wateincom
09-08-2004, 08:14 AM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0003.jpg</div>
نشأتـــــــــــــه مع الإعاقة :
في يوم 1/4/1391هـ استبشر أبو عبدالرحمن بقدوم مولوده الخامس على أمل أن يكون سليما معافى لأن اثنين من أولاده مصابان بشلل للأطفال لم يمهلهما طويلا ، بل إن المولود الأول لم تكتب له الحياة حيث توفي صغيرا ، ومع مرور الأيام والشهور تبين لوالد الطفل أن ابنه الجديد مصاب بنفس الأعراض ، فحمد الله على نعمته وحرص على علاجه مبكرا ، حيث أجرى له أربع عمليات في الظهر والعمود الفقري وراجع به عددا من المستشفيات ، ولكن حالة الطفل زادت سوءا مع الأيام ، عندها رضي الوالد المحتسب بإرادة الله ، وحرص أن يعيش ابنه كبقية الأطفال خصوصا لما رآه في ابنه من همة وثابة يفوق فيها أقرانه بل وغيرهم من الشباب الأصحاء ، فألحقه بإحدى المدارس الابتدائية في دار المعاقين بالرياض ، فتخرج منها بتفوق وامتياز ، ونظرا لبعد المسافة عن الموطن الأصلي ، وتمكن الابن من القراءة والكتابة بشكل يفوق مرحلته بسنين عديدة قام الوالد بإعادة الابن إلى حيث سكنه وعمله ..
ولكن هل يكتفي الابن بذلك ؟ ..
----
شغف القراءة وحب الاطلاع:
لم يكتف الشاب فهد بما تالقاه من مناهج ومقررات دراسية فأخذ ينهل من الكتيبات الصغيرة التي بدأت تغزو الأسواق ولكنها لم تشف غليله ، فاتصل بأحد الإخوة المشرفين على مكتبة المسجد الخيرية ، ولم يكتف بذلك بل أرسل إليه رسالة . مع أخيه الأصغر الذي يرتاد المكتبة . يطلب فيها عددا من المراجع وأمهات الكتب ، بل قام بدعوة المشرف لزيارته في منزله .
يقول المشرف : عندما تلقيت مكالمته ووصلتني رسالته كنت أظن أنه يكبرني سنا لحسن منطقه وجودة أسلوبه ، بل كنت أظن أن إعاقته يسيرة ، فلم أكن أتصور أنه لايستطيع الجلوس ولايمكن أن يخدم نفسه في أي شيء ، بل واستغربت كيف يقرأ؟ كيف يكتب؟بل كيف يهاتف وهو مستلق على ظهره؟! إنها الهمة العالية!
يقول مدير تسجيلات بدر الإسلامية : كان موقع التسجيلات في محل مرتفع ولايصعد إليه إلا بواسطة الدرج ، ومع ذلك كان يأتينا دائما بعربته ومعه عامله الخاص فيطلب من أحد الزبائن حمله مع الكرسي إلى داخل التسجيلات ليطلع بنفسه على الجديد ويشتري المفيد ونظرا لما يلاقيه من المشقة في ذلك . خصوصا أنه دائم التردد علينا . فقد طلب منا تغيير المكان أو عمل طريق خاص بالمعاقين ، وكان يظن أن غيره من المعاقين يرتاد المحل مثله . فأراد الله أن يتم انتقالنا إلى محل آخر بدون درج ففرح الشاب فهد بذلك فرحا عظيما .
تحمل مشقة طول البقاء في كرسيه المتحرك . فتراه يذهب إلى المكتبة العامة التي هجرها الأصحاء ، ولايتخلف عن الالتحاق بالمراكز الصيفية بل يشارك في أنشطتها الثقافية .
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0001.jpg</div>
------
همتــــــــــــــه الدعوية:
لاتكاد تخلو حقيبته التي يحملها دائما معه في كرسيه المتحرك من كتاب قيم أو شريط نافع لأجل تقديمه هدية لأحد المقصرين .
كما كان يتصل على المقصرين من الجيران لتقديم النصائح لهم خصوصا حضور الجماعة في مسجد الحي ، وكان بعضهم هداهم الله يغلق الهاتف في وجهه فلم ينقص ذلك من عزمه أو يثبط من همته ، لابل لم يكتف بالمقصرين فكتب إلى العاملين يشحذ هممهم ، يقول مدير الشؤون التعليمية بجمعية تحفيظ القرآن الكريم : وصلتني رسالة كطولة من خمس صفحات أخذت أقرؤها فإذا بالمقترحات التطويرية والأفكار الجديدة فتوقعت أنها من أحد المشائخ أو من ذوي التجربة والاختصاص . ولم أكن أتوقع أنها من صاحبنا إلا عندما رأيت اسمه في ذيل رسالته .
وهذا مايؤكده مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات حيث يقول : تلقيت منذ أشهر قريبة رسالة عجيبة كل العجب من حيث الأسلوب والهمة ، ولكي أكون واقعيا أكثر فإليك أخي الشاب مقتطفات من هذه الرسالة التي يقول فيها : (( إنني آمل ألا تكون سببا في زيادة إعاقتي الجسدية إعاقة نفسية ، فأنا لاأرضى أن أعيش مهمشا على جانب الحياة ، فما زلت أستطيع أن أقدم الكثير والكثير خدمة لهذا الدين ، فلا أقل من أن يعهد إلى بعمل الاشتراكات )) .
بل إنه وبعد انتهاء حلقة التحفيظ بعد صلاة المغرب يتجه لحضور الدروس العلمية واستماع المحاضرات العامة وبما أنه لايستطيع البقاء في الكرسي أكثر من ذلك تجده يتجه إلى مصلى النساء - ويستمع إليها - عن طريق مكبر الصوت ، أما إن كان المصلى مشغولا بالنساء تحامل على نفسه . ويبقى في كرسيه رغم العناء الذي يلاقيه وذلك في سبيل حضور مجالس العلم واغتنام الأجر .
-----
حفـــــــــــــــــــــــــــظ القرآن:
لقد ثابر على حضور حلقة تحفيظ القرآن الكريم وبشكل يومي لتلقي القراءة السليمة وحفظ كتاب الله على يد المقرىء الشيخ محمد أحمد سلمان فحفظ القرآن الكريم في مدة قياسية وتم تكريمه مع بقية الحفاظ في حفل التخريج المقام بهذه المناسبة على شرف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشلد السابق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي . الذي تقدم بنفسه لإعطائه الشهادة والجائزة والمكافأة، فكان موقفا مؤثرا ، فهل انتهى به المطاف إل ى هذا الحد؟لا وألف لا ...
بل أخذ على عاتقه تدريس القرآن الكريم وتحفيظه ، تزكية لهذا العلم وتأدية لهذه الرسالة وتخرج على يديه عدد من الحفظة ، ومن حماسه للحلقة وتشجيعه للطلاب ترغيبا لهم ، مايقوله صاحب إحدى المحلات الرياضية : إنه في بداية هذا العام الدراسي تفاجأت بأخينا يشتري أحد الكؤوس فتعجبت .. كأس ومعاق كيف الوفاق؟! وبعد فضول مني علمت أن شراءه للكأس لأجل حلقة التحفيظ التي يدرس بها بحيث يعطي الكأس في نهاية الأسبوع للطالب المتفوق فإذا فاز به أحد الطلاب ثلاث مرات قام وأعطاه جائزة لتفوقه ، فما كان مني إلا أن خفضت 75% من قيمة الكأس تقديرا لنشاطه وتشجيعا لحفظ كتاب الله ، كما يتحفنا مأمور صرف الجمعية بقوله : إنه كثيرا مايستدعيني ويعطيني بعض الأموال التي اقتطعها من مرتبه القليل حتى أقوم بصرفها لطلاب حلقته وذلك لأجل أن يظن الطلاب أن هذه الأموال من الجمعية فيكون تأثيرها أكبر بالنسبة لهم .
----------
تعلم الحاســـــــــــب الآلي وتعليمه:
أبدع الشاب فهد في التعامل مع الحاسوب تعلما وتعليما خدمة لهذا الدين فكان يعد المطويات والإعلانات للمراكز الصيفية والمكاتب الدعوية والجمعيات الخيرية ، بل أخذ يشجع طلاب الحلقة ويجعل من الحوافز للانضمام إليها تعلم الحاسب الآلي ، فكان منزله مهوى لأفئدة الطلاب ، بل إن بعضهم أشار عليه بأخذ مبالغ مقابل الأعمال الشخصية للاستفادة منها في دعوته ، فقام بتطبيق هذه الفكرة مما مكنه من تقديم بعض الهدايا لطلاب الحلقة وللمدعوين من المقصرين ترغيبا لهم وتأليفا لقلوبهم.
--------
مضيافـــــــــــــا كريمــــا :
لايمر يوم من الأيام إلا ويدعو ضيفا إلى مائدته حتى أصبح منزله مفتوحا بعد صلاة العشاء للزائرين ولأجل تهيئة الوضع للإبن قام الوالد بتخصيص ملحق مع مطبخه ودورة مياه لهذا الغرض ، ولكن تقاعس البعض عن المجيء خشية الحرج من العائلة، مما جعل الوالد يستأجر مبنى مستقل مجاورا حتى لايقع الابن أو ضيوفه في الحرج ، فتدفق عليه المحبون وكان منزله ملتقى للإخوة ومضافة للأحبة ، فقد كان يشتري المواد الغذائية بالجملة حتى يكون جاهزا في كل وقت لتقديم أي وجبة خفيفة أو مستعجلة ، بل كان يدعو الفقراء والمساكين ، حتى كان يستدين لأجل ذلك ، فأي كرم يشع من هذا المعاق؟!
------
مرضــــــــــــه ومعاناته:
رغم معاناته من الشلل الكلي وآلام العمليات المتعددة التي أجريت له في ظهره صغيرا فإنه يعاني من آلام أخرى كتقرح بعض الأجزاء في جسمه كأسفل رأسه وظهره من جراء الجلوس الطويل إما على الكرسي أو على الأرض والسرير بل إن من عجيب أمره أن لايخرج الفضلات إلا بعد عدة شهور تتراوح من 3/6 شهور ولايمكنه ذلك إلا عن طريق المستشفى وبالتنويم عدة أيام وقد كان يغبط الأصحاء على نعمة سرعة الإخراج .
وفي يوم الخميس الموافق 13/6/1420هــ أدخل المستشفى لأجل ذلك السبب فأصيب بجلطة في الرئة وهو داخل المستشفى فقضى نحبه في صباح يوم السبت الموافق 15/6/1420هــ فرحمه الله رحمة واسعة .
------
وداعــــــــــــا للبطل المعاق:
فوجىء الجميع برحيله فرغم كثرة دخوله إلى المستشفى لم يتوقع أحد أنه لن يخرج هذه المرة إلا إلى المغسلة ثم إلى المقبرة ، فكان المصاب جللا ، والتأثر واضحا على محيا الجميع صغيرهم وكبيرهم ، فغص المسجد بالمصلين وضاقت بهم المقبرة مما لم نشهد له مثيلا خصوصا كثرة الجنسيات المشيعة بل إن بعض محبيه من الذين يدرسون أو يعملون في المناطق المجاورة قد أتوا للصلاة عليه عصر السبت مع أنهم لم لم يسافروا إلا فجر أو صباح السبت ، وكان ذا علاقة طيبة مع الجميع وذا ود وتواصل مع العالم والمتعلم والعامل . وكان جثمانه -رحمه الله- صغير الحجم بسبب الإعاقة ولكن يوم جنازته كان كبيرا ومهولا من كثرة المشيعين فقد كان الموقف مؤثرا بحق .
-
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0000.jpg</div>
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0002.jpg</div>
كان دائم التعاون مع مكتب الدعوة على الرغم من المشقة التي يعانيها
-------
كلمــــــــــــــــــــة أخرى عن عبادته:
رغم معاناته من الإعاقة وتكرر مرضه إلا أنه كان ذو عبادة ، ىيقول عامله الخاص عبدالكريم : إذا حان ثلث الليل حوالي الساعة (2،30) ليلا أيقظني لأجل خدمته في الوضوء والطهارة ثم قام يصلي التهجد ويختم بالوتر وكانت تسليمته الواحدة أكثر أكثر من نصف ساعة ، ومن ثم يتجه إلى المسجد ليصلي الفجر مع الجماعة صيفا أو شتاء وبعد الفجر يمكث في مصلاه ليذكر الله بأذكار الصباح وقراءة ورده من القرآن حتى تطلع الشمس وترتفع إلى قيد رمح فيصلي ركعتين-مع أنه لم ينم من الليل إلا قليلا- ثم يعود إلى بيته ، فيصلي الضحى ثم يستعد للظهر ليصليها مع الجماعة في المسجد رغم حرارة الجو ويعود للبيت للراحة والمراجعة ، وكان يكثر من قراءة القرآن حتى إنه لايتجاوز نصف الشهر إلا وقد ختم القرآن عن ظهر قلب وبعد صلاة العصر يمكث في المسجد لتدريس الطلاب ، وبعد الحلقة يذكر الله بأذكار المساء التي كان دائما يحافظ عليها ، فإن كان هناك دروس أو محاضرات انتقل للمسجد الذي ستقام فيه تلك المحاضرة ليصلي المغرب هناك ، وإن لم يكن من ذلك شيء خصص هذا الوقت خلوة له مع ربه إلا أن يكون له عمل في مكتب الدعوة أو المكتبة العامة أو إحدى الجمعيات أو التسجيلات ، بل إنه كان لايترك الصلاة على الجنائز في أغلب الأحيان . كما أنه يكرر العمرة رغم المشقة ورغم الحرج من بعض المعتمرين الذين يقدمون له الأموال ظنا منهم أنه أتى لهذا الغرض لذلك تجده يؤكد على مرافقيه بعدم البعد عنه ومع ذلك يجدون بعض الأموال التي يأمر بإعطائها لفقراء الحرم . أما الحج فقد وكل من يحج عنه لعدم استطاعته أن يحج بنفسه ولقد كانت أمنيته أن يؤدي هذا الركن العظيم بنفسه .
المصدر مجلة شباب العدد الثاني عشر-ذوالقعدة 1420هـ.
http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=561
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0003.jpg</div>
نشأتـــــــــــــه مع الإعاقة :
في يوم 1/4/1391هـ استبشر أبو عبدالرحمن بقدوم مولوده الخامس على أمل أن يكون سليما معافى لأن اثنين من أولاده مصابان بشلل للأطفال لم يمهلهما طويلا ، بل إن المولود الأول لم تكتب له الحياة حيث توفي صغيرا ، ومع مرور الأيام والشهور تبين لوالد الطفل أن ابنه الجديد مصاب بنفس الأعراض ، فحمد الله على نعمته وحرص على علاجه مبكرا ، حيث أجرى له أربع عمليات في الظهر والعمود الفقري وراجع به عددا من المستشفيات ، ولكن حالة الطفل زادت سوءا مع الأيام ، عندها رضي الوالد المحتسب بإرادة الله ، وحرص أن يعيش ابنه كبقية الأطفال خصوصا لما رآه في ابنه من همة وثابة يفوق فيها أقرانه بل وغيرهم من الشباب الأصحاء ، فألحقه بإحدى المدارس الابتدائية في دار المعاقين بالرياض ، فتخرج منها بتفوق وامتياز ، ونظرا لبعد المسافة عن الموطن الأصلي ، وتمكن الابن من القراءة والكتابة بشكل يفوق مرحلته بسنين عديدة قام الوالد بإعادة الابن إلى حيث سكنه وعمله ..
ولكن هل يكتفي الابن بذلك ؟ ..
----
شغف القراءة وحب الاطلاع:
لم يكتف الشاب فهد بما تالقاه من مناهج ومقررات دراسية فأخذ ينهل من الكتيبات الصغيرة التي بدأت تغزو الأسواق ولكنها لم تشف غليله ، فاتصل بأحد الإخوة المشرفين على مكتبة المسجد الخيرية ، ولم يكتف بذلك بل أرسل إليه رسالة . مع أخيه الأصغر الذي يرتاد المكتبة . يطلب فيها عددا من المراجع وأمهات الكتب ، بل قام بدعوة المشرف لزيارته في منزله .
يقول المشرف : عندما تلقيت مكالمته ووصلتني رسالته كنت أظن أنه يكبرني سنا لحسن منطقه وجودة أسلوبه ، بل كنت أظن أن إعاقته يسيرة ، فلم أكن أتصور أنه لايستطيع الجلوس ولايمكن أن يخدم نفسه في أي شيء ، بل واستغربت كيف يقرأ؟ كيف يكتب؟بل كيف يهاتف وهو مستلق على ظهره؟! إنها الهمة العالية!
يقول مدير تسجيلات بدر الإسلامية : كان موقع التسجيلات في محل مرتفع ولايصعد إليه إلا بواسطة الدرج ، ومع ذلك كان يأتينا دائما بعربته ومعه عامله الخاص فيطلب من أحد الزبائن حمله مع الكرسي إلى داخل التسجيلات ليطلع بنفسه على الجديد ويشتري المفيد ونظرا لما يلاقيه من المشقة في ذلك . خصوصا أنه دائم التردد علينا . فقد طلب منا تغيير المكان أو عمل طريق خاص بالمعاقين ، وكان يظن أن غيره من المعاقين يرتاد المحل مثله . فأراد الله أن يتم انتقالنا إلى محل آخر بدون درج ففرح الشاب فهد بذلك فرحا عظيما .
تحمل مشقة طول البقاء في كرسيه المتحرك . فتراه يذهب إلى المكتبة العامة التي هجرها الأصحاء ، ولايتخلف عن الالتحاق بالمراكز الصيفية بل يشارك في أنشطتها الثقافية .
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0001.jpg</div>
------
همتــــــــــــــه الدعوية:
لاتكاد تخلو حقيبته التي يحملها دائما معه في كرسيه المتحرك من كتاب قيم أو شريط نافع لأجل تقديمه هدية لأحد المقصرين .
كما كان يتصل على المقصرين من الجيران لتقديم النصائح لهم خصوصا حضور الجماعة في مسجد الحي ، وكان بعضهم هداهم الله يغلق الهاتف في وجهه فلم ينقص ذلك من عزمه أو يثبط من همته ، لابل لم يكتف بالمقصرين فكتب إلى العاملين يشحذ هممهم ، يقول مدير الشؤون التعليمية بجمعية تحفيظ القرآن الكريم : وصلتني رسالة كطولة من خمس صفحات أخذت أقرؤها فإذا بالمقترحات التطويرية والأفكار الجديدة فتوقعت أنها من أحد المشائخ أو من ذوي التجربة والاختصاص . ولم أكن أتوقع أنها من صاحبنا إلا عندما رأيت اسمه في ذيل رسالته .
وهذا مايؤكده مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات حيث يقول : تلقيت منذ أشهر قريبة رسالة عجيبة كل العجب من حيث الأسلوب والهمة ، ولكي أكون واقعيا أكثر فإليك أخي الشاب مقتطفات من هذه الرسالة التي يقول فيها : (( إنني آمل ألا تكون سببا في زيادة إعاقتي الجسدية إعاقة نفسية ، فأنا لاأرضى أن أعيش مهمشا على جانب الحياة ، فما زلت أستطيع أن أقدم الكثير والكثير خدمة لهذا الدين ، فلا أقل من أن يعهد إلى بعمل الاشتراكات )) .
بل إنه وبعد انتهاء حلقة التحفيظ بعد صلاة المغرب يتجه لحضور الدروس العلمية واستماع المحاضرات العامة وبما أنه لايستطيع البقاء في الكرسي أكثر من ذلك تجده يتجه إلى مصلى النساء - ويستمع إليها - عن طريق مكبر الصوت ، أما إن كان المصلى مشغولا بالنساء تحامل على نفسه . ويبقى في كرسيه رغم العناء الذي يلاقيه وذلك في سبيل حضور مجالس العلم واغتنام الأجر .
-----
حفـــــــــــــــــــــــــــظ القرآن:
لقد ثابر على حضور حلقة تحفيظ القرآن الكريم وبشكل يومي لتلقي القراءة السليمة وحفظ كتاب الله على يد المقرىء الشيخ محمد أحمد سلمان فحفظ القرآن الكريم في مدة قياسية وتم تكريمه مع بقية الحفاظ في حفل التخريج المقام بهذه المناسبة على شرف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشلد السابق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي . الذي تقدم بنفسه لإعطائه الشهادة والجائزة والمكافأة، فكان موقفا مؤثرا ، فهل انتهى به المطاف إل ى هذا الحد؟لا وألف لا ...
بل أخذ على عاتقه تدريس القرآن الكريم وتحفيظه ، تزكية لهذا العلم وتأدية لهذه الرسالة وتخرج على يديه عدد من الحفظة ، ومن حماسه للحلقة وتشجيعه للطلاب ترغيبا لهم ، مايقوله صاحب إحدى المحلات الرياضية : إنه في بداية هذا العام الدراسي تفاجأت بأخينا يشتري أحد الكؤوس فتعجبت .. كأس ومعاق كيف الوفاق؟! وبعد فضول مني علمت أن شراءه للكأس لأجل حلقة التحفيظ التي يدرس بها بحيث يعطي الكأس في نهاية الأسبوع للطالب المتفوق فإذا فاز به أحد الطلاب ثلاث مرات قام وأعطاه جائزة لتفوقه ، فما كان مني إلا أن خفضت 75% من قيمة الكأس تقديرا لنشاطه وتشجيعا لحفظ كتاب الله ، كما يتحفنا مأمور صرف الجمعية بقوله : إنه كثيرا مايستدعيني ويعطيني بعض الأموال التي اقتطعها من مرتبه القليل حتى أقوم بصرفها لطلاب حلقته وذلك لأجل أن يظن الطلاب أن هذه الأموال من الجمعية فيكون تأثيرها أكبر بالنسبة لهم .
----------
تعلم الحاســـــــــــب الآلي وتعليمه:
أبدع الشاب فهد في التعامل مع الحاسوب تعلما وتعليما خدمة لهذا الدين فكان يعد المطويات والإعلانات للمراكز الصيفية والمكاتب الدعوية والجمعيات الخيرية ، بل أخذ يشجع طلاب الحلقة ويجعل من الحوافز للانضمام إليها تعلم الحاسب الآلي ، فكان منزله مهوى لأفئدة الطلاب ، بل إن بعضهم أشار عليه بأخذ مبالغ مقابل الأعمال الشخصية للاستفادة منها في دعوته ، فقام بتطبيق هذه الفكرة مما مكنه من تقديم بعض الهدايا لطلاب الحلقة وللمدعوين من المقصرين ترغيبا لهم وتأليفا لقلوبهم.
--------
مضيافـــــــــــــا كريمــــا :
لايمر يوم من الأيام إلا ويدعو ضيفا إلى مائدته حتى أصبح منزله مفتوحا بعد صلاة العشاء للزائرين ولأجل تهيئة الوضع للإبن قام الوالد بتخصيص ملحق مع مطبخه ودورة مياه لهذا الغرض ، ولكن تقاعس البعض عن المجيء خشية الحرج من العائلة، مما جعل الوالد يستأجر مبنى مستقل مجاورا حتى لايقع الابن أو ضيوفه في الحرج ، فتدفق عليه المحبون وكان منزله ملتقى للإخوة ومضافة للأحبة ، فقد كان يشتري المواد الغذائية بالجملة حتى يكون جاهزا في كل وقت لتقديم أي وجبة خفيفة أو مستعجلة ، بل كان يدعو الفقراء والمساكين ، حتى كان يستدين لأجل ذلك ، فأي كرم يشع من هذا المعاق؟!
------
مرضــــــــــــه ومعاناته:
رغم معاناته من الشلل الكلي وآلام العمليات المتعددة التي أجريت له في ظهره صغيرا فإنه يعاني من آلام أخرى كتقرح بعض الأجزاء في جسمه كأسفل رأسه وظهره من جراء الجلوس الطويل إما على الكرسي أو على الأرض والسرير بل إن من عجيب أمره أن لايخرج الفضلات إلا بعد عدة شهور تتراوح من 3/6 شهور ولايمكنه ذلك إلا عن طريق المستشفى وبالتنويم عدة أيام وقد كان يغبط الأصحاء على نعمة سرعة الإخراج .
وفي يوم الخميس الموافق 13/6/1420هــ أدخل المستشفى لأجل ذلك السبب فأصيب بجلطة في الرئة وهو داخل المستشفى فقضى نحبه في صباح يوم السبت الموافق 15/6/1420هــ فرحمه الله رحمة واسعة .
------
وداعــــــــــــا للبطل المعاق:
فوجىء الجميع برحيله فرغم كثرة دخوله إلى المستشفى لم يتوقع أحد أنه لن يخرج هذه المرة إلا إلى المغسلة ثم إلى المقبرة ، فكان المصاب جللا ، والتأثر واضحا على محيا الجميع صغيرهم وكبيرهم ، فغص المسجد بالمصلين وضاقت بهم المقبرة مما لم نشهد له مثيلا خصوصا كثرة الجنسيات المشيعة بل إن بعض محبيه من الذين يدرسون أو يعملون في المناطق المجاورة قد أتوا للصلاة عليه عصر السبت مع أنهم لم لم يسافروا إلا فجر أو صباح السبت ، وكان ذا علاقة طيبة مع الجميع وذا ود وتواصل مع العالم والمتعلم والعامل . وكان جثمانه -رحمه الله- صغير الحجم بسبب الإعاقة ولكن يوم جنازته كان كبيرا ومهولا من كثرة المشيعين فقد كان الموقف مؤثرا بحق .
-
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0000.jpg</div>
<div align="center">http://www.awda-dawa.com/sounds/~LWF0002.jpg</div>
كان دائم التعاون مع مكتب الدعوة على الرغم من المشقة التي يعانيها
-------
كلمــــــــــــــــــــة أخرى عن عبادته:
رغم معاناته من الإعاقة وتكرر مرضه إلا أنه كان ذو عبادة ، ىيقول عامله الخاص عبدالكريم : إذا حان ثلث الليل حوالي الساعة (2،30) ليلا أيقظني لأجل خدمته في الوضوء والطهارة ثم قام يصلي التهجد ويختم بالوتر وكانت تسليمته الواحدة أكثر أكثر من نصف ساعة ، ومن ثم يتجه إلى المسجد ليصلي الفجر مع الجماعة صيفا أو شتاء وبعد الفجر يمكث في مصلاه ليذكر الله بأذكار الصباح وقراءة ورده من القرآن حتى تطلع الشمس وترتفع إلى قيد رمح فيصلي ركعتين-مع أنه لم ينم من الليل إلا قليلا- ثم يعود إلى بيته ، فيصلي الضحى ثم يستعد للظهر ليصليها مع الجماعة في المسجد رغم حرارة الجو ويعود للبيت للراحة والمراجعة ، وكان يكثر من قراءة القرآن حتى إنه لايتجاوز نصف الشهر إلا وقد ختم القرآن عن ظهر قلب وبعد صلاة العصر يمكث في المسجد لتدريس الطلاب ، وبعد الحلقة يذكر الله بأذكار المساء التي كان دائما يحافظ عليها ، فإن كان هناك دروس أو محاضرات انتقل للمسجد الذي ستقام فيه تلك المحاضرة ليصلي المغرب هناك ، وإن لم يكن من ذلك شيء خصص هذا الوقت خلوة له مع ربه إلا أن يكون له عمل في مكتب الدعوة أو المكتبة العامة أو إحدى الجمعيات أو التسجيلات ، بل إنه كان لايترك الصلاة على الجنائز في أغلب الأحيان . كما أنه يكرر العمرة رغم المشقة ورغم الحرج من بعض المعتمرين الذين يقدمون له الأموال ظنا منهم أنه أتى لهذا الغرض لذلك تجده يؤكد على مرافقيه بعدم البعد عنه ومع ذلك يجدون بعض الأموال التي يأمر بإعطائها لفقراء الحرم . أما الحج فقد وكل من يحج عنه لعدم استطاعته أن يحج بنفسه ولقد كانت أمنيته أن يؤدي هذا الركن العظيم بنفسه .
المصدر مجلة شباب العدد الثاني عشر-ذوالقعدة 1420هـ.
http://www.awda-dawa.com/pages.php?ID=561