أحمد صبر البلوي
09-17-2008, 12:54 AM
هذا لقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور / أسامة خياط إمام وخطيب المسجد الحرام
أجرته جريدة المدينة في شهر رمضان المبارك لعام 1429
وأترككم مع اللقاء
http://al-madina.com/node/53501
موسى بن ربيع البلوي
09-18-2008, 04:55 AM
شكراً لك أخي الغالي /
.
اللقاء /
خياط: وَصْمُ الإسلام بالإرهاب والتطرف افتئات يفتقر إلى البراهين
http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1221340405064863300.jpg (http://al-madina.com/node/53501)
الأحد, 14 سبتمبر 2008
محمد رابع سليمان - مكة تصوير - علي بخيت)
أكد فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام أن "ضعف العقيدة " و"اهتزاز المبادئ" وضعف وفقدان "الشخصية الإسلامية" هما من أعظم الأسباب التي أفضت إلى القعود عن مواجهة التحديات و العجز عن مغالبتها والصعود في وجهها مشيراً أن الأمة إن أرادت مواجهة التحديات فلا مناص لها من ذلك- وأولى الخطوات على هذه الطريق وأهمها وأعظمها أثراً هي تقوية العقيدة في قلوب أبناء الأمة ، فإن قوة العقيدة مع الالتزام الكامل بأحكام الإسلام كان العامل الجوهري والأساس في تحول الجيل الأول من المسلمين من ذلة الضعف وضعف الذلة والقلة والجهالة إلى عزة أمة قادت العالم قروناً وغيرت وجهة البشرية، وقال الخياط: إن وصم الأمة المسلمة قاطبةً بوصمة الإرهاب والتطرف أو "الغلو" هو من الافتئات ، والدعاوى التي تفتقر إلى البراهين ،وطالب بإنشاء قناة إسلامية في إحدى المدينتين "مكة المكرمة" أو "المدينة المنورة" لأن كل ما يصدر من رحاب الحرمين الشريفين يجد صدى هائلاً وأثراً بالغاً في كل أرجاء الدنيا ، جاء ذلك فى حوار شامل مع (المدينة) هذا نصه :
* (ماذا يعنى لكم شهر رمضان المبارك وهذه النفحات التى يعيشها المسلمون) ؟
لاشك أن الصيام مجالاً رحيبًا ومضمارًا واسعًا لإعداد لَبِنَات القوة في مختلف ميادينها ودروبها، فالإمساك بالنهار عن الأكل والشرب والشهوة، وما يصحبه من صبر على رهق الحرمان ومرارة الفقد، وإحياء الليل بالقيام في صبر على نصبه واستدامة على ذلك تنتظم أيام هذا الشهر ولياليَه إلى منتهاها، كل أولئك من أظهر عوامل الدُربة على تقوية الإرادة في تغيير هو مطمح أولي الأبصار، ومبتغى الذين أخبتوا إلى ربهم، وابتغوا إليه الوسيلة بكل سبيل، إنه تغيير في المسار، وتصويب في المسلك، فمن ذُلِّ الخطيئة إلى عِز الطاعة، ومن مهابط العجز والكسل إلى ذُرا الجدّ والعزم، والصيام بعْثاً للقوة التي وهنت أو خمدت، والإرادة التي استنامت أو ذوت، والعزيمة التي خارت أو استكانت، لتكون خير عدة يعتدّ بها لبلوغ الدرجات العلا، والظفر بسعادة العاجلة والعقبى في الحياة الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين. وإنَّ صيام هذا الشهر المبارك على ما أمر الله وبيَّنه رسول الله هو بمثابة رسالةٍ بالغة التأثير في الأفئدة والألباب، فمن حقِّ الأمة ومن واجبِها أن تقدِّم هذه الرسالةَ للعالمين برهاناً واضحاً على كمالِ الانقياد لله تعالى وتمام الإذعان لأمره ونهيه، وتقديمهما على كل المحبوبات، وعلى تزكية النفوس والترقي بها في مدارج الكمالات، وعلى توثيق عرى الأخوة بالشدِّ على الروابط، وإشاعة التراحم والتعاطف بين أبناء الأمة الواحدة .
* (يعيش العالم الإسلامي تحديات عظيمة في جميع الجوانب لتجعل من ضعيف العقيدة مهزوزا في دينه ومبادئه .. فكيف لنا مواجهة التحديات) ؟
أحسب أن الإجابة جاءت في ثنايا السؤال ، ذلك أن "ضعف العقيدة " و"اهتزاز المبادئ" أو ضعف وفقدان "الشخصية الإسلامية" هما من أعظم الأسباب التي أفضت إلى القعود عن مواجهة هذه التحديات أو العجز عن مغالبتها والصعود في وجهها فإن أرادت الأمة مواجهة هذه التحديات –ولا مناص لها من ذلك- فإن أولى الخطوات على هذه الطريق وأهمها وأعظمها أثراً هي تقوية العقيدة في قلوب أبناء الأمة ، فإن قوة العقيدة مع الالتزام الكامل بأحكام الإسلام كان العامل الجوهري والأساس في تحول الجيل الأول من المسلمين من ذلة الضعف وضعف الذلة والقلة والجهالة إلى عزة أمة قادت العالم قروناً وغيرت وجهة البشرية ، وسطرت أبهى وأجمل وأنقى الصحائف في سجل التاريخ ثم إن الحفاظ على "الشخصية المسلمة " بسماتها الفذة وخصائصها الفريدة والعناية بها ورعايتها حق رعايتها أعظم المعونة على مواجهة التحديات ، وعلى كل مسلم رضي بالله رباً وبالإسلام دينا ، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً دوره المتعين عليه في بناء هذه الشخصية وحمايتها وصد رياح "التذويب" و"التمييع" عن ساحتها ، سواءً كان ذلك في ميدان التربية أو الثقافة ، أو الإعلام أو الاقتصاد أو السياسة وحين تبقى للشخصية الإسلامية سماتها وحين تحفظ خصائصها ، وحين تتضافر كل الجهود لبناء عوامل الثقة بها يثمر ذلك للأمة قوة تعتد بها في مواجهة كافة التحديات ، وتستظل بها في كل النوازل .
* (أصبحت موجة التطرف واتهام المسلمين بالإرهاب والعنف أصبحت الشغل الشاغل لدى بعض وسائل الإعلام , فهل هناك تطرف حقيقي موجود ، وألا تعتقدون أن هذا افتراء يعمدون من خلاله إلى تشويه صورة الدين والمتدينين) ؟
لا ريب أن وصم الأمة المسلمة قاطبةً بوصمة الإرهاب والتطرف أو "الغلو" هو من الافتئات ، والدعاوى التي تفتقر إلى البراهين ، وتعزوها البينات والدعاوى إن لم يقيموا عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياءُ فجمهور المسلمين بحمد لله بريء كل البراءة من هذه الوصمة التي يجهد فريق من الأعداء جهده في إلصاقها به ليشينه بها وليرتقي بذلك إلى الطعن في الدين الذين يدينونه تنفيراً للناس منه ، وصداً لهم عن سبيله لكن وُجد مع ذلك –في كل أدوار التاريخ الإسلامي- طوائف من الغلاة الذين سلكوا مسلك التشديد والتضييق والتحجير الذي انتهى بهم إلى التكفير المفضي بدوره إلى استباحة الدماء المحرمة والأنفس المعصومة كما وقع من الخوارج مثلاً وبالرغم من شدة ضرر هذا المنهج على الإسلام وأهله وكونه عاملاً قدم أقوى عون للأعداء ، بتسهيل وصولهم إلى مقاصدهم في الكيد للدين والتنفير منه ، إلا أن هذا التيار ظل دائماً –على خطورته- بعيداً كل البعد عن أن يصور الواقع الصحيح لجمهور المسلمين وغالبية أبناء الأمة يرفضون الغلو بكل ضروبه ويستمسكون بالاعتدال والقصد والتوسط في الأمور ، لأنهم يعلمون أن الحسنة بين سيئتين ، وأن الغلو مذموم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مخالف لنهج سلف الأمة وخيارها وإذا كان انحراف فئة من المسلمين وخروجهم عن طريق جمهورهم والأكثرية منهم مسوغاً للطعن في المسلمين جميعاً والإزراء عليهم واتهامهم ووصمهم بوصمة الإرهاب والغلو ، فهل يقبلون -قياساً على ذلك- أن يوصف الشعب الأمريكي كله بالغلو والإرهاب لوجود جماعات إرهابية كثيرة فيه عرف أصحابها بأنهم غلاة كأشد ما يكون الغلو حتى إن بعضهم "كطائفة الديفيدين" مثلاً حملهم الغلو الشديد على الانعزال عن الناس وانتهاج سبيل العنف بحمل السلاح والتحصن في بعض المنازل ثم القتال الذي انتهى بهم إلى ما وصف بـ"أكبر انتحار جماعي" في التاريخ الحديث ؟!
* (أصبح الإعلام أحد الوسائل الرئيسية المؤثرة في اتجاه الناس .. فهل جاء الوقت لكي يكون هناك قناة فضائية إسلامية تنقل الحقائق للناس وتقدم الصورة المعتدلة للإسلام سواء للمسلمين أو غيرهم، وأين تقترحون موقعها، وماذا يقدم فيها، ولمن تبث) ؟
أذكر _ يا أخي محمد رابع _ أنك سألتني هذا السؤال في لقاء سابق فكان من الجواب عليه قولي: "نعم حان الوقت لكي تكون هناك "قناة فضائية إسلامية" مهمتها نقل حقائق هذا الدين وإذاعتها على الملأ وبيان الصورة الحقة الصادقة لهذه الشريعة الخالدة الخاتمة لكل الشرائع. وأرى أن وجود هذه القناة الإسلامية في إحدى المدينتين "مكة المكرمة" أو "المدينة المنورة" أمر ملائم جدا , لأن كل ما يصدر من رحاب الحرمين الشريفين يجد صدى هائلاً وأثراً بالغاً في كل أرجاء الدنيا , وأنه إذا أقيمت هذه القناة , وعهد بها إلى أهل الخبرة والاختصاص الصالحين المصلحين من أبناء هذه الأمة المسلمة , فإن أمثال هؤلاء الأخيار قادرون على إدارة شؤونها بكل كفاءة , وعلى وضع الخطط وإعداد البرامج الكفيلة بأداء رسالتها الحية الفاعلة المؤثرة على مستوى العالم كله". هذا ما قلته حول هذه القناة قبل بضع سنين حين لم يكن آنذاك هذا العدد الكبير من القنوات الطيبة مثل "قناة المجد الفضائية" التي بدأت "مجداً" واحداً فأصبحت اليوم "أمجاداً" حيث تتابعت قنواتها الفضائية في الإطلالة على المشاهدين حتى بلغ عدد هذه القنوات الآن (12) قناة تبث النافع الذي يمكث في الأرض إن شاء الله , وتتجنب بث الزبد الذي يذهب جُفاءً. وهكذا القنوات الطيبة النافعة الأخرى مثل "اقرأ" و "الرسالة" وغيرهما على ملاحظات تعكس تطلعات المحبين وتصور آمالهم في الارتقاء بهذه القنوات وتزيينها والبعد بها عن كل ما قد يشينها فيحمل المشاهدين على الإعراض عنها والانصراف إلى غيرها من القنوات التي لا تنهج هذا النهج القويم , ولا تقصد هذا المقصد السامي ألا وهو خدمة دين الله ونفع عباد الله. فأسأل الرحمن الرحيم رب العرش الكريم أن يديم التوفيق للقائمين على هذه القنوات الطيبة , وأن يجزل لهم المثوبة ويعظم لهم الأجر , وأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً , وأن ييسر لهم كل السبل لأداء رسالتهم العظيمة المباركة وأن يبلغ الجميع -فيما يرضيه- آمالهم ويحسن لنا ولهم العقبى بمنِّه وكرمه إنه أكرم مسؤول.
* (تعاني الدعوة الإسلامية من قلة الدعاة المتمكنين مع وجود الأقسام والكليات المتخصصة .. فما هو السبيل لإيجاد الداعية المتمكن) ؟
إن السبيل لإعداد الداعية المتمكن هو تربية جيل من أبناء الأمة المسلمة -في كل مصر من أمصارها- على كمال الإخلاص لله تعالى بابتغاء وجهه سبحانه والتجرد من أهواء النفس ورغباتها ومطامحها , والحذر من الإعجاب بالنفس , ومن حب الظهور وحب الثناء , إذ بدون هذا الإخلاص لله تعالى لن يكتب لأي جهد يبذل في هذا الميدان أي حظ من النجاح ولن يكون له - في دنيا الواقع- أيُّ تأثير ، ثم قيام كل من دور العلم - مدارس وجامعات ومعاهد ومراكز ونحوها - وأجهزة الإعلام , والساسة والقادة وصناع القرار وكافة شرائح المجتمع المسلم , بدوره الفاعل في بناء شخصية الداعية المسلم في توافق وتآلف وتعاون. حتى لا تتعارض الأهداف , ولا تتناقض الوسائل , ولا يهدم بعضنا ما يبنيه غيره وكما قيل :
* متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
ولم يعد خافياً ما تقدمه الأجهزة والمخترعات الحديثة والوسائل العصرية - كالقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت , والهواتف النقالة وغيرها - من معونة للداعية على أداء مهمته بما توفره من الإمكانات الهائلة التي كانت تعد إلى زمن قريب ضرباً من ضروب المحال.. فلا بد من تدريب الداعية على استخدام هذه الوسائل وتسخيرها لخدمة دين الله , وعدم الوقوف منها موقف الخائف المتشكك , أو الحذِر المعرِض ، ومن أظهر ما يجب العناية به عند إعداد الداعية الناجح التوجيه إلى معرفة المداخل إلى النفوس , ومراعاة أفهام المخاطبين واختلاف منازلهم من العلم وتباين مراتبهم من الوعي , ودرجة تقبلهم.
vBulletin® v4.2.5, Copyright ©2000-2024, تصميم الوتين (عبدالمنعم البلوي )watein.com