفل بأنهم منحطين سفلة
......عجزت .إرادتهم الضعيفة على الرقي والسمو فأخلدوا
للأرض ...لم يملكوا القدرة على الارتفاع لأعلى لجلب الماء
النظيف ..فآثروا البقاء مع كسلهم وأخذ الماء بطريقتهم
حتى لو تلوث...وكان لابد لنا من موقف ..إذ أننا لو تركناهم لهلكنا كلنا..
.لقد حاولوا خرم السفينة...فسددنا خرمهم ... بقطعة صوف
نقية فاضلة ..هي .. وقفة الشعب وأقلام الشرفاء منهم ....ثم
أعادوا الكرة ...فتصدينا لهم بالصوف النقي .....شجاعة
ولاة الأمر وصرخة المفتي ....واليوم وبعد مآسينا ..اضطررنا
..أن نسد ما اقترفته أقلامهم قذرة بـخرقة حمراء ..نتنه....لكننا
لابد أن نرضى بها فهي على أي حال ..أحسن من الصراخ
والعويل ...والذي لاشك لا يفيد في لحظات الغرق ..!!!
الخرقة الحمراء المتسخة لم تكن هي أمنيتنا ...لكننا ...في
وقت يستنجد فيه الغريق العفيف الشريف الذي اعتاد على
أن يتكأ على خشب الزان ....... أن يتمسك ..بقشة ....أي
قشه ...توصله للشاطيء ...
هنا تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يؤيد هذا الدين
بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم )
و تذكرت ( فنسك ) المستشرق الألماني الذي عكف سنوات
طويلة على تاليف المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي
هو و لفيف مع المستشرقين ..وكان أساس عمله هو وأصحابه
أن يضرب الأحاديث النبوية ببعضها ليطعن في نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم ..فقام بعمل من أعظم الأعمال
وأجلها خدمة للسنة ...واستفاد من هذا العمل الجبار الكثير
من طلبة العلم ..ولا يكاد يخلو بيت من هذا المعجم الضخم .....
بمجهود وسنين من عمر فنسك وأصحابه ..
. عفواً بلدي الحبيب
وصلنا لزمن ...ننتظر فيه أن ينتصر لنا الفاجر ...في الوقت
الذي عجزنا فيه أن نقول الحقيقة على صحفنا ..
كلنا ندفع الثمن ..كلنا ....كلنا ...وكلنا علينا أن نقبل بالحل... أي حل
...حتى لو كان موجعاً يظل اسمه ..نجاة ....والنجاة .شيء طالما
انتظرناه
عفواً بني علمان ..راجعوا حساباتكم ...وراجعوا مقالاتكم ...
وتحسسوا خدودكم فلقد صفعكم الخال ...خال برجس صفعكم صفعة
قوية وصل صداها لكل مكان
بلدي الحبيب
في غمرة المناداة بحقوق المرأة وتضخيم قضيتها ...أجدني اعود
ككل مرة وأقول لكم بأن القانون الإلهي هو الذي يحكمنا ..وليست
قوانين سولون ومونتيسكيو وشيشرون ..ولا لصراخ برتراند راسل ...
فالتطور ذاته هو سنة الله ..وقوانينه تتناسب وسنته .وقانون الله قانون ثابت
..غير قابل للاستئناف أبداً مهما تطور الناس والأشياء من حولنا
..قانون يضمن لنا تقدمنا ويضمن لنا نمو اقتصادنا ويضمن رزقنا رجالنا
ونساء ..من غير ان نخرج لنبحث عنه بأنفسنا
..ذلك لأن الله هو الرزاق ..
فالذي خلق الرحى ..قادر على ان يأتيها بالطحين
الحل وطرق تحرير المرأه وتكريمها ....في القرآن ..و الله.عز
وجل ....أوجد الحلول قبل 1400 سنة ..القرار في البيت..الحجاب
.. وترك التبرج والسفور.. وغض البصر والحياء ورعاية الزوج وإن
قلتم أيها البشر ...لا ...وأن هذا ضد التطور وأنه ظلم للمرأة
فاسمحوا لي أن أقول لكم أنكم ..تتهمون ربكم بالظلم
ولا يسعني إلا أن أقول ....ويحكم ...أوتزعمون أن ربكم غير رحيم .؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
17077
* مشاعل العيسي:
روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت :
يا نبي الله ربك ظالم أم عادل؟؟! وفي رواية ...أنها قالت ... أو تزعم أن ربك
رحيم ؟؟؟؟
فقال داود عليه السلام : ويحكِ يا امرأة هو العدل الذي لا يجور ، ثم قال لها
ما قصتكِ؟
قالت :
إني امرأة أرملة عندي عيال وثلاث بنات أقوم عليهم من عمل يدي فلما
كان الأمس شددتُ غزلي في خرقة حمراء وأردتُ أن أذهب للسوق لأبيعه
وأبلغ به أطفالي ، فإذا أنا بطائر قد انقضَّ علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب
وبقيتُ حزينة لا أملك شيئاً أبلغ به أطفالي .
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على
داود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار
فقالوا: يا نبي الله أعطها لمستحقها.
فقال داودعليه السلام :
ما حملكم على دفع هذا المال؟
قالوا: يا نبي الله كنّا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق
فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب
فهانت علينا الريح وانسدّ العيب ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة
دينار فهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت.
فالتفت داود إلى المرأة وقال:
رب يتَّجر لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالم وأعطاها الألف دينار
وقال لها : أنفقيها على عيالك
وعلى ذكر السفينة ...تأملت وتألمت ..لا فرق ..فتأملي أفضى
لألمي ...مجتمعنا هو ( السفينة ) ..صورة صورها لنا أبلغ الرجال ..الذي
أوتي جوامع الكلم ..عليه صلوات ربي وسلامه .
واستمع إلى ما قاله الرافعي فيه :
(وقفت عند قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قوماً ركبوا في سفينة،
فاقتسموا، فصار لكل رجلٍ منهم موضع، فنقر رجلٌ منهم موضعه بفأس،
فقالوا له: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت! فإن أخذوا على
يده نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا"..
فكان لهذا الحديث في نفسي ..كلامٌ طويل عن هؤلاء الذين يخوضون
معنا البحر ويسمون أنفسهم بالمجددين، وينتحلون ضروباً من
الأوصاف: كحرية الفكر، والغيرة، والإصلاح، ولا يزال أحدهم ينقر موضعه
من سفينة ديننا وأخلاقنا وآدابنا بفأسه، أي: بقلمه.. زاعماً أنه
موضعه من الحياة الاجتماعية يصنع فيه ما يشاء، ويتولاه كيف أراد، موجهاً
لحماقته وجوهاً من المعاذير والحجج، من المدنية والفلسفة، جاهلاً
أن القانون في السفينة إنما هو قانون ( العاقبة ) دون غيرها، فالحكم
لا يكون على العمل بعد وقوعه بل قبل وقوعه، والعقاب لا يكون
على الجرم بل على الشروع فيه وتوجه النية إليه.. فلا حرية في
عمل يفسد خشب السفينة ويمسه من قرب أو بعد ما دامت
ملجِّجة في بحرها سائرة إلى غايتها]. اهـ
عاش مجتمعنا السعودي ..ولا يزال ...حياةً .. أساسها الدين ...وقوامها
الشهامة والشرف ...لم تكن الحياة الصاخبة التي تعيشها الدول لتزعزع
قيمه ومبادئه.. إلى أن جاء الليبراليون بعد انتهاء بعثاتهم في الخارج
وطالبوا بما أملته عليهم ثقافتهم الغربية ..وظنوا ببلادتهم أنهم
يستطيعون نزع القيم والمثل العليا من المجتمع السعودي..فمرت
بلدنا بثلاث محاولات.....أجمل ما فيها.....ولله الحمد .... أنها فاشلة
المحاولة الأولى :
كان ذلك في عام 90 .وقت الأزمة السياسية .كانت الدولة في موقف
حرج ...وفي هذا الوقت وجّه أهل التغريب ...ضربتهم لضرب البلد في
الصميم ..وتمرير مخططاتهم وقت انشغال الناس بالسياسة ..وخرج
النسوة الـ37 من بيوتهن وقمن بمظاهرة في شوارع الرياض وأحرقن
العباءات وتم التصوير كي ينتقل ذلك في الصحف ..ليمر الأمر على
الناس وكأنه أمر..طبيعي...وحتمي يمليه علينا التطور ... والذي
لابد منه في نظرهم ..وانه لابد من الراديكالية ..أياً كانت ..المهم
ان نثور ..ونثور
لقد توقعوا أن خطتهم نجحت ...كل شيء معهم ...الظروف كلها
مواتية لهم ...لكنهم لم يحسبوا حساب شيء واحد ...وهو ....رجولة
الرجل السعودي ....شعبنا ..محترم ...لكنه يثور حينما يتعلق
الأمر ..بالمرأة ..وشعبنا مثقف ...ويعرف لماذا يخطط هؤلاء وما
مقصودهم الحقيقي ولا تنطلي عليه عبارات الزخرفة الدينية
التي تغلف مقاصدهم ...ووقف الشعب وقفة قوية ...ووقف
ولاة الأمر وقفة شهامة ...ولم ينس المجتمع السعودي
غضبة سلمان ولا مقولة نايف ....ووصفه لهن بأنهن عشن
في الخارج وأن تصرفهن تصرف أحمق وغبي....
وستر الله ...وردّ الله العابثين بأمننا وشرفنا ...على أعقابهم لم
ينالوا خيراً ..بل وردّ... كيدهن في نحورهن ...وصارت سيرتهن
على كل لسان ...وورثوا كره وحنق الناس ...إلى اليوم
المرة الثانية ....
مادبرته الجريدة ( العفيفة )....عكاظ ...من مكر في منتدى جدة
الإقتصادي..حينما نشرت صور البنات بكامل زينتهن ونشرت
الصور على الملأ من غير علمهن ...والهدف أكبر ...الهدف هو أنها
بفعلها تقول ..( لا داعي لحرق العباءات ..اظهرن في الصحف ..بصوركن
هكذا ...فالصورة وحدها هي التي ستقول للبنات : اخلعن الحجاب
ومارسن حياة الانفلات ..فالأمر صار عادياً .)
واستنجدوا بكلينتون ...وصفق النساء له ...ولكن دعاة التغريب والإفساد
هذه المرة ...لم يحسبوا حساب ...ولاة الأمر ...ولم يدكوا أن الأمير
نايف والأمير سلمان لازالا على قيد الحياة..حفظهما الله ..ولم يحسبوا
حساب ..المفتي العام ..بيّض الله وجهه ...والمجتمع بأسره ...لقد ظنوا
بحساباتهم أن المجتمع يغرق في الفضاء ...وأنه نسي أمر
الفضيلة ... وثار المجتمع من جديد .. فنكصهم الله على أعقابهم .....
وهدم بنيانهم الذي بنوه..لكن قاعدتهم لازالت باقية .........................
المرة الثالثة :
الآن ...و الأزمة ..مع الخوارج في أوجها ......وبعض المشايخ ...والعلماء
...يقفون صامتين ...لأن الكثير من الفسقة والعلمانيين قد ربطوا في
أذهان الناس بين الإرهاب والدين .فصار المتدين متهم في كل مكان
...وجعلوا من كل ملتح ...ومقصر لثوبه .. (إرهابي ).!!
وجاءت فرصتهم للظهور وأطلت الكوبرا برأسها في الحوار الوطني الثالث
وناقش النسوة حقوقهن المزعومة ..تحت شعار ...اكذب ..اكذب ...اكذب
...حتى يصدق الناس كذبك و ينسون الصدق ذاته وتوجهت لتضرب
ضربتها ....وتنفذ مخططها الذي يقوم على ..التغريب ........تحت
شعار ...اعمل ببطء ولا تتعجل النتيجة ..ولكن عليك ان تعيش لتحقيق
الهدف..وهو إفساد البلد..!!
ونادوا بأمور أبعد ما تكون عن الحقوق ... وجعلوا من قيادة السيارة
.أمراً مفروغاً منه متحدين مجتمعاً كاملاً ..ويالتفاهة مطالبهم في
ضوء ظروفنا الحالية..ويالغباءهم ..لقد طالبوا بالقيادة وقت المداهمات
والمطاردات ....!!!!
هنا تساءلت ...
ياربي ما المخرج ؟؟؟...كيف.وموقف العلماء محرج .. ؟؟! ولو تحدث
أحدهم لاتهموه ..بالتطرف والتشدد ولقاموا عليه لبداً ...
ألم أقل لكم إن موقف الحق ...ضعيف ..وأن أهل الإفساد ..ينعمون
برغد العيش وأنهم في أوج عظمتهم وأنّ هذا هو العصر الذهبي لهم !!!!
كنت أظن أن هذه الأزمة ....لا مخرج منها ومع ذلك لم أيأس ...فالمؤمن
ينتظر الفرج من ربه ..و ليس لنا في ظل هذا الوضع المحزن إلا.... الاستعانة
بالله وحده ...
جاءت حادثة ..( برجس ) ..وانتشر أمره لدى القاصي والداني ...وهذه
الحادثة على بشاعتها ..إلا أن في داخلها بعض الخير ..ولله الحكمة البالغة..
هنا ...أستطيع أن أقول أن هذه الضربة ...لم تخطر على بال العلمانيين ..ولم
يدر في خلد أحدهم أن تصفعهم أيديهم ..وأن الكوبرا قد التفت على نفسها
.وعضت ذيلها ..
كان برجس نتيجة ...العلمنة’ ..والفساد و الترف ...والحرية المخزية ..الحرية
التي تضر الآخرين ...وتتعدى على شرف الناس
هنا تساءل الناس ...
هل ثمن الحرية ...شرف البنات ...هل ثمن الحرية ...أن تتخضب لحى
الرجال بالدموع ؟؟
هل نتاج الحرية أن تموت الأم حسرة وكمداً على ابنتها ....؟؟؟؟
لقد أخطأوا الطريق ..هذه المرة أيضاً ...
لقد حسبوها بحساباتهم البشرية ...حساباً صحيحاً لا غبار عليه ....وكان
موقف علماءنا ...وعلو كعب صحفنا العلمانية ...والحرب العسكرية التي
تدار حولنا من كل مكان ...الصدمات متوالية والعالم يموج ....كل هذه
الأسباب جعلتهم يتوقعون النجاح هذه المرة .....لكن ...الله هو المدبر
لكل شيء .. ..لقد اقترفوا خطأً كبيراً ..إذ أنهم حسبوا حساب كل شيء
..لكنهم لم يحسبوا حساب......................... الغيب
..في وقت الأزمة هذه تتدخل إرادة الحي القيوم من غير أن نتدخل نحن
بالأسباب ..جاءت إرادة الله ...لتقول لهم ...لا ...... لن يكون شيء في
هذا الكون إلا إذا أمره الله ...وقال له ..كن ...هذه المرة رد الله
مكرهم عليهم .. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
وبعد حادثة ( برجس ) ... ...بدأ المجتمع يفكر في إعادة الرؤية للمطالب
التي يطالب بها النساء في الحوار الوطني ...وبدأ المجتمع يخاف ...
إنه بين نارين ...إما أن يصدق كذبات دعاة التغريب.والتخريب
وزجّ المرأة في أمور الرجال..والاختلاط ......وكذباتهم بالمبالغة
في تضخيم أهمية دور المرأة في التنمية والاقتصاد والتطور ودفع
عجلة التقدم ...وما بين الشرف والكرامة والعزة والنخوة ...
وووووأشياء كثيرة .....
إن على مجتمعنا أن يختار ...إما المزيد من حوادث العار..!!. وإنتهاك
الشرف والفضح والتشهير في ظل المطالبة بالتنمية والنهضة
المزعومة ....أو الشرف والفضيلة في ظل التنمية والتطور
وفق أسس دينية.
لا أظن أن مجتمعنا العربي المسلم ..والذي يتباهي بنخوته
وشهامته منذ القدم ...سيوافق على أن يضحي بشرفه مقابل
كل مظاهر التقدم والتطور الذي ثمنه الفساد
لقد وضعنا برجس في اختيار صعب ...لسبب واحد ...أن برجس
ليس جنياً ولا شبحاً ولا مخلوقاً نزح من زحل كما أن هذه الفتاة
لم تأت لنا من بلاد العجائب ...
إنهم صورة واقعية ...حقيقية ..لأبناء وبنات موجودين في هذا
البلد ..وقد يحدث أو حدث لغيرها مثل ذلك أو أشد
إن الذي يقول بأن الفساد الأخلاقي والدعارة والبغاء وقلة الحياء
غير موجود في السعودية..فهو واهم
والذي يقول أن هذه الأمور منتشرة في السعودية ...فهو أيضاً
واهم ..واهم ...واهم
مجتمعنا ...مثل كل المجتمعات الانسانية ...يحمل النوعين
معاً ...الفضيلة والرذيلة ...لكنه يختلف عن بقية المجتمعات
..لأن كل واحد منا لا يسعه أن ينسى ..أن هذه الأرض طاهرة
......وينبغي المحافظة على طهارتها ..حتى لو كلف ذلك ...
أن تتخلف في جميع مجالات الحياة التنموية والاقتصادية
والحضارة المادية ..
بيدَ أنّ مجتمعنا ليس مجتمعاً مثالياً خلواً من الأخطاء ....
لا يوجد مجتمعاً مثالياً إلا في الأحلام ...حتى المجتمع الذي
ربّاه النبي صلى الله عليه وسلم ..قطع فيه يد السارق
ورجم فيه بسبب جريمة الزنا خمس مرات
خمس مرات ...يرجم الزناة في عهد رسول الله وفي وقت
نزول الوحي ..نعم ..وكان العدد قابلاً للزيادة ....لولا القوة
والصرامة في الحق و في تنفيذ الحد ...والتي جعلت من
الجريمة شيئاً مخيفاً ..وتركز لدى الفرد فكرة أن الثمن باهض
... وهذا مايستحقه من جعل الله أهون الناظرين إليه ..
. .ولأن رحمته سبقت عذابه جعل في القصاص ..وإماتة شخص
واحد مجرم .....حياة لمجتمع كامل ...وجعل في فضيحة بنت
واحدة ...تنبيهاً لبنات مجتمع كامل
لقد ظننا جميعاً أن أمر ( برجس )....كله شر ...لكن الله علمنا
أن لا نحكم بكمال الشر على الشيء ..ولقد ضرب لنا مثلاً لا يتخيل
المؤمن أن فيه خيراً .فقرر سبحانه أن هناك خير في قضية ....
فمن أصعب القضايا ...أن .تتهم زوجة خير الخلق وترمى بالزنا ..
هذه كارثة في منظورنا البشري ...
.ومع ذلك يقول عز وجل : ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير
لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره
منهم له عذاب عظيم.... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة
في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم
وانتم لا تعلمون )
نعم ...الله يعلم ...ونحن لا نعلم ...وهو الحكيم الخبير
فكم من بنت تنبهت ..وكم من أناس عادوا لمراجعة أنفسهم والانتباه
لبناتهم..وكم من أب قرر أن يفطن لتصحيح اسلوبه في التربية
...وكم من براجس في بلدنا وضعوا أيديهم على قلوبهم وقرروا
الإقلاع عن غيهم ....وكم من شباب خافوا على أنفسهم
فيما لو استهانوا باعراض البنات .....وكم من شباب خافوا
على أخواتهم ..!!!.وكم من أناس دعوا لرجال الهيئة بعد أن
كانوا يدعون عليهم ويتهجمونهم وينتقدونهم ..فلقد أدرك الناس
أن الهيئة كانت رحيمة ببنات المسلمين وسترت على الكثيرات
منهن
وعرف المجتمع بفطرته السليمة أننا لو وافقنا على مطالب أولئك
النسوة ... لخسرنا شرف الآلاف من البنات ...وعلى الملاً ..!!
لقد ...كانت إرادة الله هي التي تحمي هذا البلد الطاهر ...
لقد اختصر برجس والبنت المسافة ...ووفروا علينا الوقت ...
لقد قال برجس للصحف :
كفوا عن هذا العبث ...أنا النتيجة ...وهي النتيجة ..لقد أتى
برجس بالنهاية ..قبل أن نرتكب جريمة.. تجربة البداية ...
وكانت الضحية بنت من بناتنا ..
وكان لابد من ذلك ...إذ أننا تعبنا ونحن نحذر ...وتعبنا ونحن
نقول ...وما من سميع مجيب ...مجتمعنا ...نسخة من الفرد منا
...لا ينتبه إلا بعد وقوع الكارثة ....ولكن السؤال الآن ...
هل ستزداد الكوارث؟؟؟ ...هنا أقول بأن الحل بيد رجال ونساء وعقلاء
..هذا الوطن ...
سفينتنا ...ستمضي وستمشي بسلام بعد أن اخترقتها أقلامهم
السمجة ..ومطالبهم التي تفضي للقذارة ...وتهتك الشرف
...سفينتنا كادت أن تغرق بعد أن اخترقتها سكاكينهم ...
لقد أثبتوا بخرقهم للسفينة من أسفل بأنهم منحطين سفلة
......عجزت .إرادتهم الضعيفة على الرقي والسمو فأخلدوا
للأرض ...لم يملكوا القدرة على الارتفاع لأعلى لجلب الماء
النظيف ..فآثروا البقاء مع كسلهم وأخذ الماء بطريقتهم
حتى لو تلوث...وكان لابد لنا من موقف ..إذ أننا لو تركناهم لهلكنا كلنا..
.لقد حاولوا خرم السفينة...فسددنا خرمهم ... بقطعة صوف
نقية فاضلة ..هي .. وقفة الشعب وأقلام الشرفاء منهم ....ثم
أعادوا الكرة ...فتصدينا لهم بالصوف النقي .....شجاعة
ولاة الأمر وصرخة المفتي ....واليوم وبعد مآسينا ..اضطررنا
..أن نسد ما اقترفته أقلامهم قذرة بـخرقة حمراء ..نتنه....لكننا
لابد أن نرضى بها فهي على أي حال ..أحسن من الصراخ
والعويل ...والذي لاشك لا يفيد في لحظات الغرق ..!!!
الخرقة الحمراء المتسخة لم تكن هي أمنيتنا ...لكننا ...في
وقت يستنجد فيه الغريق العفيف الشريف الذي اعتاد على
أن يتكأ على خشب الزان ....... أن يتمسك ..بقشة ....أي
قشه ...توصله للشاطيء ...
هنا تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يؤيد هذا الدين
بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم )
و تذكرت ( فنسك ) المستشرق الألماني الذي عكف سنوات
طويلة على تاليف المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي
هو و لفيف مع المستشرقين ..وكان أساس عمله هو وأصحابه
أن يضرب الأحاديث النبوية ببعضها ليطعن في نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم ..فقام بعمل من أعظم الأعمال
وأجلها خدمة للسنة ...واستفاد من هذا العمل الجبار الكثير
من طلبة العلم ..ولا يكاد يخلو بيت من هذا المعجم الضخم .....
بمجهود وسنين من عمر فنسك وأصحابه ..
. عفواً بلدي الحبيب
وصلنا لزمن ...ننتظر فيه أن ينتصر لنا الفاجر ...في الوقت
الذي عجزنا فيه أن نقول الحقيقة على صحفنا ..
كلنا ندفع الثمن ..كلنا ....كلنا ...وكلنا علينا أن نقبل بالحل... أي حل
...حتى لو كان موجعاً يظل اسمه ..نجاة ....والنجاة .شيء طالما
انتظرناه
عفواً بني علمان ..راجعوا حساباتكم ...وراجعوا مقالاتكم ...
وتحسسوا خدودكم فلقد صفعكم الخال ...خال برجس صفعكم صفعة
قوية وصل صداها لكل مكان
بلدي الحبيب
في غمرة المناداة بحقوق المرأة وتضخيم قضيتها ...أجدني اعود
ككل مرة وأقول لكم بأن القانون الإلهي هو الذي يحكمنا ..وليست
قوانين سولون ومونتيسكيو وشيشرون ..ولا لصراخ برتراند راسل ...
فالتطور ذاته هو سنة الله ..وقوانينه تتناسب وسنته .وقانون الله قانون ثابت
..غير قابل للاستئناف أبداً مهما تطور الناس والأشياء من حولنا
..قانون يضمن لنا تقدمنا ويضمن لنا نمو اقتصادنا ويضمن رزقنا رجالنا
ونساء ..من غير ان نخرج لنبحث عنه بأنفسنا
..ذلك لأن الله هو الرزاق ..
فالذي خلق الرحى ..قادر على ان يأتيها بالطحين
الحل وطرق تحرير المرأه وتكريمها ....في القرآن ..و الله.عز
وجل ....أوجد الحلول قبل 1400 سنة ..القرار في البيت..الحجاب
.. وترك التبرج والسفور.. وغض البصر والحياء ورعاية الزوج وإن
قلتم أيها البشر ...لا ...وأن هذا ضد التطور وأنه ظلم للمرأة
فاسمحوا لي أن أقول لكم أنكم ..تتهمون ربكم بالظلم
ولا يسعني إلا أن أقول ....ويحكم ...أوتزعمون أن ربكم غير رحيم .؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
17077