سلطان البوي
05-31-2008, 06:16 PM
الرسالة كتبها الكاتب الكبير الراحل محمد زكي عبدالقادر لإبنه الكاتب بجريدة ( الأخبار ) المصرية الأستاذ سمير عبدالقادر ، وكان وقتها يستعد لأداء امتحان الثانوية العامة ..
الرسالة خاصة لـ[سمير محمد عبد القادر]..
و عـامـَّة لجميع طلاَّب العلم الموشكين على دخول الإمتحانات..
يقول الكاتب الراحل في رسالته :
إبني العزيز ،
بعد أيام ستؤدي امتحانك ، إن كل عواطفي ودعواتي معك ، قد تكون قلقاً الآن لأنك مقدم على الإمتحان
ولكنك إذا كنت قد أديت واجبك طول العام ، فستكون راحة ضميرك أكبر دافع لك على الإطمئنان
وأعلم أن كل جهد مأجور وأن لكل مجتهد نصيباً .
ولا تؤمن بخرافة الحظ ، إن قانون الحياة الوحيد هو العمل ، وبمقدار ما تبذل من جهد تكون الثمرة
وبمقدار ما تعطي تأخذ .
أما إذا كنت قد أخطأت فأجلت بعض الدروس الى آخر العام فلعلك تعلمت اليوم درساً أرجو الا تنساه .
إن الحياة لا تعترف بالمتخلفين ، وهي في قسوتها لا تعطف على الكسالى ، فلا تجزع من قوانينها
ولكن إحرص على أن تنتصر ، كن دائماً في طليعة المتسابقين ، إن الحياة سباق لا يفوز فيه إلا الجياد الأصيلة .
ولا تستهن بشيء ــ يا بني ــ فإذا جاءك سؤال وحسبت أن الجواب علية ميسور فلا تتسرع ، فكر وفكر
قبل أن تجيب ، فإن التجربة قد دلت على أن الرسوب في الإمتحانات السهلة نسبياً أكثر من الإمتحانات الصعبة
وإذا دخل في وهمك أنك قد أتقنت دروسك فأغلب الظن أنك ما زلت في حاجة الى مراجعتها والإحاطة بها
لأن هذا الوهم يدخل على التلميذ السطحي الفهم ، أما التلميذ المتعمق فقلما يدرو بخاطره هذا الوهم
وأحب لك أن تكون متعمقاً ، لا تدع شيئاً دون أن تفهمه وتنزل الى أعماقه وتدرك إحتمالاته جميعا .
وسيؤكد لك بعض أترابك أن هذا السؤال سيكون بعض أسئلة الإمتحان أو أن المدرس أوصى بالعناية
بهذا الموضوع عناية خاصة ، لا تلق بالك الى هذا أو ذاك ، راجع كل دروسك وأفهمها جميعاً
لا تجعل هدفك أن تنجح فحسب ولكن إجعل هدفك أن تتعلم وتتثقف .
فإن النجاح في المدرسة قد يكون ميسوراً بسؤال أو سؤالين أو ثلاثة ، وقد ينجح كثيرون بالصدفة .
ولكن النجاح في الحياة يتطلب أن تعرف كل ما تستطيع معرفته .
إنك تتسابق الآن مع ثلاتين أو اربعين أو خمسين هم زملاؤك في فرقتك .
ولكنك غذاً عندما تخرج الى الحياة سوف تتسابق مع الألوف والملايين وسيكون فوزك عليهم معقوداً بالقدرالذي تزيد به معارفك على معارفهم .
أنصحك إذا شعرت بتعب المذاكرة أن تكف عن العمل و تأخذ قليلاً من الراحة حتى تستعيد نشاطك
فإن هذا جدير أن يزيد نفعك بما تقرأ ويعينك على فهم ما تستذكره .
وإذا جلست للإمتحان فكن هادئاً وإذا صادفك سؤال إستعصى عليك فلا تضطرب ولا تجزع ولا تفقد أعصابك
فكر في هدوء واستجمع ما ذاكرته وما سمعته من مدرسك .
وإذا صادفك سؤال تعرف الجواب عليه فلا تتسرع بل فكر أيضاً لعلك أخطأت الفهم وأسأته .
فكر في هدوء ولا تحسب أن قيمة إجابتك تجيء من التطويل فيها
ولكنها تجيء من التصويب الى هدف السائل دون زيادة أو نقصان .
ولتكن إجابتك في وضوح بخط منظم مرتب ، فإن الخط المنظم المرتب أشبه بالإطار الذي توضع فيه الصورة فيزيدها
جمالاً .
إن الإمتحان بعض صور الحياة فلا تحاول قط أن تفيد بما ليس لك جهد فيه ، لا تحاول أن تسأل جارك حتى ولو لم يكن
المراقب يراك .
ليكن ضميرك رقيبك ولترفض أن تفيد بمجهود غيرك لأنه لا يعدو أن يكون إختلاساً .
وبذلك يجيء نجاحك بشرف وجدارة فتحس الى جانبك فرحة النجاح براحة الضمير !!
إنتهى ..
والتوفيــق بيــد الله ..
.
الرسالة خاصة لـ[سمير محمد عبد القادر]..
و عـامـَّة لجميع طلاَّب العلم الموشكين على دخول الإمتحانات..
يقول الكاتب الراحل في رسالته :
إبني العزيز ،
بعد أيام ستؤدي امتحانك ، إن كل عواطفي ودعواتي معك ، قد تكون قلقاً الآن لأنك مقدم على الإمتحان
ولكنك إذا كنت قد أديت واجبك طول العام ، فستكون راحة ضميرك أكبر دافع لك على الإطمئنان
وأعلم أن كل جهد مأجور وأن لكل مجتهد نصيباً .
ولا تؤمن بخرافة الحظ ، إن قانون الحياة الوحيد هو العمل ، وبمقدار ما تبذل من جهد تكون الثمرة
وبمقدار ما تعطي تأخذ .
أما إذا كنت قد أخطأت فأجلت بعض الدروس الى آخر العام فلعلك تعلمت اليوم درساً أرجو الا تنساه .
إن الحياة لا تعترف بالمتخلفين ، وهي في قسوتها لا تعطف على الكسالى ، فلا تجزع من قوانينها
ولكن إحرص على أن تنتصر ، كن دائماً في طليعة المتسابقين ، إن الحياة سباق لا يفوز فيه إلا الجياد الأصيلة .
ولا تستهن بشيء ــ يا بني ــ فإذا جاءك سؤال وحسبت أن الجواب علية ميسور فلا تتسرع ، فكر وفكر
قبل أن تجيب ، فإن التجربة قد دلت على أن الرسوب في الإمتحانات السهلة نسبياً أكثر من الإمتحانات الصعبة
وإذا دخل في وهمك أنك قد أتقنت دروسك فأغلب الظن أنك ما زلت في حاجة الى مراجعتها والإحاطة بها
لأن هذا الوهم يدخل على التلميذ السطحي الفهم ، أما التلميذ المتعمق فقلما يدرو بخاطره هذا الوهم
وأحب لك أن تكون متعمقاً ، لا تدع شيئاً دون أن تفهمه وتنزل الى أعماقه وتدرك إحتمالاته جميعا .
وسيؤكد لك بعض أترابك أن هذا السؤال سيكون بعض أسئلة الإمتحان أو أن المدرس أوصى بالعناية
بهذا الموضوع عناية خاصة ، لا تلق بالك الى هذا أو ذاك ، راجع كل دروسك وأفهمها جميعاً
لا تجعل هدفك أن تنجح فحسب ولكن إجعل هدفك أن تتعلم وتتثقف .
فإن النجاح في المدرسة قد يكون ميسوراً بسؤال أو سؤالين أو ثلاثة ، وقد ينجح كثيرون بالصدفة .
ولكن النجاح في الحياة يتطلب أن تعرف كل ما تستطيع معرفته .
إنك تتسابق الآن مع ثلاتين أو اربعين أو خمسين هم زملاؤك في فرقتك .
ولكنك غذاً عندما تخرج الى الحياة سوف تتسابق مع الألوف والملايين وسيكون فوزك عليهم معقوداً بالقدرالذي تزيد به معارفك على معارفهم .
أنصحك إذا شعرت بتعب المذاكرة أن تكف عن العمل و تأخذ قليلاً من الراحة حتى تستعيد نشاطك
فإن هذا جدير أن يزيد نفعك بما تقرأ ويعينك على فهم ما تستذكره .
وإذا جلست للإمتحان فكن هادئاً وإذا صادفك سؤال إستعصى عليك فلا تضطرب ولا تجزع ولا تفقد أعصابك
فكر في هدوء واستجمع ما ذاكرته وما سمعته من مدرسك .
وإذا صادفك سؤال تعرف الجواب عليه فلا تتسرع بل فكر أيضاً لعلك أخطأت الفهم وأسأته .
فكر في هدوء ولا تحسب أن قيمة إجابتك تجيء من التطويل فيها
ولكنها تجيء من التصويب الى هدف السائل دون زيادة أو نقصان .
ولتكن إجابتك في وضوح بخط منظم مرتب ، فإن الخط المنظم المرتب أشبه بالإطار الذي توضع فيه الصورة فيزيدها
جمالاً .
إن الإمتحان بعض صور الحياة فلا تحاول قط أن تفيد بما ليس لك جهد فيه ، لا تحاول أن تسأل جارك حتى ولو لم يكن
المراقب يراك .
ليكن ضميرك رقيبك ولترفض أن تفيد بمجهود غيرك لأنه لا يعدو أن يكون إختلاساً .
وبذلك يجيء نجاحك بشرف وجدارة فتحس الى جانبك فرحة النجاح براحة الضمير !!
إنتهى ..
والتوفيــق بيــد الله ..
.