مشاهدة النسخة كاملة : أمّية المتعلمين
أسعد الله اوقاتكم بكل الخير
الأمية بمفهومها التقليدي تعني عدم القدرة على الكتابة أو القراءة، فالشخص الأمي وفقا لهذا المفهوم هو ذاك الشخص الذي لا يمكنه ( فك الخط)، هذا النوع نعلمه وعهدناه، لكن ما لم نعهده هو ذاك النوع الجديد من الأمية، أمية أناس يعرفون الكتابة والقراءة، بل متعلمون وخريجي معاهد وجامعات، وحاصلين على شهادات عليا في تخصصات مختلفة، هذا النوع من الأمية يمثل خطورة على المجتمع اكثر من النوع التقليدي، ذلك بسبب انه أمر غير ملحوظ ، وغير مُدرك الخطر، وليس بامكانك أن تميز بين الخريجين لتعرف من منهم الضعيف ومن القوي، إلا بعد التجربة والفحص وفقا لمعايير معينة.
يمكننا تعريف هذا النوع من الأمية بأنه ذاك الضعف الذي يعتري المتعلمين من الخريجين في تخصصاتهم وفي المجالات القريبة منها، وفي مجالات الحياة كافة، تعجزهم المشكلات ولا يفقهون ما يحيط بهم، ومنهم لا يستطيعون التمييز بين حروف اللغة ولا حتى كتابتها على النحو الصحيح. ضعفاء في تخصصاتهم، غير متمكنين، ولا متابعين لكل جديد، معلوماتهم قديمة، معارفهم لا تتطور.
برز هذا المصطلح ( أمية المتعلمين) منذ عشر سنوات تقريبا، ودارت حوله النقاشات والحوارات، فالمدارس والجامعات والمعاهد تلفظ في كل عام أعدادا هائلة من الخريجين تتفاوت درجاتهم في الأمية والعلم والثقافة، ناهيك عن أنصاف المتعلمين، وجهلة المثقفين، الذين يعتقدون أنهم امتلكوا المعرفة والعلم بكل صغيرة وكبيرة، يفتون في مختلف المجالات، ويقدمون خبراتهم العتيدة، ومعلوماتهم الكثيرة الدقيقة حول كل قضية تطرح أمامهم، مرفقين كلامهم بتحليلاتهم الذكية والثاقبة، ولذا تتفشى ظواهر الفهلوة والسمسرة والكلفتة واللامبالاة والاستهانة والاستخفاف، من قبل متعلمين ومثقفين يكتفون بتصفح عناوين الكتب، ولا يكلفون انفسهم عناء القراءة والبحث والتقصى، مثقفين " فالصو" مظهرهم لامع يحسبه الناظر ذهبا، حتى اذا أتاه وجده خرده لا قيمة لها. هؤلاء لا يقرأون ولا يفتحون الكتب وينقطعون عن تخصصاتهم فور تخرجهم من الجامعة، ربما يعتقدون ان العلم توقف عند حد تخرجهم وأنهم ليسوا بحاجة الى الجديد ويكفيهم ما وصلوا إليه، ومنهم من يعتقد انه امتلك ناصية العلم وأصبح عنتر زمانه ولا حاجة له إلي الاستزادة
لهذه الظاهرة أسبابها الكثيرة أولها هو سوء اختيار التخصص، ينجم ذلك إما بسبب فرض التخصص من الجامعة، نظرا لعدم حصول الطالب على معدل يؤهله لحجز مقعد في التخصص الذي يرغبه، أو لعدم المقدرة المالية التي تجبر البعض على اختيار جامعة وتخصص لم يكن يوما راغبا بهما، أو نزولا عند رغبة الأهل والالتحاق بتخصص هم يريدونه متجاوزين بذلك رغبة ابنهم الطالب. وقد ينجم ذلك عن عدم معرفة الطالب لنوع التخصص المناسب له، وعدم اتخاذه القرار المناسب، فليلتحق بأي تخصص ينصحه به اصداقائه أو جيرانه، أو ربما غيرهم من الناصحين الكثر في مجتمعاتنا الذين يتبرعون لتقديم النصح والمشورة بالمجان، وهم غير مؤهلين لذلك.
وثاني تلك الأسباب اعتقد انه يعود لنظامنا التربوي العربي، الذي يعتمد على الحشو والتلقين اكثر من تنمية القدرات الإبداعية الاخري، مثل القدرة على الربط والتحليل والتقويم والتفسير، هذا النظام الذي يعتبر الطالب "كشكول" على المعلم إتخامه بالمعلومات، وعلى هذا الكشكول ان يحفظ ويخزن تلك المعلومات في ذاكرته استعدادا للامتحان، فيسكبها على الورق وتنتهي علاقته بها بعد ذلك، هذا ناهيك عن عدم التحديث ومجاراة كل جديد في المجالات العلمية كافة، ولو تفحصنا بعض الكتب المقررة في المدارس والجامعات سنجدها قديمة معلوماتيا ( حتى لو كانت إصدار العام نفسه)، وسنجد ان العلم تقدم وتجاوز ما هو موجود فيها ، هذا فضلا عن إغفال الجوانب التربوية المختلفة، النفسية والروحية والجسدية، والعقلية، والاستجابة لبعضها جزئيا، مما يعطل القدرات الإبداعية لدى الطلاب ويدفنها تحت ركام الكتب المكدسة هنا وهناك.
ثالث الأسباب بنظري يعود لطبيعة العقل العربي، الذي ينظر الى العلم والمعرفة كنوع من الترف أو البرستيج، وبالتالي يتركز الهم على الحصول على الشهادة بغض النظر عن التحصيل، وعن تمكّن حامل الشهادة من تخصصه، الهدف هو النجاح والشهادة بأي ثمن، دون بذل ما هو لازم وضروري من جهد، وللأسف جامعاتنا ومدارسنا العربية بشكل عام متساهلة ولا تفرض على الطالب بذل الجهد الكافي، والنتيجة خريجين كل ما اكتسبوه مجرد حبر على ورق تم تلقينه لهم، وبدورهم سكبوه على الأوراق نهاية كل سنة دراسية ليس حباً في العلم أو رغبة في المعرفة بل للحصول على الشهادة التي بدورها توضع في إطار جميل وتعلق على الجدران للذكرى.
المحصلة جيل من الخريجين أنصاف متعلمين، وجامعات تحولت إلى مصانع تفرخ لنا أميين يحملون شهادات، عبارة عن مخلوقات ناقصة النمو، كشاكيل من النوع القديم المركون على الرف، لن يكونوا بأي حال مشاعل يضيئون مجتمعاتهم بالنور، بل هم سببا في تراجع امتهم وتخلفها عن ركب الحضارة.
أطيب المنى
العضو الفعال
03-28-2008, 08:41 PM
اتفق تماما معك أخي ناصر في ماذكرته حول أمية المتعلمين بمعنى ان الطالب حينما يتخرج من
الجامعه ينسى كل شي فلا يطور نفسه بدورات في تخصصه
\
\
\ في عام 2005 وصل عد د الاميين في الدول العربيه 70 مليون شخص \
اذا كم عدد الاميين
المتعلمين اعتقد فوق 200مليون !!!
التخطيط والتطوير في جميع الدوائر الحكومية
اجازة مفتوحة
الله يجزاك خير أخوي ناصر
سلطان عوض الخولي
03-28-2008, 09:58 PM
مــشــكـــــ علــى الموضوع ـــــور
عاصفة الشمال
03-29-2008, 02:46 AM
أخي الكاتب / ناصــــــــــــر .. سلِـــــم فكركم على هذا الطـــــــرح القيّم
و الذي يُلامس الواقع الذي نعاني منـــــــــــــــه ...
لي عودة بإذن الله تعالى ..
كـــل التقدير .
بندر محمد المساوي
03-29-2008, 03:38 AM
ناصر
الله يسعدك
وفعلا مصانع تفريخ
لقمة العيش اهم شي نسعى له
غالبية الطلاب يبحثون عن وظيفة محترمة أما العلم و التعلم فهو مجرد وسيلة للحصول على الوظيفة
لو هـُـمشت الشهادة لصار الحال أفضل
مقال رائع تمنيت لو أعطيتنا بعض الحلول التي تراها مناسبة
احمد الهرفي
03-29-2008, 05:14 AM
يعطيك العافيه
ودمت بخير
القضاعي
03-29-2008, 06:28 AM
الاخ ناصر موضوع جيد من كاتب جديد
نسأل الله لك التوفيق
=============
اخي ناصر عندما قلت لك جيد يعني ما هو الموضوع يكون وسط
لكن تذكرت عندما كنا في احد الدورات كان المدرب يقول ممتاز ممتاز
لكن نريد جيد جدا
بالتوفيق اخي ناصر الموضوع فوق الممتاز
بدر البلوي
03-29-2008, 07:57 AM
ممتاز ممتاز ممتاز
مقال بالصميم
اشارك بندر في أن الناس تحرص على الحصول على الشهادة من اجل الوظيفة فقط و مع الزمن تتبخر المعلومات .
الحل هو في التدريب المستمر
اتفق تماما معك أخي ناصر في ماذكرته حول أمية المتعلمين بمعنى ان الطالب حينما يتخرج من
الجامعه ينسى كل شي فلا يطور نفسه بدورات في تخصصه
\
\
\ في عام 2005 وصل عد د الاميين في الدول العربيه 70 مليون شخص \
اذا كم عدد الاميين
المتعلمين اعتقد فوق 200مليون !!!
التخطيط والتطوير في جميع الدوائر الحكومية
اجازة مفتوحة
الله يجزاك خير أخوي ناصر
للاسف الامية في صفوف المتعلمين زادت مع التطور التقني والتكنولوجي
لم نستفد منها كي نطور معارفنا ونجرى التعديلات اللازمة على برامجنا العلمية
هناك تكدس في سوق الخريجين، واغلبهم لا يفقهون الا ابجديات في تخصصاتهم
هناك مسؤولية تقع على الخريج واخرى على نظامنا التربوي
كلامها مسؤول عن هذه الامية
شكرا لحضورك الكريم
مــشــكـــــ علــى الموضوع ـــــور
العفو استاذ الصقر
أخي الكاتب / ناصــــــــــــر .. سلِـــــم فكركم على هذا الطـــــــرح القيّم
و الذي يُلامس الواقع الذي نعاني منـــــــــــــــه ...
لي عودة بإذن الله تعالى ..
كـــل التقدير .
حياها الله اختنا الفاضلة واستاذتنا الكريمة
نتنتظر عودتك
ناصر
الله يسعدك
وفعلا مصانع تفريخ
لقمة العيش اهم شي نسعى له
غالبية الطلاب يبحثون عن وظيفة محترمة أما العلم و التعلم فهو مجرد وسيلة للحصول على الوظيفة
لو هـُـمشت الشهادة لصار الحال أفضل
مقال رائع تمنيت لو أعطيتنا بعض الحلول التي تراها مناسبة
الله يسعدك اخوي بندر
الشهادة يمكن تعريفها على انها دليل او وثيقة تشهد بان حاملها حاصل على درجة علمية معينة في تخصص معين ، تؤهل حاملها من الحصول على ما تمنحه اياها هذه الوثيقة.
تهميش الشهادات ليس حلا بل فيه نوع من الجور والظلم
الحلا ان يكون حامل الشهادة بمستوى تلك الشهادة
نحن لا نريد من نظامنا التربوي أن يخرج لنا أجيال ناقصة النمو ..
كشاكيل معارف لا أكثر
نريد جيلا متعلما مثقفا.. قوي الارادة والعزيمة... يعتز بإنتمائه لدينه وبلده وعروبته
جيل مبادر يتمتع باخلاق الرجال .... مبتكر خلاق
ولذا مهم القيام ببعض الخطوات الإصلاحية على نظامنا التربوي مثل:
اولاُ : الأهتمام بالمدارس بحيث تكون على مستوى عالي من الجودة.. لتكون مكاناُ لائقاً
لتقي العلم مزودة بكل التجهيزات الحديثة اللازمة لكل المتطلبات التعليمية من مختبرات وصالات رياضة وغرف موسيقى .. وملاعب ... ووضع حد أقصي غير مسموح تجاوزه
لعدد لطلاب في الفصل الواحد.
ثانياً : الإهتمام بالكادر الذي يتولى مهمة التعليم( إدارة ومدرسين) ، من حيث إختيارهم بعناية وفق شروط صارمة تشترط فيهم الكفاءة والقدرة والاهلية الأخلاقية والمهنية ، وأعتماد سلم رواتب مناسب لهم، بحيث لا يبحث الفرد منهم عن مصادر دخل أخرى كما هو حاصل عندنا في فلسطيناو بعض البلدان الاخرى.
ثالثاً: الإهتمام بمضمون المناهج من حيث التحديث المستمر وإدخال الوسائل التعليمية الحديثة وغربلة المناهج بترك ما هو غير مجدي وإضافة الأفضل، وإيلاء كل جانب من جوانب التربية ( العقلية والجسمية والنفسية والروحية) محله اللائق من لاعتبار ذلك من خلال:-
1- تكثيف المواد الدينية المتعلقة بالشريعة الاسلامية كي لا يتخرج الجيل فارغ من هذه الناحية ويعاني من جهالة دينة تسبب في هدم الامة، زيادة الساعات المقررة واعتماد مدرسين متخصصين في هذا المجال . عندنا في فلسطين الدين حصة واحدة اسبوعية يدرسها مدرس ربما الرسم او الرياضيات وتكون الحصة الاخيرة في اخر يوم في الاسبوع فلا يحضرها احد تقريبا
2- الإهتمام بالفنون وتنمية المواهب الفنية عند النشيء كالرسم والموسيقى وما شابهها.
3- الاهتمام بالتربية الرياضية من خلال زيادة عد الحصص واعتماد المتخصصين لتدرسيها
، واكتشاف المواهب الرياضية عند النشيء واحتضانها وتنميتها وتشجيعهم على التقم والابداع
4- عدم اغفال الجانب الاخلاقي والقيمي فالتعليم تربية قبل ان يكون تعليم وفي هذا يتعاون الجميع من مدرسين واداريين من خلال اعتماد التوعية والارشاد والثواب والعقاب
5- التربية الوطنية.. كلنا ندرك اهميتها التي تعمل على تنشئة المواطن تنشئة وطنية
، فليس من يستشعر الاعتزاز بالانتماء لبلد ما الا من تعلم في البيت والمدرسة حب الوطن وتعرف على امجاده في ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد والرياضة ، الانسان لا يناضل الا من اجل ما يحب ولا يحب الا ما هو حري بالحب والتقدير والاحترام ، وما يعرف عنه ويلم بدخائله ، فكيف يطلب من مواطن ان يحب وطنا ويقدره وهو يجهل تاريخه وامجاده
رابعاً: تغيير طريقة التعليم المعتمدة على الحشو والتلقين والالقاء، لتكون فيها للطالب حصته من المشاركة والشرح وابداء الرأي، وتنمية قدرات الطالب كافة، نظامنا التربوي المعتمد على الحشو والتلقين ينمى قدرة الطالب على استعراض المعلومات فقط ( الحفظ)، ويتخرج ضعيفا في مجالات الشرح والتفسير والربط والتقييم، تذوب شخصيته العلمية وتضمحل بسبب طبيعة هذا النظام. كما ان من واجب نظامنا التربوي اكتشاف المواهب وايلائها رعاية خاصة منذ الصغر فهؤلاء هم من ينفع وطنهم وبلدهم.
هذا على مستوى التعليم الاساسي .... اما التعليم الجامعي فله قصة اخرى ...
وهو بحاجة الي اصلاح على مستوى المضمون والشكل ايضا
نريد جيلا قويا عقليا ونفسيا وروحانيا وجسديا يعتمد عليه في بناء الامة
كما انه يجب ربط الاصلاح في التعليم العالي بمتطلبات التنمية الوطنية بحيث يتخرج
لنا اجيال حسب حاجة السوق والمجتمع فلا نجد تكدس للخريجين في مجال وتخصص
معين، بينما تفتقر الدولة لخريجين في مجالات اخرى وتضطر لاستقدام موظفين من الخارج وابناء الوطن لا يجدون العمل . يشمل ذلك فتح تخصصات جديدة حسب حاجة السوق ، تقليص تخصصات اخري يعاني السوق من تخمة منها
هذا يتطلب تكامل الجهود بين مختلف الوزارات ذات الصلة.
هناك الكثير مما يمكننا قوله في هذا الصدد
شكرا لك اخي بندر
يعطيك العافيه
ودمت بخير
الله يعافيك احمد
الاخ ناصر موضوع جيد من كاتب جديد
نسأل الله لك التوفيق
=============
اخي ناصر عندما قلت لك جيد يعني ما هو الموضوع يكون وسط
لكن تذكرت عندما كنا في احد الدورات كان المدرب يقول ممتاز ممتاز
لكن نريد جيد جدا
بالتوفيق اخي ناصر الموضوع فوق الممتاز
حياك الاله استاذنا القضاعي
نورت الموضوع
الممتاز تفاعلكم
ممتاز ممتاز ممتاز
مقال بالصميم
اشارك بندر في أن الناس تحرص على الحصول على الشهادة من اجل الوظيفة فقط و مع الزمن تتبخر المعلومات .
الحل هو في التدريب المستمر
هذا عيبنا نحن العرب
الحل يحتاج الى خطوات شاملة تكون الدورات التدريبية جزء منها
الدورات التدريبية وحدها لا تكفي وان كانت ضرورية
بندر محمد المساوي
03-30-2008, 08:23 PM
ناصر
مستحيل تطيبق ما ذكرته و لا يستطيع اي مجتمع تطبيقه
من السهولة طرح الافكار البناءة لكن التحدي الحقيقي إثباتها على أرض الواقع
ارجوا زيارة هذا الموضوع اذا قتك يسمح لك
http://www.bluwe.com/bluwe/showthread.php?t=36963
لقد قرأت الموضوع المرفق
الحقيقة اتفهم وجهة نظرك وكلامك في منه
المدارس بطبيعتها الحالية ليست فعالة والمستفاد منها ليس بحجم ما تكلفه من وقت ومال وجهود
الحل ليس بالغائها وانما بتطويرها
تقليص سنوات الدراسة وزيادة فعالية المدارس من خلال خطة شاملة لاصلاح التعليم
ما ذكرته انا ليس خياليا ولا صعب التحقيق، ليس المطلوب تغييره بيوم وليلة، وانما المباشرة الفورية في اصلاح نظامنا التربوي شكلا ومضمونا، ووضع الخطط المناسبة من قبل تربويين متخصصيين ، وتقييم الخطة التعليمية بشكل دوري لتطويرها، وضمان تطبيقها بافضل ما يكون
بالجد والاخلاص يمكننا تطبيق اصلاح جذري وفعال في نظامنا التربوي العربي
عاصفة الشمال
03-31-2008, 02:10 AM
كما تفضلت هذا النوع من ( الأمية ) تفشت في مجتمعاتنا بشكل مخيف
و لنا الحق أن نسميها ( أميّة ) من نوع آخــــــــر ..طالما التعليم لايخدم متلقنيه
و المشكلة كما أشرت عندما يستلم هذا الخريج الوظيفة نجد المعلومات
قد تبخرت و لنعذرهـ في ذلك ..فنجده يفتر إهتمامه في تخصصه
و مما يزيد الأمر سوءًا مقاطعــــــة هذا المتعلم كل مايتعلق بتخصصه
من كتب و مراجع و مطالعات إلـــخ لظروفٍ متعددة ...
فنجد المكتبات قد اغبرّت بسبب تهميش عنصر القراءة و الإطلاع
أيضًا قد يستلم وظيفة تكـــون بمنأى عن تخصصه و معه حق في ذلك
فالظروف الحياتية الصعبة و انتظار وظيفة تخصصه قد يطول أمدها
فكما نقول ( وظيفة من أجل العيش )..
و هذا واقع حاصل و ملموس ... لا يتأذى منه الخريج فحسب بل قد يضر
من يتعلمون على يديه حين استلامه لوظيفته ..
و مصيبة عندما يخطيء معلم أو معلمة بشهادة جامعية أمام طلابه
و يلقنهم معلومة خطـــــــــأ و تتكرر كثيرًا هذا المواقف ..بسبب كل ماسبق
و لو تأملنا لأكتشفنا أنه في ظل سعي الدول لـ محو ( الأميّة ) فإنه من جهة أخرى
قد انتشرت لدينا أميّة أشد إذا لم يتم تداركها من خلال الجهات المسؤولة لأصبحت
العملية التعليمية في بلداننا متعطلة و الخوف من أن تتحول لــ ( أميّة ) يستعصي علاجها ..
,
,
شكــــــــــرًا لكم كاتبنا القدير .
- عزوف المتعلم عن تخصصه وعدم مواكبته لكل ما هو جديد( مقاطعة علمية).
- غياب عادة المطالعة عند شبابنا المتعلم والمثقف
- استلام الخريج لوظيفة بعيدة عن تخصصه
نعم هذه كلها عوامل تكرّس ما اصبح يعرف بأمية المتعلمين
والنتيجة ضعف الخريج في تخصصه، وما يترتب على هذا الضعف من اثار سلبية
تعود بالضرر على الخريج نفسه وعلى المهام الموكلة اليه في وظيفته ، والخطر يتضاعف اذا ما كان هذا الخريج يعمل في حقل التعليم ، حينما يكون مسؤولا عن
تدريس وتعليم وتربية الاجيال
اشكرك اختي الفاضلة على المداخلة المثرية
بدر البلوي
04-08-2008, 11:26 AM
وجدت مقال اعجبني و فضلت المشاركة فيه هنا :
عندما تأملت حديثه جيدا وهو يتحدث بعبارات مفرغة المضامين ويحاول ان يمسك بتلابيب جملة تحاول أن تكون مفيدة في لحظة ما.. ويحاول ان يرتدي عباءة لاتزدهي به تساءلت في نفسي وقلت أحقا يحمل درجة الدكتوراه ؟؟
لاتملك إلا أن تعيد طرح الأسئلة ذاتها وماذا بعد ..؟؟
هناك أميون وعاطلون يحملون درجة الدكتوراه في مجتمعنا تلك هي الحقيقة التي نعرفها ونكتشفها يوما بعد آخر إنها إشكالية تطل بهامتها دونما حياء ولكننا لن نعمم هذا الرأي فثمة أصحاب درجات علمية يستحقون التقدير والثناء ... لكن الإشكالية في أولئك الذين يعانون من الجهل والأمية وهم يحملون الدكتوراه إشكالية حينما تأتي في سياقها الثقافي كمايقول الناقد الدكتور سعيد السريحي في حواره مع الإعلامي تركي الدخيل في (( اضاءات)) وبقدر ما أبهجتني إجابة السريحي بقدر مااعتراني الإحباط من وجود هذه الإشكالية الثقافية/المجتمعية يقول السريحي :الدكتوراه كما تعلم الآن ليست كفيلة بمحو أمية من يحملها، وليست كفيلة بتوفير وظيفة له، إذن الدكتوراه في حد ذاتها ليست هي الإشكال، هناك أميون وهناك عاطلون يحملون هذه الدرجة. وليس ثمة شك أنها تتجاوز حدود الإشكالية أيضا إلى أبعد من ذلك.ومن المسلمات ان نيل درجة علمية تمنح صاحبها وعيا ورؤية ومخزونا معرفيا وثقافيا بفضل دراسة تخصص ما دراسة أكاديمية عالية ويتوج تلك الدراسة بتقديم بحث جديد والبحث هو اكتشاف معرفة جديدة لكننا حين ننظر في واقع بعض حملة تلك الدرجات العلمية نصاب بخيبة أمل ولعل إشكالية ثقافية تفضح صاحبها حين يواجه مشهدا ثقافيا أو أكاديميا لكنها ربما تضلل فئة كبيرة من المجتمع ويتعامل المجتمع مع صاحب تلك الدرجة العلمية بزاوية معينة ويمنحه المزايا وربما يسقط رؤيته الأمية تجاه الأشياء من خلال تعامل المجتمع معه فهو الدكتور... فلان ولأننا مجتمع لايفرز الا متأخرا فان شمس الحقيقة ستسطع يوما ما.. لتعري أولئك الذين نالوا درجات علمية ولم يؤثروا في المجتمع سوى بالسلب والتجهيل وليس إلا ؟؟
ان الإشكالية المجتمعية الأكبر أنها ساهمت في وصول بعض من يحملها الى مؤسسات المجتمع المدني فالمؤسسة الرسمية ربما لاتتنبه أحيانا وتضللها درجة علمية عالية كالدكتوراه لاسم ما.. والمؤسسة الرسمية ايضا تحتفي وتبتهج وهي تريد ابناء الوطن يحملون الدرجات العلمية وهي نظرة رائعة بلاشك لكن صاحب الدرجة العلمية أحيانا يعاني فقرا فكريا إن لم يكن أميا أو عاطلا فيصبح عضوا في مجلس المنطقة أو عضوا في مجلس الشورى أو حتى في المجلس البلدي إنها الإشكالية التي تنعكس على المجتمع بشكل عام حينما يتصدى لقضايا المجتمع وهموم وتطلعاته عضوا بمواصفات كتلك المواصفات ويصبح هو صوت المجتمع وصوت من لاصوت لهم . إننا يجب ان نسلم بوجودها وليتنا نفكر بكيفية الخروج من دوائر بالغة التعقيد في قضية أصحاب الدرجات العلمية التي تعاني من الخلل في الوعي وفي الثقافة وفي الرؤية ولعل المسألة الأشد خطورة تتمثل أيضا في الحصول على الشهادات والأطروحات الجاهزة في بلدان خارج البلاد ولن أتحدث عن مسألة الشراء والسرقات فهو موضوع مكرور لكنه يظل أشد خطرا على وعي المجتمع. ولعلي أعود الى أولئك الذين لايحملون وعيا معرفيا ولاوعيا ثقافيا ولاحتى موقفا لكنهم يحملون الدكتوراه أتساءل باتجاههم ولأننا أحيانا لانملك الا أن نطلق الأسئلة.. ترى ماهي الأسباب التي جعلتهم يلهثون خلف الدرجات العلمية ويحصلون عليها ولم تفلح تلك الدرجة العلمية العالية في انتزاع الجهل من مخزونهم ترى هل هم نتاج هذه المرحلة المتناهية في غموضها ؟؟ أم أننا نعيش مرحلة من الإفلاس والفقر في المخرجات في المرحلة الحالية ؟؟ أم أن الهزائم السياسية التي تحيط بالبلاد العربية كان لها تأثيراتها على المشهد بشكل مباشر أو غير مباشر؟؟
إنها أسئلة تنجب أسئلة. ؟؟؟
----------
عبدالرحمن العكيمي
إعلامي وعضومجلس نادي تبوك الأدبي
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com