ابو عبدالملك
05-16-2008, 04:29 PM
لم تغيرهم الامتيازات ولا المخصصات ولا الصلاحيات عن طبيعة المرء المتواضع الذي كلما زاد رفعة زاد تواضعاً.... أشد الناس تواضعاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من هو قائد الدولة وصاحب الجلالة وعظيم العرب......و لمن غرّه بعض من تبرضات المنصب , هوّن على نفسك يا أخيّ ...
سلطة أورثت نشوة
إن للسلطة والولاية لذة قلبية ... ونشوة عارمة ....وسكرة تغطي على العقل ... وتغشى القلب ..قل من ينجو كلاليبها ..وهي والله كشوك السعدان لها خطاطيف شديدة التمكن من ضحيتها..
إن المفرزات السلطوية تجعل القلب يطير ختلاَ وكبراً و ازدراء للغير... حتى تصيبه بجنون العظمة.... ويقيس الدنيا جميعا بمقياس منصبه....ومسكين هذا المجنون سيخسر الكثير وسيعلم غدا أنه في المكان الخطأ من التاريخ... والدنيا لا تدوم لأحد ...و عند زوال ماهو فيه سيعلم كيف ينتقم ذوو النفاسة وكيف يهجره المتملقين و سيعلم حينها علم اليقين ماتحته أتخت ونمارق أم رصيف ومخالق .....
إن القاضي مدعو قبل غيره إلى سكينة إيمانية .... وإلى تواضع إيماني جبلي وتطبعي ... تكبح جــماح تلك الغاشيات السلطوية النفارة بالسوء لنفوس الآخرين و لقلوبهم.
إنهم عرفوا قدرهم كغيرهم من الناس... فضّلوا بالحكم بشريعة الرب ....وهم بحول الله أشد تواضعاَ من قبل أن يلوا ولايتهم تلك... .....وهم من الحرص بمكان أن يرتقوا بنفوسهم لأخلاق السماء عن مواطئ الكـــــبر الملبس بلبوس الحزم والقوة والمكانة..
عجبي من أولئك الذين لم تغيرهم الامتيازات ولا المخصصات ولا الصلاحيات عن طبيعة المرء المتواضع الذي كلما زاد رفعة زاد تواضعاً....ما أجمل عندما أقرأ أن أشد الناس توضعاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من هو قائد الدولة وصاحب الجلالة وعظيم العرب تأخذ الطفلة الصغيرة بإصبعه وتطوف به أنحاء المدينة الفاضلة لتري صديقاتها أنها مع القائد , والنبي بلطفه يتبسم ويسير معها .
بل العجب عندما أقرأ أنه من شدة تواضعه لم يكن يرفع بصره في محادثه وإنما يقبل عليه بجسده إقبال الكريم ويستمع وينصت ويطرق بسمت وهيبة ثم إذا انتهيت من حديثك أتى بحديث حكيم يأسر الألباب .
فلم يعرف تصعير الخد ولم يجرب أن يلهب النظرات , ولم تكن له خائنة الأعين , ولا ينظر إليك نظراَ من طرف خفي , أو ينشغل بأعماله غير مبال بما تقول ثم يتحفك برفع حواجبه وتشديق مناطقه وينظر إليك بنظرات محقرة .
وأقول لمن غرّه بعض من تبرضات المنصب , هوّن على نفسك يا أخيّ .... وتذكر أنها ليست ديمة لك .
حروف . و جروح . و مبضع
1429/4/29هـ
سلطة أورثت نشوة
إن للسلطة والولاية لذة قلبية ... ونشوة عارمة ....وسكرة تغطي على العقل ... وتغشى القلب ..قل من ينجو كلاليبها ..وهي والله كشوك السعدان لها خطاطيف شديدة التمكن من ضحيتها..
إن المفرزات السلطوية تجعل القلب يطير ختلاَ وكبراً و ازدراء للغير... حتى تصيبه بجنون العظمة.... ويقيس الدنيا جميعا بمقياس منصبه....ومسكين هذا المجنون سيخسر الكثير وسيعلم غدا أنه في المكان الخطأ من التاريخ... والدنيا لا تدوم لأحد ...و عند زوال ماهو فيه سيعلم كيف ينتقم ذوو النفاسة وكيف يهجره المتملقين و سيعلم حينها علم اليقين ماتحته أتخت ونمارق أم رصيف ومخالق .....
إن القاضي مدعو قبل غيره إلى سكينة إيمانية .... وإلى تواضع إيماني جبلي وتطبعي ... تكبح جــماح تلك الغاشيات السلطوية النفارة بالسوء لنفوس الآخرين و لقلوبهم.
إنهم عرفوا قدرهم كغيرهم من الناس... فضّلوا بالحكم بشريعة الرب ....وهم بحول الله أشد تواضعاَ من قبل أن يلوا ولايتهم تلك... .....وهم من الحرص بمكان أن يرتقوا بنفوسهم لأخلاق السماء عن مواطئ الكـــــبر الملبس بلبوس الحزم والقوة والمكانة..
عجبي من أولئك الذين لم تغيرهم الامتيازات ولا المخصصات ولا الصلاحيات عن طبيعة المرء المتواضع الذي كلما زاد رفعة زاد تواضعاً....ما أجمل عندما أقرأ أن أشد الناس توضعاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من هو قائد الدولة وصاحب الجلالة وعظيم العرب تأخذ الطفلة الصغيرة بإصبعه وتطوف به أنحاء المدينة الفاضلة لتري صديقاتها أنها مع القائد , والنبي بلطفه يتبسم ويسير معها .
بل العجب عندما أقرأ أنه من شدة تواضعه لم يكن يرفع بصره في محادثه وإنما يقبل عليه بجسده إقبال الكريم ويستمع وينصت ويطرق بسمت وهيبة ثم إذا انتهيت من حديثك أتى بحديث حكيم يأسر الألباب .
فلم يعرف تصعير الخد ولم يجرب أن يلهب النظرات , ولم تكن له خائنة الأعين , ولا ينظر إليك نظراَ من طرف خفي , أو ينشغل بأعماله غير مبال بما تقول ثم يتحفك برفع حواجبه وتشديق مناطقه وينظر إليك بنظرات محقرة .
وأقول لمن غرّه بعض من تبرضات المنصب , هوّن على نفسك يا أخيّ .... وتذكر أنها ليست ديمة لك .
حروف . و جروح . و مبضع
1429/4/29هـ