محمد العصباني
06-06-2008, 11:18 AM
«الأشـبـاح» تطـارد أحـلام الفـتـيــات
مواقع الزواج عبر الانترنت.. حقيقة أم سراب
عائشة الفيفي- الرياض(جريدة عكاظ)
تطرح مواقع الزواج على الانترنت عدة اسئلة عن مدى جدية المسجلين فيها في الزواج أم ان الامر لا يعدو كونه تزجية للفراغ والتلاعب بمشاعر الآخر والابتزاز والترويج لسلعة ما احياناً؟! وما مدى معقولية المواصفات والشروط التي يضعها البعض للارتباط بالآخر من تعجيزها؟ ثم ما مدى النجاح الذي حققته هذه المواقع في جمع رأسين في الحلال؟ وماذا يقول الناس عن هذه المواقع وفي المقابل ماذا يقول اصحاب هذه المواقع عنها؟
بداية تعترف إحدى الفتيات أن غالبية المسجلين يطلبون المحادثة عبر الهاتف أو «الماسنجر» للتأكد من صدقية البيانات وبعدها ينتهي كل شيء.
للسعوديين فقط
وأضافت إحدى المسجلات ما أستغربه أن بعض المواقع فقط للسعوديين ، ومع ذلك تلقيت أكثر من خمسة طلبات للزواج من عرب ، كانوا مسجلين في الموقع لذلك عرفت بأن بعض هذه المواقع ربحية تعتمد على بطاقات الشحن أي لا تستطيع الاستمرار ما لم تقم بتعبئة الرصيد من خلال الموقع !!
غير وجهته
وتحكي أخرى قصتها مع الموقع وتقول دخلت وأنا جادة ، وكل بياناتي صادقة فيها وليس فيها أي نصب أو احتيال ، ودخل كثير من الرجال وقرأوا بياناتي ومنهم من اكتفى بالثناء ومنهم من طلب مزيدا من المعلومات ، حتى وجدت ضالتي ووجدت رجلاً بنفس مواصفاتي وشروطي ، وفترة تعارفنا لم تدم أكثر من أسبوعين في انسجام تام ، وبعد أن فاتحته بموعد تقدمه لخطبتي بشكل رسمي اخبرني بأنه مسافر للعمل وسوف ينقطع فترة وجيزة ، وقد صدقته وانتظرته على مدى أسبوعين ، ولكن اتضح لي بأنه غير وجهته، وما أحزنني في الأمر بأنه كان عليه أن يخبرني بكل صراحة بأنه لا يرغب بالزواج بي بدلاً أن يتركني هكذا أبني أحلامي وانتظر بحرقة ، وللأسف الرجل لا يقدر مصداقية وجدية المرأة ، رغم أن الوضوح في كل التعاملات هدفي وغايتي .. وطبعا وقبل كل شيء في بداية تعارفنا نتفق على السرية التامة ، بحيث لو تم الزواج لا نريد أن يعلم أحد بأننا تزوجنا عن طريق مواقع الزواج ..
للتسلية
وأخرى تقول بصراحة تفاجأت عندما دخلت الموقع بأني وجدت اغلب من زار بياناتي وطلبني للتعارف، اغلبهم يريدون التسلية فقط ، حيث إنني اشترطت في بياناتي عدم دخول المتزوجين ولا أفكر بزواج المسيار ، ورغم ذلك كان يدخل المتزوجون ، بل ويطلبون مزيدا من التعارف مع حرصهم على معرفة القبيلة التي أنتمي لها ، وأغلب المطلقين يرجعون سبب طلاقهم إلى تدخل أهل الزوجة.
كما أنني استغربت جدا بأن كل رجل مسجل في الموقع يشير بأنه رومانسي ، رغم أن الرومانسية مطلوبة ولكنها ليست كل الحياة أبدا ، وهذا يدل على أنهم يريدون استمالة المرأة وجذبها ، ليبدأ التعارف ، ولكن ليس بنية الزواج ..
بطاقة شحن
والأغرب والأدهى أن إحدى الفتيات المسجلات لم يتجاوز عمرها الـ19عاماً أشارت إلى أنها سجلت من أجل أن يتم إرسال بطاقات شحن لها ، وقالت بأن هناك الكثير من الأزواج يبحثون عن كلمة حلوة وتكون بمقابل بطاقة شحن!!!
كم تدفعين؟
وأخرى تقول بأنها تعرفت على أحد راغبي الزواج ممن يصف نفسه بأنه جاد، ومع حديثها معه قال لها : كم تدفعين لي لأتزوجك؟؟
طلبات جادة
ولكن (العبير) إحدى الفتيات المسجلات، أشارت أنها بالفعل دخلت جادة ، وفعلا تم التعارف بينها وبين أحد الجادين والزواج سيكون قريبا إن شاء الله
وشاركتها في الرأي (بنت الرياض) حيث قالت فعلا دخلت وهدفي الزواج فعمري 35عاماً وخلال شهرين من البحث في هذه المواقع وجدت ولله الحمد من أرضاه زوجا ويرتضيني زوجة له ، بعيدا عن المثالية والشروط التعجيزية ، فالجدية والنية الحسنة هي المطلب الوحيد ليتم الالتقاء ، بعيدا عن المكائد والنوايا السيئة ، فمثل هذه المواقع تحوي الجيد والسيئ معا ، ولكن ذلك يعتمد على المسجلين بالدرجة الأولى من وجهة نظري ..
لا يريد الزواج
وذكرت أخرى بأنها تعرفت على شاب ولكنه سرعان ما اعترف لها أنه لا يريد الزواج ، وكان يعتقد بأن الفتيات المتواجدات مثله ، فاعتذر وخرج عندما شاهد جديتي في الأمر.
70% جادات
في إحصائية لأكثر من خمسة مواقع اتضح بأن الفتيات المسجلات في هذه المواقع جادات بنسبة 70% و30% يدخلن من أجل ابتزاز الآخرين ماديا ، بعكس الرجال ، حيث إن منهم 50% جادون والبقية بدرجات متفاوتة.
تقول إحدى الخطابات المتواجدات في الموقع لأكثر من عام بأن الفتيات أكثر جدية من الرجال ، وبعض الرجال للأسف مازال تفكيرهم قاصراً ولا يؤمن بأن المرأة من حقها أن تبحث عن شريك حياتها مثلها مثل الرجل في مثل هذه المواقع، وأشارت بأن سبب تواجدها هو أيضا التوفيق بالحلال وخاصة ممن لا يدخلون مثل هذه المواقع ، مضيفة: حيث ابحث عمن تريد الزواج أو يريد الزواج ولدي الشروط التي يريدون في مثل هذه المواقع ويتم الاتفاق حيث تم تزويج عدد لا بأس به والحمد لله .
أحد المسجلين الرجال أشار إلى أن المواقع اغلبها نصب واحتيال ، حيث تعتمد على بطاقات الشحن ، وآخر أشار أن اغلب الطلبات التي جاءته عن طريق الفتيات تطلب منه بطاقة شحن !
أما سطام فأشار إلى أنه تعرف على فتاة في احد مواقع الزواج وأخذت منه 500 ريال ولم يجدها بعد ذلك الوقت !
زواج بالانترنت
ولكن ماجد أشار بأن شقيقه تزوج عن طريق مواقع الزواج وله مع زوجته الآن أربع سنوات ولديهم طفل ، وحياتهم سعيدة والحمد لله ، بل يحبان بعضهما بدرجة كبيرة ، وانه نتيجة لنجاح تجربة شقيقه فقد تشجع كثيرا لدخول هذه المواقع للبحث عن شريكة حياته بعيدا عن الطرق التقليدية ، وأشار بأن شقيقه لم يخبر أحدا بأنه تزوج عن طريق مواقع الزواج لأن الناس لم تستوعب بعد مثل هذه الزيجات وهناك من قد يسعى لتخريبها ، لذلك السرية التامة مطلوبة بين الطرفين ولكن لأنها تربطني بأخي علاقة وثيقة فقد اخبرني بهذا حتى أبحث عمن تناسبني..
أما خالد فذكر بأنه لم يجد من يبحث عنها حتى الآن ، فهو يريد من تبحث عنه! وقال بأنه دخل أحد مواقع الزواج التي تجعل الرجل يشترك بمبلغ مادي ، بينما المرأة تسجل مجانا لمدة معينة ، وهذا اغلب المواقع .
وأضاف فهد بأنه وجد الصفات التي يبحث عنها في شريكة حياته ، ولكن شكه في عدم مصداقية الفتاة أبعده عنها ، مما جعله يندم لتركها ولأنه شك فيها دون أن يسمع منها وجهة نظرها وعدم استطاعته العودة لها مرة أخرى، حيث أن الفتاة صرفة النظر عنه لتصرفه واستعجاله ..
وقال سالم بأنه دخل مواقع الزواج للبحث عن زوجة أخرى ، ويريدها على حسب مواصفاته لا مواصفات أهله وأقاربه ..
باحث عن حب
وكان (هاو) يختلف عن غيره حيث قال بأن سبب دخوله لمواقع الزواج للبحث عن الحب المفقود و( الرومانسية ) ولا يقصد الزواج ، لأنه لا يستطيع فتح بيت آخر !
أما عبد الرحمن فقال أنا جاد بالبحث عن زوجة عبر الموقع ، ولكن ما يحدث معي هو إنني تعرفت على احدى الفتيات ولم يحدث نصيب ، تقوم هي بإرسال إحدى صديقاتها لي ، بحيث تكون هي وصديقتها في الموقع وهذا يضايقني جدا ، وللأسف كثير ما اصدم بأن من أحدثهن شباب ، قد دخلوا بأسماء بنات وهدفهم الابتزاز أو التسلية فقط لا غير ومثل هؤلاء هم من يشوهون مثل هذه المواقع ، رغم أن هناك مواقع للتسلية والمرح بعيدا عن مواقع الزواج والهدف الذي أنشئت من اجله..
تجارة
والغريب أن هناك من يدخل بغرض تسويق بضاعته ، كأن يكون صاحب عطور أو أداوت تجميل أو بطاقات اتصال ، فيقوم بالتسجيل لتسويق منتجه بين هؤلاء وخاصة بين الفتيات!.. حيث يذكر احدهم بأنه قام بالتسجيل في موقع للزواج من اجل التسويق لمنتجه فيقوم بمراسلة البنات ، وعرض منتجه وأشار بأن هناك احدى السيدات اشترت منه أكثر من 40عبوة عطر في صفقة واحدة
أما من يروجون لبطاقات الاتصالات والاشتراك في مواقع الزواج فلم يجبنا أحد عن بعض الاستفسارات التي قمنا بطرحها عليهم. وهناك نماذج لشباب غير جادين من ضمن المسجلين في هذه المواقع حيث تواجد في أحد المواقع عدد من الشباب أعمارهم ما بين 19سنة إلى 22سنة ، فهؤلاء دخلوا للتسلية.
الكثير أبدى انزعاجه من دخول المتطفلين مثل هذه المواقع التي يفترض أن تكون أكثر مصداقية من غيرها.
مديرو المواقع من جانبهم يرون أنها تقوم بالتوفيق بين من يرغب الزواج ، بطرق حديثة غير تقليدية ، وليسوا مسؤولين عن أي تصرف خاطئ يصدر من عضو مسجل، لأن الخطأ يمثل صاحبه وليس صاحب الموقع.
النجاح والفشل
أبو عبد الرحمن صاحب أول موقع زواج على الانترنت قبل ثمان سنوات قال: لدي أكثر من موقع زواج ، والحمد لله تم زواج أكثر من 7000 فتاة وشاب من أول موقع تم افتتاحه على الشبكة العنكبوتية ، ومنهم من نجحت حياته والحمد لله ومنهم من اعتراها الفشل كما هو حاصل تماما في الزواج التقليدي، وأضاف: نشاهد أن النساء أكثر جدية من الرجال ، وهناك للأسف بعض الرجال يعتقد بأن تسجيل الفتيات هو لعيب فيهن أو لسبب ما ، رغم أن هذا غير صحيح ، فيحق للمرأة ما يحق للرجل، والمرأة أكثر جدية في طلب الزواج والبحث عن الاستقرار ، ومن يتم اكتشاف تلاعبه أو تصلنا رسالة تخبرنا بذلك فنحن نرسل له تحذيراً وتنبيها أو يتم حذف عضويته في الموقع ، فهدفنا من إنشاء أكثر من موقع هو التوفــيق بين رأسين بالحلال ، وبالطرق الحديثة ، التي نستخدمها في الخير وبشكل إيجابي ، أما من ناحية الكسب المادي ، فهذا شيء أساسي وهو توفير دخل مادي للموقع عن طريق بطاقات اشتراك وتميز وبطاقات ماسيه ، وذلك لخدمات مميزة نقدمها للمسجلين ، وحتى نستطيع تعويض مصاريف هذه المواقــع من حيث المواقع المستضيفة والإعلانات وفريق العمل وغير ذلك ، لذلك فالــبحث عن سبل لدخل مادي بالإضافة للتوفيق بين رأسين بالحلال أرى أنه لا بأس به إطلاقا، وأرى بأن هذه المواقــع لو تم استخدامها للغرض الذي أقيمت من اجله لحصل الخير الكثــير ولكـن كـما أشــرت بأن الأخطاء تقع من قبل المسجلين في هذه المواقع، ومن يدخل وهو جاد فسيجد طلبه، أما من يدخل متلاعباً فسرعان ما يخرج من هذه المواقع ..
من جانب آخر يرى خالد أبا الخيل «محاضر بكلية الشريعة»:
أن الزواج عبر الإنترنت ـ حتى يكون عقداً شرعياً ـ لابد أولاً من وجود الوسيط الأمين الذي عُرِف عنه الدين والأمانة، وليس مديراً مجهولا لموقع مجهول ـ كما هو الحال في كثيرٍ من مواقع الإنترنت ـ
ثم بعدها يأخذ الزواج طريقه المعتاد من وجود الولي والإيجاب والقبول، ونحو ذلك من لوازم العقد الشرعي.
وكل ذلك يعود للشخص المسجل في مثل هذه المواقع والقصد الذي يريده من دخوله فمن يريد أن يدخل للتسلية فلا شك أنه محاسب على فعله، خاصة وأنه لم يستشعر أمانة الأعراض.
مغامرة تتطلب الحذر
وقال أحمد الهنداوي الذي يعمل حاليا استشاريا اجتماعيا ونفسيا في قسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية موجهاً حديثه للمرأة التي تقوم بالتسجيل في مثل هذه المواقع بغرض البحث عن زوج لها أن عليها أن لا تجرفها العواطف وتصدق رجلاً لا تعرفه وتقوم على الفور بسرد معلوماتها وإرسال صورتها لأن الكثير يدخلون لهذه المواقع لغرض الابتزاز ، والدخول لهذه المواقع مغامرة تتطلب الحذر!
وان موافقتك وأهلك على استقبال هذا الرجل لا تعني أبداً أنها الموافقة النهائية، بل هو لقاء ليتعرفوا عليه ثم بعد ذلك ليسألوا عنه وعن دينه وخلقه وطبيعة عمله وكل ما يتعلق بأمور الزواج المعتبرة.
ولابد من التمهل في اللقاء بينك وبين هذا الشاب بحيث إن اللقاء بينك وبينه قد يتم تأجيله إلى حين سؤالكم عن حال هذا الخاطب، وبعد اطمئنانكم إلى كونه صالحاً صاحب خلق يتم اللقاء بينكما.
ولابد من الانتباه إلى أنك بحاجة إلى مراعاة التوسط في صفة الخاطب الذي يتقدم إليك، فحاولي أن تكوني متوسطة في المعيار الذي تطلبينه في زوج المستقبل، بحيث يكون الأساس الذي لا يمكن التنازل عنه هو الخلق الحسن، والاستقامة في الدين، وما سوى ذلك من الشروط فإنها قابلة للتنازل عنها أو على الأقل التساهل في بعضها، فإنه لا يخفى عليك أنك بحاجة إلى الزوج الصالح وأن سنك لا يتيح لك كثيراً من الفرص، فعليك باغتنام الفرصة المناسبة متى ما توفرت، ولكن أيضاً مع الحذر والتمهل وعدم العجلة في إتمام العقد دون تثبت من حال هذا الخاطب . ولابد أيضاً من الانتباه إلى أن المقصود قد حصل من معرفة هذا الخاطب بعنوان أهلك، فالذي ينبغي فعله هو ترك المجال لوالدك لإتمام الأمر، وذلك بالكلام الواضح والصريح والدعوة إلى اللقاء دون غموض أو تعقيد، فلابد من الحذر الكامل في التعامل مع الرجال، فإن كثيراً من الناس ممن قل دينهم، وفسدت نواياهم يستخدمون مثل هذه الأساليب ليصطادوا بها الفتيات الغافلات ويوقعونهن في شباكهم، فالواجب هو الحذر وأخذ جانب السلامة وذلك بترك التعامل مع هذا الشاب وإحالة الأمر إلى الوالد أو من تثقين به من أهلك ليتم الأمر على أحسن الأحوال وأسلم النتائج.
وعليك بكتمان هذا الأمر عن جميع من تعرفين من الأخوات والصديقات، إلا من كان هنالك ضرورة لإخباره كالوالد مثلاً، فإن هذا أفضل من أن يشاع عنك أنك ممن تسعين للزواج من خلال مواقع الإنترنت، سواء تم زواجك من هذا الرجل أو لم يتم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».
وعليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى ربك الذي يعلم سرك ويعلم بنيتك في طلب الحلال والسعي في الحصول على الزوج الصالح، فإن الدعاء هو سلاح المؤمن، وإن ربك قريب لطيف كريم يجيب دعوة الداعي قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )...
ويرى سامي بن عبد العزيز الماجد ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان هذه المواقع تقدم خدمة جليلة، حيث تدل كل طرف على الآخر بالطريق المشروع لإقامة العلاقة المشروعة، لاسيما لذوي الظروف الخاصة الذين قد لا يجدون من يناسبهم من حيث الظروف إلا في مثل هذه المواقع.
ولا حرج ولا إشكال في طريقة الإعلان من ذكر المواصفات العامة التي لا تسهب إلى حد الابتذال، وفي ذكر الشروط والمواصفات المرغوبة، بل ولا بأس – أيضاً – أن يصل التفاهم في البداية إلى حد المراسلة الجادة التي لا تُجرِّئ على المحادثة فضلاً عن اللقاء، وإنما ترتب للزيارة الأولى «زيارة الخطبة»ولكن المشكلة تكمن في مدى جدية المعلنين من خلال هذه المواقع، لا سيما الشباب والذي يتصفح هذه الإعلانات إنما يتعامل مع (أشباح) لا يدري ما حقيقتها، ولا يعلم الصادق من الكاذب، ولذا ينبغي أن تأخذ المرأة بالتأني والاحتياط والحذر وهي تتعامل مع هذه الأشباح فمتى ما رأت من أحدهم حرصاً على توثيق العلاقة، وولوج باب المحادثة قبل خطبتها من ولي أمرها، فعليها أن تقطع كل المراسلات معه؛ لأنه لو كان جاداً في طلبه صادقاً في رغبته، لسارع إلى خطبتها خشية أن يسبقه أحد إليها ، وأما أن تنشر المرأة صورتها كاشفة الوجه في مثل هذه المواقع أو في غيرها فالأظهر أنه لا يجوز.
////
التعليق .
الحقيقة وأنا أقرأ هذا الموضوع حزنت إلى ماوصلت إليه بناتنا من بحثهن عن الزواج ، إذ أين مايسمّى (ولي الأمر) أينه أولاً عن دخولها للعديد من المواقع في هذه الشبكة العنكبوتية التي تحوي الكثر من المفاسد والتي لاتخفى على الجميع أغفلت عيناه عن موْليته لدرجة أنها تبحث عن زوج . أعتقد إن لم تجد زوجًا فسوف تبحث عن صديق والقصص في ذلك كثيرة ،
فالواجب على البنات أن يجلسن بالبيوت ولايحاولن البحث عن زواجٍ بان من هذا الموضوع فشله .
نسأل الله أن ييسر لبناتنا واخواتنا الأزواج الصالحين الأكفاء .
إنه هو السميع المجيب . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
والسلام عليكم
مواقع الزواج عبر الانترنت.. حقيقة أم سراب
عائشة الفيفي- الرياض(جريدة عكاظ)
تطرح مواقع الزواج على الانترنت عدة اسئلة عن مدى جدية المسجلين فيها في الزواج أم ان الامر لا يعدو كونه تزجية للفراغ والتلاعب بمشاعر الآخر والابتزاز والترويج لسلعة ما احياناً؟! وما مدى معقولية المواصفات والشروط التي يضعها البعض للارتباط بالآخر من تعجيزها؟ ثم ما مدى النجاح الذي حققته هذه المواقع في جمع رأسين في الحلال؟ وماذا يقول الناس عن هذه المواقع وفي المقابل ماذا يقول اصحاب هذه المواقع عنها؟
بداية تعترف إحدى الفتيات أن غالبية المسجلين يطلبون المحادثة عبر الهاتف أو «الماسنجر» للتأكد من صدقية البيانات وبعدها ينتهي كل شيء.
للسعوديين فقط
وأضافت إحدى المسجلات ما أستغربه أن بعض المواقع فقط للسعوديين ، ومع ذلك تلقيت أكثر من خمسة طلبات للزواج من عرب ، كانوا مسجلين في الموقع لذلك عرفت بأن بعض هذه المواقع ربحية تعتمد على بطاقات الشحن أي لا تستطيع الاستمرار ما لم تقم بتعبئة الرصيد من خلال الموقع !!
غير وجهته
وتحكي أخرى قصتها مع الموقع وتقول دخلت وأنا جادة ، وكل بياناتي صادقة فيها وليس فيها أي نصب أو احتيال ، ودخل كثير من الرجال وقرأوا بياناتي ومنهم من اكتفى بالثناء ومنهم من طلب مزيدا من المعلومات ، حتى وجدت ضالتي ووجدت رجلاً بنفس مواصفاتي وشروطي ، وفترة تعارفنا لم تدم أكثر من أسبوعين في انسجام تام ، وبعد أن فاتحته بموعد تقدمه لخطبتي بشكل رسمي اخبرني بأنه مسافر للعمل وسوف ينقطع فترة وجيزة ، وقد صدقته وانتظرته على مدى أسبوعين ، ولكن اتضح لي بأنه غير وجهته، وما أحزنني في الأمر بأنه كان عليه أن يخبرني بكل صراحة بأنه لا يرغب بالزواج بي بدلاً أن يتركني هكذا أبني أحلامي وانتظر بحرقة ، وللأسف الرجل لا يقدر مصداقية وجدية المرأة ، رغم أن الوضوح في كل التعاملات هدفي وغايتي .. وطبعا وقبل كل شيء في بداية تعارفنا نتفق على السرية التامة ، بحيث لو تم الزواج لا نريد أن يعلم أحد بأننا تزوجنا عن طريق مواقع الزواج ..
للتسلية
وأخرى تقول بصراحة تفاجأت عندما دخلت الموقع بأني وجدت اغلب من زار بياناتي وطلبني للتعارف، اغلبهم يريدون التسلية فقط ، حيث إنني اشترطت في بياناتي عدم دخول المتزوجين ولا أفكر بزواج المسيار ، ورغم ذلك كان يدخل المتزوجون ، بل ويطلبون مزيدا من التعارف مع حرصهم على معرفة القبيلة التي أنتمي لها ، وأغلب المطلقين يرجعون سبب طلاقهم إلى تدخل أهل الزوجة.
كما أنني استغربت جدا بأن كل رجل مسجل في الموقع يشير بأنه رومانسي ، رغم أن الرومانسية مطلوبة ولكنها ليست كل الحياة أبدا ، وهذا يدل على أنهم يريدون استمالة المرأة وجذبها ، ليبدأ التعارف ، ولكن ليس بنية الزواج ..
بطاقة شحن
والأغرب والأدهى أن إحدى الفتيات المسجلات لم يتجاوز عمرها الـ19عاماً أشارت إلى أنها سجلت من أجل أن يتم إرسال بطاقات شحن لها ، وقالت بأن هناك الكثير من الأزواج يبحثون عن كلمة حلوة وتكون بمقابل بطاقة شحن!!!
كم تدفعين؟
وأخرى تقول بأنها تعرفت على أحد راغبي الزواج ممن يصف نفسه بأنه جاد، ومع حديثها معه قال لها : كم تدفعين لي لأتزوجك؟؟
طلبات جادة
ولكن (العبير) إحدى الفتيات المسجلات، أشارت أنها بالفعل دخلت جادة ، وفعلا تم التعارف بينها وبين أحد الجادين والزواج سيكون قريبا إن شاء الله
وشاركتها في الرأي (بنت الرياض) حيث قالت فعلا دخلت وهدفي الزواج فعمري 35عاماً وخلال شهرين من البحث في هذه المواقع وجدت ولله الحمد من أرضاه زوجا ويرتضيني زوجة له ، بعيدا عن المثالية والشروط التعجيزية ، فالجدية والنية الحسنة هي المطلب الوحيد ليتم الالتقاء ، بعيدا عن المكائد والنوايا السيئة ، فمثل هذه المواقع تحوي الجيد والسيئ معا ، ولكن ذلك يعتمد على المسجلين بالدرجة الأولى من وجهة نظري ..
لا يريد الزواج
وذكرت أخرى بأنها تعرفت على شاب ولكنه سرعان ما اعترف لها أنه لا يريد الزواج ، وكان يعتقد بأن الفتيات المتواجدات مثله ، فاعتذر وخرج عندما شاهد جديتي في الأمر.
70% جادات
في إحصائية لأكثر من خمسة مواقع اتضح بأن الفتيات المسجلات في هذه المواقع جادات بنسبة 70% و30% يدخلن من أجل ابتزاز الآخرين ماديا ، بعكس الرجال ، حيث إن منهم 50% جادون والبقية بدرجات متفاوتة.
تقول إحدى الخطابات المتواجدات في الموقع لأكثر من عام بأن الفتيات أكثر جدية من الرجال ، وبعض الرجال للأسف مازال تفكيرهم قاصراً ولا يؤمن بأن المرأة من حقها أن تبحث عن شريك حياتها مثلها مثل الرجل في مثل هذه المواقع، وأشارت بأن سبب تواجدها هو أيضا التوفيق بالحلال وخاصة ممن لا يدخلون مثل هذه المواقع ، مضيفة: حيث ابحث عمن تريد الزواج أو يريد الزواج ولدي الشروط التي يريدون في مثل هذه المواقع ويتم الاتفاق حيث تم تزويج عدد لا بأس به والحمد لله .
أحد المسجلين الرجال أشار إلى أن المواقع اغلبها نصب واحتيال ، حيث تعتمد على بطاقات الشحن ، وآخر أشار أن اغلب الطلبات التي جاءته عن طريق الفتيات تطلب منه بطاقة شحن !
أما سطام فأشار إلى أنه تعرف على فتاة في احد مواقع الزواج وأخذت منه 500 ريال ولم يجدها بعد ذلك الوقت !
زواج بالانترنت
ولكن ماجد أشار بأن شقيقه تزوج عن طريق مواقع الزواج وله مع زوجته الآن أربع سنوات ولديهم طفل ، وحياتهم سعيدة والحمد لله ، بل يحبان بعضهما بدرجة كبيرة ، وانه نتيجة لنجاح تجربة شقيقه فقد تشجع كثيرا لدخول هذه المواقع للبحث عن شريكة حياته بعيدا عن الطرق التقليدية ، وأشار بأن شقيقه لم يخبر أحدا بأنه تزوج عن طريق مواقع الزواج لأن الناس لم تستوعب بعد مثل هذه الزيجات وهناك من قد يسعى لتخريبها ، لذلك السرية التامة مطلوبة بين الطرفين ولكن لأنها تربطني بأخي علاقة وثيقة فقد اخبرني بهذا حتى أبحث عمن تناسبني..
أما خالد فذكر بأنه لم يجد من يبحث عنها حتى الآن ، فهو يريد من تبحث عنه! وقال بأنه دخل أحد مواقع الزواج التي تجعل الرجل يشترك بمبلغ مادي ، بينما المرأة تسجل مجانا لمدة معينة ، وهذا اغلب المواقع .
وأضاف فهد بأنه وجد الصفات التي يبحث عنها في شريكة حياته ، ولكن شكه في عدم مصداقية الفتاة أبعده عنها ، مما جعله يندم لتركها ولأنه شك فيها دون أن يسمع منها وجهة نظرها وعدم استطاعته العودة لها مرة أخرى، حيث أن الفتاة صرفة النظر عنه لتصرفه واستعجاله ..
وقال سالم بأنه دخل مواقع الزواج للبحث عن زوجة أخرى ، ويريدها على حسب مواصفاته لا مواصفات أهله وأقاربه ..
باحث عن حب
وكان (هاو) يختلف عن غيره حيث قال بأن سبب دخوله لمواقع الزواج للبحث عن الحب المفقود و( الرومانسية ) ولا يقصد الزواج ، لأنه لا يستطيع فتح بيت آخر !
أما عبد الرحمن فقال أنا جاد بالبحث عن زوجة عبر الموقع ، ولكن ما يحدث معي هو إنني تعرفت على احدى الفتيات ولم يحدث نصيب ، تقوم هي بإرسال إحدى صديقاتها لي ، بحيث تكون هي وصديقتها في الموقع وهذا يضايقني جدا ، وللأسف كثير ما اصدم بأن من أحدثهن شباب ، قد دخلوا بأسماء بنات وهدفهم الابتزاز أو التسلية فقط لا غير ومثل هؤلاء هم من يشوهون مثل هذه المواقع ، رغم أن هناك مواقع للتسلية والمرح بعيدا عن مواقع الزواج والهدف الذي أنشئت من اجله..
تجارة
والغريب أن هناك من يدخل بغرض تسويق بضاعته ، كأن يكون صاحب عطور أو أداوت تجميل أو بطاقات اتصال ، فيقوم بالتسجيل لتسويق منتجه بين هؤلاء وخاصة بين الفتيات!.. حيث يذكر احدهم بأنه قام بالتسجيل في موقع للزواج من اجل التسويق لمنتجه فيقوم بمراسلة البنات ، وعرض منتجه وأشار بأن هناك احدى السيدات اشترت منه أكثر من 40عبوة عطر في صفقة واحدة
أما من يروجون لبطاقات الاتصالات والاشتراك في مواقع الزواج فلم يجبنا أحد عن بعض الاستفسارات التي قمنا بطرحها عليهم. وهناك نماذج لشباب غير جادين من ضمن المسجلين في هذه المواقع حيث تواجد في أحد المواقع عدد من الشباب أعمارهم ما بين 19سنة إلى 22سنة ، فهؤلاء دخلوا للتسلية.
الكثير أبدى انزعاجه من دخول المتطفلين مثل هذه المواقع التي يفترض أن تكون أكثر مصداقية من غيرها.
مديرو المواقع من جانبهم يرون أنها تقوم بالتوفيق بين من يرغب الزواج ، بطرق حديثة غير تقليدية ، وليسوا مسؤولين عن أي تصرف خاطئ يصدر من عضو مسجل، لأن الخطأ يمثل صاحبه وليس صاحب الموقع.
النجاح والفشل
أبو عبد الرحمن صاحب أول موقع زواج على الانترنت قبل ثمان سنوات قال: لدي أكثر من موقع زواج ، والحمد لله تم زواج أكثر من 7000 فتاة وشاب من أول موقع تم افتتاحه على الشبكة العنكبوتية ، ومنهم من نجحت حياته والحمد لله ومنهم من اعتراها الفشل كما هو حاصل تماما في الزواج التقليدي، وأضاف: نشاهد أن النساء أكثر جدية من الرجال ، وهناك للأسف بعض الرجال يعتقد بأن تسجيل الفتيات هو لعيب فيهن أو لسبب ما ، رغم أن هذا غير صحيح ، فيحق للمرأة ما يحق للرجل، والمرأة أكثر جدية في طلب الزواج والبحث عن الاستقرار ، ومن يتم اكتشاف تلاعبه أو تصلنا رسالة تخبرنا بذلك فنحن نرسل له تحذيراً وتنبيها أو يتم حذف عضويته في الموقع ، فهدفنا من إنشاء أكثر من موقع هو التوفــيق بين رأسين بالحلال ، وبالطرق الحديثة ، التي نستخدمها في الخير وبشكل إيجابي ، أما من ناحية الكسب المادي ، فهذا شيء أساسي وهو توفير دخل مادي للموقع عن طريق بطاقات اشتراك وتميز وبطاقات ماسيه ، وذلك لخدمات مميزة نقدمها للمسجلين ، وحتى نستطيع تعويض مصاريف هذه المواقــع من حيث المواقع المستضيفة والإعلانات وفريق العمل وغير ذلك ، لذلك فالــبحث عن سبل لدخل مادي بالإضافة للتوفيق بين رأسين بالحلال أرى أنه لا بأس به إطلاقا، وأرى بأن هذه المواقــع لو تم استخدامها للغرض الذي أقيمت من اجله لحصل الخير الكثــير ولكـن كـما أشــرت بأن الأخطاء تقع من قبل المسجلين في هذه المواقع، ومن يدخل وهو جاد فسيجد طلبه، أما من يدخل متلاعباً فسرعان ما يخرج من هذه المواقع ..
من جانب آخر يرى خالد أبا الخيل «محاضر بكلية الشريعة»:
أن الزواج عبر الإنترنت ـ حتى يكون عقداً شرعياً ـ لابد أولاً من وجود الوسيط الأمين الذي عُرِف عنه الدين والأمانة، وليس مديراً مجهولا لموقع مجهول ـ كما هو الحال في كثيرٍ من مواقع الإنترنت ـ
ثم بعدها يأخذ الزواج طريقه المعتاد من وجود الولي والإيجاب والقبول، ونحو ذلك من لوازم العقد الشرعي.
وكل ذلك يعود للشخص المسجل في مثل هذه المواقع والقصد الذي يريده من دخوله فمن يريد أن يدخل للتسلية فلا شك أنه محاسب على فعله، خاصة وأنه لم يستشعر أمانة الأعراض.
مغامرة تتطلب الحذر
وقال أحمد الهنداوي الذي يعمل حاليا استشاريا اجتماعيا ونفسيا في قسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية موجهاً حديثه للمرأة التي تقوم بالتسجيل في مثل هذه المواقع بغرض البحث عن زوج لها أن عليها أن لا تجرفها العواطف وتصدق رجلاً لا تعرفه وتقوم على الفور بسرد معلوماتها وإرسال صورتها لأن الكثير يدخلون لهذه المواقع لغرض الابتزاز ، والدخول لهذه المواقع مغامرة تتطلب الحذر!
وان موافقتك وأهلك على استقبال هذا الرجل لا تعني أبداً أنها الموافقة النهائية، بل هو لقاء ليتعرفوا عليه ثم بعد ذلك ليسألوا عنه وعن دينه وخلقه وطبيعة عمله وكل ما يتعلق بأمور الزواج المعتبرة.
ولابد من التمهل في اللقاء بينك وبين هذا الشاب بحيث إن اللقاء بينك وبينه قد يتم تأجيله إلى حين سؤالكم عن حال هذا الخاطب، وبعد اطمئنانكم إلى كونه صالحاً صاحب خلق يتم اللقاء بينكما.
ولابد من الانتباه إلى أنك بحاجة إلى مراعاة التوسط في صفة الخاطب الذي يتقدم إليك، فحاولي أن تكوني متوسطة في المعيار الذي تطلبينه في زوج المستقبل، بحيث يكون الأساس الذي لا يمكن التنازل عنه هو الخلق الحسن، والاستقامة في الدين، وما سوى ذلك من الشروط فإنها قابلة للتنازل عنها أو على الأقل التساهل في بعضها، فإنه لا يخفى عليك أنك بحاجة إلى الزوج الصالح وأن سنك لا يتيح لك كثيراً من الفرص، فعليك باغتنام الفرصة المناسبة متى ما توفرت، ولكن أيضاً مع الحذر والتمهل وعدم العجلة في إتمام العقد دون تثبت من حال هذا الخاطب . ولابد أيضاً من الانتباه إلى أن المقصود قد حصل من معرفة هذا الخاطب بعنوان أهلك، فالذي ينبغي فعله هو ترك المجال لوالدك لإتمام الأمر، وذلك بالكلام الواضح والصريح والدعوة إلى اللقاء دون غموض أو تعقيد، فلابد من الحذر الكامل في التعامل مع الرجال، فإن كثيراً من الناس ممن قل دينهم، وفسدت نواياهم يستخدمون مثل هذه الأساليب ليصطادوا بها الفتيات الغافلات ويوقعونهن في شباكهم، فالواجب هو الحذر وأخذ جانب السلامة وذلك بترك التعامل مع هذا الشاب وإحالة الأمر إلى الوالد أو من تثقين به من أهلك ليتم الأمر على أحسن الأحوال وأسلم النتائج.
وعليك بكتمان هذا الأمر عن جميع من تعرفين من الأخوات والصديقات، إلا من كان هنالك ضرورة لإخباره كالوالد مثلاً، فإن هذا أفضل من أن يشاع عنك أنك ممن تسعين للزواج من خلال مواقع الإنترنت، سواء تم زواجك من هذا الرجل أو لم يتم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».
وعليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى ربك الذي يعلم سرك ويعلم بنيتك في طلب الحلال والسعي في الحصول على الزوج الصالح، فإن الدعاء هو سلاح المؤمن، وإن ربك قريب لطيف كريم يجيب دعوة الداعي قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )...
ويرى سامي بن عبد العزيز الماجد ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان هذه المواقع تقدم خدمة جليلة، حيث تدل كل طرف على الآخر بالطريق المشروع لإقامة العلاقة المشروعة، لاسيما لذوي الظروف الخاصة الذين قد لا يجدون من يناسبهم من حيث الظروف إلا في مثل هذه المواقع.
ولا حرج ولا إشكال في طريقة الإعلان من ذكر المواصفات العامة التي لا تسهب إلى حد الابتذال، وفي ذكر الشروط والمواصفات المرغوبة، بل ولا بأس – أيضاً – أن يصل التفاهم في البداية إلى حد المراسلة الجادة التي لا تُجرِّئ على المحادثة فضلاً عن اللقاء، وإنما ترتب للزيارة الأولى «زيارة الخطبة»ولكن المشكلة تكمن في مدى جدية المعلنين من خلال هذه المواقع، لا سيما الشباب والذي يتصفح هذه الإعلانات إنما يتعامل مع (أشباح) لا يدري ما حقيقتها، ولا يعلم الصادق من الكاذب، ولذا ينبغي أن تأخذ المرأة بالتأني والاحتياط والحذر وهي تتعامل مع هذه الأشباح فمتى ما رأت من أحدهم حرصاً على توثيق العلاقة، وولوج باب المحادثة قبل خطبتها من ولي أمرها، فعليها أن تقطع كل المراسلات معه؛ لأنه لو كان جاداً في طلبه صادقاً في رغبته، لسارع إلى خطبتها خشية أن يسبقه أحد إليها ، وأما أن تنشر المرأة صورتها كاشفة الوجه في مثل هذه المواقع أو في غيرها فالأظهر أنه لا يجوز.
////
التعليق .
الحقيقة وأنا أقرأ هذا الموضوع حزنت إلى ماوصلت إليه بناتنا من بحثهن عن الزواج ، إذ أين مايسمّى (ولي الأمر) أينه أولاً عن دخولها للعديد من المواقع في هذه الشبكة العنكبوتية التي تحوي الكثر من المفاسد والتي لاتخفى على الجميع أغفلت عيناه عن موْليته لدرجة أنها تبحث عن زوج . أعتقد إن لم تجد زوجًا فسوف تبحث عن صديق والقصص في ذلك كثيرة ،
فالواجب على البنات أن يجلسن بالبيوت ولايحاولن البحث عن زواجٍ بان من هذا الموضوع فشله .
نسأل الله أن ييسر لبناتنا واخواتنا الأزواج الصالحين الأكفاء .
إنه هو السميع المجيب . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
والسلام عليكم