ناصر
07-21-2008, 08:59 PM
أسعد الله اوقاتكم بكل خير
الاهتمام بالشكل الخارجي والمظهر العام للانسان امر مهم، فالانسان معني بأن يكون مظهره لائقا ومناسبا، يختلف الأفراد في درجة اهتمامهم بالشكل، فهذا يهتم بمختلف الأمور والتفاصيل الشكلية من أعلى الرأس الى أخمس القدمين، وذاك اهتمامه ينصب على الشكل عموما دون الإغراق في التفاصيل، والآخر اهتمامه متواضع ولا يعير كثير اهتمام لشكله ومظهره.
المجتمع العربي - بجناحيه الذكور والاناث- لديه بشكل عام اهتمام كبير بالشكل والمظهر، خصوصا فئة الشباب، الذين ينصب اهتمام الكثير منهم على ملاحقة الموضة و"الستايلات" الحديثة، فهذا يقلد ممثله أو مطربه المفضل، وتلك يعجبها ستايل فنانة معينة تحاول تقليده، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتد صرعة ملاحقة الموضة و"تقليد القدوات" الى اجراء عمليات جراحية تجميلية الهدف منها تحقيق أفضل مظهر ممكن للشكل يحاكي أشهر المشاهير من مطربين وفنانين وغيرهم، هذا ناهيك عن تغيير بعض أعضاء الجسم بحجة" تعديلها" لتبدوا أجمل كعمليات تصغير الأنف، أو تكبير وتصغير الصدر، وعمليات شفط الدهون، وكل هذه العمليات "تشفط" نقود من يخضعون لها بمزاجهم ورضاهم التام، وتضيّع الكثير من أوقاتهم وطاقاتهم.
استوقني قبل فترة أحد طلبة الجامعة، جرت بيننا دردشة سريعة على باب إحدى القاعات، سمحت لي هذه الدردشة بطرح سؤال شخصي بسيط على الطالب، برغم انني ممن لا يرغبون "بحشر أنوفهم" في أشكال الآخرين، الا أن مظهر هذا الشاب دفعني لسؤاله، قائلا له ما سر هذا الشكل ، - واقصد شكل شعره وطريقة تسريحه-، حيث بدا فوضوي وغير منظم ومرتب، قدرت أنه لم يمتلك الوقت الكافي في الصباح لتسريح شعره وتنظيمه، لكنه قطع شكي بيقينه قائلا: أنا قاصد هذا الشكل، فهذه تسريحة " موضة" اسمها "ديرتي ستايل"، فتعجبت وقلت له اي أنك قاصد أن تكون بهذا الشكل، فقال بكل تأكيد، فقلت له وما السر في ذلك، ربما لأنها سهلة وسريعة ولا تحتاج لبذل الوقت، فقال بالعكس، هذا الشكل الذي تراه أمامك يحتاج مني يوميا الى مدة نصف ساعة أمام المرآة، وجهد متواصل ومرهق إلى حد ما ليظهر بهذا المستوى، فإستبد بي العجب مرة اخرى قائلا له: انت تصرف كل يوم من وقتك نصف ساعة لتبدو بهذا المظهر، واردفت قائلا: يا رجل انا أصحو من نومي و آخذ دش الصباح وألبس ملابسي وأشرب الشاي وكل هذا في أقل من نصف ساعة.
قال لي ان "الديرتي ستايل" موضة شبابية جديدة، وطبعا أود التوضيح هنا للقارىء الكريم ان "الديرتي ستايل" المقصود به هو المظهر الفوضوي او كما نقول بالعامية " العفش" وليس المظهر القذر كما يمكن ترجمته حرفيا، وهو موضة دارجة عند البعض، ترافقها احيانا الملابس الشبابية الفوضوية والبناطيل " الساحلة" من الخلف في شكل غير متناسق وغير مرتب يتم بشكل مقصود ويحتاج الى وقت وجهد كل صباح يزيد عن النصف ساعة وربما اكثر.
شخصيا لا إعتراض عندي على ما يختاره الناس وما يحبون أن يكون عليه مظهرهم، ولا على تكاليف هذه المظاهر من الجهد والمال، ولا على رغبة البعض منهم في اجراء عمليات تجميل لتصحيح " ستايلاتهم"، واعتبر هذه المسائل شخصية بحتة، لكن اعتراضي أسجله هنا على الثقافة التي ترافق هذه الاهتمامات، ثقافة الاستهلاك والتقليد والتشبه بالآخرين، وصب الاهتمام على المظهر دون الجوهر، ثقافة تجعل من الانسان يصرف الكثير من وقته وجهده وربما ماله في سبيل الظهور " بستايل عفش" ، في حين لا يصرف شيء يُذكر على تحسين قدراته العقلية وتطويرها، وتثقيف نفسه، والاهتمام بمستقبله، صحيح أن من هؤلاء الناس من هو " ذوق" في تعامله وسلوكه ومنطقه مع الآخرين، لكن هذا لا يكفي ولا يشفع لإنسان اليوم الذي تواجهه تحديات عظيمة في حاضره ومستقبله، عليه الاستعداد نفسيا وعقليا وروحانيا للتغلب عليها.
لكم المحبة
الاهتمام بالشكل الخارجي والمظهر العام للانسان امر مهم، فالانسان معني بأن يكون مظهره لائقا ومناسبا، يختلف الأفراد في درجة اهتمامهم بالشكل، فهذا يهتم بمختلف الأمور والتفاصيل الشكلية من أعلى الرأس الى أخمس القدمين، وذاك اهتمامه ينصب على الشكل عموما دون الإغراق في التفاصيل، والآخر اهتمامه متواضع ولا يعير كثير اهتمام لشكله ومظهره.
المجتمع العربي - بجناحيه الذكور والاناث- لديه بشكل عام اهتمام كبير بالشكل والمظهر، خصوصا فئة الشباب، الذين ينصب اهتمام الكثير منهم على ملاحقة الموضة و"الستايلات" الحديثة، فهذا يقلد ممثله أو مطربه المفضل، وتلك يعجبها ستايل فنانة معينة تحاول تقليده، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتد صرعة ملاحقة الموضة و"تقليد القدوات" الى اجراء عمليات جراحية تجميلية الهدف منها تحقيق أفضل مظهر ممكن للشكل يحاكي أشهر المشاهير من مطربين وفنانين وغيرهم، هذا ناهيك عن تغيير بعض أعضاء الجسم بحجة" تعديلها" لتبدوا أجمل كعمليات تصغير الأنف، أو تكبير وتصغير الصدر، وعمليات شفط الدهون، وكل هذه العمليات "تشفط" نقود من يخضعون لها بمزاجهم ورضاهم التام، وتضيّع الكثير من أوقاتهم وطاقاتهم.
استوقني قبل فترة أحد طلبة الجامعة، جرت بيننا دردشة سريعة على باب إحدى القاعات، سمحت لي هذه الدردشة بطرح سؤال شخصي بسيط على الطالب، برغم انني ممن لا يرغبون "بحشر أنوفهم" في أشكال الآخرين، الا أن مظهر هذا الشاب دفعني لسؤاله، قائلا له ما سر هذا الشكل ، - واقصد شكل شعره وطريقة تسريحه-، حيث بدا فوضوي وغير منظم ومرتب، قدرت أنه لم يمتلك الوقت الكافي في الصباح لتسريح شعره وتنظيمه، لكنه قطع شكي بيقينه قائلا: أنا قاصد هذا الشكل، فهذه تسريحة " موضة" اسمها "ديرتي ستايل"، فتعجبت وقلت له اي أنك قاصد أن تكون بهذا الشكل، فقال بكل تأكيد، فقلت له وما السر في ذلك، ربما لأنها سهلة وسريعة ولا تحتاج لبذل الوقت، فقال بالعكس، هذا الشكل الذي تراه أمامك يحتاج مني يوميا الى مدة نصف ساعة أمام المرآة، وجهد متواصل ومرهق إلى حد ما ليظهر بهذا المستوى، فإستبد بي العجب مرة اخرى قائلا له: انت تصرف كل يوم من وقتك نصف ساعة لتبدو بهذا المظهر، واردفت قائلا: يا رجل انا أصحو من نومي و آخذ دش الصباح وألبس ملابسي وأشرب الشاي وكل هذا في أقل من نصف ساعة.
قال لي ان "الديرتي ستايل" موضة شبابية جديدة، وطبعا أود التوضيح هنا للقارىء الكريم ان "الديرتي ستايل" المقصود به هو المظهر الفوضوي او كما نقول بالعامية " العفش" وليس المظهر القذر كما يمكن ترجمته حرفيا، وهو موضة دارجة عند البعض، ترافقها احيانا الملابس الشبابية الفوضوية والبناطيل " الساحلة" من الخلف في شكل غير متناسق وغير مرتب يتم بشكل مقصود ويحتاج الى وقت وجهد كل صباح يزيد عن النصف ساعة وربما اكثر.
شخصيا لا إعتراض عندي على ما يختاره الناس وما يحبون أن يكون عليه مظهرهم، ولا على تكاليف هذه المظاهر من الجهد والمال، ولا على رغبة البعض منهم في اجراء عمليات تجميل لتصحيح " ستايلاتهم"، واعتبر هذه المسائل شخصية بحتة، لكن اعتراضي أسجله هنا على الثقافة التي ترافق هذه الاهتمامات، ثقافة الاستهلاك والتقليد والتشبه بالآخرين، وصب الاهتمام على المظهر دون الجوهر، ثقافة تجعل من الانسان يصرف الكثير من وقته وجهده وربما ماله في سبيل الظهور " بستايل عفش" ، في حين لا يصرف شيء يُذكر على تحسين قدراته العقلية وتطويرها، وتثقيف نفسه، والاهتمام بمستقبله، صحيح أن من هؤلاء الناس من هو " ذوق" في تعامله وسلوكه ومنطقه مع الآخرين، لكن هذا لا يكفي ولا يشفع لإنسان اليوم الذي تواجهه تحديات عظيمة في حاضره ومستقبله، عليه الاستعداد نفسيا وعقليا وروحانيا للتغلب عليها.
لكم المحبة