بلي في القلب
06-09-2008, 05:50 PM
ترتبط حركة البيع في عالم العطور ارتباطا وثيقا بالمناسبات الدورية فتنشط في الاعياد ومناسبات الزواج والهدايا وتموت في بقية ايام السنة – وفقا لتأكيدات العاملين في هذه المهنة
بطبيعة الحال غلاء المعيشة وارتفاع متطلبات الغذاء والسكن والدراسة جعلت بعض الناس يستغنون عن شراء قنينة عطرواحدة او تولة من دهن عود
اما العود الذي يقارب ثمنه الخيال فهذا قد سقط من حسابات الكثيرين – خاصة المقيمين- لان اسعاره سوبر استار ولا تقدر عليه مداخيلهم الهزيلة ويقتصر شراء العود على الموسرين فقط او ذوي الدخل المرتفع
ويحتوي الحديث عن عالم العطور والعود – (خاصة في دول الخليج) - على نوع من الغرابة والدهشة نظرا للارقام الفلكية التي تنفق على هذه المنتجات المحببة الى النفس البشرية
وتشتهر دول الخليج بالخلطات الشرقية وهي عبارة عن خلط مجموعة من العطورات الخام واعادة تركيبها بطريقة دقيقة جدا تحسب بالجرام، ويلاحظ ان هناك اسماء لهذه الخلطات سواء كانت للرجال او للنساء فتأخذ خلطات الإناث اسماء رومانسية تتناسب مع رائحة العطر مثل مياسة وريم ونسيم الليل وتأخذ الخلطات الرجالية اسماء تتناسب مع محتواها فتسمى على اسماء كبار الشخصيات مثل دهن العود الملكي وشيخ الشباب
ووفقا لما قاله بائعو العطور لـ (لشرق) تعد العطور الشرقية من اغلى العطور على الاطلاق عالميا حيث يصل سعر عطر دهن العود الى نحو 100 الف ريال للكيلو جرام الواحد وبطبيعة الحال لا يقتصر الانفاق في دول الخليج على الرجال فقط بل ان ا لنساء ينفقن مبالغ خيالية على العطور ففي احد الأعوام بلغت قيمة ما انفقنه هؤلاء النسوة حوالي 800 مليون دولار في السعودية فقط
اما مادة العود المحببة الى الملايين فهذه لها حكاية خاصة بها حيث تتبوأ اسعارها القدح المعلى في عالم الطيب حيث يصل سعرالكيلو جرام الى اكثر من 100 الف ريال ويأتي اشهر انواعه من الهند - موطنه الاصلي – كما يوجد في كمبوديا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا ولاوس وبورما مع العلم ان العود الهندي قد انقرض منذ 20 عاما واصبح الآن عملة نادرة شديد الطلب عليها.
السوق القطري
يقول صادق قايد المخلافي مدير المبيعات في متجر( اطياب قطر) للعطور: ان حركة البيع تنشط خلال الاعياد والمناسبات ورمضان وزادت بشكل ملحوظ في عيد الاضحى لهذا العام وعلى جميع العطور، واشار الى ان الاقبال على العود والخلطات ودهن العود اكبر من العطور واضاف المخلافي ان الزبائن يشترون العطور للاستخدام الشخصي وهدايا لاعزاء عليهم بينما يستخدم العود بكثرة في مجالس الناس في دول الخليج قاطبة وهي عادة متوارثة
وبسؤاله عن الاسعار، قال المخلافي لم ترتفع اسعار العطور في الفترة الاخيرة والاسعار التي بعنا بها في عيد الفطر بعنا بها في عيد الاضحى المبارك
وبدوره يؤكد محمد جنول مسؤول المبيعات في متجر( اطياب مكة ) للعطور ان حركة البيع نشطت في عيد الاضحى غير انها لم تكن في المتوقع، وعزا ذلك الى ارتفاع اسعار المعيشة في قطر التي أثرت على حركة البيع
وعن انواع العطور التي يوفرها المحل قال جنول لدينا عطور اوروبية وعطور عربية وشرقية وعطورات خاصة من انتاج المحل كالخلطات ومنها بنت الدوحة ودهن العود الملكي والمسك وريم ومياسة وشيخ الشباب وعود نايف وبعض هذه تستخدم للرجال وبعضها للنساء
يقول عبدالله علي مسؤول المبيعات في متجر آخر إن الإقبال على شراء العطورات كبير جدا من قبل المواطنين القطريين على وجه الخصوص، لافتا الى ان غالبية عملاء المحل قطريون، وأضاف ان تجارة العطور مربحة الى حد معقول والخسارة بعيدة عنها وقال ان المبيعات تنشط في المناسبات مثل الاعياد ورمضان والأفراح، منوها بان المحل تتوافر فيه عطورات تناسب جميع شرائح المجتمع ابتداء من سعر 35 ريالا الى 200 ريال وقال ان الاقبال من قبل الزبائن يزداد على البخاخ والجل (اللوشن) والصابون المعطر .
واضاف ان المتجر يوفر مادة العود التي يتم استيرادها من دبي وكمبوديا وماليزيا، مشيرا إلى ان العود الهندي غير متوافر حاليا في السوق الا بنسب ضئيلة جدا حيث يصل سعر الكيلوجرام منه الى 100 الف ريال، مؤكدا ان العود الهندي لا يعرض في المحلات التي تبيع العود وانما يباع بطريقة خاصة عبر التلفون
مواسم البيع
واشار علي الى ان متاعب مهنة بيع العطور تتلخص في تراجع حركة البيع في منتصف الشهر الثاني، مؤكدا ان البيع ينشط في بداية الشهر وتحديدا مع تسلم الرواتب اضافة الى شهر رمضان والاعياد حيث تترتفع المبيعات بشكل لافت للنظر
فن الخلطات
وبسؤاله عن الخلطات وهل بامكان أي شخص ان يقوم بتركيبها فقال نافيا ان الخلطات سر مهنة ولا يجيدها أي شخص حتى وان كان يتعامل في مهنة بيع العطور، واضاف ان الخلطة تعني اخذ مجموعة من العطورات الخام وتركيبها بطريقة دقيقة جدا تحسب بالجرام فمثلا اخذ من هذا العطر جراما ومن عطر اخر جرامين ومن نوع ثالث 3 جرامات وهكذا حتى يستقر الرأي على خلطة مميزة ذات رائحة محببة للزبون مع العلم ان اختلال هذه المقادير او التركيبة المدونة يفسد الخلطة وهذه المقادير اخذتها عن خبرة ومراس طويلين، واضاف اقوم بتركيب الخلطة المكونة من عدة عطور واتركها مدة ايام ثم اجرب رائحتها واعرضها في السوق فاذا وجدت رواجا اعتمدها واستمر في تركيبها وبيعها بعد اعطائها اسما يليق بها مع العلم ان لكل خلطة على حدة رقما سريا جدا لا يعرفه احد غيري
يتنفسون عطرا
وبدوره اكد محمد عبده مسؤول مبيعات في احد مراكز العطور ان تجارة العطور والعود تبوأت مكانة عالية في منطقة الخليج حيث بلغت 8ر3 مليار دولار، منوها بان السوق القطري يأخذ حصة كبيرة من تجارة هذه السلعة وقال ان الاقبال شديد من قبل القطريين والقطريات على العطور الذين يفضلون الخلطات الشرقية اكثر من غيرها وهي عبارة عن مجموعة عطور ممزوجة مع بعضها مثل دهن العود والمسك والعنبر والزعفران والورد الطائفي وقال ان متوسط سعر التولة يتراوح بين 500 – 10000 ريال والملاحظ ان الزبون القطري يبحث عن الافضل وبفضل الله نتميز بتقديم العديد من الخلطات والعطور التي تلقى رواجا كبيرا واضاف ان الخلطات الشرقية التي نصنعها ترجع لطلب الزبون فاذا اراد غالية لبينا طلبه وكلما قلت جودة العطر كلما قلت تكلفته
خلطات بنات حوى
واضاف هناك خلطات نسائية وكلما كانت الخلطة نادرة وهادئة كلما كانت محببة وهناك خلطات تناسب الجنسين لان الخلطات العربية بشكل عام ممكن تستخدم للجنسين ولكن يمكن ان نضيف عليها عطرا من العطور لتمييز الرجالي من النسائي وننفرد بطابع شرقي ومنتوجات خاصة وقد اخذنا وكالة عطورات فرنسية متخصصة بالخلطات الشرقية .
واضاف ان الدهون لا تحتوي على كحول كما هو الحال في العطور العادية (البخاخ) التي تتطلب مادة الكحول لتخفيف المادة الدهنية واخراج العطر من القنينة
ماهية العود
قلت ان الناس هنا مغرمون بالعود ويدفعون فيه مبالغ طائلة فما السر وكيف ينشا العود ؟
فاجاب قائلا :
يستخدم العود بكثرة بين العرب والمسلمين خاصة دول الخليج الست في المناسبات كما يستخدم في الصين واليابان كطقوس دينية ويستخدم في الهند لحرق جثث الشخصيات المهمة بعد وفاتهم وينشأ العود نتيجة اصابة اشجار العود بنوع معين من الطفيليات والتي تتغذى بمادة تفرزها هذه الاشجار من الفضلات التي تخلفها هذه الطفيليات وهي مادة العود فيصيب الشجرة مرض وكلما زادت فترة مرض الشجرة كلما زادت قيمة العود وجودته ومعروف ان الاسم العلمي للعود هو (اقوا لوريا) وهي تنمو في المناطق الاستوائية الرطبة الممطرة وهناك مزارع للعود واذا اصيبت الشجرة بالمرض انتجت عودا واذا لم تمرض فانها تظل مجرد شجرة والموطن الاصلي للعود هو الهند وكمبوديا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا .
حركة دؤوب
ويؤكد زميله احمد ان حركة البيع جيدة وترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات خاصة شهر رمضان الذي يكثر فيه الاقبال على العطور العربية والعود، واضاف كلما زادت جودة العطركلما زاد التنافس على المبيعات مؤكدا ان هناك منافسة شديدة في السوق القطري لكننا نتميز بالمنتجات ذات السمعة العالية التي تفرض نفسها على الزبون .
ويشير عادل عيد مدير الأعمال التجارية باحدى شركات العطور إلى أن الاسواق الخليجية تعد الأضخم من حيث الاستهلاك للعطور الشرقية والباريسية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم التعامل في مجال العطور في منطقة الخليج يفوق مبلغ الثلاثة مليارات دولار بمعدل نمو 25 في المائة، ويبلغ معدل استهلاك الفرد من العطور في منطقة الخليج خمسة أضعاف استهلاك الفرد في مختلف أنحاء العالم، مما يجعل هذه الصناعة تزدهر ويزيد الإقبال عليها.
وعزا الارتفاع الملحوظ لأسعار العطور إلى ارتفاع المواد الأولية الداخلة في التصنيع من الزيوت العطرية، وماء الذهب والبلاستيك والزجاج، وخصوصا المواد المستوردة من فرنسا وسويسرا والهند، كما أن وجود العلامات العالمية في السوق الخليجية من شأنه أن يرفع من مقاييس جودة التصنيع.
احذروا التقليد
ولفت عيد إلى أن أكثر ما يثير قلق مصنعي العطور، انتشار العطور المقلدة التي تكبد المصنعين خسائر فادحة لا يمكن التنبؤ بها لعدم وجود إحصائيات دقيقة، إضافة إلى أن الخسارة الأكبر معنوية تتمثل في ضياع جهود الشركة وأبحاث الخبراء والمصممين.
ويؤكد عبدالعزيز تاجر عود ان العامل بهذه السلعة يحتاج الى 6 سنوات حتى يكون خبره ليتعرف على العود ويستطيع التفرقة والتمييز بين الأصلي والمقلد، وقال عادة التمييز الحقيقي يكون من خلال رائحته على الجمر، وكذلك كلما كان العود غامق اللون كان الأفضل وذلك ليس على الإطلاق، مشيرا الى ان هناك انواعا من العود مقلدة توجد في احد الاسواق الخليجية مخلوطة بالاخشاب ودهن عود مخلوط بزيوت السيارات محذرا المستهلك من الشراء من الباعة المتجولين، مؤكدا ان العود سلعة ثمينة مثل الذهب تماما، وتساءل هل يمكن شراء الذهب من باعة متجولين .
وقال أسامة بائع في محل عطورات أغلى الأسعار دهن العود إذ تتراوح سعر ربع التولة بين 250-500 ريال حسب النوعية والجودة، موضحا أن أفضل الأنواع هو العود المعتق واضاف اللافت في سوق العطور الخليجية أن العطور الشرقية ما زالت محافظة على وجودها وشعبيتها، وان هناك ارتفاعا في نسبة المبيعات بمعدل 20 بالمائة سنويا بالرغم من المنافسة القوية من قبل العطور الغربية والأسماء الشهيرة والماركات العالمية والدعايات القوية. التي بدأت بالتوجه لإرضاء المستهلك الخليجي بطرح عطور بخاخة بأسماء جديدة ذات روائح شرقية وخاصة دهن العود والمسك
بطبيعة الحال غلاء المعيشة وارتفاع متطلبات الغذاء والسكن والدراسة جعلت بعض الناس يستغنون عن شراء قنينة عطرواحدة او تولة من دهن عود
اما العود الذي يقارب ثمنه الخيال فهذا قد سقط من حسابات الكثيرين – خاصة المقيمين- لان اسعاره سوبر استار ولا تقدر عليه مداخيلهم الهزيلة ويقتصر شراء العود على الموسرين فقط او ذوي الدخل المرتفع
ويحتوي الحديث عن عالم العطور والعود – (خاصة في دول الخليج) - على نوع من الغرابة والدهشة نظرا للارقام الفلكية التي تنفق على هذه المنتجات المحببة الى النفس البشرية
وتشتهر دول الخليج بالخلطات الشرقية وهي عبارة عن خلط مجموعة من العطورات الخام واعادة تركيبها بطريقة دقيقة جدا تحسب بالجرام، ويلاحظ ان هناك اسماء لهذه الخلطات سواء كانت للرجال او للنساء فتأخذ خلطات الإناث اسماء رومانسية تتناسب مع رائحة العطر مثل مياسة وريم ونسيم الليل وتأخذ الخلطات الرجالية اسماء تتناسب مع محتواها فتسمى على اسماء كبار الشخصيات مثل دهن العود الملكي وشيخ الشباب
ووفقا لما قاله بائعو العطور لـ (لشرق) تعد العطور الشرقية من اغلى العطور على الاطلاق عالميا حيث يصل سعر عطر دهن العود الى نحو 100 الف ريال للكيلو جرام الواحد وبطبيعة الحال لا يقتصر الانفاق في دول الخليج على الرجال فقط بل ان ا لنساء ينفقن مبالغ خيالية على العطور ففي احد الأعوام بلغت قيمة ما انفقنه هؤلاء النسوة حوالي 800 مليون دولار في السعودية فقط
اما مادة العود المحببة الى الملايين فهذه لها حكاية خاصة بها حيث تتبوأ اسعارها القدح المعلى في عالم الطيب حيث يصل سعرالكيلو جرام الى اكثر من 100 الف ريال ويأتي اشهر انواعه من الهند - موطنه الاصلي – كما يوجد في كمبوديا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا ولاوس وبورما مع العلم ان العود الهندي قد انقرض منذ 20 عاما واصبح الآن عملة نادرة شديد الطلب عليها.
السوق القطري
يقول صادق قايد المخلافي مدير المبيعات في متجر( اطياب قطر) للعطور: ان حركة البيع تنشط خلال الاعياد والمناسبات ورمضان وزادت بشكل ملحوظ في عيد الاضحى لهذا العام وعلى جميع العطور، واشار الى ان الاقبال على العود والخلطات ودهن العود اكبر من العطور واضاف المخلافي ان الزبائن يشترون العطور للاستخدام الشخصي وهدايا لاعزاء عليهم بينما يستخدم العود بكثرة في مجالس الناس في دول الخليج قاطبة وهي عادة متوارثة
وبسؤاله عن الاسعار، قال المخلافي لم ترتفع اسعار العطور في الفترة الاخيرة والاسعار التي بعنا بها في عيد الفطر بعنا بها في عيد الاضحى المبارك
وبدوره يؤكد محمد جنول مسؤول المبيعات في متجر( اطياب مكة ) للعطور ان حركة البيع نشطت في عيد الاضحى غير انها لم تكن في المتوقع، وعزا ذلك الى ارتفاع اسعار المعيشة في قطر التي أثرت على حركة البيع
وعن انواع العطور التي يوفرها المحل قال جنول لدينا عطور اوروبية وعطور عربية وشرقية وعطورات خاصة من انتاج المحل كالخلطات ومنها بنت الدوحة ودهن العود الملكي والمسك وريم ومياسة وشيخ الشباب وعود نايف وبعض هذه تستخدم للرجال وبعضها للنساء
يقول عبدالله علي مسؤول المبيعات في متجر آخر إن الإقبال على شراء العطورات كبير جدا من قبل المواطنين القطريين على وجه الخصوص، لافتا الى ان غالبية عملاء المحل قطريون، وأضاف ان تجارة العطور مربحة الى حد معقول والخسارة بعيدة عنها وقال ان المبيعات تنشط في المناسبات مثل الاعياد ورمضان والأفراح، منوها بان المحل تتوافر فيه عطورات تناسب جميع شرائح المجتمع ابتداء من سعر 35 ريالا الى 200 ريال وقال ان الاقبال من قبل الزبائن يزداد على البخاخ والجل (اللوشن) والصابون المعطر .
واضاف ان المتجر يوفر مادة العود التي يتم استيرادها من دبي وكمبوديا وماليزيا، مشيرا إلى ان العود الهندي غير متوافر حاليا في السوق الا بنسب ضئيلة جدا حيث يصل سعر الكيلوجرام منه الى 100 الف ريال، مؤكدا ان العود الهندي لا يعرض في المحلات التي تبيع العود وانما يباع بطريقة خاصة عبر التلفون
مواسم البيع
واشار علي الى ان متاعب مهنة بيع العطور تتلخص في تراجع حركة البيع في منتصف الشهر الثاني، مؤكدا ان البيع ينشط في بداية الشهر وتحديدا مع تسلم الرواتب اضافة الى شهر رمضان والاعياد حيث تترتفع المبيعات بشكل لافت للنظر
فن الخلطات
وبسؤاله عن الخلطات وهل بامكان أي شخص ان يقوم بتركيبها فقال نافيا ان الخلطات سر مهنة ولا يجيدها أي شخص حتى وان كان يتعامل في مهنة بيع العطور، واضاف ان الخلطة تعني اخذ مجموعة من العطورات الخام وتركيبها بطريقة دقيقة جدا تحسب بالجرام فمثلا اخذ من هذا العطر جراما ومن عطر اخر جرامين ومن نوع ثالث 3 جرامات وهكذا حتى يستقر الرأي على خلطة مميزة ذات رائحة محببة للزبون مع العلم ان اختلال هذه المقادير او التركيبة المدونة يفسد الخلطة وهذه المقادير اخذتها عن خبرة ومراس طويلين، واضاف اقوم بتركيب الخلطة المكونة من عدة عطور واتركها مدة ايام ثم اجرب رائحتها واعرضها في السوق فاذا وجدت رواجا اعتمدها واستمر في تركيبها وبيعها بعد اعطائها اسما يليق بها مع العلم ان لكل خلطة على حدة رقما سريا جدا لا يعرفه احد غيري
يتنفسون عطرا
وبدوره اكد محمد عبده مسؤول مبيعات في احد مراكز العطور ان تجارة العطور والعود تبوأت مكانة عالية في منطقة الخليج حيث بلغت 8ر3 مليار دولار، منوها بان السوق القطري يأخذ حصة كبيرة من تجارة هذه السلعة وقال ان الاقبال شديد من قبل القطريين والقطريات على العطور الذين يفضلون الخلطات الشرقية اكثر من غيرها وهي عبارة عن مجموعة عطور ممزوجة مع بعضها مثل دهن العود والمسك والعنبر والزعفران والورد الطائفي وقال ان متوسط سعر التولة يتراوح بين 500 – 10000 ريال والملاحظ ان الزبون القطري يبحث عن الافضل وبفضل الله نتميز بتقديم العديد من الخلطات والعطور التي تلقى رواجا كبيرا واضاف ان الخلطات الشرقية التي نصنعها ترجع لطلب الزبون فاذا اراد غالية لبينا طلبه وكلما قلت جودة العطر كلما قلت تكلفته
خلطات بنات حوى
واضاف هناك خلطات نسائية وكلما كانت الخلطة نادرة وهادئة كلما كانت محببة وهناك خلطات تناسب الجنسين لان الخلطات العربية بشكل عام ممكن تستخدم للجنسين ولكن يمكن ان نضيف عليها عطرا من العطور لتمييز الرجالي من النسائي وننفرد بطابع شرقي ومنتوجات خاصة وقد اخذنا وكالة عطورات فرنسية متخصصة بالخلطات الشرقية .
واضاف ان الدهون لا تحتوي على كحول كما هو الحال في العطور العادية (البخاخ) التي تتطلب مادة الكحول لتخفيف المادة الدهنية واخراج العطر من القنينة
ماهية العود
قلت ان الناس هنا مغرمون بالعود ويدفعون فيه مبالغ طائلة فما السر وكيف ينشا العود ؟
فاجاب قائلا :
يستخدم العود بكثرة بين العرب والمسلمين خاصة دول الخليج الست في المناسبات كما يستخدم في الصين واليابان كطقوس دينية ويستخدم في الهند لحرق جثث الشخصيات المهمة بعد وفاتهم وينشأ العود نتيجة اصابة اشجار العود بنوع معين من الطفيليات والتي تتغذى بمادة تفرزها هذه الاشجار من الفضلات التي تخلفها هذه الطفيليات وهي مادة العود فيصيب الشجرة مرض وكلما زادت فترة مرض الشجرة كلما زادت قيمة العود وجودته ومعروف ان الاسم العلمي للعود هو (اقوا لوريا) وهي تنمو في المناطق الاستوائية الرطبة الممطرة وهناك مزارع للعود واذا اصيبت الشجرة بالمرض انتجت عودا واذا لم تمرض فانها تظل مجرد شجرة والموطن الاصلي للعود هو الهند وكمبوديا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا .
حركة دؤوب
ويؤكد زميله احمد ان حركة البيع جيدة وترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات خاصة شهر رمضان الذي يكثر فيه الاقبال على العطور العربية والعود، واضاف كلما زادت جودة العطركلما زاد التنافس على المبيعات مؤكدا ان هناك منافسة شديدة في السوق القطري لكننا نتميز بالمنتجات ذات السمعة العالية التي تفرض نفسها على الزبون .
ويشير عادل عيد مدير الأعمال التجارية باحدى شركات العطور إلى أن الاسواق الخليجية تعد الأضخم من حيث الاستهلاك للعطور الشرقية والباريسية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم التعامل في مجال العطور في منطقة الخليج يفوق مبلغ الثلاثة مليارات دولار بمعدل نمو 25 في المائة، ويبلغ معدل استهلاك الفرد من العطور في منطقة الخليج خمسة أضعاف استهلاك الفرد في مختلف أنحاء العالم، مما يجعل هذه الصناعة تزدهر ويزيد الإقبال عليها.
وعزا الارتفاع الملحوظ لأسعار العطور إلى ارتفاع المواد الأولية الداخلة في التصنيع من الزيوت العطرية، وماء الذهب والبلاستيك والزجاج، وخصوصا المواد المستوردة من فرنسا وسويسرا والهند، كما أن وجود العلامات العالمية في السوق الخليجية من شأنه أن يرفع من مقاييس جودة التصنيع.
احذروا التقليد
ولفت عيد إلى أن أكثر ما يثير قلق مصنعي العطور، انتشار العطور المقلدة التي تكبد المصنعين خسائر فادحة لا يمكن التنبؤ بها لعدم وجود إحصائيات دقيقة، إضافة إلى أن الخسارة الأكبر معنوية تتمثل في ضياع جهود الشركة وأبحاث الخبراء والمصممين.
ويؤكد عبدالعزيز تاجر عود ان العامل بهذه السلعة يحتاج الى 6 سنوات حتى يكون خبره ليتعرف على العود ويستطيع التفرقة والتمييز بين الأصلي والمقلد، وقال عادة التمييز الحقيقي يكون من خلال رائحته على الجمر، وكذلك كلما كان العود غامق اللون كان الأفضل وذلك ليس على الإطلاق، مشيرا الى ان هناك انواعا من العود مقلدة توجد في احد الاسواق الخليجية مخلوطة بالاخشاب ودهن عود مخلوط بزيوت السيارات محذرا المستهلك من الشراء من الباعة المتجولين، مؤكدا ان العود سلعة ثمينة مثل الذهب تماما، وتساءل هل يمكن شراء الذهب من باعة متجولين .
وقال أسامة بائع في محل عطورات أغلى الأسعار دهن العود إذ تتراوح سعر ربع التولة بين 250-500 ريال حسب النوعية والجودة، موضحا أن أفضل الأنواع هو العود المعتق واضاف اللافت في سوق العطور الخليجية أن العطور الشرقية ما زالت محافظة على وجودها وشعبيتها، وان هناك ارتفاعا في نسبة المبيعات بمعدل 20 بالمائة سنويا بالرغم من المنافسة القوية من قبل العطور الغربية والأسماء الشهيرة والماركات العالمية والدعايات القوية. التي بدأت بالتوجه لإرضاء المستهلك الخليجي بطرح عطور بخاخة بأسماء جديدة ذات روائح شرقية وخاصة دهن العود والمسك