فالح عايض السميري
03-15-2008, 02:07 PM
{ ثُمَّ لَتُسْـَئلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
شيمة ليست مجرد طفلة يتيمة تعيش مع والدتها
شيمة ليست مجرد طفلة تعيش الحرمان بكل ما تعنيه الكلمة
شيمة طفلة إذا نظرت إلى أعماق عينيها تخبرك أن المحروم ليس الفقير الذي يعيش في بيت الفقراء إنما المحروم الذي يعيش بين الأغنياء فقيرا !!
طفلة تجرعت الحرمان يوم بعد يوم مع أمها الصابرة على شظف العيش , الأم التي بالعناء تجد قوت يومها أو لم تجد في مجتمع زادت على معظم أفراده التخمة ..!!!!!!
شيمة قهرتها الظروف و آلمتها الحسرة , سكبت الدموع لعلها تشفي ما في صدرها من أسى .. نظرت إلى أقرب الناس إليها فلم تجد عماً عطوفاً , و خالاً رؤوفاً ..
و لا حتى يداً حانية تمسح على رأسها و تشعرها بأنها ما زالت اسماً في قاموس البشر !!
تزداد حسرتها كل ما نظرت حولها
وكلما رأت الحزن في ثوب الرجاء في عيني أمها الصابرة
ويحدوها الأمل كلما أشرقت الشمس وعرفت أن الليل ينبلج عنه صبح جميل
ولكن يؤرقها المستقبل الغامض ؟!!
وهي تعيش في مجتمع زاد به البذخ و التبذير , تسأل نفسها :
لما هذا البذخ ؟ّ!! .. أو ليس لنا من هذا الكثير النصيب اليسير او لسنا كبداً رطبة
فلا تجد جواباً ...
تمر الأيام و هي في مأساتها .. ترفع يديها إلى السماء تدعو رباً رحيماً ..!
يدق جرس الفسحة فيدق قلبها معه .. تشعر بدوخة في رأسها الصغير تتراءى أمامها كثير من الصور .
الطالبات يسرعن إلى المقصف المدرسي ويستقيم الصف أمام الشباك , وطالبات النظام والمراقبة يشرفن على نظام البيع والشراء ..
فتخرج شيمة آخر طالبة من فصلها و تمشي هوناً ثقيلة الخطى إلى إحدى زوايا الفناء .. فليس معها ثمن ذلك الفطور
تحاول أن تلهي نفسها بتصفح كتاب أو رسمة ليست ذات معنى على غلاف كراستها .. و لكن تأبى إلا أن تسقط على صفحة الكتاب دمعة .. دمعة خجولة تحاول أن تغسل بها بعض أحزانها
و لكن هيهات فما هي إلا محاولة يائسة !!!
وليس هناك من يلحظ تلك الدمعة !! .. حتى أولئك المعلمات صاحبات الرواتب العالية , لم يخطر ببالهن أن شيمة لا تجد قوت يومها .
تعود شيمة إلى مقعدها في الفصل كاتمة حزنها مخفية جوعها و يزيدها الإيمان و حب الدرس و صورة الفجر الجميل جلداً ..,
تلاحظ والدة شيمة الاكتئاب في وجه ابنتها المصغر .. فتهاب سؤالها كي لا تنكأ جروحاً يصعب علاجها .
فذات يوم جمعت الأم كل قواها و جرأتها كي تسأل ابنتها عن حالها .. فانفجرت شيمة كأن سؤال أمها هو المخرج من الصمت الذي أثقل صدرها !!
فاجابت شيمة : يمه يمه يمه وين عمي ؟ وين خالي ؟ وين عمتي ؟ وين خالتي ؟
مالنا قرايب .؟!!
إيه يمه .. ليه ما ابكي ! وأقرب الناس أتركونا !!
ما احد فكر ولو مره يجينا , كل واحد همه بنفسه وبس .
يصرف فلوسه على متعة حياته , ما شعر عمي ولو مرة إني وحدة من بناته!!
غصب يمه غصب أبكي لا تلوميني على دمعة تسيل .
أشتكي من قل ومشواري طويل ...
يمه شفتي عمي في عرس ولده جاب شاعر من قطر وجاب ذاك من الحجاز , هذا اخذ عشرين وذاك عشرة .. كلها فترة وسويعات قليلة , وكل شاعر عاد معجب في حصيلة !!
آه يمه
آه يمه
آه يمه
نسي إني بنت أخوه وإني من حسبة بناته , اعذريني يمه كان ما حبيت عمي لأن عمي بدل ما خفف همومي زاد همي .
يمه شفتي خالي سوا له حفلة كبيرة كل همه يصبح من شيوخ العشيرة .. وليه ما أعطانا ولو قيمة ذبيحة ؟!! وأنتي أخته من أمه وأبوه .؟
لا تقولي هذا خالك .. يمه ما عنده ولو رحمة بسيطة وهو اعلم بالظروف اللي محيطه .
آه يمه
آه يمه
وش احكي وش اخلي كل شيء يقهر القلب و يغيضه , والمصيبة! كلها من أقربائي !!
يمه عمتي في عرس بنتها قدمت حاجة كبيرة .. حتى تظهر كأنها بنت الأميرة وزعت كرت الدعوة كأنه لعبة حلمت فيها تكون عندي.. قيمته خمسة عشر والله قهر والله قهر
وجابت حبة الهيل الصغيرة و حطت معها حبتين من الحلاوة كل قيمتها ما تجي نصف الريال ..
غلفتها وزخرفتها وجابت المويه الصغيرة وحطت فوقها وردة جميلة ,, و كل حبة هيل مع المويه الصغيرة خمسة ريالات قيمة زخرفتها !! احسبي يمه كم جابت من الحريم و البنات
وبالأخير .. كل هذا ينوطي تحت أقدام الصغار و تحت كعوب الأمهات
هاه يمه أشعر أني جبت لك هم وحزن بس يمه غصب عني .. بس أبغى اذكرلك آخر حكاية مثيرة وبعدها أقفل على الموضوع يمه لا كبيرة ولا صغيرة !!
شفت في وسط الحدايق وشفت في وسط البيوت شلالات من الماء و صوته له خرير يجلسوا حوله من كبير ومن صغير , بس في عرس بنت أختك أنتي شفتي و أنا شفت كيف صار الشلال من سيل الحلاوة !!!!
الشوكولاته كأنها الماء ينسكب وسط الصحون والصغار يشربون ويمرحون .. شفتي أنتي منظر الأطفال والأرض وأقدام النساء كلها صارت شوكولاته عجيبة , لا مخافة من رب العباد ولا احترام للطعام , أصبح اللعب بالنعمة عندهم ما هو حرام ؟
بس يمه ما ودي أقسى عليك بس يمه أشوف أشياء أكبر من كذا !
وبعد كل هذا ولا واحد فكر منهم ولو مرة يجينا ؟؟
لكن يمه لا اقهر ظروف الزمان حتى لو ما عندي ريال , واصبر حتى أجيب الشهادة !!!!
ونامت شيمة .. وشعرت أن بعض الاحتقان الذي كان في صدرها قد خرج ولكنها للأسف شعرت بالندم لأنها تعلم أنه ذهب ليقبع في صدر أمها المسكينة
ودارت الأيام و قهرت شيمة الوقت و عناده وجابت لأمها أعلى شهادة ..
آه لو شفتم فرحة الأم السعيدة في شهادة ابنتها الوحيدة ..,
ودها تطير فرحة وتخفي الماضي وجرحه و تفتح لها صفحة جديدة .!
شيمة حصلت على أفضل وظيفة وعاشت مع أمها أجمل حياة ..,
وترفع يديها في وقت الصلاة تشكر الله الذي أغناها عن ذل السؤال .!
وعاهدت شيمة نفسها أنها ستقف في صف اليتامى وتمسح دموع الفقارى .,
_________________________________
إخوتي .. أحبتي
شفتم كيف اجتمع الفقر و القهر على شيمة وأقرب الناس لها وصلوا لدرجة البذخ و التبذير ,
وكل واحد ما همه إلا نفسه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة }
و أيضا { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح }
وصاحبتنا شيمة شافت بعض الأشياء في قصور الأفراح وهناك أشياء كثيرة تصرف عليها ألوف الريالات ولا أحد فكر في حال الضعفاء والأيتام والفقراء .
ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
• القصور التي تدفع فيها مبالغ طائلة لأجل ليلة واحدة .
• الكوشة التي تصل تكلفة بعضها إلى خمسين ألف ريال وهي عبارة عن فلين أخذ من الشارع
وألوان ومقص وغراء لا يكلف إلا ريالات قليلة يتفنن بها صاحب الديكور و يخدع السذج من الناس
وبعد خروج العروسين بلحظة تمزقها أيدي الأطفال العابثة وتتبعثر تحت أقدامهم .
أليس هذا هو المضحك المبكي ؟؟!!
• فقد وصل التيه في المجتمع أن هناك من يفصل ثياب أطفال أهل الفرح وكل أغنية لها لباس
يختلف عن الآخر وهكذا وكأن الصالة تحولت إلى عرض أزياء .
و أشياء كثيرة يندى لها الجبين ..
فالفقراء و الأيتام يتضورون جوعاً ويعتصرون ألماً وحسرة .. والمجتمع الباذخ لا يلتفت اليهم
قال تعالى : ( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن
يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ )
ومن المؤسف أن البعض تجاهل أقرب الناس إليه وتجاهل صلة الرحم وسوف يسأل كل إنسان عن
النعيم (ثُمَّ لَتُسْـَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((لا تزولا قدما
عبد يوم القيامة حتى يسال عن ثلاث عن عمره فيما أفناه و عم علمه مادا عمل به و عن ماله من
أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن جسمه فيما أبلاه ))
ختاماً لهذه القصة أردت أن أجملها بهذه الأبيات و هي من تأليفي
اليتم خنجر يطعن ضـــــــــلوع شيمـــة = يدمي وتخفي دمها تـــــــحت الأكمام
زود(ن) على ما هي يتيــمة عــــديمة = متحيرة يصفق بها ضــــــــــيم الأيام
متمنية عيش الحياة الكريمــــــــــــــــــة = متخوفة وش يخفي الوقت قــــــــــدام
متصبرة يا كنها وسط غيـــــــــــــــــــمة = ما بين قل الـــــــمال مع كثر الأوهــام
معها آمل ضد الألم والهزيمــــــــــــــــــة = تقول هذا العام أحســـــــــن من العام
ما ودها الأم الصبور الحـــــــــــــــــليمة = تشعر ولو مرة من الهـــــــــم تنضام
يا أهل الكرم يا أهل العقول الفـــــهيمة = أنتم نسيتم أنكم شــــــــــعب الإسلام
وين الوفا وين القلوب الرحـــــــــــيمة = وين الرجال اللي بها وصل الأرحام
بنت الأخو من بعد صارت يتــــــــــــيمة = تشكي و لا يسمع لها بعض الأعمام
العم الأول نظرته يم ريـــــــــــــــــــــمه = يرسم على الخـفين مليـــون الأحلام
و العم الآخر كل ليله وليـــــــــــــــــمة = يبغى يقال أنه كما الشـــــــــيخ همام
و ثالث عمام البنت دوبه حـــــــــريمه = ما بين هات و ود / ســــفـره / وهندام
ما حسّبوا حال الفتاة الكلــــــــــــــيمة = ما يدروا إن عيالهم بـــــــكرة أيتام
دنيا ترى ما هي لهم مــــــــــــستديمة = تزين بعض أعوام و تشين بأعوام
.
.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا نصب في جيب الفقير ؟!!!!
و بالله التوفيق
أخوكم / فالح عايض السميري
http://albluwe.com/~uploaded/675/1205700536.gif
شيمة ليست مجرد طفلة يتيمة تعيش مع والدتها
شيمة ليست مجرد طفلة تعيش الحرمان بكل ما تعنيه الكلمة
شيمة طفلة إذا نظرت إلى أعماق عينيها تخبرك أن المحروم ليس الفقير الذي يعيش في بيت الفقراء إنما المحروم الذي يعيش بين الأغنياء فقيرا !!
طفلة تجرعت الحرمان يوم بعد يوم مع أمها الصابرة على شظف العيش , الأم التي بالعناء تجد قوت يومها أو لم تجد في مجتمع زادت على معظم أفراده التخمة ..!!!!!!
شيمة قهرتها الظروف و آلمتها الحسرة , سكبت الدموع لعلها تشفي ما في صدرها من أسى .. نظرت إلى أقرب الناس إليها فلم تجد عماً عطوفاً , و خالاً رؤوفاً ..
و لا حتى يداً حانية تمسح على رأسها و تشعرها بأنها ما زالت اسماً في قاموس البشر !!
تزداد حسرتها كل ما نظرت حولها
وكلما رأت الحزن في ثوب الرجاء في عيني أمها الصابرة
ويحدوها الأمل كلما أشرقت الشمس وعرفت أن الليل ينبلج عنه صبح جميل
ولكن يؤرقها المستقبل الغامض ؟!!
وهي تعيش في مجتمع زاد به البذخ و التبذير , تسأل نفسها :
لما هذا البذخ ؟ّ!! .. أو ليس لنا من هذا الكثير النصيب اليسير او لسنا كبداً رطبة
فلا تجد جواباً ...
تمر الأيام و هي في مأساتها .. ترفع يديها إلى السماء تدعو رباً رحيماً ..!
يدق جرس الفسحة فيدق قلبها معه .. تشعر بدوخة في رأسها الصغير تتراءى أمامها كثير من الصور .
الطالبات يسرعن إلى المقصف المدرسي ويستقيم الصف أمام الشباك , وطالبات النظام والمراقبة يشرفن على نظام البيع والشراء ..
فتخرج شيمة آخر طالبة من فصلها و تمشي هوناً ثقيلة الخطى إلى إحدى زوايا الفناء .. فليس معها ثمن ذلك الفطور
تحاول أن تلهي نفسها بتصفح كتاب أو رسمة ليست ذات معنى على غلاف كراستها .. و لكن تأبى إلا أن تسقط على صفحة الكتاب دمعة .. دمعة خجولة تحاول أن تغسل بها بعض أحزانها
و لكن هيهات فما هي إلا محاولة يائسة !!!
وليس هناك من يلحظ تلك الدمعة !! .. حتى أولئك المعلمات صاحبات الرواتب العالية , لم يخطر ببالهن أن شيمة لا تجد قوت يومها .
تعود شيمة إلى مقعدها في الفصل كاتمة حزنها مخفية جوعها و يزيدها الإيمان و حب الدرس و صورة الفجر الجميل جلداً ..,
تلاحظ والدة شيمة الاكتئاب في وجه ابنتها المصغر .. فتهاب سؤالها كي لا تنكأ جروحاً يصعب علاجها .
فذات يوم جمعت الأم كل قواها و جرأتها كي تسأل ابنتها عن حالها .. فانفجرت شيمة كأن سؤال أمها هو المخرج من الصمت الذي أثقل صدرها !!
فاجابت شيمة : يمه يمه يمه وين عمي ؟ وين خالي ؟ وين عمتي ؟ وين خالتي ؟
مالنا قرايب .؟!!
إيه يمه .. ليه ما ابكي ! وأقرب الناس أتركونا !!
ما احد فكر ولو مره يجينا , كل واحد همه بنفسه وبس .
يصرف فلوسه على متعة حياته , ما شعر عمي ولو مرة إني وحدة من بناته!!
غصب يمه غصب أبكي لا تلوميني على دمعة تسيل .
أشتكي من قل ومشواري طويل ...
يمه شفتي عمي في عرس ولده جاب شاعر من قطر وجاب ذاك من الحجاز , هذا اخذ عشرين وذاك عشرة .. كلها فترة وسويعات قليلة , وكل شاعر عاد معجب في حصيلة !!
آه يمه
آه يمه
آه يمه
نسي إني بنت أخوه وإني من حسبة بناته , اعذريني يمه كان ما حبيت عمي لأن عمي بدل ما خفف همومي زاد همي .
يمه شفتي خالي سوا له حفلة كبيرة كل همه يصبح من شيوخ العشيرة .. وليه ما أعطانا ولو قيمة ذبيحة ؟!! وأنتي أخته من أمه وأبوه .؟
لا تقولي هذا خالك .. يمه ما عنده ولو رحمة بسيطة وهو اعلم بالظروف اللي محيطه .
آه يمه
آه يمه
وش احكي وش اخلي كل شيء يقهر القلب و يغيضه , والمصيبة! كلها من أقربائي !!
يمه عمتي في عرس بنتها قدمت حاجة كبيرة .. حتى تظهر كأنها بنت الأميرة وزعت كرت الدعوة كأنه لعبة حلمت فيها تكون عندي.. قيمته خمسة عشر والله قهر والله قهر
وجابت حبة الهيل الصغيرة و حطت معها حبتين من الحلاوة كل قيمتها ما تجي نصف الريال ..
غلفتها وزخرفتها وجابت المويه الصغيرة وحطت فوقها وردة جميلة ,, و كل حبة هيل مع المويه الصغيرة خمسة ريالات قيمة زخرفتها !! احسبي يمه كم جابت من الحريم و البنات
وبالأخير .. كل هذا ينوطي تحت أقدام الصغار و تحت كعوب الأمهات
هاه يمه أشعر أني جبت لك هم وحزن بس يمه غصب عني .. بس أبغى اذكرلك آخر حكاية مثيرة وبعدها أقفل على الموضوع يمه لا كبيرة ولا صغيرة !!
شفت في وسط الحدايق وشفت في وسط البيوت شلالات من الماء و صوته له خرير يجلسوا حوله من كبير ومن صغير , بس في عرس بنت أختك أنتي شفتي و أنا شفت كيف صار الشلال من سيل الحلاوة !!!!
الشوكولاته كأنها الماء ينسكب وسط الصحون والصغار يشربون ويمرحون .. شفتي أنتي منظر الأطفال والأرض وأقدام النساء كلها صارت شوكولاته عجيبة , لا مخافة من رب العباد ولا احترام للطعام , أصبح اللعب بالنعمة عندهم ما هو حرام ؟
بس يمه ما ودي أقسى عليك بس يمه أشوف أشياء أكبر من كذا !
وبعد كل هذا ولا واحد فكر منهم ولو مرة يجينا ؟؟
لكن يمه لا اقهر ظروف الزمان حتى لو ما عندي ريال , واصبر حتى أجيب الشهادة !!!!
ونامت شيمة .. وشعرت أن بعض الاحتقان الذي كان في صدرها قد خرج ولكنها للأسف شعرت بالندم لأنها تعلم أنه ذهب ليقبع في صدر أمها المسكينة
ودارت الأيام و قهرت شيمة الوقت و عناده وجابت لأمها أعلى شهادة ..
آه لو شفتم فرحة الأم السعيدة في شهادة ابنتها الوحيدة ..,
ودها تطير فرحة وتخفي الماضي وجرحه و تفتح لها صفحة جديدة .!
شيمة حصلت على أفضل وظيفة وعاشت مع أمها أجمل حياة ..,
وترفع يديها في وقت الصلاة تشكر الله الذي أغناها عن ذل السؤال .!
وعاهدت شيمة نفسها أنها ستقف في صف اليتامى وتمسح دموع الفقارى .,
_________________________________
إخوتي .. أحبتي
شفتم كيف اجتمع الفقر و القهر على شيمة وأقرب الناس لها وصلوا لدرجة البذخ و التبذير ,
وكل واحد ما همه إلا نفسه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة }
و أيضا { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح }
وصاحبتنا شيمة شافت بعض الأشياء في قصور الأفراح وهناك أشياء كثيرة تصرف عليها ألوف الريالات ولا أحد فكر في حال الضعفاء والأيتام والفقراء .
ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
• القصور التي تدفع فيها مبالغ طائلة لأجل ليلة واحدة .
• الكوشة التي تصل تكلفة بعضها إلى خمسين ألف ريال وهي عبارة عن فلين أخذ من الشارع
وألوان ومقص وغراء لا يكلف إلا ريالات قليلة يتفنن بها صاحب الديكور و يخدع السذج من الناس
وبعد خروج العروسين بلحظة تمزقها أيدي الأطفال العابثة وتتبعثر تحت أقدامهم .
أليس هذا هو المضحك المبكي ؟؟!!
• فقد وصل التيه في المجتمع أن هناك من يفصل ثياب أطفال أهل الفرح وكل أغنية لها لباس
يختلف عن الآخر وهكذا وكأن الصالة تحولت إلى عرض أزياء .
و أشياء كثيرة يندى لها الجبين ..
فالفقراء و الأيتام يتضورون جوعاً ويعتصرون ألماً وحسرة .. والمجتمع الباذخ لا يلتفت اليهم
قال تعالى : ( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن
يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ )
ومن المؤسف أن البعض تجاهل أقرب الناس إليه وتجاهل صلة الرحم وسوف يسأل كل إنسان عن
النعيم (ثُمَّ لَتُسْـَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ )
عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((لا تزولا قدما
عبد يوم القيامة حتى يسال عن ثلاث عن عمره فيما أفناه و عم علمه مادا عمل به و عن ماله من
أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن جسمه فيما أبلاه ))
ختاماً لهذه القصة أردت أن أجملها بهذه الأبيات و هي من تأليفي
اليتم خنجر يطعن ضـــــــــلوع شيمـــة = يدمي وتخفي دمها تـــــــحت الأكمام
زود(ن) على ما هي يتيــمة عــــديمة = متحيرة يصفق بها ضــــــــــيم الأيام
متمنية عيش الحياة الكريمــــــــــــــــــة = متخوفة وش يخفي الوقت قــــــــــدام
متصبرة يا كنها وسط غيـــــــــــــــــــمة = ما بين قل الـــــــمال مع كثر الأوهــام
معها آمل ضد الألم والهزيمــــــــــــــــــة = تقول هذا العام أحســـــــــن من العام
ما ودها الأم الصبور الحـــــــــــــــــليمة = تشعر ولو مرة من الهـــــــــم تنضام
يا أهل الكرم يا أهل العقول الفـــــهيمة = أنتم نسيتم أنكم شــــــــــعب الإسلام
وين الوفا وين القلوب الرحـــــــــــيمة = وين الرجال اللي بها وصل الأرحام
بنت الأخو من بعد صارت يتــــــــــــيمة = تشكي و لا يسمع لها بعض الأعمام
العم الأول نظرته يم ريـــــــــــــــــــــمه = يرسم على الخـفين مليـــون الأحلام
و العم الآخر كل ليله وليـــــــــــــــــمة = يبغى يقال أنه كما الشـــــــــيخ همام
و ثالث عمام البنت دوبه حـــــــــريمه = ما بين هات و ود / ســــفـره / وهندام
ما حسّبوا حال الفتاة الكلــــــــــــــيمة = ما يدروا إن عيالهم بـــــــكرة أيتام
دنيا ترى ما هي لهم مــــــــــــستديمة = تزين بعض أعوام و تشين بأعوام
.
.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا نصب في جيب الفقير ؟!!!!
و بالله التوفيق
أخوكم / فالح عايض السميري
http://albluwe.com/~uploaded/675/1205700536.gif