ماجدمحمدالسميري
03-27-2008, 05:07 PM
مامن مسلم في الدنيا إلا وله ذنوب يود تكفيرها, وعيوب يرجو سترها , فما من إنسان معصوم إلا من عصمه الله جل وعلا من الأنبياء والمرسلين في تبليغ رسالة الوحي والدين .
ولذا فإن ضرورة المسلم إلى الستر أشد من ضرورته إلى الطعام والشراب والهواء, فالستر يحفظ عرضه فلاينثلم, ويكلأ شرفه فلا ينهدم , ويجنبه الذل والصغار, ويكسوه المهابة والرفعة والوقار.
ومن منّا يستغني عن ستر الله جل وعلا ؟!
فالعبد مع قوة إيمانه أحوج مايكون إلى ستر الله جل وعلا لسببين :
الأول : لأنه خلق مفتناً ضعيفاً عجولاً , تغلبه الطباع , وتستهويه الشهوات والاستمتاع , وتنتابه الغفلة فيقع ف المعصية والزلة , وهو بذلك واقع لا محالة في المخالفات صغرت أم كبرت !
الثاني : لأن الناس لايفقهون في الترجيح بين سيئات المؤمن وحسناته ، فهم إذا علموا منه كبيرة أو صغيرة عدّوها عليه من النقائص التي يستوجب عليها الترك والهجر والذلة والصغار ..
ثم إن الأصل في الناس هو الظلم, فهم لا يصدقون الإشاعات والفضائح فقط بل إن الكثير منهم يعمل على اختلاقها وتزينها وتحليلها وتتبع آثارها وأخبارها ومن ثم نشرها في النوادي كلها! وهذا ما يجعل المؤمن _ أي مؤمن _ أحوج إلى ستر الله جل وعلا من حاجته إلى الهواء والطعام والشراب,
فما هي الأعمال التي يتحقق بها ستر الله جل وعلا على المسلم فيما عمله من الذنوب وكسبه من العيوب ؟
السبب الأول :
الستر على المسلم
فإن الجزاء عند الله جل وعلا من جنس العمل , فمن ستر على المسلم عيبه ، وخبأ ولم يكشف ذنبه ,عامله الله جل وعلا بستره في الدنيا والآخره، ولهذا جاء الحديث: "من ستر مسلماً ، ستره الله_ تعالى في الدنيا والآخرة , ومن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا; نفّس الله_تعالى_ عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر علة معسر , يسّر الله _تعالى_ حسابه " [رواه مسلم].
قال ابن القيم رحمه الله :"هو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء, وهو ستّير يحب الستر على عباده، فمن سترهم ;ستره ، ومن صفح عنهم ;صفح عنه، ومن تتبع عورته ;تتبع عورته ، ومن هتكهم ;هتكه وفضحه ، ومن منعهم خيره ;ومن شاق; شاق الله _تعالى_ به، ومن مكر ;مكر به ، ومن خادع ;خادعه، ومن عامل خلقه بصفة; عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة. فالله لعبده على حسب مايكون العبد لخلقه ".
السبب الثاني :
اجتناب تتبع عورات المسلم
وهذه آفة خطيرة قلّ من الناس من ينجو منها حتى إنك لتجد التقي الورع يلبس عليه إبليس في ذلك ويوقعه فيه فإذا تلذذ به واستانس أصبح عادته وديدنه.
وبيان ذلك أن كثيراً من الناس يتورعون عن كشف عورة المسلم ويحبون سترها لما يعلمون مافي ذلك من الأجر والمثوبة ومنها الستر على عيوبهم! ولكنهم يستصغرون السؤال عن أحوال الناس ليطلعوا على مخالفاتهم وعيوبهم .. فتجدهم يهمسون _بسؤال_ بريء ينطوي على رغبة جامحة في معرفة أحوال سيئه عن فلان وفلان! أو ربما لم يسألوا ورعاً وبعداً عن الشبهات ، ولكنهم يستأنسون بمن ديدنه تتبع العورات وكشفها فيسمعون من الأخبار الجاهزة دون عناء السؤال أو جهد استفسار!
وممكن التلبيس الذي يلبسه عليهم الشيطان أنه يقنعهم عن طريق الإيحاء والوسوسه أن مجرد الاطلاع على عورات الناس والسؤال عنها أو السماح للآخرين بكشفها لا يضرّ وإنما الذي يضر هو فضحها وإشاعتها بين الناس!
ولهذا جاء التحريم صريحاً في تتبع عورات المسلمين فكما أن ستر المسلم واجب فكذلك تتبع عورته
حرام، وسبب ذلك واضح وهو أن تتبع العورات أول مراحل الفضح ، فإن من تتبع شئاً انكشف له واتضح فإما أن يتقي الله وإلا فضح .
اسمعوا ياأخواني وأخواتي إلى رسول الله كيف غلظ الكلام على متتبعي العورات:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليى وسلم :" يامعشر من ىمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لاتؤذوا المسلمين، ولاتتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه ، يتبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته ، يفضحه ولو في جوف بيته" [رواه الترميذي].
فقد أوعد الله جل وعلا في هذا الحديث أن من تتبع عورة مسلم, تتبع الله عورته وفضحه، فدل ذلك على ان اجتناب تتبع العورات من أسباب ستر الله جل وعلا .
المرء إن كـــــــان عاقــــلاً ورعاً
-- أشغله عن عيوبهم ورعُــــه
كما السقيـــم المريض يشغله
-- عن وجع الناس كلهم وجَعُه
بارك الله فيكم ...
ولذا فإن ضرورة المسلم إلى الستر أشد من ضرورته إلى الطعام والشراب والهواء, فالستر يحفظ عرضه فلاينثلم, ويكلأ شرفه فلا ينهدم , ويجنبه الذل والصغار, ويكسوه المهابة والرفعة والوقار.
ومن منّا يستغني عن ستر الله جل وعلا ؟!
فالعبد مع قوة إيمانه أحوج مايكون إلى ستر الله جل وعلا لسببين :
الأول : لأنه خلق مفتناً ضعيفاً عجولاً , تغلبه الطباع , وتستهويه الشهوات والاستمتاع , وتنتابه الغفلة فيقع ف المعصية والزلة , وهو بذلك واقع لا محالة في المخالفات صغرت أم كبرت !
الثاني : لأن الناس لايفقهون في الترجيح بين سيئات المؤمن وحسناته ، فهم إذا علموا منه كبيرة أو صغيرة عدّوها عليه من النقائص التي يستوجب عليها الترك والهجر والذلة والصغار ..
ثم إن الأصل في الناس هو الظلم, فهم لا يصدقون الإشاعات والفضائح فقط بل إن الكثير منهم يعمل على اختلاقها وتزينها وتحليلها وتتبع آثارها وأخبارها ومن ثم نشرها في النوادي كلها! وهذا ما يجعل المؤمن _ أي مؤمن _ أحوج إلى ستر الله جل وعلا من حاجته إلى الهواء والطعام والشراب,
فما هي الأعمال التي يتحقق بها ستر الله جل وعلا على المسلم فيما عمله من الذنوب وكسبه من العيوب ؟
السبب الأول :
الستر على المسلم
فإن الجزاء عند الله جل وعلا من جنس العمل , فمن ستر على المسلم عيبه ، وخبأ ولم يكشف ذنبه ,عامله الله جل وعلا بستره في الدنيا والآخره، ولهذا جاء الحديث: "من ستر مسلماً ، ستره الله_ تعالى في الدنيا والآخرة , ومن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا; نفّس الله_تعالى_ عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر علة معسر , يسّر الله _تعالى_ حسابه " [رواه مسلم].
قال ابن القيم رحمه الله :"هو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء, وهو ستّير يحب الستر على عباده، فمن سترهم ;ستره ، ومن صفح عنهم ;صفح عنه، ومن تتبع عورته ;تتبع عورته ، ومن هتكهم ;هتكه وفضحه ، ومن منعهم خيره ;ومن شاق; شاق الله _تعالى_ به، ومن مكر ;مكر به ، ومن خادع ;خادعه، ومن عامل خلقه بصفة; عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة. فالله لعبده على حسب مايكون العبد لخلقه ".
السبب الثاني :
اجتناب تتبع عورات المسلم
وهذه آفة خطيرة قلّ من الناس من ينجو منها حتى إنك لتجد التقي الورع يلبس عليه إبليس في ذلك ويوقعه فيه فإذا تلذذ به واستانس أصبح عادته وديدنه.
وبيان ذلك أن كثيراً من الناس يتورعون عن كشف عورة المسلم ويحبون سترها لما يعلمون مافي ذلك من الأجر والمثوبة ومنها الستر على عيوبهم! ولكنهم يستصغرون السؤال عن أحوال الناس ليطلعوا على مخالفاتهم وعيوبهم .. فتجدهم يهمسون _بسؤال_ بريء ينطوي على رغبة جامحة في معرفة أحوال سيئه عن فلان وفلان! أو ربما لم يسألوا ورعاً وبعداً عن الشبهات ، ولكنهم يستأنسون بمن ديدنه تتبع العورات وكشفها فيسمعون من الأخبار الجاهزة دون عناء السؤال أو جهد استفسار!
وممكن التلبيس الذي يلبسه عليهم الشيطان أنه يقنعهم عن طريق الإيحاء والوسوسه أن مجرد الاطلاع على عورات الناس والسؤال عنها أو السماح للآخرين بكشفها لا يضرّ وإنما الذي يضر هو فضحها وإشاعتها بين الناس!
ولهذا جاء التحريم صريحاً في تتبع عورات المسلمين فكما أن ستر المسلم واجب فكذلك تتبع عورته
حرام، وسبب ذلك واضح وهو أن تتبع العورات أول مراحل الفضح ، فإن من تتبع شئاً انكشف له واتضح فإما أن يتقي الله وإلا فضح .
اسمعوا ياأخواني وأخواتي إلى رسول الله كيف غلظ الكلام على متتبعي العورات:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليى وسلم :" يامعشر من ىمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لاتؤذوا المسلمين، ولاتتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه ، يتبع الله عورته، ومن يتّبع الله عورته ، يفضحه ولو في جوف بيته" [رواه الترميذي].
فقد أوعد الله جل وعلا في هذا الحديث أن من تتبع عورة مسلم, تتبع الله عورته وفضحه، فدل ذلك على ان اجتناب تتبع العورات من أسباب ستر الله جل وعلا .
المرء إن كـــــــان عاقــــلاً ورعاً
-- أشغله عن عيوبهم ورعُــــه
كما السقيـــم المريض يشغله
-- عن وجع الناس كلهم وجَعُه
بارك الله فيكم ...