محمد العصباني
05-23-2008, 10:30 PM
سيِّئ - خَذَلهُ الله - ( المدعو حسن نصر الله )
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا الـنبي وخونـوا أصحابه ورموهم بالظلم والـعدوان
- لله در أئمة الإسلام وعلمائه الكرام ، ومن بينهم الفقيه الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد القحطاني الأندلسي ناظم الأبيات آنفة الذكر ، وما فتىء أئمة الإسلام يحذرون من الروافض ويبينون عظيم خطرهم ..
وعلى رأسهم صاحب مدرسة الجهاد العملي والقولي شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني – قدس الله روحه – الذي فضح الروافض وجلى أمرهم وكشف عوارهم، فقد قال رحمه الله ( مجموع الفتاوى 28/484) :
[ فإن جميع هؤلاء الكفار – يعني: الرافضة – أكفر من اليهود والنصارى، فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار ] .
- كان هذا توطئة في حال أولئك القوم – أعني الرافضة – الذين ظهر لكل عاقل بما لا يدع مجالاً للشك عداءهم الواضح الصراح للإسلام وأهله، والذي يشهد به تاريخهم وماضي آبائهم وأجدادهم، أنسينا ما جرى لذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!.
أنسينا أو تناسينا ماضيهم الأسود مع أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟!.
- كيف لنا بقوم يدينون بالكذب والنفاق ؟! والسب واللعن والشقاق؟ والتعبد لله بسيء الأخلاق ؟!.
- كيف لك بقوم كفَّروا أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم وقذفوا زوجاته ؟! بل قالوا : إن الفرج الذي جامع عائشة وحفصة لا بد أن تمسه النار ليطهر بذلك من وطء الكوافر .. على زعمهم !!.
* يعنون بذلك قرة عيوننا ، وبهجة ضمائرنا ، وحبيب قلوبنا ؛ الرحمة المهداة - صلوات ربي وسلامه عليه - حاشاه ؛ فداه أبي وأمي ..
- كيف يسوغ لعاقل أن يأتي بعد هذا ليقول: ينبغي أن تسع صدورنا لقبول المخالف من أهل القبلة - زعم - .
وأن التعددية المذهبية والحوار الطائفي مناخ صحي لاتساع الأفق ، وعمق الفكر ، وتربية العقل !
هكذا يقول: بعض من اختلطت عليه الأمور فلم يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعد! ولم يعد يميز بين صحيح الأفكار من سقيمها !
- إن الواقع يا أكارم ليصور لنا خبث أفكار هذه الطائفة الباغية وقبح سريرتهم وعوار منهجهم وفكرتهم :
لقد كانت بلاد الأفغان – أيام جهاد الشيوعيين – مسرحاً شاهد فيه الجميع غاية مطامع أولئك القوم، والحقد الدفين المستتر في ضمائرهم، ثم بعد الحوادث هنا وهناك في بلادنا وبعض البلدان المجاورة وحادثة الحج عام 1408هـ أنصع صور حقدهم وبغضائهم.
ولا تنس دعمها للمعارضة في بلادنا من خلال قنوات الدعم المعروفة والمعلومة لدى كل فطن لبيب ..
- أما العراق فقد كان قصة محبوكة السبك، فريدة الإخراج، مدروسة النتائج والأبعاد؛ من دخول قوات الصليب لبلاد الرافدين ، مروراً بتدفق الإيرانيين وتهجيرهم إلى بلاد العراق وإحلالهم في قوى الدولة وتسكينهم أحياء وضواحي بغداد والكوفة وما جاورهما من بلاد السنة، وأهل الثغر أعلم..
ومن ذلك أيضاً: التخلص من الزعيم السابق للتنظيم العراقي – صدام حسين رحمه الله – إلى نهاية ما يجري على المشهد العراقي ؛ مما يؤلم كل فؤاد يؤمن بالله واليوم الآخر، وتسكن سويداءه الغيرة على إخوانه المسلمين الذين استبيحت حرماتهم في بلاد الرافدين .. فالله المستعان وعليه وحده التكلان.
وطبـيـب عادني فـي علـتـي ومضى يكتب لي بعض الـدواء
ظـن في صـدري داء هـدني وارتضى الراحة لي بعد العناء
كيف يا جرّاح أرضى راحة أنـا جندي على خــط الفـداء
- أما ما نشاهده على أرض لبنان الجريح الذي ما يفتأ يداوي جرحاً حتى ينفتق جرحاً آخر يزيد الألم ألماً ، والأسى لوعة ، والمصاب فجيعة ؛ فإنها مؤامرة مدبرة مدروسة رسمتها أنامل حزب اللات ( المسمى ظلماً وزوراً : حزب الله ) بقيادة العميل الحقير : ( سيئ خذله الله ) كما يحلو لي أن أسميه فاسمه منه بريء !!
الذي لم يبرح عقلاؤنا وعلماؤنا الراسخون يحذرون من مطامعه الخبيثة ودعواته اللعينة ؛ منذ محاولات لفت الأنظار وجلب الاهتمام باختطاف الجندي الإسرائيلي لكسب الدعم الشعبي من الأمة العربية والإسلامية .
وإن كانت فعلته قد لاقت صدى في بادئ الأمر، أما الآن فإنه ومما لا شك فيه ظهر فساد طويته وخبث سريرته بما أظهره الله من اعتداء غاشم على إخواننا في بيروت، وتطويقه للبلاد بشبكة اتصالات ومراقبة عالية المواصفات – كما كشفت التقارير – مما أبان ما كان ينويه الخبيث من السيطرة على بلاد لبنان واستنساخ النجف على أرض بيروت ، وقم على شاطئ طرابلس، وجعل لبنان إيران الصغرى.
- ولا يظن ظان أن أولئك القوم هم أهل الثغر من قبل اليهود وعباد الصليب؛ فالذي نراه - يا أكارم - من مهاترات بادرة على الساحة وقد تسخن بحسب ما تقتضيه حَبْكة المشهد الدرامي : ليست إلا مزايدات على حساب كسب المزيد من فرص التأييد الشعبي بل وربما الحكومي من بعض الحكومات المخدوعة !!
فإن هؤلاء الروافض تاريخهم تفوح منه رائحة الخيانة والغدر والوقيعة بأهل الإسلام، إذ هم لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة .. أنسينا ما فعله ابن العلقمي الوزير الرافضي الذي خان خليفة بني العباس ( المستعصم بالله ) أمام جيش التتار حتى أدخلهم بغداد، والتي بنيت فيها القلاع بجماجم المسلمين وجرت فيها أنهار الدماء مما حفظته لنا كتب التاريخ، فهم أهل الخيانة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
( فهم يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود والنصارى والمشركين ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين ، وسادات المتقين وكذلك كانوا من أعظم أسباب استيلاء النصارى على بيت المقدس ) [ المنهاج 4/110 ] .
وقال أيضاً رحمه الله :
( فهم يعادون الكفار على الجمهور من المسلمين فيعاونون التتار على الجمهور وهم كانوا أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحية.. وغير ذلك؛ بخبثهم ومكرهم .. ) [ مجموع الفتاوى 28/478] .
- أقول: وهم السبب في دخول جيوش الصليب واقتحامها لبلاد الرافدين في عصرنا هذا، فهم من هيأ لهم البلاد، ووطد لهم العتاد، وأمكنهم من رقاب العباد؛ فنسأل الله تعالى أن يكون لهم بالمرصاد.
- قبل الختام – أيها الأكارم – هذه همسات وإشارات سريعة وومضات خاطفة أهديها لكل من يهمه الأمر من عامة المسلمين وخاصتهم :
1- جرت سنة الله تعالى على أن الفرج لا يكون إلا بعد اشتداد الضيق، وأن الفجر لا يطلع إلا بعد سواد الليل المدلهم.. فما ثمَّ إلّا الفرج والنصر القريب - بإذن الله - ؛ فلنتفاءل ولنستبشر خيراً.. ولكن هذا النصر المرتقب : مشروط بحصول النصرة منا أولاً : { إن تنصروا الله ينصركم } ..
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
2- أهل الحل والعقد في مثل هذه المسائل: هم أهل العلم الراسخين الذين يرشدون الأمة، ويهدونها برأيهم، وينيرون دربها بفتاويهم، فلنستمسك بهم ولنقتد بأقوالهم بعد عرضها على الكتاب والسنة، ففيها بإذن الله الهدى والنور؛ كيف لا.. وقد خرجت من مشكاة الوحي وما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!.
أليسوا ورثة شريعته وحملة مشاعل نوره، وهداة العالم بعلمه وهديه صلى الله عليه وسلم ؟!.
- ويزيد الأمر وضوحاً وجلاء بيان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – بارك الله في علمه وعمله وعمره – الذي ألقاه على مسرح جامعة الإمام يوم السبت الثالث من شهر جمادى الأولى لعام 1429هـ فقد أجاد فيه وأفاد - حفظه ورعاه – فليراجع.
3- المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعلى المرء أن يكون كيساً فطناً، فالدرس ينبغي أن يلقى مرة واحدة ليفهم التلاميذ، ومن احتاج للإعادة فليتحمل الضريبة.
فما يجرى الآن في بلاد مجاورة حذار أن يجري على أرضنا، فيكون حالنا كقائلٍ : ( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) كيف والأسد تآزره أسود الغاب كي ينهش البلاد والعباد.
4- أما عن ما أثير حول مسألة قتالهم فقد قال شيخ الإسلام - قدس الله روحه وبرد الله مضجعه – عن قتالهم بعد ذكره لقتال الخوارج البغاة، وأنه ألزم منهم:
( ومن اعتقد من المنتسبين إلى العلم أو غيره أن قتال هؤلاء – يعني: الرافضة – بمنزلة قتال البغاة الخارجين على الإمام بتأويل سائغ كقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأهل الجمل وصفين: فهو غالط جاهل بحقيقة شريعة الإسلام وتخصيصه هؤلاء الخارجين عنها ) [ بنصه من مجموع الفتاوى ( 28/486) ].
هذا ما تهيأ إعداده ، وتيسر إيراده ، فإن أصبت فمن الله سداده ، وإن أخطأت فمني نقصه وفساده ، والحمد لله رب العالمين ..
ومضة أخيرة :
لله درّ القائل :
إنما أعشق صدراً عامراً *** يحمل الموت ويزهو بالمنية
بقلم : أبي عبد الرحمن ؛ محمد بن عبدالله البقمي
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا الـنبي وخونـوا أصحابه ورموهم بالظلم والـعدوان
- لله در أئمة الإسلام وعلمائه الكرام ، ومن بينهم الفقيه الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد القحطاني الأندلسي ناظم الأبيات آنفة الذكر ، وما فتىء أئمة الإسلام يحذرون من الروافض ويبينون عظيم خطرهم ..
وعلى رأسهم صاحب مدرسة الجهاد العملي والقولي شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني – قدس الله روحه – الذي فضح الروافض وجلى أمرهم وكشف عوارهم، فقد قال رحمه الله ( مجموع الفتاوى 28/484) :
[ فإن جميع هؤلاء الكفار – يعني: الرافضة – أكفر من اليهود والنصارى، فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار ] .
- كان هذا توطئة في حال أولئك القوم – أعني الرافضة – الذين ظهر لكل عاقل بما لا يدع مجالاً للشك عداءهم الواضح الصراح للإسلام وأهله، والذي يشهد به تاريخهم وماضي آبائهم وأجدادهم، أنسينا ما جرى لذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه؟!.
أنسينا أو تناسينا ماضيهم الأسود مع أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟!.
- كيف لنا بقوم يدينون بالكذب والنفاق ؟! والسب واللعن والشقاق؟ والتعبد لله بسيء الأخلاق ؟!.
- كيف لك بقوم كفَّروا أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم وقذفوا زوجاته ؟! بل قالوا : إن الفرج الذي جامع عائشة وحفصة لا بد أن تمسه النار ليطهر بذلك من وطء الكوافر .. على زعمهم !!.
* يعنون بذلك قرة عيوننا ، وبهجة ضمائرنا ، وحبيب قلوبنا ؛ الرحمة المهداة - صلوات ربي وسلامه عليه - حاشاه ؛ فداه أبي وأمي ..
- كيف يسوغ لعاقل أن يأتي بعد هذا ليقول: ينبغي أن تسع صدورنا لقبول المخالف من أهل القبلة - زعم - .
وأن التعددية المذهبية والحوار الطائفي مناخ صحي لاتساع الأفق ، وعمق الفكر ، وتربية العقل !
هكذا يقول: بعض من اختلطت عليه الأمور فلم يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود بعد! ولم يعد يميز بين صحيح الأفكار من سقيمها !
- إن الواقع يا أكارم ليصور لنا خبث أفكار هذه الطائفة الباغية وقبح سريرتهم وعوار منهجهم وفكرتهم :
لقد كانت بلاد الأفغان – أيام جهاد الشيوعيين – مسرحاً شاهد فيه الجميع غاية مطامع أولئك القوم، والحقد الدفين المستتر في ضمائرهم، ثم بعد الحوادث هنا وهناك في بلادنا وبعض البلدان المجاورة وحادثة الحج عام 1408هـ أنصع صور حقدهم وبغضائهم.
ولا تنس دعمها للمعارضة في بلادنا من خلال قنوات الدعم المعروفة والمعلومة لدى كل فطن لبيب ..
- أما العراق فقد كان قصة محبوكة السبك، فريدة الإخراج، مدروسة النتائج والأبعاد؛ من دخول قوات الصليب لبلاد الرافدين ، مروراً بتدفق الإيرانيين وتهجيرهم إلى بلاد العراق وإحلالهم في قوى الدولة وتسكينهم أحياء وضواحي بغداد والكوفة وما جاورهما من بلاد السنة، وأهل الثغر أعلم..
ومن ذلك أيضاً: التخلص من الزعيم السابق للتنظيم العراقي – صدام حسين رحمه الله – إلى نهاية ما يجري على المشهد العراقي ؛ مما يؤلم كل فؤاد يؤمن بالله واليوم الآخر، وتسكن سويداءه الغيرة على إخوانه المسلمين الذين استبيحت حرماتهم في بلاد الرافدين .. فالله المستعان وعليه وحده التكلان.
وطبـيـب عادني فـي علـتـي ومضى يكتب لي بعض الـدواء
ظـن في صـدري داء هـدني وارتضى الراحة لي بعد العناء
كيف يا جرّاح أرضى راحة أنـا جندي على خــط الفـداء
- أما ما نشاهده على أرض لبنان الجريح الذي ما يفتأ يداوي جرحاً حتى ينفتق جرحاً آخر يزيد الألم ألماً ، والأسى لوعة ، والمصاب فجيعة ؛ فإنها مؤامرة مدبرة مدروسة رسمتها أنامل حزب اللات ( المسمى ظلماً وزوراً : حزب الله ) بقيادة العميل الحقير : ( سيئ خذله الله ) كما يحلو لي أن أسميه فاسمه منه بريء !!
الذي لم يبرح عقلاؤنا وعلماؤنا الراسخون يحذرون من مطامعه الخبيثة ودعواته اللعينة ؛ منذ محاولات لفت الأنظار وجلب الاهتمام باختطاف الجندي الإسرائيلي لكسب الدعم الشعبي من الأمة العربية والإسلامية .
وإن كانت فعلته قد لاقت صدى في بادئ الأمر، أما الآن فإنه ومما لا شك فيه ظهر فساد طويته وخبث سريرته بما أظهره الله من اعتداء غاشم على إخواننا في بيروت، وتطويقه للبلاد بشبكة اتصالات ومراقبة عالية المواصفات – كما كشفت التقارير – مما أبان ما كان ينويه الخبيث من السيطرة على بلاد لبنان واستنساخ النجف على أرض بيروت ، وقم على شاطئ طرابلس، وجعل لبنان إيران الصغرى.
- ولا يظن ظان أن أولئك القوم هم أهل الثغر من قبل اليهود وعباد الصليب؛ فالذي نراه - يا أكارم - من مهاترات بادرة على الساحة وقد تسخن بحسب ما تقتضيه حَبْكة المشهد الدرامي : ليست إلا مزايدات على حساب كسب المزيد من فرص التأييد الشعبي بل وربما الحكومي من بعض الحكومات المخدوعة !!
فإن هؤلاء الروافض تاريخهم تفوح منه رائحة الخيانة والغدر والوقيعة بأهل الإسلام، إذ هم لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة .. أنسينا ما فعله ابن العلقمي الوزير الرافضي الذي خان خليفة بني العباس ( المستعصم بالله ) أمام جيش التتار حتى أدخلهم بغداد، والتي بنيت فيها القلاع بجماجم المسلمين وجرت فيها أنهار الدماء مما حفظته لنا كتب التاريخ، فهم أهل الخيانة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
( فهم يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود والنصارى والمشركين ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين ، وسادات المتقين وكذلك كانوا من أعظم أسباب استيلاء النصارى على بيت المقدس ) [ المنهاج 4/110 ] .
وقال أيضاً رحمه الله :
( فهم يعادون الكفار على الجمهور من المسلمين فيعاونون التتار على الجمهور وهم كانوا أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحية.. وغير ذلك؛ بخبثهم ومكرهم .. ) [ مجموع الفتاوى 28/478] .
- أقول: وهم السبب في دخول جيوش الصليب واقتحامها لبلاد الرافدين في عصرنا هذا، فهم من هيأ لهم البلاد، ووطد لهم العتاد، وأمكنهم من رقاب العباد؛ فنسأل الله تعالى أن يكون لهم بالمرصاد.
- قبل الختام – أيها الأكارم – هذه همسات وإشارات سريعة وومضات خاطفة أهديها لكل من يهمه الأمر من عامة المسلمين وخاصتهم :
1- جرت سنة الله تعالى على أن الفرج لا يكون إلا بعد اشتداد الضيق، وأن الفجر لا يطلع إلا بعد سواد الليل المدلهم.. فما ثمَّ إلّا الفرج والنصر القريب - بإذن الله - ؛ فلنتفاءل ولنستبشر خيراً.. ولكن هذا النصر المرتقب : مشروط بحصول النصرة منا أولاً : { إن تنصروا الله ينصركم } ..
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
2- أهل الحل والعقد في مثل هذه المسائل: هم أهل العلم الراسخين الذين يرشدون الأمة، ويهدونها برأيهم، وينيرون دربها بفتاويهم، فلنستمسك بهم ولنقتد بأقوالهم بعد عرضها على الكتاب والسنة، ففيها بإذن الله الهدى والنور؛ كيف لا.. وقد خرجت من مشكاة الوحي وما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!.
أليسوا ورثة شريعته وحملة مشاعل نوره، وهداة العالم بعلمه وهديه صلى الله عليه وسلم ؟!.
- ويزيد الأمر وضوحاً وجلاء بيان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – بارك الله في علمه وعمله وعمره – الذي ألقاه على مسرح جامعة الإمام يوم السبت الثالث من شهر جمادى الأولى لعام 1429هـ فقد أجاد فيه وأفاد - حفظه ورعاه – فليراجع.
3- المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعلى المرء أن يكون كيساً فطناً، فالدرس ينبغي أن يلقى مرة واحدة ليفهم التلاميذ، ومن احتاج للإعادة فليتحمل الضريبة.
فما يجرى الآن في بلاد مجاورة حذار أن يجري على أرضنا، فيكون حالنا كقائلٍ : ( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) كيف والأسد تآزره أسود الغاب كي ينهش البلاد والعباد.
4- أما عن ما أثير حول مسألة قتالهم فقد قال شيخ الإسلام - قدس الله روحه وبرد الله مضجعه – عن قتالهم بعد ذكره لقتال الخوارج البغاة، وأنه ألزم منهم:
( ومن اعتقد من المنتسبين إلى العلم أو غيره أن قتال هؤلاء – يعني: الرافضة – بمنزلة قتال البغاة الخارجين على الإمام بتأويل سائغ كقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأهل الجمل وصفين: فهو غالط جاهل بحقيقة شريعة الإسلام وتخصيصه هؤلاء الخارجين عنها ) [ بنصه من مجموع الفتاوى ( 28/486) ].
هذا ما تهيأ إعداده ، وتيسر إيراده ، فإن أصبت فمن الله سداده ، وإن أخطأت فمني نقصه وفساده ، والحمد لله رب العالمين ..
ومضة أخيرة :
لله درّ القائل :
إنما أعشق صدراً عامراً *** يحمل الموت ويزهو بالمنية
بقلم : أبي عبد الرحمن ؛ محمد بن عبدالله البقمي