عمر البلوي
09-13-2004, 03:08 AM
<span style='color:royalblue'><div align="center">التربية والتعليم</div></span>
إن مما لاشك فيه ولا امتراء أن فساد الأمة وصلاحها ناشئ عن حسن تربيتها لأولادها وتعليمها لهم التربية الحسنة والتعليم النافع والعكس بالعكس كما اتفق العقلاء على هذا ، فمتى كانت التربية حسنة جارية على السنن المستقيمة والآداب الشرعية والتعليم النافع حسب أوامر الدين وتعاليمه أمرا ونهيا واعتقادا أنتجت تلك التربية والتعليم رجالا ذوي نصح وأمانة وخبرة ووفاء وصدق واخاء واتحاد في الكلمة ، بهم تستقيم الأمة وتنتظم أمورهم الدينية والدنيوية وأعادوا بمساعيهم السامية كل خير ونفع للبلاد والامة فاجدر بهم أن يكونوا غررا في جبين التاريخ لان فلاح الأمة في صلاح أعمالها وصلاح أعمالها في صحة علومها منتج لرجال أمناء مخلصين فيما يعملون ، وإذا كانت التربية والتعليم بعكس ذلك خابت الآمال وفسد الدين والدنيا وأصبحوا في جهل وبلاء وفقر وشقاء وفتنة عمية وحالة سيئة . وهذا أمر يعرفه كل عاقل ، لانه أمر معلوم لا يحتاج إلى دليل ،
إن الصبي إذا بلغ مبلغ الرجال صارت أعماله وأحواله على مثل ما نشأ عليه وتربى به وتعلمه في الصغر فهو إنما ينسج على المنوال الذي عرفه في صباه وقد علم أن أول شيء يقع عليه نظر حديث السن اخذ من قلبه المكان الأول ويصادف منه قلبا خاليا من الشواغل فينطبع في ذاكرته ويتمكن منه ولا يتحول منه إلى غيره غالبا .
ولهذا كان للتعليم سن محدود غالبا إذا تجاوزه الصبي مهملا غير متعاهد بالتربية الحسنة والتعليم النافع صار تأديب المؤدب له مما لا فائدة فيه ومن العبث الذي لا ينجح ولا يأتي بطائل .
قد ينفع الأدب الأحداث في الصغر*** وليس ينفعهم من بعده الأدب
فان تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه وتزكو شمائله وتحسن مقاصده ، بحيث يكون ميله إلى الخير ومحبته له ونفرته من الشر وبغضه له ملكة ثابتة في نفسه.
وهذه التغذية النافعة إن لم تكن انفع واجل من تغذية البدن بما يقوى بها البدن وتنمو بها الأعضاء فليست دونها مع أن الكمال الإنساني لا يتوقف على بسطة واعتدال البدن التي هي ربما إنها نتيجة التربية الجسدية فان من الناس قوته الأسودان من التمر والماء وشيء من خبز شعير ونحوه ولم يكونوا ممن تتهيا لهم نفس المطاعم والمشارب بل على شظف من العيش وقلة من الدنيا ومع هذا دانت لهم أعناق الملوك وذلت لهيبتهم الأعزة
أتظن انهم نالوا ذلك بحسنهم وجمالهم ونفيس أطعمتهم ام بوفرة أموالهم وكثرة عددهم أو تفننهم في أساليب السياسة لا والله ما نالوا ذلك إلا بدين وعلم واداب واخلاق فاضلة آخذوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالبدين يصلح كل شيء ويستقيم كل معوج .
فيا أيها الآباء والمعلمون ويا أيها العلماء والمسؤولون خذوا بأيدي هؤلاء الشبيبة واهدوهم إلى محاسن الدين بغرس محبته في قلوبهم وتعظيمه في نفوسهم بشرح محاسنه وفضائله وما امتاز به على غيره فقد رسم الأعداء خططا ووضعوا مناهج لصرف بني الإسلام وإغرائهم بهذه المدنية الزائفة التي معظمها فساد وبلاء .
والله المسؤول أن يأخذ بأيدي المسلمين جميعا إلى مافيه هدايتهم وفلاحهم وان يؤيد بهم دينه وشرعه وهو الموفق الهادي إلى سواء السبيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
* مقال نشر لفضيلة الشيخ العلامة في جريد اليمامة بعدد 130 وتاريخ 3/1/1378 هــ .
إن مما لاشك فيه ولا امتراء أن فساد الأمة وصلاحها ناشئ عن حسن تربيتها لأولادها وتعليمها لهم التربية الحسنة والتعليم النافع والعكس بالعكس كما اتفق العقلاء على هذا ، فمتى كانت التربية حسنة جارية على السنن المستقيمة والآداب الشرعية والتعليم النافع حسب أوامر الدين وتعاليمه أمرا ونهيا واعتقادا أنتجت تلك التربية والتعليم رجالا ذوي نصح وأمانة وخبرة ووفاء وصدق واخاء واتحاد في الكلمة ، بهم تستقيم الأمة وتنتظم أمورهم الدينية والدنيوية وأعادوا بمساعيهم السامية كل خير ونفع للبلاد والامة فاجدر بهم أن يكونوا غررا في جبين التاريخ لان فلاح الأمة في صلاح أعمالها وصلاح أعمالها في صحة علومها منتج لرجال أمناء مخلصين فيما يعملون ، وإذا كانت التربية والتعليم بعكس ذلك خابت الآمال وفسد الدين والدنيا وأصبحوا في جهل وبلاء وفقر وشقاء وفتنة عمية وحالة سيئة . وهذا أمر يعرفه كل عاقل ، لانه أمر معلوم لا يحتاج إلى دليل ،
إن الصبي إذا بلغ مبلغ الرجال صارت أعماله وأحواله على مثل ما نشأ عليه وتربى به وتعلمه في الصغر فهو إنما ينسج على المنوال الذي عرفه في صباه وقد علم أن أول شيء يقع عليه نظر حديث السن اخذ من قلبه المكان الأول ويصادف منه قلبا خاليا من الشواغل فينطبع في ذاكرته ويتمكن منه ولا يتحول منه إلى غيره غالبا .
ولهذا كان للتعليم سن محدود غالبا إذا تجاوزه الصبي مهملا غير متعاهد بالتربية الحسنة والتعليم النافع صار تأديب المؤدب له مما لا فائدة فيه ومن العبث الذي لا ينجح ولا يأتي بطائل .
قد ينفع الأدب الأحداث في الصغر*** وليس ينفعهم من بعده الأدب
فان تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه وتزكو شمائله وتحسن مقاصده ، بحيث يكون ميله إلى الخير ومحبته له ونفرته من الشر وبغضه له ملكة ثابتة في نفسه.
وهذه التغذية النافعة إن لم تكن انفع واجل من تغذية البدن بما يقوى بها البدن وتنمو بها الأعضاء فليست دونها مع أن الكمال الإنساني لا يتوقف على بسطة واعتدال البدن التي هي ربما إنها نتيجة التربية الجسدية فان من الناس قوته الأسودان من التمر والماء وشيء من خبز شعير ونحوه ولم يكونوا ممن تتهيا لهم نفس المطاعم والمشارب بل على شظف من العيش وقلة من الدنيا ومع هذا دانت لهم أعناق الملوك وذلت لهيبتهم الأعزة
أتظن انهم نالوا ذلك بحسنهم وجمالهم ونفيس أطعمتهم ام بوفرة أموالهم وكثرة عددهم أو تفننهم في أساليب السياسة لا والله ما نالوا ذلك إلا بدين وعلم واداب واخلاق فاضلة آخذوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالبدين يصلح كل شيء ويستقيم كل معوج .
فيا أيها الآباء والمعلمون ويا أيها العلماء والمسؤولون خذوا بأيدي هؤلاء الشبيبة واهدوهم إلى محاسن الدين بغرس محبته في قلوبهم وتعظيمه في نفوسهم بشرح محاسنه وفضائله وما امتاز به على غيره فقد رسم الأعداء خططا ووضعوا مناهج لصرف بني الإسلام وإغرائهم بهذه المدنية الزائفة التي معظمها فساد وبلاء .
والله المسؤول أن يأخذ بأيدي المسلمين جميعا إلى مافيه هدايتهم وفلاحهم وان يؤيد بهم دينه وشرعه وهو الموفق الهادي إلى سواء السبيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
* مقال نشر لفضيلة الشيخ العلامة في جريد اليمامة بعدد 130 وتاريخ 3/1/1378 هــ .